بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الطبري وابن إسحاق وابن مردويه أنه قال عمار : خرجنا مع النبي في غزوة العشيرة (١) فلما نزلنا منزلا نمنا ، فما نبهنا إلا كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام يا أبا تراب لما رآه ساجدا معفرا (٢) وجهه في التراب أتعلم من أشقى الناس؟ أشقى الناس اثنان : احيمر ثمود الذي عقر الناقة ، وأشقاها الذي يخضب هذه ووضع يده على لحيته.

وقال الحسن بن علي عليهما‌السلام وسئل عن ذلك فقال : إن الله يباهي بمن يصنع كصنيعك الملائكة ، والبقاع تشهد له ، قال : فكان عليه‌السلام يعفر خديه ويطلب الغريب من البقاع لتشهد له يوم القيامة ، فكان إذا رآه والتراب في وجهه يقول : يا أبا تراب افعل كذا ويخاطبه بما يريد.

وحدثني أبوالعلاء الهمداني بالاسناد عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في حديث أن عليا عليه‌السلام خرج مغضبا فتوسد ذراعه (٣) فطلبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى وجده فوكزه برجله فقال : قم فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب ، أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والانصار ولم اواخ بينك وبين أحد منهم؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ الخبر.

وجاء في رواية : أنه كني عليه‌السلام بأبي تراب لان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا علي أول من ينفض (٤) التراب من رأسه أنت ، وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه كان يقول : إنا كنا نمدح عليا إذا قلنا له « أبا تراب ».

وسموه أصلع قريش من كثرة لبس الخوذ على الرأس. وقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : أنا سيف الله على أعدائه ورحمته على أوليائه.

ابن البيع في اصول الحديث والخر كوشي في شرف النبي ، وشيرويه في الفردوس واللفظ له بأسانيدهم أنه كان الحسن والحسين في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يدعوانه

____________________

(١) غزوة العشيرة ويقال : العشير وذى العشيرة وهو موضع من بطن ينبع وسيأتى في ص ٦٤ ( ب ).

(٢) عفر وجهه في التراب : مرغه ودسه فيه.

(٣) توسد ذراعه : نام عليه وجعله كالوسادة له.

(٤) نفض الثوب : حركه ليزول عنه الغبار.

٦١

« يا أبه : ويقول الحسن لابيه « يا أبا الحسين » والحسين يقول « يا أبا الحسن » فلما توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دعواه « يا أبانا ». وفي رواية عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، ما سماني الحسن والحسين يا أبه حتى توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. وقيل : أبوالحسن مشتق من اسم الحسن.

النطنزي في الخصائص : قال داود بن سليمان : رأيت شيخا على بغلة قد احتوشته الناس ، فقلت : من هذا؟ قالوا : هذا شاه العرب (١) هذا علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢). قال صاحب كتاب الانوار : إن له في كتاب الله ثلاثمأة اسم فأما في الاخبار فالله أعلم بذلك ، ويسمونه أهل السماء « شمساطيل (٣) » وفي الارض « حمحائيل (٤) » وعلى اللوح (٥) « قنسوم » وعلى القلم « منصوم » وعلى العرش « معين (٦) » وعند رضوان « أمين » وعند الحور العين « أصب » وفي صحف إبراهيم « حزبيل » وبالعبرانية « بلقياطيس » و بالسريانية « شروحيل » وفي التوراة « إيليا » وفي الزبور « إريا » وفي الانجيل « بريا » وفي الصحف « حجر العين » وفي القرآن « عليا » وعندالنبي « ناصرا » وعندالعرب « مليا » وعند الهند « كبكرا » ويقال : لنكرا وعند الروم « بطريس » وعند الارمن « فريق » وقيل : اطفاروس وعند الصقلاب « فيروق » وعند الفرس « خير » وقيل : فيروز و عند الترك « ثبيرا وعنيرا » وقيل : راج وعند الخزر « برين » وعند النبط « كريا » وعند الديلم « بني » وعند الزنج « حنين » وعند الحبشة « بتريك » وقالوا : كرقنا وعندالفلاسفة « يوشع » وعند الكهنة « بوئ » وعند الجن « حبين » وعند الشياطين « مدمر » وعند المشركين « الموت الاحمر » وعندالمؤمنين « السحابة البيضاء » وعند والده « حرب »

____________________

(١) في المصدر : شاهانشاه العرب * أقول : فكأن الذين احتوشوا عنده من الاعاجم فاجابوه بلغتهم ( ب )

(٢) من اول ما رواه عن المناقب إلى هنا يوجد في المجلد الاول ٥٨٢ ٥٨٦. وبعده في المجلد الثانى ٥٦ ٥٨.

(٣) في المصدر : شمشاطيل خ ل.

(٤) في المصدر : حمجائيل خ ل.

(٥) في المصدر : وفى اللوح.

(٦) في المصدر : المعين.

٦٢

وقيل : ظهير وعند أمه « حيدرة » وقيل : أسد وعند ظئره « ميمون » وعندالله « علي ».

وسأل المتوكل زيدبن حارثة البصري المجنون عن علي عليه‌السلام فقال : على حروف الهجاء علي هو الآمر عن الله بالعدل والاحسان ، الباقر لعلوم الاديان ، التالي لسور القرآن ، الثاقب (١) لحجاب الشيطان ، الجامع لاحكام القرآن (٢) ، الحاكم بين الانس والجان ، الخلي من كل زور وبهتان ، الدليل لمن طلب البيان ، الذاكر ربه في السرو الاعلان ، الراهب (٣) ربه في الليالي إذا اشتد الظلام ، الرائد الراجح بلانقصان ، الساتر لعورات النسوان ، الشاكر لما أولى (٤) الواحد المنان ، الصابر يوم الضرب والطعان (٥).

الضارب بحسامه (٦) رؤوس الاقران. الطالب بحق الله غير متوان (٧) ولا خوان ، الظاهر على أهل الكفر والطغيان ، العالي علمه على أهل الزمان ، الغالب بنصر الله للشجعان ، الفالق (٨) للرؤوس والابدان ، القوي الشديد الاركان ، الكامل الراجح بلا نقصان ، اللازم لاوامر الرحمن ، المزوج بخير النسوان ، النامي ذكره في القرآن ، الولي لمن والاه بالايمان ، الهادي إلى الحق لمن طلب البيان ، اليسر السهل لمن طلبه بالاحسان (٩).

١٣ ـ يف : روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الحادي والعشرين من المتفق عليه من مسند سهل بن سعد أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال : هذا فلان أمير المدينة يذكر عليا عليه‌السلام عند المنبر ، قال : فيقول ماذا؟ قال : يقول له أبا تراب ،

____________________

(١) ثقب الشئ : خرقه.

(٢) في المصدر الجامع أحكام القرآن.

(٣) * أقول : الراهب : ههنا بمعنى : الخائف ، من الرهبة لا من الرهبانية ( ب ).

(٤) أولاه معروفا : صنعه إليه.

(٥) طعنه بالرمح : ضربه.

(٦) الحسام بضم الحاء السيف القاطع.

(٧) التوانى : الفتور والتقصير.

(٨) فلق الشئ : شقه.

(٩) مناقب آل أبى طالب ٢ : ٥٦ ٥٨.

٦٣

فضحك وقال : ما سماه به إلا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وما كان له اسم أحب إليه منه ، فاستعظمت الحديث وقلت : يا أبا عباس كيف كان ذلك؟ قال : دخل علي عليه‌السلام على فاطمة عليها‌السلام ثم خرج فاضطجع في المسجد ، فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على ابنته فاطمة عليها‌السلام وقبل رأسها ونحرها وقال لها : أين ابن عمك؟ قالت : في المسجد فخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلط (١) التراب إلى ظهره ، فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول : اجلس أبا تراب مرتين (٢).

١٤ ـ مد : من مسند أحمد بن حنبل : روى عبدالله بن أحمد عن والده ، عن علي بن بحر ، عن عيسى بن يونس ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي ، عن محمد بن خيثم بن زيد (٣) ، عن عمار بن ياسر قال : كنت أنا وعلي عليه‌السلام رفيقين في غزاة ذي العشيرة ، فلما نزلها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأقام بها رأينا ناسا من بني مذحج (٤) يعملون في عين لهم في نخل ، فقال علي عليه‌السلام : يا أبا اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر (٥) كيف يعملون؟ فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ، ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلي فاضطجعنا في صور النخل (٦) ، ثم جمعنا (٧) من التراب فنمنا ، فوالله ما أهبنا (٨) إلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحركنا برجله ويبرينا (٩) من تلك الدقعاء ، فيومئذ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : « يا أبا تراب » لما عليه (١٠) من التراب ، قال : ألا أحدثكما (١١) بأشقى الناس رجلين؟

____________________

(١) في المصدر و ( د ) : خلص.

(٢) الطرائف : ٢٠.

(٣) في المصدر : محمد بن خيثم بن أبي يزيد.

(٤) كذا في المصدر ، وفى نسخ الكتاب ( بنى مدحج ) وهو مصحف.

(٥) في المصدر : أن تأتى هؤلاء وتنظر.

(٦) في المصدر : في صور من النخل. والصور بفتح الصاد سيأتى معناه في البيان.

(٧) كذا في ( ك ) وفى غيره من نسخ الكتاب ( رفعنا ) وفى المصدر : دقعنا.

(٨) أهبه من نومه : أيقظه.

(٩) في المصدر و ( د ) : تتربنا.

(١٠) في المصدر : لمايرى عليه.

(١١) في المصدر : ألا احدثكم.

٦٤

قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : أخو ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك يا علي على هذه يعني قرنه حتى تبل منه هذه عني لحيثه.

ومن الجزء الاول من صحيح البخاري (١) عن قتبية بن سعيد ، عن عبدالعزيز بن أبي حازم ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد مثل مامر في رواية السيد عن الحميدي.

ومن صحيح البخاري (٢) أيضا في الجزء الرابع من الاجزاء الثمانية ، عن عبدالله بن مسلمة ، عن عبدالعزيز مثله.

ومن صحيح مسلم (٣) في ثالث كراس من الجزء الرابع من أجزاء ستة ، عن قتيبة ابن سعيد ، عن عبدالعزيز بن أبي حازم ، عن سهل بن سعد قال : كان استعمل رجل على المدينة (٤) من آل مروان ، فدعا سهل بن سعد وأمره (٥) أن يشتم عليا عليه‌السلام قال : فأبى سهل فقال : أم (٦) إذا أبيت فقل : لعن الله أبا تراب ، فقل سهل : ما كان لعلي عليه‌السلام اسم أحب إليه من أبي تراب وإن كان ليفرح إذا دعي بها ، فقال له : أخبرنا عن فضيلته [ قصته ] لم سمي أبا تراب؟ قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت ، فقال : أين ابن عمك؟ فقالت : كان بيني وبينه شئ فغاضبني (٧) فخرج ولم يقل (٨) عندي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لانسان : انظر أين هو؟ فقال : يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاءه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب ، فجعل رسول الله يمسحه عنه ويقول : قم أباتراب (٩).

ولو أنصفت في حكمها أم مالك

إذا لرأت تلك المساوي محاسنا

____________________

(١) ١ : ٥٩.

(٢) ٢ : ١٨٦.

(٣) ٧ : ١٢٣ و ١٢٤.

(٤) في العمدة وصحيح مسلم : قال : استعمل على المدينة رجل اه.

(٥) في العمدة وصحيح مسلم : فأمره.

(٦) في العمدة : فقال : اذ أبيت وفى صحيح مسلم : فقال له : اما إذا بيت.

(٧) في العمدة : فغاضبنى عليه.

(٨) من قال يقيل قيلا وقيلولة : نام في منتصف النهار.

(٩) في صحيح مسلم. قم أبا التراب قم أبا التراب.

٦٥

ومن مناقب الفقيه أبي الحسن بن المغازلي روى الخبر الاول الذي من مسند ابن حنبل (١) ، عن أحمد بن محمد بن عبدالوهاب ، يرفعه إلى عمار ، والثاني الذي رواه من البخاري موافقا لرواية السيد عن الحميدي ، فإنه رواه عن يحيى بن أبي طالب عن محمد بن الصلت ، والثالث الذي رواه من صحيح مسلم فإنه روى عن القاضي أبويوسف بن رباح يرفعه إلى سهل بن سعد (٢).

أقول : روي ابن الاثير في جامع الاصول عن الصحيحين مثل مامر برواية الحميدي في تسمية أبي تراب.

بيان : في القاموس : الصور : النخل الصغار أو المجتمع وأصل النخل (٣). وقال : الدقعاء : التراب (٤).

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : هو أبوالحسن علي بن أي طالب واسمه. عبد مناف بن عبدالمطلب واسمه شيبة بن هاشم واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي ، والغالب عليه من الكنية أبوالحسن ، وكان ابنه الحسن عليه‌السلام يدعوه في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله أبا الحسين ، ويدعوه الحسين عليه‌السلام أبا الحسن ، ويدعو ان رسول الله أباهما ، فلما توفي النبي (ص) دعواه بأبيهما ، وكناه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبا تراب : وحده نائما ، في تراب قد سقط عنه رداؤه وأصاب التراب جسده ، فجاء حتى جلس عند رأسه وأيقظه ، وجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول له : اجلس إنما أنت أبوتراب ، فكانت من أحب كناه صلوات الله عليه إليه ، وكان يفرح إذا دعي بها ، فدعت بنو امية خطباءها يسبوه بها على المنابر ، وجعلوها نقيصة له ووصمة (٥) عليه ، فكأنما كسوه بها الحلي والحلل كما قال الحسن البصري.

____________________

(١) في العمدة : من مسند احمد بن حنبل.

(٢) العمدة : ١٢ ١٤.

(٣) القاموس المحيط ٢ : ٧٣.

(٤) القاموس المحيط ٣ : ٢١.

(٥) الوصمة : العيب والعار.

٦٦

وكان اسمه الاول الذي سمته به امه « حيدرة » باسم أبيها أسد بن هاشم ، والحيدرة : الاسد ، فغير أبوه اسمه وسماه عليا : وقيل : إن حيدرة اسم كانت قريش تسميه به ، والقول الاول أصح يدل عليه خبره يوم برز إليه مرحب وارتجز عليه فقال : « أنا الذي سمتني امي مرحبا » فأجابه : « أنا الذي سمتني امي حيدرة » وتزعم الشيعة أنه خوطب في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأميرالمؤمنين ، خاطبه بذلك جملة المهاجرين والانصار ، ولم يثبت ذلك في أخبار المحدثين (١) ، إلا أنهم قد رووا ما يعطي هذا المعنى وإن لم يكن اللفظ بعينه، وهو قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) : « أنت يعسوب الدين والمال يعسوب الظلمة ».

وفي رواية اخرى : « هذا يعسوب المؤمنين وقائد الغر المحجلين ». واليعسوب ذكر النحل وأميرها ، روى هاتين الروايتين أحمد بن حنبل في المسند وفي كتابه فضائل الصحابة ، ورواهما أبونعيم الحافظ في حلية الاولياء ، ودعي بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بوصي رسول الله (ص) لوصايته إليه بما أراده ، وأصحابنا لا ينكرون ذلك ولكن يقولون : إنما لم تكن وصيته بالخلافة (٣) بل بكثير من المتجد دات بعده أفضى بها إليه (٤).

____________________

(١) سيأتى الروايات الواردة في ذلك الدالة على خطابه عليه‌السلام بأميرالمؤمنين في حياة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٢) في المصدر : قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٣) في المصدر : وصية بالخلافة.

(٤) شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ١ : ٥. وليت شعرى ما المراد من المتجددات الحادثة بعد النبي (ص)؟ فان كانت متعلقة بالدين ومتمملة بالدين ومتممة له فهذا خلاف نص القرآن كما هو ظاهر ، وان كانت النظارة في أمور المسلمين ورعاية احكام الدين واجراؤها بينهم فهذا معنى الخلافة ، لكن التعصب والعناد يمنعان عن إدراك الحق والاقرار به أعاذنا الله بحفظه.

٦٧

٣

( باب )

* ( نسبه وأحوال والديه عليه وعليهما‌السلام ) *

أقول : قدمر بعض فضائلهما في باب أحوال عبدالمطلب وباب أحوال عبدالله وآمنة.

١ ـ لى : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن سهل ، عن ممد ن سنان ، عن عمرو بن ثابت ، عن حبيب بن أبي ثابت رفعة قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على عمه أبي طالب وهو مسجى ، فقال : يا عم كفلت يتيما وربيت صغيرا ونصرت كبيرا ، فجزاك الله عني خيرا ، ثم أمر عليا بغسله (١).

٢ ـ لى : العطار ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن جعفر ، عن محمد بن عمر الجرجاني قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام : أول جماعة كانت أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يصلي وأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب معه ، إذمر أبوطالب به وجعفر معه ، قال : يا بني صل جناح ابن عمك ، فلما أحسه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تقدمهما ، وانصرف أبوطالب مسرورا وهو يقول :

إن عليا وجعفرا ثقتي

عند ملم الزمان والكرب

والله لا أخذل النبي ولا

يخذله من بني ذو حسب

لاتخذلا وانصرا ابن عمكما

أخي لامي من بينهم وأبي

قال : فكانت أول جماعة جمعت ذلك اليوم (٢)

أقول : روى السيد في الطرائف عن أبي هلال العسكري من كتبا الاوائل مثله (٣).

____________________

(١) امالى الصدوق : ٢٤٣.

(٢) امالى الصدوق : ٣٠٤.

(٣) الطرائف : ٨٧.

٦٨

بيان : « صل جناح ابن عمك » كأنه بالتخفيف أمرا من تل ، أي تمم جناحه ، فإن أميرالمؤمنين عليه‌السلام كان أحد جناحيه ، وبه كان يتم الجناحان ، ويحتمل التشديد أيضا فإن الجناح يكون بمعنى الجانب والكنف والناحية ، والاول أبلغ وأظهر. ٣ ج : عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام أن أميرالمؤمنين عليه‌السلام كان ذات يوم جالسا في الرحبة والناس حوله مجتمعون ، فقام إليه رجل فقال : يا أميرالمؤمنين أنت بالمكان الذي أنزلك الله به وأبوك معذب في النار؟! فقال له علي عليه‌السلام : مه (١) فض الله فاك ، والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الارض لشفعه الله فيهم ، أبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟ والذي بعث محمدا بالحق نبيا ، إن نور أبي يوم القيامة يطفئ أنوار الخلائق (٢) إلا خمسة أنوار : نور محمد (ص) ونوري ونور الحسن والحسين (٣) ونور تسعة من ولد الحسين ، فإن نوره من نورنا الذي (٤) خلقه الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألفي عام (٥).

ما : الحسين بن عبيدالله ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن همام ، عن علي بن الحسين الهمدانى ، عن محمد البرقي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عنه عليه‌السلام مثله (٦).

بيان : في رواية الشيخ بعد قوله : « ونوري » « ونور فاطمة » وعلى هذا فالخمسة إما مبني إلى اتحاد نوري محمد وعلي صلوات الله عليهما ، أو اتحاد نوري الحسنين عليهما‌السلام بقرينة عدم توسط النور في البين ، ويحتمل أن يكون قوله : « ونور تسعة » معطوفا على

____________________

(١) قال الجزرى في النهاية ( ٤ : ١١٦ ) : وقد تكرر في الحديث ذكر ( مه ) ، وهو اسم مبنى على السكون بمعنى اسكت.

(٢) في المصدر : ليطفئ أنوار الخلائق كلهم.

(٣) في المصدر : ونور الحسن ونور الحسين.

(٤) ليست كلمة ( الذى ) في المصدر. وفى الامالى : لان نوره اه.

(٥) الاحتجاج : ١٢٢.

(٦) امالى الشيخ : ١٩٢.

٦٩

الخمسة (١).

٤ ـ لى : ابن مسرور ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الاعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن عبدالله ابن عباس قال : أقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام ذات يوم إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله باكيا وهو يقول : « إنا لله وإنا إليه راجعون » فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مه (٢) يا علي؟ فقال علي : يا رسول الله ماتت امي فاطمة بنت أسد ، قال : فبكى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : رحم الله امك يا علي ، أما إنها إن كانت لك اما فقد كانت لي اما ، خذ عمامتي هذه وخذثوبي ، هذين فكفنها فيهما ومر السناء فليحسن غسلها ، ولا تخرجها حتى أجئ فإلي أمرها.

قال : وأقبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ساعة واخرجت فاطمة ام علي عليه‌السلام فصلى عليها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة لم يصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة ، ثم كبر عليها أربعين تكبيرة ثم دخل إلى القبر فتمدد فيه ، فلم يسمع له أنين ولا حركة ، ثم قال : يا علي ادخل يا حسن ادخل ، فدخلا القبر ، فلما فرغ مما احتاج إليه قال له : يا علي اخرج يا حسن اخرج ، فخرجا ثم زحف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى صار عند رأسها ، ثم قال : يا فاطمة أنا محمد سيد ولد آدم ولا فخر ، فإن أتاك منكر ونكير فسألاك من ربك؟ فقولي : الله ربي ، ومحمد نبيي ، والاسلام ديني ، والقرآن كتابي ، وابنئ امامي ووليي ، ثم قال : اللهم ثبت فاطمة بالقول الثابت ، ثم خرج من قبرها وحثا عليها حثيات (٣) ، ثم ضرب بيده اليمنى على اليسرى فنفضهما ، ثم قال : والذي نفس محمد ببده لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي.

فقام إليه عمار بن ياسر فقال : فداك أبي وامي يا رسول الله صليت عليها صلاة

____________________

(١) فيما عندنا من نسخة الامالى كذا : نور محمد ونورى ونور فاطمة ونورى الحسن والحسين ومن ولده من الائمة.

(٢) ليست في المصدر كلمة ( مه ) وهى ( ما ) الاستفهامية لحقتها هاء السكت.

(٣) حثا التراب : صبه. والحشى : ما غرف باليد من التراب وغيره.

٧٠

لم تصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة ، فقال : يا أبا اليقظان وأهل ذلك هي مني ، لقد كان لها (١) من أبي طالب ولد كثير ولقد كان خيرهم كثيرا وكان خيرنا قليلا ، فكانت تشبعني وتجيعهم ، وتكسوني وتعريهم ، وتدهنني وتشعثهم ، قال : فلم كبرت عليها أربعين تكبيرة يا رسول الله؟ قال : نعم يا عمر التفت عن يميني فنظرت إلى أربعين صفا من الملائكة فكبرت لكل صف تكبيرة ، قال : فتمد دك في القبر ولم يسمع لك أنين ولا حركة؟ قال : إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة ولم أزل أطلب إلى ربي عزوجل أن يبعثها ستيرة ، والذي نفس محمد بيده ماخرجت من قبرها حتى رأيت مصباحين من نور عند رأسها ومصباحين من نور عند يديها ومصباحين من نور عند رجليها ، وملكيها الموكلين بقبرها ، يستغفر ان لها إلى أن تقوم الساعة (٢).

ضه : عن ابن عباس مثله ، قال : وروي في خبر آخر طويل أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا عمار إن الملائكة قد ملات الافق ، وفتح لها باب من الجنة ، ومهدلها مهاد من مهاد الجنة ، وبعث إليها بريحان من رياحين الجنة ، فهي في روح وريحان وجنة ونعيم ، و قبرها روضة من رياض الجنة (٣).

بيان : الزحف : العدو (٤). والاشعث : المغبر الرأس.

٥ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن أبي الحسن العبدي (٥) ، عن الاعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن عبدالله بن عباس ، عن أبيه قال : قال أبوطالب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا ابن أخ ، الله أرسلك؟ قال : نعم ، قال : فأرني آية ، قال : ادع لي تلك الشجرة ، فدعاها فأقبلت حتى سجدت بين يديه ثم انصرفت ، فقال أبوطالب :

____________________

(١) في المصدر : ولقد كان لها.

(٢) امالى الصدوق. ١٨٩ و ١٩٠.

(٣) روضة الواعظين : ١٢٣.

(٤) * أقول : الزحف : هو الدبيب على الركبتين قليلا ، كما يقال ( زحف العسكر إلى العدو ) اذا مشوا إليهم في ثقل لكثرتهم ، فكان في كلامه سقط ، ( ب ).

(٥) في المصدر : البغدادى.

٧١

أشهد أنك صادق ، يا علي صل جناح ابن عمك (١).

قب : ابن عباس ، عن أبيه مثله (٢).

٦ ـ لى : ابن الوليد ، عن الحسن بن متيل ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن مروان بن مسلم ، عن ثابت بن دينار الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن عباس أنه سأله رجل فقال له : يا ابن عم رسول الله ، أخبرني عن أبي طالب هل كان مسلما؟ فقال (٣) : وكيف لم يكن مسلما وهو القائل :

وقد علموا أن ابننا لا مكذب

لدينا ولا يعبأ بقول الاباطل

إن أبا طالب كان مثله كمثل أصحاب الكهف حين أسروا الايمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين (٤).

أقول : رواه السيد فخار بن معد الموسوي ، عن شاذان بن جبرئيل ، بإسناده إلى ابن الوليد (٥).

٧ ـ لى : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن المنذر بن محمد ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : مثل أبي طالب مثل أهل الكهف حين أسروا الايمان وأظهروا الشرك ، فآتاهم الله أجرهم مرتين (٦).

كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عنه عليه‌السلام مثله (٧).

____________________

(١) امالى الصدوق : ٣٦٥ أقول : والظاهر مما تقدم أن الصحيح : يا جعفر صل جناح ابن عمك.

(٢) مناقب آل أبي طالب ١ : ٨٨.

(٣) في المصدر : قال.

(٤) امالى الصدوق : ٣٦٦.

(٥) الحجة على الذاهب إلى تكفير ابى طالب : ٩٤.

(٦) امالى الصدوق : ٣٦٦.

(٧) اصول الكافى ١ : ٤٤٨.

٧٢

٨ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن سعد بن عبدالله ، عن جماعة من أصحابنا ، عن أحمد بن هلال ، عن امية بن علي القيسي ، عن درست بن أبي منصور ، أنه سأل أبا الحسن الاول : أكان رسول الله محجوجا بأبي طالب؟ فقال عليه‌السلام : لا ولكن (١) كان مستودعا للوصايا فدفعها إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : قلت : فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به؟ فقال : لوكان محجوجا به ما دفع إليه الوصية ، قال : فقلت : فما كان حال أبي طالب؟ قال : أقر بالنبي وبما جاء به ودفع إليه الوصايا ومات من يومه (٢).

بيان : أي هل كان أبوطالب حجة على رسول الله إماما له؟ فأجاب عليه‌السلام بنفي ذلك معللا لانه كان مستودعا للوصايا ، دفعها إليه لا على أنه أوصى إليه وجعله خليفة له

____________________

(١) في المصدر : ولكنه.

(٢) اصول الكافي ١ : ٤٤٥. * أقول روى المصنف قده في المجلد السادس : ( باب علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب وآثار الانبياء ومن دفعه اليه ). من كتاب كمال الدين حديثا هكذا.

ك ابى وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن جماعة من أصحابنا الكوفيين ، عن ابن بزيع ، عن أمية بن علي ، عن درست الواسطى ، أنه سأل أبالحسن موسى عليه‌السلام : أكان رسول الله محجوجا بآبى؟ قال عليه‌السلام : لا ولكنه كان مستودعا للوصايا فدفعها إليه ، قال : قلت : فدفعها اليه على أنه محجوج به؟ فقال : لوكان محجوجا به لما دفع إليه الوصايا : قلت : فما كان حال آبى؟ قال : أقر بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبما جاء به ودفع اليه الوصايا ومات آبى من يومه.

ثم قال رحمة الله : بيان : روى الكلينى هذا الخبر عن درست مثله الا أن فيه : كان رسول الله محجوجا بأبى طالب ، وكذا في آخر الخبر : فما كان حال أبى طالب ، والظاهر أن احدهما تصحيف الاخر لوحدة الخبر.

* أقول : فالمصنف قده عند ما يكتب هذا الخبر قد غفل عما قاله في المجلد السادس وقد كتبنا هناك : أن آبى ومثله آية « بامالة الياء والتاء » من ألقاب علماء النصارى وكان آبى هذا : اسمه بالط « على مامر في ذاك الباب من الاخبار » فصحف « ابى بالط » في نسخ الكافى بـ « ابى طالب » ولوكان ذاك المستودع الموصايا هو أبا طالب بن عبدالمطلب ، لما أخر الاداء والدفع إلى يوم وفاته بل الظاهر أن الثانى عشر من اوصياء عيسى عليه‌السلام لما لم يكن ل ان يوصى إلى أحد ، استودع الوصايا حين وفاته عند من يوصلها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فكان آبى بالط آخر المستودعين الذين تناهت اليهم الوصايا فقدم إلى النبى لاداء الوديعة فدفع الوصايا اليه والدفع انما يقال : لا يصال الرجل ماليس له ، إلى صاحبه ، فلو كان النبي محجوجا به لما كان يقدم اليه لدفع الوصايا بل كان على النبى ان يقدم إليه لاخذ الوصايا كما هو سيره الاوصياء و الكعبة يزار ولا يزور. راجع ج ١٧ ص ١٤٠ « ب ».

٧٣

ليكون حجة عليه ، بل كما يوصل المستودع الوديعة إلى صاحبها ، فلم يفهم السائل ذلك وأعاد السؤال وقال : دفع الوصايا مستلزم لكونه حجة عليه؟ فأجاب عليه‌السلام بأنه دفع إليه الوصايا على الوجه المذكور وهذا لا يستلزم كونه حجة بل ينافيه (١).

وقول عليه‌السلام : « مات من يومه » أي يوم الدفع لا يوم الاقرار ، ويحتمل تعلقه بهما ويكون المراد الاقرار الظاهر الذي اطلع عليه غيره صلى‌الله‌عليه‌وآله. هذا أظهر الوجوه عندي في حل الخبر ويحتمل وحوها اخر :

منها أن يكون المعنى. هل كان الرسول محجوجا مغلوبا في الحجة بسبب أبي طالب حيث قصر في هدايته إلى الايمان ولم يؤمن؟ فقال عليه‌السلام : ليس الامر كذلك لانه كان قدآمن وأقر ، وكيف لا يكون كذلك والحال أن أبا طالب كان من الاوصياء ، وكان أمينا على وصايا الانبياء وحاملا لها إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال السائل : هذا موجب لزيادة الحجة عليهما (٢) حيث علم نبوته بذلك ولم يقر ، فأجاب عليه‌السلام بأنه لو لم يكن مقرا لم يدفع الوصايا إليه.

ومنها أن المعنى : ولو كان محجوجا به وتابعا له لم يدفع الوصية إليه بل كان ينبغي أن تكون عند أبي طالب ، فالوصايا التي ذكرت بعد غير الوصية الاولى ، واختلاف التعبير يدل عليه ، فدفع الوصية كان سابقا على دفع الوصايا وإظهار الاقرار ، وأن دفعها كان في غير وقت ما يدفع الحجة إلى المحجوج ، بأن كان متقدما عليه ، أو أنه بعد دفعها اتفق موته ، والحجة يدفع إلى المحجوج عند العلم بموته ، أودفع بقية الوصايا ، فأكمل الدفع يوم موته.

٩ ـ ع ، ل : حدثنا أبومحمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيدالله (٣)

____________________

(١) فان ابا طالب لوكان حجة لما جاز له ان يدفع الوصايا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بل كان له ان يحفظها عنده ، فبهذا الدفع يستدل على عدم كونه حجة كما يستدل على ايمانه برسول الله ايضا ، فانه ولولم يكن مؤمنا به ومقرا بنبوته لما دفعها إليه.

(٢) أما على ابى طالب فواضح لعدم ايمانه واقراره مع علمه بنبوته ، واما على رسول الله فلا وجه لزيادة الحجة عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله كما لا يخفى ومن هنا يظهران الصحيح : ( هذا موجب لزيادة الحجة عليه ).

(٣) كذا في نسخ الكتاب والمصدر. وفى جامع الرواة ( عبدالله ) راجع ج ١ : ٢٢٦.

٧٤

ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن جده يحيى ، عن إبراهيم بن محمد بن يوسف المقدسي ، عن علي بن الحسن ، عن إبراهيم بن رستم ، عن أبي حمزة السكوني ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن عبدالرحمن بن سابط قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعقيل : إني لاحبك يا عقيل حبين : حبا لك وحبالحب أبي طالب لك (١).

١٠ ـ ما : قد مر في خبر الاستسقاء أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما دعا فاستجيب له ضحك و قال : لله در أبي طالب لوكان حيا لقرت عيناه ، من ينشدنا قوله؟ ، فقام عمر بن الخطاب فقال : عسى أردت يا رسول الله :

وما حملت من ناقة فوق ظهرها * أبر وأو في ذمة من محمد فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس هذا من قول أبي طالب هذا من قول حسان بن ثابت (٢) ، فقام علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : كأنك أردت يا رسول الله :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ربيع اليتامى عصمة للارامل

تلوذبه الهلاك من آل هاشم

فهم عنده في نعمة وفواضل

كذبتم وبيت الله يبزى محمد

ولما نماصع دونه ونقاتل

ونسلمه حتى نصرع حوله

ونذهل عن أبنائنا والحلائل (٣)

بيان : الهلاك : الفقراء ، جمع الهالك. وقال الجزري : في قصيدة أبي طالب يعاتب قريشا في أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

كذبتم وبيت الله يبزى محمد

ولما نطاعن دونه ونناضل

يبزى أي يقهر ويغلب ، أراد : لايبزى فخذف « لا » من جواب القسم وهي مرادة ،

____________________

(١) علل الشرائع : ٥٦. الخصال ١ : ٣٨.

(٢) انظر إلى سعة اطلاعه وتبحره في فنون العلم : بحيث لايدرى أولا ان الشعر من حسان بن ثابت لا من أبى طالب : وثانيا لا يدرك مقتضى الحال : سلمنا أن الشعر لا بى طالب لكن الحال لا يقتضى انشاده ، ثم اعجب من هذا الذى يعجز عن درك صغار الامور كيف يباشر كبارها ويزعم أنه خليفة رسول الله في ارضه وحجته على خلقه.

(٣) امالى الشيخ : ٤٦ وقد مر في ج ١٨ ص ٢.

٧٥

أي لايقهر ولم نقاتل عنه وندافع (١). وقال : المعاصعة : المجادلة والمضاربة (٢).

١١ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن عبدالرحمن ، عن أبي إسحاق ، عن العباس بن معبد بن العباس ، عن بعض أهله ، عن العباس بن عبدالمطلب أنه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة قال له نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا قل كلمة واحدة أشفع لك بها يوم القيامة « لا إله إلا الله » فقال : لولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة لاقررت عينيك (٣) ، ولو سألتني هذه في الحياة لفعلت ، قال : وعنده جميلة بنت حرب حمالة الحطب ، وهي تقول له : يا أبا طالب مت على دين الاشياخ! قال : فلما خفت صوته فلم يبق منه شئ قال : حرك شفتيه ، قال العباس (٤) : وأصغيت إليه فقال قولا خفيفا « لا إله إلا الله » فقال العباس للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا ابن أخي قد والله قال الذي سألته ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لم أسمعه (٥).

بيان : الغضاضة بالفتح الذلة والمنقصة. أقول : لعل المنقصة من أجل أنه يقال : كان في تمام عمره على الباطل ولما كان عند الموت رجع عنه؟! ولعله على تقدير صحة الخبر إنما كلفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إظهار الاسلام مع علمه بتحققه ليعلم القوم أنه مسلم ، وامتناعه من ذلك كان خوفا من أن يعيش بعد ذلك ولا يمكنه نصره وإعانته ، فلما أيس من ذلك أظهر الايمان.

١٢ ـ ع : الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، عن جده ، عن بكر بن عبدالوهاب ، عن عيسى بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دفن فاطمة بنت أسد بن هاشم وكانت مهاجرة مبايعة بالروحاء مقابل حمام أبي قطيعة قال : وكفنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قميصه ونزل في قبرها وتمرغ في لحدها ، فقيل له في ذلك ، فقال إن أبي (٦) هلك

____________________

(١) النهاية ١ : ٧٨.

(٢) النهاية ٤ : ٩٧.

(٣) في المصدر : لاقررت بعينيك. والفرق واضح.

(٤) في المصدر : فقال العباس.

(٥) امالى الشيخ : ١٦٦ و ١٦٧.

(٦) في ( ك ) فقال : أبي هلك.

٧٦

وأنا صغير ، فأخذتني هي وزوجها فكانا يوسعان علي ويؤثر اني على أولادهما ، فأحببت أن يوسع الله عليها قبرها (١).

١٣ـ ع : الحسن بن محمد العلوي ، عن جده ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن فاطمة بنت أسد بن هاشم أوصت إلى رسول الله (ص) فقبل وصيتها ، فقالت : يا رسول الله إني أردت أن أعتق جاريتي هذه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما قدمت من خير فستجدينه ، فلما ماتت رضوان الله عليها نزع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قميصه ، وقال : كفنوها فيه ، واضطجع في لحدها ، فقال : أما قميصي فأمان لهايوم القيامة ، وأما اضطجاعي في قبرها فليوسع الله عليها (٢).

١٤ ـ مع : ابن موسى ، عن الكليني ، عن الحسن بن محمد ، عن محمد بن يحيى الفارسي ، عن أبي حنيفة محمد بن يحيى ، عن الوليدين أبان ، عن محمد بن عبدالله بن مسكان ، عن أبيه ، قال : قال : أبو عبدالله عليه‌السلام : إن فاطمة بنت أسد رحمها الله جاءت إلى أبي طالب رحمه‌الله تبشره (٣) بمولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها أبوطالب : إصبري لي سبتا آتيك بمثله إلا النبوة. وقال : السبت ثلاثون سنة ، وكان بين رسول الله (ص) وأميرالمؤمنين عليه‌السلام ثلاثون سنة (٤).

بيان : قال الفيروز آبادي : السبت : الدهر (٥).

١٥ ـ مع : المكتب (٦) والوراق ، والهمداني ، جميعا ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضل ، قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام آمن (٧) أبوطالب بحساب الجمل ،

____________________

(١) علل الشرائع : ١٦٠.

(٢) علل الشرائع : ١٦٠.

(٣) مبشرة خ ل.

(٤) معانى الاخبار : ٤٠٣.

(٥) القاموس ١ : ١٤٩.

(٦) في المصدر : المؤدب.

(٧) في المصدر : أسلم.

٧٧

وعقد بيده ثلاثة وستين (١). ثم قال عليه‌السلام : إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف ، أسروا الايمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين (٢).

١٦ ـ كا : علي بن محمد بن عبدالله ، ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن عبدالله رفعه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن أبا طالب أسلم بحساب الجمل ، قال : بكل لسان (٣).

١٧ ـ كا : محمد بن عبدالله (٤) ، عن أحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى ، عن أبيهما ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن أبي عبدالله : عليه‌السلام قال : أسلم أبوطالب بحساب الجمل ، وعقد بيده ثلاثا وستين (٥).

١٨ ـ قب : تفسير الوكيع قال : حدثني سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي ذر الغفاري قال : والله الذي لا إله إلا هو ما مات أبوطالب حتى أسلم بلسان الحبشة وقال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتفقه الحبشة؟ قال : يا عم إن الله علمني جميع الكلام ، قال : « يا محمد اسدن لمصافا قاطالاها » يعني أشهد مخلصا : لا إله إلا الله ، فبكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : إن الله أقر عيني بأبي طالب (٦).

بيان : هذا الخبر يدل على أن قوله عليه‌السلام في الخبر السابق : « بكل لسان » رد لما يتوهم من ظاهر هذا الخبر أنه إنما أسلم بلسان الحبشة فقط ، ونفى ذلك فقال : بل أسلم بكل لسان ، ويمكن حمل هذا الخبر على أنه أظهر إسلامه في بعض المواطن لبعض المصالح بتلك اللغة ، فلاينا في كونه أظهر الاسلام بلغة اخرى أيضا في مواطن اخر.

١٩ ـ ك ، مع : أبوالفرج محمد بن المظفر بن نفيس المصري ، عن محمد بن أحمد الداودي عن أبيه قال : كنت عند أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه ، فسأله رجل : ما

____________________

(١) في مجمع البحرين : قوله ( عقد بيده الخ ) أى عقد خنصره وبنصره والوسطى ووضع ابهامه عليها وأرسل السبابة. اقول : ومبنى ذلك على ما ذكره العلماء المتقدمون في مفاصل أصابع اليدين وبيان عقود العدد وضبطها من الواحد إلى عشرة آلاف ، ولا نطيل الكلام بشرحه وسيأتى حل معنى الخبر عن المصنف قدس‌سره الشريف.

(٢) معانى الاخبار : ٢٨٥ و ٢٨٦.

(٣ و ٥) اصول الكافى ١ : ٤٤٩.

(٤) في المصدر : محمد بن يحيى.

(٦) تفحصنا المصدر ولم نجده.

٧٨

معنى قول العباس للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن عمك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل وعقد بيده ثلاثة وستين؟ فقال : عنى بذلك : إله أحد جواد ، وتفسير ذلك أن الالف واحد واللام ثلاثون والهاء خمسة ، والالف واحد والحاء ثمانية والدال أربعة والجيم ثلاثة والواوستة والالف واحد والدال أربعة ، فذلك ثلاثة وستون (١).

بيان : لعل المعنى أن أبا طالب أظهر إسلامه للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أو لغيره بحساب العقود بأن أظهر الالف أولا بما يدل على الواحد ثم اللام بما يدل على الثلاثين وهكذا ، و ذلك لانه كان يتقي من قريش كما عرفت ، وقيل : يحتمل أن يكون العاقد هو العباس حين أخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ، فظهر على التقديرين أن إظهار إسلامه كان بحساب الجمل ، إذبيان ذلك بالعقود لايتم إلا بكون كل عدد مما يدل عليه العقود دالا على حرف من الحروف بذلك الحساب.

وقد قيل في حل أصل الخبر وجوه اخر : منها أنه أشار بإصبعه المسبحة : « لا إله إلا الله ، محمد رسول الله » فإن عقد الخنصر والبنصر وعقد الابهام على الوسطى يدل على الثلاث والستين على اصطلاح أهل العقود ، وكأن المراد بحساب الجمل هذا ، والدليل على ما ذكرته ما ورد في رواية شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن في خبر طويل ننقل منه موضع الحاجة ، وهو أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبكى وقال : يا محمد إني أخرج من الدنيا ومالي غم إلا غمك إلى أن قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عم إنك تخاف علي أذى أعادي ولا تخاف على نفسك عذاب ربي؟ فضحك أبوطالب وقال : يا محمد دعوتني وكنت قدما أمينا ، وعقد بيده على ثلاث وستين : عقد الخنصر والبنصر وعقد الابهام على إصبعه الوسطى ، وأشار بإصبعه المسبحة (٢) ، يقول : « لا إله إلا الله محمد رسول الله » فقام علي عليه‌السلام وقال : الله أكبر والذي بعثك بالحق نبيا لقد شفعك في عمك وهداه بك ، فقام جعفر وقال : لقد سدتنا في الجنة يا شيخي كما سدتنا في الدنيا ، فلما مات أبوطالب أنزل الله تعالى : « يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون (٣) » رواه

____________________

(١) كمال الدين : ٢٨٦ و ٢٨٧. معانى الاخبار : ٢٨٦.

(٢) ولذلك يقال لتلك الا صبع : اصبع الشهادة فكان الذى يشهد يتبتل إلى الله ويشهده على ما في قلبه. (٣) العنكبوت : ٥٦.

٧٩

ابن شهر آشوب في المناقب (١). وهذا حل متين لكنه لم يعهد إطلاق الجمل على حساب العقود.

ومنها : أنه أشار إلى كلمتي « لا » و « إلا » والمراد كلمة التوحيد ، فإن العمدة فيها والاصل النفي والاثبات.

ومنها : أن أبا طالب وأبا عبدالله عليه‌السلام (٢) امرا بالاخفاء اتقاء ، فأشار بحساب العقود إلى كلمة سبح من التسبيحة ، وهي التغطية أي غط واستر فإنه من الاسرار. وهذا هو المروي عن شيخنا البهائي طاب رمسه.

ومنها : أنه إشارة إلى أنه أسلم بثلاث وستين لغة ، وعلى هذا كان الظرف في مرفوعة محمد بن عبدالله (٣) متعلقا بالقول.

ومنها : أن المراد أن أبا طالب علم نبوة نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل بعثته بالجعفر ، والمراد (٤) بسبب حساب مفردات الحروف بحساب الجمل.

ومنها : أنه إشارة إلى سن أبي طالب حين أظهر الاسلام. ولا يخفى ما في تلك الوجوه من التعسف والتكلف سوى الوجهين الاولين المؤيدين بالخبربن ، والاول منهما أوثق وأظهر لان المظنون أن الحسين بن روح لم يقل ذلك إلا بعد سماعه من الامام عليه‌السلام.

[ وأقول : في رواية السيد فخار كما سيأتي « بكلام الجمل » وهو يقرب التأويل الثاني. ]

٢٠ ـ فس : نزلت النبوة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الاثنين ، وأسلم علي عليه‌السلام يوم الثلثاء ، ثم أسلمت خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم دخل أبوطالب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يصلي وعلي بجنبه وكان مع أبي طالب جعفر ، فقال له أبوطالب : صل جناح ابن عمك ، فوقف جعفر على يسار رسول الله (ص) ، فبدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من بينهما فكان يصلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وجعفر وزيد بن حارثة وخديجة ، إلى أن أنزل الله (٥).

____________________

(١) لم نجده في مظانه.

(٢) في ( م ) و ( د ) : أو أبا عبدالله عليه‌السلام.

(٣) راجع رقم ١٦.

(٤) اى المراد من الجفر.

(٥) في المصدر : فلما اتى لذلك السنون انزل الله.

٨٠