بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وعلي وصيك من بعدك وفاطمة بنتك سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين إبناك سيدا شباب أهل الجنة ، وحمزة عمك سيد الشهداء ، وجعفر الطيار ابن عمك يطير مع الملائكة في الجنة ، والسقاية للعباس عمك فما تركت لسائر قريش وهم ولد أبيك؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ويلك يا حارث ما فعلت ذلك ببني عبدالمطلب ، لكن الله فعله بهم ، فقال : « إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء » الآية. فأنزل الله تعالى : « وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم (١) » ودعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الحارث فقال : إما أن تتوب أو ترحل عنا ، قال : فإن قلبي لا يطاوعني إلى التوبة لكني أرحل عنك! فركب راحلته فلما أصحر (٢) أنزل الله عليه طيرا من السماء في منقاره حصاة مثل العدسة ، فأنزلها على هامته (٣) وخرجت من دبره إلى الارض ، ففحص برجله (٤) ، وأنزل الله تعالى على رسوله : « سأل سائل بعذاب واقع » للكافرين بولاية علي ، قال : هكذا نزل به جبرئيل عليه‌السلام (٥).

١٨ ـ فر : الحسين بن سعيد ، ومحمد بن عيسى بن زكريا ، عن يحيى بن الصباح المزني ، عن عمرو بن عمير ، عن أبيه ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا إلى شعب فأعظم فيه العناء (٦) ، فلما أن جاء قال : يا علي قد بلغني نبؤك والذي صنعت ، وأنا عنك راض قال : فبكى علي عليه‌السلام فقال : قال (٧) رسول الله (ص) : ما يبكيك يا علي أفرح أم حزن؟ قال : بل فرح ومالي لا أفرح يا رسول الله وأنت عني راض ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما (٨) و إن الله وملائكته وجبرئيل وميكائيل عنك راضون ، أما والله لولا أن يقول فيك طوائف من

____________________

(١) الانفال : ٣٣.

(٢) اى خرج إلى الصحراء.

(٣) الهامة : رأس كل شئ وتطلق على الجثة.

(٤) فحص برجله التراب كناية عن تحرك رجليه عند النزع.

(٥) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤٧٨.

(٦) العناء : التعب والمشقة وفى المصدر : فاعظم فيه البلاء.

(٧) ليست كلمة ( قال ) في المصدر.

(٨) كذا في المصدر ، وفى النسخ ( أنا ) وهو؟؟؟؟.

٣٢١

امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك قولا لاتمر بملاء منهم قلوا أو كثروا إلا قاموا إليك يأخذون التراب من تحت قدميك يلتمسون في ذلك البركة ، قال : فقال قريش : ما رضي حتى جعله مثلا لا بن مريم! فأنزل الله تعالى « ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون » قال : يضجون (١).

١٩ ـ فر : الحسين بن يوسف ، عن يوسف بن موسى بن عيسى بن عبدالله قال : أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن جده عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : جئت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في ملاء من قريش فنظر إليه ثم قال : يا علي إنما مثلك في هذه الامة كمثل عيسى بن مريم أحبه قوم فأفرطوا ، وأبغضه قوم فأفرطوا ، فضحك الملاء الذين عنده وقالوا : انظروا كيف يشبه ابن عمه بعيسى بن مريم؟! قال : فنزل الوحي « فلما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون » (٢).

٢٠ ـ فر : أحمد بن القاسم قال : أخبرنا عبادة ـ يعني ابن زياد ـ عن محمد بن كثير ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجد ، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي إن فيك مثلا من عيسى بن مريم ، إن اليهود أبغضوه حتى بهتوه ، وأن النصارى أحبوه حتى جعلوه إلها ويهلك فيك رجلان : محب مطر (٣) ومبغض مفتر. وقال المنافقون ما قالوا (٤) لما رفع بضبع ابن عمه : جعله مثلا لعيسى بن مريم وكيف يكون هذا؟ وضجوا بما قالوا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : « ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون » أي يضجون قال : وهي في قراءة ابي بن كعب « يضجون » (٥).

٢١ ـ فر : علي بن محمد هند الجعفي ، عن أحمد بن سليمان الفرقاني قال : قال

____________________

(١) تفسير فرات : ١٥٣.

(٢) تفسير فرات : ١٥١.

(٣) من أطرى يطرى اطراء : أحسن الثناء عليه وبالغ في مدحه. وفى المصدر : محب مفرط

(٤) في المصدر : ما يألو ما رفع اه.

(٥) تفسير فرات : ١٥١.

٣٢٢

لنا ابن المبارك الصوري ، قال (١) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لابي ذر : ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر (٢) ألم يكن النبي قال؟ قال : بلى (٣) ، قال : فما القصة يا أبا عبدالله في ذلك؟ قال : كان النبي في نفر من قريش إذ قال : يطلع عليكم من هذا الفج (٤) رجل يشبه بعيسى بن مريم ، فاستشرفت (٥) قريش للموضع فلم يطلع أحد ، وقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لبعض حاجته إذا طلع من ذلك الفج علي بن أبي طالب عليه‌السلام فلما رأوه قالوا : الارتداد وعبادة الاوثان أيسر علينا مما يشبه ابن عمه بنبي! فقال أبوذر : يا رسول الله إنهم قالوا كذا وكذا ، فقالوا بأجمعهم كذب ، وحلفوا على ذلك ، فجحد (٦) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على أبي ذر ، فما برح حتى نزل عليه الوحي : « ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون » قال : يضجون « وقالواءآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل » فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر (٧).

٢٢ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : بينا رسول الله (ص) ذات يوم جالسا إذ أقبل أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن فيك شبها من عيسى بن مريم ، لولا (٨) أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصاري في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لاتمر بملاء من الناس إلا أخذوا التراب من

____________________

(١) في المصدر : لم قال؟.

(٢) قال الجزرى في النهاية ( ٣ : ١٤٦ ) : فيه ( ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبى ذر ) الغبراء : الارض ، والخضراء : السماء للونهما ، أراد أنه متناه في الصدق إلى الغاية : فجاء به على اتساع الكلام والمجاز.

(٣) في المصدر : ألم يكن النبى أصدق؟ قال : بلى.

(٤) الفج : الطريق الواسع الواضح بين جيلين.

(٥) استشرف الشئ : رفع بصره لينظر إليه باسطا كفه فوق حاجبه.

(٦) كذا في ( ك ) وفى غيره من النسخ ( فوجد ) أى غضب. وفى المصدر : فوجل.

(٧) تفسير فرات : ١٥٥.

(٨) في المصدر : ولولا.

٣٢٣

تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة ، قال : فغضب الاعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم ، فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى بن مريم! فأنزل الله على نبيه فقال : « ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدوق * وقالواء آلهتنا خير أم هو ماضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم » يعني من بني هاشم « ملائكة في الارض يخلفون ».

قال : فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك أن بني هاشم يتوارثون هر قلا بعد هرقل (١) فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فأنزل الله عليه مقالة الحارث وتزلت هذه الآية : « وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون » ثم قال : يا أبا عمرو (٢) إما تبت وإما رحلت ، فقال يا محمد بل تجعل لسائر قريش شيئا مما في يديك ، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب و العجم ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس ذلك إلي ، ذلك إلى الله تبارك وتعالى ، فقال : يا محمد قلبي ما يتا بعنى على التوبة ولكن أرحل عنك! فدعا براحلته فركبها ، فلما سار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت هامته (٣) ، ثم أتى الوحي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : « سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين » بولاية علي « ليس له دادع * من الله ذي المعارج » ـ قال (٤) قلت : جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذا ، فقال : هكذا نزل (٥) بها جبرئيل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة عليها‌السلام ـ فقال رسول الله (ص) لمن حوله من المنافقين انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به ، قال الله عزوجل : « واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد (٦) ».

____________________

(١) هر قل : اسم ملك الروم ، وهو اول من ضرب الدنانير وأحدث البيعة. وكان اولاده يتوارثون الملك والسلطنة بعضه من بعض ، ولذا صاروا مثلا في ذلك.

(٢) في المصدر : ثم قال له : يا عمرو ، وكانه مصحف : ( يا ابن عمرو ).

(٣) جندل ـ كجعفر ـ : ما يعمله الرجل من الحجارة. وفى المصدر : فرضخت هامته. أى كسرت

(٤) أى قال أبوبصير لا حدهما عليهما‌السلام فالخبر مضمر كما عرفت

(٥) في المصدر : هكذا والله نزل.

(٦) روضة الكافى : ٥٧ و ٥٨ والاية الاخيرة في سورة ابراهيم : ١٥.

٣٢٤

تذنيب : قال الطبرسي رحمه‌الله : اختلف في المراد (١) على وجوه : أحدها أن معناه لما وصف ابن مريم شبيها في العذاب بالآلهة ـ أي فيما قالوه وعلى زعمهم ـ وذلك أنه لما نزل قوله : « إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم (٢) » قال المشركون : قد رضينا أن تكون آلهتنا حيث يكون عيسى ، وذلك قوله : « إذا قومك منه يصدون » أي يضجون ضجيج المجادلة حيث خاصموك وهو قوله : « وقالواءآلهتنا خير أم هو » أي ليست آلهتنا خيرا من عيسى ، فإن كان عيسى في النار بأنه يعبد من دون الله فكذلك آلهتنا. عن ابن عباس ومقاتل.

وثانيها أن معناه : لما ضرب الله المسيح مثلا بآدم في قوله : « إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب (٢) » أي من قدر على أن ينشئ آدم من غير أب وام قادر على إنشاء المسيح من غير أب ، اعترض على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك قوم من كفار قريش فنزلت هذه الآية.

وثالثها أن معناه : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما مدح المسيح وامه وأنه كآدم في الخاصية قالوا : إن محمدا يريد أن نعبده كما عبدت النصارى المسيح ، عن قتادة. ورابعها ما رواه سادة أهل البيت عن علي عليه‌السلام ، ثم ذكر نحوا من الاخبار السابقة (٤).

أقول : لا يخفى أن ماروي في أخبار الخاصة والعامة بطرق متعددة أو ثق من المحتملات الغير المستندة إلى خبر ، مع أن ما ذكرنا أشد انطباقا على مجموع الآية مما ذكروه.

ثم اعلم أنها تدل على فضل جليل لا يشبه شيئا من الفضائل ، وتدل على أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مع كثرة ما مدحه وصدع (٥) بفضائله صلوات الله عليه أخفى كثيرا منها خوفا

____________________

(١) في المصدر : في المراد به.

(٢) الانبياء : ٩٨.

(٣) آل عمران : ٥٩.

(٤) مجمع البيان : ٩ : ٥٢ و ٥٣.

(٥) صدع الامر : كشفه وبينه.

٣٢٥

من غلو الغالين ، فكيف يجوز أن يتقدم على من هذا شأنه حثالة (١) من الجاهلين الناقصين الذين لم يعرفوا الغث من السمين (٢) ، ولم يعلموا شيئا من أحكام الدنيا و الدين ، أعاذنا الله من عمه العامهين (٣) وحشرنا في الدنيا والآخرة مع الائمة الطاهرين.

١١

( باب )

* ( قوله تعالى « وتعيها اذان واعية * » ) *

١ ـ كا : أحمد بن مهران ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن يحيى بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما نزلت « وتعيها أذن واعية » قال رسول الله (ص) : هي اذنك يا علي (٤).

٢ ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله عزوجل : « وتعيها اذن واعية » قال : دعوت الله عزوجل على أن يجعلها اذنك يا علي (٥).

٣ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن موسى ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمن كثير ، عن أبي عبدالله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله الله تعالى « وتعيها اذن واعية » قال : وعت اذن أميرالمؤمنين ما كان وما يكون (٦).

٤ ـ قب : أبونعيم في الحلية : روى عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه عليه‌السلام ، و الواحدي في أسباب نزول القرآن (٧) عن بريدة ، وأبوالقاسم بن حبيب في تفسيره ، عن

____________________

(١) حثالة الناس ، وذالتهم.

(٢) الغث من الكلام : رديئه. والسيمن منه ، رصينه ومحكمه.

(٣) العمه : عمى البصيرة.

(*) الحاقة : ١٢ ـ (٤) اصول الكافى ١ : ٤٢٣.

(٥) عيون اخبار الرضا : ٢٢٢.

(٦) بصائر الدرجات : ١٥١.

(٧) ص ٣٢٩.

٣٢٦

زربن حبيش (١) ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ واللفظ له ـ قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام ضمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : أمرني ربي أن ادنيك ولا اقصيك (٢) ، وأن تسمع وتعي. تفسير الثعلبي في رواية بريدة : وأن اعلمك وتعي ، وحق على الله أن تسمع وتعي ، فنزلت : « وتعيها اذن واعية » ذكرء النطنزي في الخصائص.

أخبار أبي رافع قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تعالى أمرني أن ادنيك ولا اقصيك ، وإن اعلمك ولا أجفوك (٣) ، وحق علي أن اطيع ربي فيك ، وحق عليك أن تعي. محاضرات الراغب : قال الضحاك ، وابن عباس ، وفي أمالي الطوسي : قال الصادق عليه‌السلام ، وفي بعض كتب الشيعة : عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قالوا : « وتعيها اذن واعية » أذن علي.

الباقر عليه‌السلام : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما نزلت هذه الآية ـ : والله اذنيك يا علي (٤).

كتاب الياقوت ، عن أبي عمرو غلام ثعلب ، والكشف والبيان عن الثعلبي قال عبدالله بن الحسن في كتاب الكليني ـ واللفظ له ـ عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما نزلت : « وتعيها اذن واعية » قلت : اللهم اجعلها اذن علي فما سمع شيئا بعده إلا حفظه.

سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : « وتعيها اذن واعية » علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ثم قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما زلت أسأل الله تعالى منذ انزلت أن تكون اذنيك يا علي. تفسير القشيري وغريب الهروي لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : إني دعوت الله أن يجعل هذه اذنك.

جابر الجعفي وعبدالله بن الحسين ، ومكحول ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني سألت ربي

____________________

(١) قال في جامع الرواة ( ١ : ٣٢٤ ) : زربن حبيش من رجال أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، و كان فاضلا.

(٢) ادناه : قربه اليه اقصاه : أبعده.

(٣) اجفى فلانا : أبعده.

(٤) كذا في النسخ ، واستظهر في ( ك ) : والله جعلها اذنيك يا على. أقول : وفى ( ت ) والله أذناك يا على وفى المصدر الطبعة الحديثة : والله اذنك يا على ( ب ).

٣٢٧

أن يجعلها اذنك يا علي ، اللهم اجعلها (١) اذنا واعية ، اذن علي ، ففعل فما نسيت شيئا سمعته بعد (٢).

٥ ـ كشف : محمد بن طلحة ، عن الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده قال لما نزلت هذه الآية : « وتعيها اذن واعية » قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لعلي عليه‌السلام : سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي ، قال علي : فما نسيت شيئا بعد ذلك وماكان لي أن أنسى (٣).

يف : الثعلبي وابن المغازلي مثله (٤).

مد : بإسناده إلى الثعلبي ، عن ابن فتحويه ، عن ابن حنان ، عن إسحاق بن محمد ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن عيسى ، عن علي بن علي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عبدالله بن الحسين مثله (٥).

٦ ـ كشف : وروى الثعلبي والواحدي كل واحد منهما يرفعه بسنده : الثعلبي في تفسيره ، والواحدي في تصنيفه الموسوم بأسباب النزول إلى بريدة الاسلمي قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي عليه‌السلام : إن الله أمرني أن ادنيك ولا اقصيك ، وأن اعلمك وأن تعي ، وحق على الله أن تعي ، قال : فنزلت « وتعيها اذن واعية (٦). وروى أبوبكر بن مردويه عن بريدة مثله (٧).

مد : (٨) بإسناده عن الثعلبي ، عن ابن فتحويه ، عن ابن حبش ، عن أبي القاسم بن الفضل ، عن محمد بن غالب بن حرب ، عن بشر بن آدم ، عن عبدالله الاسدي ، عن صالح بن

____________________

(١) في المصدر : اللهم اجعل.

(٢) مناقب آل أبي طالب ١ : ٥٦٣.

(٣) كشف الغمة : ٣٥.

(٤) الطرائف : ٢٣.

(٥) العمدة : ١٥١.

(٦) كشف الغمة : ٣٥.

(٧) المصدر نفسه : ٩٥.

(٨) وفى ( ت ) ( يف ) وإن شئت راجع ص ٣٣٠ بدقة.

٣٢٨

هيثم ، عن بريدة مثله (١).

٧ ـ كنز : قوله تعالى « وتعيها اذن واعية » أورد فيه محمد بن العباس ثلاثين حديثا عن الخاص والعام ، فمما اخترنا ما رواه عن محمد بن سهل القطان ، عن أحمد بن عمير الدهقان عن محمد بن كثير ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي داود ، عن أبي بريدة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني سألت الله ربي أن يجعل لعلي عليه‌السلام اذنا واعية ، فقيل لي : قد فعل ذلك به.

٨ ـ ومنها ما رواه عن محمد بن جرير الطبري ، عن عبدالله بن أحمد المروزي ، عن يحيى بن صالح ، عن علي بن حوشب الفزاري ، عن مكحول في هذه الآية قال : سألت الله أن يجعلها اذن علي ، قال : وكان علي عليه‌السلام يقول : ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شيئا إلا حفظته ولم أنسه.

٩ ـ ومنها ما رواه عن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن عن سالم الاشل ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الاذن الواعية أذن علي عليه‌السلام.

[ ١٠ ـ ومنها ما رواه عن علي بن عبدالله ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إسماعيل ابن بشار ، عن علي بن جعفر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام وهو في منزلة فقال : يا علي نزلت الليلة هذه الآية : « وتعيها اذن واعية » وإني سألت ربي أن يجعلها اذنك ، اللهم اجعلها اذن علي اللهم ، اجعلها اذن علي فقعل (٢) ].

أقول : روى السيد في كتاب سعد السعود (٣) من تفسير محمد بن العباس بن مروان الخبر الثاني ، وذكر أنه رواه بثلاثين طريقا.

١١ ـ مد : الحافظ أبونعيم بإسناده ، عن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه عليه‌السلام

____________________

(١) العمدة : ١٥١.

(٢) جميع هذه الروايات الاربعة منقولة من كنز جامع الفوائد وهو مخطوط.

(٣) ص ١٠٨.

٣٢٩

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي إن الله عزوجل أمرني أن ادنيك واعلمك لتعي. و انزلت هذه الآية : « وتعيها اذن واعية » فأنت الاذن الواعية.

١٢ ـ وبإسناده عن مكحول ، عن علي عليه‌السلام في قول الله تعالى : « وتعيها اذن واعية » قال علي عليه‌السلام : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : دعوت الله أن يجعلها اذنك يا علي.

١٣ ـ وبإسناده عن عبدالله بن الحسين ، قال لما نزلت ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اذن علي. (١)

كشف : ابن مردويه ، عن مكحول مثل مامر (٢).

١٤ ـ وبالاسناد قال : فسألت ربي وقلت : اللهم اجعلها أذن علي ، وكان علي عليه‌السلام يقول : ما سمعت من نبي الله كلاما إلا وعيته وحفظته فلم أنسه (٣).

* [ أقول : وجدت في كتاب الغرر للسيد الجليل حيدر الحسيني الآملي نقلا من كتاب منقبة المطهرين للحافظ أبي نعيم ، عن محمد بن أسلم ، عن القاسم بن محمد بن جعفر العلوي ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي إن الله عزوجل أمرني أن ادنيك واعلمك لتعي ، وانزلت علي (٤) « وتعيها اذن واعية » فأنت اذن واعية للعلم.

وروى المضامين المتقدمة بثلاثة أسانيد عن مكحول. وروى أيضا بإسناده عن عبدالله ابن الحسين قال : لما نزلت « وتعيها اذن واعية » قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اذني واذن علي ].

بيان : نزول هذه الآية في أميرالمؤمنين عليه‌السلام مما قد أجمع عليه المفسرون. قال الزمخشري : اذن واعية من شأنها أن تعي وتحفظ ما سمعت به ، ولا تضيعه بترك العمل ،

____________________

(١) لم نجد هذه الروايات الثلاثة المنقولة عن العمدة فيه ، والمظنون انها موجودة في المستدرك ـ وليست عندنا نسخته ـ وقد مضى ما أورده عن العمدة ذيل الخبر الخامس والسادس.

(٢ و ٣) كشف الغمة : ٩٥.

* من هنا إلى الباب الاتى يوجد في هامش ( ك ) و ( د ) فقط.

(٤) في ( د ) : وانزلت على هذه الاية اه.

٣٣٠

وكل ما حفظته في نفسك فقد وعيته ، وما حفظته في غيرك (١) فقد أو عيته ، كقولك أو عيت الشئ في الظرف ، وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال لعلي عليه‌السلام عند نزول هذه الآية : سألت الله أن يجعلها اذنك يا علي ، قال علي عليه‌السلام : فما نسيت شيئا بعد وما كان لي أن أنسى.

فإن قلت : لم قيل « اذن واعية » على التوحيد والتنكير؟ قلت : للايذان بأن الوعاة فيهم قلة (٢) ، ولتوبيخ الناس بقلة من يعي منهم ، وللدلالة على أن الاذن الواحدة إذا وعت وعقلت عن الله فهي السواد الاعظم عندالله ، وأن ما سواها لا يبالي بهم وإن ملؤوا ما بين الخافقين. انتهى (٣). ونحوذلك ذكر الرازي في تفسيره (٤) ، فدلت الآية باتفاق الفريقين على كمال علمه واختصاصه من بين سائر الصحابة بذلك ، ولا يريب عاقل في أن فضل الانسان بالعلم وأن العمدة في الخلافة التي هي رئاسة الدين والدنيا العلم ، و الآيات والاخبار المتواترة مشحونة بذلك ، وقد اعترف المفسران المتعصبان بذلك ، كما نقلنا آنفا ، فثبت أنه عليه‌السلام أولى بالخلافة من سائر الصحابة ، وأنه لا يجوز تفضيل غيره عليه ، وسيأتي تمام القول في ذلك في باب علمه عليه‌السلام.

____________________

(١) في المصدر : في غير نفسك.

(٢) اى بأن الحافظون لا حاديث النبى وما يعلمهم من الحقائق قليل.

(٣) الكاشف ٣ : ٢١٣. وانظر كيف اجرى الله الحق على ألسنة تبعة الباطل؟ وكيف جحدوا به وقد استيقنته أنفسهم؟ وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون.

(٤) مفاتيح الغيب ٨ : ١٩٩.

٣٣١

١٢

( باب )

* ( أنه عليه‌السلام السابق في القرآن وفيه نزلت : « ثلة من الاولين * ) *

* ( وقليل من الاخرين * » ) *

١ ـ ما : المفيد ، عن محمد بن الحسين : عن عمر بن محمد الوراق ، عن علي بن العباس عن حميد بن زياد ، عن محمد بن تسنيم ، عن الفضل بن دكين ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قول الله عزوجل « والسابقون السابقون * اولئك المقربون في جنات النعيم (١) » فقال : قال لي جبرئيل : ذلك علي وشيعته ، هم السابقون إلى الجنة ، المقربون من الله بكرامته لهم (٢).

٢ ـ كشف : العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : « والسابقون السابقون أولئك المقربون » هو علي عليه‌السلام وكان ينشد :

سبقتكم إلى الاسلام طرا

صغيرا ما بلغت أو ان حلمي (٣)

٣ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله .. اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون (٤) » يقول : علي بن أبي طالب لم يسبقه أحد (٥).

٤ ـ كنز : أبونعيم الحافظ مرفوعا إلى ابن عباس أن سابق هذه الامة علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٦).

____________________

(*) الواقعة : ١٣ و ١٤. وفى ( م ) : ( ثلة من الاولين وثلة من الاخرين ) الوقعة : ٣٩ و ٤٠

(١) الواقعة : ١٠ ـ ١٢.

(٢) امالى الشيخ : ٤٤.

(٣) كشف الغمة : ٩٢.

(٤) المؤمنون : ٦١.

(٥) تفسير القمى : ٤٤٧. وفيه : هو على بن ابى طالب.

(٦) كنز جامع الفوائد مخطوط.

٣٣٢

[ أقول : وروى السيد حيدر من كتاب منقبة المطهرين لابي نعيم عن ابن عباس مثله ].

٥ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن محمد الكاتب ، عن حميد بن الربيع ، عن حسين ابن الحسن الاشعري ، عن سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن عامر ، عن ابن عباس قال : سبق الناس ثلاثة (١) : يوشع صاحب موسى إلى موسى ، وصاحب « يس » إلى عسى ، وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

كشف : ابن مردويه ، عن ابن عباس مثله (٣).

٦ ـ كنز : روى الشيخ المفيد ، عن علي بن الحسين بإسناده إلى داود الرقي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك أخبرني عن قوله تعالى « والسابقون السابقون اولئك المقربون » فقال : إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق الخلق من طين ورفع لهم نارا وقال : ادخلوها ، فكان أول من دخلها محمد وأميرالمؤمنين والحسن والحسين والتسعة الائمة عليهم‌السلام إمام بعد إمام ، ثم اتبعهم شيعتهم فهم والله السابقون (٤).

٧ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن جرير ، عن أحمد بن يحيى ، عن الحسن بن الحسين عن محمد بن فرات ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام في هذه الآية « ثلة من الاولين » ابن آدم الذي قتله أخوه ، ومؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صابح يسل « وقليل من الآخرين » علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٥).

٨ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن الحسن بن علي التميمي ، عن سليمان بن داود الصرمي ، عن أسباط ، عن أبي سعيد المدائني ، قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قوله تعالى : « ثلة من الاولين وثلة من الآخرين » قال : « ثلة من الآخرين » علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٦).

قال الكراجكي : ومعنى الثلة : الجماعة ، وإنما عبر عنه كذلك تفخيما لشأنه

____________________

(١) اى السابقون من الناس ثلاثة.

(٢ و ٤ و ٥ و ٦) كنز جامع الفوائد مخطوط.

(٣) كشف الغمة.

٣٣٣

عليه‌السلام كما قال تعالى : « إن إبراهيم كان امة (١) » وهو كثير في القرآن.

[ ٩ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن عبدالله ، عن إبراهيم بن محمد ، عن يحيى بن صالح ، عن الحسين الاشقر ، عن عيسى بن راشد ، عن أبى بصير ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : فرض الله الاستغفار لعلي عليه‌السلام في القرآن على كل مسلم وهو قوله تعالى : « ربنا اغفرلنا ولاخواننا الذين مبقونا بالايمان (٢) » وهو سابق الامة (٣) ].

١٠ ـ كشف : ابن مردويه قال : « السابقون الاولون » علي عليه‌السلام وسلمان رضي الله عنه (٤).

أقول : روى العلامة ـ رحمه‌الله ـ مثله من طرقهم (٥) ، وإن نوقش في سبق إسلام سلمان فيمكن أن يكون المراد السبق بحسب الرتبة لا بحسب الزمان ، أو يقال : إنه كان مؤمنا بالرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الوصول إليه كمامر في باب أحواله ، على أنه قد قيل : إنه وصل إليه وآمن به قبل البعثة ، ونقل عن بعض الكتب المعتبرة أنه كان واسطة في تقريب أبي بكر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في مكة كما ذكره صاحب كتاب إحقاق الحق (٦).

١١ ـ : محمد بن العباس ، عن محمد بن همام ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، عن الامام موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : نزلت في أميرالمؤمنين وولده عليهم‌السلام « إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون * والذين هم بآيات ربهم يؤمنون * والذين هم بربهم لايشركون * والذين ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون * اولئك (٧) يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون (٨) ».

١٢ ـ فر : عن أبي الجارود قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله سبحانه : « والذين

____________________

(١) النحل : ١٢٠.

(٢) الحشر : ١٠.

(٣ و ٨) كنز جامع الفوائد مخطوط.

(٤) كشف الغعمة : ٩٤.

(٥) راجع كشف اليقين : ١٢٥ وكشف الحق ١ : ٩٧.

(٦) راجع ج ٣ : ٣٨٨. أقول : الصحيح أن المراد بالسبق : السبق إلى الهجرة راجع الاية ١٠٠ في سورة التوبة ( ب )

(٧) المؤمنون : ٥٧ ـ ٦١.

٣٣٤

يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون » يقول : يعطون ما اعطوا وقلوبهم وجلة « اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون » علي بن أبي طالب لم يسبقه أحد (١)

١٣ ـ فر : الحسين بن سعيد معنعنا ، عن أبي الجارود في تفسير قول الله تعالى : « إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون » إلى « سابقون » قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

١٤ ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : « السابقون السابقون » نزلت في (٣). وقال عليه‌السلام : في قوله تعالى. « أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون (٤) » قال : في نزلت (٥).

كشف : عن محمد بن بن طلحة ، قوله تعالى : « السابقون السابقون اولئك المقربون في جنات النعيم » قيل : هم الذين صلوا إلى القبلتين ، وقيل : السابقون إلى الطاعة ، و قيل : إلى الهجرة ، وقيل : إلى الاسلام وإجابة الرسول ، وكل ذلك موجود في أميرالمؤمنين علي عليه‌السلام على وجه التمام والكمال والغاية التي لا يقاربه فيها أحد من الناس. وعن ابن عباس قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قوله تعالى « والسابقون السابقون (٦) » فقال قال لي جبرئيل : ذاك علي وشيعته ، هم السابقون إلى الجنة ، المقربون من الله بكرامته لهم (٧).

بيان : كونه عليه‌السلام سابق هذه الامة وأفضل من سباق الامم وكونه من المقربين بل حصر المقرب في هذه الامة فيه لقوله : « أولئك المقربون » كما صرح به المفسرون يأبى عن تقديم غيره وتفضيله عليه كمامر مرارا بيانه.

____________________

(١ و ٢) تفسير فرات : ١٠١.

(٣) في المصدر : في نزلت.

(٤) المؤمنون : ١٠ و ١١.

(٥) عيون اخبار الرضا : ٢٢٤.

(٦) قد ذكر ذيل الاية ايضا في المصدر.

(٧) كشف الغمة : ٩٠.

٣٣٥

١٣

( باب )

* ( أنه عليه‌السلام المؤمن والايمان والدين والاسلام والسنة ) *

* ( والسلام وخير البرية في القرآن ، واعداؤه ) *

* ( الكفر والفسوق والعصيان ) *

١ ـ فس : محمد بن جعفر ، عن يحيى بن زكريا ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمن ابن كثير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : «؟؟؟؟ إليكم الايمان وزينه في قلوبكم (١) » يعني أميرالمؤمنين عليه‌السلام « وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان » الاول والثاني والثالث (٢).

وبهذا الاسناد عن عبدالرحمن قال : سألت الصادق عليه‌السلام عن قوله : « أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات (٣) » قال : أميرالمؤمنين وأصحابه « كالمفسدين في الارض » حبتر و زريق وأصحابهما « أم نجعل المتقين » أميرالمؤمنين وأصحابه « كالفجار » حبتر ودلام و أصحابهما. « كتاب أنزلناه إليك مبارك ليد بروا آياته » هم أميرالمؤمنين والائمة عليهم‌السلام « وليتذكر اولو الالباب » فهم أولو الالباب (٤) قال : وكان أميرالمؤمنين عليه‌السلام يفتخر بها ويقول : ما اعطي أحد قبلي ولا بعدي مثل ما اعطيت (٥).

بيان : الحبتر : الثعلب ، وعبربه عن أبي بكر لكثرة خدعته ومكره. وزريق : كناية عن عمر إما لزرقة عينه أولان الزرقة مما يتشاءم به العرب ، كناية عن نحوسته. والدلام أيضا كناية عنه.

____________________

(١) الحجرات : ٧ ، وما بعدها ذيلها.

(٢) تفسير القمى : ٦٤٠.

(٣) سورة ص : ٢٨ ، وما بعدها ذيلها.

(٤) في المصدر : فهم أهل الالباب الثاقبة.

(٥) تفسير القمى : ٥٦٥.

٣٣٦

قال الفيروزآبادي : الدلام ـ كسحاب ـ السواد والاسود. قال الجزري : فيه : « أميركم رجل طوال أدلم » الادلم : ألاسود الطويل. ومنه الحديث « فجاء رجل أدلم فاستأذن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله » قيل : هو عمر بن الخطاب.

٢ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون (١) قال : وذلك أن علي بن أبي طالب عليه‌السلام والوليد بن عقبة ابن أبي معيط تشاجرا ، فقال الفاسق الوليدبن عقبة : أنا والله أبسط منك لسانا ، وأحد (٢). منك سنانا ، وأمثل (٣) منك حشوا في الكتيبة ، فقال علي عليه‌السلام : اسكت فإنما أنت فاسق ، فأنزل الله « أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون » فهو علي بن أبي طالب » وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها اعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون (٤) ».

فر : إسماعيل بن إبراهيم معنعنا عن ابن عباس مثله (٥).

* [ ٣ ـ وأقول : وروى الحافظ أبونعيم في كتاب ما نزل القرآن في علي عليه‌السلام بأسانيد [ ه ] عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال ذكر وليدبن عقبة عليا عليه‌السلام عند النبي بمايكره ، فقال : أنا أحد منه سنانا وأملاء للكتيبة غناء (٦) ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ».

____________________

(١) السجدة : ١٨ وما بعدها من الايات ذيلها.

(٢) أى أشحذ

(٣) أملا ( ظ ) * أقول : كذا في هامش ( ك ) وليس بشئ فان الامثل بمعنى الاخير فتعتبر الافضلية في نفسها كما يقول المريض : أنا اليوم أمثل أو في تميزها كقوله تعالى أمثلهم طريقة ـ كما فيما نحن فيه ـ أو على الاطلاق كما يقال هو أمثل بنى فلان ، فالحشو اذا كان هو الملء من كل شئ ، والكتيبة الصف المقدم من الجيش ، يكون المعنى : أنا أملامنك صف الجيش من حيث المهابة والجسامة في عيون الناس ( ب ).

(٤) تفسير القمى : ٥١٣.

(٥) تفسير فرات : ١٢٠.

(٦) أى كفاية.

* من هنا إلى الرواية الثامنة يوجد في هامش ( ك ) و ( د ) فقط.

٣٣٧

٤ ـ وعن محمد بن المظفر ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الربيع بن سليمان ، عن عبدالله ابن صالح ، عن ابن لهيعة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس في قوله : « أفمن كان مؤمنا » الآية قال ابن عباس رضي‌الله‌عنه : أما المؤمن فعلي بن أبي طالب عليه‌السلام وأما الفاسق فعقبة بن أبي معيط.

٥ ـ وعن ابن حبان ، عن عبدالله بن محمد ، عن إسحاق بن الفيض ، عن سلمة بن حفص ، عن سفيان الجريري ، عن حبيب بن أبي العالية ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه‌السلام والوليدبن عقبة ، وبإسناد آخر عن حبيب مثله.

٦ ـ وعن عبدالله بن محمد بن جعفر ، عن إسحاق بن بنان ، عن حبيش بن مبشر ، عن عبيدالله بن موسى ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : قال الوليدبن عقبة لعلي عليه‌السلام : أنا أحد منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأملا للكتيبة منك ، فقال له علي عليه‌السلام : اسكت فإنما أنت فاسق ، فنزلت « أفمن كان مؤمنا » الآية قال : يعني بالمؤمن عليا عليه‌السلام وبالفاسق الوليدبن عقبة.

٧ ـ وعن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمد بن أبي بكر ، عن أبي حاتم ، عن أبي عبيدة معمر بن مثنى ، عن يونس بن حبيب ، قال : سألت أبا عمرو عن تلخيص الآي المكي والمدني من القرآن ، فقال أبوعمرو : سألت مجاهدا كما سألتني ، فقال : سألت ابن عباس ذلك فقال : الم السجدة نزلت بمكة إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة ، وذلك أنه شجر (١) بين علي والوليد كلام فقال له الوليد : أنا أذرب (٢) منك لسانا وأحد منك سنانا وأدرك للكتيبة. فقال له علي عليه‌السلام : اسكت فإنك فاسق فأنزل الله عزوجل الآية.

وأقول : قال الزمخشري في الكشاف : روي في نزولها أنه شجر بين علي بن أبي طالب والوليدبن عقبة بن أبي معيط يوم بدر كلام ، فقال له الوليد : اسكت فإنك صبي :

____________________

(١) شجر بينهم أمر : تنازعوا فيه.

(٢) ذرب السيف : كان حادا ، والرجل : فصح لسانه فهو ذرب وهذا أذرب.

٣٣٨

أنا أشب منك شبابا ، وأجلد منك جلد (١) ، وأذرب منك لسانا ، وأحد منك سنانا ، و أشجع منك جنانا (٢) ، وأملا منك للكتيبة (٣) ، فقال له علي عليه‌السلام : اسكت فإنك فاسق ، فنزلت.

وعن الحسن بن علي عليهما‌السلام أنه قال للوليد : كيف تشتم عليا وقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات وسماك فاسقا؟. (٤) ]

٨ ـ شى : عن عكرمة أنه قال : ما أنزل الله جل ذكره « يا أيها الذين آمنوا » إلا ورأسها علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٥).

[ ٩ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن عبدالله ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن الحكم بن سليمان ، عن محمد بن كثير ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون (٦) » قال : ذلك هو الحارث بن قيس واناس معه ، كانوا إذامر بهم علي عليه‌السلام قالوا : انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واختاره من بين أهل بيته ، فكانوا يسخرون ويضحكون فإذاكان يوم القيامة فتح بين الجنة والنار باب ، فعلي عليه‌السلام يومئذ على الارائك (٧) متكئ ويقول لهم : هلم لكم ، فإذا جاؤوا يسد بينهم الباب ، فهو كذلك يسخر منهم ويضحك ، وهو قوله تعالى : «فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الارائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون».

١٠ ـ كنز : محمد العباس ، بإسناده عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن عبدالرحمن

____________________

(١) الجلد : الشديد القوى.

(٢) الجنان : القلب ، يريد قوة قلبه.

(٣) في المصدر : وأملاعنك حشوا في الكتيبة.

(٤) الكشاف ٢ : ٤٢١.

(٥) تفسير العياشى مخطوط.

(٦) المطففين : ٢٩.

(٧) جمع الاريكة : سرير مزين فاخر.

(٨) المطففين : ٣٤ ـ ٣٦. وكنز جامع الفوائد مخفوط.

٣٣٩

ابن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله عزوجل : « إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون » إلى آخر السورة نزلت في علي عليه‌السلام وفي الذين استهزؤوا به من بني امية ، وذلك أن عليامر على قوم من بني امية والمنافقين فسخروا منه (١) ].

١١ ـ قب : أبوحمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الايمان (٢) » قال : فإن الايمان ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

الباقر عليه‌السلام وزيد بن علي « ومن يكفر بالايمان (٣) قال : بولاية علي عليه‌السلام. الباقر والصادق عليهما‌السلام في قوله تعالى : « إن الذين كفروا ينادرون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الايمان فتكفرون (٤) » قالا : إلى ولاية علي عليه‌السلام. الثعلبي في تفسيره ، وقد روى أبوصالح عن ابن عباس أن عبدالله بن أبي وأصحابه تملقوا (٥) مع علي عليه‌السلام في الكلام ، فقال علي عليه‌السلام : يا عبدالله اتق الله ولا تنافق ، فإن المنافق شر خلق الله ، فقال : مهلا يا أبا الحسن والله إن إيماننا كإيمانكم ، ثم تفرقوا ، فقال عبدالله : كيف رأيتم ما فعلت؟ فأثنوا عليه ، فنزل : « وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا (٦) » الآية.

تفسير الهذيل ومقاتل عن محمد بن الحنفية في خبر طويل والحديث مختصر « إنما نحن مستهزؤون (٧) » بعلي بن أبي طالب وأصحابه ، فقال الله تعالى : « الله يشتهزئ بهم (٨) » يعني يجازيهم في الآخرة جزاء استهزائهم بأميرالمؤمنين عليه‌السلام قال ابن عباس : وذلك

____________________

(١) مخطوط.

(٢) التوبة : ٢٣.

(٣) المائدة : ٥.

(٤) المومن : ١٠.

(٥) تملقه : تودد إليه وتذلل له ، وأبدى له بلسانه من الاكرام والود ما ليس في قلبه.

(٦) البقرة : ١٤.

(٧) البقرة : ١٤.

(٨) البقرة : ١٥.

٣٤٠