بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ربي حاجة إلا أعطاني (١) خيرا منها ، فوقع في مسامعي (٢) « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » فقلت : إلهي أنا المنذر فمن الهادي؟ فقال الله : يا محمد (٣) ذاك علي بن أبي طالب غايه المهتدين (٤) ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين من امتك (٥) برحمتي إلى الجنة (٦).

١٢ ـ فر : جعفر بن محمد بن بشرويه (٧) القطان بإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى : « ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون » (٨) قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٩).

[ ١٣ ـ كا : بإسناده عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » فقال : رسول الله المنذر (١٠) وعلى الهادي ، يا با محمد هل من هاد اليوم؟ فقلت : بلى جعلت فداك ، ما زال منكم هاد من بعد هاد (١١) حتى دفعت إليك ، فقال : رحمك الله يا با محمد لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب ، لكنه حي بجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى. (١٢)

١٤ ـ كا : بإسناده عن عبدالرحيم القصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تعالى : « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » فقال : رسول الله المنذر (١٣) وعلي الهادي ، أما والله

____________________

(١) في المصدر : ولا حاجة سألت الا اعطانى اه.

(٢) جمع المسمع بكسر الميم الاذن.

(٣) في المصدر : فقال يا محمد.

(٤) في ( ك ) : آية المهتدين.

(٥) في المصدر : من يهدى من امتك اه.

(٦) تفسير فرات : ٧٨.

(٧) في المصدر : شيرويه.

(٨) النور : ٥٢.

(٩) تفسير فرات : ١٠٢.

(١٠ و ١٣) في ( ك ) : فقال رسول الله : أنا المنذر. وهو وهم مظاهر.

(١١) في المصدر : هاد بعد هاد.

(١٢) اصول الكافى ١ : ١٩٢ ، والروايتان توجدان في هامش ( ك ) و ( د ) فقط.

٤٠١

ما ذهبت بنا وما زالت فينا إلى الساعة. (١) ]

١٥ ـ ير : أبويزيد ، عن الحسين ، عن أحمد بن أبي حمزة ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي مريم ، عن عبدالله بن عطاء قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول في هذه الآية « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » : قال : رسول الله المنذر ، وبعلي يهتدي المهتدون. (٢) فر : الحسين بن الحكم معنعنا عن عبدالله بن عطاء مثله. (٣)

قب : عبدالله مثله. (٤)

١٦ ـ ير : علي بن الحسين ، عن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن محمد الاشعري ، عن محمد بن مروان ، عن نجم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » قال : المنذر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والهادي علي عليه‌السلام. (٥)

١٧ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن عمرو بن عثمان ، عن المفضل ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنذر وعلي الهادي. (٦)

ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين ، عن محمد بن خالد ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. والنضر عن يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله. (٧)

ير : أحمد ، عن الحسين ، عن صفوان ، عن ابن حازم ، عن عبدالرحيم القصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله. (٨)

١٨ ـ فس : أبي ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، (٩) عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : « ذلك الكتاب لاريب فيه » قال : الكتاب علي لاشك فيه « هدى للمتقين » قال عليه‌السلام : تبيان لشيعتنا. (١٠)

____________________

(١) اصول الكافى ١ : ١٩٢.

(٢ و ٥ و ٨) بصائر الدرجات : ٩.

(٣) تفسير فرات : ٧٦.

(٤) مناقب آل ابى طالب ١ : ٥٦٧.

(٩) في المصدر : عن موسى بن يونس.

(١٠) تفسير القمى : ٢٧ ، وفيه : بيان لشيعتنا.

٤٠٢

١٩ ـ قب : أبوصالح عن ابن عباس في قوله تعالى : « ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا (١) » أي من ترك ولاية علي أعماه الله وأصمه عن الهدى.

كتاب ابن رميح (٢) « قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين * إن هو إلا ذكر للعالمين (٣) » قال : أميرالمؤمنين عليه‌السلام.

وقال ابن عباس في قوله : « ذكرا : رسولا (٤) » ، النبي ذكر من الله ، وعلي ذكر من محمد كما قال : « وإنه لذكر لك ولقومك (٥) ».

الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : « لو أن هداني لكنت من المتقين (٦) » قال : لولاية علي عليه‌السلام فرد الله عليهم « بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ». (٧)

٢٠ ـ شى : عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علهيم السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : فينا نزلت هذه الآية : « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أن المنذر وأنت الهادي يا علي. (٨)

٢١ ـ شى : عن عبدالرحيم القصير قال : كنت يوما من الايام عند أبي جعفر عليه‌السلام فقال : يا عبدالرحيم ، قلت : لبيك ، قال : قول الله « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » إذ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا المنذر وعلي الهادي من الهادي اليوم؟ قال : فسكت طويلا ثم رفعت رأسي فقلت : جعلت فداك هي فيكم توارثونها رجل فرجل حتى انتهت إليك ، فأنت جعلت فداك الهادي ، قال : صدقت يا عبدالرحيم ، إن القرآن حي لا يموت ، و الآية حية لا تموت ، فلو كانت الآية إذا نزلت في الاقوام ماتو اماتت الآية ، لمات القرآن ، (٩)

____________________

(١) طه : ١٢٤.

(٢) في المصدر : كتاب ابن رميح قال أبوجعفر عليه‌السلام اه.

(٣) سورة ص : ٨٦ و ٨٧.

(٤) الطلق : ١٠.

(٥) الزخرف : ٤٤.

(٦) الزمر : ٥٧ ، وما بعدها ذيلها.

(٧) مناقب آل ابى طالب ١ : ٥٧٦ و ٥٧٧.

(٨) مخطوط.

(٩) كذا في ( ك ) وفى ( د ) : إذا نزلت في الاقوام ما توا لماتت الاية.

٤٠٣

ولكن هي جارية في الباقين (١) كما جرت في الماضين. وقال عبدالرحيم : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن القرآن حي لم يمت ، وإنه يجري كما يجري الليل والنهار ، وكما يجري الشمس والقمر ، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا. (٢)

٢٢ ـ شى : عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول في قول الله تعالى : « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » قال رسول الله (ص) وسلم : أنا المنذر وعلي الهادي ، وكل إمام هاد للقرن الذي هو فيه. (٣)

٢٣ ـ شى : عن يزيد بن معاوية ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « إنما أنت منذرو لكل قوم هاد » فقال [ قال ] رسول الله (ص) وسلم : أنا المنذر ، وفي كل زمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والهداة من بعده علي والاوصياء من بعده واحد بعد واحد ، أما والله ما ذهبت منا ولا زالت فينا إلى الساعة ، رسول الله المنذر وبعلي يهتدي المهتدون. (٤)

٢٤ ـ شى : عن جابر ، عن أبي جعفر قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا المنذر وعلي الهادى إلى أمري. (٥)

٢٥ ـ شى : عن يريد العجلي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : « أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس (٦) » قال : الميت الذي لا يعرف هذا الشأن يعني هذا الامر « وجعلنا له نورا » إماما يأتم به يعني علي بن أبي طالب عليه‌السلام قلت : فقوله : « كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها (٧) » فقال (٨) بيده هكذا : هذا الخلق الذي لا يعرفون شيئا (٩).

٢٦ ـ شى : عن أبي بصير في قول الله : « فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه (١٠) » قال أبوجعفر عليه‌السلام : النور هو علي عليه‌السلام (١١).

____________________

(١) في ( د ) للباقين.

(٢ _ ٥ ) تفسير العياشى مخطوط.

(٦ و ٧) الانعام : ١٢٢.

(٨) أى أشار.

(٩ و ١١) تفسير العياشى مخطوط.

(١٠) الاعراف : ١٥٢.

٤٠٤

٢٧ ـ فس : « أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه (١) » قال نزلت في أميرالمؤمنين عليه‌السلام (٢).

بيان : قال البيضاوي (٣) وغيره : إنها نزلت في علي وحمزة عليهما‌السلام ، وتتمة الآية في أبي لهب وولده.

٢٨ ـ مناقب ابن شاذان : روي من طريق العامة بإسنادهم إلى عبدالله بن عمر قال قال رسول الله : بي انذرتم وبعلي بن أبي طالب اهتديتم ، وقرأ « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ، وبالحسن اعطيتم الاحسان وبالحسين تسعدون [ و ] به تشبثون ، ألا وإن الحسين باب من أبواب الجنة ، من عانده حرم الله عليه ريح الجنة.

٢٩ ـ فرائد السمطين : بإسناده عن علي بن أحمد الواحدي ، قال من الآيات التي فيها علي عليه‌السلام تلو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله تعالى : « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ». [ أقول : وروى الاخبار المتقدمة بأسانيده عن ابن عباس وأبي هريرة وروى المالكي في الفصول المهمة عن ابن عباس مثل مامر ].

وأقول : قال ابن بطريق في المستدرك روى الحافظ أبونعيم بإسناده عن أبي داود ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب (٤) » أتدري من هم يا ابن ام سليم؟ قلت : من هم يا رسول الله قال : نحن أهل البيت وشيعتنا.

[ وأقول : وجدت في كتاب منقبة المطهرين للحافظ بهذا الاسناد مثله ].

بيان : قال السيد رحمه‌الله في كتاب سعد السعود : إنه روى الشيخ محمد بن العباس بن مروان في تفسيره كون الهادي عليا في قوله تعالى : « ولكل قوم هاد » بخمسين طريقا و نحن نذكر منها واحدا (٥) ، رواه عن علي بن أحمد ، عن حسن بن عبدالواحد ، عن الحسن بن الحسين ، عن محمد بن بكر ، ويحيى بن مساور ، عن أبي الجارود ، عن أبي داود السبيعي

____________________

(١) الزمر : ٢٢.

(٢) تفسير القمى : ٥٧٧.

(٣) راجع تفسيره ٢ : ١٤٤. وما ذكره المصنف منقول بالمعنى

(٤) الرعد : ٢٨.

(٥) في المصدر : طريقا واحدا.

٤٠٥

عن أبي الاسلمي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » قال : فوضع يده على منكب علي فقال : هذا الهادي من بعدى (١).

[ وأقول : إذا عرفت ذلك فـ ] ـاعلم أن قوله تعالى : « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » يحتمل بحسب ظاهر اللفظ وجهين : أحدهما أن يكون قوله « هاد » خبرا لقوله : « أنت » أي أنت هاد لكل قوم (٢) ، والثاني أن يكون « هاد » مبتدءا والظرف خبره ، فقيل : إن المراد بالهادي هو الله تعالى ، وقيل (٣) : المراد كل نبي في قومه ، والحق أن المعنى : أن لكل قوم في كل زمان إمام هاد يهديهم إلى مراشدهم ، نزلت في أميرالمؤمنين عليه‌السلام ثم جرت في الاوصياء بعده ، كما دلت عليه الاخبار المستفيضة من الخاصة والعامة في هذا الباب ، وقدمر كثير منها في كتاب الامامة.

وروى الطبرسي نزوله في علي عليه‌السلام عن ابن عباس ، وقتادة ، والزجات ، وابن زيد وروى عن أبي القاسم الحسكاني مثل مامر برواية ابن شهر آشوب (٤). وقال الرازي في تفسيره : ذكروا ههنا أقوالا إلى أن قال : والثالث : المنذر : النبي والهادي علي ، قال ابن عباس : وضع رسول الله يده على صدره فقال : أنا المنذر وأوما (٥) إلى منكب علي وقال : أنت الهادي ، يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي. انتهى (٦).

ولا يخفى دلالة الآية بعد ورود تلك الاخبار على أنه لايخلو كل زمان من إمام هاد ، وأن أميرالمؤمنين عليه‌السلام هو الهادي والخليفة والامام بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لاغيره بوجوه شتى :

الاول : مقابلته للنبي بأنه منذر وعلي هاد ، ولا يريب عاقل عارف بأساليب (٧) الكلام أن هذا يدل على كونه بعده قائما بما كان يقوم به ، بل وأكثر لانه نسب صلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(١) سعد السعود : ٩٩.

(٢) وعلى هذا فتكون الواو عاطفة ، بخلاف الاحتمال الثانى فتكون للاستيناف.

(٣) أى على الاحتمال الثانى.

(٤) مجمع البيان ٦ : ٢٧٨.

(٥) في المصدر : ثم أوما.

(٦) مفاتيح الغيب ٥ : ١٩٠. وفيه : من بعدى.

(٧) جمع الاسلوب : الفن. الطريق.

٤٠٦

محض الانذار إلى نفسه والهداية التي أقوى منه إليه.

الثاني : الحصر المستفلو من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنت الهادي ، إذ تعريف الخبر باللام يدل على الحصر ، وكذا في قوله عليه‌السلام : وأنا الهادي إلى ماجاء ، وبه كذا في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : و الهادي على ، فإن تعريف المبتدء باللام أيضا يدل عليه.

الثالث تقديم الظرف في قوله : بك يهتدي المهتدون ، الدال على الحصر أيضا ، و كذا أمثاله من الالفاظ السابقة ، وبهذه الاخبار يظهر أن حديث « أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم » من مفترياتهم كما اعترف بكونه موضوعا شارح الشفاء وضعف رواته ، وكذا ابن حزم والحافظ زين الدين العراقي ، وسيأتي القوم في ذلك إن شاء الله تعالى.

٢١

( باب )

* ( أنه صلوات الله عليه الصادق والمصدق والصديق في القرآن ) *

١ ـ قب : علماء أهل البيت : الباقر والصادق الكاظم والرضا عليهم‌السلام وزيد بن علي في قوله تعالى : « والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون (١) » قالوا : هو علي عليه‌السلام.

وروت العامة عن إبراهيم بن الحكم ، عن أبيه ، عن السدي ، عن ابن عباس ، و روى عبيدة بن حميد ، عن منصور ، عن مجاهد ، وروى النطنزي في الخصائص ، عن ليث عن مجاهد؟ وروى الضحاك أنه قال ابن عباس : فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جاء بالصدق وعلي صدق به ،

الرضا عليه‌السلام قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « وكذب بالصدق » الصدق علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

____________________

(١) الزمر : ٣٣.

٤٠٧

الصادق والرضا عليهما‌السلام قالا : إنه محمد وعلي صلوات الله عليهما.

الكلبي وأبوصالح عن ابن عباس « يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (١) » أي كونوا مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام ذكره الثعلبي في تفسيره عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وعن الكلبي عن ابن عباس ، وذكره إبراهيم الثقفي عن ابن عباس والسدي وجعفر بن محمد عن أبيه عليهما‌السلام.

شرف النبي عن الخركوشي ، والكشف عن الثعلبي قالا : روى الاصمعي عن أبي عمرو بن العلاء ، عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام في هذه الآية قال : محمد وعلي.

وقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : فنحن الصادقون عترته ، وأنا أخوه في الدنيا والآخرة. وفي التفسير : المراد بالصادقين هم الذين ذكرهم الله تعالى في قوله : « رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (٢) ».

عمرو بن ثابت ، عن أبي إسحاق ، عن علي عليه‌السلام قال : فينا نزلت : « رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه » فأنا والله المنتظر وما بدلت تبديلا.

أبوالورد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه » قال : علي وحمزة وجعفر « فمنهم من قضى نحبه » قال : عهده ، وهو حمزة وجعفر « ومنهم من ينتظر » قال : علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وقال المتكلمون : ومن الدلالة على إمامة علي عليه‌السلام قوله : « يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين » فوجدنا عليا بهذه الصفة لقوله : « والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس » يعني الحرب « اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون (٣) »

____________________

(١) التوبة : ١١٩.

(٢) الاحزاب : ٢٣.

(٣) البقرة : ١٧٧ وهذا استدلال لطيف جدا ، فان القرآن يفسر بعضه بعضا ، فأمر الله تعالى في آية سورة التوبة بالكون مع الصادقين والتبعية منهم ، وفى آية سورة البقرة بين معنى الصادق ومصداقه بقوله : ( ولكن البرمن آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبين

٤٠٨

فوقع الاجماع بأن عليا أولى بالامامة من غيره ، لانه لم يفر من زحف (١) قط كما فر غيره في غير موضع (٢).

[ ٢ ـ فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (٣) » لا يغيروا أبدا (٤) « فمنهم من قضى نحبه » أي أجله وهو حمزة وجعفر بن أبي طالب « ومنهم من ينتظر » أجله (٥) ، يعني عليا عليه‌السلام يقول : « وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم » الآية (٦) ].

٣ ـ كشف : مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله : « وكونوا مع الصادقين » قال ابن عباس : كونوا مع علي وأصحابه.

قوله : تعالى : « والذي جاء بالصدق وصدق به » الذي جاء بالصدق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والذي صدق به علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قاله مجاهد.

قوله : « والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم

____________________

(١) وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون ) والمتكلمون وان تمسكوا بقوله : ( والصابرين ) فقط على ما يستفاد من العبارة لكن يجرى الاستدلال ويجوز بكل جملة من جملاتها ، فهو أول من آمن واستفام في إيمانه ، وهو الذى أعطى الزكاة في الركوع كما سبق تفصيله ، وأعطى قوته المسكين واليتيم والاسير لوجه الله وعلى حبه ، وهو الصابر في البأسل والضراء ، والذاب عن رسول الله في الهيجاء ، وهو الصادق حقا الذى امر الناس بالكون معه ، فتقديم غيره انكار للقرآن وتكذيب بآياته ، ومن أظلم ممن كذب بآياته؟ انه لا يفلح الظالمون.

(٢) الزحف : الجيش الكثير يزحف إلى العدو ، ويقال : زحف العسكر إلى العدو ، اذا مشوا اليهم في ثقل لكثرة عددهم.

(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ٥٧٢ و ٥٧٣.

(٣) الاحزاب : ٢٣ ، وما بعدها ذيلها.

(٤) في المصدر : لا يفروا أبدا.

(٥) في المصدر : أى أجله.

(٦) تفسير القمى : ٥٢٧.

٤٠٩

أجرهم ونورهم (١) » نزلت في علي عليه‌السلام وروى أبوبكر بن مردويه عن ابن عباس في قوله « كونوا مع الصادقين » قال : مع علي عليه‌السلام (٢).

٤ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن الرجال الثقاة ، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار وهو مؤمن آل يس ، وخربيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب ، وهو أفضل الثلاثة.

وروى أيضا بحذف الاسانيد عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : هبط على النبي (ص) ملك له عشرون ألف رأس ، فوثب (٣) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقبل يده فقال له الملك : مهلا مهلا يا محمد فأنت والله أكرم على الله من أهل السماوات وأهل الارضين ، و الملك يقال له « محمود » فإذا بين منكبيه مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي الصديق الاكبر ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : حبيبي محمود! منذكم هذا مكتوب بين منكبيك؟ قال : من قبل أن يخلق الله آدم اباك بإثني عشر ألف عام. (٤)

٥ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن محمد بن زكريا ، عن أحمد بن محمد بن يزيد ، عن سهل بن عامر البجلي ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي إسحاق ، عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن محمد بن الحنفية قال : قال علي عليه‌السلام : [ كنت عاهدت الله ورسوله ] أنا وعمي حمزة وأخي جعفر وابن عمي عبيدة بن الحارث على أمر وفينا [ به ] لله ولرسوله ، فتقدمني أصحابي وخلفت (٥) بعدهم لما أراد الله عزوجل ، فأنزل الله تعالى فينا : « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه » حمزة وجعفر وعبيدة « ومهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا » فأنا المنتظر وما بدلت تبديلا. (٦)

____________________

(١) الحديد : ١٩.

(٢) كشف الغمة : ٩٢ و ٩٣.

(٣) نهض وقام.

(٤) كنز جامع الفوائد مخطوط. وفى الحديث غرابة ولم يذكر السند.

(٥) خلف الرجل : بقى بعده وقام مقام.

(٦) مخطوط.

٤١٠

[ ل : عن أبي جعفر عليه‌السلام في خبر طويل في خصال الاوصياء التي يمتحنهم الله بها في حياة الانبياء وبعد وفاتهم قال عليه‌السلام : ولقد كنت عاهدت الله ، وذكر نحوه. (١) ]

٦ ـ كنز : علي بن عبدالله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن يحيى بن صالح ، عن مالك بن خالد الاسدي ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن جده ، عن عبدالله بن الحسن ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : [ ما ] عاهد الله علي بن أبي طالب وحمزة بن عبدالمطلب و جعفر بن أبي طالب أن لايفر وافي زحف أبدا ، فتموا كلهم ، فأنزل الله هذه الآية « فمنهم من قضى نحبه » حمزة استشهد يوم احد وجعفر استشهد يوم مؤتة « ومنهم من ينتظر » يعني علي بن أبي طالب « وما بدلوا تبديلا » يعني الذي عاهدوا عليه. (٢) ٧ فر : الحسين بن سعيد معنعنا عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما نزلت الآية (٣) » اتقوا الله وكونوا مع الصادقين » التفت النبي إلى أصحابه فقال : أتدرون فيمن نزلت هذه الآية؟ قالوا : لا والله يا رسول الله ما ندري ، فقال أبودجانة : يا رسول الله كلنا من الصادقين قد آمنا بك وصدقناك ، قال : لا يا أبا دجانة ، هذه نزلت في ابن عمي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب خاصة دون الناس ، وهو من الصادقين. (٤)

٨ ـ أقول : روى ابن بطريق في المستدوك ، عن الحافظ أبي نعيم ، بإسناده عن جعفر ابن محمد عليهما‌السلام في قوله عزوجل : « اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (٥) » قال : محمد وعلي عليهما‌السلام. وبإسناده عن ابن عباس هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام. وروى عن أبي نعيم بإسناده عن ليث ، عن مجاهد في قوله عزوجل : « والذي جاء بالصدق وصدق به (٦) » جاء بالصدق محمد (ص) وصدق به علي بن أبي طالب عليه‌السلام. وبإسناده عن عباد بن عبدالله

____________________

(١) الخصال ٢ : ٢١ ، والحديث في هامش ( ك ) فقط.

(٢) مخطوط.

(٣) في المصدر : لما نزلت عليه.

(٤) تفسير فرات : ٥٦.

(٥) التوبة : ١١٩.

(٦) الزمر : ٣٣.

٤١١

قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : أنا الصديق الاكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب ، صليت قبل الناس سبع سنين ، وبإسناده عن ابن أبي ليلى عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل يس ، وخربيل مؤمن آل فرعون ويروى خرقيل وعلي بن أبي طالب ، وهو أفضلهم. ومن الجزء الثاني من كتاب الفردوس لابن شيرويه عن داود بن بلال مثله سواء. ورواه عن أحمد بن حنبل من ثلاثة طرق وطريق من الثعلبي ، ومن مناقب ابن المغازلي من ثلاثة طرق.

أقول : روى تلك الاخبار في العمدة بأسانيدها فإن شئت فراجع إليه. (١) يف : أحمد بن حنبل في مسنده عن ابن أبي ليلى عن أبيه ، وابن شيرويه في الفردوس وابن المغازلي مثله سواء. (٢)

أقول : روى الفخر الرازي في تفسيره مثله. (٣)

٩ ـ يف : ابن المغازلي بإسناده عن مجاهد قال : « الذي جاء بالصدق « محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله « وصدق به » علي عليه‌السلام. (٤)

١٠ ـ يف : روى الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي (٥) في تفسير قوله تعالى : « والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم (٦) » بإسناده ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن ابن عباس « والذين آمنوا » يعني صدقوا « بالله » أنه واحد : علي وحمزة بن عبدالمطلب وجعفر الطيار » اولئك هم الصديقون » قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صديق هذه الامة علي بن أبي طالب ، وهو الصديق الاكبر و الفاروق الاعظم. ثم قال : « والشهداء عند ربهم » قال ابن عباس : فهم صديقون وهم

____________________

(١) العمدة : ١١٢ و ١١٣ و ١٨٤ و ١٨٥.

(٢) الطرائف : ١٢٣.

(٣) مفاتيح الغيب ٧ : ٣٠٥.

(٤) لم نجده في المصدر المطبوع.

(٥) هكذا في المصدر وهو الصحيح كمامر ص ٢٧٣ وفى النسخ : محمد بن موسى الشيرازى.

(٦) الحديد : ١٩.

٤١٢

شهداء الرسل على أنهم قد بلغوا الرسالة. ثم قال : « لهم أجرهم » يعني ثوابهم على التصديق بالنبوة والرسالة لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله « ونورهم » يعني على الصراط. (١)

بيان : قال العلامة في كشف الحق : روى أحمد بن حنبل أنها نزلت في علي عليه‌السلام. (٢) وقدمر في الاخبار الكثيرة أنه هو الصديق أي كثير الصدق في الافعال والاقوال ، وكثير التصديق لما جاءت به الرسل ، وكل ذلك كان كاملا في أميرالمؤمنين عليه‌السلام فكان أولى بالامامة ممن هو دونه ، لقبح تفضيل المفضول.

وقال ابن بطريق رحمه‌الله في العمدة : اعلم أن الصدق خلاف الكذب ، والصديق : الملازم للصدق الدائم في صدقه ، والصديق : من صدق عمله قوله ، ذكر ذلك أحمد بن فارس اللغوي في مجمل اللغة والجوهري في الصحاح ، وإذا كان هذا هو معنى الصديق ، و الصديق أيضا يكون ثلاثة أقسام : صديق يكون نبيا ، وصديق يكون إماما ، وصديق يكون عبدا صالحا لانبيا ولا إماما ، فأما ما يدل على أول الاقسام قوله سبحانه : « و اذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا (٣) » وقوله تعالى : « يوسف أيها الصديق (٤) » وأماما يدل على كون الصديق إماما قوله تعالى : « فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين » فذكر النبيين ثم ثنى بالصديقين ، لانه ليس بعد النبيين في الذكر أخص من الائمة عليهم‌السلام ويدل عليه هذه الاخبار لانه لما ذكره عليه‌السلام معهما ولم يكونا نبيين ولا إمامين فأراد إفراده عنهما بما لا يكون لهما وهي الامامة قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : وهو أفضلهم ، وعلى مامر من معنى الصديق ينبغي اختصاصه به لانه لم يعص الله تعالى منذ خلق ولم يشرك بالله تعالى ، فقد لازم الصدق ودام عليه وصدق عمله قوله. (٥)

١١ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن يعقوب بن يوسف ، عن حسن بن حماد ،

____________________

(١) الطرائف : ٢٣.

(٢) كشف الحق ١ : ٩٢.

(٣) مريم : ٥٦.

(٤) يوسف : ٤٦. وكذا يدل على ما ذكر قوله تعالى :« واذكر في الكتاب ابراهيم إنه كان صديقا نبيا » مريم : ٤١.

(٥) العمدة : ١١٣ و ١١٤ ، وما ذكره المصنف منقول بالمعنى.

٤١٣

عن أبيه ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين » قال : مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (١) فر : فرات ، عن محمد بن عبيد بن عتبة ، والقاسم بن حماد ، عن جندل بن والق ، معنعنا عن الصادق عن أبيه عليهما‌السلام مثله. (٢)

١٢ ـ فس : « يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (٣) » يقول : كونوا مع علي بن أبي طالب وآل محمد عليهم‌السلام والدليل على ذلك قول الله : « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه » وهو حمزة « ومنهم من ينتظر » و هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام يقول الله : « وما بدلوا تبديلا ». (٤)

١٣ ـ ل : محمد بن علي بن إسماعيل ، عن النعمان بن أبي الدلهاب ، (٥) عن الحسين بن عبدالرحمان ، عن عبيدالله بن موسى ، عن محمد بن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصديقون ثلاثة : علي بن أبي طالب وحبيب النجار ومؤمن آل فرعون. (٦)

أقول : قال السيوطي في تفسيره المسمى بالدر المنثور : أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : « اتقوا الله وكونوا مع الصادقين » قال : مع علي بن أبي طالب ، وأخرج ابن عساكر عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله. (٧)

١٤ ـ كشف : « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه » عن ابن مردويه أنها نزلت في علي عليه‌السلام.

وعن ابن مردويه في قوله تعالى : « فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق

____________________

(١) امالى الشيخ : ١٦٠.

(٢) تفسير فرات : ٥٢.

(٣) لانكرر مواضع الايات ، راجع الاخبار السابقة.

(٤) تفسير القمى : ٢٨٢.

(٥) في المصدر : عن النعمان بن أبي الدلهات.

(٦) الخصال ١ : ٨٦.

(٧) الدر المنثور ٣ : ٢٩٠.

٤١٤

إذ جاءه (١) » عن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : هو من رد قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي عليه‌السلام. (٢)

بيان : روى العلامة رحمه‌الله في كشف الحق (٣) من طريقهم مثله. وظاهر أن ولايته عليه‌السلام من أعظم ما أتى الرسول به صادقا عن الله تعالى ، والتكذيب به من أعظم الظلم ، لانه عمدة أركان الايمان ، ولايتم شئ منها إلا به ، فيحتمل أن تكون الآية نازلة فيه ، ثم جرى في كل من كذب شيئا مما نزل من عندالله تعالى.

١٥ ـ فس : « إنك ميت وإنهم ميتون * ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون (٤) » يعني أميرالمؤمنين عليه‌السلام ومن غصبه حقه ، ثم ذكر أيضا أعداء آل محمد عليهم‌السلام ومن كذب على الله وعلى رسوله وادعى سالم يكن له فقال : « فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه » يعني لما جاء به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الحق و ولاية أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، ثم ذكر رسول الله وأميرالمؤمنين عليهما‌السلام فقال : والذي جاء بالصدق وصدق به يعني أميرالمؤمنين عليه‌السلام أولئك هم المتقون ». (٥)

١٦ ـ كشف : عن أبي بكر بن مردويه قوله تعالى : « والذي جاء بالصدق » محمد ، صلى‌الله‌عليه‌وآله « و » الذي « صدق به » علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٦)

١٧ ـ مد : بإسناده إلى الثعلبي ، عن علي بن الحسين ، عن علي بن محمد بن أحمد ، عن عبدالله بن محمد الحافظ ، عن الحسين بن علي ، عن محمد بن الحسن ، عن عمر بن سعد ، عن ليث ، عن مجاهد في قوله تعالى : « والذي جاء بالصدق وصدق به » قال : جاء به محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وصدق به علي عليه‌السلام. (٧)

____________________

(١) الزمر : ٣٢.

(٢) كشف الغمة : ٩٣.

(٣) ج ١ ص ٩٦.

(٤) الزمر : ٣٠ و ٣١ ، وما بعدها ذيلها.

(٥) تفسير القمى : ٥٧٧.

(٦) كشف الغمة : ٩٥.

(٧) العمدة : ١٨٤ و ١٨٥.

٤١٥

بيان : قال العلامة رحمه‌الله في كشف الحق في قوله تعالى : « والذي جاء بالصدق وصدق به » روى الجمهور عن مجاهد قال : علي بن أبي طالب عليه‌السلام (١) وروي مثل ذلك عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام. ورواه الشيخ الطبرسي رحمه‌الله عن مجاهد ، قال : ورواه الضحاك عن ابن عباس ، وهو المروي عن أئمة الهدى عليهم‌السلام. (٢) [ وروى السيوطي في الدر المنثور عن ابن عساكر عن مجاهد أنه قال : الذي جاء بالصدق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصدق به علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٣) ] أقول : فقد صح بنقل المخالف والمؤالف نزول تلك الآية في أميرالمؤمنين عليه‌السلام ولا عبرة بما يتفرد به شاذ من متعصبي المخالفين كالرازي أنها نزلت في أبي بكر لانتحالهم له لقب الصديق ، وقد عرفت بنقل الفريقين أن أميرالمؤمنين عليه‌السلام هو الصديق في هذه الامة ورأس جميع الصديقين ، وإذا ورد نقل باتفاق الفريقين وآخر تفرد به أحدهما فلاشك في أن المعول على ما اتفقا عليه ، مع أنه سيأتي في باب سبق إسلامه عليه‌السلام إثبات أنه لسبق إسلامه أولى بالوصف بالتصديق والصديق ممن عبدالصنم أزيد من أربعين سنة من عمره ثم صدق ظاهرا! وكان يظهر منه كل يوم شواهد نفاق قلبه وأما تصحيح الآية على وجه يوافق الاخبار فبوجهين.

الاول أن يكون المراد بالموصول الجنس ، فيكون الرسول وأميرالمؤمنين صلوات الله عليهما داخلين في الموصول ، وإنما خص الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالجزء الاول من الصلة لكونه فيه أظهر وأقوى ، وكذا خص الجزء الثاني بأميرالمؤمنين عليه‌السلام لانه فيه أحوج إلى البيان (٤).

الثاني أن يقدر الموصول في الثاني (٥) كما هو مختار الكوفيين ، قال الشيخ الرضي

____________________

(١) كشف الحق ١ : ٩٢.

(٢) مجمع البيان ٨ : ٤٩٨.

(٣) الدر المنثور ٥ : ٣٢٨. وقد أخرجه عن ابن مردويه عن ابى هريرة ، لا كما ذكره المصنف.

(٤) توضيح أن الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الجائى بالصدق والمبلغ له فلا جرم يكون مصدقا أيضا لما جاء به ، ولا اجتياج في اثبات كونه مصدقا إلى بيان ، وليس كذلك أميرالمؤمنين عليه‌السلام فانه فيه احوج إلى البيان.

(٥) اى في الجملة الثانية بأن يقال : والذي صدق به. وفى غير ( ك ) من النسخ ( أن يقدر الصلة ) وهو وهم.

٤١٦

رضي‌الله‌عنه ، أجاز الكوفيون حذف غير الالف واللام من الموصولات الاسمية خلافا للبصريين قالوا : قوله تعالى : « وما منا إلا له مقام معلوم (١) » أي إلا من له مقام معلوم ، ثم قال : ولا وجه لمنع البصريين من ذلك من حيث القياس ، إذقد يحذف بعض حروف الكلمة وليس الموصول بألزق منها ، انتهى.

ثم اعلم أن اختصاصه بتلك الكرامة الدالة على فضله في الايمان والتصديق اللذين كلاهما مناط الشرف والفضل على سائر الصحابة يدل على أنه أولى بالامامة والخلافة ، كمامر تقربره مرارا.

وأما قوله تعالى : « وكونوا مع الصادقين » فقال العلامة رحمه‌الله : روى الجمهور أنها نزلت في علي عليه‌السلام. (٢)

وقال الشيخ الطلبرسي : « وكونوا مع الصادقين » أي الذين يصدقون في أخبارهم ولا يكذبون. ومعناه : كونوا على مذهب من يستعمل الصدق في أقواله وأفعاله ، وصاحبوهم ورافقوهم ، كقولك : أنا مع فلان في هذه المسألة أي أقتدي به فيها ، وقد وصف الله الصادقين في سورة البقرة بقوله : « ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر (٣) » إلى قوله : « اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون » فأمر الله سبحانه بالاقتداء بهؤلاء (٤) ، وقيل : المراد بالصادقين هم الذين ذكرهم الله في كتابه ، وهو قوله : « رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه (٥) » يعني حمزة بن عبدالمطلب وجعفر بن أبي طالب « ومنهم من ينتظر » يعني علي بن أبي طالب عليه‌السلام. وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : « كونوا مع الصادقين » مع علي وأصحابه وروى جابر عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « كونوا مع الصادقين » قال : مع آل محمد عليهم‌السلام وقيل : مع النبيين والصديقين في الجنة بالعمل الصالح في الدنيا ، عن الضحاك ، وقيل : مع محمد وأصحابه ، عن نافع ، وقيل : مع الذين صدقت نياتهم ، و استقامت قلوبهم وأعمالهم ، وخرجوا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يتخلفوا عنه ، عن ابن عباس ،

____________________

(١) الصانات : ١٦٤.

(٢) كشف الحق ١ : ٩٣.

(٣) البقرة : ١٧٧.

(٤) في المصدر : بهؤلاء الصادقين المتقين.

(٥) الاحزاب : ٢٣.

٤١٧

وقيل : إن معنى « مع » ههنا معنى « من » انتهى (١).

أقول : الصادق هو من لا يكذب في قوله ولا فعله ، والصدق في قراءة سورة الحمد فقط يوجب العصمة ، لانه يقول في كل يوم عشر مرات وأكثر : « إياك نعبد » وقدسمى الله طاعة الشيطان عبادة في مواضع (٢) ، وكل معصية طاعة للشيطان (٣) ، وقس على ذلك قوله : « وإياك نستعين » وسائر ما يقول الانسان ويدعيه من الايمان بالله واليوم الآخر ، وحب الله تعالى والاخلاص له ، والتوكل عليه وغير ذلك ، وأخبار الخاصة و العامة مشحونة بذلك ، فظهر أن الصادق حقيقة هو المعصوم ، وسيأتي تحقيق ذلك في كتاب مكارم الاخلاق ، وأيضا قد ثبت بمامر في كتاب الامامة في بأب أنهم عليهم‌السلام صادقون وفي هذا الباب من أخبار الفريقين أنهم المراد بالصادقين في الآية ، ولا ريب في أن المراد بالكون معهم الاقتداء بهم وطاعتهم ومتابعتهم إذ ظاهر أن ليس المراد محض الكون معهم بالجسم والبدن ، فيدل على إمامتهم ، إذلا يجب متابعة غير الامام في كل ما يقول وبفعل بإجماع الامة.

وقال أبوالصلاح الحلبي في كتاب تقريب المعارف بعد ذكر الآية : فأمر باتباع المذكورين ، ولم يخص جهة الكون بشئ دون شئ ، فيجب اتباعهم في كل شئ ، و ذلك يقتضي عصمتهم ، لقبح الامر بطاعة الفاسق أو من يجوز منه الفسق ، ولا أحذ ثبتت له العصمة ولا ادعيت فيه غيرهم عليهم‌السلام ، فيجب القطع على إمامتهم واختصاصهم بالصفة الواجبة للامامة (٤) ، ولانه لا أحد فرق بين دعوى العصمة لهم والامامة ، انتهى. وأما قوله تعالى : « رجال صدقوا » فقد روى الطبرسي رحمه‌الله عن أبي القاسم الحسكاني بالاسناد عن عمرو بن ثابت ، عن أبي إسحاق ، عن علي عليه‌السلام قال : فينا نزلت

____________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٨١.

(٢) منها قوله تعالى : « ألم أعبد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان » ص ٦٠. وقوله ( يا أبت لا تعبد الشيطان ) مريم : ٤٤.

(٣) فيقرر كذلك : المعصية طاعة للشيطان ، وطاعته عبادته ، فالمعصية عبادته.

(٤) وهى العصمة.

٤١٨

« رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه » فأنا والله المنتظر وما بدلت تبديلا (١).

وروى العلامة ومؤلف كتاب تنبيه الغافلين نحو ذلك ، والنحب : النذر الذي عاهدوا عليه في نصرة الدين وجهاد الكافرين ومعاونة سيد المرسلين ، أو الاجل. ودلالة الآية على فضله عليه‌السلام من جهات شتى غير مستور على اولي النهى.

تتميم : قال السيد المرتضى رضوان الله عليه في كتاب الفصول : سئل الشيخ المفيد قدس الله روحه عن قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (٢) » فقيل له : فيمن نزلت هذه الآية؟ فقال : في أميرالمؤمنين عليه‌السلام وجرى حكمها في الائمة من ذريته الصادقين عليهم‌السلام قال الشيخ أدام الله عزه : وقد جاءت آثار كثيرة في ذلك ، يدل على صحة هذا التأويل ما أنا ذاكره بمشية الله وعونه.

قد ثبت أن الله سبحانه دعا المؤمنين إلى اتباع الصادقين في هذه الآية (٣) ، و الكون معهم فيما يقتضيه الدين ، وثبت أن المنادى به يجب أن يكون غير المنادى إليه ، لاستحالة أن يدعى الانسان إلى الكون مع نفسه واتباعها ، فلا يخلو أن يكون الصادقون الذين دعا الله تعالى إليهم جميع من صدق وكان صادقا حتى يعمهم اللفظ ويستغرق جنسهم أو أن يكون بعض الصادقين ، وقد تقدم إفسادنا لمقال من يزعم أنه عم الصادقين لان كل مؤمن فهو صادق بإيمانه ، فكان يجب بذلك أن يكون الدعاء للانسان إلى اتباع نفسه وذلك محال على ما ذكرناه ، وإن كانوا بعض المؤمنين دون بعض فلا يخلو من أن يكونوا معهودين معروفين فتكون الالف واللام إنما دخل للمعهود ، أو يكونوا غير معهودين ، فإن كانوا معهودين فيجب أن يكونوا معروفين غير مختلف فيهم ، فيأتي الروايات بأسمائهم و الاشارة إليهم خاصة ، وأنهم طائفة معروفة عند من سمع الخطاب من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله و في عدم ذلك دليل على بطلان مقال من ادعى أن هذه الآية نزلت في جماعة غير من ذكرناه كانوا معهودين ، وإن كانوا غير معهودين فلا بد من الدلالة عليهم ليمتازوا (٤) من يدعى

____________________

(١) مجمع البيان ٨ : ٢٥٠.

(٢) التوبة : ١١٩.

(٣) في المصدر : دعا المؤمنين في هذه الاية إلى اتباع الصادقين.

(٤) ليتميزوا.

٤١٩

مقامهم ، وإلا بطلت الحجة لهم ، وسقط تكليف اتباعهم ، وإذا ثبت أنه لابد من الدليل عليهم ولم يدع أحد من الفرق دلالة على غير من ذكرناه ثبت أنها فيهم خاصة ، لفساد خلو الامة كلها من تأويلها ، وعدم أن يكون القصد إلى أحد منهم بها. على أن الدليل قائم على أنها فيمن ذكرناه ، لان الامر ورد باتباعهم على الاطلاق ، وذلك يوجب عصمتهم وبراءة ساحتهم والامان من زللهم ، بدلالة إطلاق الامر باتباعهم ، والعصمة توجب النص على صاحبها بلا ارتياب ، وإذا اتفق مخالفونا على نفي العصمة والنص على من ادعوا (١) له تأويل هذه الآية فقد ثبت أنها في الائمة عليهم‌السلام لوجود النقل للنص (٢) عليهم ، وإلا خرج الحق عن امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وذلك فاسد. مع أن القرآن دليل (٣) على ما ذكرناه ، وهو أن الله سبحانه قال : « ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل و السائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون (٤) » فجمع الله تبارك وتعالى هذه الخصال كلها ثم شهد لمن كملت فيه بالصدق والتقى على الاطلاق ، فكان مفهوم معنى الآيتين الاولى وهذه الثانية أن اتبعو الصادقين الذين باجتماع هذه الخصال التى عددنا ها فيهم استحقوا بالاطلاق اسم « الصادقين » ، ولم نجد أحدا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اجتمعت فيه هذه الخصال إلا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فوجب أنه الذي عناه الله سبحانه بالآية وأمر فيها باتباعه ، والكون معه فيما يقتضيه الدين ، وذلك أنه ذكر الايمان به جل اسمه واليوم الآخر والملائكة والكتاب و النبين ، وكان أميرالمؤمنين عليه‌السلام أول الناس إيمانا به وبما وصف (٥) بالاخبار المتواترة

____________________

(١) في المصدر : عمن ادعوا.

(٢) في المصدر : بالنص.

(٣) في المصدر : مع أن في القرآن دليلا.

(٤) البقرة : ١٧٧.

(٥) اى اليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين.

٤٢٠