بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي شيد أساس الدين ونور مناهج اليقين بمحمد سيد المرسلين وعلي أمير المؤمنين والأبرار من عترتهما الغر الميامين ، صلوات الله عليهما وعليهم أبد الآبدين ، ولعنة الله على أعدائهم دهر الداهرين ؛

أما بعد فيقول خادم أخبار الأئمة الطاهرين ، وتراب أقدام شيعة مولى المؤمنين ، محمد باقر بن محمد تقي غفر الله لهما بشفاعة مواليهما المنتجبين : هذا هو المجلد التاسع من كتاب بحار الأنوار في بيان فضائل سيد الأخيار ، وإمام الأبرار ، وحجة الجبار ، وقسيم الجنة و النار (١) ، وأشرف الوصيين ، ووصي سيد النبيين ، ويعسوب المسلمين علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ومناقبه ومعجزاته ، ومكارم أخلاقه ، وتواريخ أحواله ، والآيات النازلة في شأنه ، والنصوص عليه صلوات الله وسلامه عليه وعلى أولاده الأطيبين.

____________________

(١) * أقول : يستعمل ( قسيم ) في كلام المولدين بمعنى ( مقسم ) ولذا قال شاعرهم :

علي حبه جنه

قسيم النار والجنة

وصي المصطفى حقا

إمام الانس والجنة

وأما في الأصل فهو بمعنى ( مقاسم ) قال في الأساس : وهو قسيمي : مقاسمي ، وفي حديث علي رضي‌الله‌عنه : أنا قسيم النار ). يعني أنه يقول للنار هذا الكافر لك وهذا المؤمن لي ( ب )

١

١

( باب )

* ( تاريخ ولادته وحليته وشمائله صلوات الله عليه ) *

١ ـ قب : ابن إسحاق وابن شهاب : أنه كتب حلية أميرالمؤمنين عليه‌السلام عن ثبيت الخادم (١) فأخذها عمرو بن العاص فزم بأنفه وقطعها (٢) ، وكتب أن أباتراب كان شديد الادمة ، عظيم البطن ، حمش الساقين ، ونحو ذلك ، فلذا وقع الخلاف في حليته. وذكر في كتاب الصفين ونحوه عن جابر وابن الحنفية أنه كان علي عليه‌السلام رجلا دحداحا ربع القامة ، أزج الحاجبين ، أدعج العينين أنجل ، تميل إلى الشهلة ، كأن وجهه القمر ليلة البدر حسنا ، وهو إلى السمرة ، أصلح ، له حفاف من خلفه كأنه إكليل ، وكأن عنقه إبريق فضة ، وهو أرقب ، ضخم البطن ، أقرء الظهر ، عريض الصدر ، محض المتن ،ششن الكفين ، ضخم الكسور ، لايبين عضده من ساعده : قد أدمجت إدماجا ، عبل الذراعين ، عريض المنكبين ، عظيم المشاشين كمشاش السبع الضاري ، له لحية قد زانت صدره ، غليظ العضلات ، حمش الساقين.

قال المغيرة : كان علي عليه‌السلام على هيئة الاسد ، غليظا منه ما استغلظ ، دقيقا منه ما استدق.

بيان : أحمش الساقين أي دقيقهما ، ويقال : حمش الساقين أيضا بالتسكين. والدحداح : القصير السمين ، والمراد هنا غير الطويل أو السمين فقط بقرينة ما بعده. والزجج : تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداده. والدعج : شدة السواد في العين أو شدة سوادها في شدة بياضها. والنجل : سعة العين. والشهلة بالضم أقل من الزرقة في الحدقة وأحسن منه ، أو أن تشرب الحدقة حمرة ليست خطوطا كالشكلة ، ولعل المراد هنا الثاني.

____________________

(١) في المصدر : عن ثبيت الخادم على عمره اه.

(٢) في المصدر : فقطعها. ويقال زم بأنفه : اذا شمخ وتكبر.

٢

والصلع : انحسار شعر مقدم الرأس. والحفاف ككتاب : الطرة حول رأس الاصلع. و الاكليل : شبه عصابة تزين بالجوهر. والارقب : الغليظ الرقبة.

وقال الجوهري : والقراء : الظهر * وناقة قرواء : طويلة السنام. ويقال : الشديدة الظهر ، بينة القرى ، ولا يقال : جمل أقرى (١).

وقال الفيروز آبادى : المقروري : الطويل الظهر * والمحض : الخالص * ومتنا الظهر : مكتنفا الصلب (٢) عن يمين وشمال من عصب ولحم ، ولعله كناية عن الاستواء أو عن اندماج فرأجزاء بحيث لا يبين فيه المفاصل ويرى قطعة واحدة.

وقال الجزري : في صفته : ششن الكفين والقدمين أي أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر ، وقيل : هو أن يكون في أنامله غلظ بلا قصر ، ويحمد ذلك في الرجال لانه أشد لقبضهم ، ويذم في النساء (٣).

وقال الفيروز آبادي : الكسر ويكسر الجزء من العضو أو العضو الوافر ، أو نصف العظم بما عليه من اللحم ، أو عظم ليس عليه كثير لحم ، والجمع : أكسار وكسور * والعبل : الضخم من كل شئ (٤).

وقال الجزري : في صفته : جليل المشاش أي عظيم رؤوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين * وقال الجوهري : هي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها (٥).

أقول : لعل المراد هنا منتهى عظم العضد من جانب المنكب.

والسبع الضاري : هو الذي اعتاد بالصيد لا يصبر عنه.

قوله : « ما استغلظ » أي من الاسد أو من الانسان أي كلما كان في غيره غليظا ففيه كان أغلظ ، وكذا العكس.

____________________

(١) الصحاح ج : ٦ ص ٢٤٦٠ و ٢٤٦١.

(٢) القاموس المحيط ج ٤ : ٣٧٨. وص : ٣٤٣ وص ٢٦٩

(٣) النهاية ٢ : ٢٠٤. وفيه : هو الذى في انامله غلظ.

(٤) القاموس المحيط ج ٢ : ١٢٦ وج ٤ ص ١١.

(٥) النهاته ج ٤ ص ١٠٢. الصحاح : ج ٣ ص ١٠١٩.

٣

٢ ـ كشف : قال الخطيب أبوالمؤيد الخوارزمي (١) عن أبي إسحاق قال : لقد رأيت عليا أبيض الرأس واللحية ، ضخم البطن ، ربعة من الرجال. وذكر ابن منده أنه كان شديد الادمة ، ثقيل العينين عظيمهما ، ذا بطن ، وهو إلى القصر أقرب ، أبيض الرأس واللحية. وزاد محمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته : آدم اللون ، حسن الوجه ، ضخم الكراديس. واشتهر عليه‌السلام بالانزع البطين ، أما في الصورة فيقال : رجل أنزل : بين النزع ، وهو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته ، وموضعه النزعة ، وهما النزعتان ، ولا يقال لامرأة : نزعاء ، ولكن زعراء. والبطين : الكبير البطن. وأما المعنى فان نفسه نزعت [ يقال : نزع إلى أهله ينزع نزاعا : اشتاق ، ونزع عن الامورنزوعا : انتهى عنها (٢) ] عن ارتكاب الشهوات فاجتنبها ، ونزعت إلى اجتناب السيئات فسد عليها مذهبها (٣) ، ونزعت إلى اكتساب الطاعات فأدركها حين طلبها ، ونزعت إلى استصحاب الحسنات فارتدى بها وتجلببها.

وامتلا علما فلقب بالبطين وأظهر بعضها وأبطن بعضها حسبما اقتضاه علمه الذي عرف به الحق اليقين. أما ما ظهر من علومه فأشهر من الصباح ، وأسير في الآفاق من سرى الرياح. وأما ما بطن فقد قال : « بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطر بتم اضطراب الارشية في الطوى البعيدة (٤) ».

____________________

(١) هو الحافظ أبوالمؤيد وأبومحمد موفق بن أبى سعيد اسحاق بن المؤيد المكى الحنفى المعروف بأخطب خوارزم ، كان فقيها غريز العلم حافظا طايل الشهرة ، محدثا كثير الطرق خطيبا متمكنا في العربية ، خبيرا على السيرة والتاريخ ، له خطب وشعر مدون ، وله تآليف جمة ممتعة.

(٢) * أقول : ما بين العلامتين اما جملة معترضة واما تعليقة كانت في الهامش فأثبتها النساخ في المتن ( ب ).

(٣) في المصدر وفي ( ت ) فسد عليه مذهبها. وفى ( ض ) فشد عليها مذهبهما ( فسد عليه خ ل ).

(٤) في هامش المصدر و ( ك ) : اندمج : اذا دخل في الشئ واستتر فيه. والارشية : الحبال واحدها رشاء. والطوى : البئر المطوية. وقد نظم بعض الشعراء هذا المعنى فقال :

من كان قد عرقته مدية دهره

ومرت له اخلاف سم منقع

فليعتصم بعرى الدعاء ويبتهل

بامامه الهادى البطين الانزع

نزعت عن الاثام طرا نفسه

ورعا فمن كالا نزع المتورع

وحوى العلوم عن النبى وراثة

فهو البطين لكل علم مودع

وهو الوسيلة في النجاة إذا لورى

رجفت قلوبهم لهم المجمع

٤

ومما ورد في صفته عليه‌السلام ما أورده صديقنا العز (١) المحدث ، وذلك حين طلب منه السعيد بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل أن يخرج أحاديث صحاحا وشيئا مما ورد في فضائل أمير المؤمنين وصفاته عليه‌السلام ، وكتب على أتوار الشمع (٢) الاثني عشر التي حملت إلى مشهده عليه‌السلام وأنا رأيتها ، قال : كان ربعة من الرجال ، أدعج العينين ، حسن الوجه ، كأنه القمر ليلة البدر حسنا ، ضخم البطن ، عريض المنكبين ، ششن الكفين ، أغيد ، كأن عنقه إبريق فضة ، أصلح ، كث اللحية ، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري ، لا يبين عضده من ساعده وقد ادمجت إدماجا ، إن أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس شديد الساعد واليد ، إذا مشى إلى الحرب هرول ، ثبت الجنان ، قوي ، شجاع ، منصور على من لاقاه (٣).

بيان ، ذكر كمال الدين بن طلحة مثل ذلك في كتاب مطالب السؤول (٤) ، والظاهر أن علي بن عيسى نقل عنه وكذا ذكره صاحب « الفصول المهمة » سوى ما ذكر في تفسير الانزع البطين (٥). ورجل ربعة أي مربوع الخلق لاطويل ولا قصير. والكراديس جمع الكردوس ، وهو كل عظمين التقيافي مفصل المنكبين والركبتين والوركين. والغيد : النعومة. وكث الشئ أي كثف.

٣ ـ يب : ولد عليه‌السلام بمكة في البيت الحرام في يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، وقبض عليه‌السلام قتيلا بالكوفة ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، وله يومئذ ثلاث وستون سنة. وامه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهو أول هاشمي ولد في الاسلام من هاشميين ، وقبره بالغري من نجف الكوفة (٦).

____________________

(١) يعنى : عزالدين.

(٢) في هامش ( ك ) : الاتوار جمع تور ، وهواناء من صفر أو حجارة كالاجانة ، وكأنه المراد هنا ما ينصب فيه الشمع.

(٣) كشف الغمة : ٢٣.

(٤) راجع ج ١ : ٣٣.

(٥) راجع ص ١١٠ و ١١١.

(٦) التهذيب ٢ : ٧.

٥

بيان : قوله : « أول هاشمي » ليس بسديد إذا إخوته كانوا كذلك وكانوا أكبرمنه كما سيأتي. وقوله « ولد في الاسلام » لا ينفع في ذلك ، بل هو أيضا لا يستقيم ، إذ لوكان مراده بعد البعثة فولادته عليه‌السلام كان قبله ، ولوكان مراده بعد ولادة الرسول الله (ص) فإخوته أيضا كذلك ، مع أن هذا الاصطلاح غير معهود. والاصوب أن يقول كما قال شيخه المفيد رحمه‌الله (١). ويمكن أن تحمل الاولية على الاضافية.

٤ ـ كا : ولد عليه‌السلام بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهو أول هاشمي ولده هاشم مرتين (٢).

٥ ـ كا : الحسين بن محمد ، عن محمد بن يحيى الفارسي ، عن أبي حنيفة محمد بن يحيى ، عن الوليد بن أبان ، عن محمد بن عبدالله بن مسكان ، عن أبيه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب لتبشره بمولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال أبوطالب : اصبري سبتا [ آتيك ] ابشرك بمثله (٣) إلا النبوة. وقال : السبت ثلاثون سنة ، وكان بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأميرالمؤمنين عليه‌السلام ثلاثون سنة (٤).

٦ ـ كا : بعض أصحابنا عمن ذكره ، عن ابن محبوب ، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لما ولد رسول الله (ص) فتح لآمنة بياض فارس وقصور الشام ، فجاءت فاطمة بنت أسد ام أميرالمؤمنين عليه‌السلام إلى أبي طالب ضاحكة مستبشرة فأعلمته ما قالت آمنة ، فقال لها أبوطالب : وتتعجبين من هذا؟ إنك تحبلين (٥) وتلدين بوصيه ووزيره (٦).

٧ ـ مصبا : ذكر ابن عياش أن اليوم الثالث عشر من رجب كان مولد أميرالمؤمنين

____________________

(١) راجع الرواية ١٣ ص ١٧ * أقول : بل الصواب أن يقال : ( وامه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف وهى اول هاشمية ولدت لهاشمى ) كما في اكثر المتون التاريخية وسياتى نقله عن شرح النهج في آخر الباب الثالث ، نعم يتفرع على ذلك ان اول من ولدبين هاشميين طالب ثم عقيل ثم جعفر ثم على عليه‌السلام ( ب ).

(٢) اصول الكافى ١ : ٤٥٢.

(٣) في المصدر : اصبرى سيتأ ابشرك بمثله.

(٤) اصول الكافى ١ : ٤٥٢ و ٤٥٣.

(٥) في ( ك ) : لتحبلين.

(٦) اصول الكافى ١ : ٤٥٤.

٦

عليه‌السلام في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة (١).

وروي عن عتاب بن اسيد (٢) أنه قال : ولد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب ، وللنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمان وعشرون سنة ، قبل النبوة باثنتي عشرة سنة (٣).

وروى صفوان الجمال عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : ولد أميرالمؤمنين عليه‌السلام في يوم الاحد لسبع خلون من شعبان (٤).

٨ ـ قل : روي أن يوم ثالث عشر شهر رجب كان مولد مولانا أبي الحسن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة (٥).

٩ـ أقول : قال الشهيد رحمه‌الله في الدروس : علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم ، وأبوطالب وعبدالله أخوان للابوين ، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وهو وإخوته أول هاشمي ولد بين هاشميين ، ولد يوم الجمعة ثالث عشر شهر رجب ، وروي سابع شهر شعبان بعد مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بثلاثين سنة ، انتهى (٦).

١٠ـ أقول : وقد قيل إنه عليه‌السلام ولد في الثالث والعشرين من شعبان. وقال علي بن محمد المالكي في الفصول المهمة : كان ولد أبوطالب طالبا ولا عقب له ، وعقيلا وجعفرا وعليا ، وكل واحد أسن من الآخر بعشر سنين ، وأم هانئ واسمها فاختة وأمهم جميعا فاطمة بنت أسد ، هكذا ذكر موفق بن أحمد الخوارزمي في كتاب المناقب ، ولد بمكة

____________________

(١) المصباح الكبير : ٦٠ ه.

(٢) قال في اسد الغابة ( ٣ : ٣٥٨ ) : عتاب بن اسيد أسلم يوم فتح مكة ، واستعمله النبى على مكة بعد الفتح لماسار إلى حنين ، وكان عمره حين ولاه نيفا وعشرين سنة ، ولم يزل على مكة إلى ان توفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأقره أبوبكر إلى ان مات. وقال الواقدى : توفى يوم مات ابوبكر في ١٣ ه.

(٣) لم نجده في المصباح الكبير ولعله في المصباح الصغير وهو مخطوط.

(٤) المصباح الكبير : ٥٩٣.

(٥) اقبال الاعمال : ٦٥٥.

(٦) الدروس.

٧

المشرفة داخل البيت الحرام في يوم الجمعة ، الثالث عشر من شهر الله الاصم رجب سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة وقيل بخمس وعشرين وقبل المبعث (١) باثنتي عشرة سنة وقيل بعشر سنين ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه ، وهي فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالا له وإعلاء لمرتبته وإظهارا لكرامته (٢) ، وكان هاشميا من هاشميين ، وأول من ولده هاشم مرتين ، وكان مولده بعد أن دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بخديجة بثلاث سنين ، وكان عمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم ولادة علي ثماني وعشرين سنة ، انتهى كلام المالكي (٣).

١١ ـ ع ، مع ، نى : الدقاق عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن ثابت بن دينار ، عن سعيد بن جبير قال : قال يزيد بن قعنب : كنت جالسا مع العباس بن عبدالمطلب وفريق من عبدالعزى (٤) بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد ام أميرالمؤمنين عليه‌السلام وكانت حاملة (٥) به لتسعة أشهر ، وقد أخذها الطلق ، فقالت : رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل ، وإنه بنى البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت (٦) وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي. قال يزيد بن قعنب : فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره (٧) ودخلت فاطمة فيه (٨) وغابت عن أبصارنا ، والتزق الحائط ، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عز و

____________________

(١) في المصدر : البعث.

(٢) في المصدر : لتكرمته.

(٣) الفصول المهمة : ١٢ و ١٣.

(٤) في المعانى والبشائر وكشف اليقين : من بنى عبدالعزى. وفى العلل : فريق بن عبدالعزى وهو مصحف.

(٥) في الروضة والبشائر وكشف اليقين : وكانت حاملا.

(٦) في المعانى : فبحق النبى الذى بنى هذا البيت.

(٧) في المعانى : وقد انفتح من ظهره.

(٨) ليست كلمة ( فيه ) في البشائر والعلل.

٨

جل (١) ، ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أميرالمؤمنين عليه‌السلام ثم قالت : إني فضلت على من تقدمني من النساء لان آسية بنت مزاحم عبدت الله عزوجل سرا في موضع لايحب (٢) أن يعبدالله فيه إلا اضطرارا ، إن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا ، وإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت (٣) من ثمار الجنة وأرواقها (٤) ، فلما أردت (٥) أن أخرج هتف بي هاتف ، يا فاطمة سميه عليا فهو علي ، والله العلي الاعلى يقول : إني شققت اسمه من اسمي ، وأدبته بأدبي ، ووقفته على غامض علمي (٦) ، وهو الذي يكسر الاصنام في بيتي ، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ، ويقدسني ويمجدني ، فطوبى لمن أحبه وأطاعه ، وويل لمن أبغضه وعصاه (٧) ضه : عن يزيد بن قعنب مثله (٨).

بيان : وقفته على ذنبه على بناء المجرد أي أطلعته عليه.

أقول : روى العلامة رحمه‌الله في كشف اليقين (٩) وكشف الحق (١٠) هذه الرواية من كتاب بشائر المصطفى (١١) عن يزيد بن قعنب مثله ، وزاد في آخره : قالت : فولدت عليا و لرسول الله (ص) ثلاثون سنة ، وأحبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حبا شديدا ، وقال لها : اجعلي مهده بقرب فراشي ، وكان رسول الله (ص) يلي (١٢) أكثر تربيته ، وكان يطهر عليا في وقت غسله

____________________

(١) في العلل : امر من الله تعالى. وفى البشائر : أمر من الله عزوجل.

(٢) في ( ض ) : لا يجب.

(٣) في العلل : واكلت.

(٤) في العلل والبشائر : وأرزاقها وفى ( ك ) و ( ت ) : واوراقها.

(٥) في العلل : فلما أن اردت.

(٦) في الامالى : ووقفته غامض علمى. وفى البشائر : وأو قفته غوامض علمى.

(٧) علل الشرائع : ٥٦. معانى الاخبار : ٦٢ امالى الصدوق : ٨٠ وفى العلل : ويل لمن عصاه وأبغضه.

(٨) روضة الواعظين : ٦٧.

(٩) ص : ٦.

(١٠) ص :.

(١١) ص : ٩.

(١٢) في المصدر : يولى على اكثر تربيته.

٩

ويوجره اللبن (١) عند شربه ، ويحرك مهده عند نومه ، ويناغيه في يقظته ، ويحمله على صدره ويقول : هذا أخي ووليي وناصري وصفيي وذخري وكهفي وظهري وظهيري (٢) و وصيي ، وزوج كريمتى ، وأميني على وصيتي ، وخليفتي ، وكان يحمله دائما ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها.

١٢ ـ ضه : قال جابر بن عبدالله الانصاري : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ميلاد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : آه آه لقد سألتني عن خير مولود ولد بعدي على سنة المسيح عليه‌السلام ، إن الله تبارك وتعالى خلقني وعليا من نور واحد قبل أن خلق الخلق بخمسمأة ألف عام ، فكنا نسبح الله ونقدسه ، فلما خلق الله تعالى آدم قذف بنا في صلبه ، واستقررت أنا في جنبه الايمن وعلي في الايسر ، ثم نقلنا من صلبه في الاصلاب الطاهرات إلى الارحام الطيبة ، فلم نزل كذلك حتى أطلعني الله تبارك وتعالى من ظهر طاهر وهو عبدالله بن عبدالمطلب فاستودعني خير رحم وهي آمنة ، ثم أطلع الله تبارك و تعالى عليا من ظهر طاهر وهو أبوطالب واستودعه خير رحم وهي فاطمة بنت أسد.

ثم قال : يا جابر ومن قبل أن وقع علي في بطن امه كان في زمانه رجل عابد راهب يقال له المثرم بن دعيب بن الشيقتام (٣) ، وكان مذكورا في العبادة ، قد عبدالله مأة و تسعين سنة ولم يسأله حاجة ، فسأل ربه أن يريه ولياله ، فبعث الله تبارك وتعالى بأبي طالب إليه ، فلما أن بصربه المثرم قام إليه فقبل رأسه وأجلسه بين يديه ، فقال : من أنت يرحمك الله؟ قال : رجل من تهامة ، فقال : من أي تهامة؟ قال : من مكة ، قال ممن؟ قال من عبد مناف ، قال : من أي عبد مناف؟ قال : من بني هاشم ، فوثب إليه الراهب و قبل (٤) رأسه ثانيا وقال : الحمدلله الذي أعطاني مسألتي ولم يمتني حتى أراني وليه ، ثم قال (٥) أبشر يا هذا فإن العلي الاعلى قد ألهمني إلهاما فيه بشارتك ، قال أبوطالب :

____________________

(١) أى يجعله في فيه.

(٢) ليست كلمة ( ظهيرى ) في المصدر ولا في النسخ المخطوطة.

(٣) في المصدر : رعيب بن شيقنام. وفى الفضائل : رغيب الشيقبان.

(٤) في المصدر : فقيل.

(٥) في المصدر : ثم قال له اه.

١٠

وماهو؟ قال : ولد يخرج من صلبك هو ولي الله تبارك اسمه وتعالى ذكره ، وهو إمام المتقين ووصي رسول رب العالمين (١) ، فإن أدركت ذلك الولد فاقرءه مني السلام وقل له : إن المثرم بقرء عليك السلام (٢) وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأنك وصيه حقا ، بمحمد يتم النبوة وبك يتم الوصية (٣).

قال : فبكى أبوطالب وقال له : ما اسم هذا المولود؟ قال : اسمه علي ، فقال أبوطالب إني لا أعلم حقيقة ما تقوله إلا ببرهان بين ودلالة واضحة ، قال المثرم : فما تريد أن أسأل الله لك أن يعطيك في مكانك ما يكون دلالة لك؟ قال أبوطالب : اريد طعاما من الجنة في وقتي هذا ، فدعا الراهب بذلك فما استتم دعاؤه حتى اتي بطبق عليه من فاكهة الجنة (٤) رطبه وعنبة ورمان ، فتناول أبوطالب منه رمانة ونهض فرحا من ساعته حتى رجع إلى منزله فأكلها فتحولت ماء في صلبه ، فجامع فاطمة بنت أسد فحملت بعلي عليه‌السلام وارتجت الارض وزلزلت بهم أياما حتى لقيت قريش من ذلك شدة وفزعوا وقالوا : قوموا بآلهتكم إلى ذروة أبي قبيس حتى نسألهم أن يسكنوا ما نزل بكم وحل بساحتكم ، فلما اجتمعوا على ذروة جبل أبي قبيس فجعل يرتج ارتجاجا حتى (٥) تد كد كت بهم صم الصخور وتناثرت ، وتساقطعت الآلهة على وجهها ، فلما بصروا بذلك قالوا : لا طاقة لنا بما حل بنا ، فصعد أبوطالب الجبل وهو غير مكترث بما هم فيه ، فقال : أيها الناس (٦) إن الله تبارك وتعالى قد أحدث في هذه الليلة حادثة ، وخلق (٧) فيها خلقا ، إن لم تطيعوه ولم تقروا بولايته وتشهدوا بإمامته لم يسكن ما بكم ولا يكون لكم بتهامة مسكن ، فقالوا :

____________________

(١) في المصدر : ووصى رسول الله. وفى الفضائل ، ووصى رسول رب العالمين. وفى ( م ) و كذا ( ح ) ووصى رسول الله رب العالمين.

(٢) في المصدر : يقرؤك السلام.

(٣) في المصدر : وكذا في الفضائل : ( تتم ) في الموضعين.

(٤) في المصدر : من فواكه الجنة.

(٥) ليست في المصدر كلمة ( حتى )

(٦) في المصدر : يا ايها الناس.

(٧) في المصدر : خلق.

١١

يا أبا طالب إنا نقول بمقالتك ، فبكى أبوطالب ورفع يده إلى الله عزوجل (١) وقال : « إلهي وسيدي أسألك بالمحمدية المحمودة وبالعلوية العالية وبالفاطمية البيضاء إلا تفضلت على تهامة بالرأفة والرحمة » فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد كانت العرب تكتب هذه الكلمات فتدعو بها عند شدائدها في الجاهلية وهي لا تعلمها ولا تعرف حقيقتها.

فلما كانت الليلة التي ولد (٢) أميرالمؤمنين عليه‌السلام أشرقت السماء بضيائها ، وتضاعف نور نجومها ، وأبصرت من ذلك قريش عجبا ، فهاج (٣) بعضها في بعض وقالوا : قد أحدث في السماء حادثة ، وخرج أبوطالب وهو (٤) يتخلل سكك مكة وأسواقها ويقول : يا أيها الناس تمت حجة الله ، وأقبل الناس يسألونه عن علة ما يرونه من إشراق المساء وتضاعف نور النجوم ، فقال لهم (٥) : أبشروا فقد ظهر في هذه الليلة ولي من أولياء الله يكمل الله فيه خصال الخير ، ويختم به الوصيين ، وهو إمام المتقين ، وناصر الدين ، وقامع المشركين وغيظ المنافقين ، وزين العابدين ، ووصي رسول رب العالمين ، امام هدى ، ونجم على ، و مصباح دجى (٦) ، ومبيد الشرك والشبهات ، وهو نفس اليقين ورأس الدين ، فلم يزل يكرر هذه الكلمات والالفاظ إلى أن أصبح ، فلما أصبح غاب عن قومه أربعين صباحا.

قال جابر : فقلت : يا رسول الله (٧) إلى أين غاب؟ قال : إنه مضى يطلب المثرم ، كان (٨) وقدمات في جبل اللكام ، فاكتم يا جابر فإنه من أسرار الله المكنونة (٩) وعلومه

____________________

(١) في المصدر : ورفع إلى الله تعالى يديه.

(٢) في المصدر : ولد فيها.

(٣) فماج ظ ( ب ).

(٤) ليست في المصدر كلمة ( هو ).

(٥) ليست في المصدر كلمة ( لهم ).

(٦) كذا في المصدر ، وفى نسخ الكتاب ( ومفتاح دجى ) والظاهرانه مصحف.

(٧) في ( م ) و ( ح ) : قال جابر : فقل يا رسول الله.

(٨) ليست في المصدر كلمة ( كان ).

(٩) في المصدر : المكتومة.

١٢

المخزونة ، إن المثرم (١) كان وصف لابي طالب كهفا في جبل اللكام (٢) وقال له : إنك تجدني هناك (٣) عيا أو ميتا ، فلما مضى أبو طالب إلى ذلك الكهف ودخل إليه وجد المثرم ميتا جسدا ملفوفة مدرعة (٤) مسجى بها إلى قبلته ، فإذا هناك حيتان : إحداهما بيضاء والاخرى سوداء ، وهما يدفعان عنه الاذى ، فلما بصرتا بأبي طالب غربتا في الكهف ، ودخل أبوطالب إليه فقال : السلام عليك يا ولي الله ورحمة الله وبركاته ، فأحيا الله تبارك وتعالى بقدرته المثرم فقام قائما يمسح وجهه وهو يقول : « أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عليا ولي الله والامام بعد نبي الله ».

فقال أبوطالب : أبشر فإن عليا فقد طلع إلى الارض ، فقال : ما كانت علامة الليلة التي طلع فيها؟ قال أبوطالب : لما مضى من الليل الثلث أخذت فاطمة (٥) ما يأخذ النساء عند الولادة ، فقلت لها : ما بالك (٦) يا سيدة النساء؟ قالت : إني أجد وهجا ، فقرأت عليها الاسم الذي فيه النجاة فسكنت ، فقلت لها : إني أنهض فآتيك بنسوة من صواحبك يعنك (٧) على أمرك في هذه الليلة ، فقالت (٨) : رأيك ياباطالب ، فلما قمت لذلك إذا أنا بهاتف هتف من زاوية البيت وهو يقول : أمسك يا أبا طالب فإن ولي الله لا تمسه يد نجسة ، وإذا أنا بأربع نسوة يدخلن (٩) عليها ، وعليهن ثياب كهيئة الحرير الابيض ، وإذا رائحتهن أطيب من المسك الاذفر ، فقلن لها : السلام عليك يا ولية الله ، فأجابتهن ثم جلسن بين يديها ومعهن جؤنة (١٠) من فضة ، وأنسنها (١١) حتى ولد أميرالمؤمنين عليه‌السلام

____________________

(١) في المصدر : وأن المثرم.

(٢) كفرات ورمان يسامت حمأة وشيزر وأفامية ويمتد شمالا إلى صهيون والشفر وبكاس وينتهى عند أنطاكية ( القاموس ).

(٣) كذا في المصدر و ( ح ) وفى سائر نسخ الكتاب ( تحمدنى هناك ) وهو مصحف.

(٤) في المصدر : ملفوفا في مدرعته.

(٥) في المصدر : اخذت فاطمة فيها اه.

(٦) في المصدر : مالك.

(٧) في المصدر : تعينك.

(٨) في المصدر : قالت.

(٩) في المصدر : دخلن.

(١٠) الجؤنة بضم الجيم سليلة مغشاة ادما تكون مع العطارين.

(١١) في المصدر : فانسنها.

١٣

فلما ولد انتهيت إليه (١) فإذا هو كالشمس الطالعة وقد سجد على الارض وهو يقول : « أشهد أن لا إله إلا الله (٢) وأن محمدا رسول الله وأشهد أن عليا وصي محمد رسول الله ، وبمحمد يختم الله النبوة وبي يتم الوصية ، وأنا أميرالمؤمنين ».

فأخذته واحدة منهن من الارض ووضعته في حجرها ، فلما نظر علي في وجهها ناداها بلسان ذلق ذرب : السلام عليك يا اماه ، فقالت : وعليك يا بني (٣) فقال : ما خبر والدي؟ قالت : في نعم الله ينقلب ، وصحبته يتنعم ، فلما سمعت ذلك لما تمالكت (٤) أن قلت : يا بني ألست بأبيك؟ قال : بلى ولكني وإياك من صلب آدم ، وهذه امي حواء ، فلما سمعت ذلك غطيت رأسي بردائي وألقيت نفسي في زاوية البيت حياء منها ، ثم دنت اخرى ومعها جؤنة فأخذت عليا فلما نظر إلى وجهها قال : السلام عليك يا اختي ، قالت : وعليك السلام يا أخي ، قال : فما خبر عمي؟ قالت : خير وهو يقرء (٥) عليك السلام ، فقلت : يا بني أي اخت هذه وأي عم هذا؟ قال : هذه مريم ابنة (٦) عمران وعمي عيسى ابن مريم ، وطيبته بطيب كان في الجؤنة ، فأخذته اخرى منهن فأدرجته في ثوب كان معها ، قال أبوطالب فقلت : لو طهرناه لكان أخ فـ عليه ، وذلك أن العرب كانت تطهر أولادها (٧) ، فقالت : يا أبا طالب إنه ولد طاهرا مطهرا ، لايذيقه حر الحديد في الدنيا إلاعلى يدرجل (٨) يبغضه الله ورسوله وملائكته والسموات والارض والبحار (٩) ، وتشتاق إليه النار ، فقلت : من هذا الرجل؟ فقلن : ابن ملجم المرادي لعنه الله ، وهو قاتله في الكوفة سنة ثلاثين من وفاة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ،

____________________

(١) كذا في المصدر وفى نسخ الكتاب : ( انتهيت إلينا ) وهو مصحف.

(٢) في المصدر : واشهد أن.

(٣) في المصدر : وعليك السلام يا بنى.

(٤) في المصدر : لم اتمالك.

(٥) في المصدر : ويقرء.

(٦) في المصدر : بنت.

(٧) التطهير هنا كناية عن الختن.

(٨) في المصدر : يدى.

(٩) والجبال والبحار.

١٤

[ قال أبوطالب : فأنا كنت في استماع قولهن ثم أخذه محمد بن عبدالله ابن أخي من يدهن ووضع يده في يده وتكلم معه، وسأله عن كل شئ، فخاطب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآلهعليا بأسرار كانت بينهما (١) ] ثم غبن النسو فلم أرهن ، فقلت في نفسي : لو عرفت المرأتين الاخريين فألهم الله عليا فقال : يا أبي أما المرأة الاولى فكانت حواء ، وأما التي أحضنتني فهي مريم بنت عمران التي أحصنت فرجها ، وأما التي أدرجتني في الثوب فهي آسية بنت مزاحم وأما صاحبه الجؤنة فهي ام موسى بن عمران ، فالحق بالمثرم الآن وبشره وخبره بما رأيت فإنه في كهف كذا في موضع كذا (٢) ، فخرجت حتى أتيتك وإنه وصف الحيتين [ فلما فرغ من المناظرة مع محمد ابن أخي ومن مناظرتي عاد إلى طفوليته الاولى (٣) ] فقلت : أتيتك ابشرك بما عاينته وشاهدت من ابني علي عليه‌السلام فبكى المثرم ثم سجد شكرا لله ثم تمطى فقال : غطني بمدرعتي ، فغطيته فإذا أنا به ميت كما كان ، فأقمت ثلاثا أكلم فلا أجاب (٤) فاستوحشت لذلك وخرجت الحيتان فقالتا لي : السلا عليك يا أبا طالب ، فأجبتهما ، ثم قالتا لي : الحق بولي الله فإنك أحق بصيانته وحفظه من غيرك ، فقلت لهما : من أنتما؟ قالتا : نحن عمله الصالح خلقنا الله من خيرات عمله ، فنحن نذب عنه الاذى إلى أن تقوم الساعة فإذا قام ت الساعة (٥) كان أحدنا قائده والآخر سائقه (٦) ودليله إلى الجنة ثم انصرف أبوطالب إلى مكة.

قال جابر : فقلت يا رسول الله ، الله أكبر!! الناس يقولون : أبا طالب (٧) مات كافرا! قال : يا جابر الله أعلم بالغيب ، إنه لما كان ت الليلة التي اسري بي فيها إلى السماء انتهيت إلى العرش فرأيت أربعة أنوار فقلت : إلهي ماهذه الانوار؟ فقال : يا محمد هذا عبد

____________________

(١ و ٣) ما بين العلامتين توجد في ( ك ) و ( ت ) فقط.

(٢) ليست في المصدر كلمة ( في ).

(٤) في المصدر : فأقمت ثلاثا فلا أجاب.

(٥) في المصدر : القيامة.

(٦) في ( ك والاخر سالفه. وهو مصحف.

(٧) كذا في نسخه الكتاب ، وفى المصدر و ( ت ) : فقلت يا رسول الله أكثر الناس يقولون ان ابا طالب اه.

١٥

المطلب وهذا أبوطالب (١) وهذا أبوك عبدالله ، وهذا أخوك طالب ، فقلت : إلهي وسيدي فبمانالوا (٢) هذه الدرجة؟ قال : بكتمانهم الايمان وإظهارهم الكفر ، وصبرهم على ذلك حتى ماتوا (٣).

يل : الحسن بن أحمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد بن إسماعيل الفارسي ، عن عمر بن روق الخطابي ، عن الحجاج بن منهال ، عن الحسن بن عمران ، عن شاذان بن العلاء ، عن عبدالعزيز ، عن عبدالصمد (٤) ، عن سالم ، عن خالد بن السري ، عن جابر مثله (٥). جع : بالاسناد الصحيح عن الصدوق ، عن العطار ، عن أبيه ، عن عبدالعزيز بن عبدالصمد ، عن مسلم بن خالد ، عن جابر مثله (٦).

بيان : قوله : « بعدي » » أي بحسب الرتبة ، ويحتمل الزمان. وقوله : « على سنة ا لمسيح » إما لخفاء ولادته وكون من حضر عند ذلك الحوريات والنساء المقدسات ، أو لما سيأتي من أنه يقال فيه ما قيل في عيسى بن مريم. قولها : « وهجا » بالفتح والتحريك أي توقدا وحرارة. والجؤنة بالضم سفط مغشى بجلد ظرف لطيب العطار ، أصله الهمز ويلين. وقوله : « لايذيقه حر الحديد » أي في غير المحاربة أو غير ما يختار سببه لوجه الله. قوله : « وإنه وصف » أي أميرالمؤمنين ، ويحتمل أبا طالب. ثم إنه ينبغي أن يحمل الخبر على أنه وقعت تلك الغرائب في جوف الكعبة لئلاينافي الاخبار الاخر ، وإن كان بعيدا. وأما ذكر طالب وكونه أخا للرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو أغرب ، ولعل المراد به أخا أميرالمؤمنين عليه‌السلام فإنه سيأتي في بعض الاخبار أنه مات مسلما ، فالاخوة مجازية ، وفي جوامع الاخبار مكان هذه الفقرة : « وهذا ابن عمك جعفر بن أبي طالب » وفيه أيضا إشكال لانه لم يكن يظهر الكفر بعد إسلامه.

١٣ ـ عم ، شا : علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف سيد

____________________

(١) في المصدر : وهذا عمك ابوطالب.

(٢) في المصدر : فيماذا نالوا.

(٣) روضة الواعظين : ٦٨ ٧١. وفيه : حتى ماتوا عليه.

(٤) في ( ت ) عن عبدالعزيز بن الصمد.

(٥) الفضائل : ٥٧.

(٦) جامع الاخبار : ١٧ وبينوبين الكتاب اختلافات كثيرة لم نذكرها مخافة الاطناب.

١٦

الوصيين عليه أفضل الصلوات والسلام كنيته أبوالحسن ، ولد بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ، ولم يولد قبله ولابعده مولود في بيت الله سواه إكراما من الله جل اسمه له بذلك ، وإجلالالمحله في التعظيم ، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وكان أميرالمؤمنين عليه‌السلام وإخوته أول من ولده هاشم مرتين ، وحاز بذلك مع النشوء في حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والتأدب به الشرفين (١).

أقول : ذكر العلامة في كشف اليقين نحوه (٢).

١٤ ـ قب : شيخ السنة القاضي أبوعمرو عثمان بن أحمد في خبر طويل إن فاطمة بنت أسد رأت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل تمرا له رائحة تزداد على كل الاطائب من المسك و العنبر ، من نخلة لاشماريخ لها ، فقالت : ناولني ، أنل منها ، قال : لاتصلح إلا أن تشهدي دمعي أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله ، فشهدت الشهادتين فناولها فأكلت فازدادت رغبتها وطلبت اخرى لابي طالب ، فعاهدها أن لاتعطيه إلابعد الشهادتين فلما جن عليه الليل اشتم أبوطالب نسيما (٣) ما اشتم مثله قط ، فأظهرت مامعها فالتمسه منها ، فأبت عليه إلا أن يشهد الشهادتين ، فلم يملك نفسه أن شهد الشهادتين غير أنه سألها أن تكتم عليه لئلاتعيره قريش ، فعاهدته على ذلك فأعطته مامعها ، وآوى إلى زوجته فعلقت بعلي عليه‌السلام في تلك الليلة ، ولما حملت بعلي عليه‌السلام ازداد حسنها ، فكان يتكلم في بطنها ، فكانت في الكعبة فتكلم علي عليه‌السلام مع جعفر فغشي عليه ، فالتفت الاصنام خرت على وجوهها ، فمسحت على بطنها وقالت : ياقرة العين سجدتك الاصنام (٤) داخلافكيف شأنك خارجا؟ وذكرت لابي طالب ذلك ، فقال : هو الذي قال لي أسد في طريق الطائف (٥) وفي رواية شعبة عن قتادة ، عن أنس ، عن العباس بن عبدالمطلب ، ورواية الحسن

____________________

(١) اعلام الورى : ٩٣ الارشاد : ٣ ، واللفظ للارشاد.

(٢) ص : ٢.

(٣) المصدر : نسما.

(٤) كذا في المصدر ، وفى نسخ الكتاب ، تخدمك الاصنام.

(٥) وقذكر في المصدر بعد ذلك جميع ما ذكر في الرواية ١٢.

١٧

ابن محبوب عن الصادق عليه‌السلام والحديث مختصر أنه انفتح البيت من ظهره ودخلت فاطمة فيه ثم عادت الفتحة والتصقت ، وبقيت فيه ثلاثة أيام ، فأكلت من ثمار الجنة ، فلما خرجت قال علي عليه‌السلام : السلام عليك يا أب ورحمة الله وبركاته ، ثم تنحنح وقال : « بسم الله الرحمن الرحيم * قد أفلح المؤمنون » الآيات ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أفلحوا بك أنت والله أميرهم ، تميرهم من علمك فيمتارون ، وأنت والله دليلهم وبك والله يهتدون ، ووضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لسانه في فيه ، فانفجرت (١) اثنتا عشرة عينا قال : فسمي ذلك اليوم يوم التروية ، فلما كان من غده وبصر علي برسول الله سلم عليه وضحك في وجهه ، وجعل يشير إليه ، فأخذه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت فاطمة : عرفه ، فسمي ذلك اليوم عرفة ، فلما كان اليوم الثالث وكان يوم العاشر من ذي الحجة أذن أبوطالب في الناس أذانا جامعا وقال : هلموا [ إلى وليمة ابني علي ، ونحر ثلاثمأة من الابل وألف رأس من البقر و الغنم واتخذو وليمة وقال : هلموا ] وطوفوا بالبيت سبعا وادخلوا وسلموا على علي ولدي ، ففعل الناس ذلك وجرت به السنة ، وضعته (٢) امه بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ففتح فاه بلسانه وحنك وأذن في اذنه اليمنى وأقام في اليسرى (٣) ، فعرف الشهادتين وولد على الفطرة (٤).

أبوعلي بن همام (٥) رفعه أنه لما ولد علي عليه‌السلام أخذ أبوطالب بيد فاطمة و علي على صدره وخرج إلى الابطح ، ونادى :

يارب ياذا الغسق الدجي

والقمر المبتلج المضي

بين لنا من حكمك المقضي

ماذاترى في اسم ذا الصبيى

قال : فجاء شئ يدب على الارض كالسحاب ، حتى حصل في صدر أبي طالب ،

____________________

(١) كذا في المصدر ، وفى نسخ الكتاب فانفجر

(٢) كذا في ( ك ) وفى غيره من نسخ الكتاب وكذا المصدر : ولدته.

(٣) في المصدر : في اذنه اليسرى.

(٤) في المصدر : بعد ذلك : ابوالفضل الاسكافي : نطقت دلائله بفضل صفاته * بين القبائل وهو طفل يرضع

(٥) في المصدر : ابوعلي همام.

١٨

فضمه مع علي إلى صدره ، فلما أصبح إذا هو بلوح أخضر فيه مكتوب :

خصصتما بالولد الزكي

والطاهر المنتجب الرضي

فاسمه من شامخ علي

علي اشتق من العلي

قال : فعلقوا اللوح في الكعبة ومازال هناك حتى أخذه هشام بن عبدالملك ، فاجتمع أهل البي ت في الزاوية الايمن عن ناحية البيت (١) ، فالولد الطاهر من النسل الطاهر ولد في الموضع الطاهر ، فأين توجد هذه الكرامة لغيره؟ فأشرف البقاع الحرم ، وأشرف الحرم المسجد ، وأشرف بقاع المسجد الكعبة ، ولم يولد فيه مولود سواه ، فالمولود فيه يكون في غاية الشرف ، وليس المولود في سيد الايام يوم الجمعة في الشهر الحرام ، في البيت الحرام ، سوى أميرالمؤمنين عليه‌السلام (٢).

١٥ ـ فض ، ضه : روي عن مجاهد عن أبي عمرو وأبي سعيد الخدري قالا : كنا جلوسا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ دخل سلمان الفارسي وأبوذر الغفاري والمقداد بن الاسود وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وأبوالهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت ذوالشهادتين وأبوالطفيل عامر بن واثلة فجثوا (٣) بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) والحزن ظاهر في وجوههم فقالوا : فديناك بالآباء والامهات يا رسول الله ، إنا نسمع من قوم في أخيك وابن عمك ما يحزننا ، وإنا نستأذنك في الرد عليهم ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) وما عساهم يقولون في أخي وابن عمي علي بن أبي طالب؟ فقالوا : يقولون : أي فضل لعلي في سبقه إلى الاسلام و إنما أدركه الاسلام طفلا؟ ونحو هذا القول ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فهذا يحزنكم (٦)؟ قالوا : إي والله ، فقال : بالله أسألكم هل علمتم من الكتب السالفة أن إبراهيم هرب به أبوه من

____________________

(١) كذا في ( ك ) والنسخ المخطوطة : وفى المصدر و ( ت ) : فاجتمع اهل البيت انه في الزاوية الايمن من ناحية البيت ، ولعل ( اجتمع ) مصحف ( أجمع ).

(٢) مناقب آل أبي طالب : ٣٥٨ ٣٦٠.

(٣) جثا جثوا وجثى جثيا : جلس على ركبتيه. وفى الروضة : فجلسوا.

(٤) في المصدرين : بين يديه ،

(٥) في روضة الواعظين : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٦) في روضة الواعظين ، أفهذا يحزنكم؟.

١٩

الملك الطاغي فوضعت (١) به امه بين أثلال (٢) بشاطئ نهر يتدفق يقال له حزران ، من غروب الشمس إلى إقبال الليل (٣) فلما وضعته واستقر على وجه الارض قام من تحتها يمسح وجهه ورأسه ويكثر من شهادة أن لا إله إلا الله ، ثم أخذ ثوبا واتشح (٤) به وامه تراه ، فذعرت منه ذعرا (٥) شديدا ، ثم هرول (٦) بين يديها مادا عينيه (٧) إلى السماء فكان منه ما قال الله عزوجل « وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين * فلما جن عليه الليل رأى إبراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين * فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي » إلى قوله : « إني برئ مما تشركون ».

وعلمتم أن موسى بن عمران كان فرعون في طلبه يبقر بطون النساء الحوامل ويذبح الاطفال ليقتل موسى ، فلما ولدته امه أمرها (٨) أن تأخذه من تحتها وتقذفه في التابوت وتلقي التابوت في اليم ، فقالت وهي ذعرة من كلامه : يا بني إني أخاف عليك الغرق فقال : لاتحزني إن الله يرد ني إليك ، فبقيت حيرانة حتى كلمها موسى وقال لها : يا ام اقذفيني في التابوت وألقي التابوت في اليم (٩) ، فقال ففعلت ما امرت به ، فبقي في اليم (١٠) إلى أن قذفه في الساحل ، ورده إلى امه برمته (١١) ، لايطعطعاما ولايشرب شرابا ، معصوما ، و روي أن المدة كانت سبعين يوما ، وروي سبعة أشهر ، وقال الله عزوجل في حال طفوليته

____________________

(١) في روضة الواعظين : فوضعت امه. وفى الروضة : فوضعته امه.

(٢) الثلة : ما اخرج من تراب البئر. وفى المصدرين : اثلاث. ولعله مصحف ( اتلال ) جمع التل نادرا.

(٣) في روضة الواعظين : يتدفق بين غروب الشمس واقبال الليل.

(٤) اتشح به : لبسه. وفى روضة الواعظين : فامتسح به

(٥) ذعر : دهش.

(٦) في روضة الواعظين : ثم مضى يهرول. وفى الروضة : ثم يهرول.

(٧) في ( ك ) فاذا عينيه. وهو مصحف.

(٨) في روضة الواعظين : امرت.

(٩) بين نسخ الكتاب وروضة الواعظين تقديم وتأخير في العبارات. راجعه.

(١٠) في روضة الواعظين. في التابوت واليم.

(١١) يقال ( أعطاه الشئ برمته ) أى بجملته.

٢٠