بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٥٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

تمر ، فلست بزائد عليه حتى ألقى الله(١).

٣١ ـ نوادر الراوندي : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام ان أبا ذر الغفاري رضي‌الله‌عنه تمعك فرسه ذات يوم فحمحم في تمعكه ، فقال أبوذر : هي حسبك الآن فقد استجيب لك ، فاسترجع القوم وقالوا : خولط أبوذر ، فقال للقوم : مالكم؟ قالوا : تكلم بهيمة من البهائم؟ فقال أبوذر رضي‌الله‌عنه : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إذا تمعك الفرس دعا بدعوتين فيستجاب له ، يقول : اللهم اجعلني أحب ماله إليه ، والدعوة الثانية : اللهم ارزقه على ظهري الشهادة ، و دعوتاه مستجابتان(٢).

٣٢ ـ لى : ابي وابن الوليد وابن مسرور جميعا عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن أبي عمير ، عن مرازم بن حكيم ، عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام لرجل من أصحابه : ألا اخبرك كيف كان سبب إسلام سلمان وأبي ذر رحمة الله عليهما؟ فقال الرجل وأخطأ : أما إسلامه سلمان فقد علمت ، فأخبرني كيف كان سبب إسلام أبي ذر فقال أبوعبدالله الصادق عليه‌السلام : إن أبا ذر رحمة الله عليه كان في بطن مر يرعى غنما له إذ جاء ذئب عن يمين غنمه فهش أبوذر بعصاه عليه ، فجاء الذئب عن يسار(٣) غنمه فهش أبوذر بعصاه عليه ، ثم قال : والله ما رأيت ذئبا أخبث منك ولا شرا ، فقال الذئب : شر والله مني أهل مكة بعث الله إليهم نبيا فكذبوه وشتموه فوقع كلام الذئب في اذن أبي ذر فقال لاخته(٤) : هلمي مزودي وإدواتي و عصاي ثم خرج يركض حتى دخل مكة فإذا هو بحلقة مجتمعين ، فجلس إليهم فإذا هم يشتمون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويسبونه كما قال الذئب ، فقال أبوذر : هذا والله ما أخبرني به الذئب ، فمازالت هذه حالتهم حتى إذا كان آخر النهار وأقبل أبوطالب قال بعضهم لبعض : كفوا فقد جاء عمه ، فلما دنا منهم أكرموه وعظموه ، فلم يزل أبوطالب متكلمهم وخطيبهم إلى أن تفرقوا ، فلما قام أبوطالب : تبعته فالتفت إلي فقال :

____________________

(١) شرح نهج البلاغة ٢ : ٢١٧ و ٢١٨. (٢) نوادر الراوندى : ١٥.

(٣) عن يساره خ ل. (٤) في الكافى : لامرأته.

٤٢١

ما حاجتك؟ فقلت : هذا النبي المبعوث فيكم قال : وما حاجتك إليه؟ فقال أبوذر اؤمن به وأصدقه ولا يأمرني بشئ إلا أطعته ، فقال أبوطالب : تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ قال : فقلت : نعم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، قال : فقال : إذا كان غدا في هذه الساعة فأتني ، قال : فلما كان من الغد جاء أبوذر فإذا الحلقة مجتمعون وإذا هم يسبون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويشتمونه كما قال الذئب ، فجلس معهم حتى أقبل أبوطالب فقال بعضهم لبعض : كفو فقد جاء عمه ، فكفوا فجاء أبوطالب فجلس فما زال متكلمهم وخطيبهم إلى أن قام ، فلما قام تبعه أبوذر فالتفت إليه أبوطالب ، فقال : ما حاجتك؟ فقال : هذا النبي المبعوث فيكم ، قال : وما حاجتك إليه؟ قال : فقال له : اؤمن به واصدقه ، ولا يأمرني بشئ إلا أطعته ، فقال أبوطالب : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله؟ فقال : نعم ، أشهد أن لا إله إلا الله ، و أن محمد رسول الله ، قال : فرفعني إلى بيت فيه جعفر بن أبي طالب قال : فلما دخلت سلمت فرد علي السلام ، ثم قال : ما حاجتك؟ قال : فقلت : هذا النبي المبعوث فيكم؟ قال : وما حاجتك إليه؟ قلت : اؤمن به واصدقه ، ولا يأمرني بشئ إلا أطعته ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله؟ قال : قلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، فرفعني إلى بيت فيه حمزة بن عبدالمطلب ، فلما دخلت سلمت فرد علي السلام ، ثم قال : ما حاجتك ، فقلت : هذا النبي المبعوث فيكم؟ قال : وما حاجتك إليه؟ قلت : اؤمن به واصدقه ، ولا يأمرني بشئ إلا أطعته ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله؟ قال : قلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله قال : فرفعني إلى بيت فيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام فلما دخلت سلمت فرد علي السلام ، ثم قال : ما حاجتك؟ قلت : هذا النبي المبعوث فيكم؟ قال : وما حاجتك إليه؟ قلت : اؤمن به واصدقه ، ولا يأمرني بشئ إلا أطعته ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، قال : قلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، قال : فرفعني إلى بيت فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وإذا هو نور في نور ، فلما دخلت سلمت فرد علي السلام ثم قال :

٤٢٢

ما حاجتك؟ قلت : هذا النبي المبعوث فيكم ، قال : وما حاجتك إليه؟ فقلت : اؤمن به واصدقه ، ولا يأمرني بشئ إلا أطعته ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا رسول الله؟ قلت : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد رسول الله ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا رسول الله يابا ذر ، انطلق إلى بلادك فإنك تجد ابن عم لك قد مات فخذ ماله ، وكن بها حتى يظهر أمري ، قال أبوذر : فانطلقت إلى بلادي فاذا ابن عم لي قد مات ، وخلف مالا كثيرا في ذلك الوقت الذي أخبرني فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاحتويت على ماله وبقيت ببلادي حتى ظهر أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأتيته(١).

كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن عبدالله بن محمد ، عن سلمة اللؤلؤي ، عن رجل عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله إلى قوله : هلمي مزودي وإداوتي وعصاي ، ثم خرج على رجليه يريد مكة ليعلم خبر الذئب وما أتاه به ، فمشى حتى بلغ مكة فدخلها في ساعة حارة وقد تعب ونصب ، فأتى زمزم وقد عطش فاغترف دلوا فخرج له لبن فقال في نفسه : هذا والله يدلني على أن ما خبرني به الذئب و ما جئت له حق ، فشرب وجاء إلى جانب من جوانب المسجد فإذا حلقه من قريش فجلس إليهم فرآهم يشتمون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كما قال الذئب(٢).

أقول : وساق الحديث نحوا مما مر إلى آخره إلا انه قدم ذكر حمزة على جعفر رضي‌الله‌عنهما.

بيان : بطن مر بفتح الميم : موضع إلى مرحلة من مكة. وهش الورق : خبطه بعصا ليتحات ، فاستعمل هنا مجازا لانه ضربه بآله الهش والمزود كمنبر : وعاء الزاد والاداوة بالكسرة : المطهرة.

٣٣ ـ مع ، ع : السناني والقطان والمكتب والورق والدقاق جميعا عن ابن زكريا القطان ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن أبيه ، عن أبي

____________________

(١) امالى الصدوق : ٢٨٧ ـ ٢٨٩.

(٢) روضة الكافى : ٢٧٩ و ٢٩٨ راجعه ففيه اختلافات لفظية.

٤٢٣

الحسن العبدي ، عن سليمان بن مهران ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم في مسجد قبا وعنده نفر من أصحابه فقال : أول من يدخل عليكم الساعة رجل من أهل الجنة ، فلما سمعوا ذلك قام نفر منهم فخرجوا وكل واحد منهم يحب أن يعود ليكون هو أول داخل فيستوجب الجنة ، فعلم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك منهم ، فقال لمن بقي عنده من أصحابه : فيستوجب عليكم جماعة يستبقوني ، فمن بشرني بخروج آزار(١) فله الجنة ، فعاد القوم ودخلوا ومعهم أبوذر فقال لهم : في أي شهر نجن من الشهور الرومية؟ فقال أبوذر قد خرج آزار يا رسول الله ، فقال : قد علمت ذلك يابا ذر ولكن أحببت أن يعلم قومي أنك رجل من الجنة(٢) ، وكيف لا تكون كذلك وأنت المطرود عن حرمي بعدي لمحبتك لاهل بيتي ، فتعيش وحدك. وتموت وحدك ، ويسعد بك قوم يتولون تجهيزك ودفنك ، اولئك رفقائي في جنة الخلد التي وعد المتقون(٣).

٣٤ ـ ما : الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن أبي عوانة موسى بن يوسف ، عن محمد بن يحيى الاودي ، عن إسماعيل بن أبان ، عن فضيل بن الزبير ن عن أبي عبدالله مولى بني هاشم ، عن أبي سحيلة(٤) قال : حججت أنا وسلمان الفارسي رحمه‌الله فمررنا بالربذة وجلسنا إلى أبي ذر الغفاري رحمه‌الله ، فقال لنا : إن سيكون(٥) بعدي فتنة فلابد منها ، فعليكم بكتاب الله والشيخ علي بن أبيطالب فالزموهما ، فاشهد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أني سمعته وهو يقول : علي أول من آمن بي ، وأول من صدقني وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الاكبر ، وهو فاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين. والمال يعسوب المنافقين(٦).

كش : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن

____________________

(١) الصحيح : اذار بالذال. (٢) في المصدر : من اهل الجنة.

(٣) علل الشرائع : ٦٩ و ٧٠ معانى الاخبار : ٦٢ فيه : الجنة الخلد.

(٤) في المصدر والتقريب : عن ابى سخيلة.

(٥) في المصدر : ستكون. (٦) امالى الشيخ : ٩١.

٤٢٤

يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن فضيل الرسان ، عن أبي عبدالله ، عن أبي سحيلة(١) مثله إلا أن فيه أنا وسلمان بن ربيعة ولعله أظهر إذ عود سلمان الفارسي إلى المدينة بعد خروج أبي ذر إلى الربذة بعيدة.

٣٥ ـ مع : محمد بن أحمد بن تميم ، عن محمد بن إدريس الشامي ، عن هاشم بن عبدالعزيز ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الحريري ، عن أبي العلاء بن سحير ، عن نعيم بن قعنب قال : أتيت الربذة ألتمس أبا ذر ، فقالت لي امرأة : ذهب يمتهن ، قال : فإذا أبوذر قد أقبل يقود بعيرين قد قطر(٢) أحدهما بذنب الآخر قد علق في عنق(٣) كل واحد منهما قربة ، قال : فقمت فسلمت عليه ، ثم جلست فدخل منزله وكلم امرأته بشئ فقال : أوما(٤) تزيد على ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنما المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها ، وفيها بلغة » ثم جاء بصحفة فيها مثل القطاة فقال : كل فإني صائم ، ثم قام فصلي ركعتين ، ثم جاء فأكل : قال : فقلت : سبحان الله ما ظننت أن يكذبني من الناس ، فلم أظن أنك تكذبني ، قال : وما ذاك؟ قلت : إنك قلت لي أنا صائم ثم جئت فأكلت ، قال : وأنا الآن أقوله إني صمت من هذا الشهر ثلاثا فوجب لي صومه وحل لي فطره(٥).

بيان : المهنة : الخدمة ، ومهنت الابل : حلبتها عند الصدر ، وامتهنت الشئ ابتذلته. قوله : أوما تزيدين ، أي لزمت ما أخبرته النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيكن من الاعوجاج لا تفارقينه ، وفي بعض النسخ بالراء المهملة ، ولعله على هذا كلمة علي بتشديد الياء وفي بعض النسخ : اف أما تزيدين : وفي بعضها : اف ما تزيدين ، ولعله أظهر أي كل ما فعلت بي لا تزيدين على ما أخبر صلى‌الله‌عليه‌وآله فيكن ، قوله : وفيها ، من تتمة كلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أي وفي المرأة بلغة وانتفاع إذا صبر الرجل على سوء خلقها

____________________

(١) رجال الكشى : ١٧ وفيه : ابى سخيلة. راجعه ففيه ايضا اختلاف.

(٢) قطر البعير : قرب بعضها إلى بعض على نسق.

(٣) في رقبة خ ل.

(٤) اف اما تزيدين خ ل. أقول : يوجد ذلك في المصدر.

(٥) معانى الاخبار : ٨٨.

٤٢٥

ويحتمل أن يكون من كلام أبي ذر ، فالضمير راجع إلى الكلمة ، أي في تلك الكلمة بلغة وكفاية لمن عمل بالمقصود منها ، قوله : ما ظننت كأن « ما » بمعنى « من » أي كل من أظن كذبه من جملة الناس فلا أظن كذبك ، ويحتمل أن يكون بمعنى ما دام ، أي كل وقت أظن كذب أحد من الناس فلا أظن كذبك والاول أظهر قوله : فوجب لي صومه ، أي ثبت ولزم لي ثواب صومه.

٣٦ ـ فس : « وإذا أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماء كم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون(١) » الآية ، فإنها نزلت في أبي ذر وعثمان بن عفان ، وكان سبب ذلك لما أمر عثمان بنفي أبي ذر رحمه‌الله إلى الربذة دخل عليه أبوذر وكان عليلا متوكيا على عصاه ، وبين يدي عثمان مائة ألف درهم قد حملت إليه من بعض النواحي ، وأصحاب حوله ينظرون إليه ويطعمون أن يقسمها فيهم ، فقال أبوذر لعثمان : ما هذا المال؟ فقال عثمان : مائة ألف درهم حملت إلي من بعض النواحي اريد أن أضم إليها مثلها ، ثم أرى فيها رأي ، فقال أبوذر : يا عثمان أيما أكثر؟ مائة ألف درهم ، أو أربعة دنانير؟ فقال عثمان : بل مائة ألف درهم ، فقال أما تذكر أنا وأنت وقد دخلنا(٢) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عشيا فرأيناه كئيبا حزينا ، فسلمنا عليه ، فلم يرد علينا السلام ، فلما أصبحنا أتيناه فرأيناه ضاحكا مستبشرا ، فقلنا له : بآبائنا وامهاتنا(٣) دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيبا حزينا ، وعدنا إليك اليوم فرأيناك فرحا(٤) مستبشرا ، فقال : نعم كان قد بقي عندي من فئ المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها وخفت أن يدركني الموت وهي عندي ، وقد قسمتها اليوم فاسترحت منها ، فنظر عثمان إلى كعب الاحبار فقال له : يا أبا إسحاق ما تقول في رجل أدى زكاة ماله المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك فيها شئ؟ قال : لا ، ولو اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة ما وجب عليه شئ فرفع أبوذر ـ عصاه فضرب به رأس كعب ، ثم قال له : يا ابن اليهودية الكافرة ما أنت

____________________

(١) البقرة : ٨٤. (٢) اما تذكر انى وانت قد دخلنا خ ل.

(٣) في المصدر : وامهاتنا انت. (٤) ضاحكا خ ل.

٤٢٦

والنظر في أحكام المسلمين ، قول الله أصدق من قولك ، حيث قال : « الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب إليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون(١) » فقال عثمان : يابا ذر إنك شيخ خرفت وذهب عقلك ، ولو لا صحبتك لرسول الله (ص) لقتلتك ، فقال : كذبت يا عثمان ، أخبرني حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال « لا يفتنونك يا أبا ذر ولا يقتلونك » وأما عقلي فقد بقي منه ما أحفظ حديثا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيك وفي قومك ، قال : وما سمعت من رسول الله (ص) في وفي قومي؟ قال : سمعت يقول صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثين رجلا صيروا مال الله دولا ، وكتاب الله دغلا(٢) ، وعباده خولا ، والفاسقين حزبا ، والصالحين حربا » فقال عثمان : يا معشر أصحاب محمد هل سمع أحد منكم هذا من رسول الله؟ فقالوا : لا ما سمعنا هذا ، فقال عثمان : ادع(٣) عليا ، فجآء أمير المؤمنين فقال له عثمان : يا أبا الحسن انظر ما يقول هذا الشيخ الكذاب ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : مه يا عثمان لا تقل : كذاب ، فإنى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ما أظلت الخضراء وما أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ، فقال أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صدق علي عليه‌السلام ، فقد سمعنا هذا من رسول الله (ص) ، فبكى أبوذر عند ذلك فقال : ويلكم كلكم قد مد عنقه(٤) إلى هذا المال ، ظننتم أني أكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم نظر إليهم فقال : من خيركم؟ فقال(٥) : أنت تقول : إنك خيرنا ، قال : نعم خلفت حبيبي رسول الله (ص) في هذه الجبة وهي علي بعد ، وأنتم قد أحدثتم أحداثا كثيرة(٦) ، والله سائلكم عن ذلك ولا يسألني ، فقال عثمان : يا أبا ذر أسألك بحق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا ما أخبرتني عن شئ أسألك عنه ، فقال أبوذر : والله لو لم تسألني

____________________

(١) التوبة : ٣٤ و ٣٥.

(٢) دخلا خ ل. (٣) ادعوا خ ل.

(٤) في المصدر : عنقكم. (٥) في المصدر : فقالوا.

(٦) في المصدر : احداثا كبيرة.

٤٢٧

بحق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضا لاخبرتك ، فقال : أي البلاد أحب إليك أن تكون فيها؟ فقال : مكة حرم الله وحرم رسوله ، أعبدالله فيها حتى يأتيني الموت ، فقال لا ، ولا كرامة لك ، فقال : المدينة حرم رسول الله ، قال : لا ، ولا كرامة لك ، قال : فسكت أبوذر فقال عثمان : أي البلاد أبغض إليك أن تكون فيها؟ قال : الربذة التي كنت فيها على غير دين الاسلام ، فقال عثمان : سر إليها ، فقال أبوذر قد سألني فصدقتك وأنا أسألك فاصدقني ، قال : نعم ، فقال : أخبرني لو بعثتني في بعث من أصحابك إلى المشركين فأسروني فقالوا : لا نفديه إلا بثلث ما تملك ، قال : كنت أفديك قال : فإن قالوا : لا نفديه إلا بنصف ما تملك ، قال : كنت أفديك ، قال : فإن قالوا : لا نفديه إلا بكل ما تملك قال كنت أفديك قال أبوذر : الله أكبر قال لي حبيبي رسول الله (ص) يوما : يابا ذر كيف أنت إذا قيل لك : أي البلاد أحب إليك أن تكون فيها؟ فتقول : مكة حرم الله وحرم رسوله ، أعبدالله فيها حتى يأتيني الموت؟ فيقال لك : لا ، ولا كرامة لك ، فتقول : المدينة حرم رسول الله ، فيقال لك : لا ، ولا كرامة لك ، ثم يقال لك : فأي البلاد أبغض إليك أن تكون فيها؟ فتقول : الربذة التي كنت فيها على غير دين الاسلام ، فيقال لك : سر إليها ، فقلت : وإن هذا الكائن يا رسول الله؟ فقال : إي والذي نفسى بيده إن لكائن ، فقلت : يا رسول الله أفلا أضع سيفي هذا على عاتقي فأضرب به قدما قدما؟ قال : لا ، اسمع واسكت ولو لعبد حبشي ، وقد أنزل الله فيك وفي عثمان آية ، فقلت : وما هي يا رسول الله؟ فقال : قوله تبارك تعالى : « وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون(١) ».

____________________

(١) تفسير القمى : ٤٣ ـ ٤٦.

٤٢٨

بيان : قوله : فلم يرد علينا ، لعل المعنى كما يرد قبل ذلك على جهة البشاشة والبشر ، وقال في النهاية : في أشراط الساعة إذا كان المغنم دولا ، جمع دولة بالضم وهو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم ، وقال : الدخل بالتحريك : العيب والغش والفساد. ومنه حديث أبي هريرة : إذا بلغ بنوا أبي العاص ثلاثين كان دين الله دخلا ، وحقيقته أن يدخلون في الدين امورا لم تجربها السنة ، وفيه أيضا : كان عباد الله خولا أي خدما وعبيدا ، يعني أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم ، وقال : مضى قدما ، بضمتين ، أي لم يعرج ولم ينثن.

٣٧ ـ فس : كان أبوذر تخلف عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة تبوك ثلاثة أيام وذلك أن جمله كان أعجف ، فلحق بعد ثلاثة أيام(١) ووقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه وحمل ثيابه على ظهره ، فلما ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخص مقبل فقال رسول الله (ص) كأن(٢) أبا ذر ، فقالوا : هو أبوذر ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ادركوه بالماء فإنه عطشان ، فأدركوه بالماء ، ووافى أبوذر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه إداوة فيها ماء ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يابا ذر معك ماء وعطشت؟ فقال : نعم يا رسول الله ، بأبي أنت وامي ، انتهيت إلى صخرة وعليها(٣) ماء السماء ، فذقته فإذا هو عذب بارد ، فقلت : لا أشربه حتى يشربه حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال رسول الله (ص) : يا أبا ذر رحمك الله تعيش وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك وتدخل الجنة وحدك يسعد بك قوم من أهل العراق ، يتولون غسلك وتجهيزك والصلاة عليك ودفنك ، فلما سير به عثمان إلى الربذة فمات بها ابنه ذر وقف على قبره فقال : رحمك الله ياذر لقد كنت كريم الخلق ، بارا بالوالدين ، وما علي في موتك من غضاضة ، ومالي إلى غير الله من حاجة ، وقد شغلني الاهتمام لك عن الاغتمام بك ، ولولا هول المطلع لاحببت أن أكون مكانك ، فليت شعرى ما قالوا لك وما قلت لهم؟ ثم قال : اللهم إنك فرضت لك عليه حقوقا ، وفرضت لي عليه

____________________

(١) في المصدر : فلحق بعد ثلاثة ايام به.

(٢) كانه ابوذر خ ل. كن ابا ذر خ. (٣) في المصدر : وفيها.

٤٢٩

حقوقا ، فإني قد وهبت له ما فرضت عليه من حقوقي ، فهب له ما فرضت عليه من حقوقك ، فإنك أولى بالحق وأكرم(١) مني ، وكانت لابي ذر غنيمات يعيش هو وعياله منها ، فأصابها داء يقال لها : النقاب(٢) فماتت كلها فأصاب أبا ذر وابنته الجوع وماتت أهله ، فقالت ابنته : أصابنا الجوع وبقينا ثلاثة أيام لم نأكل شيئا فقال لي أبي : يا بنية قومي بنا إلى الرمل نطلب القت وهو نبت له حب ، فصرنا إلى الرمل فلم نجد شيئا ، فجمع أبي رملا ووضع رأسه عليه ، ورأيت عينيه قد انقلبت ، فبكيت فقلت له : يا أبه كيف أصنع بك وأنا وحيدة؟ فقال : يا بنتي لا تخافي فإني إذا مت جاءك من أهل العراق من يكفيك أمري فإني(٣) أخبرني حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة تبوك فقال لي : « يابا ذر تعيش وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك ، وتدخل الجنة وحدك ، يسعد بك أقوام من أهل العراق يتولون غسلك وتجهيزك ودفنك » فإذا أنا مت فمدي الكساء على وجهي ، ثم اقعدي على طريق العراق ، فإذا أقبل ركب فقومي إليهم وقولي : هذا أبوذر صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد توفي قالت(٤) فدخل إليه قوم من أهل الربذة فقالوا : يا أبا ذر ما تشتكي؟ قال : ذنوبي ، قالوا : فما تشتهي؟ قال : رحمة ربي ، قالو هل لك بطبيب(٥)؟ قال : الطبيب أمرضني ، قالت ابنته : فلما عاين سمعته يقول : مرحبا بحبيب أتى على فاقة ، لا أفلح من ندم ، اللهم خنقني خناقك فوحقك انك لتعلم أني احب لقاءك ، قالت : ابنته : فلما مات مددت الكساء على وجهه ، ثم قعدت على طريق العراق فجاء نفر فقلت لهم : يا معشر المسلمين هذا أبوذر صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد توفي ، فنزلوا ومشوا يبكون فجاؤا فغسلوه وكفنوه ودفنوه ، و كان فيهم الاشتر ، فروي أنه قال كفنته في حلة كانت معي قيمته أربعة آلاف درهم فقالت ابنته : فكنت اصلي بصلاته وأصوم بصيامه ، فبينا أنا ذات ليلة نائمة عند قبره

____________________

(١) والكرم خ ل. (٢) في المصدر : يقال له : النقاز.

(٣) في المصدر : فانه. (٤) وكان قد دخل.

(٥) فهل لك في طبيب خ ل.

٤٣٠

إذ سمعته يتهجد بالقرآن في نومي كما كان يتهجد به في حياته ، فقلت : يا أبه ماذا فعل بك ربك؟ قال : يا بنتي قدمت على رب كريم رضي عني ورضيت عنه ، و أكرمني وحياني فاعملي ولا تغتري(١).

بيان : العجف : الهزال. والغضاضة : الذلة والمنقصة. قوله : يقال لها : النقاب ، قال الفيروز آبادي : النقب : قرحة تخرج في الجنب ، وفي بعض النسخ بالزاء المعجمة ، قال الفيروز آبادي : النقاز كغراب : داء للماشية شبيه بالطاعون. قوله : خنقني ، هو طلب للموت.

٣٨ ـ فس : « لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة » قال الصادق عليه‌السلام : هكذا نزلت ، وهي أبوذر وأبوخيثمة و عمرو بن وهب الذين تخلفوا ثم لحقوا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٢).

٣٩ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران عن يونس ، عمن رواه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أكثر عبادة أبي ذر رحمة الله عليه التفكر والاعتبار(٣).

٤٠ ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن الحسين بن إسحاق التاجر ، عن علي ابن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عن أبيه عليها‌السلام قال : بكى أبوذر رحمة الله عليه من خشية الله عزوجل حتى اشتكى بصره ، فقيل له : يا أبا ذر لو دعوت الله أن يشفي بصرك ، فقال : إني عنه لمشغول وما هو من أكبر همي ، قالوا : وما يشغلك عنه؟ قال : العظيمتان : الجنة والنار(٤).

____________________

(١) تفسير القمى : ٢٧٠ و ٢٧١.

(٢) تفسير القمى : ٢٧٣ ، والاية في سورة التوبة : ١١٧ ، وصحيحه هكذا : [ لقد تاب الله عليه النبى والمهاجرين والانصار ] والحديث كما ترى مرسل شاذ يخالف بظاهره ما عليه الشيعة الامامية انار الله برهانهم من بطلان القول بتحريف القرآن ، ولعل المراد من الحديث التأويل لا التنزيل.

(٣) الخصال ١ : ٢٣. (٤) الخصال ١ : ٢١.

٤٣١

٤١ ـ ما : عن موسى بن بكر ، عن العبد الصالح عليه‌السلام مثله(١).

كش : علي بن محمد القتيبتي ، عن الفضل بن شاذان ، عن أبيه ، عن علي بن الحكم ، عن موسى بن بكر مثله(٢).

٤٢ ـ ص : الصدوق ، عن أحمد الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم(٣) » دخل أبوذر عليلا متوكيا على عصاه على عثمان ، وعنده مائة ألف درهم حملت إليه من بعض النواحي ، فقال : إني اريد أن أضم إليها مثلها ، ثم أرى فيها رأيي ، فقال أبوذر : أتذكر إذ رأينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حزينا عشاء ، فقال : بقي عندي من فئ المسلمين أربعة دراهم لم أكن قسمتها ثم قسمها ، فقال : الآن استرحت ، فقال عثمان لكعب الاحبار : ما تقول في رجل أدى زكاة ماله ، هل يجب بعد ذلك شئ؟ قال : لا ، لو اتخذ لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، فقال أبوذر رضي‌الله‌عنه : يا ابن اليهودية ما أنت والنظر في أحكام المسلمين ، فقال عثمان : لولا صحبتك لقتلتك ، ثم سيره إلى الربذة(٤).

٤٣ ـ شف : أحمد بن مردويه ، عن محمد بن علي بن رحيم ، عن الحسن بن الحكم الخيري ، عن سعد بن عثمان الخزاز ، عن أبي مريم ، عن داود بن أبي عوف عن معاوية ابن ثعلبة الليثي قال : ألا احدثك بحديث لم يختلط؟ قلت : بلى ، قال : مرض أبوذر فأوصى إلى علي عليه‌السلام ، فقال بعض من يعوده : لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر كان أجمل لوصيتك من علي ، قال : والله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حق أمير المؤمنين ، والله إنه للربيع الذي يسكن إليه ، ولو قد فارقكم لقد أنكرتم الناس وأنكرتم الارض ، قال : قلت : يا أبا ذر إنا لنعلم أن أحبهم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحبهم إليك ، قال : أجل ، قلنا : فأيهم أحب إليك؟ قال : هذا الشيخ

____________________

(١) امالى الشيخ : ٧٨. راجعه. (٢) رجال الكشى : ١٨ و ١٩ راجعه.

(٣) البقرة : ٨٤. (٤) قصص الانبياء : مخطوط.

٤٣٢

المظلوم المضطهد حقه ، يعني علي بن أبي طالب(١).

٤٤ ـ شف : ابن مردويه ، عن أحمد بن محمد بن عاصم ، عن عمران بن عبدالرحيم عن أبي الصلت الهروي عن يحيى بن يمان ، عن سفيان الثوري ، عن داود بن أبي عوف عن معاوية بن ثعلبة قال : دخلنا على أبي ذر رضي‌الله‌عنه نعوده في مرضه الذي مات فيه ، فقلنا : اوص يا أبا ذر ، قال : قد أوصيت ، قلنا : إلى من؟ قال : إلى أمير المؤمنين ، قال : قلنا : عثمان؟ قال : لا ، ولكن إلى أمير المؤمنين حقا أمير المؤمنين والله إنه لربي الارض وإنه لرباني هذه الامة ، ولو قد فقدتموه لانكرتم الارض ومنه عليها(٢).

بيان : الربي والرباني كلاهما منسوبان إلى الرب ، أي العالم الراسخ في العلم والدين ، وسيأتي في أكثر الروايات أنه لزر الارض بالزاء المكسورة المعجمة ، ثم الراء المشددة المهملة ، قال في النهاية : في حديث أبي ذر قال : يصف عليا أنه لعالم الارض وزرها الذي تسكن إليه ، أي قوامها ، وقد مر في باب سلمان أيضا.

٤٥ ـ يج : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال الناس في غزاة تبوك : تخلف أبوذر فنزل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يبرح مكانه حتى أصبح ، ثم جعل يرمق الطريق حتى طلع أبوذر يحمل أشياءه على عاتقه. قال : وقد خلف عنه بعيره فتلوم عليه ، فلما أبطأ عليه أخذ متاعه ومضى ، قال : هذا أبوذر ، ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أبوذر يمشي وحده ، ويحيى وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده ، اسقوه فإنه عطشان ، فقلنا : يا رسول الله هذه إداوة معلقة معه بعصا مملوة ماء ، قال : فالتفت وقال : وإياكم أن تقتلوه عطشا ، اسقوه فإنه عطشان ، قال أبوقتادة : فأخذت قدحي فملاته ثم سعيت به نحوه حتى لقيته ، فبرك على ركبتيه ، ثم شرب حتى أتى عليه ، فقلت : رحمك الله أبلغ منك العطش ما أرى ، وهذه إداوة معك مملوة ماء؟ قال : إني مررت

____________________

(١) كشف اليقين : ١٥ و ١٦. (٢) كشف اليقين : ١٧.

٤٣٣

على نضحة من السماء فأودعتها إداوتي ، وقلت : أسقيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(١). بيان : تلوم في الامر : تمكث وانتظر.

٤٦ ـ سن : ابن فضالة ، عن أبي المعزا ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد فيما أظن عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : رئي أبوذر رضي‌الله‌عنه يسقي حمارا له بالربذة ، فقال له بعض الناس : أما لك يابا ذر من يسقي لك هذا الحمار؟ فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ما من دابة إلا وهي تسأل كل صباح اللهم ارزقني مليكا صالحا يشبعني من العلف ، ويرويني من الماء ، ولا يكلفني فوق طاقتي ، فأنا احب أن أسقيه بنفسي(٢).

٤٧ ـ يج : روي عن أبي ذر أنه قال : كنت وعثمان نمشي ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله متكئ في المسجد ، فلجسنا إليه ، ثم قام عثمان وأبوذر جالس ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : له بأي شئ كنت تناجي عثمان؟ قال : كنت أقرأ سورة من القرآن ، قال : أما إنه سيبغضك وتبغضه ، والظالم منكما في النار ، قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، الظالم مني ومنه في النار ، فأينا الظالم؟ فقال : يا أبا ذر قل الحق وإن وجدته مرا تلقني على العهد(٣).

٤٨ ـ دعوات الراوندي : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : وعك أبوذر رضي الله عنه فأتيت رسول الله (ص) فقلت : يا رسول الله إن أبا ذر قد وعك ، فقال : امض بنا إليه نعوده ، فمضينا إليه جميعا ، فلما جلسنا قال رسول الله (ص) : كيف أصبحت يا أبا ذر؟ قال : أصبحت وعكا يا رسول الله ، فقال : أصبحت في روضة من رياض الجنة قد انغمست في ماء الحيوان ، وقد غفر الله لك ما يقدح في دينك ، فأبشر يا أبا ذر(٤).

____________________

(١) الخرائج. (٢) المحاسن : ٦٢٦.

(٣) الخرائج .. لم نجده ولا ما قبله في المطبوع ، وتذكرنا قبلا ان الخرائج المطبوع مختصر من الاصل.

(٤) دعوات الراوندى : مخطوط.

٤٣٤

٤٩ ـ شف : من كتاب عتيق في المناقب قال أخبرني مخول بن إبراهيم ، عن عبدالرحمن بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن أبي ذر قال : لما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة أتيته اسلم عليه ، فقال أبوذر : ان اصبر(١) لي ولاناس معي عدة إنها ستكون فتنة ولست أدركها ، ولعلكم تدركونها فاتقوا الله ، وعليكم بالشيخ علي ابن أبي طالب ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول(٢) : أنت أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصديق الاكبر ، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الكفرة(٣).

٥٠ ـ كا : علي بن إبراهيم رفعه قال : لما مات ذر بن أبي ذر مسح أبوذر القبر بيده ، ثم قال : رحمك الله يا ذر والله إن كنت بي بارا ، ولقد قبضت وإني عنك لراض ، أما والله ما بي فقدك وما علي من غضاضة ، ومالي إلى أحد سوى الله من حاجة ، ولو لا هول المطلع لسرني أن أكون مكانك ، ولقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك ، والله ما بكيت لك ، ولكن بكيت عليك ، فليت شعري ماذا قلت وماذا قيل لك ، ثم قال : اللهم إني قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي ، فهب له ما افترضت عليه من حقك ، فأنت أحق بالجود مني(٤).

٥١ ـ كا : العدة عن سهل ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن حفص التميمي عن أبي الجعفر الخثعمي قال : قال لما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة شيعه أمير المؤمنين (ع) وعقيل والحسن والحسين عليها‌السلام وعمار بن ياسر رضي‌الله‌عنه ، فلما كان عند الوداع قال أمير المؤمنين : يابا ذر إنما غضبت(٥) لله عزوجل فارج من غضبت له ، إن القوم خافوك على دنياهم ، وخفتهم على دينك ، فأرحلوك عن الفناء ، وامتحنوك بالبلاء ، ووالله لو كانت السماوات والارض على عبد رتقا ثم اتقى الله جعل له منها مخرجا ، فلا يؤنسك إلا الحق ، ولا يوحشك إلى الباطل.

____________________

(١) خلى المصدر عن قوله : ان اصبر (٢) في المصدر : وهو يقول له.

(٣) كشف اليقين ٢٠١ و ٢٠٢. (٤) فروع الكافى ١ : ٦٩.

(٥) في المصدر : انك انما غضبت.

٤٣٥

ثم تكلم عقيل فقال : يابا ذر أنت تعلم أنا نحبك ، ونحن نعلم أنك تحبنا وأنت قد حفظت فينا ما ضيع الناس إلا القليل ، فثوابك على الله عزوجل ، ولذلك أخرجك المخرجون ، وسيرك المسيرون ، فثوابك على الله عزوجل ، فاتق الله واعلم أن استعفاءك البلاء من الجزع ، واستبطاءك العافية من اليأس ، فدع اليأس والجزع ، وقل : حسبي الله ونعم الوكيل.

ثم تكلم الحسن عليه‌السلام فقال : يا عماه إن القوم قد أتوا إليك ما قد تري وإن الله عزوجل بالمنظر الاعلى ، فدع عنك ذكر الدنيا بذكر فراقها ، وشدة ما يرد عليك لرجاء ما بعدها(١) واصبر حتى تلقى نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو عنك راض إنشاء الله.

ثم تكلم الحسين عليه‌السلام فقال : يا عماه إن الله تبارك وتعالى قادر أن يغير ما ترى ، وهو كل يوم في شأن ، إن القوم منعوك دنياهم ، ومنعتهم دينك ، فما أغناك عما منعوك ، وأحوجهم(٢) إلى ما منعتهم ، فعليك بالصبر ، وإن(٣) الخير في الصبر ، والصبر من الكرم ، ودع الجزع ، فان الجزع لا يغنيك.

ثم تكلم عمار رضي‌الله‌عنه فقال : يابا ذر أوحش الله من أوحشك ن وأخاف من أخافك ، إنه والله ما منع الناس أن يقولوا الحق إلا الركون إلى الدنيا ، و الحب لها ، ألا إنما الطاعة مع الجماعة ، والملك لمن غلب عليه ، وإن هؤلاء القوم دعو الناس إلى دنياهم فأجابوهم إليها ، ووهبوا لهم دينهم فخسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.

ثم تكلم أبوذر رضي‌الله‌عنه فقال : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بأبي وامي هذه الوجوه ، فإني إذا رأيتكم ذكرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بكم ، ومالي بالمدينة شجن ولا سكن غيركم ، وإنه ثقل على عثمان جواري بالمدينة ، كما ثقل على معاوية بالشام ، فآلى أن يسيرني إلى بلدة فطلبت إليه أن يكون ذلك إلى الكوفة

____________________

(١) في المصدر : لرخاء ما بعدها. (٢) في المصدر : وما احوجهم.

(٣) في المصدر : فان الخير في الصبر.

٤٣٦

فزعم أنه يخاف أن افسد على أخيه الناس بالكوفة ، وآلى بالله ليسيرني إلى بلدة لا أرى فيها أنيسا ، ولا أسمع بها حسيسا ، وإني والله ما اريد إلا الله عزوجل صاحبا ، ومالي مع الله وحشة ، حسبي الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ، وصلى الله عليه محمد سيدنا وآله الطيبين(١).

بيان : الشجن بالتحريك : الحاجة ، والحسيس : الصوت الخفي.

١٣

باب

*(أحوال مقداد رضى الله عنه وما يحضه من الفضائل)*

*(وفيه فضائل بعض الصحابة)*

١ ـ مع ، ن : أبي ، عن القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم النهاوندي ، عن صالح بن راهويه ، عن أبي حيون مولى الرضا ، عن الرضا عليه‌السلام قال : نزل جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول : إن الابكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر ، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه ، وإلا أفسدته الشمس وغيرته الريح ، وإن الابكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول ، وإلا لم يؤمن عليهن الفتنة ، فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فخطب الناس ثم أعملهم ما أمرهم الله به ، فقالوا : ممن يا رسول الله؟ فقال : الاكفاء ، فقالوا : ومن الاكفاء؟ فقال : المؤمنون بعضهم أكفاء بعض ، ثم لم ينزل حتى زوج ضباعة المقداد بن الاسود ، ثم قال : أيها الناس إنما زوجت انبة عمي المقداد ليتضع النكاح(٢).

٢ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن عمر بن أبي بكار

____________________

(١) روضة الكافى : ٢٠٦ ـ ٢٠٨.

(٢) علل الشرائع : ١٩٣ ، عيون اخبار الرضا : ١٦٠ وفيه [ لتتضع المناكح ] ولم نجد الحديث في المعانى ، ولعل (مع) مصحف (ع).

٤٣٧

عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زوج المقداد بن الاسود ضباعة ابنة الزبير بن عبدالمطلب ، وإنما زوجه لتتضع المناكح وليتأسوا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليعلموا أن أكرمهم عند الله أتقاهم(١).

٣ ـ كا : حميد بن زياد ، عن عبيد الله بن أحمد الدهقان ، عن علي بن الحسن الطاطري ، عن محمد بن زياد بياع السابري ، عن أبان ، عن يحيى ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن عثمان قال للمقداد : أما والله لتنتهين أو لاردنك إلى ربك الاول ، قال : فلما حضرت المقداد الوفاة قال لعمار : أبلغ عثمان عني أني قد رددت إلى ربي الاول(٢).

بيان : لعله كان مراد عثمان لعنه الله بالرب الاول مولاه الذي أعتقه ، أو الذي كان تبناه ، أو الصنم الذي كان في الجاهلية يعبده ، ومراد مقداد رضي الله عنه الرب القديم تعالى شأنه.

٤ ـ ختص : كنية المقداد أبومعبد ، وهو مقداد بن عمرو البهراني ، وكان الاسود بن عبد يغوث الزهري تبناه ، فنسب المقداد إليه رحمة الله عليه(٣).

بيان : قال الشهيد الثاني رحمه‌الله : البهراني نسبة إلى بهر بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة انتهى ، وقيل : منسوب إلى بهراء : قبيلة على غير قياس ، إذ القياس بهراوي ، وفي رجال العامة : المقداد هو أبومعبد ، وقيل : أبوالاسود وهو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة الكندي ، وقيل : إنه قضاعي ، وقيل : هو حضرمي ، وذلك أن أباه حالف كندة فنسب إليها ، وحالف المقداد ، الاسود بن عبد يغوث الزهري فقيل له : زهري وإنما مكي(٤) بن الاسود لانه كان حليفه أو لانه كان في حجره ، وقيل : بل كان عبدا له فتبناه ، قال ابن عبدالبر : و الاول أصح ، وقال : كان قديم الاسلام شهد بدرا واحد والمشاهد كلها ، وكان

____________________

(١) فروع الكافى ٢ : ٩. (٢) روضة الكافى : ٣٣١.

(٣) الاختصاص : ٩.

(٤) هكذا في نسخة المصنف ولعل الصحيح : وانما يكنى ابن الاسود.

٤٣٨

من الفضلاء النجباء الكبار الخيار من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٥ ـ ما : المفيد ، عن الكاتب ، عن الزعفراني ، عن الثقفي ، عن محمد بن علي ، عن الحسين بن سفيان ، عن أبيه ، عن لوط بن يحيى ، عن عبدالرحمن بن جندب ، عن أبيه قال : لما بويع عثمان سمعت المقداد بن الاسود الكندي يقول لعبد الرحمن بن عوف : والله يا عبدالرحمن ما رأيت مثل ما أتى إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم ، فقال له عبدالرحمن : ما أنت وذاك يا مقداد؟ قال : إني والله احبهم لحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لهم ، ويعتريني والله وجد لا أبثه بثة لتشرف قريش على الناس بشرفهم ، واجتماعهم على نزع سلطان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أيديهم ، فقال له عبدالرحمن : ويحك والله لقد اجتهدت(١) نفسي لكم ، قال له المقداد : والله لقد تركت رجلا من الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون ، أما والله لو أن لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم يوم بدر واحد ، ، فقال له عبدالرحمن : تكلتك امك يا مقداد لا يسمعن هذا الكلام منك الناس ، أم والله إني لخائف أن تكون صاحب فرقة وفتنة ، قال جندب : فأتيته بعد ما انصرف من مقامه ، فقلت له : يا مقداد أنا من أعوانك ، فقال : رحمك الله إن الذي نريد لا يغني فيه الرجلان والثلاثة فخرجت من عنده فأتيت علي بن أبي طالب عليه‌السلام فذكرت له ما قال وما قلت قال : فدعا لنا بخير(٢).

٦ ـ ختص : أحمد بن محمد ومحمد بن محسن(٣) ، عن سعد ، عن الاشعري ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي القاسم الايادي ، عن هشام بن سالم قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إنما منزلة المقداد بن الاسود في هذه الامة كمنزلة ألف في القرآن لا يلزق بها شئ(٤).

بيان : لعل المراد أنه في بعض الصفات ممتاز لا يلحقه أحد ، فلا ينافي كون سلمان أفضل منه ، مع أنه يحتمل أن يكون الحصر إضافيا.

____________________

(١) اجهدت خ ل. (٢) امالى ابن الشيخ : ١١٩ و ١٢٠.

(٣) في المصدر : ومحمد بن الحسن (٤) الاختصاص : ١٠.

٤٣٩

٧ ـ كش : حمدويه بن نصير ، عن محمد بن عيسى ومحمد بن مسعود ، عن جبرئيل ابن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن النضر بن سويد ، عن محمد بن بشير ، عمن حدثه قال : ما بقي أحد إلا وقد جال جولة إلا المقداد بن الاسود ، فإن قلبه كان مثل زبر الحديد(١).

٨ ـ كش : طاهر بن عيسى الوراق رفعه إلى محمد بن سفيان ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن علي بن أبي حمزة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر ، يا مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر(٢).

٩ ـ كش : علي بن الحكم ، عن سيف بن عمير ، عن أبي بكر الحضرمي قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : ارتد الناس إلا ثلاثة نفر : سلمان وأبوذر والمقداد قال : قلت : فعمار ، قال : قد كان جاض جيضة(٣) ثم رجع ، ثم قال : إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد ، فأما سلمان فإنه عرض في قلبه أن عند أمير المؤمنين عليه‌السلام اسم الله الاعظم لو تكلم به لاخذتهم الارض ، وهو هكذا ، فلبب ووجئت عنقه حتى تركت كالسلعة ، فمر به أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال له : يابا عبدالله هذا من ذاك ، بايع ، فبايع ، وأما أبوذر فأمره أمير المؤمنين عليه‌السلام بالسكوت ، ولم يأخذه في الله لومة لائم ، فأبى إلا أن يتكلم ، فمر به عثمان فأمر به ، ثم أناب الناس بعده ، وكان أول من أناب أبوساسان الانصاري ، وأبوعمرة وشتيره ، فكانوا سبعة ولم يكن يعرف حق أمير المؤمنين إلا هؤلاء السبعة(٤).

بيان : جاض عنه : حاد ومال ، وفي بعض النسخ بالحاء والصاد المهملتين بمعناه ، وحاصوا عن العدو : انهزموا.

____________________

(١ و ٢) رجال الكشى : ٧ و ٨. (٣) قد حاص حيصة خ ل.

(٤) رجال الكشى : ٨.

٤٤٠