بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٥٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٨

باب

*(فضل المهاجرين والانصار وسائر الصحابة والتابعين)*

*(وجمل أحوالهم)*

الآيات : البقرة « ٢ » : إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله « ٢١٨ ».

آل عمران « ٣ » : فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عندالله والله عنده حسن الثواب « ١٩٥ ».

التوبة « ٩ » : والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي‌الله‌عنهم ورضوا عنه وأعدلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم « ١٠٠ ».

الفتح « ٤٨ » : محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجهوهم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم نفرة وأجرا عظيما « ٢٦ ».

الحشر « ٥٩ » : للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون * والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون * والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا

٣٠١

الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم « ٨ ـ ١٠ ».

تفسير : قال الطبرسي نور الله ضريحه في قوله تعالى : « فالذين هاجروا » أي إلى المدينة ، وفارقوا قومهم من أهل الكفر « واخرجوا من ديارهم » أخرجهم المشركون من مكة « وقاتلوا وقتلوا » في سبيل الله « ثوابا » أي جزاء لهم « من عندالله » على أعمالهم « والله عنده حسن الثواب » أي عنده من حسن الجزاء على الاعمال مالا يبلغه وصف واصف(١). « والسابقون الاولون » أي السابقون إلى الايمان وإلى الطاعات « من المهاجرين » الذين هاجروا من مكة إلى المدينة و إلى الحبشة « والانصار » أي ومن الانصار الذين سبقوا نظراءهم من أهل المدينة إلى الاسلام « والذين اتبعوهم باحسان » أي بأفعال الخير والدخول في الاسلام بعدهم وسلوك مناهجهم ، ويدخل في ذلك من يجيي ء بعدهم إلى يوم القيامة « رضي الله عنهم » أي رضي أفعالهم « ورضوا عنه » لما أجزل لهم من الثواب ، وفيها دلالة على فضل السابقين ومزيتهم على غيرهم لما لحقهم من أنواع المشقة في نصرة الدين فمنها مفارقة العشائر والاقربين ، ومنها مباينة المألوف من الدين ، ومنها نصرة الاسلام مع قلة العدد وكثرة العدو ، ومنها السبق إلى الاسلام والدعاء إليه. وفي مسند السيد أبي طالب الهروي مرفوعا إلى أبي أيوب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين ، وذلك أنه لم يصل فيها أحد غيري وغيره.

وروى الحاكم الحسكاني مرفوعا إلى عبدالرحمن بن عوف في قوله سبحانه : « والسابقون الاولون » قال : هم عشرة من قريش ، أولهم اسلاما علي بن أبي طالب عليه‌السلام(٢).

« أشداء على الكفار رحماء بينهم » قال الحسن : بلغ من شدتهم على الكفار

____________________

(١) مجمع البيان ٢ : ٥٥٩. (٢) مجمع البيان ٥ : ٦٤ و ٦٥.

٣٠٢

أنهم كانوا يتحرزون من ثياب المشركين حتى لا تلتزق بثيابهم ، وعن أبدانهم حتى لا تمس أبدانهم ، وبلغ تراحمهم فيما بينهم أن كان لا يرى مؤمن مؤمنا إلا صافحه وعانقه.

ومثله قوله : « أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين(١) ».

« تراهم ركعا سجدا » هذا إخبار عن كثرة صلاتهم ومداومتهم عليها « يبتغون فضلا من الله ورضوانا » أي يلتمسون بذلك زيادة نعمهم من الله ويطلبون مرضاته « سيماهم في وجوههم من أثر السجود » أي علامتهم يوم القيامة أن يكون مواضع سجودهم أشد بياضا ، عن ابن عباس وعطية ، قال شهر بن حوشب : تكون مواضع سجودهم كالقمر ليلة البدر ، وقيل : هو التراب على الجباه لانهم يسجدون على التراب ، لا على الاثواب ، عن عكرمة وابن جبير وأبي العالية.

وقيل : هو الصفرة والنحول ، قال الحسن : إذا رأيتهم حسبتهم مرضى وما هم بمرضى « ذلك مثلهم في التوراة » يعني أن ما ذكر من وصفهم هو ما وصفوا به في التوراة أيضا ، ثم ذكر نعتهم في الانجيل فقال : « ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه » أي فراخه ، وقيل : ليس بينهما وقف ، والمعنى ذلك مثلهم في التوراة و الانجيل جميعا.

« فآرزه » أي شده وأعانه وقواه ، قال المبرد : يعني أن هذه الافراخ لحقت الامهات حتى صارت مثلها « فاستغلظ » أي غلظ ذلك الزرع « فاستوى على سوقه » أي قام على قصبه واصوله ، فاستوى الصغار مع الكبار ، والسوق جمع الساق والمعنى أنه تناهى وبلغ الغاية « يعجب الزراع » أي يروق(٢) ذلك الزرع الاكرة الذين زرعوه ، قال الواحدي : هذا مثل ضربه الله تعالى لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه ، فالزرع محمد ، والشطأ أصحابه والمؤمنون حوله ، وكانوا في ضعف وقلة كما يكون أول الزرع دقيقا ثم غلظ وقوي وتلاحق ، فكذلك المؤمنون

____________________

(١) المائدة : ٥٤.

(٢) في المصدر : اى يروع. قلت : راعه الامر : اعجبه.

٣٠٣

قوى بعضهم بعضا حتى استغلظوا واستووا على اثرهم(١). « ليغيظ بهم الكفار » أي إنما كثرهم الله وقواهم ليكونوا غيظا للكافرين بتوافرهم وتظاهرهم واتفاقهم على الطاعة « وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم » أي من أقام على الايمان والطاعة منهم(٢).

« للفقراء المهاجرين » الذين هاجروا من مكة إلى المدينة ، ومن دار الحرب إلى دار الاسلام « وينصرون الله » أي دينة « اولئك هم الصادقون » في الحقيقة عند الله قال الزجاج : بين سبحانه من المساكين الذين لهم الحق فقال : « للفقراء المهاجرين » ثم ثنى سبحانه بوصف الانصار ومدحهم حتى طابت أنفسهم عن الفئ فقال : « والذين » مبتداء ، خبره « يحبون » أو في موضع جر عطفا على الفقراء ، فقوله : « يحبون حال » : تبوؤ الدار « يعني المدينة ، وهي دار الهجرة تبوأها الانصار قبل المهاجرين وتقدير الآية والذين تبوؤا الدار من قبلهم » والايمان « لان الانصار لم يؤمنوا قبل المهاجرين ، وعطف الايمان على الدار في الظاهر لا في المعنى ، لان الايمان ليس بمكان يتبوأ ، والتقدير وآثروا الايمان ، وقيل : « من قبلهم » أي من قبل قدوم المهاجرين عليهم ، وقيل : قبل إيمان المهاجرين ، والمراد بهم أصحاب العقبة وهم سبعون رجلا بايعوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على حرب الاحمر والابيض « يحبون من هاجر إليهم » لانهم أحسنوا إلى المهاجرين ، وأسكنوهم دورهم ، وأشركوهم في أموالهم « ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اتوا » أي لا يجدون في قلوبهم حسدا وغيظا مما اعطي المهاجرون دونهم من مال بني النضير « ويؤثرون على أنفسهم » أي يقدمون المهاجرين على أنفسهم بأموالهم ومنازلهم « ولو كان بهم خصاصة » أي فقر وحاجة ، والشح : البخل ، ثم ثلث سبحانه بوصف التابعين فقال : « والذين جاؤا من بعدهم » أي بعد المهاجرين والانصار ، وهم جميع التابعين لهم إلى يوم القيامة « غلا » أي حقدا وعداوة(٣).

____________________

(١) في المصدر : على امرهم. (٢) مجمع البيان ٩ : ١٢٧ و ١٢٨.

(٣) مجمع البيان ٩ : ٢٦١ و ٢٦٢.

٣٠٤

١ ـ ل : ابن بندار ، عن أبي العباس الحمادي ، عن أبي جعفر الحضرمي عن هدبة بن خالد ، عن همام بن يحيى ، عن قتادة ، عن أيمن ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى لمن رآني وآمن بي ، وطوبى ثم طوبى يقولها سبع مرات لمن لم يرني وآمن بي(١).

٢ ـ ل : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أصحاب رسول الله (ص) اثني عشر ألفا : ثمانية آلاف من المدينة. وألفان من أهل مكة ، وألفان من الطلقاء ، لم ير فيهم قدري ولا مرجئ ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي ، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون : اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل(٢) خبز الخمير : (٣).

بيان : الخمير : هو ما يجعل في العجين ليجود ، وكأنهم كانوا لا يفعلون ذلك لعدم اعتنائهم بجودة الغذاء ، ويؤيده ما رواه العامة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا آكل الخمير » قال الكرماني : أي خبزا جعل في عجينه الخمير.

٣ ـ لى : أبي وابن المتوكل وماجيلويه وابن ناتانة جميعا ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبي هدبة(٤) ، عن أنس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى لمن رآني و طوبى لمن رأى من رآني ، وطوبى لمن رأى من رأى من رآني. وقد أخرج علي ابن ابراهيم هذا الحديث وحديث الطير بهذا الاسناد في كتاب قرب الاسناد(٥).

ما : الغضائري عن الصدوق مثله(٦).

٤ ـ ما : بإسناد المجاشعي عن الصادق ، عن آبائه عن علي عليهم‌السلام قال : اوصيكم

____________________

(١) الخصال ٢ : ٢.

(٢) ان نسمع خبر الحسين خ ل. (٣) الخصال ٢ : ١٧٢.

(٤) الظاهر هو ابراهيم بن هدبة ابوهدبة الفارسى ثم البصرى ، بقى إلى سنة مائتين ، وكان يروى عن انس ، وقال في ترجمة ابراهيم بن هاشم بن الخليل ابن اسحاق القمى : روى عن ابى هدبة الراوى عن انس.

(٥) امالى الصدوق : ٢٤٠ و ٢٤١. (٦) امالى ابن الشيخ : ٢٨١ و ٢٨٢.

٣٠٥

بأصحاب نبيكم لا تسبوهم الذين(١) لم يحدثوا بعده حدثا ولم يؤووا محدثا ، فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أوصى بهم. الخبر(٢).

٥ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : صلى أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه‌السلام بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف الله تعالى ، ثم قال : أم والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنهم ليصبحون ويمسون شعثا غبرا خمصا بين أعينهم كركب المعزى ، يبيتون لربهم سجدا وقياما ، يراوحون بين أقدامهم وجباههم يناجون ربهم ، ويسألونه فكاك رقابهم من النار ، والله لقد رأيتهم وهم جميع(٣) مشفقون منه خائفون(٤).

بيان : جميع أي مجتمعون على الحق لم يتفرقوا كتفرقكم.

٦ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن عبدالرحمن ، عن أبيه عن محمد بن إسحاق(٥) قال : وحدثنا ابن عقدة ، عن محمد بن عبيد ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد بن عبدالله ، عن أبي عبدالرحمن الجهني قال : بينما نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ طلع راكبان ، فلما رآهما نبي الله قال : كنديان مذحجيان ، فإذا رجلان من مذحج ، فأتى أحدهما إليه ليبايعه ، فلما أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده ليبايعه قال : يا رسول الله أرأيت من رآك فآمن بك ، وصدقك واتبعك ماذا له؟ قال : طوبى له ، قال ، فمسح على يده وانصرف ، قال : وأقبل الآخر حتى أخذ بيده ليبايعه قال : يا رسول الله أرأيت من آمن بك فصدقك واتبعك ولم يرك ماذا له؟ قال : طوبى له ثم طوبى له قال : ثم مسح على يده ثم انصرف(٦).

____________________

(١) في المصدر : لا تسبوهم وهم الذين. (٢) امالى ابن الشيخ : ٣٣٢.

(٣) في المصدر : لقد رايتهم مع ذلك وهم جميع.

(٤) امالى ابن الشيخ : ٦٢. ( ذ ) أى أبا عمرو.

(٦) امالى ابن الشيخ : ١٦٦.

٣٠٦

٧ ـ ما : ابن مخلد ، عن محمد بن عمرو بن البختري ، عن سعدان بن نصر ، عن محمد بن مصعب ، عن الاوزاعي ، عن أسيد بن خالد ، عن عبدالله بن محيريز قال : قلت لرجل من أصحاب النبي (ص) ـ قال الاوزاعي : حسبت أنا أنه يكني أبا جمعة ـ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لاحدثنك حديثا جيدا ، تغدينا(١) مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعنا أبوعبيدة بن الجراح ، فقلنا : يا رسول الله هل أحد خير منا؟ أسلمنا معك ، وجاهدنا معك ، قال : بلى قوم من امتي يأتون بعدي يؤمنون بي(٢).

٨ ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن الخشاب ، عن ابن كلوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : ما وجدتم في كتاب الله عزوجل فالعمل لكم به لا عذر لكم في تركه ، وما لم يكن في كتاب الله عزوجل وكانت فيه سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي ، ومالم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا به ، فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم بأيها(٣) أخذ اهتدى ، وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة فقيل : يا رسول الله ومن أصحابك؟ قال : أهل بيتي. قال الصدوق رحمه‌الله : إن اهل البيت عليهم‌السلام لا يختلفون ، ولكن يفتون الشيعة بمر الحق وربما أفتوهم(٤) بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية ، ، والتقية رحمة للشيعة(٥).

____________________

(١) في المصدر : تغدينا يوما.

(٢) امالى ابن الشيخ : ٢٤٩ فيه : يأتون بعدكم فيؤمنون بى.

(٣) بايما خ ل.

(٤) قد كان كثيرا اهل السنة يحضرون مجلس الامام ابى عبدالله عليه‌السلام فيسألونه عن مسائل ، فكان عليه‌السلام يعلم انهم ليسوا من شيعته ومقلديه فيجيبهم على مذهبهم على قول مالك ، او ابى حنيفة مثلا ، مخالفا لنظره وفتواه ، وربما كان بعض الحاضرين في المجلس ينقل ما سمع إلى غيره من دون ان يبين وجه الخلاف غفلة عن حقيقة الحال ، فهذا وجه ما يرى من الاختلاف في الاحاديث ، ومعنى ما يقال : ان الحكم الفلانى صدر تقية.

(٥) معانى الاخبار : ٥٠.

٣٠٧

٩ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن بريد ، عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : له : إن للايمان درجات ومنازل يتفاضل المؤمنون فيها عندالله؟ قال : نعم ، قلت : صفه لي رحمك الله حتى أفهمه : قال : إن الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان ، ثم فضلهم على درجاتهم في السبق إليه ، فجعل كل امرئ منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من حقه ولا يتقدم مسبوق سابقا ، ولا مفضول فاضلا ، تفاضل بذلك أوائل هذه الامة أواخرها ولو لم يكن للسابق إلى الايمان فضل على المسبوق إذا للحق آخر هذه الامة أولها نعم ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى الايمان الفضل على من أبطأ عنه ، ولكن بدرجات الايمان قدم الله السابقين ، وبالابطاء عن الايمان أخر الله المقصرين ، لانا نجد من المؤمنين من الآخرين من هو أكثر عملا من الاولين وأكثرهم صلاة و صوما وحجا وزكاة وجهادا وإنفاقا ، ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عندالله لكان الآخرون بكثرة العمل مقدمين على الاولين ، ولكن أبى الله عزوجل أن يدرك آخر درجات الايمان أولها ، ويقدم فيها من أخر الله ، أو يؤخر فيها من قدم الله ، قلت : أخبرني عما ندب الله المؤمنين إليه من الاستباق إلى الايمان؟ فقال : قول الله عزوجل : « سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله(١) » وقال : « السابقون السابقون اولئك المقربون(٢) » وقال : « السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه(٣) » فبدأ بالمهاجرين الاولين على درجة سبقهم ، ثم ثنى بالانصار ، ثم ثلث بالتابعين لهم باحسان ، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده ، ثم ذكر ما فضل الله عزوجل به أولياءه بعضهم على بعض فقال : « تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم فوق بعض

____________________

(١) الحديد : ٢١.

(٢) الواقعة : ١٠ و ١١.

(٣) التوبة : ١٠٠.

٣٠٨

درجات(١) » إلى آخر الآية ، وقال : « ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض(٢) » وقال : « انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا(٣) » وقال : « هم درجات عند الله(٤) » وقال : « ويؤت كل ذي فضل فضله(٥) » وقال : « الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله(٦) » وقال : « وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه و مغفرة ورحمة(٧) » وقال : « لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا(٨) » وقال : « يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات(٩) » وقال : « ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب » إلى قوله : « إن الله لا يضيع أجر المحسنين(١٠) » وقال : وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله(١١) « وقال : « فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره(١٢) « فهذا ذكر درجات الايمان ومنازله عند الله عزوجل(١٣).

١٠ ـ نوادر الراوندي : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : القرون أربعة ، أنا في أفضلها قرنا ، ثم الثاني ، ثم الثالث فإذا كان الرابع التقى الرجال(١٤) بالرجال ، والنساء بالنساء ، فقبض الله كتابه من صدور بني آدم ، فيبعث الله ريحا سوداء ، ثم لا يبقى أحد سوى الله تعالى إلا قبضه الله إليه(١٥).

١١ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا أمنة لاصحابي ، فإذا قبضت دنا من أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لامتي فإذا قبض أصحابي دنا من

____________________

(١) الصحيح كما في المصحف الشريف : [ ورفع بعضهم درجات ] ولعل السهو من الراوى او النساخ راجع سورة البقرة : ٢٥٣.

(٢) الاسراء : ٥٥. (٣) الاسراء : ٢١.

(٤) آل عمران : ١٦٣. (٥) هود : ٣.

(٦) التوبة : ٢. (٧) النساء : ٩٥ و ٩٦.

(٨) الحديد : ١٠. (٩) المجادلة : ١١.

(١٠) التوبة : ١٢٠. (١١) البقرة : ١١٠ والمزمل : ٢٠.

(١٢) الزلزلة : ٧ و ٨. (١٣) اصول الكافى ٢ : ٤٠ ـ ٤٢.

(١٤) في المصدر : اكتفى الرجال. (١٥) نوادر الراوندى : ١٦.

٣٠٩

امتي ما يوعدون ، ولا يزال هذا الدين ظاهرا على الاديان كلها مادام فيكم من قد رآني(١).

١٢ ـ وبهذا الاسناد عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأتي أهل الصفة ، وكانوا ضيفان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كانوا هاجروا من أهاليهم وأموالهم إلى المدينة ، فأسكنهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صفة المسجد ، وهم أربعمائة رجل ، فكان يسلم عليهم بالغداة والعشي ، فأتاهم ذات يوم فمنهم من يخصف نعله ، ومنهم من يرقع ثوبه ، ومنهم من يتفلى(٢) ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يرزقهم مدا مدا من تمر في كل يوم ، فقام رجل منهم فقال : يا رسول الله التمر الذي ترزقنا قد أحرق بطوننا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما إني لو استطعت أن اطعمكم الدنيا لاطعمتكم ، ولكن من عاش منكم من بعدي يغدى عليه بالجفان ، ويراح عليه بالجفان ، ويغدو أحدكم في خميصة ، ويروح في اخرى ، وينجدون(٣) بيوتكم كما تنجد الكعبة ، فقام رجل فقال : يا رسول الله إنا إلى ذلك الزمان بالاشواق فمتى هو؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : زمانكم هذا خير من ذلك الزمان ، إنكم من ملاتم بطونكم من الحلال توشكون أن تملاوها من الحرام ، فقام سعد بن أشج فقال : يا رسول الله ما يفعل بنا بعد الموت؟ قال : الحساب والقبر ، ثم ضيقه بعد ذلك أو المتظاهرة التي لا اجازيها ولا جزاء من سبعة ، فقال سعد بن أشج : إني اشهد الله واشهد رسوله ومن حضرني أن نوم الليل علي حرام ، والاكل بالنهار علي حرام ولباس الليل علي حرام ، ومخالطة الناس علي حرام ، وإتيان النساء علي حرام فقال رسول الله (ص) : يا سعد لم تصنع شيئا ، كيف تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر إذا لم تخالط الناس؟ وسكون البرية بعد الحضر كفر للنعمة ، نم بالليل ، وكل

____________________

(١) نوادر الراوندى : ٢٣.

(٢) فلى رأسه او ثوبه : نقاها من القمل.

(٣) الخميصة : ثوب اسود مربع. نجد البيت : زينه. انجد البناء : ارتفع.

٣١٠

لنهار ، والبس مالم يكن ذهبا أو حريرا أو معصفرا ، وأت النساء ، يا سعد اذهب إلى بني المصطلق فإنهم قد ردوا رسولي ، فذهب إليهم فجاء بصدقة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف رأيتهم؟ قال : خير قوم ، ما رأيت قوما قط أحسن أخلاقا فيما بينهم من قوم بعثتني إليهم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنه لا ينبغي لاولياء الله تعالى من أهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم أن يكونوا أولياء الشيطان من أهل دار الغرور الذين لها(٣) سعيهم وفيها رغبتهم ، ثم قال : بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ، ولا ينهون عن المنكر ، بئس القوم قوم يقذفون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، بئس قوم لا يقومون لله تعالى بالقسط بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون الناس بالقسط في الناس ، بئس القوم قوم يكون الطلاق عندهم أوثق من عهد الله تعالى ، بئس القوم قوم جعلوا طاعة إمامهم(٤) دون طاعة الله ، بئس القوم قوم يختارون الدنيا على الدين ، بئس القوم قوم يستحلون المحارم والشهوات والشبهات قيل : يا رسول الله فأي المؤمنين أكيس؟ قال : أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له استعداد ، اولئك هم الاكياس(٥).

١٣ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن عاصم بن أبي الجنود ، عن أبي وائل ، عن جرير بن عبدالله ، عن النبي صلى الله علهى وآله قال : المهاجرون والانصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة(٦). ما : بالاسناد عن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن الاعمش عن تميم بن سلمة ، عن عبدالرحمن بن هلال ، عن جرير عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله(٥).

١٤ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن عبدالله بن أحمد ، عن إسماعيل بن صبيح ، عن سفيان ، عن عبدالمؤمن ، عن الحسن بن عطية ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إني تارك فيكم الثقلين إلا أن أحدهما

____________________

(١) في المصدر : الذين كان لها. (٢) آبائهم خ ل.

(٣) نوادر الراوندى : ٢٥ و ٢٦. (٤ و ٥) امالى ابن الشيخ : ١٦٨.

٣١١

أكبر من الآخر : كتاب الله ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، وقال : ألا إن أهل بيتي عيني التي آوى إليها ، ألا وإن الانصار ترسي(١) فاعفوا عن مسيئهم ، وأعينوا محسنهم(٢).

١٥ ـ ع : أبي عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمد بن حسان ، عن محمد ابن يزيد ، عن أبي البختري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) لما دخل الناس في الدين أفواجا : أتتهم الازد أرقها قلوبا ، وأعذبها أفواها ، قيل : يا رسول الله هذه أرقها قلوبا عرفناه ، فلم صارت أعذبها أفواها؟ قال : لانها كانت تستاك في الجاهلية ، قال : وقال جعفر عليه‌السلام : لكل شئ طهور وطهور الفم السواك(٣).

١٦ ـ قب : حلية الاولياء في خبر عن كعب بن عجرة أن المهاجرين والانصار وبني هاشم اختصموا في رسول الله (ص) أينا أولى به وأحب إليه؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما أنتم يا معشر الانصار فإنما أنا أخوكم ، فقالوا : الله أكبر ذهبنا به ورب الكعبة وأما أنتم معشر المهاجرين فانما أنا منكم ، فقالوا : الله أكبر ذهبنا به ورب الكعبة وأما أنتم يا بني هاشم فأنتم مني والي ، فقمنا وكلنا راض مغتبط برسول الله(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٧ ـ أقول : قال الطبرسي رحمه‌الله في مجمع البيان : روى زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : ما سلت السيوف ولا اقيمت الصفوف في صلاة ولا زحوف ولا جهر بأذان ولا أنزل الله « يا أيها الذين آمنوا » حتى أسلم أبناء القيلة : الاوس و الخزرج(٥).

١٨ ـ نهج : قال عليه‌السلام في مدح الانصار : هم والله ربوا الاسلام كما يربي الفلو مع غنائهم(٦) بأيديهم السباط ، وألسنتهم السلاط(٧).

____________________

(١) في المصدر : الا أن اهل بيتى عيبتى التى آوى اليها ، وان الانصار كرشى.

(٢) امالى ابن الشيخ ١٦٠. (٣) علل الشرائع : ١٠٧.

(٤) مناقب آل ابى طالب. (٥) مجمع البيان.

(٦) مع عنائهم خ ل. (٧) نهج البلاغة ٢ : ٢٥٢.

٣١٢

بيان : الفول : المهر الصغير ، ورجل سبط اليدين : سخي ، ورجل سليط أي فصيح حديد اللسان.

١٩ ـ ما : المفيد ، عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور ، عن أبي بكر المفيد الجرجرائي ، عن المعمر أبي الدنيا ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : طوبى لمن رآني أو رآى من رآني ، أو رأى من رأى من رآني(١). أقول : قد مر بعض أحوال الانصار في باب غزوة حنين وغيره. وقد ذكر سيد الساجدين عليه‌السلام في الدعاء الرابع من الصحيفة الكاملة في فضل الصحابة والتابعين ما يغني اشتهاره عن إيراده ، وينبغي أن تعلم أن هذه الفضائل إنما هي لمن كان مؤمنا منهم لا للمنافقين ، كغاصبي الخلافة وأضرابهم وأتباعهم ، ولمن ثبت منهم على الايمان واتباع الائمة الراشدين ، لا للناكثين الذين ارتدوا عن الدين ، وسيأتي تمام الكلام في ذلك في كتاب الفتن إنشاء الله تعالى.

٩

باب

*(قريش وسائر القبائل ممن يحبه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله)*

*(ويبغضه)*

١ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن عبدالله بن حماد ، عن شريك عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : لا تسبوا قريشا ، ولا تبغضوا العرب ، ولا تذلوا الموالي ، ولا تساكنوا الخوز ولا تزوجوا إليهم ، فإن لهم عرقا يدعوهم إلى غير الوفاء(٢).

بيان : قال الفيروز آبادي : الخوز بالضم : جيل من الناس ، وفي النهاية :

____________________

(١) امالى ابن الشيخ : ٢٨١ و ٢٨٢.

(٢) علل الشرائع : ١٣٧.

٣١٣

فيه ذكر خوز كرمان ، وروي خوز وكرمان ، الخوز : جيل معروف ، وكرمان : صقع معروف في العجم ، ويروى بالراء المهملة وهو من أرض الفارس ، وصوبه الدار قطني ، وقيل : إذا أصنفت فبالراء ، وإذا عطفت فبالزاء.

٢ ـ ع : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن أحمد بن محمد ، عن الاصبغ عمن رواه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمع أبوعبدالله رجلا من قريش يكلم رجلا من أصحابنا فاستطال عليه القريش بالقرشية واستخزى الرجل لقريشته ، فقال له أبوعبدالله عليه‌السلام : أجبه فإنك بالولاية أشرف منه نسبة(١).

بيان : خزي : ذل وهان ، أو استحيى.

٣ ـ ل : أبي ، عن سعد عن اليقطيني ، عن الجعفر ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله (ص) كان يحب أربع قبائل ، كان يحب الانصار وعبد القيس وأسلم وبني تميم ، وكان يبغض بني امية وبني حنيف وثقيف وبني هذيل وكان عليه‌السلام يقول : لم تلدني امي بكرية ولا ثقفية ، وكان عليه‌السلام يقول : في كل حي نجيب إلا في بني امية(٢).

٤ ـ ما : المفيد ، عن علي بن محمد الكاتب ، عن الحسن بن علي الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن يوسف بن كليب ، عن معاوية بن هشام عن الصباح ابن يحيى المزني ، عن الحارث بن حصيرة قال : حدثني جماعة من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : ادعوا غنيا وباهلة وحيا آخر قد سماها ، فليأخذوا عطياتهم فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة مالهم في الاسلام نصيب ، وأنا شاهد في منزلي عند الحوض وعند المقام المحمود أنهم أعداء لي في الدنيا والآخرة ، لآخذن غنيا أخذة تضرط باهلة ، ولئن ثبتت قدماي لاردن قبائل إلى قبائل ، وقبائل إلى قبائل ولابهرجن ستين قبيلة مالها في الاسلام نصيب(٣).

بيان : تضرط باهلة ، لعله كناية عن شدة الخوف كما هو المعروف ، أي تخاف من تلك الاخذة قبيلة باهلة ، ويمكن أن يقرأ بأهله باضافة الاهل إلى الضمير ويقال : بهرج دمه ، أي أبطله.

____________________

(١) علل الشرائع : ١٣٧ (٢) الخصال ١ : ١٠٨. (٣) امالى ابن الشيخ : ٧٢.

٣١٤

١٠

باب

*(فضائل سلمان وأبى ذر ومقداد وعمار رضى الله عنهم)*

*(أجمعين ، وفيه فضائل بعض أكابر الصحابة)*

١ ـ كتاب الطرف للسيد علي بن طاووس نقلا من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد عن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليها‌السلام قال : دعا رسول الله (ص) أبا ذر و سلمان والمقداد فقال لهم : تعرفون شرائع الاسلام وشروطه؟ قالوا : نعرف ما عرفنا الله ورسوله ، فقال : هي والله أكثر من أن تحصى ، أشهدوني(١) على أنفسكم وكفى بالله شهيدا ، وملائكته عليكم شهود ، بشهادة أن لا إله إلا الله مخلصا لا شريك له في سلطانه ، ولا نظير له في ملكه ، وأني رسول الله بعثني بالحق ، وأن القرآن إمام من الله وحكم عدل ، وأن القبلة قبلتي(٢) شطر المسجد الحرام لكم قبلة ، وأن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وصي محمد وأمير المؤمنين(٣) ومولاهم ، وأن حقه من الله مفروض واجب ، وطاعته طاعة الله ورسوله ، والائمة من ولده ، وأن مودة أهل بيتي(٤) مفروضة واجبة على كل مؤمن ومؤمنة ، مع إقامة الصلاة لوقتها ، و إخراج الزكاة من حلها ، ووضعها في أهلها ، وإخراج الخمس من كل ما يملكه أحد من الناس حتى يرفعه إلى ولي المؤمنين وأميرهم ، وبعده إلى ولده(٥) فمن عجز ولم يقدر إلا على اليسير من المال فليدفع ذلك إلى الضعفاء من أهل بيتي من ولد الائمة ، فإن لم يقدر فلشيعتهم ممن لا يأكل بهم الناس ، ولا يريد بهم إلا الله وما وجب عليهم من حقي ، والعدل في الرعية ، والقسم بالسوية ، والقول بالحق

____________________

(١) في المصدر : اشهدوا.

(٢) في المصدر : وان قبلتى. (٣) في المصدر : امير المؤمنين ولى المؤمنين.

(٤) في المصدر : اهل بيته.

(٥) في المصدر : حتى يدفعه إلى ولى المؤمنين واميرهم ومن بعده من الائمة من ولده.

٣١٥

وأن يحكم بالكتاب على ما عمل عليه أمير المؤمنين عليه‌السلام وبالفرايض(١) على كتاب الله وأحكامه ، وإطعام الطعام على حبه ، وحج البيت ، والجهاد في سبيل الله ، و صوم شهر رمضان ، وغسل الجنابة ، والوضوء الكامل على اليدين والوجه والذراعين إلى المرافق ، والمسح على الرأس والقدمين إلى الكعبين ، لا على خف ولا على خمار ولا على عمامة ، والحب لاهل بيتي في الله ، وحب شيعتهم لهم ، والبغض لاعدائهم وبغض من والاهم(٢) والعداوة في الله وله ، والايمان بالقدر : خيره وشره ، و حلوه ومره ، وعلى أن يحللوا(٣) حلال القرآن ، ويحرموا حرامه ، ويعملوا بالاحكام ، ويردوا المتشابه إلى أهله ، فمن عمي عليه من علمه شئ لم يكن علمه مني ولا سمعه فعليه بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فإنه قد علم كما قد علمته(٤) ظاهره وباطنه ومحكمه ومتشابهه ، وهو يقاتل على تأويله كما قاتلت(٥) على تنزيله ، و موالاة أولياء الله محمد وذريته الائمة خاصة(٦) ، ويتوالى من والاهم وشايعهم ، و البراءة والعداوة لمن عاداهم وشاقهم كعداوة الشيطان الرجيم ، والبراءة ممن شايعهم وتابعهم ، والاستقامة على طريقة الامام ، واعلموا أني لا اقدم على علي أحدا ، فمن تقدمه فهو ظالم ، والبيعة بعدي لغيره ضلالة وفلتة وذلة ، الاول ثم الثاني ثم الثالث وويل للرابع ثم الويل له ، وويل له ولابيه مع ويل لمن كان قبله وويل لهما ولاصحابهما(٧) لا غفر الله لهما ، فهذه شروط الاسلام وما بقي أكثر ، قالوا : سمعنا وأطعنا وقبلنا وصدقنا ، ونقول مثل ذلك ، ونشهد لك على أنفسها بالرضا به أبدا حتى نقدم عليك آمنا بسرهم وعلانيتهم ورضينا بهم أئمة وهداة وموالي ، قال : وأنا معكم شهيد ثم قال : نعم ، وتشهدون أن الجنة حق وهي محرمة على الخلائق حتى أدخلها

____________________

(١) والفرائض خ ل. (٢) في المصدر : وحب من والاهم.

(٣) في المصدر : [ ان تحللوا ] بصيغة الخطاب وكذا فيما بعده.

(٤) في المصدر : كل ما قد علمته.

(٥) في المصدر : كما قاتل على تنزيله. (٦) في المصدر : والائمة خاصة.

(٧) في المصدر : ولصاحبهما.

٣١٦

قالوا : نعم ، قال : وتشهدون أن النار حق ، وهي محرمة على الكافرين حتى يدخلها أعداء أهل بيتي ، والناصبون لهم حربا وعداوة ، ولاعنهم ومبغضهم وقاتلهم(١) كمن لعنني أو أبغضني أو قاتلني وهم في النار. قالوا : شهدنا وعلى ذلك أقررنا ، قال : وتشهدون أن عليا صاحب حوضي ، والذائد عنه ، وهو قسيم النار ، يقول(٢) : ذلك لك فاقبضه(٣) ذميما ، وهذا لي فلا تقربنه ، فينجو سليما؟ قالوا : شهدنا على ذلك ونؤمن به ، قال : وأنا على ذلك شهيد(٤).

٢ ـ لى : العطار ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن نوح بن شعيب ، عن الدهقان عن عروة بن أخي شعيب ، عن شعيب عن أبي بصير قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد (ع) يحدث عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) يوما لاصحابه : أيكم يصوم الدهر؟ فقال سلمان رحمة الله عليه : أنا يا رسول الله فقال رسول الله (ص) : فأيكم يحيي الليل؟ قال سلمان : أنا يا رسول الله ، قال : فأيكم يختم القرآن في كل يوم؟ فقال سلمان : أنا يا رسول الله ، فغضب بعض أصحابه ، فقال : يا رسول الله : إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش ، قلت : أيكم يصوم الدهر؟ فقال أنا ، وهو أكثر أيامه يأكل ، وقلت : أيكم يحيي الليل؟ فقال : أنا ، وهو أكثر ليلته نائم ، وقلت : أيكم يختم القرآن في كل يوم؟ فقال : أنا ، وهو أكثر نهاره صامت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مه يا فلان ، أنى لك بمثل لقمان الحكيم ، سله فإنه ينبئك ، فقال الرجل لسلمان : يا أبا عبدالله أليس زعمت أنك تصوم الدهر؟ فقال : نعم ، فقال : رأيتك في أكثر نهارك تأكل ، فقال : ليس حيث تذهب ، إني أصوم الثلاثة في الشهر ، وقال الله عزوجل : « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها(٥) » و أصل شعبان بشهر رمضان ، فذلك صوم الدهر ، فقال : أليس زعمت أنك تحيي الليل؟ فقال : نعم ، فقال : أنت أكثر ليلتك نائم ، فقال ليس حيث تذهب ، ولكني سمعت

____________________

(١) في المصدر : وان لاعنيهم ومبغضيهم وقاتليهم.

(٢) اى يقول للنار. (٣) في المصدر : فاقبضيه. وفيه : فلا تقربيه.

(٤) الطرف : ١١ ـ ١٣. (٥) الانعام : ١٦٠.

٣١٧

حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من بات على طهر فكأنها أحيى الليل كله ، فأنا أبيت على طهر ، فقال : أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟ قال : نعم ، قال : فأنت أكثر أيامك صامت ، فقال : ليس حيث تذهب ، ولكني سمعت حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي عليه‌السلام [ يا أبا الحسن مثلك في امتي مثل قل هو الله أحد ، فمن قرأها مرة قرأ(١) ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن ، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان ، ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الايمان ، والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبك أهل الارض كمحبة أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار ] وأنا أقرأ قل هو الله أحد في كل يوم ثلاث مرات ، فقام وكأنه قد القم حجرا(٢).

٣ ـ لى : أبي ، عن علي بن إبراهيم ، عن جعفر بن سلمة ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن عبيدالله بن موسى العبسي ، عن مهلهل العبدي ، عن كريزة بن صالح الهجري ، عن أبي ذر جندب بن جنادة رضي‌الله‌عنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لعلي كلمات ثلاث لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها ، سمعته يقول : اللهم أعنه واستعن به ، اللهم انصره وانتصر به ، فإنه عبدك وأخو رسولك ، ثم قال أبوذر رحمة الله عليه : أشهد لعلي بالولاء والاخاء والوصية ، قال كريزة بن صالح : وكان يشهد له بمثل ذلك سلمان الفارسي والمقداد وعمار وجابر بن عبدالله الانصاري وأبوالهيثم بن التيهان و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبوأيوب صاحب منزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهاشم بن عتبة المرقال ، كلهم من أفاضل أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٣).

٤ ـ لى : أبي ، عن عبدالله بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن علي الاصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن أبي غسان النهدي ، عن يحيى بن سلمة بن كهيل

____________________

(١) في المصدر : فقد قرأ. (٢) امالى الصدوق : ٢١ و ٢٢.

(٣) امالى الصدوق : ٣٢ و ٣٣.

٣١٨

عن أبيه ، عن أبي إدريس ، عن المسيب بن نجية ، عن علي عليه‌السلام أنه قيل له : حدثنا عن أبي ذر الغفاري ، قال : علم العلم ثم أوكاه وربط عليه رباطا شديدا قالوا : فعن حذيفة ، قال : يعلم أسماء المنافقين ، قالوا : فعن عمار بن ياسر ، قال مؤمن ملئ مشاشه إيمانا ، نسي إذا ذكر ذكر ، قيل : فعن عبدالله بن مسعود ، قال قرأ القرآن فنزل عنده ، قالوا : فحدثنا عن سلمان الفارسي ، قال : أدرك العلم الاول والآخر وهو بحر لا ينزح ، وهو منا أهل البيت ، قالوا : فحدثنا عنك يا أمير المؤمنين ، قال : كنت إذا سألت اعطيت ، وإذا سكت ابتديت(٢).

بيان : أوكى القربة : شد رأسها ، وقال الجوهري المشاش : رؤس العظام اللينة التي يمكن مضغها ، قال في النهاية : ومنه الحديث ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه. قوله : فنزل عنده ، أي عند القرآن فلم يتجاوزه ، وفي بعض النسخ : فبرك عنده ، من بروك الناقة ، وكأن فيه إشعارا بعدم توسله بأهل البيت عليهم‌السلام ، إشارة إلى كونه من كتاب الوحي.

٥ ـ لى : ابن موسى ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن إبراهيم بن الحكم عن محمد بن الفضيل ، عن مسعود الملائي ، عن حبة العرني قال : أبصر عبدالله بن عمر رجلين يختصمان في رأس عمار ، يقول هذا أنا قتلته ويقول هذا : أنا قتلته ، فقال ابن عمر : يختصمان أيهما يدخل النار أولا ، ثم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : قاتله وسالبه في النار ، فبلغ ذلك معاوية لعنه الله فقال ما نحن قتلناه ، قتله من جاء به.

قال الشيخ أبوجعفر بن بابويه أدام الله عزه : يلزمه على هذا أن يكون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قاتل حمزة رضي‌الله‌عنه ، وقاتل الشهداء معه لانه عليه‌السلام هو الذي جاء بهم(١).

ضه : مرسلا مثله(٢).

____________________

(١) امالى الصدوق : ١٥٢.

(٢) امالى الصدوق : ٢٤٣.

(٣) روضة الواعظين : ٢٤٥.

٣١٩

٦ ـ لى : بهذا الاسناد عن إبراهيم بن الحكم ، عن عبيدالله بن موسى ، عن سعد بن أوس ، عن بلال بن يحيى العبسي قال : لما قتل عمار رضي‌الله‌عنه أتوا حذيفة فقالوا : يا أبا عبدالله قتل هذا الرجل وقد اختلف الناس ، فما تقول؟ قال إذا أتيتم فأجلسوني ، قال : فأسندوه إلى صدر رجل منهم ، فقال : سمعت رسول الله (ص) يقول : أبواليقظان على الفطرة ثلاث مرات ، لن يدعها حتى يموت(١).

ضه : مرسلا مثله(٢).

٧ ـ لى : بهذا الاسناد عن إبراهيم بن الحكم ، عن عبيدالله بن موسى ، عن عبدالعزيز ، بن سياه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطاء بن يسار ، عن عايشة قالت قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أشدهما(٣). ضه : مرسلا مثله(٤).

٨ ـ ن : الدقاق ، عن الصوفي ، عن الروياني ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي جعفر الثاني ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : دعا سلمان أبا ذر رحمة الله عليهما إلى منزله فقدم إليه رغيفين ، فأخذ أبوذر الرغيفين يقلبهما ، فقال له سلمان : يابا ذر لاي شئ تقلب هذين الرغيفين؟ قال : خفت أن لا يكونا نضيجين ، فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا ، ثم قال : ما أجرأك حيث تقلب هذين الرغيفين؟ فوالله لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش ، وعملت فيه الملائكة حتى ألقوه إلى الريح ، وعملت فيه الريح حتى ألقته إلى السحاب ، وعمل فيه السحاب حتى أمطره إلى الارض ، وعمل فيه الرعد(٥) والملائكة حتى وضعوه مواضعه ، وعملت فيه الارض والخشب والحديد و البهائم والنار والحطب والملح ، ومالا احصيه أكثر ، فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر؟ فقال أبوذر : إلى الله أتوب ، وأستغفر الله مما أحدثت ، وإليك أعتذر مما كرهت ، قال : ودعا سلمان أبا ذر رحمة الله عليهما ذات يوم إلى ضيافة فقدم إليه من جرابه كسرا(٦)

____________________

(١ و ٣) امالى الصدوق : ٢٤٣. (٢ و ٤) روضة الواعظين : ٢٤٥.

(٥) في المصدر : وعمل فيه الرعد والبرق والملائكة.

(٦) في المصدر : كسرة.

٣٢٠