بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٥٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

هذا جبرئيل يأمرني أن ابلغك اللام ، ويقول لك ربك : أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل؟ فقال ذو النمرة : فإني قد رضيت يا رب ، فوعزتك لازيدنك حتى ترضى(١).

١٢٣ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن حديد ، عن جميل بن دراج عن زرارة عن أحدهما عليها‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : لولا أني أكره أن يقال : إن محمدا استعان بقوم حتى إذا ظفر بعدوه قتلهم لضربت أعناق قوم كثير(٢).

١٢٤ ـ ختص : جعفر بن الحسين وأحمد بن هارون وغيرهما عن ابن الوليد عن الصفار ، عن الخشاب ، عن ابن كلوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن جعفر بن محمد عليه‌السلام إن رسول الله (ص) اشترى فرسا من أعرابي فأعجبه فقام أقوام من المنافقين حسدوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على ما أخذ منه ، فقالوا للاعرابي : لو بلغت به إلى السوق بعته بأضعاف هذا ، فدخل الاعرابي الشره فقال : ألا أرجع فأستقيله؟ فقالوا : لا وكلنه رجل صالح فإذا جاءك بنقدك فقل : ما بعتك بهذا ، فإنه سيرده عليك فلما جاء النبي (ص) أخرج إليه النقد فقال : ما بعتك بهذا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله و الذي بعثني بالحق لقد بعتني ، فجاء(٣) خزيمة بن ثابت فقال : يا أعرابي أشهد لقد بعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا الثمن الذي قال ، فقال الاعرابي : لقد بعته وما معنا من أحد ، فقال رسول الله (ص) لخزيمة : كيف شهدت بهذا؟ فقال : يا رسول الله بأبي أنت وامي تخبرنا عن الله وأخبار السماوات فنصدقك ، ولا نصدقك في ثمن هذا فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شهادته شهادة رجلين فهو ذو الشهادتين(٤).

١٢٥ ـ ختص : كان بلال مؤذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما قبض رسول الله (ص) لزم بيته ولم يؤذن لاحد من الخلفاء وقال فيه أبوعبدالله جعفر بن محمد عليه‌السلام : رحم

____________________

(١) الروضة : ٣٣٦. (٢) الروضة : ٣٤٥.

(٣) في المصدر : لقد بعتنى بهذا فقام خزيمة.

(٤) الاختصاص : ٦٤. ورواه الكلينى في الكافى باسناده عن معاوية بن وهب باختلاف في الفاظة. راجع الفروع ٧ : ٤٠٠ طبعة الاخوندى.

١٤١

الله بلالا فإنه كان يحبنا أهل البيت ، ولعن الله صهيبا فإنه كان يعادينا. وفي خبر آخر : كان يبكي علي عمر(١).

١٢٦ ـ كش : محمد بن إبراهيم ، عن علي بن محمد بن يزيد القمي ، عن عبد الله بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان بلال عبدا صالحا ، وكان صهيب عبد سوء وكان يبكي على عمر(٢).

١٢٧ ـ يه : عن أبي بصير عن أحدهما عليها‌السلام أنه قال : إن بلالا كان عبدا صالحا ، فقال : لا اؤذن لاحد بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فترك يومئذ حي على خير العمل(٣).

١٢٨ ـ يب : محمد بن علي بن محبوب ، عن معاوية بن حكيم ، عن سليمان بن جعفر ، عن أبيه قال : دخل رجل من أهل الشام على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال له : إن أول من سبق إلى الجنة بلال ، قال : ولم؟ قال : لانه أول من أذن(٤).

بيان : الظاهر أن القائل أولا أبوعبدالله عليه‌السلام فالاولية إضافية بالنسبة إلى جماعة من أضرابه أو المؤذنين ، ويحتمل أن يكون القائل الشامي فقال عليه‌السلام : ولم؟ على وجه الانكار ، فلما أصر القائل لم يجبه عليه‌السلام للمصلحة.

١٢٩ ـ ما : الحسين بن ابراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن قوما أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : يا رسول الله اضمن لنا على ربك الجنة ، قال : فقال : على أن تعينوني بطول السجود ، قالوا : نعم يا رسول الله ، فضمن لهم الجنة ، قال : فبلغ ذلك قوما من الانصار ، قال(٥) : فأتوه فقالوا : يا رسول الله اضمن لنا الجنة ، قال على أن لا تسألوا أحدا شيئا ، قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : فضمن لهم الجنة ، فكان

____________________

(١) الاختصاص : ٧٣ فيه : كان يبكى على ر م ع (٢) رجال الكشى : ٢٦.

(٣) من لا يحضره الفقيه : ٧٦. (٤) تهذيب الاحكام ١ : ٢١٧.

(٥) لم يذكر [ قال ] في المصدر.

١٤٢

الرجل منهم يسقط سوطه وهو على دابته فينزل حتى يتناوله ، كراهية أن يسأل أحدا شيئا ، وأن كان الرجل لينقطع شسعه فيكره أن يطلب من أحد شيئا(١).

١٣٠ ـ يه : بإسناده عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : احتجم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حجمه مولى لبني بياضة وأعطاه ، لو كان(٢) حراما ما أعطاه ، فلما فرغ قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أين الدم؟ قال : شربته يا رسول الله فقال : ما كان ينبغي لك أن تفعله ، وقد جعله الله لك حجاجا من النار(٣).

١٣١ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رجل يبيع الزيت ، وكان يحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حبا شديدا ، كان إذا أراد أن يذهب في حاجته لم يمض حتى ينظر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قد عرف(٤) ذلك منه ، فإذا جاء تطاول(٥) له حتى ينظر إليه ، حتى إذا كان ذات يوم دخل(٦) فتطاول له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى نظر إليه ، ثم مضى في حاجته فلم يكن بأسرع من أن رجع ، فلما رآه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد فعل ذلك أشار إليه بيده اجلس ، فجلس بين يديه ، فقال : مالك فعلت اليوم شيئا لم تكن تفعله قبل ذلك؟ فقال : يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبيا لغشى قلبي شئ من ذكرك حتى ما استطعت أن أمضي في حاجتي حتى رجعت إليك ، فدعا له وقال له خيرا ثم مكث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أياما لا يراه ، فلما فقده سأل عنه ، فقيل : يا رسول الله ما رأيناه منذ أيام فاتتعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وانتعل معه أصحابه وانطلق حتى أتى(٧) سوق الزيت ، فإذا دكان الرجل ليس فيه أحد ، فسأله عنه جيرته فقالوا : يا رسول الله مات ، ولقد كان عندنا أمينا صدوقا إلا أنه قد كان فيه خصلة ، قال : وماهي؟

____________________

(١) المجالس والاخبار : ٦٠ و ٦١. (٢) في المصدر : ولو كان

(٣) من لا يحضره الفقيه : ٣٥٤ طبعة طهران.

(٤) في المصدر : وقد عرف (٥) يتطاول خ.

(٦) في المصدر : فاذا كانت ذات يوم دخل عليه.

(٧) حتى أتوا خ ل. اقول : يوجد ذلك في المصدر.

١٤٣

قالوا : كان يرهق ، يعنون يتبع النساء ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رحمه‌الله والله لقد كان يحبني حبا لو كان نخاسا(١) لغفر الله له(٢).

بيان : نخاسا فيما عندنا من النسخ بالنون ، ولعله محمول على من يبيع الاحرار وربما يقرأ بالباء الموحدة من بخس المكيال والميزان فيناسب عمله أيضا.

١٣٢ ـ محص : عن سليمان الجعفري ، عن أبي الحسن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : رفع إلى(٣) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قوم في بعض غزواته فقال : من القوم؟ قالوا : مؤمنون يا رسول الله ، قال : مابلغ من إيمانكم؟ قالوا : الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء ، والرضاء بالقضاء ، فقال رسول الله (ص) : حلماء علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء ، إن كنتم كما تقولون فلا تبنوا مالا تسكون ، ولا تجمعوا مالا تأكلون ، واتقوا الله الذي إليه ترجعون(٤).

١٣٣ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن عثمان بن عيسى ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن رسول الله (ص) خرج في جنازة سعد وقد شيعه سبعون ألف ملك ، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رأسه إلى السماء ثم قال : مثل سعد يضم ، قال : قلت : جعلت فداك إنا نحدث أنه كان يستخف بالبول ، فقال : معاذ الله إنما كان من زعارة في خلقه على أهله ، قال : فقالت ام سعد : هنيئا لك يا سعد قال : فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا ام سعد لا تحتمي على الله(٥).

بيان : الزعارة بتشديد الراء(٦) : شكاسة الخلق.

١٣٤ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابه ، عن داود بن فرقد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أتى رجل رسول الله (ص) فقال : يا رسول الله إني خرجت وامرأتي حائض ، فرجعت وهي حبلى ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من تتهم؟ قال : أتهم رجلين ، قال : ائت بهما فجاء بهما ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن يك ابن

____________________

(١) غفر خ ل. (٢) الروضة : ٧٧ و ٧٨.

(٣) اى قدم اليه. (٤) التمحيص : مخطوط.

(٥) الفروع ١ : ٦٤. (٦) وتخفيفه.

١٤٤

هذا فيخرج قططا كذا وكذا ، فخرج كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجعل معقلته(١) على قوم امه وميراثه لهم ، ولو أن إنسانا قال : يا ابن الزانية يجلد الحد(٢).

١٣٥ ـ كا : علي عن أبيه ، ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن الحجاج رفعه قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قاعد إذا جاءت امرأة عريانة حتى قامت بين يديه ، فقالت : يا رسول الله إني فجرت فطهرني ، قال : وجاء رجل يعدو في أثرها وألقى عليها ثوبا ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما هي منك؟ قال : صاحبتي يا رسول الله خلوت بجاريتي فصنعت ما ترى ، فقال : ضمها إليك ثم قال : إن الغيراء لا تبصر أعلى الوادي من أسفله(٣).

١٣٦ ـ كا : العدة عن البرقي عن أبيه ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن رجلا من الانصار على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج في بعض حوائجه فعهد إلى امرأته عهدا أن لا تخرج من بيتها حتى يقدم ، قال : وإن أباها مرض فبعثت المرأة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : إن زوجي خرج وعهد إلي أن لا أخرج من بيتي حتى يقدم ، وإن أبي مرض فتأمرني أن أعوده ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك ، قال : فثقل فأرسلت إليه ثانية بذلك فقالت : فتأمرني أن أعوده؟ فقال : اجلسي في بيتك ، وأطيعي زوجك ، قال : فمات أبوها فبعثت إليه أن أبي قد مات فتأمرني أن اصلي عليه؟ فقال : لا ، اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك ، قال : فدفن الرجل فبعث إليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن الله قد غفر لك ولابيك بطاعتك لزوجك(٤).

١٣٧ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن غالب ، عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : خرج رسول الله (ص) يوم النحر إلى ظهر المدينة على جمل عاري الجسم ، فمر بالنساء فوقف عليهن ثم قال : يا معاشر

____________________

(١) المعقلة : الدية الغرامة.

(٢) فروع الكافى : ٢. ٥٥ وفيه : ولو ان انسانا قال له.

(٣) الفروع ٢ : ٦٠. (٤) الفروع ٢ : ٦٢.

١٤٥

النساء تصدقن وأطعن أزواجكن ، فإن أكثركن في النار ، فلما سمعن ذلك بكين ثم قامت إليه امرأة منهن : فقالت يا رسول الله ، في النار مع الكفار؟ والله ما نحن بكفار فنكون من أهل النار ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنكن كافرات بحق أزواجكن(١).

١٣٨ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن علي ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : خطب رسول الله النساء فقال : يا معاشر النساء تصدقن ولو من حليكن ، ولو بتمرة ، ولو بشق تمرة ، فإن أكثركن حطب جهنم ، إنكن تكثرن اللعن ، وتكفرن العشيرة فقالت امرأة من بني سليم لها عقل : يا رسول الله أليس نحن الامهات الحاملات المرضعات؟ أليس منا البنات المقيمات والاخوات المشفقات؟ فرق لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : حاملات والدات مرضعات رحيمات ، لولا ما يأتين إلى بعولتهن ما دخلت مصيلة منهن النار(٢).

١٣٩ ـ نوادر الراوندي : بإسناده إلى موسى بن جعفر عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لحارث بن مالك : كيف أصبحت؟ فقال : أصبحت والله يا رسول الله من المؤمنين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لكل مؤمن حقيقة ، فما حقيقة إيمانك؟ قال : أسهرت ليلي ، وأنفقت مالي ، وعزفت عن الدنيا ، وكأني أنظر إلى عرش ربي ـ جل جلاله ـ وقد أبرز للحساب ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة في الجنة يتزاورون ، وكأني أنظر إلى أهل النار يتعاوون ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا عبد قد نور الله قلبه ، قد أبصرت فالزم فقال : يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة ، فدعا له فاستشهد يوم الثامن(٣).

١٤٠ ـ وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي رحمه‌الله نقلا من خط الشهيد قدس‌سره قال : روي عن النابغة الجعدي قال : أنشدت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شعر :

____________________

(١ و ٢) الفروع ٢ : ٦٢.

(٣) نوادر الراوندى : ٢٠ وتقدم الحديث عن مصدر آخر بادنى تغيير.

١٤٦

بلغنا السماء مجدنا وجدودنا

وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال : أين المظهر يا أبا ليلى؟ قلت : الجنة ، قال : أجل إنشاء الله ، ثم قلت شعر :

ولا خير في حلم إذا لم يكن له

بوادر يحمي صفوه أن يكدرا

ولا خير في جهل إذا لم يكن له

حليم إذا ما أورد الامر أصدرا

فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : [ أجدت لا يفض الله فاك ] مرتين.

١٤١ ـ أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس ، عن أبان بن أبي عياش عنه عن سلمان وأبي ذر والمقداد أن نفرا من المنافقين اجتمعوا فقالوا : إن محمدا ليخبرنا عن الجنة وما أعد الله فيها من النعيم لاوليائه وأهل طاعته ، وعن النار وما أعد الله فيها من الانكال والهوان لاعدائه وأهل معصيته ، فلو أخبرنا بآبائنا(١) و امهاتنا ومقعدنا من الجنة والنار فعرفنا الذي يبنى(٢) عليه في العاجل والآجل فبلغ ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأمر بلالا فنادى بالصلاة جامعة ، فاجتمع الناس حتى غص المسجد وتضايق بأهله فخرج مغضبا حاسرا عن ذراعيه وركبتيه حتى صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس أنا بشر مثلكم ، أوحى إلي ربي فاختصني برسالته ، واصطفاني لنبوته(٣) وفضلني على جميع ولد آدم ، واطلعني على ما شاء من غيبه ، فاسألوني عما بدالكم ، فو الذي نفسي بيده لا يسألني رجل منكم عن أبيه وامه وعن وعن مقعده من الجنة والنار إلا أخبرته ، هذا جبرئيل عن يميني يخبرني عن ربي فاسألوني ، فقام رجل مؤمن يحب الله ورسوله فقال : يا نبي الله من أنا؟ قال : أنت عبدالله بن جعفر ، فنسبه إلى أبيه الذي كان يدعي به ، فجلس قريرة عينه ، ثم قام منافق مريض القلب مبغض لله ولرسوله فقال : يا رسول الله من أنا؟ قال : أنت فلان بن فلان راع لبني عصمة ، وهم شر حي في ثقيف ، عصوا الله فأخزاهم ، فجلس ، وقد أخزاه الله وفضحه على رؤس الاشهاد ، وكان قبل ذلك لا يشك الناس أنه صنديد من صناديد قريش ، وناب من أنيابهم ، ثم قام ثالث منافق

____________________

(١) في المصدر : من آبائنا. وفيه : في الجنة.

(٢) نبنى خ نحن خ ل. (٣) لشيعته خ ل.

١٤٧

مريض القلب فقال : يا رسول الله أفي الجنة أنا أم في النار؟ قال : في النار ورغما فجلس قد أخزاه(١) الله وفضحه على رؤس الاشهاد ، فقام عمر بن الخطاب فقال : رضينا بالله ربا ، وبالاسلام دينا ، وبك يا رسول الله نبيا ، ونعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، اعف عنا يا رسول الله عفا الله عنك ، واستر سترك الله ، فقال : عن غير هذا أو تطلب سواه يا عمر؟ فقال : يا رسول الله العفو عن امتك ، فقام علي ابن أبي طالب فقال : يا رسول الله انسبني من أنا لتعرف الناس قرابتي منك ، فقال : يا علي خلقت أنا وأنت من عمودين من نور معلقين من تحت العرش ، يقدسان الملك من قبل أن يخلق الخلق بألفي عام ، ثم خلق من ذينك العمودين نطفتين بيضاوين ملتويتين ، ثم نقل تلك النطفتين في الاصلاب الكريمة إلى الارحام الزكية الطاهرة حتى جعل نصفها في صلب عبدالله ، ونصفها في صلب أبي طالب ، فجزء أنا ، وجزء أنت ، وهو قول الله عزوجل : « وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا و صهرا وكان ربك قديرا(٢) » يا علي أنت مني وأنا منك ، سيط لحمك بلحمي ، و دمك بدمي ، وأنت السبب فيما بين الله وبين خلقه بعدي ، فمن جحد ولايتك قطع السبب الذي فيما بينه وبين الله ، وكان ماضيا في الدرجات(٣) يا علي ما عرف الله إلا بي ثم بك ، من جحد ولايتك جحد الله ربوبيته ، يا علي أنت علم الله بعدي الاكبر في الارض ، وأنت الركن الاكبر في القيامة ، فمن استظل بفيئك كان فائزا لان حساب الخلائق إليك ومآبهم إليك ، والميزان ميزانك ، والصراط صراطك ، و الموقف موقفك ، والحساب حسابك ، فمن ركن إليك نجا ، ومن خالفك هو و هلك ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثم نزل(٤).

١٤٢ ـ أبان ، عن سليم ، عن سلمان قال : كانت قريش إذا جلست في مجالسها فرأت رجلا من أهل البيت قطعت حديثها ، فبينما هي جالسة إذ قال رجل منهم : ما

____________________

(١) في المصدر : وقد اخزاه الله. (٢) الفرقان : ٥٤.

(٣) في المصدر : وكان ماضيا في الدركات.

(٤) كتاب سليم بن قيس : ٢١٥ و ٢١٦.

١٤٨

مثل محمد في أهل بيته إلا مثل نخلة نبتت في كناسة ، فبلغ ذلك رسول الله (ص) فغضب ثم خرج فأتى المنبر فجلس عليه حتى اجتمع الناس ، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس من أنا؟ قالوا : أنت رسول الله ، قال : أنا رسول الله ، وأنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم ، ثم مضى في نسبه حتى انتهى إلى نزار ثم قال : ألا وإني وأهل بيتي كنا نورا نسعى بين يدي الله قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فكان ذلك النور إذا سبح سبحت الملائكة لتسبيحه ، فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه ، ثم أهبط إلى الارض في صلب آدم ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح ثم قذفه في النار في صلب إبراهيم ، ثم لم يزل ينقلنا في أكارم الاصلاب حتى أخرجنا من أفضل المعادن محتدا(١) وأكرم المغارس منبتا بين الآباء والامهات لم يلتق(٢) أحد منهم على سفاح قط ، ألا ونحن بنو بعدالمطلب سادة أهل الجنة : أنا وعلي وجعفر وحمزة والحسن والحسين وفاطمة والمهدي ، ألا وإن الله نظر إلى أهل الارض نظرة فاختار منها(٣) رجلين : أحدهما أنا فبعثني رسولا(٤) والآخر علي بن أبي طالب ، وأوحى إلي أن أتخذه أخا وخليلا ووزيرا ووصيا وخليفة ، ألا وإنه ولي كل مؤمن بعدي ، من والاه والاه الله ، ومن عاداه عاداه الله ، لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا كافر ، هو زر الارض بعدي وسكنها ، وهو كلمة الله التقوى ، وعروة الله الوثقى(٥) أتريدون أن تطفؤا نور الله بأفواهكم والله متم نوره ولو كره الكافرون ، ألا وإن الله نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا(٦) اثنى عشر وصيا من أهل بيتي ، فجعلهم خيار امتي واحدا بعد واحد مثل النجوم في السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم ، هم أئمة هداة مهتدون لا يضرهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم ، هم حجج الله في أرضه ، وشهداؤه على خلقه ، خزان علمه

____________________

(١) محملا خ ل. (٢) في المصدر : لم يتلق.

(٣) في المصدر : فاختار منه. (٤) ونبيا خ.

(٥) في المصدر : [وعروته الوثقى ] وفيه : يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم.

(٦) ولعل المعنى فاختار بعدنا اهل البيت. وهم اجداده المتقدم ذكرهم ، أو بنو عبدالمطلب اجمالا فلا ينافى ذكر على بن ابى طالب عليه‌السلام في الاوصياء بعد ذلك.

١٤٩

وتراجمة وحيه ، ومعادن حكمته ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقونه حتى يردوا علي الحوض ، فليبلغ الشاهد الغائب ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثلاث مرات(١).

بيان : السوط : خلط الشئ بعضه ببعض. والمحتد بكسر التاء : الاصل. وقال الجزري في النهاية : في حديث أبي ذر قال يصف عليا عليه‌السلام وإنه لعالم الارض وزرها الذي تسكن إليه ، أي قوامها ، وأصله من زر القلب ، وهو عظيم صغير يكون قوام القلب به ، وأخرج الهروي هذا الحديث عن سلمان.

قوله : فاختار بعدنا اثني عشر ، لعله كان بعدي فصحف ، أو كان أحد عشر وعلى تقدير صحة النسخة يحتمل أن يكون المراد بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعدنا بعد الانبياء أو يكون الاثنا عشر بضم أمير المؤمنين عليه‌السلام مع الاحد عشر تغليبا ، وهذا أحد وجوه القدح في كتاب سليم بن قيس مع اشتهاره بين أرباب الحديث ، وهذا لا يصير سببا للقدح ، إذ قلما يخلو كتاب من أضعاف هذا التصحيف والتحريف ، ومثل هذا موجود في الكافي وغيره من الكتب المعتبرة كما لا يخفى على المتتبع.

____________________

(١) كتاب سليم بن قيس : ٢١٧ و ٢١٨.

١٥٠

أبواب

*(ما يتعلق به صلى‌الله‌عليه‌وآله من أولاده وأزواجه)*

*(وعشائره وأصحابه وامته وغيرها)*

١

باب

*(عدد أولاد النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله وأحوالهم)*

*(وفيه بعض أحوال ام ابراهيم)*

١ ـ ما : ابن مخلد ، عن ابن السماك ، عن أحمد بن بشر ، عن موسى بن محمد ابن حنان ، عن إبراهيم بن أبي العزيز ، عن عثمان بن أبي الكنات ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة قالت : لما مات إبراهيم ، بكى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى جرت دموعه على لحيته ، فقيل له : يا رسول الله تنهى عن البكاء وأنت تبكي؟ فقال : ليس هذا بكاء ، إنما هذا رحمة ، ومن لا يرحم لا يرحم(١).

٢ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليها‌السلام قال : ولد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من خديجة القاسم والطاهر وام كلثوم ورقية وفاطمة وزينب فتزوج علي عليه‌السلام فاطمة عليها‌السلام ، وتزوج أبو العاص بن ربيعة وهو من بني امية زينب ، وتزوج عثمان بن عفان ام كلثوم ، ولم يدخل بها حتى هلكت ، وزوجه رسول الله (ص) مكانها رقية ، ثم ولد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من ام إبراهيم ، إبراهيم وهي مارية القبطية ، أهداها إليه صاحب الاسكندرية مع البغلة الشهباء وأشياء معها(٢).

٣ ـ ل : أبي وابن الوليد ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ولد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من خديجة القاسم والطاهر وهو عبدالله وام كلثوم ورقية وزينب وفاطمة وتزوج علي بن أبي طالب عليه‌السلام فاطمة عليها‌السلام ، وتزوج أبو العاص بن الربيع و

____________________

(١) أمالى الشيخ : ٢٤٧. (٢) قرب الاسناد : ٦ و ٧.

١٥١

هو رجل من بني امية زينب ، وتزوج عثمان بن عفان ام كلثوم فماتت ولم يدخل بها ، فلما ساروا إلى بدر زوجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رقية ، وولد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إبراهيم من مارية القبطية ، وهي ام إبراهم ام ولد(١).

أقول : قد مر خبر عمرو بن أبي المقدام في أحوال خديجة عليها‌السلام.

٤ ـ قب : أولاده : ولد من خديجة القاسم وعبدالله وهما الطاهر والطيب ، و أربع : بنات زينب ورقية وام كلثوم وهي آمنة وفاطمة وهي ام أبيها ، ولم يكن له ولد من غيرها إلا إبراهيم من مارية ولد بعالية في قبيلة مازن في مشربة ام إبراهيم ويقال : ولد بالمدينة سنة ثمان من الهجرة ، ومات بها ولد سنة وعشرة أشهر وثمانية أيام وقبره بالبقيع.

وفي الانوار والكشف واللمع وكتاب البلاذري أن زينب ورقية كانتا ربيبته من جحش ، فأما القاسم والطيب فماتا بمكة صغيرين ، قال مجاهد : مكث القاسم سبع ليال ، وأما زينب فكانت عند أبي العاص القاسم بن الربيع ، فولدت ام كلثوم وتزوج بها علي ، وكان أبوالعاص اسر يوم بدر فمن عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله و أطلقه من غير فداء ، وأتت زينب الطائف ، ثم أتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمدينة ، فقدم أبوالعاص المدينة فأسلم ، وماتت زينب بالمدينة بعد مصير النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إليها بسبع سنين وشهرين ، وأما رقية فتزوجها عتبة ، وام كلثوم تزوجها عتيق ، وهما ابنا أبي لهب فطلقاهما ، فتزوج عثمان رقية بالمدينة ، وولدت له عبدالله صبيا لم يجاوز ست سنين ، وكان ديك نقرة على عينه فمات ، وبعدها ام كلثوم ولا عقب للنبي (ص) إلا من ولد فاطمة عليها‌السلام(٢).

٥ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن البزنطي ، عن حماد بن عثمان ، عن عامر ابن عبدالله قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : كان على قبر إبراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عذق يظله من الشمس ، يدور حيث دارت الشمس ، فلما يبس العذق درس القبر فلم يعلم مكانه(٣).

٦ ـ ع : علي بن حاتم القزويني ، عن القاسم بن محمد ، عن حمدان بن الحسين

____________________

(١) الخصال ٢ : ٣٧. (٢) مناقب آل ابى طالب ١ : ١٤٠. (٣) الفروع ١ : ٧٠.

١٥٢

ابن الوليد ، عن عبدالله بن حماد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : لاي علة لم يبق لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولد؟ قال : لان الله عزوجل خلق محمدا (ص) نبيا ، وعليا عليه‌السلام وصيا ، فلو كان لرسول الله (ص) ولد من بعده كان أولى برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أمير المؤمنين ، فكانت لا تثبت وصية أمير المؤمنين(١).

٧ ـ قب : تفسير النقاش بإسناده عن سفيان الثوري ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى فخذه الايسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الايمن الحسين بن علي ، وهو تارة يقبل هذا ، وتارة يقبل هذا ، إذ هبط جبرئيل بوحي من رب العالمين ، فلما سري عنه قال : أتاني جبرئيل من ربي فقال : يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول : لست أجمعهما فافد أحدهما بصاحبه ، فنظر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى إبراهيم فبكى ، ونظر إلى الحسين فبكى ، وقال : إن إبراهيم امه أمة ، ومتى مات لم يحزن عليه غيري ، وام الحسين فاطمة ، وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي ، ومتى مات حزنت ابنتي ، وحزن ابن عمي ، وحزنت أنا عليه ، وأنا اؤثر حزني على حزنهما يا جبرئيل يقبض إبراهيم فديته للحسين ، قال : فقبض بعد ثلاث ، فكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأى الحسين مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال : فديت من فديته بابني إبراهيم(٢).

يف : من الجمع بين الصحاح الستة عن سفيان مثله(٣).

٨ ـ فس : « يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين » فإنها نزلت في مارية القبطية ام إبراهيم وكان سبب ذلك أن عائشة قالت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن إبراهيم عليه‌السلام ليس هو منك وانما هو من جريح القبطي فانه يدخل إليها في كل يوم فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال لامير المؤمنين (ع) خذ السيف وائتني برأس جريح فاخذ أمير المؤمنين عليه‌السلام السيف ثم قال بأبى أنت وامى يا رسول الله انك إذا بعثتنى في أمر اكون فيه كالسفود المحمى في الوبر فكيف تأمرنى أتثبت فيه ام أمضى على ذلك فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بل تثبت فجاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلى مشربة ام ابراهيم فتسلق

____________________

(١) علل الشرائع : ٥٥ (٢) مناقب آل ابى طالب ٣ : ٢٣٤ و ٢٣٥ (٣) الطرائف : ٥٢.

١٥٣

عليه فلما نظر إليه جريح هرب منه وصعد النخلة فدنا منه أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال له انزل فقال له يا على اتق الله ما ههنا باس انى مجبوب ثم كشف عن عورته فاذا هو مجبوب فاتا به إلى رسول الله (ص) فقال له رسول الله (ص) ما شأنك يا جريح فقال يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ان القبط يجبون حشمهم ومن يدخل إلى اهاليهم والقبطيون لا يأنسون إلا بالقبطيين فبعثنى ابوها لادخل اليها واخدمها واونسها فانزل الله عزوجل « يا أيها الذين آمنوا ان جائكم فاسق بنبأ » الاية.

٩ ـ وفي رواية عبيدالله ابن موسى ، عن أحمد بن رشيد عن مروان بن مسلم عن عبدالله بن بكير قال قلت لابي عبدالله : جعلت فداك كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله امر بقتل القبطى وقد علم أنها قد كذبت عليه اولم يعلم وانما دفع الله عن القبطى القتل بتثبت علي فقال بلى قد كان والله علم ولو كان عزيمة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله القتل ما رجع على حتى يقتله ولكن انما فعل رسول الله لترجع عن ذنبها فما رجعت و لا اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها(١).

بيان : « السفود » كتنور حديد يشوى بها « والمشربة » بفتح الراء وضمها الغرفة « وتسلق » الجدار تسوره « والجب » استيصال الخصية.

١٠ ـ ل : فيما احتج به أمير المؤمنين عليه‌السلام على أهل الشورى قال نشدتكم بالله هل علمتم أن عايشة قالت لرسول الله (ص) إن إبراهيم ليس منك وإنه ابن فلان القبطى قال يا على اذهب فاقتله فقلت يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا بعثتنى أكون كالمسمار المحمى في الوبر أو اتثبت قال لابل تثبت فذهبت فلما نظر إلى استند إلى حايط فطرح نفسه فيه فطرحت نفسى على أثره فصعد على نخل وصعدت خلفه فلما رآنى قد صعدت رمى بازاره فاذا ليس له شئ مما يكون للرجال فجئت فاخبرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال الحمد لله الذى صرف عنا السوء أهل البيت فقالوا اللهم لا فقال اللهم اشهد(٢).

١١ ـ فس : واما قوله : « إن الذين جاؤا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم » فان العامة روت انها نزلت في عايشة وما رميت به في غزوة

____________________

(١) تفسير القمى : ٦٣٩ و ٦٤٠. (٢) الخصال ٢ : ١٢٥ و ١٢٦.

١٥٤

بنى المصطلق من خزاعة ، واما الخاصة فانهم رووا إنها نزلت في مارية القبطية و ما رمتها به عايشة.

١٢ ـ حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال حدثنى عبدالله بن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول لما هلك إبراهيم بن رسول الله (ص) حزن عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حزنا شديدا فقالت عايشة ما الذى يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح فبعث رسول الله (ص) عليا عليه‌السلام وأمره بقتله ، فذهب علي إليه ومعه السيف ، وكان جريح القبطي في حائط فضرب علي(١) باب البستان فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب ، فلما رأى عليا عرف في وجهه الشر(٢) فأدبر راجعا ولم يفتح الباب ، فوثب علي على الحائط ونزل إلى البستان وأتبعه وولى جريح مدبرا ، فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي في أثره ، فلما دنا منه رمى جريح بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته ، فإذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء ، فانصرف علي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله إذا بعثتني في الامر أكون فيه كالمسمار المحمى(٣) أم اثبت؟ قال : لا بل أثبت(٤) قال : والذي بعثك بالحق ماله ما للرجال وماله ما للنساء(٥) فقال : الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت(٦).

١٣ ـ سن : أبوسمينة عن محمد بن أسلم ، عن الحسين بن خالد قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام يقول : لما قبض إبراهيم بن رسول الله (ص) جرت في موته ثلاث سنن ، أما واحدة فإنه لما قبض انكسفت الشمس فقال الناس : إنما انكسفت الشمس لموت ابن رسول الله ، فصعد رسول الله (ص) المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : « أيها الناس إن الشمس(٧) والقمر آيتان من آيات الله يجريان

____________________

(١) عليه خ ل. (٢) الغضب خ ل.

(٣) كالمسمار المحمر في الوبر خ ل. أقول : في المصدر : كالمسمار المحمى في الوبر.

(٤) تثبت خ ل.

(٥) ولا ما للنساء خ. أقول : يوجد ذلك في المصدر.

(٦) تفسير القمى : ٤٥٣. (٧) في المصدر : ان كسوف الشمس.

١٥٥

بأمره مطيعان له لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا انكسفا أو أحدهما صلوا » ثم نزل من المنبر فصلى بالناس الكسوف ، فلما سلم قال : يا علي قم فجهز ابني قال : فقام علي فغسل إبراهيم وكفنه وحنطه(١) ومضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهى به إلى قبره فقال الناس : إن رسول الله نسي أن يصلي على ابنه لما دخله من الجزع عليه ، فانتصب قائما ثم قال : إن جبرئيل أتاني وأخبرني بما قلتم ، زعمتم أني نسيت أن اصلي على ابني لما دخلني من الجزع ، ألا وإنه ليس كما ظننتم ولكن اللطيف الخبير فرض عليكم خمس صلوات ، وجعل لموتاكم من كل صلاة تكبيرة ، وأمرني أن لا اصلي إلا على من صلى ، ثم قال : يا علي انزل وألحد ابني ، فنزل علي فألحد إبراهيم في لحده ، فقال الناس : إنه لا ينبغي لاحد أن ينزل في قبر ولده إذ لم يفعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بابنه ، فقال رسول الله (ص) : أيها الناس إنه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولادكم ، ولكن(٢) لست آمن إذا حل أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان فيدخله عن ذلك(٣) من الجزع ما يحبط أجره » ثم انصرف(٤).

كا : علي ، عن أبيه ، عن عمرو بن سعيد ، عن علي بن عبدالله بن أبي الحسن موسى عليه‌السلام مثله(٥).

١٤ ـ كا : حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبان ، عن عبدالله بن راشد قال : كنت مع أبي عبدالله عليه‌السلام حين مات إسماعيل ابنه فانزل في قبره ثم رمى بنفسه على الارض مما يلي القبلة ثم قال : هكذا

____________________

(١) في المصدر : [ وحنطه ومضى ، فمضى رسول الله ] وفى الكافى : وحنطه وكفنه ثم خرج به ومضى رسول الله.

(٢) في الكافى : ولكنى لست. (٣) في الكافى : عند ذلك.

(٤) المحاسن : ٣١٣ و ٣١٤.

(٥) فروع الكافى ١ : ٥٧. وذكر الكلينى قطعة من الحديث في باب صلاة الكسوف و فيه : [ عمرو بن عثمان ] مكان : عمرو بن سعيد.

١٥٦

صنع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بابراهيم(١).

١٥ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن ابن بكير ، عن قدامة بن زائدة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن رسول الله (ص) سل إبراهيم ابنه سلا ورفع(٢) قبره(٣).

١٦ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن جعفر بن محمد ، عن ابن القداح عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمع النبي (ص) امرأة حين مات عثمان بن مظعون وهي تقول : هنيئا لك يا أبا السائب الجنة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وما علمك؟ حسبك أن تقولي : كان يحب الله عزوجل ورسوله ، فلما مات إبراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حملت عين رسول الله بالدموع ، ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ، ثم رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في قبره خللا فسواه بيده ، ثم قال : « إذا عمل أحدكم عملا فليتقن » ثم قال : الحق بسلفك الصالح عثمان بن مظعون(٤).

١٧ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن عبدالله بن هلال عن عقبة بن خالد قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام إنا نأتي المساجد التي حول المدينة فبأيها أبدء؟ قال : ابدء بقبا فصل فيه وأكثر فإنه أول مسجد صلى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في هذه العرصة ، ثم ائت مشربة ام إبراهيم فهي مسكن رسول الله (ص) و مصلاه(٥).

١٨ ـ يه : روى محمد بن أحمد الاشعري ، عن السندي بن محمد ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي مريم ذكره عن أبيه أن أمامة بنت أبي العاص وامها زينب بنت رسول الله (ص) كانت تحت علي بن أبي طالب عليه‌السلام بعد وفاة فاطمة عليها‌السلام فخلف عليها بعد علي عليه‌السلام المغيرة بن نوفل فذكر أنها وجعت وجعا شديدا حتى اعتقل

____________________

(١) فروع الكافى ١ : ٥٣. (٢) وربع خ ل.

(٣) فروع الكافى ١ : ٥٥ (٤) فروع الكافى ١ : ٧٢.

(٥) فروع الكافى ١ : ٣١٨ فيه : ثم ائت مشربة ام ابراهيم فصل فيها وهى مسكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومصلاه.

١٥٧

لسانها فجاءها الحسن والحسين ابنا علي عليهم‌السلام وهي لا تستطيع الكلام ، فجعلا يقولان لها والمغيرة كاره لذلك : أعتقت فلانا وأهله؟ فجعلت تشير برأسها لا(١) كذا وكذا ، فجعلت تشير برأسها : أن نعم ، لا تفصح بالكلام ، فأجازا ذلك لها(٢).

١٩ ـ يج : روي عن محمد بن عبدالحميد ، عن عاصم بن حميد ، عن يزيد بن خليفة قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام قاعدا ، فسأله رجل من القميين أتصلي النساء على الجنائز؟ فقال : إن المغيرة بن أبي العاص ادعى أنه رمى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فكسر(٣) رباعيته وشق شفتيه وكذب ، وادعى أنه قتل حمزة وكذب ، فلما كان يوم الخندق ضرب على اذنيه فنام فلم يستيقظ حتى أصبح فخشي أن يؤخذ فتنكر وتقنع بثوبه وجاء إلى منزل عثمان يطلبه وتسمى باسم رجل من بني سليم كان يجلب إلى عثمان الخيل والغنم والسمن ، فجاء عثمان فأدخله منزله وقال : ويحك ما صنعت ، ادعيت أنك رميت رسول الله ، وادعيت أنك شققت شفتيه ، وكسرت رباعيته ، وادعيت أنك قتلت حمزة ، وأخبره بما لقي وأنه ضرب على اذنه ، فلما سمعت ابنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بما صنع بأبيها وعمها صاحت فأسكتها عثمان ثم خرج عثمان إلى رسول الله وهو جالس في المسجد فاستقبله بوجهه وقال : يا رسول الله إنك آمنت عمي المغيرة فكذب(٤) فصرف عنه رسول الله (ص) وجهه ثم استقبله من الجانب الآخر فقال : يا رسول الله إنك آمنت عمي المغيرة فكذب(٥) فصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجهه عنه(٦) ثم قال : آمناه وأجلناه ثلاثا ، فلعن الله من أعطاه راحلة أو رحلا أو قتبا(٧) أو سقاء أو قربة أو دلوا(٨) أو خفا أو نعلا أو زادا أو ماء ، قال عاصم : هذه عشرة أشياء فأعطاها كلها إياه عثمان ، فخرج فسار على ناقته فنقبت(٩) ثم مشى في خفيه فنقبا ، ثم مشى في نعليه فنقبتا ثم(١٠) مشى على رجليه فنقبتا ثم مشى

____________________

(١) نعم خ ل. (٢) من لا يحضره الفقيه : ٥٢٦ طبعة طهران.

(٣) فكسرت خ ل. (٤ و ٥) وكذب خ ل.

(٦) ثلاثا خ. (٧) اوقباء خ ل.

(٨) أو اداوة خ ل. (٩) نقب البعير : رقت اخفافه.

(١٠) ثم حبا خ ل.

١٥٨

على ركبتيه فنقبتا ، فأتى شجرة فجلس تحتها فجاء الملك فأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمكانه فبعث إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زيدا والزبير فقال لهما : ائتياه فهو في مكان كذا وكذا فاقتلاه ، فلما أتياه(١) قال زيد للزبير : إنه ادعى أنه قتل أخي وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بين حمزة وزيدا فاتركني أقتله ، فتركه الزبير فقتله ، فرجع عثمان من عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لامرأته : إنك أرسلت إلى أبيك فأعلمته بمكان عمي فحلفت بالله ما فعلت فلم يصدقها فأخذ خشبة القتب فضربها ضربا مبرحا ، فأرسلت إلى أبيها تشكو ذلك وتخبره بما صنع ، فأرسل إليها أني لاستحي للمرأة أن لا تزال تجر ذيولها تشكو زوجها ، فأرسلت إليه أنه قد قتلني ، فقال لعلي : خذ السيف ثم ائت بنت عمك فخذ بيدها ، فمن حال بينك وبينها فاضربه بالسيف ، فدخل(٢) علي فأخذ بيدها ، فجاء بها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأرته ظهرها ، فقال أبوها : قتلها قتله الله ، فمكثت يوما وماتت في الثاني ، واجتمع الناس للصلاة عليها ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من بيته وعثمان جالس مع القوم فقال رسول الله (ص) : من ألم جاريته(٣) الليلة فلا يشهد جنازتها ، قالها مرتين وهو ساكت ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليقومن أولا سمينه باسمه واسم أبيه ، فقام يتوكأ على مهين ، قال : فخرجت فاطمة في نسائها فصلت على اختها.

بيان : في النهاية : فيه : فضرب على آذانهم ، هو كناية عن النوم ، ومعناه حجب الصوت والحس أن يلجأ آذانهم فينتبهوا كأنها قد ضرب عليها حجاب ، و قال : ضربا غير مبرح ، أي غير شاق ، وكان مهينا اسم مولاه.

٢٠ ـ سر : أبان بن تغلب ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن محمد بن قيس الاسدي قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زوج منافقين أبا العاص بن ربيع وسكت عن الآخر(٤).

____________________

(١) فلما انتهيا اليه خ ل. (٢) فدخل عليها خ ل.

(٣) بجاريته خ ل. (٤) السرائر : ٤٧١.

١٥٩

٢١ ـ شى : عن يونس رفعه قال : قلت له : زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ابنته فلانا؟ قال : نعم ، قلت : فكيف زوجه الاخرى؟ قال : قد فعل ، فأنزل الله » ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لانفسهم « إلى » عذاب مهين(١) ».

٢٢ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وأحمد بن محمد الكوفي عن بعض أصحابه ، عن صفوان بن يحيى ، عن يزيد بن خليفة الخولاني وهو يزيد بن خليفة الحارثي قال : سأل عيسى بن عبدالله أبا عبدالله عليه‌السلام وأنا حاضر فقال : تخرج النساء إلى الجنازة وكان متكئا فاستوى جالسا ، ثم قال عليه‌السلام : إن الفاسق عليه لعنة الله آوى عمه المغيرة بن أبي العاص وكان ممن نذر(٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دمه فقال لابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تخبري أباك بمكانه ، كأنه لا يوقن أن الوحي يأتي محمدا ، فقالت : ما كنت لاكتم رسول(٣) الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عدوه ، فجعله بين مشجب له و لحفه بقطيفة ، فأتى رسول الله (ص) الوحي فأخبره بمكانه ، فبعث إليه عليا عليه‌السلام وقال : اشتمل على سيفك ، وائت بيت ابنة عمك ، فإن ظفرت بالمغيرة فاقتله ، فأتى البيت فجال فيه فلم يظفر به فرجع إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره فقال : يا رسول الله لم أره : فقال : إن الوحي قد أتاني فأخبرني أنه في المشجب ، ودخل عثمان بعد خروج علي عليه‌السلام فأخذ بيد عمه فأتى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما رآه أكب(٤) ولم يلتفت إليه ، وكان نبي الله حنينا(٥) كريما ، فقال : يا رسول الله هذا عمى ، هذا المغيرة بن أبي العاص وقد(٦) والذي بعثك بالحق آمنته ، قال أبوعبدالله : و كذب والذي بعثه بالحق نبيا ما آمنه ، فأعادها ثلاثا ، وأعادها أبوعبدالله عليه‌السلام ثلاثا انى آمنته(٧) إلا أنه يأتيه عن يمينه ، ثم يأتيه عن يساره ، فلما كان في الرابعة

____________________

(١) تفسير العياشى ١ : ٢٠٧ والاية في سورة آل عمران.

(٢) هدر خ ل. (٣) في المصدر : لاكتم عن رسول الله.

(٤) في المصدر : فاتى به إلى النبى صلى الله عليه آوله فلما رآه اكب عليه.

(٥) حييا خ ل.

(٦) وقد بالذى خ ل اقول : في المصدر : [ وفد ] بالفاء

(٧) في المصدر : أنى آمنه.

١٦٠