بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٥٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يحبه الله أعظم من ثلاثة : صلوة ليلة شديدة البرد ، وصوم يوم شديد الحر ، وصدقة بيمينك لا تعلم بها شمالك ، إلى آخر ما مر من خبر فوته رضي‌الله‌عنه.

١٤ ـ ضه : روي أن سعد بن أبي وقاص دخل على سلمان الفارسي يعوده فبكى سلمان فقال له سعد : ما يبكيك يابا عبدالله؟ توفي رسول الله وهو عنك راض وترد عليه الحوض ، فقال سلمان : أما إني لا أبكي جزعا من الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إلينا فقال : ليكن بلغة أحدكم كزاد الراكب ، وحولي هذه الاوساد ، وإنما حوله إجانة وجفنة ومطهرة(١).

بيان : قال في النهاية : في حديث سلمان : دخل عليه سعد يعوده فجعل يبكي ويقول : لا أبكي جزعا من الموت ، أو حزنا على الدنيا ، ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إلينا ليكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب ، وهذه الاوساد حولي ، وما حوله إلا مطهرة وإجانة وجفنة ، يريد بالاوساد : الشخوص من المتاع الذي كان عنده وكل شخص من إنسان أو متاع أو غيره سواد ، ويجوز أن يريد بالاوساد الحيات جمع أسود ، شبهها بها لاستضراره بمكانها.

١٥ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عليه‌السلام قال : قال سلمان رضي‌الله‌عنه : إن النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه ، فاذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت.

بيان : قال الفيروز آبادي : الالتياث : الاختلاط ، والالتفات ، والابطاء والحبس.(٢)

١٦ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن حنان قال : سمعت أبي يروي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد ، فأقبلوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم حتى بلغوا سلمان فقال له عمر بن الخطاب : أخبرني من أنت؟ ومن أبوك؟ وما أصلك؟ فقال : أنا سلمان

____________________

(١) روضة الواعظين : ٥٦٤ و ٥٦٥.

(٢) فروع الكافى ١ : ٣٥٢.

٣٨١

بن عبدالله ، كنت ضالا فهداني الله عزوجل بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وكنت عائلا فأغناني الله بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وكنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد (ص) هذا نسبي وهذا حسبي ، قال : فخرج النبي (ص) وسلمان يكلمهم ، فقال له سلمان : يا رسول الله ما لقيت من هؤلاء جلست معهم فأخذوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم حتى إذا بلغوا إلي قال عمر بن الخطاب : من أنت؟ وما أصلك؟ وما حسبك؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فما قلت له يا سلمان؟ قال : قلت له : أنا سلمان بن عبدالله ، كنت ضالا فهداني الله غز ذكره بمحمد (ص) وكنت عائلا فأغناني الله عز ذكره بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكنت مملوكا فأعتقني الله عز ذكره بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله هذا نسبي ، وهذا حسبي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معشر قريش إن حسب الرجل دينه ، ومروته خلقه ، و أصله عقله ، قال الله عزوجل : « إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم » ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لسلمان : ليس لاحد من هؤلاء عليك فضل إلا بتقوى الله عزوجل ، وإن كان التقوى لك عليهم فأنت أفضل(١).

ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن الكليني مثله(٢).

كش : حمدويه بن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه مثله(٣).

١٧ ـ كش : جبرئيل بن أحمد ، عن الحسن بن خرزاد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أبان بن جناح ، عن الحسن بن حماد بلغ به قال سلمان(٤) : إذا رأى الجمل الذي يقال له : عسكر ، يضربه ، فيقال : يا أبا عبدالله ما تريد من هذه البهيمة؟ فيقول : ما هذا بهيمة ، ولكن هذا عسكر بن كنعان الجني ، يا أعرابي لا ينفق(٥)

____________________

(١) روضة الكافى : ١٨١ و ١٨٢. والاية في الحجرات : ١٣.

(٢) امالى ابن الشيخ : ٩١ ، راجعه. (٣) رجال الكشى : ٩ و ١٠ راجعه.

(٤) في المصدر : قال : كان سلمان. (٥) في المصدر : لا ينعق.

٣٨٢

جملك هيهنا ، ولكن اذهب به إلى الحوأب فإنك تعطى به ما تريد(١).

وبالاسناد عن ابن مهران ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : اشتروا عسكرا بسبعمائة درهم وكان شيطانا(٢).

بيان : سيأتي في غزوة الجمل أن عسكرا اسم جمل عائشة التي ركبتها يوم الحرب ، وهذا مما أخبر به سلمان رضي‌الله‌عنه قبل وقوعه مما علم من علم المنايا والبلايا.

١٨ ـ ش : علي بن محمد القتيبي ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير عن عمير بن يزيد قال : قال سلمان : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا حضرك أو أخذك الموت حضر أقوام يجدون الريح ، ولا يأكلون الطعام ، ثم أخرج صرة من مسك فقال : هبة أعطانيها رسول الله (ص) ، قال : ثم بلها ونضحها حوله ، ثم قال لامرأته : قومي أجيفي الباب ، فقامت فأجافت الباب فرجعت وقد قبض. رضي‌الله‌عنه(٣).

ضه : عن ابن يزيد مثله(٤).

١٩ ـ كش : خلف بن حماد الكشي ، عن الحسن بن طلحة يرفعه عن حماد ابن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : تزوج سلمان امرأة من كندة فدخل عليها فإذا لها خادمة وعلى بابها عباءة ، فقال سلمان : إن في بيتكم هذا لمريضا ، أو قد تحولت الكعبة فيه؟ فقيل : إن المرأة أرادت أن تسترت على نفسها فيه ، قال : فما هذه الجارية؟ قالوا : كان لها شئ فأرادت أن تخدم ، قال : إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أيما رجل كانت عنده جارية فلم يأتها أو لم يزوجها من يأتيها ثم فجرت كان عليه وزر مثلها ، ومن أقرض قرضا فكأنما تصدق بشطره ، فإذا أقرضه الثانية كان برأس المال ، وأداء الحق إلى صاحبه أن يأتيه في بيته أو في رحله فيقول : ها خذه(٥).

____________________

(١ و ٢) رجال الكشى : ٩.

(٣) رجال الكشى : ١١. (٤) الروضة : ٢٤٣.

(٥) رجال الكشى : ١١ و ١٢.

٣٨٣

٢٠ ـ ختص : جعفر بن الحسين ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى أو غيره ، عن بعض أصحابنا ، عن عباس بن حمزة الشهرزوري رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان سلمان يطبخ قدرا فدخل عليه أبوذر فانكبت القدر فسقطت على وجهها ، ولم يذهب منها شئ فردها على الاثافي(١) ، ثم انكبت الثانية فلم يذهب منها شئ فردها على الاثافي ، فمر أبوذر إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام مسرعا قد ضاق صدره مما رأى ، وسلمان يقفو أثره حتى انتهى إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فنظر أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى سلمان فقال : يابا عبدالله ارفق بصاحبك(٢).

٢١ ـ مشارق الانوار : عن زاذان خادم سلمان قال : لما جاء أمير المؤمنين ليغسل سلمان وجده قد مات ، فرفع الشملة عن وجهه فتبسم وهم أن يقعد ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : عد إلى موتك ، فعاد(٣).

٢٢ ـ ين : حماد بن عيسى ، عن حسين بن المختار رفعه إلى سلمان رضي الله عنه أنه قال : لولا السجود لله ومجالسة قوم يتلفظون طيب الكلام كما يتلفظ طيب التمر لتمنيت الموت(٤).

٢٣ ـ أقول : قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : قال أبووائل ذهبت أنا وصاحب لي إلى سلمان الفارسي فجلسنا عنده ، فقال : لولا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن التكلف لتكلف لكم ، ثم جاء بخبز وملح ساذج لا أبزار(٥) عليه ، فقال صاحبي : لو كان لنا في محلنا هذا سعتر ، فبعث سلمان بمطهرته فرهنها على سعتر فلما أكلنا قال صاحبي : الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا ، فقال سلمان : لو قنعت بما رزقك لم تكن مطهرتي مرهونة(٦).

٢٣ ـ كش : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان

____________________

(١) الاثافى جمع الاثفية : الحجر توضع عليه القدر.

(٢) الاختصاص : ١٢. (٣) مشارق الانوار :

(٤) الزهد أو المؤمن : مخطوط.

(٥) لابزار عليه اى ليس معه شئ من الحبوب التى تخلط بالملح. منه.

(٦) شرح نهج البلاغة.

٣٨٤

ابن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن إبراهيم بن أبي يحيى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الميثب هو الذي كات عليه سلمان فأفاءه الله على رسوله ، فهو في صدقتها ، يعني فاطمة عليها‌السلام(١).

٢٤ ـ كش : نصر بن الصباح ، عن إسحاق بن محمد البصري ، عن أحمد بن هلال عن علي بن أسباط ، عن العلاء ، عن محمد بن حكيم قال : ذكر عند أبي جعفر عليه‌السلام سلمان ، فقال : ذاك سلمان المحمدي ، إن سلمان منا أهل البيت إنه كان يقول للناس : هربتم من القرآن إلى الاحاديث : وجدتم كتابا دقيقا حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل ، فضاق ذلك عليكم ، وهربتم إلى الاحاديث التي اتسعت عليكم(٢).

٢٥ ـ كش : علي بن الحسن ، عن محمد بن إسما عيل بن مهران ، عن إسحاق بن ابراهيم الصوان(٣) عن يوسف بن يعقوب ، عن النهاش بن فهم(٤) ، عن عمرو بن عثمان قال : دخل سلمان على رجل من إخوانه فوجده في السياق فقال : يا ملك الموت ارفق بصاحبنا ، قال : فقال الآخر : يابا عبدالله إن ملك الموت يقرأ عليك السلام وهو يقول : وعزة هذا علينا(٥) ليس إلينا شئ(٦).

٢٦ ـ جا : ابن قولويه ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي عمير عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مر سلمان رضي‌الله‌عنه على الحدادين بالكوفة ، فرأى شابا قد صعق ، والناس قد اجتمعوا حوله ، فقالوا له : يابا عبدالله هذا الشاب قد صرع ، فلو قرأت في اذنه ، قال : فدنا منه سلمان ،؟ فلما رآه الشاب أفاق وقال : يابا عبدالله ليس بي ما يقول هؤلاء القوم ، ولكني مررت بهؤلاء

____________________

(١) رجال الكشى : ١٢ فيه : يعنى صدقة فاطمة عليها‌السلام.

(٢) رجال الكشى : ١٢. (٣) في المصدر : الصواف.

(٣) هكذا في الكتاب ومصدره ، ولكن في التقريب ، النهاس ـ بتشديد الهاء ـ ابن قهم بفتح القاف وسكون الهاء.

(٥) الينا خ ل. أقول : في المصدر : لا وعزة هذا البناء ليس الينا شئ.

(٦) رجال الكشى : ١٣ ( ط ١ ) و ٢٤ ( ط ٢ ).

٣٨٥

الحدادين وهم يضربون المرزبات(١) ، فذكرت قوله تعالى : « ولهم مقامع من حديد(٢) » فذهب عقلي خوفا من عقاب الله تعالى ، فاتخذه سلمان أخا ، ودخل قلبه حلاوة محبته في الله تعالى ، فلم يزل معه حتى مرض الشاب فجاءه سلمان فجلس عند رأسه وهو يجود بنفسه فقال : يا ملك الموت ارفق بأخي ، قال : يابا عبدالله إني بكل مؤمن رفيق(٣).

كش : آدم بن محمد القلانسي البلخي ، عن علي ابن الحسين الدقاق ، عن محمد بن عبدالحميد ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن عمر بن يزيد مثله(٤).

٢٧ ـ كش : جعفر بن محمد شيخ من جرجان عامي ، عن محمد بن حميد الرازي عن علي بن مجاهد ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن عبدالاعلى عن أبيه عن المسيب بن نجبة الفزاري قال : لما أتانا سلمان الفارسي قادما تلقيناه فيمن تلقاه فسار حتى انتهى إلى كربلا فقال : ما تسمون هذه؟ قالوا : كربلا فقال : هذه مصارع إخواني ، هذا موضع رحالهم ، وهذا مناخ ركابهم ، وهذا مهراق دمائهم يقتل بها خير الاولين(٥) ، ويقتل بها خير الآخرين ثم سار حتى انتهى إلى حرورا فقال : ما تسمون هذه الارض؟ قالوا : حرورا فقال : حرورا خرج(٦) بها شر الاولين ويخرج بها شر الآخرين ، ثم سار حتى انتهى إلى بانقيا وبها جسر الكوفة ، فقال : هذه الكوفة؟ قالوا : نعم ، قال : قبة الاسلام(٧).

٢٨ ـ كش : محمد بن مسعود ، عن الحسين بن اشكيب ، عن الحسن بن خرزاد عن محمد بن حماد الشاشي ، عن صالح بن نوح ، عن زيد بن المعدل ، عن عبدالله بن سنان

____________________

(١) المرزبات جمع المرزبة : عصية من حديد. (٢) الحج : ٢١.

(٣) مجالس المفيد : ٧٩ و ٨٠ فيه : فقال ملك الموت : انى.

(٤) رجال الكشى : ١٢ و ١٣. فيه : على بن الحسن الدقاق النيسابورى راجعه.

(٥) في المصدر : يقتل بها ابن خير الاولين. ( ٦ ) يخرج خ ل.

(٧) رجال الكشى : ١٣ ( ط ١ ) و ٢٤ ( ط ٢ ).

٣٨٦

عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : خطب سلمان فقال : الحمد لله الذي هداني لدينه بعد جحودي له ، إذ أنا مذكي(١) لنار الكفر ، أهل لها نصيبا ، وأتيت لها رزقا حتى ألقى الله عزوجل في قلبي حب تهامه ، فخرجت جائعا ظمئان قد طردني قومي واخرجت من مالي ولا حمولة تحملني ، ولا متاع يجهزني ، ولا مال يقويني ، وكان من شأني ما قد كان ، حتى أتيت محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله فعرفت من العرفان ما كنت أعلمه ، و رأيت من العلامة ما خبرت بها فأنقذني به من النار ، فنلت(٢) من الدنيا على المعرفة التي دخلت عليها في الاسلام ، ألا أيها الناس اسمعوا من حديثي ثم اعقلوه عني ، قد اوتيت العلم كثيرا ، ولو أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة : لمجنون وقالت طائفة اخرى : اللهم اغفر لقاتل سلمان ألا إن لكم منايا تتبعها بلايا ، فإن عند علي عليه‌السلام علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب ، على منهاج هارون بن عمران قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : [ أنت وصيي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى ] ولكنكم أصبتم سنة الاولين ، وأخطأتم سبيلكم والذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقا عن طبق ، سنة بني إسرائيل القذة بالقذة أما والله لو وليتموها عليا لاكلتم من فوقكم ، ومن تحت أرجلكم ، فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرخاء ، ونابذتكم على سواء ، وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء ، أما والله لو أني أدفع(٣) ضيما أو أعز الله دينا لوضعت سيفي على عاتقي ثم لضربت به قدما قدما ، ألا إني احدثكم بما تعلمون وبما لا تعلمون ، فخذوها من سنة التسعين(٤) بما فيها ، ألا إن لبني امية في بني هاشم نطحات ، وإن لنبي امية من آل هاشم نطحات ، ألا وإن بني امية كالناقة الضروس تعض بفيها ، و تخبط بيديها ، وتضرب برجليها ، وتمنع درها إلا إنه حق على الله أن يذل

____________________

(١) في المصدر : مذك.

(٢) فثبت خ ل أقول : في المصدر : فلبثت.

(٣) ارفع خ ل. اقول : الضيم : الظلم.

(٤) السبعين خ ل. أقول : يوجد ذلك في المطبعة الثانية من المصدر : ولعله الصحيح.

٣٨٧

ناديها(١) ، وأن يظهر عليها عدوها مع قذف من السماء وخسف ومسخ وشوه الخلق(٢) حتى إن الرجل ليخرج من جانب حجلته إلى صلاة فمسخه(٣) الله قردا ، ألا وفئتان تلتقيان بتهامة كلتاهما كافرتان ألا وخسف بكلب وما أنا وكلب والله لو لا ما لاريتكم(٤) مصارعهم ، الا وهو البيداء ، ثم يجيئ ما يقرفون(٥) ، فإذا أرأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها الراكب الموضع(٦) والخطيب المصقع ، والرأس المتبوع ، فعليكم بآل محمد ، فإنهم القادة إلى الجنة ، والدعاة إليها إلى يوم القيامة ، وعليكم بعلي فوالله لقد سلمنا عليه بالولاء مع نبينا ، فما بال القوم؟ أحسد؟ قد حسد قابيل هابيل ، أو كفر؟ فقد ارتد قوم موسى عن الاسباط ويوشع وشمعون وابني هارون شبر وشبير ، والسبعين الذين اتهموا موسى على قتل هارون فأخذتهم الرجفة من بغيهم ، ثم بعثهم الله(٧) أنبياء مرسلين وغير مرسلين فأمر هذه الامة كأمر بني إسرائيل ، فأين يذهب بكم ، ما أنا وفلان وفلان ، ويحكم والله ما أدري أتجهلون أم تجاهلون(٨) ، أم نسيتم أم تتناسون ، انزلوا آل محمد منكم منزلة الرأس من الجسد ، بل منزلة العين من الرأس ، والله لترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض السيف ، يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة ، ويشهد الناجى على الكافر بالنجاة ، ألا إني أظهرت أمري ، وآمنت بربي ، وأسلمت بنبيي ، واتبعت مولاي ومولى كل مسلم ، بأبي وامي قتيل كوفان ، يا لهف نفسي لاطفال صغار وبأبي صاحب الجفنة والخوان نكاح النساء : الحسن بن علي ، ألا إن نبي الله نحله البأس والحياء ، ونحل الحسين المهابة والجود ، يا ويح من أحقره لضعفه ، واستضعفه

____________________

(١) باديها خ ل أقول : يوجد ذلك في الطبعة الثانية من المصدر.

(٢) شوه الخلق : قبحه. وفى المصدر : سوء الخلق.

(٣) في المصدر : فيمسخه الله. (٤) في المصدر : لولا ما لولا لاريتكم.

(٥) في المصدر : ما تعرفون.

(٦) الراكب الموضع : السريع العدو. والمصقع : البليغ. العالى الصوت. من لا يرتج عليه في كلامه.

(٧) ثم بعث الله. (٨) في المصدر : ام تتجاهلون.

٣٨٨

لقلته(١) ، وظلم من بين ولده فكان بلادهم عامر(٢) الباقين من آل محمد ، أيها الناس لاتكل أظفاركم من عدوكم ، ولا تستغشوا صديقكم ، يستحوذ الشيطان عليكم والله لتبتلن ببلاء لا تغيرونه بأيديكم إلا إشارة بحواجبكم ثلاثة خذوها بما فيها وارجوا رابعها وموافاها ، بأبي(٣) دافع الضيم شقاق بطون الحبالى ، وحمال الصبيان على الرماح ، ومغلى الرجال في القدور ، أما إني ساحدثكم بالنفس الطيبة الزكية وتضريج دمه بين الركن والمقام ، المذبوح ذبح الكبش(٤) ، يا ويح لسبأ(٥) نساء من كوفان الواردون الثوية(٦) ، المسقرون(٧) عشية ، وميعاد ما بينكم وبين ذلك فتنة شرقية ، ستسير موجأ هاتفا(٨) يستغيث من قبل المغرب ، فلا تغيثوه لا أغاثه الله ، وملحمة بين الناس إلى أن تصير ما ذبح على شبيه المقتول بظهر الكوفة ، وهي كوفان ، ويوشك أن يبني جسرها ، ويبنى(٩) جما حتى يأتى زمان لا يبقى مؤمن إلا بها أو بحواليها(١٠) ، وفتنة مصبوبة تطأفي خطامها ، لا ينهاها أحد ، لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، واحدثك يا حذيفة إن ابنك مقتول ، وإن عليا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فمن كان مؤمنا دخل في ولايته فيصبح على أمر يسمي على مثله ، لا يدخل فيها إلا مؤمن ، ولا يخرج منها إلا كافر(١١).

بيان : تذكية النار : إيقادها ، أهل لها : أي أصيح لاطلب نصيبا ، أي قوما لعبادة النار وفي بعض النسخ : أهيل ، أي كنت من قوام النار اعطي النصيب عبدتها ، ويأتيني

____________________

(١) احتقره خ ل. أقول : في المصدر : لمن احتقره.

(٢) عامرة خ ل. (٣) يأتى به خ ل. أقول : في المصدر يأتى دافع الضيم.

(٤) في المصدر : كذبح الكبش. (٥) في المصدر : لسبايا نساء.

(٦) الثوية : موضع قريب من الكوفة ، قيل : كانت سبحنا للنعمان بن المنذر.

(٧) المستعدون خ ل. أقول : في نسخة من المصدر : المستسعدون.

(٨) في المصدر : فتنة شرقية ، وجاء هاتف.

(٩) وينبأ جنيها خ ل جنبها خ. أقول : في المصدر : ويبنى جبليها.

(١٠) في المصدر : او يحن اليها.

(١١) رجال الكشى : ١٣ ـ ١٦ (ط ١) و ٢٥ ـ ٢٧ (ط ٢).

٣٨٩

الرزق لها ، وهو أظهر ، وفي النهاية : القذذ : ريش السهم ، واحدتها قذة ، ومنه الحديث : لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، أي كما يقذ كل واحدة منهما على صاحبتها وتقطع ، وقال : فيه لفارس نطحة أو نطحتان ، أي تقاتل المسلمين مرة أو مرتين ، وفي القاموس : الضروس : الناقة السيئة الخلق تعض حالبها قوله : لولا ما ، لعله اكتفى ببعض الكلام ولم يذكر العلة لبعض المصالح إن لم يكن سقط من الكلام شئ(١) من بين ولده ، في أكثر النسخ : من بني ولده ، إشارة إلى الظلم على أولاده المعصومين ، وقد يطلق الولد على الآباء ايضا ، وكان في النسخ التي عندنا في تلك الخطبة تصحيفات فأوردناها كما وجدنا.

٢٩ ـ أقول : قال ابن أبي الحديد : سلمان رجل من فارس من رامهرمز ، و قيل : بل من إصفهان من قرية يقال لها : جي ، وهو معدود من موالي رسول الله (ص) وكنيته أبوعبدالله ، وكان إذا قيل له : ابن من أنت؟ يقول : أنا سلمان بن الاسلام أنا من بني آدم ، وقد روي أنه تداوله بضعة عشر ربا عن واحد إلى آخر حتى أفضى إلى رسول الله صلى الله عليه آله ، وروى أبوعمر ابن عبدالبر في الاستيعاب أن رسول الله صلوات الله عليه وآله اشتراه من أربابه وهم قوم يهود(٢) ، على أن يغرس لهم من النخل كذا وكذا ، ويعمل فيها حتى يدرك(٣) ، فغرس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك النخل كله بيده إلا نخلة واحدة غرسها عمر بن الخطاب ، فأطعم النخل كله إلا تلك النخلة ، فقال رسول الله (ص) : من غرسها؟ فقيل : عمر ، فقلعها وغرسها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده فأطعمت ، قال أبوعمر : وكان سلمان يسف الخوص وهو أمير على المدائن ، ويبيعه ويأكل منه ، ويقول : لا احب أن آكل إلا من عمل يدي ، وكان تعلم سف الخوص من المدينة ، وأول مشاهده الخندق ، وقد روي أنه شهد بدرا واحدا. ولم يفته بعد ذلك مشهد.

قال : وكان سلمان خيرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا.

____________________

(١) تقدم ان الموجود في المصدر : لولا ما لولا.

(٢) في المصدر : بدراهم وعلى ان يغرس. (٣) في المصدر : حتى تدرك.

٣٩٠

وعن الحسن البصري قال : كان عطاء سلمان خمسة آلاف ، وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به ويأكل من عمل يده ، وكانت له عباءة يفرش بعضها ، ويلبس بعضها.

وقد ذكر ابن وهب وابن نافع أن سلمان لم يكن له بيت ، إنما كان يستظل بالجدر والشجر ، وإن رجلا قال له : ألا أبني لك بيتا تسكن فيه؟ قال : لا حاجة لي في ذلك ، فمازال به الرجل حتى قال له : أنا أعرف البيت الذي يوافقك قال : فصفه لي ، قال : أبني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه ، وإن أنت مددت فيه رجليك أصابهما الجدار ، قال : نعم ، فبنى له.

قال أبوعمر : وقد روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن(١) وجوه أنه قال : لو كان الدين في الثريا لناله سلمان.

قال : وقد روينا عن عايشة قالت : كان لسلمان مجلس من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ينفرد(٢) به بالليل حتى كاد يغلبنا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قال : وروي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أمرني ربي بحب أربعة ، وأخبرني أنه يحبهم : علي وأبوذر والمقداد وسلمان.

وعن علي عليه‌السلام أنه قال : علم علم الاول والعلم الآخر ، ذلك بحر لا ينزف هو منا أهل البيت.

وفي رواية زاذان عن علي : سلمان الفارسي كلقمان الحكيم.

وقال فيه كعب الاحبار : سلمان حشى علما وحكمة.

قال : وروي أن أبا سفيان مر على سلمان وصهيب وبلال في نفر من المسلمين فقالوا : ما أخذت السيوف من عنق عدو الله مأخذها ، فقال لهم أبوبكر : أتقولون هذا الشيخ قريش وسيدها وأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره ، فقال : يابا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت الله ، فأتاهم ، أبوبكر فاعتذر منهم.

وتوفي في آخر خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين ، وقيل توفي في أول

____________________

(١) في المصدر : من وجوه. (٢) في المصدر : يتفرد به بالليل.

٣٩١

سنة ست وثلاثين ، وقال قوم : توفي في خلافة عمر ، والاول أكثر.

أقول : ثم ذكر ابن أبى الحديد خبر إسلامه نحوا مما مر ، ثم قال : وكان سلمان من شيعة علي عليه‌السلام وخاصته ، ويزعم الامامية أنه أحد الاربعة الذين حلقوا رؤسهم وأتوه متقلدي سيوفهم في خبر يطول ، وليس هذا موضع ذكره وأصحابنا لا يخالفونهم في أن سلمان كان من الشيعة ، وإنما يخالفونهم في أمر أزيد من ذلك وما يذكره المحدثون من قوله للمسلمين يوم السقيفة : « كرديد ونكرديد » محمول عند أصحابنا على أن المراد صنعتم شيئا ، وما صنعتم ، أي استخلفتم خليفة ونعم ما فعلتم(١) ، إلا أنكم عدلتم عن أهل البيت ، فلو كان الخليفة منهم كان أولى والامامية تقول(٢) : أسلمتم وما أسلمتم انتهى كلامه(٣).

وسيأتي جواب شبهته مع سائر أحوال سلمان في كتاب الفتن انشاء الله تعالى.

٣٠ ـ الصراط المستقيم : جاء في الاخبار الحسان أن عليا عليه‌السلام مضى في ليلة إلى المدائن لتغسيل سلمان(٤).

____________________

(١) فيه تحريف لمعنى الكلام ، لان قوله : [ نعم ما فعلتم ] من زياداته في المعنى ، ولم يفهم من قوله ، والصحيح من معنى كلامه : فعلتم ما كان خطأ وضلالا ، وما فعلتم ما كان حقا وصوابا.

(٢) في المصدر : يقول : معناه. (٣) شرح نهج البلاغة ٤ : ٢٢٤ و ٢٢٥.

(٤) الصراط المستقيم : مخطوط.

٣٩٢

١٢

باب

*(كيفية اسلام أبى ذر رضى الله عنه وسائر أحواله إلى وفاته)*

*(وما يختص به من الفضائل والمناقب وفيه)*

*(أيضا بيان أحوال بعض الصحابة)*

١ ـ م : حدثني أبي ، عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان من خيار أصحابه عنده أبوذر الغفاري ، فجاءه ذات يوم فقال : يا رسول الله إن لي غنيمات قدر ستين شاة ، فأكره أن أبدو فيها وافارق حضرتك وخدمتك ، وأكره أن أكلها إلى راع فيظلمها ويسئ رعايتها فكيف أصنع؟ فقال رسول الله (ص) : ابد فيها فبدا فيها ، فلما كان في اليوم السابع جاء إلى رسول الله (ص) فقال رسول الله (ص) : يابا ذر ، قال : لبيك يا رسول الله ، قال : ما فعلت غنيماتك؟ قال : يا رسول الله إن لها قصة عجيبة ، قال : وما هي؟ قال : يا رسول الله بينا أنا في صلاتي على غنمي وأخطر الشيطان ببالي : يابا ذر أين أنت إن عدت الذئاب على غنمك وأنت تصلي فأهلكتها وما يبقى لك في الدنيا ما تتعيش به؟ فقلت للشيطان : يبقى لي توحيد الله تعالى والايمان(١) برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وموالاة أخيه سيد الخلق بعده علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ومولاة الائمة الهادين الطاهرين من ولده ، ومعاداة أعدائهم ، و كل ما فات بعد ذلك جلل(٢) ، فأقبلت على صلاتي ، فجاء ذئب فأخذ حملا فذهب به وأنا أحس به ، إذا أقبل على الذئب أسد فقطعه(٣) نصفين ، واستنقذ الحمل و

____________________

(١) بمحمد رسول الله خ ل.

(٢) في المصدر : وكل ما فات من الدنيا بعد ذلك سهل.

(٣) بنصفين خ ل.

٣٩٣

رده إلى القطيع ، ثم ناداني : يابا ذر أقبل على صلاتك ، فإن الله قد وكلني بغنمك إلى أن تصلي ، فأقبلت على صلاتي وقد غشيني من التعجب مالا يعلمه إلا الله تعالى حتى فرغت منها ، فجاءني الاسد وقال لي : امض إلى محمد فأخبره أن الله تعالى قد أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك ، ووكل أسدا بغنمه يحفظها ، فعجب(١) من حول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صدقت يابا ذر ، ولقد آمنت به أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال بعض المنافقين : هذا لمواطاة بين محمد وأبي ذر ، يريد أن يخدعنا بغرروه ، و اتفق(٢) منهم عشرون رجلا وقالوا : نذهب إلى غنمه وننظر إليها وننظر إليه إذا صلى هل يأتي الاسد فيحفظ غنمه(٣) فيتبين(٤) بذلك كذبه ، فذهبوا القطيع ما شذ عنه منها ، حتى إذا فرغ من صلاته ناداه الاسد : هاك قطيعك مسلما(٥) وافر العدد سالما ، ثاداهم الاسد : معاشر المنافقين أنكرتم لولي محمد وعلي وآلهما الطيبين(٦) والمتوسل إلى الله بهم أن يسخرني الله ربي لحفظ غنمه ، والذي أكرم محمدا وآله الطيبين الطاهرين لقد جعلني الله طوع يد أبي ذر حتى لو أمرني بافتراسكم و هلاككم لاهلكتكم ، والذي لا يحلف بأعظم منه لو سأل الله بمحمد وآله الطيبين أن يحول البحار دهن زنبق وبان ، والجبال مسكا وعنبرا وكافورا ، وقضبان الاشجار قضب الزمرد والزبرجد لما منعه الله ذلك ، فلما جاء أبوذر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يابا ذر إنك أحسنت طاعة الله فسخر الله لك من يطيعك في كف العوادي عنك ، فأنت من أفاضل من مدحه الله عزوجل بأنه يقيم الصلاة(٧).

بيان : الجلل محركة : العظيم والصغير ، ضد. والعوادي جمع العادية من

____________________

(١) في المصدر : فتعجب من كان.

(٢) فاتفق منهم رجال خ ل. (٣) غنمه له خ ل.

(٤) في المصدر : فتبين (٥) مسلمة وافرة العدد ، سالمة الاهل.

(٦) والطيبين من آلهما خ ل.

(٧) التفسير المنسوب إلى العسكرى عليه‌السلام : ٢٦ و ٢٧.

٣٩٤

العدوان ، أو من عدا على الشئ : إذا اختلسه ، وفي الحديث : من كف عن مؤمن عادية ماء ونار.

٢ ـ جا : علي بن بلال ، عن علي بن عبدالله الاصبهاني ، عن الثقفي ، عن محمد بن علي ، عن الحسين بن سفيان ، عن أبيه ، عن أبي جهضم الازدي ، عن أبيه وكان من أهل الشام قال : لما سير عثمان أبا ذر من المدينة إلى الشام كان يقص علينا ، فيحمد الله فيشهد شهادة الحق ، ويصلي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقول : أما بعد فإنا كنا في جاهليتنا قبل أن ينزل علينا الكتاب ويبعث فينا الرسول ، ونحن نوفي بالعهد ، ونصدق الحديث(١) ، ونحسن الجوار ، ونقري الضيف ، ونواسي الفقير ، فلما بعث الله تعالى فينا رسول الله وأنزل علينا كتابه كانت تلك الاخلاق يرضاها الله ورسوله ، وكان أحق بها أهل الاسلام ، وأولى أن يحفظوها ، فلبثوا بذلك ما شاء الله أن يلبثوا ، ثم إن الولاة قد أحدثوا أعمالا قباحا ما نعرفها : من سنة تطفى ، وبدعة تحيى ، وقائل بحق مكذب ، وأثرة لغير تقي وأمين مستأثر عليه من الصالحين ، اللهم إن كان ما عندك خيرا لي فاقبضني إليك غير مبدل ولا مغير ، وكان يعيد هذا الكلام ويبديه ، فأتى حبيب بن مسلمة معاوية بن أبي سفيان فقال : إن أبا ذر يفسد عليك الناس بقوله : كيت وكيت ، فكتب معاوية إلى عثمان بذلك ، فكتب عثمان أخرجه إلي ، فما صار إلى المدينة نفاه إلى الزبدة(٢).

٣ ـ جا : بهذا الاسناد عن أبي جهضم ، عن أبيه قال : لما أخرج عثمان أبا ذر الغفاري رحمه‌الله من المدينة إلى الشام كان يقوم في كل يوم فيعظ الناس ويأمرهم بالتمسك بطاعة الله ، ويحذرهم من ارتكاب معاصيه ، ويروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما سمعه منه في فضائل أهل بيته عليه وعليهم‌السلام ويحضهم على التمسك بعترته ، فكتب معاوية إلى عثمان : أما بعد فإن أبا ذر يصبح إذا أصبح ويمسي إذا أمسى وجماعة من الناس كثيرة عنده ، فيقول : كيت وكيت ، فإن كان لك حاجة في الناس قبلي

____________________

(١) في المصدر : ونصدق بالحديث.

(٢) مجالس المفيد : ٧٠ و ٧١.

٣٩٥

فأقدم أبا ذر إليك ، فإني أخاف أن يفسد الناس عليك. والسلام.

فكتب إليه عثمان : أما بعد فاشخص إلي أبا ذر حين تنظر في كتاب هذا. والسلام

فبعث معاوية إلى أبي ذر فدعاه وأقرأه كتاب عثمان ، وقال له : النجا الساعة فخرج أبوذر إلى راحلته فشدها بكورها وأنساعها ، فاجتمع إليه الناس فقالوا له : يابا ذر رحمك الله أين تريد؟ قال : أخرجوني إليكم غضبا علي ، وأخرجوني منكم إليهم الآن عبثاني ، ولا يزال هذا الامر فيما أرى شأنهم فيما بيني وبينهم حتى يستريح برا ، ويستراح من فاجر ، ومضى وسمع الناس بمخرجه فاتبعوه حتى خرج من دمشق ، فساروا معه حتى انتهى إلى دير المران فنزل ونزل معه الناس فاستقدم فصلى بهم ، ثم قال : أيها الناس إني موصيكم بما ينفعكم ، وتارك الخطب والتشقيق ، احمدوا الله عزوجل ، قالوا : الحمد لله ، قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله ، فأجابوه بمثل ما قال ، فقال : أشهد أن البعث حق ، و وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأقر بما جاء من عند الله ، واشهدوا علي بذلك ، قالوا : نحن على ذلك من الشاهدين ، قال : ليبشر من مات منكم على هذه الخصال برحمة الله وكرامته مالم يكن للمجرمين ظهيرا ، ولا لاعمال الظلمة مصلحا ولا لهم معينا ، أيها الناس أجمعوا مع صلاتكم وصومكم غضبا لله عزوجل إذا عصي في الارض ولا ترضوا أئمتكم بسخط الله ، وإن أحدثوا(١) مالا تعرفون فجانبوهم وازرؤا عليهم وإن عذبتم وحرمتم وسيرتم ، حتى يرضى الله عزوجل. فإن الله أعلى وأجل ، لا ينبغي أن يسخط برضا المخلوقين ، غفر الله لي ولكم ، أستودعكم الله ، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله ، فناداه الناس أن : سلم الله عليك ورحمك يابا ذر يا صاحب رسول الله ، ألا نردك إن كان هؤلاء القوم أخرجوك ، ألا نمنعك(٢)؟ فقال لهم : ارجعوا رحمكم الله ، فإني أصبر منكم على البلوى ، وإياكم والفرقة

____________________

(١) في المصدر : واذا احدثوا.

(٢) » : انا لا نردك ان كان هؤلاء القوم اخرجوك ولا نمنعك.

٣٩٦

والاختلاف ، فمضى حتى قدم عثمان ، فلما دخل عليه قال له : لا قرب الله بعمرو عينا ، فقال أبوذر : والله ما سماني أبواي عمروا ، ولكن لا قرب الله من عصاه ، وخالف أمره ، وارتكب هواه ، فقام إليه كعب الاحبار فقال له : ألا تتقي الله يا شيخ تجبه(١) أمير المؤمنين بهذا الكلام؟ فرفع أبوذر عصا كانت في يده فضرب بها رأس كعب ، ثم قال له : يا ابن اليهوديين ، ما كلامكم مع المسلمين؟ فوالله ما خرجت اليهودية من قلبك بعد ، فقال عثمان : والله لا جمعتني وإياك دار ، قد خرفت وذهب عقلك ، أخرجوه من بين يدي حتى تركبوه قتب ناقته بغير وطاء ، ثم انجوا به الناقة وتعتعوه حتى توصلوه الربذة ، فنزلوه بها من غير أنيس ، حتى يقضي الله فيه ما هو قاض ، فأخرجوه متعتعا ملهوزا(٢) بالعصي ، وتقدم ألا يشيعه أحد من الناس ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فبكى حتى بل لحيته بدموعه ، ثم قال : أهكذى يضع بصاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم نهض ومعه الحسن والحسين عليها‌السلام وعبدالله بن العباس والفضل و قثم وعبيدالله حتى لحقوا أبا ذر فشيعوه ، فلما بضربهم أبوذر رحمه‌الله حن إليهم وبكى عليهم ، وقال : بأبي وجوه إذا رأيتها ذكرت بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وشملتني البركة برؤيتها ، ثم رفع يديه إلى السماء وقال : اللهم إني احبهم ، ولو قطعت إربا إربا في محبتهم ما زلت عنها ابتغاء وجهك والدار الآخرة ، فارجعوا رحمكم الله والله أسأل أن يخلفني فيكم أحسن الخلافة ، فودعه القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه(٣).

بيان : الكور بالضم : الرحل. والانساع جمع النسع بالكسر ، وهو سير ينسج عريضا على هيئة أعنه البغال ، تشد به الرحال ، وشقق الكلام : أخرجه أحسن مخرج ، وزرئ عليه : عابه ، كأزرى. قوله : ثم انجوا أي أسرعوا ،

____________________

(١) في المصدر : وتجيب. (٢) في المصدر : موهونا.

(٣) مجالس المفيد : ٩٥ ـ ٩٨.

٣٩٧

تعته : أقلقه وأزعجه ، ولهزه بالرمح : طعنه في صدره ، واللهز : الضرب ، بجميع اليد في الصدر.

٤ ـ كش : محمد بن سعيد بن مزيد ، ومحمد بن ابي عوف معا عن محمد بن أحمد بن حماد رفعه قال : أبوذر الذي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في شأنه : [ ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ، يعيش وحده ، ويموت وحده ويبعث وحده ، ويدخل الجنة وحده ] وهو الهاتف بفضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام و وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واستخلافه إياه ، فنفاه القوم عن حرم الله وحرم رسوله بعد حملهم إياه من الشام على قتب بلا وطاء ، وهو يصيح فيهم قد خاب القطار(١) بحمل النار ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا دين الله دخلا ، وعباد الله خولا ، ومال الله دولا » فقتلوه فقرا وجوعا وضرا و صبر(٢).

٥ ـ كش : جعفر بن معروف ، عن الحسن بن علي بن النعمان ، عن أبيه ، عن البطائني ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أرسل عثمان إلى أبي ذر موليين له ، ومعهما مائتا دينار ، فقال لهما : انطلقا إلى أبي ذر فقولا له : إن عثمان يقرئك السلام ، ويقول لك : هذه مائتا دينار فاستعن بها على ما نابك ، فقال أبوذر : هل أعطى أحدا من المسلمين مثل ما أعطاني؟ قال : لا ، قال : إنما أنا رجل من المسلمين ، يسعني ما يسع المسلمين ، قالا له : إنه يقول : هذا من صلب مالي ، وبالله الذي لا إله إلا هو ما خالطها حرام ، ولا بعث(٣) بها إليك إلا من حلال ، فقال : لا حاجة لي فيها ، وقد أصبحت يومي هذا وأنا من أغنى الناس ، فقالا له : عافاك الله وأصلحك ما نرى في بيتك قليلا ولا كثيرا مما يستمتع(٤) به ، فقال : بلى تحت هذا الاكاف الذي ترون رغيفا شيعر قد أتى عليهما أيام ، فما أصنع بهذه

____________________

(١) قد جاءت القطار تحمل خ ل.

(٢) رجال الكشى : ١٦ فيه : وذلا وضرا وصبرا.

(٣) ولا بعثت خ ل. (٤) في المصدر : مما تستمتع به.

٣٩٨

الدنانير؟ لا والله حتى يعلم الله أني لا أقدر على قليل ولا كثير ، وقد أصبحت غنيا بولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام وعترته الهادين المهديين الراضين المرضيين ، الذين يهدون بالحق وبه يعدلون ، وكذلك سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « فإنه لقبيح بالشيخ أن يكون كذابا » فرداها عليه وأعلماه أني لا حاجة لي فيها ولا فيما عنده حتى ألقى الله ربي فيكون هو الحاكم فيما بيني وبينه(١).

٦ ـ كش : عبيد بن محدم النخعي ، عن أبي أحمد الطرسوسي ، عن خالد بن طفيل الغفاري ، عن أبيه ، عن حلام بن دل الغفاري(٢) وكانت له صحبة قال : مكث أبوذر رحمه‌الله بالربذة حتى مات ، فلما حضرته الوفاة قال لامرأته : اذبحي شاة من غنمك واصنعيها ، فإذا نضجت فاقعدي على قارعة الطريق فأول ركب ترينهم قولي : يا عباد الله المسملين ، هذا أبوذر صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد قضى نحبه ولقي ربه ، فأعينوني عليه وأجيبوه. فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرني أني أموت في أرض غربة ، وأنه يلي غسلي ودفني والصلاة علي رجال من امتي(٣) صالحون(٤).

٧ ـ كش : محمد بن علمقة بن الاسود النخعي قال : خرجت في رهط اريد الحج منهم مالك بن الحارث الاشتر(٥) حتى قدمنا الربذة ، فإذا امرأة على قارعة الطريق تقول : يا عباد الله المسلمين هذا أبوصاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد هلك غريبا ليس لي أحد يعينني عليه ، قال : فنظر بعضنا إلى بعض ، وحمدنا الله على ما ساق إلينا ، واسترجعنا على عظم(٦) المصيبة ، ثم أقبلنا معها فجهزناه وتنافسنا في كفنه حتى خرج من بيننا بالسواء ، ثم تعاونا على غسله حتى فرغنا منه ، ثم قدمنا

____________________

(١) رجال الكشى : ١٨.

(٢) في الطبعة الاولى في المصدر : [ حلام بن ركين ] وفى الطبعة الثانية : [ حلام بن دلف ] وذكر المامقانى في تنقيح المقال ٢ : ٤٩ : حلام ( غلام خ ) بن دلف ، كما انه ذكر : عبدالعزيز بن محمد مكان عبيد بن محمد.

(٣) من امته خ ل. (٤) رجال الكشى : ٤٣ (ط ١) و ٦١ (ط ٢).

(٥) زاد في المصدر : وعبدالله بن الفضل التميم ورفاعة بن شداد البجلى.

(٦) عظيم خ ل.

٣٩٩

مالك(١) الاشتر فصلى بنا عليه ، ثم دفناه ، فقام الاشتر على قبره ، ثم قال : اللهم هذا أبوذر صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عبدك في العابدين ، وجاهد فيك المشركين ، لم يغير ولم يبدل ، لكنه رأى منكرا فغيره بلسانه وقلبه حتى جفي ونفي وحرم واحتقر ، ثم مات وحيدا غريبا ، اللهم فاقصم من حرمه ، ونفاه من مهاجره وحرم رسولك صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : فرفعنا أيدينا جميعا وقلنا : آمين ، ثم قدمت الشاة التي صنعت فقالت : إنه قد أقسم عليكم ألا تبرحوا حتى تتغدوا فتغدينا وارتحلنا(٢).

٨ ـ ضه : قيل له عند الموت : يابا ذر ما مالك؟ قال : عملي ، قالوا : إنما نسألك عن الذهب والفضة ، قال : ما أصبح ولا أمسي وما أمسي ولا أصبح لنا كندوج فيه حر متاعنا ، سمعت خليلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : كندوج المرء قبره(٣).

ما : بإسناده عن موسى بن بكر ، عن أبي إبراهيم مثله(٤).

كش : علي بن محمد القيتبي ، عن الفضل بن شاذان ، عن أبيه ، عن علي بن الحكم ، عن موسى بن بكر مثله(٥).

بيان : الكندوج بالكسر : شبه المخزن معرب كندو ، والحر بالضم : خيار كل شئ.

٩ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن يحيى الخثعمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن أبا ذر أتى رسول الله (ص) ومعه جبرئيل في صورة دحيل الكلي وقد استخلاه رسول الله صلى الله وآله ، فلما رآهما انصرف عنهما ولم يقطع كلامهما ، فقال جبرئيل : يا محمد هذا أبوذر قد مر بنا ولم يسلم علينا ، أما لو سلم لرددنا عليه ، يا محمد إن له دعاء يدعو به معروفا عند أهل السماء فاسأله عنه إذا عرجت إلى السماء فلما ارتفع جبرئيل عليه‌السلام جاء أبوذر إلى النبي (ص) فقال له رسول الله (ص) : ما

____________________

(١) في المصدر : مالكا الاشتر.

(٢) رجال الكشى : ٤٤ (ط ١) ر ٦٢ (ط ٢).

(٣) روضة الواعظين : ٢٤٥. (٤) امالى الشيخ : ٧٨.

(٥) رجال الكشى : ١٨ و ١٩.

٤٠٠