بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٥٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

قال : لم ينظر إليها « فنفخنا فيه من روحنا » أي روح الله(١) مخلوقة « وكانت من القانتين » أي من الداعين(٢).

بيان : قوله : أربعة ، أي أبوبكر وعمر وبنتاهما ، قوله : إلا الفاحشة ، لعلها مؤولة بمحض التزويج(٣) قوله : وليقيمن الحد ، أي القائم عليه‌السلام في الرجعة ، كما سيأتي ، والمراد بفلان طلحة كما مر ما يؤمي إليه من إظهاره ذلك في حياة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي هذا الخبر غرائب لا نعلم حقيقتها ، فطوينا على غرها والله يعلم وحججه صلوات الله عليهم جهة صدورها.

٥ ـ ما : المفيد ، عن عمر بن محمد ، عن الحسين بن إسماعيل ، عن عبدالله بن شبيب ، عن محمد بن محمد بن عبدالعزيز قال : وجدت في كتاب أبي عن الزهري ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عباس قال : وجدت حفصة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع ام ابراهيم في يوم عائشة فقالت : لاخبرنها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اكتمي ذلك وهي علي حرام ، فأخبرت حفصة عائشة بذلك ، فأعلم الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله فعرف حفصة أنها أفشت سره ، فقالت له : « من أنبأك هذا قال : نبأني العليم الخبير » فآلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من نسائه شهرا ، فأنزل الله عز اسمه : « إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما » قال ابن عباس : فسألت عمر بن الخطاب من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : حفصة وعائشة(٤).

٦ ـ ما : الفحام ، عن عمه ، عن إسحاق بن عبدوس ، عن محمد بن بهار بن عمار عن زكريا بن يحيى ، عن جابر ، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين صلوات عليه وآله قال : أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أبوبكر وعمر فجلست

____________________

(١) قال : روح مخلوقة خ ل.

(٢) الراغبين خ ل. تفسير القمى : ٦٨٦ ـ ٦٨٨ والايات في سورة التحريم : ١ ـ ٥ و ١٠ ـ ١٢.

(٣) لم يرد غير ذلك ، ولكنه أيضا فيه غرابة شديدة ، لان نكاح ازواج النبى صلى الله عليه وآله كان محرما. والمسلمون باجمعهم قائلون بعدم وقوع ذلك منها.

(٤) مجالس ابن الشيخ : ٩٣.

٢٤١

بينه وبين عائشة ، فقالت لي عائشة ، ما وجدت إلا فخذي أو فخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال : مه يا عائشة لا تؤذيني في علي ، فإنه أخي في الدنيا ، وأخي في الآخرة ، و هو أمير المؤمنين ، يجلسه الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة ، وأعداءه النار(١).

شف : إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إسماعيل بن أبان عن صباح المزني ، عن جابر ، عن إبراهيم ، عن إسحاق بن عبدالله ، عن أبيه مثله(٢).

٧ ـ ل : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه ، قال : سمعت جعفر بن محمد عليه‌السلام يقول : ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله (ص) أبوهريرة ، وأنس بن مالك ، وامرأة(٣).

أقول : قد مر في أحوال خديجة ما يدل على شقاوتها.

٨ ـ ع : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سليمان عن داود بن النعمان ، عن عبدالرحيم القصير قال : قال لي أبوجعفر عليه‌السلام : أما لو قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء(٤) حتى يجلدها الحد ، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة عليها‌السلام منها ، قلت : جعلت فداك ولم يجدلها الحد ،؟ قال : لفريتها على ام إبراهيم ، قلت : فكيف أخره الله للقائم عليه‌السلام؟ فقال له : لان(٥) الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة ، وبعث القائم عليه‌السلام نقمة(٦).

____________________

(١) مجالس ابن الشيخ : ١٨٢.

(٢) اليقين في امرة امير المؤمنين : ٣٩ لفظ الحديث فيه هكذا : [ عن على عليه‌السلام انه دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده ابوبكر وعمر فجلس بين رسول الله صلى الله عليه وآله وعائشة ، فقالت : ما وجدت لاستك مجلسا غير فخذى او فخذ رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : مهلا لا تؤذينى في اخى فانه امير المؤمنين وسيد المسلمين وامير الغر المحجلين يوم القيامة ، يقعده الله على الصراط فيدخل اولياء الجنة واعداء النار ] ورواه باسناد آخر في ص ١١.

(٣) الخصال ١ : ٨٩. والمراد بالمرأة عائشة (٤) الحمراء خ ل.

(٥) ان الله خ ل. (٦) علل الشرائع : ١٩٣.

٢٤٢

سن : أبي ، عن محمد بن سليمان مثله(١).

٩ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن محمود بن بنت الاشج ، عن أحمد بن عبدالرحمن الذهلي ، عن عمار بن الصباح ، عن عبدالغفور أبي الصباح الوسطي ، عن عبدالعزيز بن سعيد الانصاري ، عن أبيه عن جده وكانت له صحبة عن ام سلمة زوج النبي (ص) قالت : حج رسول الله (ص) عام حجة الوداع بأزواجه فكان يأوي في كل يوم وليلة إلى امرأة منهن ، وهو حرام يبتغي بذلك العدل بينهن قالت : فلما أن كانت ليلة عائشة ويومها خلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام يناجيه وهما يسيران ، فأطال مناجاته فشق ذلك على عائشة فقالت : إني اريد أن أذهب إلى علي فأناله أو قالت : أتناوله بلساني في حبسه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عني ، فنهيتها فنصت ناقتها في السير ثم إنها رجعت إلي وهي تبكي ، فقلت : مالك؟ فقالت : إني أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : يابن أبي طالب ما تزال تحبس عني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال رسول الله (ص) : لا تحولي بيني وبين علي ، إنه لا يخافه في أحد وإنه لا يبغضه والذي نفسي بيده مؤمن ولا يحبه كافر ، ألا إن الحق بعدي مع علي يميل حيث ما مال ، لا يفترقان جميعا حتى يردا علي الحوض ، قالت ام سلمة : فقلت لها : قد كنت نهيتك فأبيت إلا ما صنعت(٢).

بيان : نص ناقته بالصاد المهملة : استخرج أقص ما عندها من السير.

١٠ ـ شف : من كتاب إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي قال : أخبرنا إسماعيل ابن امية المقري ، عن عبدالغفار بن القاسم الانصاري ، عن عبدالله بن شريك العامري ، عن جندب الازدي ، عن علي عليه‌السلام ، قال : وحدثنا سفيان بن إبراهيم عن عبدالمؤمن بن القاسم ، عن عبدالله بن شريك ، عن جندب ، عن علي عليه‌السلام قال : دخلت على رسول الله (ص) وعنده اناس قبل أن يحجب النساء ، فأشار بيده أن اجلس

____________________

(١) الحاسن : ٣٣٩ فيه : [ وهو ينتقم لامه ] وفيه : [ ولم تجلد الحد ] وفيه : ويبعث القائم عليه‌السلام نقمة.

(٢) مجالس ابن الشيخ : ٣٠٢.

٢٤٣

بيني وبين عائشة ، فجلست فقالت : تنح كذا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ماذا تريدين إلى أمير المؤمنين(١)؟

١١ ـ شف : محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بن عيسى(٢) عن إسحاق بن زيد عن عبدالغفار بن القاسم ، عن عبدالله بن شريك العامري ، عن جندب بن عبدالله البجلي ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : دخلت على رسول الله (ص) قبل أن يضرب الحجاب وهو في منزل عائشة فجلست بينه وبينها ، فقالت : يابن أبي طالب ما وجدت مكان لاستك غير فخذي؟ امط عني ، فضرب رسول الله (ص) بين كتفيها ثم قال لها : ويك ما تريد من أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وقائد الغر المحجلين(٣).

ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن محمد بن جعفر مثل(٤).

توضيح : أماط جاء بمعنى بعد ، وأبعد ، والمراد هنا الاول.

١٢ ـ كا : العدة ، عن البرقي قال : استأذن ابن ام مكتوم؟ على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده عائشة وحفصة ، فقال لهما : قوما فادخلا البيت ، فقالتا ، إنه أعمى ، فقال : إن لم يركما فإنكما تريانه(٥).

١٣ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة(٦) قال : سمعته يقول وسئل عن التزويج في شوال فقال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تزوج بعائشة في شوال(٧).

____________________

(١) اليقين في امرة امير المؤمنين : ٣٩.

(٢) في المصدر : حدثنا محمد بن جعفر بن الحسن الرزاز ابوالعباس قال : حدثنى ابوامى محمد بن عيسى بن جعفر القيسى.

(٣) اليقين في امرة امير المؤمنين : ١٧٤ ، وقد ذكر روايات اخرى نحوه باسانيد مختلفة و اختلاف في الالفاظ في ص ١١ و ٤٢ و ١٦١. راجعه.

(٤) المجالس والاخبار : ٣٠. (٥) فروع الكافى ٢ : ٦٨.

(٦) في المصدر : مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه‌السلام.

(٧) فروع الكافى ٢ : ٧٧. فيه : تزوج عائشة.

٢٤٤

١٤ ـ كا : جماعة من أصحابنا ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان رسول الله (ص) عند عائشة ذات ليلة فقام يتنفل فاستيقظت عائشة فضربت بيدها فلم تجده ، فظنت أنه قد قام إلى جاريتها ، فقامت تطوف عليه فوطئت على عنقه(١) وهو ساجد باك يقول : « سجد لك سوادي وخيالي ، وآمن بك فؤادي ، أبوء إليك بالنعم ، وأعترف لك بالذنب العظيم ، عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إن لا يغفر الذنب العظيم إلا أنت ، أعوذ بعفوك من عقوبتك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، و أعوذ برحتمك من نقمتك ، وأعوذ بك منك ، لا أبلغ مدحك والثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، أستغفرك وأتوب إليك » فلما انصرف قال : يا عائشة لقد أوجعت عنقي ، أي شي ء خشيت؟ أن أقم إلى جاريتك(٢)؟!.

أقول : قد مر بعض أحوال عائشة في باب تزويج خديجة ، وفي باب أحوال أولاده صلى‌الله‌عليه‌وآله في قصص مارية وأنها قذفها فنزلت فيها آيات الافك ، وسيأتي أكثر أحوالها في قصة الجمل.

١٥ ـ ووجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت سلمان وأبا ذر والمقداد وسألت علي بن أبي طالب عن ذلك(٣) فقال : صدقوا ، قالوا : دخل علي عليه‌السلام على رسول الله (ص) وعائشة قاعدة خلفه ، والبيت غاص بأهله ، فيهم الخمسة أصحاب الكساء ، والخمسة أصحاب الشورى ، ولم يجد مكانا فأشار إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ههنا ، يعني خلفه ، وعائشة قاعدة خلفه وعليها كساء ، فجاء علي (ع) فقعد بين رسول الله (ص) وبين عائشة ، فغضبت عائشة وأقعت كما يقعي الاعرابي(٤) قد قدعته عائشة وغضبت وقالت : ما وجدت لاستك موضعا غير حجري؟ فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : مه يا حميراء لا تؤذيني في أخي علي ، فإنه أمير المؤمنين ، وسيد

____________________

(١) في المصدر : فوطئت عنقه. (٢) فروع الكافى ١ : ٨٩.

(٣) اى ما اقول بعد ذلك (٤) اقعى الكلب : جلس على استه.

٢٤٥

المسلمين ، وصاحب الغر المحجلين ، يوم القيامة يجعله الله على الصراط. وفي رواية اخرى : يقعده الله يوم القيامة على الصراط. فيقاسم النار فيدخل أولياء الجنة ، ويدخل أعداءه النار(١).

إيضاح : في بعض النسخ « قدعته » بالدال المهملة ، والقدع : الكف والمنع وفي بعضها بالمعجمة يقال : قذعه كمنعه : رماه بالفحش وسوء القول ، وبالعصا : ضربه.

١٦ ـ تقريب المعارف : عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : عزوجل : « إذا أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا(٢) » قال : أسر إليهما امر القبطية وأسر إليهما أن أبا بكر وعمر يليان أمر الامة من بعده ظالمين فاجرين غادرين(٣).

١٧ ـ الصراط المستقيم : في حديث الحسين بن علوان والديلمي عن الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : « وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا(٤) » هي حفصة ، قال الصادق عليه‌السلام : كفرت في قولها : « من أنبأك هذا » وقال الله فيها وفي اختها : « إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما » أي زاغت ، والزيغ : الكفر. وفي رواية : إنه أعلم حفصة أن أباها وأبا بكر يليان الامر فأفشت إلى عايشة فأفشت إلى أبيها فأفشى إلى صاحبه ، فاجتمعا على أن يستعجلا ذلك على أن يسقياه سما ، فلما أخبره الله بفعلهما هم بقتلهما فحلفا له أنهما لم يفعلا ، فنزل : يا « أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم » (٥).

ملحة : قال ناصبي لشيعي : أتحب ام المؤمنين؟ قال : لا ، قال : ولم؟ قال : يقول النبي (ص) : لم تجد امرأة غير امرأتي تحبها؟ مالي ولزوجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ أفترضى أن احب امرأتك؟.

____________________

(١) كتاب سليم بن قيس : ١٥٩.

(٢ و ٤) تقدم موضع الاية في صدر الباب.

(٣) تقريب المعارف : مخطوط لم نظفر على نسخته.

(٥) التحريم : ٧.

٢٤٦

٥

باب

*(أحوال عشائره وأقربائه وخدمه ومواليه ، لا سيما حمزة)*

*(وجعفر والزبير وعباس وعقيل زائدا على)*

*(ما مر في باب نسبه صلى‌الله‌عليه‌وآله)*

١ ـ قب : كان لعبد المطلب عشرة بنين : الحارث والزبير ، وحجل وهو الغيداق ، وضرار وهو نوفل ، والمقوم ، وأبولهب وهو عبد العزى ، وعبدالله و أبوطالب ، وحمزة ، والعباس وهو أصغرهم سنا ، وكانوا من امهات شتى إلا عبدالله وأبوطالب ، فإنهما كانا ابني ام ، وامهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ ، وأعقب منهم البنون أربعة : أبوطالب وعباس والحارث وأبولهب.

وعماته ستة : عاتكة ، اميمة البيضاء وهي ام حكيم ، صفية وهي ام الزبير ، أروى ، برة ، ويقال : وزيدة ، وأسلم من أعمامه أبوطالب وحمزة والعباس ومن عماته صفية وأروى وعاتكة ، وآخرى من مات من أعمامه العباس ، ومن عماته صفية.

وجدته لابيه فاطمة بنت عمر والمخزومي ، وجدته لامه برة بنت عبدالعزى ابن عثمان بن عبدالدار.

إخوته من الرضاعة : عبدالله وأنيسة.

وخدامه أولاد الحارث ، وكان له أخ في الجاهلية اسمه الخلاص بن علقمة وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقرظه ، وأخوه ووزيره ووصيه وختنه علي عليه‌السلام ، وربيبه هند بن أبي هالة الاسدي من خديجة ، وعمر بن أبي سلمة ، وزينب اخته من ام سلمة.

رفقاؤه : علي وابناه وحمزة وجعفر وسلمان وأبوذر والمقداد وعمار و

٢٤٧

حذيفة وابن مسعود وبلال وأبوبكر وعمر.

كتابه : كان علي عليه‌السلام يكتب أكثر الوحي ، ويكتب أيضا غير الوحي ، و كان ابي بن كعب وزيد بن ثابت يكتبان الوحي ، وكان زيد وعبدالله بن الارقم يكتبان إلى الملوك ، وعلاء بن عقبة وعبدالله بن أرقم يكتبان القبالات ، والزبير بن العوام وجهم بن(١) الصلت يكتبان الصدقات ، وحذيفة يكتب صدقات التمر ، وقد كتب له عثمان وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص والمغيرة بن شعبة والحصين بن نمير والعلاء بن الحضرمي وشرحبيل بن حسنة الطانحي وحنظلة بن ربيع الاسيدي وعبدالله بن سعد بن أبي سرح ، وهو الخائن في الكتابة ، فلعنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد ارتد ، وفي تاريخ البلاذري أنه أنفذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ابن عباس إلى معاوية ليكتب له ، فقال : إنه يأكل ، ثم بعث إليه ولم يفرغ من أكله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أشبع الله بطنه.

حاجبه : أنس بن مالك.

مؤذنه : بلال ، وهو أول من أذن له ، وعمرو بن ام مكتوم ، واسم أبيه قيس ، وزياد بن الحارث الصدائي ، وأبومحذورة أوس بن مغير(٢) كان لا يؤذن إلا في الفجر ، وعبدالله بن زيد الانصاري ، وأذن له سعيد القرظي في مسجد قبا. مناديه : أبوطلحة.

ومن كان يضرب أعناق الكفار بين يديه علي والزبير ومحمد بن مسلمة و عاصم بن الافلح والمقداد.

حراسه : سعد بن معاذ ، حرسه يوم بدر وهو في العريش ، وقد حرسه ذكوان ابن عبدالله ، وباحد محمد بن مسلمة ، وبالخندق الزبير ، وليلة بنى بصفية وهو بخيبر سعد بن أبي وقاص وأبوأيوب الانصاري ، وبلال بوادي القرى ، وزياد بن أسد

____________________

(١) لعل الصحيح : جهيم بن الصلت.

(٢) في اسد الغابة : اوس بن معير.

٢٤٨

ليلة فتح مكة ، وكان سعد بن عبادة يلى حرسه ، فلما نزل : « والله يعصمك من الناس(١) » ترك الحرس.

ومن قدمهم للصلاة فأمير المؤمنين كان يصلي بالمدينة أيام تبوك ، وفي غزوة الطائف وفدك ، وسعد بن عبادة على المدينة في الابواء وودان ، وسعد بن معاذ في بواط ، وزيد بن حارثة في صفوان ، وبني المصطلق إلى تمام سبع مرات ، وأبا سلمة المخزومي في ذي العشيرة ، وأبا لبابة في بدر القتال وبني قينقاع والسويق وعثمان في بني غطفان وذي أمر وذات الرقاع ، وابن ام مكتوم في قرقرة الكدر وبني سليم واحد وحمراء الاسد وبني النضير والخندق وبني قريظة وبني لحيان وذي قرد وحجة الوداع والاكيدر ، وسباع ابن عرفطة في الحديبية ودومة الجندل وأبا ذر في حنين وعمرة القضا ، وابن رواحة في بدر الموعد ، ومحمد بن مسلمة ثلاث مرات ، وقد قدم عبدالرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبا عبيدة وعائشة بن محصن ومرثد الغنوي.

عماله : ولى عمرو بن حزم الانصاري نجران ، وزياد بن اسيد حضرموت وخالد بن سعيد بن العاص صنعاء ، وأبا امية المخزومي كندة والصدق(٢) ، و أبا موسى الاشعري زبيد ، وزمعة عدن والساحل ، ومعاذ بن جبل الجبلة والفضا(٣) من أعمال اليمين ، وعمرو بن العاص عمان ومعه أبوزيد الانصاري ، ويزيد بن أبي سفيان على نجران ، وحذيفة(٤) وبلالا على صدقات الثمار ، وعباد بن بشير الانصاري على صدقات بني المصطلق ، والاقرع بن حابس على صدقات بني دارم والزبرقان بن بدر على صدقات عوف ، ومالك بن نويرة على صدقات بني يربوع

____________________

(١) المائدة : ١٧.

(٢) لم نعرف موضعه. ولعله مصحف : [ سرف ] وهو موضع قرب التميم او [ صدف ] وهى قبيلة من حمير.

(٣) في المصدر : الغضا. وفى القاموس : ارض لبنى كلاب. وراد؟ بنجد. والفضا : موضع بالمدينة.

(٤) في القاموس : دبى كعلى ، سوق للعرب.

٢٤٩

وعدي بن حاتم على صدقات طئ وأسد ، وعيينة بن حصن على صدقات فزارة ، و أبا عبيدة بن الجراح على صدقات مزينة وهذيل وكنانة.

رسله : بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ، وشجاع بن وهب الاسدي إلى الحارث بن شمر(١) ، ودحية الكلبي إلى قيصر ، وسليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن علي الحنفي ، وعبدالله بن حذافة السهمي إلى كسرى وعمرو بن امية الضمري إلى النجاشي(٢).

المشبهون به : جعفر الطيار ، والحسن بن علي(٣) وقثم بن العباس(٤) وأبوسفيان(٥) بن الحارث بن عبدالمطلب ، وهاشم بن(٦) عبدالمطلب ومسلم بن معتب بن أبي لهب.

____________________

(١) في المحبر : إلى جبلة بن الايهم الغسانى. اقول : الصحيح : الحارث بن ابى شمر.

(٢) زاد البغدادى في المحبر : ٧٥ جرير بن عبدالله البجلى إلى ذى الكلاع وذى عمر وإلى اليمن. والعلاء بن الحضرمى إلى اهل البحرين ، وعمرو بن العاص السهمى إلى جيفر وعبد ابنى الجلندى ، وعبدالله بن حذافة السهمى إلى كسرى بن هرمز أقول : وله رسل غيرهم يطول ذكرهم ، فمن شاء فليراجع كتبه إلى الملوك وغيرهم.

(٣) ذكر البغدادى المشبهون به صلى‌الله‌عليه‌وآله في المحبر : ٤٦ وفيه : وكانت فاطمة صلوات الله عليها إذا رقصته قالت :

وا بأبى شبه ابى

غير شبيه بعلى

(٤) في المحبر : وكان العباس يرقصه ويقول :

ايا بنى يا قثم

ايا شبيه ذى الكرم

(٥) اسمه مغيرة.

(٦) لم يذكره البغدادى ، واضاف : محمد بن جعفر بن ابى طالب ، وعبدالله بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب ، والسائب بن عبد زيد بن المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، وكابس ابن ربيعة بن مالك بن عدى بن الاسود بن حشم بن ربيعة بن الحارث بن سامة بن لؤى ، و كان بلغ معاوية ان بالبصرة رجلا يشبه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فكتب إلى عامله عبدالله ابن عامر بن كريز ان يوفده إليه فاوفد كابسا ، فلما دخل إلى معاوية نزل عن سريره ومشى إليه حتى قبل بين عينيه واقطعه المرغاب انتهى. أقول : يفعل به ذلك ، ويقتل الحسن بن على عليه‌السلام شبيه النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله وريحانته وسيد شباب اهل الجنة ، ويحارب اباه أخا الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وزوج البتول وابا السبطين الذى كان يحب الله ورسوله و يحبه الله ورسوله. لعن الله الدهاء والمكر.

٢٥٠

من هاجر معه من مكة إلى المدينة : أبوبكر وعامر بن فهيرة ، ودليلهم عبدالله ابن اريقط الليثي ، وخلف عليا على الودايع ، فلما سلمها إلى أصحابها لحق به فخرج إلى الغار ، ومنها إلى المدينة وفي رواية أنه أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقبا. خدامه من الاحرار : أنس وهند وأسماء ابنتا خارجة الاسلمية ، وأبو الحمراء وأبوخلف.

عيونه : الخزاعي وعبدالله بن حدرد(١).

الذي حلق رأسه يوم الحديبية : خراش بن امية الخزاعي ، وفي حجته معمر بن عبدالله بن حارثة بن نضر.

الذي حجمه : أبوطيبة الذي شرب دم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فخطب في الاشراف ، و أبوهند مولى فروة بن عمرو البياضي الذي قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنما أبوهند رجل منكم فأنكحوه وانكحوا إليه ، وأبوموسى الاشعري.

شعراؤه : كعب بن مالك ، قوله :

وإني وان عنفتموني لقائل

فدئ لرسول الله نفسي وماليا

أطعناه لم نعدله فينا بغيره

شهابا لنا في ظلمة الليل هاديا

وله :

وفينا رسول الله نتبع أمره

إذا قال فينا القول لا تتطلع(٢)

تدلى عليه الروح من عند ربه

ينزل من جو السماء ويرفع

وعبدالله بن رواحة ، قوله :

وكذا قد ساد النبي محمد

كل الانام وكان آخر مرسل

وحسان بن ثابت قوله :

____________________

(١) ذكر البغدادى في المحبر : ٢٨٥ : عينه على اهل بدر وغيره فقال : بسبس بن عمرو ابن ثعلبة الخزرجى ، وعدى بن ابى الزغباء من الخزرج ، وانس بن فضالة ، كان عينه على اصحاب احد ، واخوه مويس بن فضالة.

(٢) في المصدر : لا يتطلع.

٢٥١

ألم تر أن الله أرسل عبده

ببرهان والله أعلى وأمجد

فشق له من اسمه ليجله

فذو العرش محمود وهذا محمد

نبي أتانا بعد يأس وفترة

من الرسل والاوثان في الارض تعبد

تعاليت رب العرش من كل فاحش

فإياك نستهدي وإياك نعبد

وأمره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يجيب أبا سفيان فقال :

ألا أبلغ أبا سفيان عني

مغلغلة وقد برح الخفاء

بأن سيوفنا تركتك عبدا

وعبد الدار سادتها الاماء

أتهجوه ولست له بند

فشر كما لخير كما الفداء

هجوت محمد برا حنيفا

أمين الله شيمته الوفاء

أمن يهجو رسول الله منكم

ويمدحه وينصره سواء

فإن أبي ووالدتي وعرضي

لعرض محمد منكم وقاء

والنابغة الجعدي قوله :

أتيت رسول الله إذا جاء بالهدى

ويتلو كتابا كالمجرة نيرا

بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا(١)

وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أين؟ قال : الجنة ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أجل. كعب بن زهير :

إن الرسول لنور يستضاء به(٢)

مهند من سيوف الله مسلول

في فتية من قريش قال قائلهم

ببطن مكة لما أسلموا زولوا

شم العرانين أبطال لبوسهم

من نسج داود في الهيجا سرابيل

مهلا هداك الذي أعطاك نافلة

القرآن فيه مواعيظ وتفصيل(٣)

لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم

أذنب ولو كثرت في الاقاويل

____________________

(١) وجدودنا خ ل. أقول : في المصدر : بلغنا السما في مجدنا وسنائنا.

(٢) لسيف خ ل. أقول : يوجد ذلك في المصدر.

(٣) وتفصيل خ ل أقول : في المصدر : مواعيد وتفصيل.

٢٥٢

نبئت أن رسول أودعني

والعفو عند رسول الله مأمول

قيس بن صرمة من بني النجار :

ثوى في قريش بضع عشرة حجة

يذكر لو يلقى(١) صديقا مواتيا

ويعرض في أهل المواسم نفسه

فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا

فلما أتاها أظهر الله دينه

فأصبح مسرورا بطيبة راضيا

وألقى صديقا واطمأنت به النوى

وكان له عونا من الله باديا

يقص لنا ما قال نوح لقومه

وما قال موسى إذا أجاب المناديا

ولمى قبل لبيد بعد إسلامه إلا كلمة :

زال الشباب فلم أحفل به بالا(٢)

وأقبل الشيب بالاسلام إقبالا

الحمد لله إذ لم يأتني أجلي

حتى لبست من الاسلام سربالا

ابن الزبعرى :

يا رسول المليك إن لساني

راتق ما فتقت إذ أنا بور

إذا جارى الشيطان في سنن

الغي ومن مال ميله مثبور(٣)

شهد اللحم والعظام بربي

ثم قلبي الشهيد أنت النذير

يعتذر من الهجار فأمر له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بحلة.

وله :

ولقد شهدت بأن دينك صادق

حقا وأنك في العباد جسيم

والله يشهد أن أحمد مصطفى

مستقبل في الصالحين كريم

وله :

فالآن أخضع للنبي محمد

بيد مطاوعة وقلب تائب

ومحمد أوفى البرية ذمة

وأعن مطلوبا وأظفر طالب

هادي العباد إلى الرشاد وقائد

للمؤمنين بضوء نور ثاقب

____________________

(١) لو ألفى خ ل. أقول : في المصدر : يذكر من يلقى صديقا مواليا.

(٢) لم احفل به اى لم اهتم له. (٣) الغى انا في ذاك حاسر مثبور خ ل.

٢٥٣

إني رأيتك يا محمد عصمة

للعالمين من العذاب الواصب

وامية بن الصلت :

وأحمد أرسله ربنا

فعاش الذي عاش لم يهتضم

وقد علموا أنه خيرهم

وفي بيته ذي الندى والكرم

نبي الهدى طيب صادق

رحيم رؤف بوصل الرحم

حواست جمع كن

وخص به الله أهل الحرم

العباس بن مرداس :

رأيتك ياخير البرية كلها

نشرت كتابا جاء بالحق معلما

سننت لنا فيه الهدى بعد جورنا

عن الحق لما أصبح الحق مظلما

ونورت بالبرهان أمرا مدمسا

وأطفأت بالبرهان جمرا تضرما

أقمت سبيل الحق بعد اعوجاجها

ودانت قديما وجهها قد تهدما

طفيل الغنوي :

فأبصرت الهدى وسمعت قولا

كريما ليس من شجع الانام

فصدقت الرسول وهان قوم

علي رموه بالبهت العظام

كعب بن نمط :

وما حملت من ناقة فوق رحلها

أبر وأوفى ذمة من محمد

ولا وضعت انثى لاحمد مشبها

من الناس في التقوى ولا في التعبد

مالك بن عوف :

ما إن رأيت ولا سمعت بواحد

في الناس كلهم شبيه محمد

قيس بن بحر الاشجعي :

رسولا يضاهي البدر يتلو كتابه

ولما أتى بالحق لم يتلعثم

عبدالله بن الحرب الاسهمي :

فينا الرسول وفينا الحق نتبعه

حتى الممات ونصر غير محدود(١)

____________________

(١) في المصدر : غير مجذوذ.

٢٥٤

أبودهبل الجمحي :

إن البيوت معادن فنجاره

ذهب وكل نبوته(١) ضخم

عقم النساء فلا يلدن شبيهه

إن النساء بمثله عقم

متهلل ينعم(٢) بلا متباعد

سيان(٣) منه الوفر والعدم

بحير بن أبي سلمى :

إلى الله وجهي والرسول ومن يقم

إلى الله يوما وجهه لا يخيب

وأتى الاعشى مكة فقالت قريش : إن محمدا يحرم الخمر والزنا ، فانصرف

فسقط عن بعيره ومات ، ويقال : إنه قال :

نبي يرى مالا يرون وذكره

أغار لعمري في البلاد وأنجدا

ومن هاجته ابن الزبعرى السهمي ، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي ، و مسافع بن عبد مناف الجمحي ، وعمرو بن العاص ، وامية بن الصلت الثقفي و أبوسفيان بن أبي حارث ، ومن قوله :

فأصبحت قد راجعت حلمي وردني

إلى الله من طردت كل مطرد

أصد وأنأى جاهدا(٤) عن محمد

وادعى وإن لم أنتسب من محمد

فضرب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يده في صدره وقال : متى طردتني يابا سفيان؟ مواليه : سلمان الفارسي ، وزيد بن حارثة ، وابنه اسامة ، وأبورافع أسلم ويقال : اسمه بندويه العجمي ، وهبه العباس وأعتقه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما بشر بإسلام عباس ، وزوجه سلمى فولد له عبيد الله كاتب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وبلال الحبشي وصهيب الرومي ، وسفينة اسمه مفلح الاسود ، ويقال : رومان البلخي ، وكان لام سلمة فأعتقته ، واشترطت عليه خدمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وثوبان الحميري ، اشتراه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأعتقه ، وبقي في خدمته وخدمة أولاده إلى أيام معاوية ، ويسار النوبي اسر في غزوة بني ثعلبة فأعتقه ، وهو الذي قتله العرنيون ، وشقران و

____________________

(١) في المصدر : وكل بيوته. (٢) في المصدر : نعم.

(٣) شتان خ ل. (٤) في المصدر : جاهلا.

٢٥٥

اسمه صالح بن عدي الحبشي ، ورثه عن أبيه ، ويقال : هو من أولاد دهاقين الري ومدعم الجشعمي(١) وهو هدية فروة بنت عمر والجذامي ، وأبو مويهبة من مولدي مزينة ، أعتقه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأبوكبشة واسمه سليم من مولدي أرض دوس أو مكة فاشتراه وأعتقه ، مات في أول يوم من جلوس عمر ، وأبوبكرة واسمه نفيع تدلى من الحصن على بكرة ونزل من حصن الطائف إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فانعتق ، وأبوأيمن واسمه رباح وكان أسود ، وكان يستأذن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم صيره مكان يسار حين قتل ، وأبولبابة القرظي اشتراه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأعتقه ، وفضالة وهبه رفاعة بن زيد الجذامي وقتل بوادي القرى ، وأنيسة(٢) بن كردى من العجم قتل في بدر ، و قيل : توفي في أيام أبي بكر ، وكركرة اهدي له فأعتقه ، ويقال : مات وهو مملوك ، وأبوضمرة كان مما أفاء الله عليه من العرب وهو أبوضميرة ، ويقال : اشترته ام سلمة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأعتقه ، ويقال : هو روح بن شير زاد من ولد كشتاسف(٣) الملك ، ونبيه(٤) من مولدي السراة ، وأسلم الاصفر الرومي ، والحبشة الحبشي وماهر كان المقوقس أهداه إليه ، وأبوثابت ، وأبونيرز(٥) ابوسلمى وأبوعسيب ، و أبورافع الاصغر ، وأبولقيط ، وأبوالبشر ، ومهران ، وعبيد ، وأفلح ، ورفيع ، و يسار الاكبر.

إماؤه : حارثة بنت شمعون أهداها له ملك الحبشة ، سلمى ورضوى ، وام أيمن اسمها بركة ، وأسلمة ، وآنسة ، وأبومويهبة(٦) وقيل : هما من مواليه ، وكان له خصى يقال له : مابورا(٧).

____________________

(١) في المصدر : الخثعمى.

(٢) في المصدر : [ انبسة ] وفى اسد الغابة : أنسة.

(٣) في المصدر : كشتاسب.

(٤) في اسد الغابة : نبية ، وقيل : النبية بالالف واللام وضم النون وقيل : بالفتح.

(٥) في المصدر : ابونيزر.

(٦) في المصدر : [ مويهبة ] وعده ابن الاثير في اسد الغابة في الرجال وقال : ابومويهبة.

(٧) مناقب آل أبى طالب ١ : ١٣٧ و ١٤٠ ـ ١٤٩.

٢٥٦

بيان : منهم من جعل أعمامه اثني عشر ، بجعل الغيداق والحجل اثنين ، و زيادة قثم وعبد الكعبة ، فعبدالله ثالث عشرهم كذا في جامع الاصول ، ومن جعلهم عشرة أسقط عبدالكعبة وقال : هو المقوم ، وجعل الغيداق وحجلا واحدا ، ومن جعلهم تسعة أسقط قثم ، ولم أر من ذكر من عماته سوى الست ، والغيداق بفتح الغين المعجمة والدال المهملة ، والمقوم بضم الميم وفتح القاف والواو المشددة وضرار بالكسر والتخفيف ، وقثم بضم القاف وفتح الثاء المثلثة ، وحجل بفتح حاء المهلة وسكون الجيم ، وصحح ابن عبدالبر بتقديم الجيم على الحاء ، وبرة بفتح الباء وتشديد الراء ، وأنيسة كانت تعرف بالشيماء وهي التي كانت تحضن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والتقريظ : مدح الانسان وهو حي بحق أو باطل ، وذكر الاكثر لام سلمة من أبي سلمة أربعة أولاد : زينب ولدت بأرض الحبشة ، ثم سلمة وعمر ودرة ، والعوام كشداد ، وأبومحذورة بالحاء المهملة والدال المعجمة ، قيل : اسمه سمرة بن مغير(١) وقيل : أوس بن مغير ، وقيل : سليمان(٢) بن سمرة. و قيل : سلمة بن مغير ، ورجح ابن عبدالبر(٣) أنه أوس(٤) ومغير بكسر الميم و سكون الغين المعجمة وفتح الياء المثناة التحتانية ، وودان : موضع قرب الابواء قوله : إلى تمام سبع مرات ، أي استخلف زيدا على المدينة في سبع غزوات ، وقيل : إنه خرج في سبع سرايا. وعمرو ابن ام مكتوم قال بعضهم : استخلفه رسول الله (ص ثلاث عشرة مرة في غزواته على المدينة وكان ضريرا ، وفي الاستيعاب(٥) أن سباع ابن عرفطة استعمله صلى‌الله‌عليه‌وآله على المدينة حين خرج إلى خيبر ، وإلى دومة الجندل وأبوطيبة صححه الاكثر بالطاء المهملة ، ثم الياء المثناة التحتانية ، ثم الباء

____________________

(١) في اسد الغابة : [ معير ] وكذا فيما يأتى ، وقال ضبطه بعضهم : [ معين ] بضم الميم وتشديد الياء ، وآخره نون ، والاكثر يقولون : معير ، بكسر الميم وسكون العين وآخر راء.

(٢) في اسد الغابة : سلمان بن معير.

(٣) راجع الاستيعاب ٤ : ١٧٦.

(٤) زاد في اسد الغابة على اسمه في قول : معير بن محيريز.

(٥) الاستيعاب ٢ : ١٢٦.

٢٥٧

الموحدة ، وكان حجاما ، واسمه نافع ، وقيل : دينار ، وقيل : ميسرة ، وهو مولى محيصة بن مسعود الانصاري ، وقوله : فخطب في الاشراف ، أي صار ذلك سببا لشرفه حتى خطب في الاشراف وزوجوه. قوله : لا تتطلع أي لا ننتظر ولا نستكشف وقوعه وحقيته لعلمنا بمحض قوله ، أو لا نعترض عليه كقولهم : عافى الله من لم يتطلع في فمك ، أي لم يتعقب كلامك.

وقال الجوهري : الغلغلة : سرعة السير ، والمغلغلة : الرسالة المحمولة من بلد إلى بلد. وقال : برح الخفاء ، أي وضح الامر كأنه ذهب الستر وزال. و قال : الند بالكسر : المثل والنظير. والنابغة : قيس بن عبدالله ، وقيل : حيان بن قيس وابن(١) عبدالبر روى أولا :

بلعنا السماء مجدنا وسناؤنا.

ثم قال : وفي رواية :

علونا على طر العباد تكرما

وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

ثم قال : وفي ساير الروايات : مجدنا وجدودنا.

وفي النهاية : الشمم : ارتفاع قصبة الانف ، واستواء أعلاها وإشراف الارنبة قليلا ، ومنه قصيدة كعب :

« شم العرانين أبطال لبوسهم » شم جمع أشم ، والعرانين : الانوف ، و هو كناية عن الرفعة والعلو وشرف الانفس ، ومنه قولهم للمتكبر المتعالي : شمخ بأنفه. قوله : نافا؟ ، أي زائدة ، والوشاة بالضم جمع الواشي ، يقال : وشى به إلى السلطان ، أي نم وسعى. وثوى بالمكان : أطال الاقامة به ، فلما أتاها : الضمير لطيبة.

وفي الصحاح : النوى : الوجه الذي ينويه المسافر من قرب أو بعد ، وهي مؤنثة لا غير ، واستقرت نواهم : أقاموا.

____________________

(١) الاستيعاب ٤ : ٥٥٤.

٢٥٨

والبور بالضم : الفاسد والهالك لا خير فيه ، ويكون للواحد والجمع. و دمس الظلام : اشتد ، ودمسه في الارض : دفنه ، كدمسه ، والموضع : درس ، و على الخبر : كتمه. ودان يدون : ضعف وصار دونا خسيسا ، ودان يدين : خضع وذل. وتهدمت الناقة : اشتدت ضيعتها : وتلعثم : تمكث وتوقف وتأنى ، أو نكص عنه وتبصره ، والنجار بالكسر والضم : الاصل والحسب.

وقال الجوهري : اختلفوا في قول الاعشى : أغار الخ ، قال الاصعمي : أغار بمعنى أسرع وأنجد ، أي ارتفع ، ولم يرد أتى الغور ولا نجدا ، وليس عنده في إتيان الغور إلا غار ، وزعم الفراء أنها لغة ، واحتج بهذا البيت ، وناس يقولون أغار وأنجد ، فإذا أفردوا قالوا : غار ، كما قالوا : هناني الطعام ومرأني ، فإذا أفردوا قالوا : أمرأني ، والتغوير : إتيان الغور.

وقال ابن عبدالبر : أبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان من الشعراء المطبوعين ، وكان سبق له هجاء في رسول الله (ص) وإياه عارض حسان بقوله : ألا أبلغ أبا سفيان الخ.

ثم أسلم فحسن إسلامه فيقال : إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حياء منه ، وقال علي عليه‌السلام له : ائت رسول الله (ص) من قبل وجهه ، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف : « تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين(١) » فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولا منه ، ففعل ذلك أبوسفيان فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين(٢).

أقول : ثم ذكر أبياتا منه في الاعتذار ، منها :

هداني هاد غير نفسي ودلني

على الله من طردته كل مطرد

أصد وأنأى جاهلا عن محمد

وأدعى وإن لم أنتسب من محمد

ثم قال : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحبه وشهد له بالجنة انتهى(٣).

____________________

(١) يوسف : ٩١. (٢) يوسف : ٩٢.

(٣) الاستيعاب ٤ : ٨٣.

٢٥٩

ومدعم بكسر الميم وفتح العين. وكركرة بفتح الكافين وكسرهما. و أبوضميرة قيل اسمه : سعد ، وقيل : روح بن سعد ، وقيل : ابن شير زاد(١) ، و المشهور أنه كان من العرب فأعتقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكتب له كتابا يوصي به ، و هو بيد ولده ، قيل : وقدم حسين بن عبدالله بن ضميرة بن أبي ضميرة بكتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالايصاء بآل ضميرة وولده على المهدي ، فوضعه على عينيه ووصله بمال كثير(٢).

وأسلم ، ذكروا أنه كان حبشيا أسود مملوكا ليهودي فأسلم ، وقاتل فقتل وأبوسلمى اثنان : أحدهما راعي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل : هما واحد. وأبورافع اسمه أسلم ، وقيل : إبراهيم ، وقيل : هرمز ، وقيل : ثابت ، ولم أر وصفه بما ذكر في كتبهم. والمشهور أن آنسة وأبا مويهبة من الموالي من الرجال ، وكون الاخير من الموليات أو الاماء في غاية البعد.

٢ ـ عم : كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تسعة أعمام هم بنو عبد ـ المطلب : الحارث ، والزبير ، وأبوطالب ، والغيداق ، والضرار ، والمقوم وابولهب ـ واسمه : عبدالعزى ـ والعباس ولم يعقب منهم إلا أربعة. الحارث و أبوطالب ، والعباس ، وأبولهب ، فأما الحارث فهو أكبر ولد عبدالمطلب ، وبه كان يكنى ، وشهد معه حفر زمزم ، وولده أبوسفيان ، والمغيرة ، ونوفل ، وربيعة وعبد شمس ، أما أبوسفيان فأسلم عام الفتح ولم يعقب ، وأما نوفل فكان أسن من حمزة والعباس ، وأسلم أيام الخندق وله عقب ، وأما عبد شمس فسماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عبدالله ، وعقبه بالشام ، وأما أبوطالب عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فكان مع أبيه(٣) عبدالله ابني ام ، وامهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، و اسمه عبد مناف ، له أربعة أولاد ذكور : طالب ، وعقيل ، وجعفر ، وعلي ، ومن

____________________

(١) في اسد الغابة : روح بن سندر ، وقيل : روح بن شير زاد. وقال بعد ذكر الكتاب : وهو اسناد لا يقوم به حجة.

(٢) في اسد الغابة : بثلاثمائة دينار. (٣) في المصدر : مع اخيه.

٢٦٠