بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٥٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بيان : البدن بالتحريك ، الدرع القصير.

٥١ ـ جا : ابن قولويه ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى وأحمد بن ادريس معا ، عن علي بن محمد الاشعري ، عن الحسين بن نصر بن مزاحم ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعت جابر بن عبدالله بن حزام الانصاري يقول : لو نشر سلمان وأبوذر رحمهما الله لهؤلاء الذين ينتحلون مودتكم أهل البيت لقالوا : هؤلآء كذابون ، ولو رأى هؤلاء اولئك لقالوا : مجانين(١).

٥٢ ـ ضه : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي إن الجنة تشتاق إليك وإلى عمار وسلمان وأبي ذر والمقداد.

وقال أبوعبدالله عليه‌السلام : الايمان عشر درجات ، فالمقداد في الثامنة ، وأبوذر في التاسعة ، وسلمان في العاشرة.

وقال ابن عباس : رأيت سلمان الفارسي رحمه‌الله في منامي فقلت له : سلمان؟ فقال : سلمان ، فقلت : ألست مولى النبي (ص)؟ قال : بلى ، وإذا عليه تاج من ياقوت وعليه حلي وحلل ، فقلت : يا سلمان هذه منزلة حسنة أعطاكها الله عزوجل فقال : نعم ، فقلت : فماذا رأيت في الجنة أفضل بعد الايمان بالله ورسوله؟ فقال : ليس في الجنة بعد الايمان بالله ورسوله شئ هو أفضل من حب علي بن أبي طالب عليه‌السلام و الاقتداء به ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الجنة لاشوق إلى سلمان من سلمان إلى الجنة وإن الجنة لاعشق لسلمان من سلمان(٢) للجنة.

قال الباقر عليه‌السلام : جاء المهاجرون والانصار وغيرهم بعد ذلك إلى علي عليه‌السلام فقالوا له : أنت والله أمير المؤمنين ، وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله هلم يدك نبايعك ، فوالله لنموتن ، قدامك ، فقال علي عليه‌السلام : إن كنتم صادقين فاغدوا علي غدا محلقين ، فحلق علي عليه‌السلام وحلق سلمان ، وحلق مقداد ، وحلق أبوذر ، و لم يحلق غيرهم ثم انصرفوا ، فجاؤا مرة اخرى بعد ذلك ، فقالوا له : أنت والله أمير المؤمنين ، وأنت أحق الناس وأولاهم بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله هلم يدك نبايعك وحلفوا

____________________

(١) مجالس المفيد : ١٢٤ و ١٢٥. (٢) في المصدر : إلى الجنة.

٣٤١

فقال : إن كنتم صادقين فاغدوا علي محلقين ، فما حلق إلا هؤلاء الثلاثة ، قلت : فما كان منهم عمار ، قال : لا ، قلت : فعمار من أهل النار ، فقال : إن عمارا قد قاتل مع علي عليه‌السلام.

قال ابوالحسن موسى عليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواري محمد بن عبدالله رسول الله ، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبوذر ، ثم ينادي : أين حواري علي بن أبي طالب وصي محمد بن عبدالله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد واويس القرني.

وقيل لابى جعفر عليه‌السلام : ما تقول في عمارقال : رحم الله عمارا ثلاثا ، قاتل مع أمير المؤمنين وقتل شهيدا.

قال الراوي : فقلت في نفسي : ما يكون منزلة أعظم من هذه المنزلة ، فالتفت إلي وقال : لعلك تقول مثل الثلاثة؟ هيهات هيهات ، قال قلت : وما علمه أنه يقتل في ذلك اليوم(١) ، قال : إنه لما رأى الحرب لا يزداد إلا شدة والقتل لا يزاد إلا كثرة ترك الصف وجاء إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين هو هو؟ قال : ارجع إلى صفك فقال له ذلك ثلاث مرات ، كل ذلك يقول : ارجع إلى صفك ، فلما كان في الثالثة قال له : نعم ، فرجع إلى صفه وهو يقول : اليوم ألقى الاحبه : محمدا وحزبه.

وروي أنه أتى عمار يومئذ بلبن فضحك ، ثم قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : آخر شراب تشربه من الدنيا مذقة من لبن.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الجنة تشتاق(٢) إلى ثلاثة ، قال علي عليه‌السلام : فمن هؤلاء الثلاثة؟ قال : أنت منهم ، وأنت أولهم ، وسلمان الفارسي فإنه قليل الكبر ، وهو لك ناصح فاتخذه لنفسك ، وعمار بن ياسر يشهد معك مشاهد غير

____________________

(١) في المصدر : في ذلك الموضع واليوم. (٢) في المصدر : لمشتاقة.

٣٤٢

واحدة ، ليس منها إلا وهو كثير خيره ، ضيئ نوره(١) ، عظيم أجره.

قال الصادق عليه‌السلام : ما من أهل بيت إلا ومنهم نجيب ، وأنجب النجبآء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حذيفة بن اليمان من أصفيآء الرحمن ، وأبصركم بالحلال والحرام ، وعمار بن ياسر من السابقين ، والمقداد بن الاسود من المجتهدين ، ولكل شئ فارس ، وفارس القرآن عبدالله بن عباس.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء ذا لهجة(٢) أصدق من أبي ذر ، يعيش وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده ، ويدخل الجنة وحده. وقال رسول الله (ص) : من أراد أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم عليه‌السلام فلينظر إلى أبي ذر(٣).

٥٣ ـ كا : أحمد بن إدريس ، عن عمران بن موسى ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين عليها‌السلام فقال : والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ، ولقد آخى رسول الله بينهما فما ظنكم بسائر الخلق إن علم العلمآء صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ، فقال : وإنما صار سلمان من العلمآء لانه امرؤ منا أهل البيت ، فلذلك نسبته إلى العلماء(٤).

ير : عمران بن موسى ، عن محمد بن علي وغيره عن هارون بن مسلم مثله إلا أن فيه : فلذلك نسبه إلينا(٥).

بيان قوله عليه‌السلام : ما في قلب سلمان ، أي من مراتب معرفة الله ومعرفة النبي و الائمة صلوات الله عليهم ، فلو كان أظهر سلمان له شيئا من ذلك لكان لا يحتمله ، ويحمله على الكذب ، وينسبه إلى الارتداد أو العلوم الغريبة والآثار العجيبة التي لو أظهرها

____________________

(١) في المصدر : مضيئ نوره. (٢) في المصدر : على ذى لهجة.

(٣) روضة الواعظين : ٢٤٠ ـ ٢٤٦ وفيه : إلى زهد ابى ذر.

(٤) اصول الكافى ١ : ٤٠١. (٥) بصائر الدرجات : ٨.

٣٤٣

له لحملها على السحر فقتله ، أو كان يفشيه ويظهره للناس فيصير سببا لقتل سلمان على الوجهين ، وقيل : الضمير المرفوع راجع إلى العلم ، والمنصوب إلى أبي ذر أي لقتل وأهلك ذلك العلم أبا ذر ، أي كان لا يحتمله عقله فيكفر بذلك ، أولا يطيق ستره و صيانته فيظهره للناس فيقتلونه(١).

وقال السيد المرتضى رضي‌الله‌عنه في بعض فوائده حيث سئل عن هذا الخبر : الجواب وبالله التوفيق إن هذا الخبر إذا كان من أخبار الآحاد التي لا توجب علما ولا تثلج صدرا ، وكان له ظاهر ينافي المقطوع والمعلوم تأولنا ظاهره على ما يطابق الحق ويوافقه إن كان ذلك مستسهلا ، وإلا فالواجب إطراحه وإبطاله ، وإذا كان من المعلوم الذي لا يحيل سلامة سريرة كل واحد من سلمان وأبي ذر ونقاء صدر كل واحد منهما لصاحبه ، وإنهما ما كانا من المدغلين في الدين ولا المنافقين فلا يجوز مع هذا المعلوم أن يعتقد أن الرسول يشهد بأن كل واحد منهما لو اطلع على مافي قلب صاحبه لقتله على سبيل الاستحلال لدمه ، ومن أجود ما قيل في تأويله : أن الهاء في قتله راجع إلى المطلع ، لا المطلع عليه ، كأنه أراد أنه إذا اطلع على ما في قلبه و علم موافقة باطنه لظاهره وشدة إخلاصه له ، اشتد ضننه به ، ومحبته له ، وتمسكه بمودته ونصرته فقتله ذلك الضن أو الود بمعنى أنه كاد يقتله ، كما يقولون : فلان يهوى غيره ، وتشتد محبته له حتى إنه قد قتله حبه ، أو أتلف نفسه أو ما جرى مجرى هذا من الالفاظ وتكون فائدة هذا الخبر حسن الثنآء على الرجلين ، وأنه آخى بينهما وباطنهما كظاهرهما وسرهما في النقاء والصفاء كعلانيتهما. انتهى كلامه رفع الله مقامه ولا يخفى ما فيه(٢).

٥٤ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن محمد بن ارومة ، عن النضر ، عن يحيى بن

____________________

(١) ويقال في معناه ايضا : اى لكد فكره وخاطره كدا يجهده ، وانه عبر بالقتل مبالغة عن شدة المبالغة والمشقة ، كما يقول القائل : قتلنى انتظار فلان ، ومت إلى ان رأيتك وهو يريد الاخبار عن شدة الكلفة والمشقة والمبالغة في وصفها.

(٢) غرر الفوائد : ٤١٩ طبعة ايران.

٣٤٤

أبي خالد القماط ، عن حمران بن أعين قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام جعلت فداك ما أقلنا ، لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها ، فقال : ألا احدثك بأعجب من ذلك. المهاجرون والانصار ذهبوا إلا ـ وأشار بيده ـ ثلاثة ، قال حمران : فقلت : جعلت فداك ما حال عمار؟ قال : رحم الله عمارا أبا اليقظان بايع وقتل شهيدا فقلت في نفسي : ما شئ أفضل من الشهادة ، فنظر إلي فقال : لعلك ترى أنه مثل الثلاثة؟ أيهات(١) أيهات(٢).

٥٥ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن منصور بن العباس ، عن سليمان المسترق عن صالح الاحوال قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : آخى رسول الله (ص) بين سلمان وأبي ذر واشتراط على أبي ذر أن لا يعصي سلمان(٣).

٥٦ ـ فر : علي بن محمد الزهري معنعنا عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : « إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير منمون » قال : هم المؤمنون سلمان الفارسي ومقداد بن الاسود وعمار وأبوذر رضي‌الله‌عنهم ، وأمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه‌السلام لهم أجر غير منمون(٤).

٥٧ ـ فر : عبيد بن كثير معنعنا عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال خلقت الارض لسبعة ، بهم يرزقون : وبهم يمطرون ، وبهم ينظرون(٥) ، وهم عبدالله بن مسعود و أبوذر وعمار وسلمان الفارسي ومقداد بن الاسود وحذيفة ، وأنا إمامهم السابع قال الله تعالى : « وأما بنعمة ربك فحدث » هؤلآء الذين صلوا على فاطمة الزهراء عليها‌السلام(٦).

٥٨ ـ ختص : جعفر بن الحسين المؤمن ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي نجران ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال :

____________________

(١) اصول الكافى ٢ : ٢٤٤ و ٢٤٥. (٣) روضة الكافى : ١٦٢.

(٤) تفسير فرات : ٢٠٧ فيه : [ لهم اجر غير ممنون. قال هو امير المؤمنين ] والاية في سورة التين : ٦.

(٥) في المصدر : وبهم ينصرون (٦) تفسير فرات : ٢١٥.

٣٤٥

قال رسول الله (ص) : إن الله أمرني بحب أربعة ، قالوا : ومن هم يا رسول الله؟ قال : علي ابن أبيطالب ، ثم سكت ، ثم قال : إن الله أمرني بحب أربعة ، قالوا : ومن هم يا رسول الله؟ قال : علي بن أبيطالب ، ثم سكت ، ثم قال : إن الله أمرني بحب أربعة ، قالوا : ومن هم يا رسول الله؟ قال : علي بن أبي طالب والمقداد بن الاسود وأبوذر الغفاري وسلمان الفاسي(١).

٥٩ ـ ختص : أحمد بن محمد بن يحيى ، عن أبيه ، عن ابن أبي الخطاب ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن سلمان علم الاسم الاعظم(٢).

كش : جبرئيل بن أحمد ، عن الحسن بن خرزاد ، عن ابن مهران ، عن البطائني ، عن أبي بصير مثله(٣).

٦٠ ـ ختص : أحمد بن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن إدريس ، عن عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن عمرو بن سعيد المدائني ، عن عيسى بن حمزة قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : الحديث الذي جآء في الاربعة ، قال : وما هو؟ قلت : الاربعة التي اشتاقت إليهم الجنة ، قال : نعم ، منهم سلمان وأبوذر والمقداد وعمار ، قلنا : فأيهم أفضل؟ قال : سلمان ثم أطرق ثم قال : علم سلمان علما لو علمه أبوذر كفر(٤).

٦١ ـ ختص : محمد بن المحسن ، عن سعد ، عن محمد بن إسماعيل بن عيسى ، عن ابن أبي نجران ، عن المفضل بن صالح ، عن محمد بن مروان ، عن رجل ، عن أبي ـ جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : إن الله أوحى إلي أن احب أربعة : عليا وأبا ذر وسلمان والمقداد(٥). مختصر.

٦٢ ـ ختص : الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد عن أبيه ، عن أبي أحمد الازدي ، عن أبان الاحمر ، عن أبان بن تغلب ، عن ابن

____________________

(١) الاختصاص : ١١. (٢ و ٣) رجال الكشى : ٩.

(٤ و ٥) الاختصاص : ١٢ و ١٣.

٣٤٦

ظريف ، عن ابن نباته قال : سألت أمير المؤمنين عليه‌السلام عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه وقلت : ما تقول فيه؟ فقال : ما أقول في رجل خلق من طينتا ، وروحه مقرونة بروحنا ، خصه الله تبارك وتعالى من العلوم بأولها وآخرها وظاهرها وباطنها وسرها وعلانيتها ، ولقد حضرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمان بين يديه ، فدخل أعرابي فنحاه عن مكانه وجلس فيه ، فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى در العرق بين عينيه واحمرتا عيناه ، ثم قال : يا أعرابي أتنحي رجلا يحبه الله تبارك وتعالى في السمآء ويحبه رسوله في الارض ، يا أعرابي أتنحي رجلا ما حضرني جبرئيل إلا أمرني عن ربي عزوجل أن اقرئه السلام ، يا أعرابي إن سلمان مني ، من جفاه فقد جفاني ، ومن آذاه فقد آذاني ، ومن باعده فقد باعدني ، ومن قربه فقد قربني يا أعرابي لاتغلطن في سلمان فإن الله تبارك وتعالى قد أمرني أن أطلعه على علم المنايا والبلايا والانساب وفصل الخطاب ، قال : فقال الاعرابي : يا رسول الله ما ظننت أن يبلغ من فعل سلمان ما ذكرت ، أليس كان مجوسيا ثم أسلم؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أعرابي اخاطبك عن ربي ، وتقاولني ، إن سلمان ما كان مجوسيا ، ولكنه كان مظهرا للشرك ، مبطنا للايمان ، يا أعرابي أما سمعت الله عزوجل يقول : « فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما(١) » أما سمعت الله عزوجل يقول : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا(٢) » يا أعرابي خذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ، ولا تجحد فتكون من المعذبين ، وسلم لرسول الله قوله تكن من الآمنين(٣).

٦٣ ـ ختص : الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن ابن أبي نجران ، عن العلا ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر قال : سمعت جابر بن عبدالله الانصاري يقول : سألت رسول الله (ص) عن سلمان الفارسي فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : سلمان بحر العلم لا يقدر على نزحه ، سلمان مخصوص بالعلم الاول والآخر ، أبغض الله من أبغض

____________________

(١) النساء : ٦٥. (٢) الحشر : ٨.

(٣) الاختصاص : ٢٢١ و ٢٢٢.

٣٤٧

سلمان ، وأحب من أحبه ، قلت : فما تقول في أبي ذر؟ قال : وذاك منا ، أبغض الله من أبغضه ، وأحب من أحبه ، قلت : فما تقول في المقداد؟ قال : وذاك منا ، أبغض الله من أبغضه ، وأحب من أحبه ، قلت : فما تقول في عمار؟ قال : وذاك منا ، أبغض الله من أبغضه ، وأحب من أحبه ، قال جابر : فخرجت لابشرهم ، فلما وليت قال : إلي يا جابر إلى يا جابر ، وأنت منا ، أبغض الله من أبغضك ، وأحب من أحبك ، قال : فقلت : يا رسول الله فما تقول في علي بن أبيطالب؟ فقال : ذاك نفسي ، قلت : فما تقول في الحسن والحسين؟ قال : هما روحي ، وفاطمة امهما ابنتي يسوؤني ماساءها ويسرني ماسرها ، اشهد الله أني حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم ، يا جابر إذا أردت أن تدعو الله فيستجيب لك فادعه بأسمائهم فإنهم أحب الاسماء إلى الله عزوجل(١).

٦٤ ـ ختص : بلغنا أن سلمان الفارسي رضي‌الله‌عنه دخل مجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم فعظموه وقدموه وصدروه إجلالا لحقه ، وإعظاما لشيبته ، واختصاصه بالمصطفى وآله ، فدخل عمر فنظر إليه فقال : من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب؟ فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فخطب فقال : إن الناس من آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط ، لافضل للعربي على العجمي ، ولا للاحمر على الاسود إلا بالتقوى سلمان بحر لا ينزف ، وكنز لا ينفد ، سلمان منا أهل البيت سلسل يمنح الحكمة ويؤتى البرهان(٢).

بيان : السلسل كجعفر : الماء العذب أو البارد ، ولا يبعد أن يكون تصحيف سلمان.

٦٥ ـ ختص : جرى ذكر سلمان وذكر جعفر الطيار بين يدي جعفر بن محمد عليها‌السلام وهو متكئ ، ففضل بعضهم جعفرا عليه ، وهناك أبوبصير ، فقال بعضهم : إن سلمان كان مجوسيا ثم أسلم ، فاستوى أبوعبدالله عليه‌السلام جالسا مغضبا وقال :

____________________

(١) الاختصاص ٢٢٢ (٢) الاختصاص : ٣٤١.

٣٤٨

يابا بصير جعله الله علويا بعد أن كان مجوسيا ، وقرشيا ببعد أن كان فارسيا فصلوات الله عليه سلمان ، وإن لجعفر شأنا عندالله يطير مع الملائكة في الجنة ، أو كلام يشبهه(١).

٦٦ ـ فس : قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى : « والذين آمنوا وعملوا الصالحات » نزلت في أبي ذر وسلمان ومقداد وعمار ، لم ينقضوا العهد وآمنوا بما نزل على محمد « أي ثبتوا على الولاية التي أنزلها الله » وهو الحق « يعني أمير المؤمنين « من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم » (٢).

٦٧ ـ كش : جبرئيل بن أحمد ، عن الحسن بن خرزاد ، عن محمد بن علي و علي بن أسباط ، عن الحكم بن مسكين ، عن الحسين بن صهيب ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ذكر عنده سلمان الفارسي قال : فقال أبوجعفر عليه‌السلام مه : لا تقولوا سلمان الفارسي ، ولكن قولوا : سلمان المحمدي ذاك رجل منا أهل البيت(٣).

٦٨ ـ كش : جبرئيل ، عن ابن خرزاد ، عن الحسن بن فضال ، عن ثعلبة ابن ميمون ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان علي عليه‌السلام محدثا ، وكان سلمان محدثا(٤).

٦٩ ـ كش : محمد بن مسعود ، عن أحمد بن منصور ، عن أحمد بن الفضل ، عن محمد بن زياد ، عن حماد بن عثمان ، عن عبدالرحمن بن أعين قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : كان سلمان من المتوسمين(٥).

٧٠ ـ كش : طاهر بن عيسى الوراق ، عن جعفر بن أحمد السمرقندي ، عن علي بن محمد بن شجاع ، عن أحمد بن حمار المروزي ، عن الصادق عليه‌السلام انه قال في الخبر الذي روي فيه أن سلمان كان محدثا ، قال : إنه كان محدثا عن إمامه ، لا عن ربه لانه لا يحدث عن الله عزوجل إلا الحجة(٦).

____________________

(١) الاختصاص : ٣٤١. (٢) تفسير القمى : ٦٢٥ ، والاية في سورة محمد : ٣.

(٣) رجال الكشى : ٨ وفيه : الحسن بن صهيب.

(٤ ـ ٦) رجال الكشى : ٩ و ١٠.

٣٤٩

بيان : يحتمل هذا الخبر زائدا على ماذكرناه في الخبر السابق أن يكون المراد بالمنفي تحديث الله تعالى من غير توسط ملك ، ويحتملان أيضا أن يكون الغرض نفي نوع من التحديث يخص الامام ، ولا يوجد في غيره.

٧١ ـ كش : بهذا الاسناد عن ابن شجاع ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير عن حزيمة بن ربيعة يرفعه قال : خطب سلمان إلى عمر فرده ثم ندم فعاد إليه ، فقال : إنما أردت أن أعلم ذهبت حمية الجاهلية من قلبك ، أم هي كما هي(١).

٧٢ ـ كش : حمدويه بن نصير ، عن اليقطيني ، عن يونس بن عبدالرحمن و محمد بن سنان ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان والله علي عليه‌السلام محدثا ، وكان سلمان محدثا ، قلت : اشرح لي ، قال : يبعث الله إليه ملكا ينقر في اذنيه يقول : كيت وكيت(٢).

٧٣ ـ كش : جبرئيل بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن حماد ، عن حريز ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال لي : تروي ما يروي الناس أن عليا عليه‌السلام قال في سلمان : أدرك علم الاول وعلم الآخر؟ قلت : نعم ، قال : فهل تدري ما عنى؟ قال : قلت : يعني علم بني إسرائيل وعلم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : فقال : ليس هكذا ، ولكن علم النبي (ص) وعلم علي عليه‌السلام وأمر النبي (ص) وأمر علي صلوات الله عليهما(٣).

٧٤ ـ كش : نصر بن الصباح ، عن إسحاق بن محمد البصري ، عن محمد بن عبدالله بن مهران ، عن محمد بن سنان ، عن الحسن بن منصور قال : قلت للصادق عليه‌السلام : أكان سلمان محدثا؟ قال : نعم ، قلت : من يحدثه؟ قال : ملك كريم ، قلت : فإذا كان سلمان كذا فصاحبه أي شئ هو؟ قال : أقبلى على شأنك(٤).

٧٥ ـ ل : ابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن ابن أبي عثمان ، عن محمد بن حماد ، عن عبدالعزيز القراطيسي قال : قال

____________________

(١ ـ ٣) رجال الكشى : ١٠ و ١١. (٤) رجال الكشى : ١٣.

٣٥٠

لي أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الايمان عشر درجات بمنزلة السلم ، يصعد منه مرقاة بعد مرقاة ، فلا يقولن صاحب الواحد لصاحب الاثنين : لست على شئ حتى ينتهي إلى العاشر ، ولا تسقط من هو دونك فيسقطك الذي هو فوقك ، فإذا رأيت من هو أسفل منك فارفعه إليك برفق ولا تحملن عليه مالا يطيق فتكسره ، فإنه من كسر مؤمنا فعليه جبره ، وكان المقداد في الثامنة ، وأبوذر في التاسعة ، وسلمان في العاشرة(١).

ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن الحسين بن معاوية ، عن محمد بن حماد مثله(٢).

٧٦ ـ كش : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، عن محمد بن عثمان ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان الناس أهل ردة(٣) بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سنة إلا ثلاثة فقلت : ومن الثلاثة؟ فقال : المقداد بن الاسود وأبوذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، ثم عرف الناس بعد يسير ، وقال : هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى وأبوا أن يبايعوا(٤) حتى جاؤا بأمير المؤمنين عليه‌السلام مكرها فبايع ، وذلك قول الله عزوجل : « وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم(٥) » الآية.

٧٧ ـ كش : جبرئيل بن أحمد ، عن الحسن بن خرزاد ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : ضاقت الارض بسبعة بهم يرزقون ، وبهم ينصرون ، وبهم يمطرون منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبوذر وعمار وحذيفة رحمة الله عليهم ، وكان علي عليه‌السلام يقول : وأنا إمامهم ، وهم الذين صلوا على فاطمة عليها‌السلام(٦).

____________________

(١ و ٢) الخصال ٢ : ٥٩ و ٦٠. (٣) في المصدر : اهل الردة.

(٤) في المصدر : ان يبايعوا لابى بكر.

(٥) رجال الكشى : ٤ والاية في سورة آل عمران : ١٤٤.

(٦) رجال الكشى : ٤٠.

٣٥١

٧٨ ـ كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن العباس ابن عامر ، وجعفر بن محمد بن حكيم عن أبان بن عثمان ، عن الحارث النضري قال : سمعت عبدالملك بن أعين يسأل أبا عبدالله عليه‌السلام قال : فلم يزل يسأله حتى قال له : فهلك الناس إذا؟ قال : إي والله يا ابن أعين ، هلك الناس أجمعون ، قلت : من في المشرق ومن في المغرب؟ قال : فقال : إنها فتحت على الضلال(١) ، إي والله هلكوا إلا ثلاثة ، ثم لحق أبوساسان وعمار وشتيره وأبوعمرة ، فصاروا سبعة(٢).

٧٩ ـ كش : علي بن محمد القتيبي ، عن جعفر بن محمد الرازي ، عن أبي الحسين(٣) ، عن عمرو بن عثمان ، عن رجل ، عن أبي جمزة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لما مروا بأمير المؤمنين عليه‌السلام في رقبته(٤) حبل إلى زريق ضرب أبوذر بيده على الاخرى ثم قال : ليت السيوف عادت بأيدينا ثانية ، وقال مقداد : لو شاء لدعا عليه ربه عزوجل ، وقال سلمان : مولاي أعلم بما هو فيه(٥).

٨٠ ـ كش : محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ارتد الناس إلا ثلاثة : أبوذر وسلمان والمقداد؟ قال : فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : فأين أبوساسان وأبوعمرة الانصاري(٦).

بيان : لعل السائل توهم أن الجميع مضوا على الردة ولم يرجعوا ، فرد عليه وأخبر باللذين رجعا عن قريب.

أقول : سيأتي في باب غصب الخلافة كثير من فضائل الثلاثة وأحوالهم.

٨١ ـ كش : روى جعفر غلام عبدالله بن بكير ، عن عبدالله بن محمد بن نهيك ، عن النصيبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين (ع) : يا سلمان اذهب إلى فاطمة عليها‌السلام فقل لها : تتحفك بتحفة من تحف الجنة ، فذهب إليها سلمان فاذا بين

____________________

(١) في المصدر : انها ان بقوا فتحت على الضلال.

(٢) رجال الكشى : ٥. (٣) في المصدر : حدثنى ابوالخير.

(٤) وفى المصدر : وفى رقبته. (٥ و ٦) رجال الكشى : ٥.

٣٥٢

يديها ثلاث سلال ، فقال لها : يا بنت رسول الله اتحفيني(١)؟ فقالت : هذه ثلاث سلال جاءتني بها ثلاث وصائف ، فسألتهن عن أسمائهن فقالت واحدة : أنا سلمى لسلمان وقالت الاخرى : أنا ذرة لابي ذر ، وقالت الاخرى : أنا مقدودة لمقداد ، قال سلمان : ثم قبضت فناولتني فما مررت بملا إلا ملؤوا طيبا لريحها(٢).

أقول : سيأتي هذا في خبر طويل أورده السيد في مهج الدعوات في باب فضائل فاطمة صلوات الله عليها ، وكتاب الدعاء.

٨٢ ـ كش : جبرئيل بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي نجران ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله أمرني بحب أربعة ، قالوا : ومن هم يا رسول الله؟ قال : علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ثم سكت ، ثم قال : إن الله أمرني بحب أربعة : قالوا : ومن هم يا رسول الله؟ قال : علي بن أبي طالب والمقداد بن الاسود وأبوذر الغفاري وسلمان الفارسي.(٣)

٨٣ ـ ختص : أحمد بن محمد بن يحيى ، عن أبيه ، عن سعد ، عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم الجبلي ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لسلمان : يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر ، يا مقداد لو عرض صبرك على سلمان لكفر(٤).

٨٤ ـ كتاب صفين لنصر بن مزاحم ، عن محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قول الله عزوجل : « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد(٥) » قال : نزلت في رجل وهو صهيب بن سنان مولى عبدالله بن جذعان أخذه المشركون في رهط من المسلمين ، فيهم خير مولى(٦) القريش لبني الحضرمي ، وخباب بن الارت مولى ثابت بن ام أنمار ، وبلال

____________________

(١) في المصدر : اتحفينى من تحف الجنة ، قالت.

(٢) رجال الكشى : ٦. (٣) رجال الكشى : ٧.

(٤) الاختصاص : ١١ و ١٢. (٥) البقرة : ٢٠٣.

(٦) في المصدر : مولى قريش.

٣٥٣

مولى أبي بكر ، وعايش(١) مولى حويطب بن عبدالعزى ، وعمار بن ياسر ، وأبو عمار ، وسمية ام عمار ، فقتل أبوعمار وام عمار ، وهما أول قتيلين قتلا من المسلمين ، وعذب الآخرون بعدما خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من مكة إلى المدينة فأرادوهم على الكفر ، فأما صهيب فكان شيخا كبيرا ذا متاع ، فقال للمشركين : هل لكم إلى خير؟ فقالوا : ما هو؟ قال : أنا شيخ كبير ضعيف لا يضركم منكم كنت أو من عدوكم ، وقد تكلمت بكلام أكره أن أنزل عنه ، فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني؟ ففعلوا ، فنزلت هذه الآية ، فلقيه أبوبكر حين دخل المدينة فقال : ربح البيع يا صهيب ، أو قال : وبيعك لا يخسر ، وقرأ عليه هذه الآية ، ففرح بها ، و أما بلال وخباب وعايش(٢) وعمار وأصحابهم فعذبوا حتى قالوا بعض ما أراد المشركون ثم ارسلوا ، ففيهم نزلت هذه الآية : « والذين هاجروا في الله من بعد ما فتنوا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولاجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون(٣) ».

٨٥ ـ ومنه : عن أيوب بن خوط ، عن الحسن أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أخذ في بناء المسجد قال : ابنوا لي عريشا كعريش موسى ، وجعل يناول اللبن ، وهو يقول : اللهم لا خير(٤) إلا خير الآخرة ، فاغفر للانصار والمهاجرة ، وجعل يتناول من عمار بن ياسر ويقول : ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية(٥).

____________________

(١ و ٢) الصحيح : عابس.

(٣) صفين : ١٦٨. والاية في سورة النحل : ٤١ والصحيح : من بعد ما ظلموا.

(٤) في المصدر : اللهم انه لا خير.

(٥) صفين : ١٦٨ و ١٦٩.

٣٥٤

١١

باب

*(كيفية اسلام سلمان رضى الله عنه ومكارم اخلاقه و)*

*(بعض مواعظه وسائر احواله)*

١ ـ لى : حمزة بن محمد العلوي ، عن علي بن إبراهيم ، عن ابن أبي عمير(١) عن حفص بن البختري ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : وقع بين سلمان الفارسي رحمه‌الله وبين رجل كلام وخصومة ، فقال له الرجل : من أنت يا سلمان؟ فقال سلمان : أما أولي وأولك فنطفة قذرة ، وأما آخري وآخرك فجيفة منتنة ، فإذا كان يوم القيامة ووضعت الموازين فمن ثقل ميزانه فهو الكريم ، ومن خف ميزانه فهو اللئيم(٢).

٢ ـ ك : أبي ، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا ، عن ابن عيسى ، عن محمد ابن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عمن ذكره ، عن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : قلت : يا ابن رسول الله ألا تخبرنا كيف كان سبب إسلام سلمان الفارسي؟ قال : نعم ، حدثني أبي صلوات الله عليه أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله على وآله وسلمان الفارسي وأبا ذر وجماعة من قريش كانوا مجتمعين عند قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام لسلمان : يابا عبدالله ألا تخبرنا بمبدء أمرك؟ فقال سلمان : والله يا أمير المؤمنين لو أن غيرك سألني ما أخبرته ، أنا كنت رجلا من أهل شيراز من أبناء الدهاقين ، وكنت عزيزا على والدي ، فبينا أنا سائر مع أبي في عيدلهم إذا أنا بصومعة ، وإذا فيها رجل ينادي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله ، فرصف حب محمد في لحمي(٣) ودمي ، فلم يهنئني طعام ولا شراب فقالت لي امي : يا بني مالك اليوم لم تسجد لمطلع الشمس؟ قال : فكابرتها حتى

____________________

(١) الصحيح كما في المصدر : على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير.

(٢) امالى الصدوق : ٣٦٣. (٣) في المصدر : فرسخ وصف محمد في لحمى.

٣٥٥

سكتت ، فلما انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلق في السقف ، فقلت لامي : ما هذا الكتاب؟ فقالت : يا روزبه إن هذا الكتاب لما رجعنا من عيدنا رأيناه معلقا فلا تقرب ذلك المكان ، فإنك إن قربته قتلك أبوك ، قال : فجاهدتها حتى جن الليل ، ونام أبي وامي ، فقمت وأخذت الكتاب فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من الله إلى آدم ، إنه خالق من صلبه نبيا يقال له : محمد ، يأمر بمكارم الاخلاق وينهى عن عبادة الاوثان ، يا روزبه ائت وصي عيسى فآمن واترك المجوسية. قال : فصعقت صعقة وزادني شدة ، قال : فعلم أبي وامي بذلك فأخذوني و جعلوني في بئر عميقة ، وقالوا لي : إن رجعت وإلا قتلناك ، فقلت لهم : افعلوا بي ما شئتم ، حب محمد لا يذهب من صدري ، قال سلمان : والله ما كنت أعرف العربية قبل قراءتي الكتاب ، ولقد فهمني الله العربية من ذلك اليوم ، قال : فبقيت في البئر فجعلوا ينزلون إلي قرصا صغارا ، فلما طال أمري رفعت يدي إلى السماء ، فقلت : يا رب إنك حببت محمدا ووصيه إلي ، فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه ، فأتاني آت عليه ثياب بيض قال : قم يا روزبه ، فأخذ بيدي وأتى بي الصومعة(١) فأنشأت أقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن عيسى روح الله ، وأن محمدا حبيب الله فأشرف علي الديراني فقال : أنت روزبه؟ فقلت : نعم ، فقال : اصعد ، فأصعدني إليه ، وخدمته حولين كاملين ، فلما حضرته الوفاة قال : إني ميت ، فقلت له : فعلى من تخلفني؟ فقال : لا أعرف أحد يقول بمقالتي إلا راهبا(٢) بانطاكية ، فإذا لقيته فاقرأه منى السلام وادفع إليه هذا اللوح ، وناولني لوحا ، فلما مات غسلته وكفنته ودفنته ، وأخذت اللوح وصرت به إلى انطاكية ، وأتيت الصومعة وأنشأت أقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن عيسى روح الله ، وأن محمدا حبيب الله ، فأشرف علي الديراني فقال لي : أنت روزبه؟ فقلت : نعم ، فقال : اصعد فصعدت إليه ، فخدمته

____________________

(١) في المصدر : إلى الصومعة.

(٢) راهب خ ل. أقول : في المصدر : يقول بمقالتى هذه الا رهبانا في انطاكية

٣٥٦

حولين كاملين ، فلما حضرته الوفاة قال لي : إني ميت ، فقلت : على من تخلفني ، فقال : لا أعرف أحدا يقول بمقالتي(١) إلا راهبا(٢) بالاسكندرية ، فإذا أتيته فاقرأه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح ، فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح وأتيت الصومعة ، وأنشأت أقول : أشهد لا إله إلا الله ، وأن عيسى روح الله ، و أن محمدا حبيب الله ، فأشرف على الديراني ، فقال : أنت روزبه؟ فقلت : نعم ، فقال : اصعد فصعدت إليه وخدمته حولين كاملين ، فلما حضرته الوفاة ، قال لي : إني ميت قلت : على من تخلفني؟ فقال : لا أعرف أحدا يقول بمقالتي(٣) في الدنيا ، وإن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب قد حانت ولادته ، فإذا أتيته فاقرأه مني السلام ، و ادفع إليه هذا اللوح ، فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح ، وخرجت فصحبت قوما فقلت لهم : يا قوم اكفوني الطعام والشراب أكفكم(٤) الخدمة؟ قالوا نعم ، قال : فلما أرادوا أن يأكلوا شدوا على شاة فقتلوها بالضرب ، ثم جعلوا بعضها كبابا وبعضها شواء(٥) فامتنعت من الاكل ، فقالوا : كل ، فقلت : إني غلام ديراني وإن الديرانيين لا يأكلون اللحم ، فضربوني وكادوا يقتلوني ، فقال بعضهم : أمسكوا عنه حتى يأتيكم شراب(٦) ، فإنه لا يشرب ، فلما أتوا بالشراب قالوا : اشرب ، فقلت : إني غلام ديراني ، وإن الديرانيين لا يشربون الخمر ، فشدوا علي وأرادوا قتلي ، فقلت لهم ، يا قوم لا تضربوني ، ولا تقتلوني ، فإني اقر لكم بالعبودية ، فأقررت لواحد منهم وأخرجني وباعني بثلاثمائة درهم من رجل يهودي قال : فسألني عن قصتي فأخبرته ، وقلت : ليس لي ذنب إلا أن أحببت(٧) محمدا و وصيه ، فقال اليهودي : وإني لابغضك وابغض محمدا ، ثم أخرجني إلى خارج داره وإذا رمل كثير على بابه ، فقال : والله يا روزبه لئن أصبحت ولم تنقل هذا الرمل كله من هذا الموضع لاقتلنك ، قال : فجعلت أحمل طول ليلي ، فلما أجهدني التعب رفعت يدي

____________________

(١ و ٣) في المصدر : يقول بمقالتى هذه. (٢) راهب خ ل.

(٤) في المصدر : اكفيكم الخدمة. (٥) في المصدر : وبعضها شويا.

(٦) في المصدر : حتى يأتيكم شرابكم. (٧) : الا انى احببت.

٣٥٧

إلى السماء فقلت : يا رب إنك حببت محمدا ووصيه إلي ، فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه ، فبعث الله عزوجل ريحا قلعت ذلك الرمل من مكانه إلى المكان الذي قال اليهودي ، فلما أصبح نظر إلى الرمل قد نقل كله ، فقال : يا روزبه أنت ساحر وأنا لا أعلم ، فلاخرجنك من هذه القرية لئلا تهلكها ، قال : فأخرجني وباعني من امرأة سليمية فأحبتني حبا شديدا ، وكان لها حائط فقالت : هذا الحائط لك ، كل منه ما شئت ، وهب وتصدق(١) ، قال : فبقيت في ذلك الحائط ما شاء الله فبينما أنا ذات يوم في الحائط إذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلهم غمامة ، فقلت في نفسي : والله ما هؤلاء كلهم أنبياء ، وإن فيهم نبيا ، قال : فأقبلوا حتى دخلوا الحائط والغمامة تسير معهم ، فلما دخلوا إذا فيهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين وأبوذر والمقداد وعقيل بن أبي طالب وحمزة بن عبدالمطلب وزيد بن حارثة ، فدخلوا الحائط فجعلوا يتناولون من حشف النخل ، ورسول الله (ص) يقول لهم : كلوا الحشف ، ولا تفسدوا على القوم شيئا ، فدخلت على مولاتي فقلت لها : يا مولاتى هبي لي طبقا من رطب ، فقالت : لك ستة أطباق ، قال : فجئت فحملت طبقا من رطب فقلت في نفسي : إن كان فيهم نبي فانه لا يأكل الصدقة ، ويأكل الهدية ، فوضعته بين يديه فقلت : هذه صدقة فقال رسول الله (ص) : كلوا ، وأمسك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين وعقيل بن أبي طالب وحمزة بن عبدالمطلب ، وقال لزيد : مد يك وكل ، فأكلوا وقلت في نفسي : هذه علامة ، فدخلت إلى مولاتي فقلت لها هبي(٢) طبقا آخر فقالت لك ستة أطباق ، قال : جئت فحملت طبقا من رطب فوضعته بين يديه فقلت : هذه هدية فمد يده قال : بسم الله كلوا ، فمد القوم جميعا أيديهم وأكلوا ، فقلت في نفسي : هذه أيضا علامة قال : فبينا أنا أدور خلفه إذ حانت من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله التفاته فقال : يا روزبه تطلب خاتم النبوة؟ فقلت : نعم فكشف عن كتفيه فإذا أنا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه عليه شعرات صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : فسقطت على قدم رسول الله (ص) اقبلها ، فقال لي : يا روزبه ادخل على هذه المرأة وقل لها : يقول لك محمد بن عبدالله : تبيعينا هذا الغلام؟ فدخلت

____________________

(١) في المصدر : ونهب ونصدق. (٢) في المصدر : هبى لى

٣٥٨

فقلت لها : يا مولاتي إن محمد بن عبدالله يقول لك : تبيعينا هذا الغلام؟ فقالت : قل له : لا أبيعكه إلا بأربعمائة نخلة : مائتي نخلة منها صفراء ومائتي نخلة منها حمراء قال : فجئت إلى النبي (ص) فأخبرته ، فقال : ما أهون ما سألت ، ثم قال : قم يا علي فاجمع هذا النوى كله ، فأخذه وغرسه ، قال : اسقه ، فسقاه أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فما بلغ آخره حتى خرج النخل ولحق بعضه بعضا ، فقال لي : ادخل إليها وقل لها : يقول لك محمد بن عبدالله : خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا ، قال : فدخلت عليها وقلت ذلك(١) ، فخرجت ونظرت إلى النخل فقالت : والله لا أبيعكه إلا بأربع مائة نخلة كلها صفرآء ، قال : فهبط جبرئيل عليه‌السلام فمسح جناحه على النخل فصار كله أصفر قال : ثم قال لي : قل لها : إن محمدا يقول لك : خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا ، فقلت لها(٢) فقالت : والله لنخلة من هذه أحب إلي من محمد ومنك ، فقلت : لها والله ليوم(٣) مع محمد أحب إلي منك ومن كل شئ أنت فيه ، فأعتقني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وسماني سلمانا.

قال الصدوق رحمه‌الله : كان اسم سلمان روزبه بن جشبوذان(٤) ، وما سجد قط لمطلع الشمس ، وإنما كان يسجد لله عزوجل ، وكانت القبلة التي امر بالصلاة إليها شرقية ، وكان أبواه يظنان أنه إنما يسجد لمطلع الشمس كهيئتهم ، وكان سلمان وصي وصي عيسى في أدآء ما حمل إلى من انتهت إليه الوصية من المعصومين وهو ابي عليه‌السلام ، وقد ذكر قوم أن ابي هو أبوطالب وإنما اشتبه الامر به ، لان أمير المؤمنين عليه‌السلام سئل عن آخر أوصيآء عيسى عليه‌السلام فقال : ابي ، فصحفه الناس فقالوا : أبي ، ويقال له : بردة أيضا(٥).

بيان : روي في « ضه(٦) » أيضا خبر سلمان مرسلا إلى آخره.

وقال الجوهري : رصفت الحجارة في البناء أرصفها رصفا : إذا ضممت بعضها إلى بعض.

____________________

(١) في المصدر : وقلت ذلك لها. (٢) في المصدر : فقلت لها ذلك.

(٣) في المصدر : ليوم واحد. (٤) في المصدر : خشبوذان.

(٥) اكمال الدين : ٩٦ ـ ٩٩. (٦) روضة الواعظين : ٣٢٥ ـ ٣٢٨.

٣٥٩

٢ ـ ل : أبي عن محمد بن العطار ، عن الاشعري ، عن اللؤلؤي ، عن إسحاق الضحاك ، عن منذر الجوان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال سلمان رحمة الله عليه : عجبت بست ثلاث أضحكتني وثلاث أبكتني فأما الذي(١) أبكتني ففراق الاحبة : محمد وحزبه ، وهول المطلع ، والوقوف بين يدي الله عزوجل ، وأما التي أضحكتني فطالب الدنيا والموت يطلبه ، وغافل وليس بمغفول عنه ، وضاحك ملء فيه لا يدري أرضى لله أم سخط(٢).

سن : أبي رفعه إلى سلمان رضي‌الله‌عنه(٣).

٣ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن سلمة ، عن إبراهيم بن محمد ، عن الحسن بن حذيفة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مرض رجل من أصحاب سلمان رحمه‌الله فافتقده فقال : أين صاحبكم؟ قالوا : مريض ، قال : امشوا بنا نعوده فقاموا معه فلما دخلوا عليه فإذا هو يجود بنفسه ، فقال سلمان : يا ملك الموت ارفق بولي الله ، فقال ملك الموت بكلام يسمعه من حضر : يابا عبدالله إني أرفق بالمؤمنين ولو ظهرت لاحد لظهرت لك(٤).

٤ ـ ج : احتجاج سلمان الفارسي رضوان الله عليه على عمر بن الخطاب في جواب كتاب كتبه إليه كان حين هو عامل على المدائن بعد حذيفة بن اليمان ، بسم الله الرحمن الرحيم ، من سلمان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عمر بن الخطاب ، أما بعد فانه قد أتاني منك كتاب يا عمر تؤنبني(٥) فيه وتعيرني وتذكر فيه أنك بعثتني أميرا على أهل المدائن. وأمرتني أن أقص أثر حذيفة ، وأستقصي أيام أعماله وسيره ، ثم اعلمك قبيحها وحسنها ، وقد نهاني الله عن ذلك يا عمر في محكم كتابه ، حيث قال : يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله(٦) »

____________________

(١) في المصدر : فاما التى. (٢) الخصال ١ : ١٥٨.

(٣) المحاسن : ٤ راجعه. (٤) امالى ابن الشيخ : ٨٠.

(٥) تنبئنى خ ل. (٦) الحجرات : ١٢.

٣٦٠