بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١٣ ـ ما : محمد بن علي بن حشيش ، عن محمد بن أحمد بن عبدالوهاب ، عن محمد بن محمد بن يحيى ، عن الحسن بن علي ، عن اللؤلؤئي ، عن شعبة ، عن توبة العنبري ، عن أنس ابن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بالوجه الملاح والحدق السود فإن الله يستحيي أن يعذب الوجه المليح بالنار «ص ١٩٧»

١٤ ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن عمرو ، عن موسى بن إبراهيم ، عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ما حسن الله خلق عبد ولا خلقه إلا استحيى أن يطعم لحمه يوم القيامة النار. «ص ١٧٥»

١٥ ـ ين : بعض أصحابنا ، عن حنان بن سدير ، عن محمد بن طلحة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال : أيما عبد كان له صورة حسنة مع موضع لا يشينه ثم تواضع لله كان من خالصة الله ; قال : قلت : ما موضع لا يشينه؟ قال : لا يكون ضرب فيه سفاح.

بيان : يمكن توجيه تلك الاخبار على قانون أهل العدل بأن الله تعالى خلق من علم أنهم يكونون شرارا باختيارهم بهذه الصفات ، وجعلهم من أهل تلك البلاد من غير أن يكون لتلك الاحوال مدخل في أعمالهم ; أو المراد أنهم في درجة ناقصة من الكمال ، غير قابلين لمعالي الفضائل والكمالات ، من غير أن يكونوا مجبورين على القبائح والسيئات.

«باب ١٢»

*«علة عذاب الاستيصال ، وحال ولد الزنا ، وعلة اختلاف أحوال الخلق»*

الايات ، الانفال «٨» واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ٢٥.

حمعسق «٤٢» ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير ٢٧.

٢٨١

الزخرف : «٤٣» أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحيوه الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون * ولولا أن يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون * ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون * وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحيوة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين ٣٢ ـ ٣٥ تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في الآية الاولى : حذرهم الله من هذه الفتنة ، و أمرهم أن يتقوها ، وكأنه قال : اتقوا فتنة لا تقربوها فتصيبكم ، فإن قوله : «لا تصيبن» نهي مسوق على الامر ، ولفظ النهي واقع على الفتنة ، وهو في المعنى للمأمورين بالاتقاء ، كقوله : «لا تموتن إلا وأنتم مسلمون» (١) واختلف في معنى الفتنة ههنا فقيل : هي العذاب ، أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب ، والخطاب لاصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خاصة ، وقيل : هي البلية التي يظهر باطن أمر الانسان فيها. عن الحسن قال : نزلت في علي وعمار وطلحة والزبير ، قال : وقد قال الزبير : لقد قرأنا هذه الآية زمانا وما أرانا من أهلها فإذا نحن المعنيون بها فخالفنا حتى أصابتنا خاصة. وقيل : نزلت في أهل بدر خاصة فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا. عن السدي : وقيل : هي الضلالة وافتراق الكلمة ، ومخالفة بعضهم بعضا. وقيل : هي الهرج الذي يركب الناس فيه بالظلم ويدخل ضرره على كل أحد. ثم اختلف في إصابة هذه الفتنة على قولين : أحدهما أنها جارية على العموم فتصيب الظالم وغير الظالم ، أما الظالمون فمعذبون ، وأما المؤمنون فممتحنون ممحصون. عن ابن عباس : وروي أنه سئل عنها فقال : أبهموا ما أبهم الله.

والثاني أنها تخص الظالم ، لان الغرض منع الناس عن الظلم ، وتقديره : واتقوا عذابا يصيب الظلمة خاصة ، وتقويه قراءة من قرأ «لتصيبن» باللام. وقيل : إن «لا» في قوله : «لا تصيبن» زائدة ، ويجوز أن يقال : إن الالف في «لا» لاشباع الفتحة. وقال البيضاوي في قوله تعالى : «ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات» : وأوقعنا

________________

(١) البقرة : ١٣٢.

٢٨٢

بينهم التفاوت في الرزق وغيره «ليتخذ بعضهم بعضا سخريا» ليستعمل بعضهم بعضا في حوائجهم فيحصل بينهم تألف ونظام ينتظم بذلك نظام العالم ، لا لكمال في الموسع ، ولا لنقص في المقتر «ولولا أن يكون الناس امة واحدة» ولولا أن يرغبوا في الكفر إذا رأوا الكفار في سعة وتنعم لحبهم الدنيا فيجتمعوا عليه.

١ ـ ع ، ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي ، عن الرضا عليه‌السلام قال : قلت له : لاي علة أغرق الله عزوجل الدنيا كلها في زمن نوح عليه‌السلام وفيهم الاطفال وفيهم من لا ذنب له؟ فقال عليه‌السلام : ما كان فيهم الاطفال ، لان الله عزوجل أعقم أصلاب قوم نوح عليه‌السلام وأرحام نسائهم أربعين عاما ، فانقطع نسلهم فغرقوا ولا طفل فيهم ، وما كان الله عزوجل ليهلك بعذابه من لا ذنب له ، وأما الباقون من قوم نوح عليه‌السلام فاغرقوا لتكذيبهم لنبي الله نوح عليه‌السلام ، وسائرهم أغرقوا برضاهم بتكذيب المكذبين ، ومن غاب من أمر (١) فرضي به كان كمن شهده وأتاه. «ص ٢٢ ص ٢٣١»

٢ ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، (٢) عن أبيه قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : أرأيت نوحا عليه‌السلام حين دعا على قومه فقال : «رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا»؟ قال عليه‌السلام : علم أنه لا ينجب من بينهم أحد. قال : قلت : وكيف علم ذلك؟ قال : أوحى الله إليه «إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن» فعند هذا دعا عليهم بهذا الدعاء. «ص ٢٢»

٣ ـ ع : طاهر بن محمد بن يونس ، عن محمد بن عثمان الهروي ، عن الحسن بن مهاجر ، عن هشام بن خالد ، عن الحسن بن يحيى ، عن صدقة بن عبدالله ، عن هشام ، عن أنس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : عن جبرئيل عليه‌السلام قال : قال الله تبارك وتعالى : من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وما ترددت عن شئ أنا فاعله ما ترددت(٣) في قبض نفس المؤمن ، يكره

________________

(١) في المصدر : عن امر. م

(٢) بفتح السين وكسر الدال المهملتين ـ وزان شريف ـ هو حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب ، أبوالفضل الصيرفى ، كوفى من أصحاب الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، واقفى كما في «فهرست» ، واختلف الاصحاب في توثيقه وتضعيفه.

(٣) في نسخة : كترددى.

٢٨٣

الموت وأكره مساءته ولابد منه ; وما يتقرب إلى عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه; ولا يزال عبدي يبتهل إلي(١) حتى أحبه ، ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا و موئلا ، (٢) إن دعاني أجبته ، وإن سأني أعطيته ; وإن من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فأكفه عنه لئلا يدخله عجب فيفسده ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالفقر ، ولو أغنيته لافسده ذلك ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لافسده ذلك ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالسقم ، ولو صححت جسمه لافسده ذلك ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالقسم ولو صححته جسمه لافسده ذلك ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالصحة ولو أسقمته لافسده ذلك ; إني ادبر عبادي بعلمي بقلوبهم فإني عليم خبير. «ص ١٥ ـ ١٦»

بيان : قال الشيخ البهائي قدس الله روحه : ما تضمنه هذا الحديث من نسبة التردد إليه سبحانه يحتاج إلى التأويل وفيه وجوه : الاول أن في الكلام إضمارا ، والتقدير : لو جاز علي التردد ما ترددت في شئ كترددي في وفات المؤمن.

الثاني أنه لما جرت العادة بأن يتردد الشخص في مساءة من يحترمه ويوقره كالصديق الوفي والخل الصفي ، وأن لا يتردد في مساءة من ليس له عنده قدر ولا حرمة كالعدو والحية والعقرب ، بل إذا خطر بالبال مساءته أوقعها من غير تردد ولا تأمل صح أن يعبر بالتردد والتأمل في مساءة الشخص من توقيره واحترامه ، وبعدمهما عن إذلاله واحتقاره ، فقوله سبحانه : «ما ترددت» المراد به ـ والله أعلم ـ : ليس لشئ من مخلوقاتي عندي قدر وحرمة كقدر عبدي المؤمن وحرمته فالكلام من قبيل الاستعارة التمثيلية.

________________

(١) أى يدعو ويتضرع. وفى الحديث : الابتهال : تبسط يديك وذراعيك إلى السماء حين ترى أسباب البكاء. وفى حديث آخر : الابتهال : مد يده تلقاء وجهه إلى القبلة ، ولا يبتهل حتى تجرى الدمعة وفى حديث آخر : الابتهال : رفع يديك تجاوز بهما رأسك.

(٢) الموئل : الملجأ والمنجأ.

٢٨٤

الثالث أنه قد ورد في الحديث من طرق الخاصة والعامة أن الله سبحانه يظهر للعبد المؤمن عند الاحتضار من اللطف والكرامة والبشارة بالجنة ما يزيل عنه كراهة الموت ، ويوحب رغبته في الانتقال إلى دار القرار ، فيقل تأذيه به ، ويصير راضيا بنزوله ، راغبا في حصوله فأشبهت هذه المعاملة من يريد أن يولم حبيبه آلما يتعقبه نفع عظيم فهو يتردد في أنه كيف يوصل ذلك الالم إليه على وجه يقل تأذيه فلا يزال يظهر له ما يرغبه فيما يتعقبه من اللذة الجسيمة والراحة العظيمة إلى أن يتلقاه بالقبول ، ويعده من الغنائم المؤدية إلى إدراك المأمول. انتهى.

أقول : قد أثبتنا الاخبار الدالة على علل اختلاف الخلق في باب الطينة والميثاق.

٤ ـ ع : أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن الفضيل ، عن سعد بن عمر الجلاب قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الله عزوجل خلق الجنة طاهرة مطهرة فلا يدخلها إلا من طابت ولادته. وقال أبوعبدالله عليه‌السلام : طوبى لمن كانت امه عفيفة. «ص ١٨٨»

٥ ـ ع : بهذا الاسناد ، عن محمد بن أحمد ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه رفع الحديث إلى الصادق عليه‌السلام قال : يقول ولد الزنا : يا رب ما ذنبي؟ فما كان لي في أمري صنع! قال : فيناديه مناد فيقول : أنت شر الثلاثة أذنب والداك فتبت عليهما وأنت رجس ، ولن يدخل الجنة إلا طاهر. «ص ١٨٨»

٦ ـ ثو : ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لا خير في ولد الزنا ولا في بشره ولا في شعره ولا في لحمه ولا في دمه ولا في شئ منه ; يعني ولد الزنا. «ص ٢٥٤ ـ ٢٥٥»

سن : أبي ، عن ابن فضال مثله. «ص ١٠٨»

٧ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، (١) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لو كان أحد من ولد الزنا نجا نجا سائح بني

________________

(١) كنية لسالم بن مكرم.

٢٨٥

إسرائيل ; فقيل له : وما سائح بني إسرائيل؟ قال : كان عابدا ; فقيل له : إن ولد الزنا لا يطيب أبدا ولا يقبل الله منه عملا ; قال : فخرج يسيح بين الجبال ويقول ما ذنبى؟. «ص ٢٥٥»

سن : في رواية أبي خديجة مثله. (١) «ص ١٠٨ ـ ١٠٩»

٨ ـ ص : الصدوق ، عن جعفر بن محمد بن شاذان ، عن أبيه ، عن الفضل ، عن محمد ابن زياد ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال عزيز : (٢) يا رب إني نظرت في جميع امورك وإحكامها فعرفت عدلك بعقلي ، وبقي باب لم أعرفه : إنك تسخط على أهل البلية فتعمهم بعذابك وفيهم الاطفال! فأمره الله تعالى أن يخرج إلى البرية وكان الحر شديدا ، فرأى شجرة فاستظل بها ونام ، فجاءت نملة فقرصته فدلك الارض برجله فقتل من النمل كثيرا ، فعرف أنه مثل ضرب ، فقيل له : يا عزيز إن القوم إذا استحقوا عذابي قدرت نزوله عند انقضاء آجال الاطفال فماتوا اولئك بآجالهم وهلك هؤلاء بعذابي.

بيان : القرص : أخذك لحم إنسان بإصبعك حتى تؤلمه ، ولسع البراغيث ، والقبض والقطع ; كذا ذكره الفيروز آبادي.

أقول : لعله تعالى إنما أراه قصة النمل لبيان أن الحكمة قد تقتضي تعميم البلية والانتقام لرعاية المصالح العامة ، وحاصل الجواب إن الله تعالى كما أنه يميت الاطفال متفرقا إما لمصلحتهم أو لمصلحة آبائهم أو لمصلحة النظام الكلي كذلك قد يقدر موتهم جميعا في وقت واحد لبعض تلك المصالح ، وليس ذلك على جهة الغضب عليهم ، بل هي رحمة لهم لعلمه تعالى بأنهم يصيرون بعد بلوغهم كفارا ، أو يعوضهم في الآخرة ويميتهم لردع سائر الخلق عن الاجتراء على مساخط الله ، أو غير ذلك؟ مع أنه ليس

________________

(١) وفى المحاسن : ان كان احد من اولاد الزنا نجا لنجا اه وهذا احسن لمكان «إن» وفاقا لمذاهب العدلية.

(٢) بتقديم الزاى المعجمة على الراء وزان «رجيل» نبى من أنبياء بنى إسرائيل ، وهو الذى قال بنو اسرائيل فيه : «عزيز ابن الله!!» بعد ما كتب التوراة عن ظهر قلبه. وسيأتى ذكره وقصته في كتاب النبوة.

٢٨٦

يجب على الله تعالى إبقاء الخلق أبدا ، فكل مصلحة تقتضي موتهم في كبرهم يمكن جريانها في موتهم عند صغرهم والله تعالى يعلم.

٩ ـ سن : الحجال ، عن حماد بن عثمان ، عن معمر بن يحيى ، عن أبي خالد الكابلي ، أنه سمع علي بن الحسين عليه‌السلام يقول : لا يدخل الجنة إلا من خلص من آدم. «ص ١٣٩»

١٠ ـ سن : القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن ، عن ضريس الوابشي ، (١) عن سدير قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : من طهرت ولادته دخل الجنة. «ص ١٣٩»

١١ ـ سن : القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : خلق الله الجنة طاهرة مطهرة لا يدخلها إلا من طابت ولادته. «ص ١٣٩»

١٢ ـ سن : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن أيوب بن حر ، عن أبي بكر(٢) قال : كنا عنده ومعنا عبدالله بن عجلان ، فقال عبدالله بن عجلان : معنا رجل يعرف ما نعرف ويقال : إنه ولد زناء ، فقال : ما تقول؟ فقلت : إن ذلك ليقال له ; فقال : إن كان ذلك كذلك بني له بيت في النار من صدر ، يرد عنه وهج جهنم(٣) ويؤتى برزقه. «ص ١٤٩»

بيان : من صدر أي يبنى له ذلك في صدر جهنم وأعلاه ، والظاهر أنه مصحف «صبر» بالتحريك وهو الجمد.

١٣ ـ سن : أبي ، عن حمزة بن عبدالله ، عن هاشم أبي سعيد الانصاري ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن نوحا حمل في السفينة الكلب والخنزير ، ولم يحمل فيها ولد الزنا ، وإن الناصب شر من ولد الزنا. «١٧٥»

١٤ ـ كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن أبان ، عن ابن أبي يعفور قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن ولد الزنا يستعمل ، إن عمل خيرا جزي به ، وإن عمل شرا جزي به. بيان : هذا الخبر موافق لما هو المشهور بين الامامية من أن ولد الزنا كسائر الناس

________________

(١) ضريس وزان «زبير» ولم نجد في التراجم ما يدل على مدحه أو ذمه.

(٢) لعله عبدالله بن محمد الحضرمى ، وضمير «عنده» يرجع إلى الصادق عليه‌السلام.

(٣) الوهج : اتقاد النار.

٢٨٧

مكلف بأصول الدين وفروعه ، يجري عليه أحكام المسلمين مع إظهار الاسلام ، ويثاب على الطاعات ويعاقب على المعاصي. ونسب إلى الصدوق والسيد المرتضى وابن إدريس رحمهم الله القول بكفره وإن لم يظهره ، وهذا مخالف لاصول أهل العدل إذ لم يفعل باختياره ما يستحق به العقاب فيكون عذابه جورا وظلما ، والله ليس بظلام للعبيد ، فأما الاخبار الواردة في ذلك فمنهم من حملها على أنه يفعل باختياره ما يكفر بسببه ، فلذا حكم عليه بالكفر وأنه لا يدخل الجنة ، وأما ظاهرا فلا يحكم بكفره إلا بعد ظهور ذلك منه. أقول : يمكن الجمع بين الاخبار على وجه آخر يوافق قانون العدل بأن يقال : لا يدخل ولد الزنا الجنة ، لكن لا يعاقب في النار إلا بعد أن يظهر منه ما يستحقه ، ومع فعل الطاعة وعدم ارتكاب ما يحبطه يثاب في النار على ذلك ، ولا يلزم على الله أن يثيب الخلق في الجنة ، ويدل عليه خبر عبدالله بن عجلان ، ولا ينافيه خبر ابن أبي يعفور إذ ليس فيه تصريح بأن جزاءه يكون في الجنة(١) وأما العمومات الدالة على أن من يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله الله الجنة يمكن أن تكون مخصصة بتلك الاخبار ، وبالجملة فهذه المسألة مما قد تحير فيه العقول ، وارتاب به الفحول ، والكف عن الخوض فيها أسلم ، ولا نرى فيها شيئا أحسن من أن يقال : الله أعلم.

*«باب ١٣»*

*«الاطفال ومن لم يتم عليهم الحجة في الدنيا»*

الايات ، الطور «٥٢» والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ ٢١

تفسير : قال الطبرسي رحمه الله يعني بالذرية أولادهم الصغار والكبار لان الكبار يتبعون الآباء بإيمان منهم ، والصغار يتبعون الآباء بإيمان من الآباء ، فالولد يحكم

________________

(١) ويمكن حملها على بيان المبالغة ، وبيان أن الناجى منهم قليل ، والاكثرون منهم يختارون الغى على الرشاد ، والضلال على الهدى ، هذا مع غض النظر عما في كثير من أسنادها من الضعف و الجهالة والارسال.

٢٨٨

له بالاسلام تبعا لوالده والمعنى : أنا نلحق الاولاد بالآباء في الجنة والدرجة من أجل الآباء لتقر عين الآباء باجتماعهم معهم في الجنة كما كانت تقربهم في الدنيا ، عن ابن عباس والضحاك وابن زيد ، وفي رواية أخرى عن ابن عباس أنهم البالغون الحقوا بدرجة آبائهم وإن قصرت أعمالهم ، تكرمة لآبائهم ، وإذا قيل : كيف يلحقون بهم في الثواب ولم يستحقوه؟ فالجواب أنهم يلحقون بهم في الجمع لا في الثواب والمرتبة.

وروى زاذان(١) عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة ، ثم قرأ هذه الآية.

وروي عن الصادق عليه‌السلام قال : أطفال المؤمنين يهدون إلى آبائهم يوم القيامة «وما ألتناهم من عملهم من شئ» أي لم ننقص الآباء من الثواب حين ألحقنا بهم ذرياتهم.

١ ـ فس : قوله : «والذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم» فإنه حدثني أبي ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن أطفال شيعتنا من المؤمنين تربيهم فاطمة عليهما‌السلام ، قوله : «ألحقنا بهم ذريتهم» قال : يهدون إلى آبائهم يوم القيامة. «ص ٤٤٩»

وقال علي بن إبراهيم في قوله : «وما ألتناهم من عملهم من شئ» : أي ما نقصناهم. «٦٥٠»

٢ ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن علي بن إسماعيل ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة احتج الله عزوجل على خمسة : على الطفل ، والذي مات بين النبيين ، والذي أدرك النبي وهو لا يعقل ، والابله(٢) والمجنون الذي لا يعقل ، والاصم والابكم ; فكل واحد منهم يحتج على الله عزوجل ; قال فيبعث الله إليهم رسولا فيؤجج لهم نارا فيقول لهم : ربكم يأمركم

________________

(١) زاذان ـ بالزاى والذال المعجمتين بينهما ألف وزان « هامان » ـ أبوعمرة الفارسى عده الشيخ من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام ; وقال العلامة في خاتمة القسم الاول من خلاصته : كنيته. أبوعمر « ابوعمر خ ل». ويوجد ترجمته في ص ١٦١ من تقريب ابن حجر ، قال : زاذان أبوعمر الكندى البزاز ، ويكنى أبا عبدالله أيضا ، صدوق ، يرسل ، وفيه شيعية ، من الثانية ، مات سنة ٧٢.

(٢) هو من ضعف عقله وعجز رأيه.

٢٨٩

أن تثبوا فيها ، فمن وثب فيها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن عصى سيق إلى النار. «ص ١٣٦»

قال الصدوق رضي‌الله‌عنه : إن قوما من أصحاب الكلام ينكرون ذلك ويقولون : إنه لا يجوز أن يكون في دار الجزاء تكليف ، ودار الجزاء للمؤمنين إنما هي الجنة ، و دار الجزاء للكافرين إنما هي النار ، وإنما يكون هذا التكليف من الله عزوجل في غير الجنة والنار فلا يكون كلفهم في دار الجزاء ثم يصيرهم إلى الدار التي يستحقونها بطاعتهم أو معصيتهم ، فلا وجه لانكار ذلك ، ولا قوة إلا بالله.

٣ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام : هل سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الاطفال؟ فقال : قد سئل فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين. ثم قال : يا زرارة هل تدري ما قوله : الله أعلم بما كانوا عاملين؟ قلت : لا ، قال : لله عزوجل فيهم المشية ; إنه إذا كان يوم القيامة أتي بالاطفال ، والشيخ الكبير الذي قد أدرك السن(١) ولم يعقل من الكبر والخرف ، (٢) والذي مات في الفترة بين النبيين ، والمجنون ، والابله الذي لا يعقل فكل واحد يحتج على الله عزوجل ، فيبعث الله تعالى إليهم ملكا من الملائكة ويؤجج نارا فيقول : إن ربكم يأمركم أن تثبوا فيها ، فمن وثب فيها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن عصاه سيق إلى النار.

كا : علي ، عن أبيه ، عن حماد مثله. «ف ج ١ ص ٦٨»

٤ ـ غط : ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : حقيق على الله أن يدخل الضلال الجنة ، فقال زرارة : كيف ذلك جعلت فداك؟ قال : يموت الناطق ولا ينطق الصامت فيموت المرء بينهما فيدخله الله الجنة. (٣) «ص ٢٩٢»

________________

(١) في نسخة ، قد أدرك النبى.

(٢) هو الذى فسد عقله من الكبر.

(٣) لانه لم تبلغه الحجة ، ولم يرشد إلى المحجة. والله تعالى يقول : «وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا».

٢٩٠

٥ ـ كنز : قوله تعالى : «يطوف عليهم ولدان مخلدون» عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : الولدان أولاد أهل الدنيا ، لم يكن لهم حسنات فيثابون عليها ، ولا سيئات فيعاقبون عليها فانزلوا هذه المنزلة.

٦ ـ وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه سئل عن أطفال المشركين ، فقال : خدم أهل الجنة على صورة الولدان خلقوا لخدمة أهل الجنة.

٧ ـ يد : الحسين بن يحيى بن ضريس ، عن أبيه ، عن محمد بن عمارة السكري ، عن إبراهيم بن عاصم ، عن عبدالله بن هارون الكرخي ، عن أحمد بن عبدالله بن يزيد ، عن أبيه يزيد بن سلام ، عن أبيه سلام بن عبيد الله ، عن أخيه عبدالله بن سلام مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : أخبرني أيعذب الله عزوجل خلقا بلا حجة؟ قال : معاذ الله! قلت : فأولاد المشركين في الجنة أم في النار؟ فقال : الله تبارك وتعالى أولى بهم إنه إذا كان يوم القيامة ـ وساق الحديث إلى أن قال ـ : فيأمر الله عزوجل نارا يقال له : الفلق ، أشد شئ في نار جهنم عذابا ، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والاغلال ، فيأمرها الله عزوجل أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة ، فتنفخ فمن شدة نفختها تنقطع السماء ، وتنطمس النجوم ، وتجمد البحار ، وتزول الجبال ، وتظلم الابصار ، وتضع الحوامل حملها ، وتشيب الولدان من هولها يوم القيامة ; فيأمر الله تعالى أطفال المشركين أن يلقوا أنفسهم في تلك النار ; فمن سبق له في علم الله عزوجل أن يكون سعيدا ألقى نفسه فيها فكانت عليه بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم عليه‌السلام ، ومن سبق له في علم الله تعالى أن يكون شقيا امتنع فلم يلق نفسه في النار فيأمر الله تعالى النار فتلتقطه لتركه أمر الله وامتناعه من الدخول فيها فيكون تبعا لآبائه في جهنم. (١) «ص ٣٩٩ ـ ٤٠١»

٨ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن غير واحد رفعه أنه سئل عن الاطفال فقال : إذا كان يوم القيامة جمعهم الله وأجج نارا(٢) وأمرهم أن يطرحوا أنفسهم فيها ، فمن كان في

________________

(١) للحديث تتمة ما نقلت بتمامها. م

(٢) في المصدر : واجج لهم نارا. م

٢٩١

علم الله عزوجل أنه سعيد رمى نفسه فيها وكانت عليه بردا وسلامة ، (١) ومن كان في علمه أنه شقي امتنع فيأمر الله تعالى بهم إلى النار ، فيقولون : ياربنا تأمر بنا إلى النار ولم يجر علينا القلم؟ فيقول الجبار : قد أمرتكم مشافهة فلم تطيعوني فكيف لو أرسلت رسلي بالغيب إليكم؟ «ف ج ١ ص ٦٨»

٩ ـ وفي حديث آخر أما أطفال المؤمنين فإنهم يلحقون بآبائهم ، وأولاد المشركين يلحقون بآبائهم وهو قول الله عزوجل : «بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم». «ف ج ١ ص ٦٨»

١٠ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الولدان ، فقال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الولدان والاطفال فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين. «ف ج ١ ص ٦٨»

١١ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ما تقول : في الاطفال الذين ماتوا قبل أن يبلغوا؟ فقال : سئل عنهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين ، ثم أقبل علي فقال : يازرارة هل تدري ما عنى بذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال : قلت : لا ، فقال : إنما عنى : كفوا عنهم ولا تقولوا فيهم شيئا وردوا علمهم إلى الله. «ف ج ١ ص ٦٨»

١٢ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن ابن بكير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : «والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم» قال : فقال : قصرت الابناء عن عمل الآباء(٢) فالحقوا الابناء بالآباء لتقر بذلك أعينهم. «ف ج ١ ص ٦٨»

١٣ ـ يه : عن أبي بكر الحضرمي ، عنه عليه‌السلام مثله. «ص ٤٣٩»

١٤ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه

________________

(١) في المصدر : وسلاما. م

(٢) في المصدر : على عمل الاباء. م

٢٩٢

سئل عمن مات في الفترة(١) وعمن لم يدرك الحنث(٢) والمعتوه(٣) فقال : يحتج الله عليهم يرفع لهم نارا فيقول لهم : ادخلوها ، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن أبى قال : ها أنتم قد أمرتكم فعصيتموني. «ف ج ١ ص ٦٨»

١٥ ـ كا : بهذا الاسناد قال : ثلاثة يحتج عليهم : الابكم ، والطفل ، ومن مات في الفترة ، فيرفع لهم نار فيقال لهم : ادخلوها ، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن أبى قال تبارك وتعالى : هذا قد أمرتكم فعصيتموني. «ف ج ١ ص ٦٨»

١٦ ـ نوادر الراوندي : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزوجوا الحسناء الجميلة العاقرة(٤) فإني أباهي بكم الامم يوم القيامة ، أو ما علمت أن الولدان تحت عرش الرحمن يستغفرون لآبائهم ، يحضنهم إبراهيم ، وتربيهم سارة عليهما‌السلام في جبل من مسك وعنبر وزعفران؟.

١٧ ـ يه : في الصحيح روى أبوزكريا ، عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا مات طفل من أطفال المؤمنين نادى مناد في ملكوت السماوات والارض : ألا إن فلان بن فلان قد مات ، فإن كان مات والداه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين دفع إليه يغذوه ، وإلا دفع إلى فاطمة عليها‌السلام تغذوه حتى يقدم أبواه أو أحدهما أو بعض أهل بيته فتدفعه إليه. «ص ٤٣٩»

١٨ ـ يه : في الصحيح عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى يدفع إلى إبراهيم وسارة أطفال المؤمنين يغذوانهم بشجرة في الجنة لها أخلاف(٥) كأخلاف البقر في قصر من الدر ، (٦) فإذا كان يوم

________________

(١) اى في زمان انقطعاع الرسل وعدم تيسر الوصول إلى الحجة.

(٢) أى البلوغ والادراك.

(٣) المعتوه : من نقص عقله. ويقال أيضا : لمن دهش من غير مس جنون. وفى الحديث اريد به المعنى الاول.

(٤) اى المرءة التى حبس رحمها فلم تلد.

(٥) جمع «خلف» بكسر الخاء وسكون اللام : حلمة ضرع الناقة.

(٦) في المصدر : من درة. م

٢٩٣

القيامة ألبسوا وأطيبوا واهدوا إلى آبائهم ، فهم ملوك في الجنة مع آبائهم ، وهو قول الله تعالى : «والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم». «ص ٤٣٩» بيان : يمكن الجمع بين الخبرين بأن بعضهم تربيه فاطمة عليها‌السلام ، وبعضهم إبراهيم وسارة عليهما‌السلام على اختلاف مراتب آبائهم ، أو تدفعه فاطمة عليها‌السلام إليهما. (١)

١٩ ـ وروى الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المختصر(٢) نقلا من كتاب المعراج للشيخ الصالح أبي محمد الحسن بإسناده عن الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن عبدالله بن مهران ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبدالملك ، عن الباقر عليه‌السلام قال : لما صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السماء وانتهى إلى السماء السابعة ولقى الانبياء عليهم‌السلام قال : أين أبي إبراهيم عليه‌السلام؟ قالوا له : هو مع أطفال شيعة علي ; فدخل الجنة فإذا هو تحت شجرة لها ضروع كضروع البقر ، فاذا انفلت الضرع من فم`الصبي قام إبراهيم فرد عليه ; قال : فسلم عليه فسأله عن علي عليه‌السلام فقال : خلفته في أمتي ، قال : نعم الخليفة خلفت ، أما إن الله فرض على الملائكة طاعته ، وهؤلاء أطفال شيعته ، سألت الله أن يجعلني القائم عليهم ففعل ، وإن الصبي ليجرع الجرعة فيجد طعم ثمار الجنة وأنهارها في تلك الجرعة.

٢٠ ـ يه : في الصحيح سأل جميل بن دراج أبا عبدالله عليه‌السلام عن أطفال الانبياء ، فقال : ليسوا كأطفال الناس ; وسأله عن إبراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو بقي كان صديقا نبيا؟ قال : لو بقى كان على منهاج أبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله . «ص ٤٣٩» بيان : أي كان مؤمنا موحدا تابعا لابيه لا نبيا.

٢١ ـ يه : روى وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال على عليه‌السلام : أولاد المشركين مع آبائهم في النار ، وأولاد المسلمين مع آبائهمفي الجنة. «ص ٤٣٩»

________________

(١) ليس في نظام الجنة تزاحم كما هو في الدنيا ، والكتاب والسنة ناطقان بذلك فلا منافاة بين تربية فاطمة عليها‌السلام لاطفال المؤمنين في الجنة وتربية إبراهيم وسارة عليهما‌السلام لهم حتى يحتاج إلى الجمع بين الروايات. ط

(٢) أى المختصر من بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله.

٢٩٤

٢٢ ـ يه : في الصحيح روى جعفر بن بشير ، عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن أولاد المشركين يموتون قبل أن يبلغوا الحنث ; قال : كفار ، والله أعلم بما كانوا عاملين ، يدخلون مداخل آبائهم. وقال عليه‌السلام : يؤجج(١) لهم نارا فيقال لهم : ادخلوها ، فإن دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما ، وإن أبوا قال لهم الله عزوجل : هوذا أنا قد أمرتكم فعصيتموني ; فيأمر الله عزوجل بهم إلى النار. «ص ٤٤٠»

بيان : قال الصدوق رحمه الله ـ بعد إيراد تلك الاخبار ـ : هذه الاخبار متفقة وليست بمختلفة ، وأطفال المشركين والكفار مع آبائهم في النار لا تصيبهم من حرها لتكون الحجة أوكد عليهم متى امروا يوم القيامة بدخول نار تؤجج لهم مع ضمان السلامة متى لم يثقوا به ولم يصدقوا وعده في شئ قد شاهدوا مثله. أقول : جمع الصدوق بينهما بحمل ما دل على إطلاق دخولهم النار على نار البرزخ ، وقال : لا يصييهم حرها حينئذ ، ورأى أن فائدة ذلك توكيد الحجة عليهم في التكليف بدخول نار تؤجج لهم في القيامة. ويمكن أن يقال : لعل الله تعالى يعلم أن كل أولاد الكفار الذين يموتون قبل الحلم لا يدخلون النار يوم القيامة بعد التكليف ، فلذا قال : الله أعلم بما كانوا عاملين أى في القيامة بعد التكليف ، ولذا جعلهم من أولادهم ، ويمكن أيضا أن يحمل قوله عليه‌السلام : كفار على أنه يجري عليهم في الدنيا أحكام الكفار بالتبعية في النجاسة وعدم التغسيل ، والتكفين ، والصلاة ، والتوارث ، وغير ذلك ; ويخص دخولهم النار ودخولهم مداخل آبائهم بمن لم يدخل منهم نار التكليف ، والاظهر حملها على التقية لموافقتها لروايات المخالفين وأقوال أكثرهم ، قال النووي في شرح صحيح المسلم : اختلف العلماء فيمن مات من أطفال المشركين فمنهم من يقول : هم تبع لآبائهم في النار ، ومنهم من يتوقف فيهم ، والثالث ـ وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون ـ أنهم من أهل الجنة واستدلوا بأشياء :

منها حديث إبراهيم الخليل حين رآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وحوله أولاد الناس ; قالوا : يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال : وأولاد المشركين. رواه البخاري في صحيحه.

________________

(١) في المصدر : وقال على عليه‌السلام تؤجج. الخبر ; والظاهر يؤجج.

٢٩٥

ومنها قوله تعالى : «وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا» (١) ولا يتوجه على المولود التكليف حتى يبلغ فيلزم الحجة انتهى.

وروى الحسين بن مسعود البغوي في شرح السنة بإسناده عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أطفال المشركين ، قال : الله أعلم بما كانوا فاعلين. وقال : هذا حديث متفق على صحته.

وروي بإسناد آخر عن صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من يولد يولد على الفطرة ، وأبواه يهودانه وينصرانه ، كما تنتجون البهيمة ، هل تجدون فيها جدعاء(٢) حتى تكونوا أنتم تجدعونها؟ قالوا : يارسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين. ثم قال : هذا حديث متفق على صحته. ثم قال في شرح الخبر : قلت : أطفال المشركين لا يحكم لهم بجنة ولا نار ، بل أمرهم موكول إلى علم الله فيهم ، كما أفتى به الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجملة الامر أن مرجع العباد في المعاد إلى ما سبق لهم في علم الله من السعادة والشقاوة. وقيل : حكم أطفال المؤمنين والمشركين حكم آبائهم وهو المراد بقوله : الله أعلم بما كانوا عاملين ، يدل عليه ما روي مفسرا عن عايشة أنها قالت : قلت يارسول الله ذراري المؤمنين؟ قال : من آبائهم ، فقلت : يا رسول الله بلا عمل؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين ، قلت : فذراري المشركين؟ قال : من آبائهم ، قلت : بلا عمل؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين.

وقال معمر ، عن قتادة ، عن الحسن : إن سلمان قال : أولاد المشركين خدم أهل الجنة ، قال الحسن : أتعجبون؟ أكرمهم الله وأكرمهم به. انتهى.

أقول : فظهر أن تلك الروايات موافقة لما رواه المخالفون في طرقهم ، وقد أولها أئمتنا عليهم‌السلام بما مر في الاخبار السابقة. ثم أعلم أنه لا خلاف بين أصحابنا في أن أطفال المؤمنين يدخلون الجنة ، وذهب المتكلمون منا إلى أطفال الكفار لا يدخلون النار

________________

(١) اسرى : ١٥.

(٢) أى مقطوغ الاذن وناقص الاعضاء. وفى نسخة؟ المصنف : من جدعاء.

٢٩٦

فهم إما يدخلون الجنة ، أو يسكنون الاعراف ; وذهب أكثر المحدثين منا إلى ما دلت عليه الاخبار الصحيحة من تكليفهم في القيامة بدخول النار المؤججة لهم ; قال المحقق الطوسي رحمه الله في التجريد : تعذيب غير المكلف قبيح ، وكلام نوح عليه‌السلام مجاز والخدمة ليست عقوبة له ، والتبعية في بعض الاحكام جائزة.

وقال العلامة قدس الله روحه في شرحه : ذهب بعض الحشوية إلى أن الله تعالى يعذب أطفال المشركين ويلزم الاشاعرة تجويزه ، والعدلية كافة على منعه ، والدليل عليه أنه قبيح عقلا فلا يصدر منه تعالى ، احتجوا بوجوه :

الاول قول نوح عليه‌السلام : «ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا» والجواب أنه مجاز والتقدير أنهم يصيرون كذلك لا حال طفوليتهم.

الثاني : قالوا : إنا نستخدمه لاجل كفر أبيه فقد فعلنا فيه ألما وعقوبة فلا يكون قبيحا.

والجواب : أن الخدمة ليست عقوبة للطفل ، وليس كل ألم عقوبة ، فإن الفصد والحجامة ألمان وليسا عقوبة ، نعم استخدامه عقوبة لابيه وامتحان له يعوض عليه كما يعوض على إمراضه.

الثالث : قالوا : إن حكم الطفل يتبع حكم أبيه في الدفن ، ومنع التوارث ، و الصلاة عليه ، ومنع التزويج.

والجواب : أن المنكر عقابه لاجل جرم أبيه ، وليس بمنكر أن أن يتبع حكم أبيه في بعض الاشياء ، إذا لم يجعل له بها ألم وعقوبة ، ولا ألم له في منعه من الدفن والتوارث وترك الصلاة عليه.

٢٩٧

*«باب ١٤»*

*«من رفع عنه القلم ، ونفى الحرج في الدين ، وشرائط صحة التكليف»*

*«وما يعذر فيه الجاهل وأنه يلزم على الله التعريف»*

الايات ، البقرة «٢» لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ٢٥٦. «وقال تعالى» : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا ٢٨٦.

الانعام «٦» قد جائكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ ١٠٤.

الانعام «٦» الاعراف «٧» لا نكلف نفسا إلا وسعها ١٥٤ ، ٤٧.

الانفال «٨» ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم ٤٢.

التوبة «٩» وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبيين لهم ما يتقون ١١٥.

النحل «١٦» وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهديكم أجمعين ٩.

الاسرى «١٧» من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ١٥.

طه «٢٠» ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ١٣٤.

الحج «٢٢» وما جعل عليكم في الدين من حرج ٧٨.

النور «٢٤» كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم ٥٨ «وقال» : كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم ٥٩.

٢٩٨

الشعراء «٢٦» وما أهلكنا من قرية إلا ولها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين ١٠٨ ـ ١٠٩.

القصص «٢٨» ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين ٤٦ «وقال تعالى» : وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في امها رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ٥٩.

الاحزاب «٣٣» وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ٥.

الطلاق «٦٥» لا يكلف الله نفسا إلا ما آتيها ٧.

تفسير : «لا إكراه في الدين» قيل : هو منسوخ بآيات الجهاد. وقيل : خاص بأهل الكتاب. وقيل : الاكراه في الحقيقة إلزام الغير فعلا لا يرى فيه خيرا ; ولكن «قد تبين الرشد من الغي» أي تميز الايمان من الكفر بالآيات الواضحة ، ودلت الدلائل على أن الايمان يوصل إلى السعادة ، والكفر يوصل إلى الشقاوة ، والعاقل متى تبين له ذلك بادرت نفسه إلى الايمان من غير إلجاء وإكراه «إلا وسعها» أي ما يسعه قدرتها ، أو ما دون مدى طاقتها ، بحيث يتسع فيه طوقها كقوله تعالى : «يريد الله بكم اليسر».

«إن نسينا أو أخطأنا» أي لا تؤاخذنا بما أدى بنا إلى نسيان أو خطأ من تفريط وقلة مبالاة ، أو يكون سؤالا على سبيل التضرع والاستكانة ، وإن كان ما يسأله لازما على الله تعالى ، أو المراد بنسينا تركنا ، وبأخطأنا أذنبنا. «إصرا» اي عبئا ثقيلا يأصر صاحبه أي يحبسه في مكانه ، يريد به التكاليف الشاقة. «مالا طاقة لنا به» أي من البلايا والعقوبة أو ما يثقل علينا تحمله من التكاليف الشاقة ، وقد يقول الرجل لامر يصعب عليه : إني لا اطيقه ; أو يكون الدعاء على سبيل التعبد كما مر.

«ليهلك من هلك عن بينة» أي ليموت من يموت عن بينة عاينها ، يعيش من يعيش عن حجة شاهدها ، لئلا يكون له حجة ومعذرة ; أو ليصدر كفر من كفر وإيمان من آمن عن وضوح بينة ، على استعارة الهلاك والحياة للكفر والاسلام ، المراد بمن

٢٩٩

هلك ومن حي المشارف للهلاك والحياة ، أو من هذا حاله في علم الله وقضائه. «وما كان الله ليضل قوما» أي ليسميهم ضلالا ، أو يؤاخذهم مؤاخذتهم ويعذبهم ويضلهم عن سبيل الجنة.

قوله تعالى : وعلى الله قصد السبيل أي يجب على الله في عدله بيان الطريق المستقيم «ومنها جائر» أي من السبيل ما هو عادل عن الحق. قوله تعالى : «لولا أن تصيبهم مصيبة» لولا الاولى امتناعية ، ولولا الثانية تحضيضية ، وجواب الاولى محذوف ، أي ما أرسلناك. قوله تعالى : في امها أي في أصلها ومعظمها فإن الاشراف غالبا يسكنون المدن. «إلا ما آتيها» أي إلا بقدر ما أعطاها من الطاقة.

١ ـ ب : هارون ، عن ابن زياد ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : مما أعطى الله امتي وفضلهم به على سائر الامم أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها إلا نبي ، وذلك أن الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال له اجتهد في دينك ولا حرج عليك. وإن الله تبارك وتعالى أعطى ذلك امتي حيث يقول ; «وما جعل عليكم في الدين من حرج» يقول : من ضيق. الخبر. «ص ٤١»

٢ ـ ب : البزاز ، عن أبي البختري ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليهم‌السلام قال : لا غلظ على مسلم في شئ. (١) «ص ٦٣»

٣ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن موسى بن بكر قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : الرجل يغمى عليه اليوم و اليومين والثلاثة والاربعة وأكثر من ذلك ، كم يقضي من صلاته؟ فقال : ألا أخبرك بما يجمع لك هذا وأشباهه ، كلما غلب الله عزوجل عليه من أمر فالله أعذر لعبده. وزاد فيه غيره : إن أبا عبدالله عليه‌السلام قال : وهذا من الابواب التي يفتح كل باب منها ألف باب. «ص ١٧٤»

٤ ـ سن : علي بن الحكم ، عن أبان الاحمر ، عن حمزة الطيار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لي : اكتب ، وأملى : أن من قولنا : إن الله يحتج على العباد بالذي

________________

(١) كذا في نسخة المصنف بخطه الشريف ; وفى المصدر وكذا في بعض نسخ البحار : «لا غلط» أى ليس فيما لم يعرف وجه الصواب فيه على المسلم مؤاخذة ، أو حكم إلزامى.

٣٠٠