بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

اريد منهم وجهلوا ما لزمهم الايمان به فصاروا كمن على عينيه غطاء لا يبصر ما أمامه فإن الله عزوجل يتعالى عن العبث والفساد ، وعن مطالبة العباد بما منعهم بالقهر منه ، فلا يأمرهم بمغالبته ولا بالمصير إلى ما قد صدهم عنه بالقسر عنه ، (١) ثم قال : «ولهم عذاب عظيم» يعني في الآخرة العذاب المعد للكافرين ، وفي الدنيا أيضا لمن يريد أن يستصلحه بما ينزل به من عذاب الاستصلاح لينبهه لطاعته ، ومن عذاب الاصطلام(٢) ليصيره إلى عدله وحكمته.

قال الطبرسي رحمه الله : وروى أبومحمد العسكري عليه‌السلام مثل ما قال هو في تأويل هذه الآية من المراد بالختم على قلوب الكفار عن الصادق عليه‌السلام بزيادة شرح لم نذكره مخافة التطويل لهذا الكتاب. «ص ٢٥٣»

٢٥ ـ ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن الانصاري ، عن الهروي قال : قال الرضا عليه‌السلام في قوله عزوجل : «وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله» : ليس ذلك على سبيل تحريم الايمان عليها ، ولكن على معنى أنها ما كانت لتؤمن إلا بإذن الله وإذنه أمره لها بالايمان ما كانت مكلفة متعبدة ، وإلجاؤه إياها إلى الايمان عند زوال التكليف والتعبد عنها.

٢٦ ـ ن : السناني ، عن محمد الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن إبراهيم بن أبي محمود قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عزوجل «ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم» قال : الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم كما قال تعالى : «بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا». «ص ٧٠»

٢٧ ـ فس : قوله : «وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله» يعني الحسنات والسيئات ، ثم قال في آخر الآية : «ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك» وقد اشتبه هذا على عدة من العلماء فقالوا : يقول الله : وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله ، وإن

________________

(١) في المصدر : إلى ما قد صدهم بالقسر عنه. م

(٢) في المصدر : أو من عذاب الاصطلاح. م

٢٠١

تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك ، قل كل من عند الله الحسنة والسيئة. ثم قال في آخر الآية : «ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك» فكيف هذا وما معنى القولين؟.

فالجواب في ذلك من معنى القولين جميعا عن الصادقين عليهم‌السلام أنهم قالوا : الحسنات في كتاب الله على وجهين ، والسيئات على وجهين ، فمن الحسنات التي ذكرها الله الصحة والسلامة والامن والسعة في الرزق وقد سماها الله حسنات «وإن تصبهم سيئة» يعني بالسيئة ههنا المرض والخوف والجوع والشدة «يطيروا بموسى ومن معه» أى يتشاءموا به ، والوجه الثاني من الحسنات يعني به أفعال العباد وهو قوله : «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» ومثله كثير. وكذا السيئات على وجهين فمن السيئات الخوف والجوع والشدة وهو ما ذكرناه في قوله : «وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه» وعقوبات الذنوب قد سماها الله السيئات كقوله تعالى : «جزاء سيئة سيئة مثلها». والوجه الثاني من السيئات يعني بها أفعال العباد الذين يعاقبون عليها وهو قوله : «ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار» وقوله : «ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك» يعني ما عملت من ذنوب فعوقبت عليها في الدنيا و الآخرة فمن نفسك بأعمالك لان السارق يقطع ، والزاني يجلد ويرجم ، والقاتل يقتل فقد سمى الله العلل والخوف والشدة وعقوبات الذنوب كلها سيئات ، فقال : «ما أصابك من سيئة فمن نفسك» بأعمالك ، قوله : «قل كل من عند الله» يعني الصحة والعافية والسعة والسيئات التي هي عقوبات الذنوب من عند الله. «ص ١٣٢ ـ ١٣٣»

بيان : لا يخفى أن الظاهر في الآية الاولى من الحسنة النعمة كالخصب والظفر والامن والفرح ، ومن السيئة القحط والهزيمة والجوع والخوف ، ويحتمل بعيدا ما ذكره علي بن إبراهيم من عقوبات الذنوب ; وفي الآية الثانية يحتمل أن يكون المراد بالحسنة الطاعة فإنها بتوفيقه تعالى والنعمة فإنها بأنواعها من فضله تعالى ، وبالسيئة الذنوب فإنها باختيارنا ; أو عقوباتها فإنها بسبب أفعالنا ، ولا ينافي ذلك كونها من الله ، إذ تقديرها وإلزامها وإيجابها من الله وفعل ما يوجبها منا ، ولعل كلام علي بن إبراهيم ناظر

٢٠٢

إلى هذا ، أو البلايا والمصائب فإنها بسبب ذنوبنا التي نستحقها بها ، ولا ينافي أيضا كونها من عند الله إذ أعمالنا أسباب لانزال الله تعالى إياها ، فالفاعل هو الله ونحن الاسباب ، ومنا البواعث ، ويمكن حمل الآية أيضا على الطاعات والمعاصي إذ المعاصي صادرة منا بسلب توفيقه تعالى عنا ، فيجوز نسبتها إليه تعالى أيضا مجازا وإن كنا نحن بقبائح أعمالنا باعثين لسلب التوفيق أيضا ، ولعله إنما خص بعض الصور بالذكر لظهور البواقي.

٢٨ ـ يد : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله الفراء ، عن محمد بن مسلم ، ومحمد بن مروان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن جبرئيل عليه‌السلام من قبل الله عزوجل إلا بالتوفيق. «ص ٢٤٦ ـ ٢٤٧»

٢٩ ـ يد ، القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن معنى لا حول ولا قوة إلا بالله فقال : معناه لا حول لنا عن معصية الله إلا بعون الله ، ولا قوة لنا على طاعة الله إلا بتوفيق الله عزوجل. «ص ٢٤٧»

٣٠ ـ سن : محمد بن إسماعيل ، عن أبي إسماعيل السراج ، عن ابن مسكان ، عن ثابت أبي سعيد قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا ثابت ما لكم وللناس ، كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى أمركم ، فوالله لو أن أهل السماوات وأهل الارضين اجتمعوا على أن يهدوا عبدا يريد الله ضلالته ما استطاعوا أن يهدوه ، (١) ولو أن أهل السماوات وأهل الارضين اجتمعوا على أن يضلوا عبدا يريد الله هداه ما استطاعوا أن يضلوه ، كفوا عن الناس ولا يقل أحدكم : أخي وابن عمي وجاري ، فإن الله إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع معروفا إلا عرفه ، ولا منكرا إلا أنكره ، ثم يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره. «ص ٢٠٠»

سن : أبي ، عن عبدالله بن يحيى ، عن عبدالله بن مسكان ، عن ثابت مثله. «٢٠٠»

٣١ ـ سن : عبدالله بن يحيى ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام يا سليمان إن لك قلبا ومسامع ، وإن الله إذا أراد أن يهدي عبدا

________________

(١) في نسخة : على أن يهدوه.

٢٠٣

فتح مسامع قلبه ، وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه فلا يصلح أبدا ; وهو قول الله عزوجل : «أم على قلوب أقفالها». «ص ٢٠٠»

٣٢ ـ سن : القاسم بن محمد وفضالة ، عن كليب بن معاوية الاسدي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام ما أنتم والناس؟ إن الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء فإذا هو يجول لذلك ويطلبه. «٢٠٠»

٣٣ ـ سن : فضالة ، عن القاسم بن يزيد(١) عن سليمان بن خالد قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا أراد الله بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء فجال القلب يطلب الحق ، ثم هو إلى أمركم أسرع من الطير إلى وكره(٢) «ص ٢٠١»

٣٤ ـ سن : أبي ، عن فضالة ، عن أبي بصير ، عن خيثمة بن عبدالرحمن الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن القلب ينقلب من لدن موضعه إلى حنجرته ما لم يصب الحق ، فإذا أصاب الحق قر. ثم ضم أصابعه وقرأ هذه الآية : «فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا». «ص ٢٠٢» شى : عن خيثمة مثله. (٣)

٣٥ ـ سن : حماد بن عيسى ، عن ربعي ، عن الفضيل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا تدعوا إلى هذا الامر فإن الله إذا أراد بعبد خيرا أخذ بعنقه فأدخله في هذا الامر. «ص ٢٠٢».

سن : يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله. «ص ٢٠٢».

٣٦ ـ سن : النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن عمران قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الله إذا أراد بعبد خيرا أخذ بعنقه فأدخله في هذا الامر. «ص ٢٠٢»

________________

(١) الموجود في نسخ الكتاب والمحاسن المطبوع : القاسم بن يزيد : والظاهر أنه مصحف القاسم بن بريد.

(٢) الوكر : عش الطائر وموضعه.

(٣) بضم الخاء المعجمة وسكون الياء المثناة وفتح الثاء المثلثة ، والميم والهاء.

٢٠٤

سن : علي بن إسماعيل الميثمي ، عن ربعي ، عن حذيفة بن منصور عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله «ص ٢٠٢»

سن : صفوان ، عن العلاء ، عن محمد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله. «ص ٢٠٢»

٣٧ ـ سن : صفوان ، عن محمد بن مروان ، عن فضيل قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام ندعو الناس إلى هذا الامر؟ فقال : لا يافضيل ; إن الله إذا أراد بعبد خيرا وكل ملكا(١) فأخذ بعنقه فأدخله في هذا الامر طائعا أو كارها. «ص ٢٠٢»

٣٨ ـ سن : ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن معاذ بن كثير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إني لا أسئلك إلا عما يعنيني ، (٢) إن لي أولادا قد أدركوا فأدعوهم إلى شئ من هذا الامر؟ فقال : لا ، إن الانسان إذا خلق علويا أو جعفريا يأخذ الله بناصيته حتى يدخله في هذا الامر. «ص ٢٠٢»

٣٩ ـ سن : صفوان ، عن حذيفة بن منصور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أبي عليه‌السلام يقول : إذا أراد الله بعبد خيرا أخذ بعنقه فأدخله في هذا الامر ، قال : وأومأ بيده إلى رأسه. «ص ٢٠٣»

٤٠ ـ سن : حماد بن عيسى ، عن نباتة بن محمد البصري قال : أدخلني ميسر بن عبدالعزيز على أبي عبدالله عليه‌السلام وفي البيت نحو من أربعين رجلا فجعل ميسر يقول : جعلت فداك هذا فلان بن فلان من أهل بيت كذا وكذا حتى انتهى إلي فقال : إن هذا ليس في أهل بيته أحد يعرف هذا الامر غيره ; فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الله إذا أراد بعبد خيرا ولك به ملكا فأخذ بعضده فأدخله في هذا الامر. «ص ٢٠٣»

٤١ ـ سن : علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : «واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه» فقال : يحول بينه وبين أن يعلم أن الباطل حق. «ص ٢٣٧»

بيان : أي يهديه إلى الحق.

________________

(١) في المصدر : امر ملكا. م

(٢) أى إلا عما يهمنى.

٢٠٥

وقال السيد المرتضى رضي‌الله‌عنه في الغرر والدرر : فيه وجوه.

أولها أن يريد بذلك أنه تعالى يحول بين المرء وبين الانتفاع بقلبه بالموت وهذا حث منه عزوجل على الطاعات والمبادرة لها قبل الفوت.

وثانيها أنه يحول بين المرء وقلبه بإزالة عقله وإبطال تميزه وإن كان حيا ، وقد يقال لمن فقد عقله وسلب تمييزه : إنه بغير قلب ، قال تعالى : «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب». (١)

وثالثها أن يكون المعنى المبالغة في الاخبار عن قربه من عباده وعلمه بما يبطنون ويخفون وأن الضمائر المكنونة له ظاهرة ، والخفايا المستورة لعلمه بادية ، ويجري ذلك مجرى قوله تعالى : «ونحن أقرب إليه من حبل الوريد» (٢) ونحن نعلم أنه تعالى لم يرد قرب المسافة بل المعنى الذي ذكرناه ، وإذا كان عزوجل هو أعلم بما في قلوبنا منا وكان ما نعلمه أيضا يجوز أن ننساه ونسهو عنه ونضل عن علمه ، وكل ذلك لا يجوز عليه جاز أن يقول أنه يحول بيننا وبين قلوبنا لانه معلوم في الشاهد أن كل شئ يحول بين شيئين فهو أقرب إليهما ، (٣) والعرب تضع كثيرا لفظة القرب على غير معنى المسافة ، فيقول : فلان أقرب إلى قلبي من فلان.

ورابعها ما أجاب به بعضهم من أن المؤمنين كانوا يفكرون في كثرة عدوهم وقلة عددهم فيدخل قلوبهم الخوف فأعلمهم تعالى أنه يحول بين المرء وقلبه بأن يبد له بالخوف الامن ، ويبدل عدوهم بظنهم أنهم قادرون عليهم الجبن والخور. (٤)

ويمكن في الآية وجه خامس وهو أن يكون المراد أنه تعالى يحول بين المرء وبين ما يدعوه إليه قلبه من القبائح بالامر والنهي والوعد والوعيد انتهى. أقول : يمكن أن تكون الحيلولة بالهدايات والالطاف الخاصة زائدا على

________________

(١) ق : ٣٧. « ٢ » ق : ١٦

(٣) في المصدر بعد ذلك : ولما أراد الله تعالى المبالغة في وصف القرب خاطبنا بما نعرف ونألف ; وإن كان القرب الذى عناه جلت عظمته لم يرد به المسافة اه.

(٤) الخور بالخاء والواو المفتوحتين : الضعف.

٢٠٦

الامر والنهي ، ويحتمل أن يكون مخصوصا بالمقربين الذين يملك الله قلوبهم ويستولى عليها بلطفه ويتصرف فيها بأمره فلا يشاؤون شيئا إلا أن يشاء الله ، ولا يريدون إلا ما أراد الله ، فهو تعالى في كل آن يفيض على أرواحهم ، ويتصرف في آبدانهم ، فهم ينظرون بنور الله ، ويبطشون بقوة الله ، كما قال تعالى فيهم : فبي يسمع وبي يبصر ، وبي ينطق ، وبي يمشي ، وبي يبطش. وقال عزوجل : كنت سمعه وبصره ويده ورجله ولسانه. وسيأتي مزيد تحقيق لذلك في كتاب المكارم ، وقد مر الكلام في الآية في باب العلم. (١) ٤٢ ـ شى : عن ابن أبي يعفور قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لبسوا عليهم لبس الله عليهم فإن الله يقول : «وللبسنا عليهم ما يلبسون».

٤٣ ـ شى : عن علي بن عقبة ، عن أبيه قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : اجعلوا أمركم هذا لله ولا تجعلوا للناس ، فإنه ما كان الله فهو لله ، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله ولا تخاصموا الناس بدينكم فإن الخصومة ممرضة للقلب ، إن الله قال لنبيه : يا محمد إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ، وقال : أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. ذروا الناس فإن الناس أخذوا من الناس وإنكم أخذتم من رسول الله وعلي ولا سواء ، إني سمعت أبي عليه‌السلام وهو يقول : إن الله إذا كتب إلى عبد أن يدخل في هذا الامر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره.

٤٤ ـ شى : البزنطي ، عن الرضا عليه‌السلام قال : قال الله في قوم نوح : «ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم» قال : الامر إلى الله يهدي ويضل.

٤٥ ـ شى : عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن رسول

________________

(١) لا يخفى أن جميع ما ذكر من هذه الوجوه إنما هو للفرار من نسبة فعل القبيح إليه تعالى فان الحيلولة والمكر والامر بالمعصية وبالجملة كل ما هو إضلال بوجه قبيح من الحكيم فلا ينسب إليه تعالى ; إلا أن ظاهر الكتاب أن جميع ذلك منه تعالى فيما نسب إليه من قبيل المجازاة على المعاصى قال تعالى : «وما يضل به إلا الفاسقين » وقال : «فلما زاغوا أزاع الله قلوبهم» ولا يقبح الاضلال وكل ما يرجع إليه إذا كان بعنوان المجازاة كما لا يخفى. ط

٢٠٧

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يدعو أصحابه فمن أراد الله به خيرا سمع وعرف ما يدعوه إليه ، ومن أراد به شرا طبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل وهو قوله : «اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم واولئك هم الغافلون».

٤٦ ـ شى : عن حمران ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله : «إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها» ـ مشددة منصوبة ـ تفسيرها : كثرنا ; وقال : لا قرأتها مخففة. بيان : قال الفيروز آبادي : أمر كفرح أمرا وأمرة ، كثر وتم فهو آمر ، والامر اشتد ، والرجل كثرت ماشيته ، وأمره الله وأمره كنصره لغية كثر ماشيته ونسله.

٤٧ ـ شى : عن حمران ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله : «إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها» قال : تفسيرها : أمرنا أكابرها.

٤٨ ـ تفسير النعماني : بالاسناد الآتي في كتاب القرآن عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : الضلاله على وجوه : فمنه محمود ، ومنه مذموم ، ومنه ما ليس بمحمود ولا مذموم ومنه ضلال النسيان ، فأما الضلال المحمود وهو المنسوب إلى الله تعالى كقوله : «يضل الله من يشاء» هو ضلالهم عن طريق الجنة بفعلهم ، والمذموم هو قوله تعالى : «وأضلهم السامري» «وأضل فرعون قومه وما هدى» ومثل ذلك كثير ; وأما الضلال المنسوب إلى الاصنام فقوله في قصة إبراهيم «واجنبني وبني آن نعبد الاصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس» الآية ، والاصنام لا يضللن أحدا على الحقيقة ، إنما ضل الناس بها وكفروا حين عبدوها من دون الله عزوجل ، وأما الضلال الذي هو النسيان فهو قوله تعالى : «أن تضل إحديهما فتذكر إحديهما الاخرى» وقد ذكر الله تعالى الضلال في مواضع من كتابه ، فمنهم ما نسبه إلى نبيه على ظاهر اللفظ كقوله سبحانه : «ووجدك ضالا فهدى» معناه وجدناك في قوم لا يعرفون نبوتك فهديناهم بك ; وأما الضلال المنسوب إلى الله تعالى الذي هو ضد الهدى والهدى هو البيان ، وهو معنى قوله سبحانه : «أو لم يهد لهم» معناه : أو لم أبين لهم ، مثل قوله سبحانه : «فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى أي بينا لهم ، وهو قوله تعالى : وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون. وأما معنى الهدى فقوله عزوجل : «إنما أنت منذر ولكل قوم هاد» ومعنى

٢٠٨

الهادي المبين لما جاء به المنذر من عند الله ، وقد احتج قوم من المنافقين على الله تعالى «إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها» وذلك أن الله تعالى لما أنزل على نبيه » ولكل قوم هاد «قال طائفة من المنافقين» ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا «فأجابهم الله تعالى بقوله : «إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها» إلى قوله : » يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ، وما يضل به إلا الفاسقين» فهذا معنى الضلال المنسوب إليه تعالى لانه أقام لهم الامام الهادي لما جاء به المنذر فخالفوه وصرفوا عنه ، بعد أن أقروا بفرض طاعته ، ولما بين لهم ما يأخذون وما يذرون فخالفوه ضلوا. هذا مع علمهم بما قاله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو قوله : لا تصلوا علي صلاة مبتورة(١) إذا صليتم علي بل صلوا على أهل بيتي ولا تقطعوهم مني فإن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببى ونسبي. ولما خالفوا الله تعالى ضلوا فأضلوا فحذر الله تعالى الامة من اتباعهم فقال سبحانه : «ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل» والسبيل ههنا الوصي ، وقال سبحانه : «ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصيكم به» الآية فخالفوا ما وصيهم الله تعالى به واتبعوا أهواءهم فحرفوا دين الله جلت عظمته وشرائعه ، وبدلوا فرائضه وأحكامه وجميع ما أمروا به ، كما عدلوا عمن أمروا بطاعته ، وأخذ عليهم العهد بموالاته ، واضطرهم ذلك استعمال الرأي والقياس فزادهم ذلك حيرة والتباسا. ومنه قوله سبحانه : «وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء» فكان تركهم اتباع الدليل الذي أقام لهم ضلالة لهم فصار ذلك كأنه منسوب إليه تعالى لما خالفوا أمره في اتباع الامام ، ثم افترقوا واختلفوا ، ولعن بعضهم بعضا واستحل بعضهم دماء بعض ، فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تؤفكون. «ص ١٧ ـ ٢٠»

٤٩ ـ نهج : قال عليه‌السلام ـ وقد سئل عن معنى قولهم : لا حول ولا قوة الا بالله ـ :

________________

(١) أى ناقصة.

٢٠٩

إنا لا نملك مع الله شيئا ولا نملك إلا ما ملكنا ، فمتى ملكنا ما هو أملك به منا كلفنا ، ومتى أخذه منا وضع تكليفه عنا. (١)

٥٠ ـ كنز الكراجكى : قال : قال الصادق عليه‌السلام : ما كل من نوى شيئا قدر عليه ولا كل من قدر على شئ وفق له ، ولا كل من وفق لشئ أصاب له ، فإذا اجتمعت النية والفدرة والتوفيق والاصابة فهنالك تمت السعادة.

*«باب ٨»*

*«التمحيص والاستدراج والابتلاء والاختبار»*

الايات ، آل عمران «٣» ولا يحسبن الذى كفروا أنما نملي لهم خير لانفسهم إنما نملى لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين * ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ١٧٨ ـ ١٧٩ «وقال تعالى» : وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين. أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ١٣٨ ـ ١٤٢ «وقال تعالى» : وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم ١٥٤ «وقال تعالى» : لتبلون في أموالكم وأنفسكم ١٨٦.

المائدة «٥» وحسبوا أن لا تكون فتنة ٧١.

الانعام «٦» وهو الذي جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتيكم ١٦٥.

________________

(١) حاصله أن اختيارنا وقوة تعاطينا الافعال والامور إنما هو منه سبحانه ، وليس لنا في حد ذاتنا وهوياتنا أمر واختيار دونه ، فنحن المالكون لها بالعرض وهو المالك بالذات والحقيقة ، فيما أعطانا من القوة على الافعال والاعمال ـ وهى منه واختيارها بيده وقبضته عليها أشد من قبضتنا عليها ـ كلفنا وأوجب علينا أشياء ، وحرم امورا ، ومتى أخذ هذه القوة والمقدرة عنا وضع تكليفه أيضا عنا ، فالمغزى أن لافعالنا إسنادا إليه تعالى بما أقدرنا عليها وأمكنه روعنا عنها وأخذ القوة منا ، كما أن لها أيضا إسنادا إلينا ، بما أوجدناها واخترنا فعلها على تركها ، فليس أجبرنا على أعمالنا بحيث لم تصح إسنادها إلينا ، ولا فوض أمرها إلينا بحيث لم تكن له مشيئة وأمر فيها.

٢١٠

الاعراف «٧» والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم إن كيدي متين ١٨٢ ـ ١٨٣.

الانفال «٨» واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ٢٥ «وقال تعالى» : واعملوا أنما أموالكم وأولادكم فتنة ٢٨.

التوبة «٩» أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون ١٦ «وقال الله تعالى» : أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ١٢٦.

هود «١١» ليبلوكم أيكم أحسن عملا ٧.

الكهف «١٨» إنا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا ٧.

طه «٢٠» وفتناك فتونا ٤٠ «وقال تعالى» : قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ٨٥ «إلى قوله» : يا قوم إنما فتنتم به ٩٠ «وقال تعالى» : لنفتنهم فيه ١٣١.

الانبياء «٢١» ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ٣٥ «وقال» : وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ١١١.

الحج «٢٢» ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض ٥٣.

الفرقان «٢٥» وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا ٢٠.

النمل «٢٧» بل أنتم قوم تفتنون ٤٧.

العنكبوت «٢٩» الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ٢ ـ ٣.

الاحزاب «٣٣» هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ١١.

الصافات «٣٧» إن هذا لهو البلاء المبين ١٠٦.

ص «٣٨» ولقد فتنا سليمن وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ٣٤.

الزمر «٣٩» فإذا مس الانسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون ٤.

المؤمن «٤٠» فلا يغررك تقلبهم في البلاد ٤.

٢١١

الدخان «٤٤» ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون ١٧ «وقال تعالى» : وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ٣٣.

محمد «٤٧» ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض ٤ «وقال تعالى» : ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ٣١.

القمر «٥٤» إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم ٢٧.

الممتحنة «٦٠» ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ٥.

الملك «٦٧» الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ٣.

القلم«٦٨» إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ١٧ «وقال تعالى» : فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * واملي لهم إن كيدي متين ٤٤ ـ ٤٥.

الجن «٧٢» لنفتنهم فيه ١٧.

المدثر «٧٤» وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ٣١.

الطارق «٦٨» إنهم يكيدون كيدا * وأكيد كيدا ١٥ ـ ١٦.

تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : «وليعلم الله الذي آمنوا» أي يعلمهم متميزين بالايمان ، وإذا كان الله تعالى يعلمهم قبل إظهارهم الايمان كما يعلمهم بعده فإنما يعلم قبل الاظهار أنهم سيتميزون فإذا أظهروه علمهم متميزين ، ويكون التغير حاصلا في المعلوم لا في العالم ، كما أن أحدنا يعلم الغد قبل مجيئه على معنى أنه سيجئ ، فاذا جاء علمه جائيا وعلمه يوما لا غدا وإذا انقضى فإنما يعلمه أمس لا يوما ولا غدا ، ويكون التغيير واقعا في المعلوم لا في العالم. وقيل : معناه : وليعلم أولياء الله ، وإنما أضاف إلى نفسه تفخيما ، وقيل : معناه : وليظهر المعلوم من صبر من يصبر ، وجزع من يجزع ، وإيمان من يؤمن. وقيل : ليظهر المعلوم من النفاق والاخلاص ، ومعناه : ليعلم الله المؤمن من المنافق فاستغنى بذكر أحدهما عن الآخر. «ويتخذ منكم شهداء» أي ليكرم بالشهادة من قتل يوم أحد ، أو يتخذ منكم شهودا على الناس بما يكون منهم من العصيان ; وأصل التمحيص التخليص ، والمحق : إفناء الشئ حالا بعد حال أي ليبتلي الله الذين آمنوا وليخلصهم

٢١٢

من الذنوب أو ينحيهم من الذنوب بالابتلاء ، ويهلك الكافرين بالذنوب عند الابتلاء. وقال : « وليبتلي الله ما في صدوركم» أي ليختبر ما فيها بأعمالكم لانه قد علمه عيبا فيعلمه شهادة لان المجازات إنما تقع على ما يعلمه مشاهدة. وقيل : معناه ليعاملكم معاملة المختبرين «وليمحص ما في قلوبكم» أي ليكشفه ويميزه ، أو يخلصه من الوساوس ، وقال : «لتبلون» أي لتوقع عليكم المحن وتلحقكم الشدائد في أموالكم بذهابها ونقصانها ، وفي أنفسكم أيها المؤمنون بالقتل والمصائب.

وقال البيضاوي «أم حسبتم» خطاب للمؤمنين حين كره بعضهم القتال ; أو المنافقين «أن تتركوا» ولم يتبين الخلص منكم وهم الذين جاهدوا من غيرهم ، نفي العلم و إرادة نفي المعلوم للمبالغة فإنه كالبرهان عليه من حيث إن تعلق العلم به مستلزم لوقوعه «وليجة» : بطانة يوالونهم ويفشون إليهم أسرارهم.

وقال : في قوله تعالى : «يفتنون» أي يبتلون بأصناف البليات ، أو بالجهاد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيعاينون ما يظهر عليه من الآيات.

وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى «وفتناك فتونا» أي اختبرناك اختبارا ; و في قوله تعالى : «فإنا قد فتنا قومك» أي امتحناهم وشددنا عليهم التكليف بما حدث فيهم من أمر العجل ، فألزمناهم عند ذلك النظر ليعلموا أنه ليس بإله ، فأضاف الضلال إلى السامري والفتنة إلى نفسه.

وفي قوله تعالى : «ونبلوكم بالشر والخير» أي نعاملكم معاملة المختبر بالفقر و الغنى ، وبالضراء والسراء ، وبالشدة والرخاء.

وروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن أميرالمؤمنين عليه‌السلام مرض فعاده إخوانه فقال كيف نجدك ياأمير المؤمنين؟ قال : بشر ، قالوا : ما هذا كلام مثلك! فقال : إن الله يقول «ونبلوكم باشر والخير فتنة» فالخير : الصحة والغنى ، والشر : المرض والفقر «فتنة» أي ابتلاءا واختبارا وشدة تعبد.

وقال : في قوله تعالى : «إن أدرى لعله» أي ما اذنتكم به اختبار لكم وشدة تكليف ليظهر صنيعكم ، وقيل : هذه الدنيا فتنة لكم ; وقيل : تأخير العذاب محنة و

٢١٣

اختبار لكم لترجعوا عما أنتم عليه «ومتاع إلى حين» أي تتمتعون به إلى وقت انقضاء آجالكم.

وقال : في قوله تعالى : «وجعلنا بعضكم لبعض فتنة» أي امتحانا وابتلاءا ، وهو افتنان الفقير بالغني ، يقول : لو شاء الله لجعلني مثله غنيا ، والاعمى بالبصير ، والسقيم بالصحيح.

وقال : في قوله تعالى : «وهم لا يفتنون» أي أظن الناس أن يقنع منهم بأن يقولوا : إنا مؤمنون فقط ، ويقتصر منهم على هذا القدر ، ولا يمتحون بما يتبين به حقيقة إيمانهم؟ هذا لا يكون.

وقيل : معنى يفتنون يبتلون في أنفسهم وأموالهم وهو المروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام ويكون المعنى : ولا يشدد عليهم التكليف والتعبد ولا يؤمرون ولا ينهون. وقيل : معناه ولا يصابون بشدائد الدنيا ومصائبها أي أنها لا تندفع بقولهم : آمنا. وقال الحسن : معناه أحسبوا أن يتركوا أن يقولوا : لا إله الا الله ولا يختبروا أصدقوا أم كذبوا؟ يعني أن مجرد الاقرار لا يكفي. والاولى حمله على الجميع ، إذ لا تنافي فإن المؤمن يكلف بعد الايمان بالشرايع ، ويمتحن في النفس والمال ، ويمنى بالشدائد و الهموم والمكاره ، فينبغي ان يوطن نفسه على هذه الفتنة ليكون الامر أيسر عليه إذا نزل به.

وقال في قوله تعالى : «على علم» أى إنما أوتيته بعملمي وجلدي وحيلتي. أو على خير علمه الله عندي ، أو على علم يرضاه عني ، فلذلك آتاني ما آتاني من النعم ; ثم قال : ليس الامر على ما يقولون ، بل هي فتنة أي بلية واختبار يبتليه الله بها ، فيظهر كيف شكره أو صبره في مقابلتها فيجازيه بحسبها.

وقيل : معناه : هذه النعمة فتنة ، أي عذاب لهم إذا أضافوها إلى أنفسهم ، وقيل : معناه : هذه المقالة التي قالوها فتنة لهم لانهم يعاقبون عليها. وقال : في قوله تعالى : «سنستدرجهم من حيث لا يعلمون» أي إلى الهلاكة حتى يقعوا فيه بغتة. وقيل : يجوز أن يريد عذابا لآخرة أي نقربهم إليه درجة درجة حتى يقعوا فيه.

٢١٤

وقيل : هو من المدرجة وهي الطريق ، ودرج : إذا مشى سريعا ، أي سنأخذهم من حيث لا يعلمون أي طريق سلكوا؟ فإن الطريق كلها إلي ومرجع الجميع إلي ، ولا يغلبني غالب ولا يسبقني سابق ولا يفوتني هارب.

وقيل : إنه من الدرج ، أي سنطويهم في الهلاك ونرفعهم عن وجه الارض ، يقال طويت فلانا وطويت أمر فلان : إذا تركته وهجرته. وقيل : معناه : كلما جددوا خطيئة جددنا لهم نعمة.

وروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : إذا أحدث العبد ذنبا جدد له نعمة فيدع الاستغفار فهو الاستدراج. ولا يصح قول من قال : إن معناه يستدرجهم إلى الكفر و الضلال ، لان الآية وردت في الكفار وتضمنت أنه يستدرجهم في المستقبل ، فإن السين يختص المستقبل ، ولانه جعل الاستدراج جزاءا على كفرهم وعقوبة فلابد أن يريد معنى آخر غير الكفر. (١)

وقوله : «واملي لهم» معناه وأمهلهم ولا أعاجلهم بالعقوبة ، فإنهم لا يفوتوني ولا يفوتني عذابهم «إن كيدي متين» أي عذابي قوي منيع لا يدفعه دافع ، وسماه كيدا لنزوله بهم من حيث لا يشعرون. وقيل : أراد أن جزاء كيدهم متين ، وقال : «إنهم يكيدون كيدا» أي يحتالون في الايقاع بك وبمن معك ، ويريدون إطفاء نورك «وأكيد كيدا» أي أريد أمرا آخر عى ضد ما يريدون ، وادبر ما ينقض تدابيرهم ، فسماه كيدا من حيث يخفى عليهم. (٢)

________________

(١) فيه ان الكفر كالايمان ذو مراتب قال تعالى : «ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا» الاية فالمعنى : ان الله يخرجهم من كفر إلى كفر هو أشد منه ، وما ذكره في الرواية لا ينافيه. ط

(٢) النهج : قال عليه‌السلام : لا يقولن أحدكم : اللهم أعوذ بك من الفتنة ، لانه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة ، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن ، فان الله سبحانه يقول : «واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة« ومعنى ذلك أنه يختبرهم بالاموال والاولاد ليتبين الساخط لرزقه ، والراضى بقسمه ، وإن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم ، ولكن لتظهر الافعال التى بها يستحق الثواب والعقاب ، لان بعضهم يحب الذكور ويكره الاناث ، وبعضه يحب تثمير المال ويكره انثلام الحال. قال الرضى : وهذا من غريب ما سمع منه في التفسير.

٢١٥

١ ـ شى : عن الوشاء بإسناد له يرسله إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : والله لتمحصن والله لتميزن ، والله لتغربلن حتى لا يبقى منكم إلا الاندر؟ قلت : وما الاندر قال : البيدر ، وهو أن يدخل الرجل قبة(١) الطعام يطين عليه ثم يخرجه ، وقد تأكل بعضه فلا يزال ينقيه ، ثم يكن عليه يخرجه حتى يفعل ذلك ثلاث مرات حتى يبقى ما لا يضره شئ.

بيان : قال الفيروز آبادي : الاندر : البيدر ، أو كدس القمح.

٢ ـ شى : عن زرارة ، وحمران ، ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام عن قوله : «ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين» قال : لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا.

٣ ـ كش : خلف بن حمار ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن الحسين ابن الحسن قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه‌السلام : إني تركت ابن قياما(٢) من أعدى خلق الله لك ; قال : ذلك شر له؟ قلت ما أعجب ما أسمع منك عجلت فداك! قال : أعجب من ذلك إبليس ، كان في جوار الله عزوجل في القرب منه فأمره فأبى وتعزز وكان من الكافرين ، فأملى الله له ، والله ما عذب الله بشئ أشد من الاملاء ، والله ياحسين ما عذبهم الله بشئ أشد من الاملاء. (٣)

٤ ـ يد : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن محمد بن السندي ، عن علي ابن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما من قبض ولا بسط إلا ولله فيه المن أو الابتلاء. (٤) «ص ٣٦٤ ـ ٣٦٥»

٥ ـ يد : أبي ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن يونس ، عن الطيار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما من قبض ولا بسط إلا والله فيه مشية وقضاء وابتلاء. «ص ٣٦٥»

سن : أبي عن يونس مثله. «ص ٢٧٩»

________________

(١) في نسخة : بيته.

(٢) هو الحسين بن قياما الواقفى ، كان يجحد أبا الحسن الرضا عليه‌السلام.

(٣) الاملاء : الامهال وعدم التعجيل في العقوبة.

(٤) في نسخة : والابتلاء.

٢١٦

بيان : لعل القبض والبسط في الارزاق بالتوسيع والتقتير ، وفي النفوس بالسرور والحزن ، وفي الابدان بالصحة والالم ، وفي الاعمال بتوفيق الاقبال إليه وعدمه ، وفي الاخلاق بالتحلية وعدمها ، وفي الدعاء بالاجابة له وعدمها ، وفي الاحكام بالرخصة في بعضها والنهي عن بعضها.

٦ ـ يد : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن فضالة ، عن الطيار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال له : ليس شئ فيه قبض أو بسط مما أمر الله به أو نهى عنه إلا وفيه من الله ابتلاء وقضاء. «ص ٣٦٥»

٧ ـ سن : ابن فضال ، عن عبدالاعلى بن أعين ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ليس للعبد قبض ولا بسط مما أمر الله به أو نهى الله عنه إلا ومن الله فيه ابتلاء. «ص ٢٧٩»

٨ ـ سن : محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، وإسحاق بن عمار معا ، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن فيما ناجى الله به موسى عليه‌السلام أن قال : يا رب هذا السامري صنع العجل الخوار من صنعه! فأوحى الله تبارك وتعالى إليه : أن تلك فتنتي فلا تفصحن عنها. «ص ٢٨٤»

بيان : أي لا تظهرنها لاحد فإن عقولهم قاصرة عن فهمها.

٩ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالله بن حندب ، (١) عن سفيان بن السمط قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الله إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة ويذكره الاستغفار ، وإذا أراد بعبد شرا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى بها ، وهو قول الله عزوجل : «سنستدرجهم من حيث لا يعلمون» بالنعم عند المعاصي. «ج ٢ ص ٤٥٢»

١٠ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه

________________

(١) بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال بعدها باء موحدة ، هو عبدالله بن جندب البجلى الكوفى ، عربى ثقة ، كان وكيلا لابى إبراهيم وأبى الحسن الرضا عليهما‌السلام ، وكان عابدا ، رفيع المنزلة لديهما ; وقال فيه أبوالحسن الرضا عليه‌السلام : إن عبدالله بن جندب لمن المخبتين.

٢١٧

جميعا عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بعض أصحابه قال : سئل أبوعبدالله عليه‌السلام عن الاستدراج ، قال : هو العبد يذنب الذنب فيملي له ويجدد له عنده النعم فيلهيه عن الاستغفار من الذنوب فهو مستدرج من حيث لا يعلم. «ج ٢ ص ٤٥٢»

١١ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان عن سماعة قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : «سنستدرجهم من حيث لا يعلمون» قال : هو العبد يذنب الذنب فيجدد له النعمة معه تلهيه تلك النعمة عن الاستغفار من ذلك الذنب. «ج ٢ ص ٤٥٢»

١٢ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن يعقوب السراج ، وعلي بن رئاب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها يقول فيها : ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ، ولتغربلن ، غربلة حتى يعود أسفلكم أعلاكم ، وأعلاكم أسفلكم ، وليسبقن سباقون كانوا قصروا ، وليقصرن سباقون كانوا سبقوا ، والله ما كتمت وسمة ، ولا كذبت كذبة ، ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم. «ج ١ ص ٣٦٩»

بيان : لبتلبلن أي لتخلطن من تبلبلت الالسن أي اختلطت ، او من البلابل و هي الهموم والاحزان ووسوسة الصدر. ولتغربلن يجوز أن يكون من الغربال الذي يغربل به الدقيق ، ويجوز أن يكون من غربلت اللحم أي قطعته فعلى الاول يحتمل معنيين : أحدهما الاختلاط كما أن في غربلة الدقيق يختلط بعضه ببعض ; والثاني أن يريد بذلك أن يستخلص الصالح منكم من الفاسد ويتميز ، كما يمتاز الدقيق عند الغربلة من النخالة.

قوله عليه‌السلام : حتى يعود أسفلكم أعلاكم أي يصير عزيزكم ذليلا وذليلكم عزيزا أو صالحكم فاجرا وفاجركم صالحا ، ومؤمنكم كافرا وكافركم مؤمنا. وفي النهج : لتساطن سوط القدر حتى يعود. وهو أظهر ، يقال : ساط القدر : إذا قلب ما فيها من طعام بالمسوط وأداره ; والمسوط : خشبة يحرك بها ما فيها ليخلط.

٢١٨

قوله عليه‌السلام : وليسبقن سباقون يعني عليه‌السلام به قوما قصروا في أول الامر في نصرته ثم نصروه في ذلك الوقت ، وبالفقرة الثانية قوما سعوا إلى بيعته وبادروا إلى نصرته في أول الامر ثم خذلوه ونكثوا بيعته كطلحة والزبير.

قوله عليه‌السلام : ما كتمت وسمة ، وفي بعض النسخ بالشين المعجمة وهو الاظهر ، قال الجزري : في حديث علي : والله ما كتمت وشمة ، أي كلمة وفي بعض النسخ بالسين المهملة فهو بمعنى العلامة أي ما سترت علامة تدل على سبيل الحق ولكن عميتم عنها ، ولا يخفى لطف انضمام الكتم بالوسمة ، إذ الكتم بالتحريك نبت يخلط بالوسمة يختضب به.

١٣ ـ كا : محمد بن يحيى ، والحسن بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن القاسم بن إسماعيل الانباري ، عن الحسين بن علي ، (١) عن أبي المغرا ، (٢) عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب! قلت : جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟ قال : نفر يسير! قلت : والله إن من يصف هذا الامر منهم لكثير قال لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويستخرج في الغربال خلق كثير. «ج ١ ص ٣٦٩ ـ ٣٧٠»

١٤ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن معمر بن خلاد قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : «الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون» ثم قال لي : ما الفتنة؟ قلت : جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين ، فقال : يفتنون كما يفتن الذهب ، ثم قال : يخلصون كما يخلص الذهب. «ج ١ ص ٣٧٠»

١٥ ـ كا : محمد بن الحسن وعلي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن منصور الصيقل ، عن أبيه قال : كنت أنا والحارث بن المغيرة وجماعة من أصحابنا جلوسا وأبوعبدالله عليه‌السلام يسمع كلامنا فقال لنا في أي شئ أنتم؟! هيهات! هيهات! لا والله

________________

(١) في نسخة : الحسن بن على.

(٢) بكسر الميم ، وسكون العين ، وفتح الزاى بعدها الالف ، وهو المحكى عن إيضاح الاشتباه ، وممدودا كما عن الداماد ، أو بضم الميم وسكون الغين المعجمة ، وفتح الراء المهملة والمد كما عن الخليل وعن الوحيد في تعليقاته.

٢١٩

لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا! لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا! لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا! لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد أياس! لا والله ما يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد. «ج ١ ص ٣٧٠ ـ ٣٧١»

١٦ ـ نهج : أيها الناس إن الله تعالى قد أعاذكم من أن يجور عليكم ولم يعذكم من أن يبتليكم ، وقد قال جل من قائل : «إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين».

١٧ ـ نهج : قال عليه‌السلام : كم من مستدرج بالاحسان إليه ، ومغرور بالستر عليه ، ومفتون بحسن القول فيه ، وما ابتلى الله سبحانه أحدا بمثل الاملاء.

١٨ ـ وقال عليه‌السلام : أيها الناس ليركم الله من النعمة وجلين ، كما يراكم من النقمة فرقين ، إنه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد آمن مخوفا ، ومن ضيق عليه في ذات يده فلم ير ذلك اختيارا فقد ضيع مأمولا. أقول : سيأتي الآيات والاخبار في الاملاء والامهال والاستدراج في كتات الايمان والكفر.

*«باب ٩»*

*«ان المعرفة منه تعالى»*

الايات ، لقمان«٣١» ولئن سئلتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ٢٥.

الزخرف«٤٣» ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم ٩.

الحجرات «٤٩» يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هديكم للايمان إن كنتم صادقين ١٧.

الليل «٩٢» إن علينا للهدى ١٢.

٢٢٠