بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

«عنده» أي لم يطلع عيله أحدا بعد ، وأنما يطلق عليه المسمى لانه بعد الاخبار يكون مسمى فما لم يسم فهو موقوف ، ومنه يكون البداء فيما أخبر لا على وجه الحتم ، و يحتمل أن يكون المراد بالمسمى ما سمي ووصف بأنه محتوم فالمعنى : قضى أجلا محتوما أي أخبر بكونه محتوما. وأجلا آخر وصف بكونه محتوما عنده ولم يخبر الخلق بكونه محتوما فيظهر منه أنه أخبر بشئ لا على وجه الحتم فهو غير المسمى لا الاجل الذي ذكر أولا ، وحاصل الوجهين مع قربهما أن الاجلين كليهما محتومان ، أخبر بأحدهما ولم يخبر بالآخر ، ويظهر من الآية أجل آخر غير الاجلين وهو الموقوف ، ويمكن أن يكون الاجل الاول عاما فيرتكب تكلف في خبر ابن مسكان بأنه قد يكون محتوما ، وظاهر أكثر الاخبار أن الاول موقوف والمسمى محتوم.

١١ ـ شى : عن حماد بن موسى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام إنه سئل عن قول الله : «يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب» قال : إن ذلك كتاب يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت ، فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء ، وذلك الدعاء مكتوب عليه : «الذي يرد به القضاء» حتى إذا صار إلى ام الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا.

بيان : لعل المراد بكونه مكتوبا عليه أن هذا الحكم ثابت له حتى يوافق ما في اللوح من القضاء الحتمي ، فإذا وافقه فلا ينفع الدعاء ، ويحتمل أن يكون المعنى أن ذلك الدعاء الذي يرد به القضاء من الاسباب المقدرة أيضا فلا ينافي الدعاء القدر والقضاء.

١٢ ـ شى : عن الحسين بن زيد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن المرء ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاث سنين فيمدها الله إلى ثلاث وثلاثين سنة ، وإن المرء ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاث وثلاثون سنة فيقصرها الله إلى ثلاث سنين أو أدنى. قال الحسين : وكان جعفر عليه‌السلام يتلو هذه الآية : «يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب».

١٣ ـ نهج : من كلامه عليه‌السلام ـ لما خوف من الغيلة ـ وإن علي من الله جنة

١٤١

حصينة ، فإذا جاء يومي انفرجت عني وأسلمتني فحينئذ لا يطيش السهم ولا يبرأ الكلم. (١)

بيان : الغيله : القتل على غفلة ; وطاش السهم : انحرف عن الغرض.

١٤ ـ نهج : قال عليه‌السلام : كفى بالاجل حارسا.

تذنيب : أقول : الاخبار الدالة على حقيقة الاجلين وتحقيقهما قد مر في باب البداء من كتاب التوحيد ، وقال المحقق الطوسي رحمه الله في التجريد : أجل الحيوان الوقت الذي علم الله بطلان حياته فيه ، والمقتول يجوز فيه الامران لولاه ، ويجوز أن يكون الاجل لطفا للغير لا للمكلف.

وقال العلامة رحمه الله في شرحه : اختلف الناس في المقتول لو لم يقتل فقالت المجبرة إنه كان يموت قطعا وهو قول أبي هذيل العلاف ، وقال بعض البغداديين : إنه كان يعيش قطعا ، وقال أكثر المحققين : إنه كان يجوز أن يعيش ويجوز أن يموت ، ثم اختلفوا فقال قوم منهم : إن كان المعلوم منه البقاء لو لم يقتل له أجلان وقال الجبائيان وأصحابهما وأبوالحسين البصري : إن أجله هو الوقت الذي قتل فيه ، ليس له أجل آخر لو لم يقتل فما كان يعيش إليه ليس بأجل له الآن حقيقي بل تقديري ، واحتج الموجبون لموته بأنه لولاه لزم خلاف معلوم الله تعالى وهو محال ، واحتج الموجبون لحياته بأنه لو مات لكان الذابح غنم غيره محسنا ولما وجب القود لانه لم يفوت حياته. والجواب عن الاول ما تقدم من أن العلم يؤثر في المعلوم ، وعن الثاني بمنع الملازمة ، إذ لو ماتت الغنم استحق مالها عوضا زائدا على الله تعالى فيذبحه فوته الاعواض الزائدة ، والقود من حيث مخالفة الشارع إذ قتله حرام عليه وإن علم موته ، ولهذا لو أخبر الصادق بموت زيد لم يجز لاحد قتله. ثم قال رحمه الله : ولا استبعاد في أن يكون أجل الانسان لطفا لغيره من المكلفين ، ولا يمكن أن يكون لطفا للمكلف نفسه لان الاجل يطلق على عمره وحياته ، ويطلق على أجل موته أما الاول فليس بلطف لانه

________________

(١) بفتح الكاف وسكون اللام أى لا يشفى الجرح.

١٤٢

تمكين له من التكليف ، واللطف زائد على التمكين ، وأما الثاني فهو قطع للتكليف فلا يصح أن يكلف بعده فيكون لطفا له فيما يكلفه من بعد ، واللطف لا يصح أن يكون لطفا فيما مضى. انتهى.

أقول : لا يخفى ما في قوله رحمه الله : العلم لا يؤثر ، فإنه غير مرتبط بالسؤال ، بل الجواب هو أنه يلزم خلاف العلم على هذا الفرض على أي حال فإن من علم الله أنه سيقتل إذا مات بغير قتل كان خلاف ما علمه تعالى ، وأما علمه بموته على أي حال فليس بمسلم ; وأما قوله : واللطف لا يصح أن يكون لطفا فيما مضى فيمكن منعه بأنه يمكن أن يكون لطفا من حيث علم المكلف بوقوعه فيردعه عن ارتكاب كثير من المحرمات ، إلا أن يقال : اللطف هو العلم بوقوع أصل الموت فأما خصوص الاجل المعين فلعدم علمه به غالبا لا يكون لطفا من هذه الجهة أيضا ، ويمكن تطبيق كلام المصنف على هذا الوجه من غير تكلف.

*«باب ٥»*

*«الارزاق والاسعار(١)»*

الايات ، البقرة «٢» والله يرزق من يشاء بغير حساب ٢١٢.

آل عمران «» إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ٣٧.

هود «١١» وما من دابة في الارض إلا على الله رزقها ٦.

الرعد «١٣» الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ٢٦.

الاسرى «١٧» إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ٣٠.

________________

(١) الارزاق جمع الرزق ، وهو كل ما صح انتفاع الحيوان به بالتغذى أو غيره وليس لاحد منعه منه ; وأما إطلاق الرزق على الممنوع والمحرم فسيأتى الكلام فيه مفصلا من المصنف ; وأما الاسعار فهو جمع السعر بالكسر وهو الذى يقوم عليه الثمن ، وهو قد يرخص وقد يغلو ، ويأتى الكلام في أنهما مستندان إلى الله مطلقا أو في بعض الاحيان.

١٤٣

الحج «٢٢» ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين ٥٨.

المؤمنين «٢٣» وهو خير الرازقين ٧٢.

النور «٢٤» والله يرزق من يشاء بغير حساب. ٣٨

العنكبوت «٢» وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم ٦ «وقال تعالى» : الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شئ عليم ٦٢.

الروم «٣٠» أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ٣٧.

سبا «٣٤» قل من يرزقكم من السموات والارض قل الله ٣٤ «وقال تعالى» : قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون ٣٦ «وقال تعالى» : قل : إن ربى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين ٣٩.

الزمر «٣٩» أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ٥٢.

حمعسق «٤٢» له مقاليد السموات والارض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شئ عليم ١٢ «وقال تعالى» : ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير ٢٧.

الزخرف «٤٣» أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ٣٢.

الذاريات «٥١» وفي السماء رزقكم وما توعدون * فورب السماء والارض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ٢٢ ـ ٢٣.

تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : «والله يرزق من يشاء بغير حساب» قيل : فيه أقوال : أحدها أن معناه : يعطيهم الكثير الواسع الذي لا يدخله الحساب من كثرته.

١٤٤

وثانيها : أنه لا يرزق الناس في الدنيا على مقابلة أعمالهم وإيمانهم وكفرهم ، فلا يدل بسط الرزق على الكفار على منزلتهم عند الله ، وإن قلنا : إن المراد به في الآخرة فمعناه أن الله لا يثيب المؤمنين في الآخرة على قدر أعمالهم التي سلفت منهم بل يزيدهم تفضلا.

وثالثها : أنه يعطيه عطاءا لا يأخذه بذلك أحد ، ولا يسأله عنه سائل ، ولا يطلب عليه جزاءا ولا مكافاة.

ورابعها : أنه يعطيه من العدد الشئ الذي لا يضبط بالحساب ولا يأتي عليه العدد لان ما يقدر عليه غير متناه ولا محصور فهو يعطي الشئ لا من عدد أكثر منه فينقص منه كمن يعطي الالف من الالفين والعشرة من المائة.

وخامسها : أن معناه : يعطي أهل الجنة ما لا يتناهى ولا يأتي عليه الحساب. وقال البيضاوي في قوله تعالى : «وفي السماء رزقكم» : أي أسباب رزقكم أو تقديره. وقيل : المراد بالسماء السحاب ، وبالرزق المطر لانه سبب الاقوات ، «وما توعدون» من الثواب لان الجنة فوق السماء السابعة ، أو لان الاعمال وثوابها مكتوبة مقدرة في السماء وقيل : إنه مستأنف خبره : «فورب السماء والارض إنه لحق» وعلى هذا فالضمير «لما» وعلى الاول يحتمل أن يكون له ولما ذكر من أمر الآيات والرزق والوعيد. «مثل ما أنكم تنطقون» أي مثل نطقكم كما أنه لا شك لكم في أنكم تنطقون ينبغي أن لا تشكوا في تحقق ذلك انتهى.

وقال الوالد العلامة رحمه الله : يحتمل أن يكون التشبيه من حيث اتصال النطق وفيضان المعاني من المبدء بقدر الحاجة من غير علم بموضعه ومحل وروده فيكون التشبيه أكمل.

١ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الرزق لينزل(١) من السماء إلى الارض على عدد قطر المطر إلى كل نفس بما قدر لها ، ولكن لله فضول فاسألوا الله من فضله. «ص ٥٥»

________________

(١) في المصدر : ينزل. م

١٤٥

٢ ـ ن : محمد بن القاسم المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم‌السلام قال : سأل الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام عن بعض أهل مجلسه فقيل : عليل ، فقصده عائدا وجلس عند رأسه فوجده دنفا ، (١) فقال له : أحسن ظنك بالله ، قال : أما ظني بالله فحسن ، ولكن غمي لبناتي ما أمرضني غير غمي بهن ، فقال الصادق عليه‌السلام : الذي ترجوه لتضعيف حسناتك ومحو سيئاتك فارجه لاصلاح حال بناتك أما علمت أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لما جاوزت سدرة المنتهى(٢) وبلغت أغصانها وقضبانها رأيت بعض ثمار قضبانها أثداء معلقة يقطر من بعضها اللبن ، ومن بعضها العسل ، ومن بعضها الدهن ، ويخرج عن بعضها شبه دقيق السميذ ، وعن بعضها الثياب ، (٣) وعن بعضها كالنبق(٤) فيهوي ذلك كله نحو الارض ، فقلت في نفسي : أين مقر هذه الخارجات عن هذه الاثداء؟ وذلك أنه لم يكن معي جبرئيل لاني كنت جاوزت مرتبته ، واختزل دوني ، فناداني ربي عزوجل في سري : يا محمد هذه أنبتها من هذا المكان الارفع لاغذو منها بنات المؤمنين من أمتك وبنيهم فقل لآباء البنات : لا تضيقن صدوركم على فاقتهن فإني كما خلقتهن أرزقهن. «ص ١٧٩ ـ ١٨٠»

بيان : السميذ بالذال المعجمة والمهملة الدقيق الابيض ; والاختزال : الانفراد والاقتطاع.

٣ ـ شى : عن إسماعيل بن كثير رفع الحديث إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لما نزلت هذه الآية : «واسألوا الله من فضله». قال : فقال أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما هذا الفضل؟ أيكم

________________

(١) بفتح الدال وكسر النون : من لازمه المرض.

(٢) هى في السماء السابعة ، قيل : هى شجرة في أقصى الجنة ، إليها ينتهى علم الاولين والاخرين ولا يتعداها. وقيل : شجرة نبق عن يمين العرش ، وفى الحديث : سميت سدرة المنتهى لان أعمال أهل الارض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى محل السدرة والحفظة الكرام البررة دون السدرة يكتبون ما يرفع اليهم الملائكة من أعمال العباد في الارض فينتهون بها إلى محل السدرة.

(٣) في المصدر : النبات. م

(٤) النبق : حمل شجر السدر.

١٤٦

يسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك؟ قال : فقال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : أنا أسأله فسأله عن ذلك الفضل ما هو؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله خلق خلقه وقسم لهم أرزاقهم من حلها وعرض لهم بالحرام فمن انتهك حراما نقص له من الحلال بقدر ما انتهك من الحرام وحوسب به.

٤ ـ نهج : قال عليه‌السلام : الرزق رزقان : رزق تطلبه ، ورزق يطلبك ، فإن لم تأته أتاك ، فلا تحمل هم سنتك على هم يومك ، كفاك كل يوم ما فيه فإن تكن السنة من عمرك فإن الله تعالى جده سيؤتيك في كل غد جديد ما قسم لك ، وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهم لما ليس لك ولن يسبقك إلى رزقك طالب ولن يغلبك عليه غالب ولن يبطئ عنك ما قد قدر لك؟.

٥ ـ شى : عن ابن الهذيل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله قسم الارزاق بين عباده وأفضل فضلا كبيرا لم يقسمه بين أحد قال الله : «واسألوا الله من فضله».

٦ ـ شى : عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : ليس من نفس إلا وقد فرض الله لها رزقها حلالا يأتيها في عافية ، وعرض لها بالحرام من وجه آخر ، فإن هي تناولت من الحرام شيئا قاصها به من الحلال الذي فرض الله لها وعند الله سواهما فضل كبير.

٧ ـ شى : عن الحسين بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك إنهم يقولون : إن النوم بعد الفجر مكروه لان الارزاق تقسم في ذلك الوقت فقال : الارزاق موظوفة مقسومة ، ولله فضل يقسمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، وذلك قوله : «واسألوا الله من فضله» ثم قال : وذكر الله بعد طلوع الفجر أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الارض.

٨ ـ كا : العدة عن سهل ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن أسلم ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله وكل بالسعر ملكا فلن يغلو من قلة ، ولا يرخص من كثرة «ج ١ ف ص ٣٧٤» (١)

________________

(١) غلا السعر : ارتفع الثمن وزاد عما جرت به العادة. ورخص : انحط عما جرت به العادة.

١٤٧

٩ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن ابن معروف ، عن الحجال ، عن بعض أصحابه ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : إن الله عزوجل وكل ملكا بالسعر يدبره بأمره. «ج ١ ف ص ٣٧٤»

١٠ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن ابن يزيد ، عمن ذكره ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله وكل ملكا بالاسعار يدبرها. «ج ١ ف ص ٣٧٤»

١١ ـ نهج : وقدر الارزاق فكثرها وقللها ، وقسمها على الضيق والسعة ، فعدل فيها ليبتلي من أراد بميسورها ومعسورها ، وليختبر بذلك الشكر والصبر من غنيها وفقيرها ، ثم قرن بسعتها عقابيل فاقتها ، ويفرج أفراجها غصص أتراحها ، وخلق الآجال فأطالها وقصرها ، وقدمها وأخرها ، ووصل بالموت أسبابها ، وجعله خالجا لاشطانها ، وقاطعا لمرائر أقرانها.

بيان : العقابيل : بقايا المرض ، واحدها عقبول ، والاتراح : الغموم ، والخلج : الجذب ، والشطن : الحبل ، والمرائر : الحبال المفتولة على أكثر من طاق ، والاقران : الحبال.

١٢ ـ عدة : روي عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : «وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون» قال : هو قول الرجل : لولا فلان لهلكت ، ولولا فلان لما أصبت كذا وكذا ، ولولا فلان لضاع عيالي ; ألا ترى أنه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه؟ قلت : فنقول : لولا أن الله من علي بفلان لهلكت ، قال : نعم لا بأس بهذا ونحوه.

١٣ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، وعدة من أصحابنا ; عن سهل بن زياد عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجة الوداع : ألا إن الروح الامين نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء شئ من الرزق أن تطلبوه بشئ من معصية الله ، فإن الله تعالى قسم الارزاق بين خلقه حلالا ، ولم يقسمها حراما فمن اتقى الله وصبر أتاه رزقه من حله ، ومن هتك حجاب ستر الله عزوجل وأخذه من

١٤٨

غير حله قص به من رزقه الحلال وحوسب عليه. «ج ٢ ف ص ٣٥٠»

بيان : أقول : سيأتي أكثر الآيات والاخبار المتعلقة بهذا الباب في كتاب المكاسب والنفث : النفح ، والروع بالضم : العقل والقلب ، والاجمال في الطلب : ترك المبالغة فيه ، (١) أي اتقوا الله في هذا الكد الفاحش ، أو المعنى أنكم إذا اتقيتم الله لا تحتاجون إلى هذا الكد والتعب لقوله تعالى : «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب» (٢) وهتك الستر : تمزيقه وخرقه.

ثم الظاهر من هذا الخبر وغيره من الاخبار أن الله تعالى قدر في الصحف السماوية لكل بشر رزقا حلالا بقدر ما يكفيه بحيث إذا لم يرتكب الحرام وطلب من الحلال سبب له ذلك ويسره له ، وإذا ارتكب الحرام فبقدر ذلك يمنع مما قدر له. (٣)

________________

(١) والاعتدال وعدم الافراط فيه.

(٢) الطلاق : ٣.

(٣) لا شك أن ما نشاهده من الموجودات أعم من الجماد والنبات والحيوان والانسان لا يكفيها أصل الوجود للبقاء بل تستمد في بقائها بامور اخر خارجة من وجودها اما بضمها إلى أنفسها بالاقتيات و والاغتذاء أو بوجه آخر بالايواء واللبس والتناسل ونحوها. وهذا المعنى في الانسان وسائر أقسام الحيوان أوضح ، وهو الرزق الذى عليه يتوقف بقاء أقسام الحيوان من غير فرق في ذلك بينها أصلا ، وقد قال تعالى : «وما من دابة في الارض الا على الله رزقها) الاية ، فالرزق مما لا يستغنى عنه موجود في بقائه ، واذ خلق الله هذه الاشياء لبقاء ما فقد خلق لها رزقا ، فاستناد البقاء اليه تعالى يوجب استناد الرزق اليه من غير شك قال تعالى : «فورب السماء والارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون» الاية ، و كون الرزق بهذا المعنى أمرا تكوينيا غير مربوط بعالم التكليف كالشمس في رائعة النهار فان الحدوث والبقاء ولوازم كل منهما امور تكوينية بلا ريب.

ثم ان الانسان لما تعلق التكليف ببعض أفعاله المتعلقة بالارزاق كالاكل والشرب والنكاح واللباس ونحوها ، والرزق مما يضطر اليه تكوينا كان لازم ذلك أن لا يتعلق الحرمة والمنع الا بما له مندوحة والا كان تكليفا بما لا يطاق قال تعالى : «وما جعل عليكم في الدين من حرج» الاية ، وقال : «ان الله لا يأمر بالفحشاء» الاية ، وكان لازم ذلك أن في موارد المحرمات أرزاقا الهية محللة هي المندوحة للعبد وهى الارزاق المنسوبة اليه تعالى بحسب النظر التشريعى دون المحرمات. فتحصل أن الرزق رزقان رزق تكوينى وهو كل ما يستمد به موجود في بقائه كيف كان ، ورزق تشريعى ، وهو الحلال الذى يستمد به الانسان في الحياة دون الحرام فانه ليس برزق منه تعالى ; هذا هو الذى يتحصل من الكتاب والسنة بعد التدبر فيهما. ط

١٤٩

قال الشيخ البهائي قدس الله روحه في شرح هذا الحديث : الرزق عند الاشاعرة كل ما انتفع به حي ، سواء كان بالتغذي أو بغيره ، مباحا كان أو لا ، وخصه بعضهم بما تربى به الحيوان من الاغذية والاشربة ، وعند المعتزلة هو كل ما صح انتفاع الحيوان به بالتغذي أو غيره ، وليس لاحد منعه منه فليس الحرام رزقا عندهم ، وقال الاشاعرة في الرد عليهم : لو لم يكن الحرام رزقا لم يكن المغتذي طول عمره بالحرام مرزوقا ، وليس كذلك لقوله تعالى : «وما من دابة في الارض إلا على الله رزقها» (١) وفيه نظر فإن الرزق عند المعتزلة أعم من الغذاء وهم لم يشترطوا الانتفاع بالفعل ، فالمغتذي طول عمره بالحرام إنما يرد عليهم لو لم ينتفع مدة عمره بشئ انتفاعا محللا ، ولو بشرب الماء والتنفس في الهواء ، بل ولا تمكن من الانتفاع بذلك أصلا ، وظاهر أن هذا مما لا يوجد ، وأيضا فلهم أن يقولوا : لو مات حيوان قبل أن يتناول شيئا محللا ولا محرما يلزم أن يكون غير مرزوق ، فما هو جوابكم فهو جوابنا ; هذا ، ولا يخفى أن الاحاديث المنقولة في هذا الباب متخالفة ، والمعتزلة تمسكوا بهذا الحديث ، وهو صريح في مدعاهم غير قابل لتأويل ، والاشاعرة تمسكوا بما رووه عن صفوان بن أمية قال : كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ جاء عمر بن قرة فقال : يارسول الله إن الله كتب علي الشقوة فلا أراني أرزق إلا من دفي بكفي ، فاذن في الغناء من غير فاحشة ; فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة أي عدو الله لقد رزقك الله طيبا فاخترت ما حرم عليك من رزقه مكان ما أحل الله لك من حلاله ، أما إنك لو قلت بعد هذه المقالة ضربتك ضربا وجيعا. والمعتزلة يطعنون في سند هذا الحديث تارة ويأولونه على تقدير سلامته أخرى بأن سياق الكلام يقتضي أن يقال : فاخترت ما حرم الله عليك من حرامه مكان ما أحل الله لك من حلاله ، وإنما قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من رزقه مكان من حرامه ، فأطلق على الحرام اسم الرزق بمشاكلة قوله : فلا أراني أرزق ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد رزقك الله ، و تمسك المعتزلة أيضا بقوله تعالى : «ومما رزقناهم ينفقون» (٢) قال الشيخ في التبيان

________________

(١) هود : ٦.

(٢) البقرة : ٣.

١٥٠

ما حاصله : أن هذه الآية تدل على أن الحرام ليس رزقا لانه سبحانه مدحهم بالانفاق من الرزق ، والانفاق من الحرام لا يوجب المدح ، وقد يقال : إن تقديم الظرف يفيد الحصر وهو يقتضي كون المال المنفق على ضربين : ما رزقه الله ، وما لم يرزقه وإن المدح إنما هو على الانفاق مما رزقهم وهو الحلال ، لا مما سولت لهم أنفسهم من الحرام ولو كان كل ما ينفقونه رزقا من الله سبحانه لم يستقم الحصر فتأمل. انتهى كلامه رفع الله مقامه.

أقول : إن كان المراد بقولهم : رزقهم الله الحرام أنه خلقه ومكنهم من التصرف فيه فلا نزاع في أن الله رزقهم بهذا المعنى ، وإن كان المعنى أنه المؤثر في أفعالهم وتصرفاتهم في الحرام فهذا إنما يستقيم على أصلهم الذي ثبت بطلانه ، وإن كان الرزق بمعنى التمكين وعدم المنع من التصرف فيه بوجه فظاهر أن الحرام ليس برزق بهذا المعنى على مذهب من المذاهب ، وإن كان المعنى أنه قدر تصرفهم فيه بأحد المعاني التي مضت في القضاء والقدر ، أو خذلهم ولم يصرفهم جبرا عن ذلك فبهذا المعنى يصدق أنه رزقهم الحرام ; وأما ظواهر الآيات والاخبار الواردة في ذلك فلا يريب عاقل في أنها منصرفة إلى الحلال ، كما أومأنا إلى معناه سابقا.

وأما ألاسعار فقد ذهبت الاشاعرة إلى أنه ليس المسعر إلا الله تعالى ، بناءا على أصلهم من أن لا مؤثر في الوجود إلا الله. وأما الامامية والمعتزله فقد ذهبوا إلى أن الغلاء والرخص قد يكونان بأسباب راجعة إلى الله ، وقد يكونان بأسباب ترجع إلى اختيار العباد ; وأما الاخبار الدالة على أنهما من الله فالمعنى أن أكثر أسبابهما راجعة إلى قدرة الله ، أو أن الله تعالى لما لم يصرف العباد عما يختارونه من ذلك مع ما يحدث في نفوسهم من كثرة رغباتهم ، أو غناهم بحسب المصالح فكأنهما وقعا بإرادته تعالى ، كما مر القول فيما وقع من الآيات والاخبار الدالة على أن أفعال العباد بإرادة الله تعالى ومشيته ، وهدايته وإضلاله ، وتوفيقه وخذلانه ; ويمكن حمل بعض تلك الاخبار على المنع من التسعير والنهي عنه ; بل يلزم الوالي أن لا يجبر الناس على السعر ويتركهم و اختيارهم ، فيجري السعر على ما يريد الله تعالى.

١٥١

قال العلامة رحمه الله في شرحه على التجريد : السعر هو تقدير العوض الذي يباع به الشئ ، وليس هو الثمن ولا المثمن ، وهو ينقسم إلى رخص وغلاء ، فالرخص هو السعر المنحط عما جرت به العادة مع اتحاد الوقت والمكان ، والغلاء زيادة السعر عما جرت به العادة مع اتحاد الوقت والمكان ، وإنما اعتبرنا الزمان والمكان لانه لا يقال : إن الثلج قد رخص سعره في الشتاء عند نزوله لانه ليس أوان سعره ، ويجوز أن يقال : رخص في الصيف إذا نقص سعره عما جرت عادته في ذلك الوقت ، ولا يقال : رخص سعره في الجبال التي يدوم نزوله فيها لانها ليست مكان بيعه ، ويجوز أن يقال : رخص سعره في البلاد التي اعتيد بيعه فيها ، واعلم أن كل واحد من الرخص والغلاء قد يكون من قبله تعالى بأن يقلل جنس المتاع المعين ، ويكثر رغبة الناس إليه فيحصل الغلاء لمصلحة المكلفين ، وقد يكثر جنس ذلك المتاع ويقلل رغبة الناس إليه تفضلا منه وإنعاما ، أو لمصلحة دينية فيحصل الرخص ، وقد يحصلان من قبلنا بأن يحمل السلطان الناس على بيع جميع تلك السلعة بسعر غال ظلما منه أو لاحتكار الناس ، أو لمنع الطريق خوف الظلمة ، أو لغير ذلك من الاسباب المستند إلينا فيحصل الغلاء ، وقد يحمل السلطان الناس على بيع السلعة برخص ظلما منه ، أو يحملهم على بيع ما في أيديهم من جنس ذلك المتاع فيحصل الرخص.

*«باب ٦»*

* «السعادة والشقاوة والخير والشر وخالقهما ومقدرهما» *

الايات ، هود «١١» فمنهم شقي وسعيد * فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق * «إلى قوله تعالى» : وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها. الآية ١٠٥ ـ ١٠٨.

المؤمنين «٢٣» ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون. قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ١٠٥ ـ ١٠٦.

الزمر «٣٩» وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم

١٥٢

وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ٧١. التغابن «٦٤» هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ٣.

تفسير : قال البيضاوي : «فمنهم شقي» وجبت له النار بمقتضى الوعيد «وسعيد» وجبت له الجنة بموجب الوعد.

وقال الطبرسي رحمه الله : «غلبت علينا شقوتنا» أي شقاوتنا وهي المضرة اللاحقة في العاقبة ، والسعادة : المنفعة اللاحقة في اللاحقة في العاقبة ، والمعنى : استعلت علينا سيئاتنا التي أوجبت لنا الشقاوة.

وقال الزمخشري : قالوا : بلى أتونا وتلوا علينا ، ولكن وجبت علينا كلمة الله بسوء أعمالنا كما قالوا : «غلبت علينا شقوتنا» فذكروا عملهم الموجب لكلمة العذاب وهو الكفر والضلال.

١ ـ لى : أبى ، عن علي ، عن أبيه ، عن صفوان ين يحيى ، عن الكناني ، عن الصادق عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الشقي من شقي في بطن أمه. الخبر.

٢ ـ ب : محمد بن عيسى ، عن القداح ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قابضا على(١) شيئين في يده ، ففتح يده اليمنى ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم ، كتاب من الرحمن الرحيم في أهل الجنة بأعدادهم وأحسابهم وأنسابهم مجمل(٢) عليهم ، لا ينقص منهم أحد ، ولا يزاد فيهم أحد. ثم فتح يده اليسرى فقال : بسم الله الرحمن الرحيم كتاب من الرحمن الرحيم في أهل النار بأعدادهم وأحسابهم وأنسابهم مجمل(٣) عليهم إلى يوم القيامة لا ينقص منهم أحد ، ولا يزاد فيهم أحد ، وقد يسلك بالسعداء طريق الاشقياء حتى يقال : هم منهم ، هم هم ، ما أشبههم بهم! ثم يدرك أحدهم سعادته قبل موته ولو بفواق ناقة ، وقد يسلك بالاشقياء طريق أهل السعادة حتى يقال : هم منهم ، هم هم ، ما أشبههم بهم ، ثم يدرك أحدهم شقاه ولو قبل موته ولو بفواق ناقة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : العمل بخواتيمه ، العمل بخواتيمه ، العمل بخواتيمه. (٤) «ص ١٣»

________________

(١) في المصدر : قابضا شيئين بدون على.

(٢ ، ٣) في نسخة : يجمل.

(٤) سيأتى الحديث بألفاظ أخرى تحت رقم ١٣ و ١٥.

١٥٣

بيان : قال الجزري : في حديث القدر : كتاب فيه أسماء أهل الجنة وأهل النار أجمل على آخرهم ، تقول : أجملت الحساب : إذا جمعت آحاده وكملت أفراده ، أي احصوا فلا يزاد فيهم ولا ينقص. وقال الفيروز آبادي : الفواق كغراب : ما بين الحلبتين من الوقت ، ويفتح ، أو ما بين فتح يدك وقبضها على الضرع.

٣ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي قال : سألت الرضا عليه‌السلام أن يدعو الله لامرأة من أهلنا بها حمل : فقال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : الدعاء ما لم يمض أربعة أشهر ; فقلت له : إنما لها أقل من هذا فدعا لها ، ثم قال : إن النطفة تكون في الرحم ثلاثين يوما ، و تكون علقة ثلاثين يوما ، وتكون مضغة ثلاثين يوما ، وتكون مخلقة وغير مخلقة ثلاثين يوما ، وإذا تمت الاربعة أشهر بعث الله تبارك وتعالى إليها ملكين خلاقين يصورانه ، و يكتبان رزقه وأجله شقيا أو سعيدا «ص ١٥٤ ـ ١٥٥»

بيان : قال البيضاوي في قوله تعالى : «مخلقة وغير مخلقة» : مسواة لا نقص فيها ولا عيب وغير مسواة ; أو تامة وساقطة ; أو مصورة وغير مصورة انتهى.

أقول : لعل المراد بالخبر أن في ثلاثين يوما بعد المضغة إما أن يبتدأ في تصويره بخلق عظامه ، أو يسقط ، أو إما أن يسوى بحيث لا يكون فيه عيب ، أو يجعل حيث يكون فيه عيب. ثم اعلم أن هذا الخبر يمكن أن يكون تفسيرا لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الشقي من شقي في بطن أمه ; أي يكتب شقاوته ، وما يؤول إليه أمره عليه في ذلك الوقت. ٤ ـ ب : بالاسناد قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : جف القلم بحقيقة الكتاب من الله بالسعادة لمن آمن واتقى ، والشقاوة من الله تبارك وتعالى لمن كذب و عصى. «ص ١٥٦»

٥ ـ ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن وهب بن وهب ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام أنه قال : حقيقة السعادة أن يختم الرجل عمله بالسعادة ، وحقيقة الشقاء أن يختم المرء عمله بالشقاء.

٦ ـ ع : المظفر العلوي ، عن جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه ، عن علي بن الحسن ، عن محمد بن عبدالله بن زرارة ، عن علي بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده ، عن أمير المؤمنين

١٥٤

صلوات الله عليه قال : تعتلج النطفتان(١) في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها ، فإن كانت نطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله ، وإن كانت نطفة الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه. وقال : تحول النطفة في الرحم أربعين يوما فمن أراد أن يدعوا الله عزوجل ففي تلك الاربعين قبل أن تخلق ، ثم يبعث الله عزوجل ملك الارحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله عزوجل فيقف منه ما شاء الله ، (٢) فيقول : يا إلهي أذكر أم انثى؟ فيوحي الله عزوجل(٣) من ذلك ما يشاء ويكتب الملك ، ثم يقول : إلهي أشقي أم سعيد؟ فيوحي الله عزوجل من ذلك ما يشاء ويكتب الملك ، فيقول : اللهم كم رزقه وما أجله؟ ثم يكتبه ويكتب كل شئ يصيبه في الدنيا بين عينيه ، ثم يرجع به فيرده في الرحم ; فذلك قول الله عزوجل : «ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها». «ص ٤٣»

٧ ـ ن : المفسر بإسناده إلى أبى محمد عليه‌السلام قال : قال الرضا عليه‌السلام : قيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله هلك فلان ، يعمل من الذنوب كيت وكيت ، (٤) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . بل قد نجا ولا يختم الله تعالى عمله إلا بالحسنى ، وسيمحو الله عنه السيئات ، ويبدلها له حسنات إنه كان مرة يمر في طريق عرض له مؤمن قد انكشف عورته وهو لا يشعر فسترها عليه ولم يخبره بها مخافة أن يخجل ، ثم إن ذلك المؤمن عرفه في مهواه فقال له : أجزل الله لك الثواب ، (٥) وأكرم لك المآب ، (٦) ولا ناقشك الحساب(٧)

________________

(١) اعتلجت الوحش : تضاربت ، واعتلج القوم : اقتتلوا واصطرعوا. أقول : فيه ايعاز منه عليه‌السلام إلى وجود الحيوانات الصغار الحية في النطفة.

(٢) في المصدر : حيث يشاء الله. م

(٣) بفتح التاء وقد يكسر : يكنى بها عن الحديث والخبر ، وتستعملان بدون الواو أيضا ولا تستعملان الا مكررتين.

(٤) في نسخة : فيوحى الله عزوجل اليه.

(٥) أى أكثره وأوسعه.

(٦) المآب : المرجع والمنقلب.

(٧) ناقشه الحساب وفى الحساب : استقصى في حسابه.

١٥٥

فاستجاب الله له فيه ، فهذا العبد لا يختم له إلا بخير بدعاء ذلك المؤمن ، فاتصل قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا الرجل فتاب وأناب وأقبل إلى طاعة الله عزوجل فلم يأت عليه سبعة أيام حتى اغير على سرح المدينة(١) فوجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أثرهم(٢) جماعة ذلك الرجل أحدهم فاستشهد فيهم.

٨ ـ يد : الدقاق ، عن الكليني ، عن علي بن محمد ، رفعه ، عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير قال : كنت بين يدي أبى عبدالله عليه‌السلام جالسا وقد سأله سائل فقال : جعلت فداك يا بن رسول الله من أين لحق الشقاء أهل المعصية حتى حكم لهم في علمه بالعذاب على عملهم؟ فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : أيها السائل علم الله عزوجل أن لا يقوم أحد من خلقه بحقه فلما علم بذلك وهب لاهل محبته(٣) القوة على معصيتهم لسبق علمه فيهم ، ولم يمنعهم إطاقة القبول منه لان علمه أولى بحقيقة التصديق فوافقوا ما سبق لهم في علمه ، و إن قدروا(٤) أن يأتوا خلالا ينجيهم عن معصيته وهو معنى شاء ما شاء وهو سر. «ص ٣٦٥ ـ ٣٦٦» بيان : هذا الخبر مأخوذ من الكافي ، وفيه تغييرات عجيبة تورث سوء الظن بالصدوق وإنه إنما فعل ذلك ليوافق مذهب أهل العدل(٥) ، وفي الكافي هكذا : أيها السائل حكم الله عزوجل لا يقوم أحد من خلقه بحقه فلما حكم بذلك وهب لاهل محبته القوة على معرفته ، ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله ، ووهب لاهل المعصية القوة على معصيتهم لسبق علمه فيهم ، ومنعهم إطاقة القبول منه فوافقوا ما سبق لهم في علمه ، ولم يقدروا أن يأتوا حالا تنجيهم من عذابه لان علمه أولى بحقيقة التصديق وهو معنى شاء ما شاء وهو سره.

قوله عليه‌السلام : لا يقوم أحد أي تكاليفه تعالى شاقة لا يتيسر الاتيان بها إلا بهدايته

________________

(١) أغار عليهم : هجم وأوقع بهم. سرح المدينة : فنائها.

(٢) بفتح الهمزة وكسرها : بعدهم.

(٣) الموجود في التوحيد المطبوع هكذا : وهب لاهل محبته القوة على معرفته ، ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ماهم أهله ، ووهب لاهل المعصية القوة على معصيتهم إه. فالظاهر أنها كانت ساقطة عن نسخته قدس‌سره.

(٤) في نسخة كما في التوحيد المطبوع : ولم يقدروا.

(٥) هذا البيان ناش عن سقوط سطر من نسخة المؤلف ـ رحمه الله ـ والصدوق «ره» أثبت وأضبط.

١٥٦

تعالى ; أو كيفية حكم الله وقضائه في غاية الغموض ، لاتصل إليها عقول أكثر الخلق. قوله عليه‌السلام : ومنعهم إطاقة القبول قيل : هو مصدر مضاف إلى الفاعل أي منعوا أنفسهم إطاقة القبول ، والظاهر أنه على صيغة الماضي أي منع الله منهم غاية الوسع والطاقة بالالطاف والهدايات التي يستحقها أهل الطاعة بنياتهم الحسنة لا أنه سلبهم القدرة على الفعل والله يعلم.

٩ ـ يد : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : «قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا» قال : بأعمالهم شقوا. «ص ٣٦٦»

١٠ ـ يد : محمد بن أحمد العلوي ، عن ابن قتيبة ، عن الفضل ، عن ابن أبي عمير قال : سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام عن معنى قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطن أمه ; فقال : الشقي من علم الله(١) وهو في بطن أمه أنه سيعمل أعمال الاشقياء ، والسعيد من علم الله وهو في بطن أمه أنه سيعمل أعمال السعداء. قلت له : فما معنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اعملوا فكل ميسر لما خلق له؟ فقال : إن الله عزوجل خلق الجن والانس ليعبدوه ولم يخلقهم ليعصوه ، وذلك قوله عزوجل «وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون» فيسر كلا لما خلق له ، فالويل لمن استحب العمى على الهدى. «ص ٣٦٦»

١١ ـ يد : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن صفوان ، عن ابن حازم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل خلق السعادة والشقاوة قبل أن يخلق خلقه فمن علمه الله(٢) سعيدا لم يبغضه أبدا. وإن عمل شرا أبغض عمله ولم يبغضه ، وإن علمه شقيا لم يحبه أبدا ، وإن عمل صالحا أحب عمله وأبغضه لما يصير إليه ، فإذا أحب الله شيئا لم يبغصه أبدا ، وإذا أبغض شيئا لم يحبه أبدا. «٣٦٧»

سن : أبي ، عن صفوان مثله. ص «٢٧٩»

________________

(١) في المصدر : من علمه الله وكذا في قوله عليه‌السلام : والسعيد من علم الله. م

(٢) في المحاسن فمن خلقه الله. م

١٥٧

بيان : خلق السعادة والشقاوة أي قدرهما بتقدير التكاليف الموجبة لهما. قوله عليه‌السلام : فمن علمه الله سعيدا في الكافي : فمن خلقه الله أي قدره بأن علمه كذلك ، وأثبت حاله في اللوح أو خلقه حالكونه عالما بأنه سعيد.

١٢ ـ يد : ابن الوليد ، عن الصفار وسعد معا ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : «واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه» قال : يحول بينه وبين أن يعلم أن الباطل حق وقد قيل : إن الله تعالى يحول بين المرء وقلبه بالموت ، (١) وقال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الله ينقل العبد من الشقاء إلى السعادة ، ولا ينقله من السعادة إلى الشقاء. «ص ٣٦٧ ـ ٣٦٨»

١٣ ـ ير : إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن سيف ، عن أبيه ، عن أبي القاسم ، عن محمد بن عبدالله قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه فقال : أتدرون ما في كفي؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال : فيها أسماء أهل الجنة ، وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة ; ثم رفع يده اليسرى فقال : أيها الناس أتدرون ما في يدي؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. فقال : أسماء أهل النار ، وأسماء آبائهم ، وقبائلهم إلى يوم القيامة ; ثم قال : حكم الله وعدل ، وحكم الله وعدل ، فريق في الجنة وفريق في السعير(٢).

١٤ ـ سن : أبي ، عن النضر ، عن الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن ابن حازم قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أيحب الله العبد ثم يبغضه؟ أو يبغضه ثم يحبه؟ فقال : ما تزال تأتيني بشئ! فقلت : هذا ديني وبه أخاصم الناس ، فإن نهيتني عنه تركته. ثم قلت له : هل أبغض الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله على حال من الحالات؟ فقال : لو أبغضه على حال من الحالات لما ألطف له حتى أخرجه من حال إلى حال فجعله نبيا ; فقلت : ألم تجبني منذ سنين عن الشقاوة والسعادة أنهما كانا قبل أن يخلق الله الخلق؟! قال : بلى وأنا الساعة أقوله ; قلت : فأخبرني عن السعيد هل أبغضه الله على حال من الحالات؟ فقال : لو أبغضه على حال من

________________

(١) الظاهر أن جملة «وقد قيل ان الله الخ» من كلام الصدوق مدرجة بين الحديثين.

(٢) تقدم الحديث بألفاظ اخرى تحت رقم ٢ ويأتى بعد أيضا.

١٥٨

الحالات لما ألطف له حتى يخرجه من حال إلى حال فيجعله سعيدا ; قتل : فأخبرني عن الشقي هل أحبه الله على حال من الحالات؟ فقال : لو أحبه على حال من الحالات ما تركه شقيا ولاستنقذه من الشقاء إلى السعادة ، قلت : فهل يبغض الله العبد ثم يحبه أو يحبه ثم يبغضه؟ فقال : لا. «ص ٢٧٩ – ٢٨٠»

١٥ ـ سن : النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن معلى أبي عثمان ، عن على بن حنظلة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اختصم رجلان بالمدينة : قدري ورجل من أهل مكة فجعلا أبا عبدالله عليه‌السلام بينهما فأتياه فذكرا كلامهما فقال : إن شئتما أخبرتكما بقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقالا : قد شئنا ، فقال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه

ثم قال : كتاب كبته الله بيمينه ـ وكلتا يديه يمين ـ فيه أسماء أهل الجنة بأسمائهم و أسماء آبائهم وعشائرهم ويجمل عليهم (١) ، لا يزيد فيهم رجلا ولا ينقص منهم رجلا (٢) ، وقد يسلك بالسعيد في طريق الاشقياء حتى يقول الناس : كان (٣) منهم ، ما أشبهه بهم! بل هو منهم ، ثم تداركه السعادة ; وقد يسلك بالشقي طريق السعداء حتى يقول الناس : ما أشبهه بهم! بل هو منهم ، ثم يتداركه الشقاء ، من كتبه الله سعيدا ولو لم يبق من الدنيا (٤) إلا فواق ناقة ختم الله له بالسعادة. «ص ٢٨٠»

يد : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن النضر ، عن الحلبي ، عن معلى أبي عثمان ، عن ابن حنظلة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يسلك بالسعيد طريق الاشقياء إلى آخر الخبر. «ص ٣٦٦ ـ ٣٦٧»

١٦ ـ سن ابن فضال ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله خلق قوما لحبنا ، وخلق قوما لبغضنا ، فلو أن الذين خلقهم

________________

(١) في المصدر : مجمل عليهم ، بدون الواو.

(٢) في المصدر : ولا ينقص منهم احدا أبدا ، وكتاب كتبه الله فيه اسماء اهل النار باسمائهم واسماء

آبائهم وعشائرهم مجمل عليهم لا يزيد فيهم رجلا ولا ينقص منهم رجلا. م

(٣) في المصدر : كانه منهم. م

(٤) في المصدر : من الدنيا شئ. م

١٥٩

لحبنا خرجوا من هذا الامر إلى غيره لاعادهم إليه وإن رغمت آنافهم ، وخلق قوما لبغضنا فلا يحبوننا أبدا. «ص ٢٨٠»

١٧ ـ سن : الوشاء ، عن مثنى ، عن أبى بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الله خلق خلقه ، فخلق خلقا لحبنا لو أن أحدا خرج من هذا الرأي لرده الله إليه ، وإن رغم أنفه ، وخلق قوما لبغضنا فلا يحبوننا أبدا. (١) «٢٨٠»

١٨ ـ سن : ابن محبوب ، وعلي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن مما أوحى الله إلى موسى وأنزل في التوراة : إني أنا الله لا إله إلا أنا ، خلقت الخلق وخلقت الخير وأجريته على يدي من أحب ، فطوبى لمن أجريته على يديه ، وأنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق وخلقت الشر وأجريته على يدي من أريد فويل لمن أجريته على يديه. «ص ٢٨٣»

١٩ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن حكيم ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن في بعض ما أنزل الله في كتبه : إني أنا الله لا إله إلا أنا ، خلقت الخير وخلقت الشر فطوبى لمن أجريت على يديه الخير ، وويل لمن أجريت على يديه الشر ، وويل لمن قال : كيف ذا؟. وكيف ذا؟ «٢٨٣»

٢٠ ـ سن : محمد بن سنان ، عن حسين بن أبي عبيد ، وعمرو الافرق الخياط ، (٢) وعبدالله بن مسكان كلهم ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله يقول : أنا الله لا إله إلا أنا ، خالق الخير والشر ، وهما خلقان من خلقي ، فطوبى لمن قدرت له الخير : وويل لمن قدرت له الشر ، وويل لمن قال : كيف ذا؟. «ص ٢٨٣»

________________

(١) اتحاده مع ما قبله ظاهر. وليس في المصدر : إليه.

(٢) أورده الشيخ في كتابه الفهرست واستظهر الميرزا كونه عمرو بن خالد الحناط الافرق المترجم في رجال النجاشى بقوله : عمرو بن خالد الحناط ، لقبه الافرق ، مولى ، ثقة ، عين ، روى عن أبى عبدالله عليه‌السلام ، له كتاب اه وأما الحسين بن أبى عبيد فلم نظفر بترجمته.

١٦٠