بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٤

* ( باب ) *

* « ( الاستخارة والتفأل بالقرآن المجيد ) » *

١ ـ الفتح : ذكر الشيخ الامام الخطيب المستغفري بسمرقند في دعواته إذا أردت أن تتفأل بكتاب الله عزوجل ، فاقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات ثم صل على النبي وآله ثلاثا ثم قل : « اللهم تفألت بكتابك ، وتوكلت عليك ، فأرنى من كتابك ما هو مكتوم من سرك المكنون في غيبك » ثم افتح الجامع وخذ الفال من خط الاول في الجانب الاول من غير أن تعد الاوراق والخطوط ، كذا اورد مسندا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.

بيان : الجامع القرآن التام لجيمع السور والايات.

٢ ـ الفتح : وجدت في بعض كتب أصحابنا : صفة القرعة في المصحف يصلي صلاة جعفر ، فاذا فرغ منها دعا بدعائها ثم يأخذ المصحف ثم ينوى فرج آل محمد بدءا وعودا ، ثم يقول : « اللهم إن كان في قضائك وقدرك أن تفرج عن وليك وحجتك في خلقك في عامنا هذا أو في شهرنا هذا فأخرج لنا رأس آية من كتابك نستل بها على ذلك « ثم يعد سبع ورقات ويعد عشرة أسطر من ظهر الورقة السابعة ، وينظر ما يأتيه في الحادي عشر من السطور ، ثم يعيد الفعل ثانيا لنفسه فانه يبين حاجته إنشاء الله تعالى.

٣ ـ المكارم : صلاة للقرعة في المصحف يصلي صلاة جعفر إلى آخر الخبر (١).

بيان : « بدءا وعودا » لعل المعنى في الحال وفي الرجعة ، أو ينوى ذلك مكررا

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣٧٣.

٢٤١

وقيل أي أول مرة وفيما يفعل ثانيا ، وهو بعيد ، وفيه دلالة ما على جواز التفأل بالمصحف ، لاستعلام الاحوال.

٤ ـ الفتح : قال حدثني بدر بن يعقوب المقري الاعجمي رضوان الله عليه بمشهد الكاظم عليه‌السلام في صفة الفال في المصحف بثلاث روايات من غير صلاة ، فقال : تأخذ المصحف وتدعو بما معناه فتقول : « اللهم إن كان في قضائك وقدرك أن تمن على امة نبيك بظهور وليك وابن بنت نبيك ، فعجل ذلك وسهله ويسره وتحمله وأخرج لي آية أستدل بها على أمر فأئتمر أو نهي فأنتهي ـ أو ما تريد الفأل فيه ـ في عافية » ثم تعد سبع أوراق ثم تعد في الوجه الثانية من الورقة السابعة ستة أسطر و تفأل بما يكون في السطر السابع.

وقال : في رواية أخرى : إنه يدعو بالدعاء ثم يفتح المصحف الشريف و يعد سبع قوائم ويعد ما في الوجهة الثانية من الورقة السابعة ، وما في الوجهة الاولة من الورقة الثامنة من لفظ اسم الله جل جلاله ثم يعد قوائم بعدد اسم الله ، ثم يعد من الوجهة الثانية من القائمة التي ينتهي العدد إليها ، ومن غيرها مما يأتي بعددها سطورا بعدد اسم لفظ الله جل جلاله ، ويتفأل بآخر سطر من ذلك.

وقال في الرواية الثالثة : إنه إذا دعا بالدعاء عد ثماني قوايم ثم يعد في الوجهة الاولى من الورقة الثامنة أحد عشر سطرا ، ويتفأل بما في السطر الحادي عشر ، وهذا ما سمعناه في الفأل بالمحصف الشريف قد نقلناه كما حكيناه.

أقول : وجدت في بعض الكتب أنه نسب إلى السيد ره الرواية الثانية لكنه قال : يقرأ الحمد وآية الكرسي وقوله تعالى : « وعنده مفاتح الغيب » إلى آخر الاية ، ثم يدعو بالدعاء المذكور ويعمل بما في الرواية.

ووجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي ـ ره ـ أنه وجد بخط الشيخ قدس سره رواية حسنة في التفأل بالمصحف ، وذكر الرواية الثالثة من كتاب أبي القاسم بن قولويه قال : روى بعض أصابنا قال : كنت عند علي بن الحسين عليه‌السلام فكان إذا صلى الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس ، فجاؤه يوم ولد فيه زيد فبشروه به بعد صلاة الفجر

٢٤٢

قال : فالتفت إلى أصحابه فقال : أى شئ ترون أن اسمى هذا المولولد؟ قال : فقال كل : رجل سمه كذا سمه كذا ، قال : فقال يا غلام على بالمصحف ، قال : فجاؤا بالمصحف فوضعه على حجره ، قال ثم فتحه فنظر إلى أول حرف من الورقة ، وإذا فيه « وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما » قال : ثم طبقه ، ثم فتحه ثلاثا فنظر فاذا في أول الورقة « إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن أوفي بعده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم » ثم قال هو والله زيد ، هو والله زيد فسمى زيدا.

بيان : لعله عليه‌السلام لما كان أن الشهيد من أولاده في الجهاد اسمه زيد ، والايتان دلتا على أنه يقاتل ويستشهد فسماه زيدا ، وفيه أيضا إيماء بجواز استعلام الاحوال من القرآن.

٥ ـ كتاب الغايات : لجعفر القمي صاحب كتاب العروس والمكارم : عن أبي علي اليسع بن عبدالله القمى قال : قلت لابى عبدالله عليه‌السلام إنى اريد الشئ فأستخير الله فيه فلا يفى ، ولى فيه الرأي أفعله أو أدعه؟ فقال : انظر إذا قمت إلى الصلاة فان الشيطان أبعد ما يكون من الانسان إذا قام إلى الصلاة أي شئ يقع في قلبك فخذ به ، وافتح المصحف فانظر إلى أول ما ترى فيه فخذبه إنشاء الله.

بيان : رواه في التهذيب (١) باسناده عن محمد بن علي بن محبوب ، عن أحمد ابن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن الحسن بن الجهم ، عن أبي علي اليسع القمي مثله ، واليسع مجهول « فأستخير الله فيه « أي أطلب من الله أن يوقع في قلبى ما هو خيرلي ، ويصح عزمي عليه ، فلا يقوى عزمي على الفعل أو الترك ، وهو المراد بعدم الوفاء وفي التهذيب والمكارم (٢) « فلا يوفق فيه الرأي » وهو أصوب.

____________________

(١) التهذيب ج ١ ص ٣٤٠.

(٢) مكارم الاخلاق : ٣٧٤.

٢٤٣

والظاهر أن الواو في قوله عليه‌السلام وافتح المصحف بمعنى أو كما لا يخفى على المتأمل « وأول ما ترى » لعل المراد به أول الصفحة اليمنى ، لوقوع النظر غالبا عليه ابتداء ، ويؤيد أن أصل الاستخارة بالمصحف بهذا النحو الرواية السابقة والذي مر في أول الباب وفي كتاب الغايات « فانظر ما ترى فخذ به » ولا ينافيه ما رواه الكليني بسند (١) فيه ضعف وإرسال عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : لا تتفأل بالقرآن ، إذ يمكن أن يكون المراد به النهى عن استنباط وقوع الامور في المستقبل واستخراج الامور المخفية والمغيبة ، كما يفعله بعض الناس لا الاستخارة ، وإن مر إشعار بعض الاخبار بجواز الاول أيضا ، ويحتمل أن يكون المعنى التفأل عند سماع آية أو قراءتها كما هو دأب العرب في التفأل والتطير بالامور ، بل هو المتبادر من لفظ التفأل ولا يبعد أن يكون السر فيه أنه يصير سببا لسوء عقيدتهم في القرآن إن لم يظهر بعده أثره ، وهذا الوجه مما خطر بالبال ، وهو عندي أظهر ، والاول هو المسموع من المشايخ رضوان الله عليهم.

أقول : وروى لي بعض الثقات عن الشيخ الفاضل الشيخ جعفر البحرينى رحمه الله أنه رأى في بعض مؤلفات أصحابنا الامامية أنه روى مرسلا عن الصادق عليه‌السلام قال : ما لاحدكم إذا ضاق بالامر ذرعا أن لا يتناول المصحف بيده عازما على أمر يقتضيه من عند الله ، ثم يقرأ فاتحة الكتاب ثلاثا والاخلاص ثلاثا وآية الكرسي ثلاثا وعنده مفاتح الغيب ثلاثا والقدر ثلاثا والجحد ثلاثا والمعوذتين ثلاثا ثلاثا ويتوجه بالقرآن قائلا اللهم إني أتوجه إليك بالقرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته ، وفيه اسمك الاكبر ، وكلماتك التامات ، يا سامع كل صوت ، ويا جامع كل فوت ، ويا بارئ النفوس بعد الموت ، يا من لا تغشاه الظلمات ، ولا تشتبه عليه الاصوات ، أسئلك أن تخير لي بما أشكل علي به ، فانك عالم بكل معلوم ، غير معلم ، بحق محمد و علي وفاطمة والحسن والحسين وعلى بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق و موسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري والخلف

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٦٢٩.

٢٤٤

الحجة من آل محمد عليه وعليهم‌السلام » ثم تفتح المصحف وتعد الجلالات التي في الصفحة اليمنى ، ثم تعد بقدرها أوراقا ثم تعد بعددها أسطرا من الصفحة اليسرى ثم تنظر آخر سطر تجده كالوحي فيما تريد إنشاء الله تعالى.

ووجدت بخط جد شيخنا البهائي الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن الحسن الجباعي قدس الله أرواحهم ، نقلا من خط الشهيد نور الله ضريحه ، نقلا من خط محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن زياد قال أخبرنا الشيخ الاوحد محمد بن الحسن الطوسي إجازة عن الحسين بن عبيدالله ، عن أبي محمد هارون بن موسى التعلكبري ، عن محمد ابن همام بن سهيل ، عن محمد بن جعفر المؤدب ، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن عثمان بن عيسى ، عن سيف ، عن المفضل بن عمر قال : بينما نحن عند أبي عبدالله عليه‌السلام إذ تذاكرنا ام الكتاب فقال رجل من القوم : جعلني الله فداك إنا ربما هممنا بالحاجة ، فنتناول المصحف فنتفكر في الحاجة التي نريدها ، ثم نفتح في أول الوقت فنستدل بذلك على حاجتنا فقال أبو عبدالله عليه‌السلام وتحسنون؟ والله ما تحسنون.

قلت : جعلت فداك وكيف نصنع؟ قال : إذا كان لاحدكم حاجة وهم بها فليصل صلاة جعفر ، وليدع بدعائها ، فاذا فرغ من ذلك فليأخذ المصحف ثم ينو فرج آل محمد بدءا وعودا ، ثم يقول « اللهم إن كان في قضائك وقدرك أن تفرج عن وليك وحجتك في خلقك في عامنا هذا أو في شهرنا هذا ، فأخرج لنا آية من كتابك نستدل بها على ذلك » ثم يعد سبع ورقات ويعد عشرة أسطر من خلف الورقة السابعة وينظر ما يأتيه في الاحد عشر من السطور ، فانه يبين لك حاجتك ، ثم تعيد الفعل ثانية لنفسك.

بيان : قوله عليه‌السلام « وليدع بدعائها » أقول : لا يبعد أن يكون اشارة إلى الدعاء الذي قدمناه في كيفية صلاة جعفر برواية المفضل بن عمر لاتحاد الراوي فيهما. وأقول : وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا أنه قال : مما نقل من خط الشيخ يوسف بن الحسين القطيفي ره ما هذا صورته : نقلت من خط الشيخ العلامة جمال الدين الحسن

٢٤٥

ابن المطهر طاب ثراه :

روي عن الصادق عليه‌السلام قال : إذا أردت الاستخارة من الكتاب العزيز فقل بعد البسملة : « إن كان في قضائك وقدرك أن تمن على شيعة آل محمد بفرج وليك وحجتك على خلقك فأخرج إلينا آية من كتابك نستدل بها على ذلك » ثم تفتح المصحف وتعد ست ورقات ومن السابعة ستة أسطر وتنظر ما فيه.

بيان : الظاهر أنه سقط منه ثم تعيد الفعل لنفسك.

٢٤٦

٥

* ( باب ) *

* « ( الاستخارة بالسبحة والحصا ) » *

١ ـ الفتح : وجدت بخط أخى الصالح الرضى الاوي محمد بن محمد الحسيني ضاعف الله سعادته ، وشرف خاتمته ، ما هذا لفظه : عن الصادق عليه‌السلام من أراد أن يستخير الله قال : فليقرأ الحمد عشر مرات ، ثم يقول : « اللهم إني أستخيرك لعلمك بعاقبة الامور ، وأستشيرك لحسن ظنى بك في المأمول والمحذور ، اللهم إن كان أمري هذا مما نيطت بالبركة أعجازه وبواديه ، و حفت بالكرامة أيامه ولياليه ، فخرلي فيه بخيرة ترد شموسه ذلولا ، وتقعض أيامه سرورا ، يا الله فاما أمر فأئتمر وإما نهي فأنتهى ، اللهم خرلي برحمتك خيرة في عافية ثلاث مرات » ثم يأخذ كفا من الحصى أو سبحته.

قال السيد ره : هذا لفظ الحديث كما ذكرناه ولعل المراد بأخذ الحصى أو سبحته أن يكون قد قصد بقلبه أنه إن خرج عدد الحصى أو السبحة فردا كان افعل ، وإن خرج مزدوجا كان لا تفعل ، أو لعله يجعل نفسه والحصى أو السبحة بمنزلة اثنين يقترعان ، فيجعل الصدر في القرعة منه أو من الحصى أو السبحة فيخرج عن نفسه عددا معلوما ثم يأخذ من الحصى شيئا أو من السبحة شيئا ويكون قد قصد بقلبه أنه إن وقعت القرعة عليه مثلا فيفعل ، وإذا وقعت على الحصى أو السبحة فلا يفعل ، فيعمل بذلك.

ثم قال : وحدثنى بعض أصحابنا مرسلا في صفة القرعة أنه يقرأ الحمد مرة واحدة ، وإنا أنزلناه إحدى عشر مرة ، ثم يدعو بالدعاء الذى ذكرناه عن الصادق عليه‌السلام في الرواية التي قبل هذه ، ثم يقرع هو وآخر ويقصد بقلبه أنه متى وقع عليه أو على رفيقه يفعل بحسب ما يقصد في نيته ، ويعمل بذلك مع توكله

٢٤٧

وإخلاص طويته.

٢ ـ منهاج الصلاح : نوع آخر من الاستخارة رويته عن والدي الفقيه سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر رحمه الله تعالى عن السيد رضي الدين محمد الاوي عن صاحب الزمان عليه‌السلام وهو أن يقرأ فاتحة الكتاب عشر مرات وأقل منه ثلاث مرات والادون منه مرة ثم يقرا إنا أنزلناه عشر مرات ، ثم يقول هذا الدعاء ثلاث مرات « اللهم إني أستخيرك « وساق الدعاء كما مر إلى قوله » اللهم إن كان الامر الفلاني مما قد نيطت » إلى قوله : « فخرلي فيه خيرة » إلى قوله « مسرورا اللهم إما أمر فأئتمر أو نهى فأنتهى ، اللهم إنى أستخيرك برحمتك خيرة في عافية » ثم يقبض على قطعة من السبحة ويضمر حاجته ويخرج إن كان عدد تلك القطعة زوجها فهو افعل وإن كان فردا لا تفعل أو بالعكس.

٣ ـ ورويت عن السيد السعيد رضى الدين علي بن موسى بن طاوس وكان أعبد من رأيناه من أهل زمانه ما ذكره في كتاب الاستخارات قال : وجدت بخط أخى الصالح الرضى إلى قوله عشر مرات ثم يقول : وذكر الدعاء إلا أنه قال فيه عقيب « والمحذور : اللهم إن كان أمري هذا مما قد نيطت وعقبت سرورا يا الله إما أمر » إلى قوله من الحصا أو سبحته.

أقول : يظهر منه أن نسخته ره من كتاب السيد كانت مخالفة لما عندنا من النسخ فانها متفقة على ما أثبتنا وكانت نسخة الشيخ الشهيد محمد بن مكى نور الله ضريحه أيضا موافقة لنسخة العلامة ره ، حيث قال في الذكرى : ومنها الاستخارة بالعدد ، ولم تكن هذه مشهورة في العصر المضاية ، قبل زمان السيد الكبير العابد رضى الدين محمد بن محمد الاوي الحسيني المجاور بالمشهد المقدس الغروي رضى الله عنه ، وقد رويناها عنه وجيمع مروياته عن عدة من مشايخنا عن الشيخ الكبير الفاضل جمال الدين ابن المطهر عن والده رضى الله عنه عن السيد رضى الدين عن صاحب الامر عليه‌السلام ، ثم ذكر مثل ما أورده العلامة عن والده وعن السيد نور الله مراقدهم.

٢٤٨

بيان : قال الكفعمى رحمة الله عليه « نيطت » (١) أي تعلقت وناط الشئ تعلق ، وهذا منوط بك أي متعلق ، والانواط المعاليق ، ونيط فلان بكذا أي علق وقال الشاعر :

وأنت زنيم نيط في آل هاشم

كما نيط خلف الراكب القدح الفرد

وأعجاز الشئ آخره ، وبواديه أوله ، ومفتتح الامر ومبتدأه ومقتبله و عنفوانه وأوائله وموارده وبدائهه وبواديه نظائر ، وشوافعه وتواليه وأعقابه و مصادره ورواجعه ومصائره وعواقبه وأعجازه نظائر.

وقوله : « شموسه « أي صعوبته ، ورجل شموس أي صعب الخلق ، ولا تقل شموص بالصاد ، وشمس الفرس منع ظهره ، والذلول ضد الصعوبة ، وتقعض أي ترد وتعطف وقعضت العود عطفته ، وتقعص بالصاد تصحيف ، والعين مفتوحة لانه إذا كانت عين الفعل أو لامه أحد حروف الحلق كان الاغلب فتحها في المضارع انتهى.

وأقول : كان الاولى أن يقول أعجاز الشئ أواخره ، وبواديه أوايله ، وكذا كان الاولى شموسه أي صعبه والذلول ضد الصعب وأما القعض بالمعنى الذي ذكره فقد ذكره الجوهري قال ، قعضت العود عطفته ، كما تعطف عروش الكرم ، والهودج ولم يورد الفيروزآبادي هذا البناء أصلا ، وهو غريب ، وفي كثير من النسخ بالصاد المهملة ولعله مبالغة في السرور ، وهذا شايع في عرف العرب والعجم ، يقال لمن أصابه سرور عظيم : مات سرورا أو يكون المراد به الانقضاء أي تنقضي بالسرور والتعبير به لان أيام السرور سريعة الانقضاء ، فان القعص الموت سريعا ، فعلى هذا يمكن أن يقرأ على بناء المعلوم والمجهول « وأيامه » بالرفع والنصب معا.

وقال الفيروز آبادي : القعص الموت الوحى ، ومات قعصا أصابته ضربة أو رمية فمات مكانه ، وقعصه كمنعه قتله مكانه كقعصه ، وانقعص مات ، والشئ انثنى انتهى ، فعلى ما ذكرناه يمكن أن يكون بالمهملة بالمعنى الذي ذكره في المعجمة ، ولا يبعد أن يكون في الاصل تقيض فصحف (٢) ولعل الاولى

____________________

(١) مصباح الكفعمى : ٣٩٣ في الهامش. (٢) على ما يأتى في ص ٢٥١.

٢٤٩

العمل بالرواية التي ليست فيها هذه الكلمة.

واعلم أن الظاهرمن الرواية أخذ كف من السبحة بأن يأخذ قطعة من السبحة المنظومة أو المنثورة في كفه ، لا أن يقبض على جزء من السبحة ، وإن أمكن حمله عليه.

واعلم أن ما أورده السيد أولا واختاره العلامة ره أظهر ، وأما ما ذكره السيد أخيرا فهو بعيد ، ولعل مراده أنه ينوى بقلبه عددا خاصا إما نوعا كالزوج أو الفرد أو شخصا كعشرة مثلا ، فيقصد إن كان موافقا لما نواه يعمل به ، وإلا فلا ، أو بالعكس ، والرواية التي أوردها أخيرا أيضا في غاية الاجمال والاغلاق.

ويحتمل أن يكون المراد بها القرعة المعروفة عند المخاصمات ، فيكتب اسم المتخاصمين في رقعتين فيخرخ إحداهما ، وأن يكون المراد الاستخارة المعروفة فيحصل رفيقا ويقول له أنا أقول افعل ، وأنت تقول لا تفعل ، أو بالعكس ، فيكتب الاسمين في رقعتين ويخرج إحداهما ويعمل بمقتضاه ، ويمكن أن يكون هذا مخصوصا بما إذا كان له رفيق يأمره بما لا يريده أو ينهاه عما يريده.

٤ ـ أقول : سمعت والدي ره يروي عن شيخه البهائي نور الله ضريحه أنه كان يقول : سمعنا مذاكرة عن مشايخنا عن القائم صلوات الله عليه في الاستخارة بالسبحة أنه ياخذها ويصلي على النبي وآله صلوات الله عليه وعليهم ، ثلاث مرات ، ويقبض على السبحة ويعد اثنتين اثنتين ، فان بقيت واحدة فهو افعل ، وإن بقيت اثنتان فهو لا تفعل.

٥ ـ ووجدت في مولفات أصحابنا نقلا من كتاب السعادات مرويا عن الصادق عليه‌السلام قال : يقرأ الحمد مرة والاخلاص ثلاثا ويصلي على محمد وآل محمد خمس عشرة مرة ثم يقول : « اللهم إنى أسألك بحق الحسين وجده وأبيه وامه وأخيه والائمة من ذريته أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل لي الخيرة في هذه السبحة ، وأن تريني ما هو الاصلح لي في الدين والدنيا ، اللهم إن كان الاصلح في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فعل ما أنا عازم عليه ، فأمرني ، وإلا فانهني! إنك على كل

٢٥٠

شئ قدير ».

ثم يقبض قبضة من السبحة ويعدها ويقول : « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله » إي آخر القبضة ، فان كانت الاخيرة سبحان الله فهو مخير بين الفعل والترك وإن كان الحمد لله ، فهو أمر ، وإن كان لا إله إلا الله فهو نهي.

٦ ـ وروي أيضا عن الشيخ يوسف بن الحسين أنه وجد بخط الشهيد السعيد محمد بن مكي قدس الله روحه قال : تقرأ إنا أنزلناه عشر مرات ثم تدعو بهذا الدعاء « اللهم إني أستخيرك لعلمك بعاقبة الامور ، وأستشيرك لحسن ظني بك في المأمول والمحذور ، اللهم إن كان الامر الذي عزمت عليهما قد نيطت البركة بأعجازه و بواديه ، وحفت بالكرامة أيامه ولياليه ، فأسئلك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة القائم عليهم‌السلام أن تصلي على محمد وعليهم أجمعين ، وأن تخير لي خيرة ترد شموسه ذلولا وتقيض أيامه سرورا ، اللهم إن كان أمرا فاجعله في قبضة الفرد ، وإن كان نهيا فاجعله في قبضة الزوج ، ثم تقبض على السبحة وتعمل على ما يخرج.

٧ ـ أقول : ووجدت بخط الشيخ الجليل محمد بن علي الجباعي جد شيخنا البهائي قدس الله روحهما أنه نقل من خط السعيد الشهيد محمد بن مكي نور الله ضريحه هكذا : طريق الاستخارة الصلاة على محمد وآله سبع مرات ، وبعده « يا أسمع السامعين ويا أبصر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين صل على محمد وآل محمد » ثم الزوج والفرد.

٢٥١

٦

* ( باب ) *

* « ( الاستخارة بالاستشارة ) » *

١ ـ المقنعة والفتح ، نقلا منه : عن الصادق عليه‌السلام قال : إذا أراد أحدكم أمرا فلا يشاور فيه أحدا حتى يبدأ فيشاور الله عزوجل فقيل له : ما مشاورة الله عزوجل؟ قال : يستخير الله فيه أولا ثم يشاور فيه ، فانه إذا بدأ با الله أجرى الله له الخير على لسان من شاء من الخلق (١).

٢ ـ الفتح : باسناده عن جده شيخ الطائفة ره باسناده عن هارون بن خارجة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا أراد أحدكم أمرا فلا يستأمر أحدا حتى يشاور الله تبارك وتعالى فيه ، قلنا : وكيف يشاور؟ قال يستخير الله فيه أولا ثم يشاور فيه ، فاذا بدأ بالله أجرى الله الخيرة على لسان من أحب من الخلق.

معانى الاخبار : عن أبيه ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى ، عن هارون بن خارجة مثله (٢).

المحاسن : عن أبيه ، عن عثمان مثله (٣).

٣ ـ الفتح : روى سعد بن عبدالله في كتاب الدعاء ، عن الحسين بن علي ، عن أحمد بن هلال ، عن عثمان بن عيسى ، عن إسحاق بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا أراد أحدكم أن يشتري أو يبيع أو يدخل في أمر فليبتدئ بالله ويسأله ، قال : قلت : فما يقول؟ قال : يقول : اللهم إني اريد كذا وكذا ، فان كان خيرا لي في ديني ودنياي وآخرتي ، وعاجل

____________________

(١) المقنعة : ٣٦.

(٢) معانى الاخبار ص ١٤٤.

(٣) المحاسن ص ٥٩٨.

٢٥٢

أمري وآجله ، فيسره لي ، وإن كان شرا في ديني ودنياي فاصرفه عني رب اعزم لي علي رشدي ، وإن كرهته وأبته نفسى « ثم يستشير عشرة من المؤمنين ، فان لم يقدر على عشرة ولم يصب إلا خمسة فيستشير خمسة مرتين ، فان لم يصب إلا رجلين فليستشرهما خمس مرات ، فان لم يصب إلا رجلا واحدا فليستشره عشر مرات.

٤ ـ المكارم : قال الصادق عليه‌السلام إذا أردت أمرا فلا تشاور فيه أحدا حتى تشاور ربك ، قال : قلت : وكيف اشاور ربي؟ قال تقول أستخير الله مائة مرة ، ثم تشاور الناس فان الله يجري لك الخيرة على لسان من أحب (١).

ومنه : نقلا من كتاب المحاسن : عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن المشورة لا تكون إلا بحدودها الاربعة ، فمن عرفها بحدودها ، وإلا كانت مضرتها على المستشير أكثر من منفعتها ، فأولها أن يكون الذي تشاوره عاقلا ، والثانية أن يكون حرا متدينا ، والثالثة أن يكون صديقا مواخيا ، والرابعة أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك ثم يسر ذلك ويكتمه ، فانه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته ، وإذا كان حرا متدينا أجهد نفسه في النصيحة لك ، وإذا كان صديقا مواخيا كتم سرك إذا أطلعته عليه ، وإذا أطلعته على سرك فكان علمه كعلمك تمت المشورة وكملت النصيحة (٢).

ومنه : عن يحيى بن عمران الحلبي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن المشورة محدودة فمن لم يعرفها بحدودها كان ضررها عليه أكثر من نفعها ، وساق الحديث نحوا مما مر إلى قوله وإذا أطلعته على سرك فكان علمه به كعلمك به أجهد نفسه في النصيحة وكملت المشورة (٣).

بيان : عد صاحب درة الغواص المشورة بفتح الميم وسكون الشين وفتح الواو من أوهام الخواص ، وقال : بل الصحيح فتح الميم وضم الشين وسكون الواو ، وقال الفيروز آبادي المشورة مفعلة لا مفعولة ، واستشاره طلب منه المشورة ،

____________________

(١ و ٢) مكارم الاخلاق ص ٣٦٧.

(٣) المكارم : ٣٦٨.

٢٥٣

وقال الجوهري : المشورة الشورى ، وكذا المشورة بضم الشين تقول منه شاورته في الامر واستشرته بمعنى.

٥ ـ المكارم : عن الصادق عليه‌السلام قال : استشر العاقل من الرجال الورع ، فانه لا يأمر إلا بخير ، وإياك والخلاف ، فان خلاف الورع العاقل مفسدة في الدين والدنيا.

وعنه عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مشاورة العاقل الناصح يمن ورشد و توفيق من الله عزوجل ، فاذا أشار عليك الناصح العاقل ، فاياك والخلاف فان في ذلك العطب.

وعن الحسن بن الجهم قال : كنا عند الرضا عليه‌السلام وذكرنا أباه ، فقال : كان عقله لايوازى به العقول ، وربما شاور الاسود من سودانه فقيل له : تشاور مثل هذا؟ فقال : إن الله تعالى ربما فتح على لسانه ، قال : فكانوا ربما أشاروا عليه بالشئ فيعمل به من الضيعة والبستان.

وعن الصادق عليه‌السلام قال : قيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما الحزم؟ قال مشاورة ذوي الرأي واتباعهم.

وعنه عليه‌السلام : وفيما أوصى صلى‌الله‌عليه‌وآله به عليا عليه‌السلام قال لا مظاهرة أوثق من المشاورة ، ولا عقل كالتدبير.

وعنه عليه‌السلام قال : إظهار الشئ قبل أن يستحكم مفسدة له (١).

٦ ـ العيون : بثلاثة أسانيد عن الرضا عن آبائه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما من قوم كانت له مشورة فحضر معهم من اسمه محمد أو حامد أو محمود أو أحمد فأدخلوه معهم في مشورتهم إلا خير لهم (٢).

أقول : قد مضت أخبار المشورة في كتاب العشرة (٣) وقد وردت أخبار كثيرة

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣٦٧ ـ ٣٦٨.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٩.

(٣) راجع ج ٧٥ ص ٩٧ ـ ١٠٥.

٢٥٤

في النهي عن مشاورة النساء ، وقد روى عن الصادق عليه‌السلام : إياكم ومشاورة النساء فان فيهن الضعف والوهن والعجز ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أراد الحرب دعا نساءه فاستشارهن ثم خالفهن ، وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام في كلام له : اتقوا شرار النساء ، وكونوا من خيارهن على حذر ، وإن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن لكيلا يطمعن منكم في المنكر.

٢٥٥

٧

* ( باب ) *

« ( الاستخارة بالدعاء فقط من غير استعمال ) »

« ( عمل يظهربه الخير أو استشارة أحد ) » *

* « ( ثم العمل بما يقع في قلبه أو انتظار ما يرد ) » *

« ( عليه من الله عزوجل ) »

١ ـ الفتح : عن محمد بن نما وأسعد بن عبدالقاهر باسنادهما إلى شيخ الطائفة باسناده إلى الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن ابن مسكان ، عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول في الاستخارة : تعظم الله وتمجده وتحمده وتصلي على النبي وآله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم تقول : « اللهم إني أسئلك بأنك عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، وأنت علام الغيوب أستخير الله برحمته ».

ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن كان الامر شديدا تخاف فيه قلته مائة مرة وإن كان غير ذلك فثلاث مرات.

ومنه : بالاسناد إلى الشيخ باسناده إلى هارون بن خارجة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من استخار الله مرة واحدة وهو راض به ، خار الله له حتما.

ومنه : قال : روى سعد بن عبدالله في كتاب الدعاء عن الحسين ، عن عثمان ابن عيسى ، عن هارون بن خارجة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من استخار الله تبارك وتعالى مرة واحدة وهو راض بما صنع الله به ، خار الله تبارك وتعالى له حتما.

المحاسن عن ابيه عن عثمان مثله (١).

____________________

(١) المحاسن : ٥٩٨.

٢٥٦

٢ ـ الفتح : نقلا من كتاب الدعاء لسعد بن عبدالله ، عن محمد بن إسماعيل بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد الطيار قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : بلغنى أنك قلت : ما استخار الله عبد في أمره مائة مرة إلا قذفه بخير الامرين؟ فقال : ما من عبد مؤمن يستخير الله في أمر يريده مرة واحدة إلا قذفه بخير الامرين.

ومنه : قال : وجدت في أصل عتيق من اصول أصحابنا ما هذا لفظه : وجاء بالاستخارة في الامر الذي تهوى أن تفعله « اللهم وفق لي كذا وكذا ، واجعل لي فيه الخيرة في عافية » تقول ما شئت من مرة ، وإذا كان مما تحب أن يعزم لك على أصحله قلت » اللهم وفق لي فيه الخيرة في عافية « فان في قول من يقول » بعلمك « أن في علم الله الخير والشر.

ومنه : عن محمد بن نما وأسعد بن عبدالقاهر باسنادهما إلى ابن محبوب عن العلا عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الاستخارة في كل ركعة من الزوال.

ومنه : عن محمد بن نما وأسعد باسنادهما إلى شيخ الطائفة ، عن ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد في كتاب الصلاة عن صفوان وفضالة عن العلا ، عن محمد ، عن أحدهما عليهما‌السلام مثله.

قال السيد : أخذت الحديثين من أصلي ابن محبوب والحسين بن سعيد من نسختين عتيقتين ، وكان أصل الحسين بخط جدي أبي جعفر رحمه الله.

٣ ـ المكارم : روى حماد بن عثمان ، عن الصادق عليه‌السلام أنه قال في الاستخارة : أن يستخير الله الرجل في آخر سجدة مائة مرة ومرة ، ويحمد الله ويصلي على النبي وآله ثم يستخير الله خمسين مرة ، ثم يحمد الله تعالى ويصلي على النبي وآله صلى الله عليه وعليهم ويتم المائة والواحدة أيضا (١).

٤ ـ الفتح : باسناده إلى جده شيخ الطائفة باسناده عن حماد بن عثمان

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣٦٩.

٢٥٧

قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الاستخارة فقال استخر الله مائة مرة ومرة في آخر سجدة من ركعتي الفجر : تحمد الله وتمجده وتثني على النبي وعلى أهل بيته ، ثم تستخير الله تمام المائة مرة ومرة.

أقول : لعله سقط منه شئ كما يظهر من المكارم.

٥ ـ المكارم : وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام يصلي ركعتين ويقول في دبرهما أستخير الله مائة مرة ، ثم يقول : اللهم إني قد هممت بأمر قد علمته فان كنت تعلم أنه خير لي في ديني ودنياي وآخرتي فيسره لي ، وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عني ، كرهت نفسي ذلك أم أحبت ، فانك تعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، ثم يعزم (١).

وروى أن رجلا جاء إلى أبي عبدالله عليه‌السلام فقال له : جعلت فداك إني ربما ركبت الحاجة فأندم ، فقال له : أين أنت عن الاستخارة ، فقال الرجل : جعلت فداك فكيف الاستخارة؟ فقال : إذا صليت صلاة الفجر فقل بعد أن ترفع يديك حذاء وجهك » اللهم إنك تعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، فصل على ممد وآل محمد ، وخرلي في جميع ما عزمت به من اموري خيار بركة وعافية (٢)

٦ ـ الفتح : نقلا من أصل كتاب الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن معاوية ابن وهب ، عن زرارة عن أبي عبدالله عليه‌السلام في الامر يطلبه الطالب من ربه قال : يتصدق في يومه على ستين مسكينا على كل مسكين صاع بصاع الني صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاذا كان الليل فليغتسل في ثلث الليل الباقي ويلبس أدنى ما يلبس من يعول من الثياب إلا أن عليه في تلك الثياب إزارا ثم يصلي ركعتين فاذا وضع جبهته في الركعة الاخيرة للسجود ، هلل الله وعظمه ومجده ، وذكر ذنوبه ، فأقر بما يعرف منها ويسمى ، ثم يرفع رأسه فاذا وضع رأسه في السجدة الثانية استخار الله مائة مرة يقول « اللهم إني أستخيرك « ثم يدعو الله عزوجل بما يشاء ويسأله إياه ، وكلما سجد فليفض بركبتيه إلى الارض يرفع الازار حتى يكشفهما ويجعل الازار من خلفه بين إليتيه

____________________

(١ ـ ٢) مكارم الاخلاق : ٣٦٩.

٢٥٨

وباطن ساقيه.

بيان : الظاهر أنه يلبس الازار عوضا عن السراويل ليمكنه الافضاء بركبتيه إلى الارض ، قوله : « ويجعل الازار » أي ما تأخر منه فقط أو ما تقدم منه أيضا.

٧ ـ المكارم : عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان علي بن الحسين عليه‌السلام إذا عزم بحج أو عمرة أو عتق أو شرى أو بيع تطهر وصلى ركعتي الاستخارة ، وقرأ فيهما سورة الرحمن وسورة الحشر ، فاذا فرغ من الركعتين استخار الله مأتي مرة ثم قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ، ثم قال « اللهم إني قد هممت بأمر قد علمته ، فان كنت تعلم أنه خيرلي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدره لي ، وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عني ، رب اعزم لى على رشدي وإن كرهت أو أحبت ذلك نفسي ببسم الله الرحمن الرحيم ، ماشاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله حسبى الله ونعم الوكيل » ثم يمضى ويعزم (١).

الفتح : نقلا من كتاب بعض المخالفين عنه عليه‌السلام مثله إلا أنه ليس فيه قراءة قل هو الله والمعوذتين.

٨ ـ تفسير على بن ابراهيم : عن أبيه ، عن علي بن أسباط قال : دخلت على الرضا عليه‌السلام وقلت : قد أردت مصرا فأركب بحرا أو برا؟ فقال : لا عليك أن تأتي مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتصلي ركعتين وتستخير الله مائة مرة ومرة ، فاذا عزمت على شئ وركبت البر فاذا استويت على راحلتك فقل : « سبحان الله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون » (٢).

٩ ـ قرب الاسناد : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أسباط مثله إلا أن فيه فتصلى ركعتين في غير وقت فريضة ثم تستخير الله مائة مرة ، فان خرج لك على البحر

____________________

(١) مكارم الاخلاق : ٢٩٣.

(٢) تفسير القمى ص ٦٠٨.

٢٥٩

فقل .. الخبر (١).

ومنه : عن السندي بن محمد ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما استخار الله عزوجل عبد في أمر قط مائة مرة يقف عند رأس الحسين عليه‌السلام فيحمد الله ويهلله ويسبحه ويمجده ويثنى عليه بما هو أهله ، إلا رماه الله تبارك وتعالى بخير الامرين.

قال : وسمعته يقول في الاستخارة : اللهم إني أسئلك بعلمك ، وأستخيرك بعزتك وأسئلك من فضلك العظيم وأنت أعلم بعواقب الامور ، إن كان هذا الامر خيرا لي في ديني ودنياى وآخرتي ، فيسره لي وبارك لي فيه ، وإن كان شرا فاصرفه عني واقض لي الخير حيث كان ، ورضني به حتى لا احب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت (٢).

الفتح : روى سعد بن عبدالله المجمع على الاعتماد عليه في كتاب الادعية ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن صفوان الجمال وذكر مثله إلا أن فيه « يقف عند رأس الحسين » إلى قوله « إلا رماه الله بخير الامرين قال يقول في الاستخارة : اللهم إني أستخيرك بعزتك » إلى قوله : « وبارك لي فيه وأعني عليه » إلى قوله : « واقض لي بالخير حيث ما كان » إلى آخر الدعاء.

بيان : يؤيد نسخة قرب الاسناد ما سيأتي في رواية اخرى ، عن صفوان. ويؤيد رواية الفتح ما مر في رواية حماد نقلا عن المكارم.

١٠ ـ قرب الاسناد : باسناده ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه قال أتاه رجل فقال له : جعلت فداك اريد وجه كذا وكذا ، فعلمني استخارة ، إن كان ذلك الوجه خيرة أن ييسره الله لي ، وإن كان شرا صرفه الله عني ، فقال له : وتحب أن تخرج في ذلك الوجه؟ قال له الرجل : نعم ، قال : قل : اللهم قدر لي كذا وكذا ، واجعله

____________________

(١) قرب الاسناد ص ٢١٨ ط نجف ١٦٤ ط حجر.

(٢) قرب الاسناد ص ٢٨ ط حجر.

٢٦٠