بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يا قاهر يا الله يا رباه يا الله يا رباه يا الله يا رباه يا الله يا رباه يا الله يا رباه يا الله يا ودود يا الله يا نور يا الله يا دافع يا الله يا مانع يا الله يا رافع يا الله يا فاتح يا الله يا نفاع يا الله يا مغيث يا الله يا جليل يا الله يا جميل يا الله يا شهيد يا الله يا شاهد يا الله يا حبيب يا الله يا فاطر يا الله يا مطهر يا الله يا مالك يا الله يا مقتدر يا الله يا قابض يا الله يا باسط يا الله يا محيى يا الله يا مميت يا الله يا باعث يا الله يا وارث يا الله يا معطى يا الله يا مفضل يا الله يا منعم يا الله يا حق يا الله يا مبين يا الله يا طبيب يا الله يا محسن يا الله يا مجمل يا الله يا مبدئ يا الله يا معيد يا بارئ يا الله يا بديع يا الله يا هادي يا الله يا كافي يا الله يا شافي يا الله يا علي يا الله يا حنان يا الله يا منان.

يا الله يا ذا الطول يا الله يا متعالي يا الله يا عدل يا الله يا ذا المعارج يا الله يا صادق يا الله يا ديان يا الله يا باقي يا الله يا ذا الجلال يا الله يا ذا الاكرام يا الله يا معبود يا الله يا محمود يا الله يا صانع يا الله يا معين يا الله يا مكون يا الله يا فعال يا الله يا لطيف يا الله يا خبير يا الله يا غفور يا الله يا شكور يا الله يا نور يا الله يا حنان يا الله يا قدير يا الله يا رباه يا الله يا رباه يا الله يا رباه يا الله يا رباه يا الله يا رباه يا الله يا رباه يا الله يا رباه أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وتمن علي برضاك ، وتعفو عني بحلمك ، وتوسع على من رزقك الحلال الطيب من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب ، فاني عبدك ليس لي أحد سواك ، ولا أجد أحدا أسأله غيرك يا أرحم الراحمين ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ثم تسجد وتقول :

يا الله يا الله يا رب يا الله يا رب يا الله يا رب يا الله يا الله يا منزل البركات بك تنزل كل حاجة ، أسئلك بكل اسم في مخزون الغيب عندك ، والاسماء المشهورات عندك ، المكتوبة على سرادق عرشك ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تقبل مني شهر رمضان وتكتبني في الوافدين إلى بيتك الحرام ، وتصفح لى من الذنوب العظام ، وتستخرج

١٢١

لي يا رب كنوزك يا رحمن (١).

المتهجد (٢) والاختيار والجنة : قالوا بعد ذكر الصلاة : يستحب أن تدعو بعد الركعتين بهذا الدعاء وذكروا نحوه.

أقول : قد مر وسيأتي تفسير الاسماء وشرحها.

٩ ـ الاقبال : روي أن من صلى ليلة الفطر أربع عشرة ركعة ويقرأ في كل ركعة الحمد وآية الكرسي وثلاث مرات قل هو الله أحد ، أعطاه الله بكل ركعة عبادة أربعين سنة ، وعبادة كل من صام وصلى في هذا الشهر ، وذكر فضلا عظيما (٣).

١٠ ـ جمال الاسبوع : قال : صلاة الحاجة ليلة الجمعة وليلة عيد الاضحى ركعتين تقرأ فاتحة الكتاب إلى « إياك نعبد وإياك نستعين » وتكرر ذلك مائة مرة وتتم الحمد ثم تقرأ قل هو الله أحد ما أتي مرة في كل ركعة ثم تسلم وتقول : « لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم » سبعين مرة ، وتسجد وتقول مأتي مرة « يا رب يا رب » وتسأل كل حاجة.

١١ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أراد أن يخرج إلى المصلى يوم الفطر كان يفطر على تمرات أو زبيبات (٣).

الدعائم : عن علي عليه‌السلام مثله (٥).

١٢ ـ مجالس الشيخ : عن الحسين بن عبيدالله الغضايري عن هارون بن موسى التعلكبري ، عن محمد بن محمد بن الاشعث ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر

____________________

(١) الاقبال : ٢٧٢ ـ ٢٧٣.

(٢) مصباح المتهجد : ٤٥٠ ـ ٤٥٢.

(٣) الاقبال : ٢٧٤.

(٤) نوادر الراوندى : ٣٩.

(٥) دعائم الاسلام ج ١ ص ١٨٤.

١٢٢

عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : كان علي بن أبي طالب عليه‌السلام يقول : يعجبني أن يفرغ الرجل نفسه في السنة أربع ليال : ليلة الفطر ، وليلة الاضحى وليلة النصف من شعبان ، وأول ليلة من رجب (١).

الدعائم : عن الصادق عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن علي عليه‌السلام مثله (٢).

١٣ ـ مجالس الشيخ : عن الحسن بن القاسم المحمدي ، عن محمد بن علي ابن الفضل ، عن محمد بن محمد بن رباح ، عن عمه على بن محمد ، عن إبراهيم بن سليمان ابن حيان ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن عبدالرحمن اليشكري ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث بن عبدالله ، عن علي عليه‌السلام قال إن استطعت أن تحافظ على ليلة الفطر وليلة النحر وأول ليلة من المحرم وليلة عاشورا وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان فافعل ، وأكثر فيهن من الدعاء والصلاة وتلاوة القرآن (٣).

ومنه : عن أحمد بن عبدون ، عن الحسين القزويني ، عن علي بن حاتم ، عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن البرقي ، عن سعد بن سعد ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : كان أميرالمؤمنين عليه‌السلام لا ينام ثلاث ليال : ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، وليلة الفطر ، وليلة النصف من شعبان ، وفيها تقسم الارزاق والاجال ، وما يكون في السنة (٤).

بيان : وفيها أي في الاخيرة تقية ، أو المراد به نوع من التقدير غير ما في ليلة القدر ، فان مراتب التقدير مختلفة ، وعلى هذا يمكن إرجاعه إلى الجميع وأما إرجاعه إلي الاولى فقط فبعيد.

____________________

(١) لم نجده في القسم المطبوع من أمالى الطوسى ، وتراها في مصباح الشيخ ص ٥٩٣.

(٢) دعائم الاسلام : ١٨٤.

(٣ ـ ٤) لم نجده في القسم المطبوع

١٢٣

١٤ ـ مجمع البيان : روي عن علي عليه‌السلام أنه خرج في يوم عيد فرآى ناسا يصلون فقال : يا أيها الناس قد شهدنا نبي الله في مثل هذا اليوم فلم يكن أحد يصلي قبل العيد أو قال : النبي ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين ألاتنهى أن يصلوا قبل خروج الامام؟ فقال لا اريد أن أنهى عبدا إذا صلى ، ولكنا نحدثهم بما شهدنا من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو كما قال (١).

بيان : « لا اريد أن أنهى » لعله قال ذلك لضعف عقول أصحابه فانهم كانوا يعظمون النهي عن الصلاة ، وكان عليه‌السلام إذا نهاهم عن صلاة الضحى ومثلها قالوا في جوابه أتنهى عبدا إذا صلى ولم يعلموا أن المراد في الاية الصلاة الراجحة لا المبتدعة وبالجملة الظاهر أن عدم إصراره عليه‌السلام على المنع للتقية ، ويحتمل أن يكون لعدم فهم التحريم.

١٥ ـ الهداية : قال الصادق عليه‌السلام : من فاته التكبير أو نسيه فليكبر حين يذكر.

وقال الصادق عليه‌السلام : ليلة الفطر الليلة التي يستوفي فيها الاجير أجره ، و التكبير أيام التشريق بالامصار في عشر صلوات من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة في اليوم الثالث لانه إذا نفر الناس من منى في النفر الاول وجب على أهل الامصار قطع التكبير ، والتكبير في خمس عشرة صلاة من صلاة الظهر من يوم النحر إلى صلاة الغداة في اليوم الرابع ومن فاته فليعد ، ويقال التكبير في دبر كل صلاة ثلاث مرات (٢).

١٦ ـ الاقبال : روى ابن أبي قرة باسناده عن الرجل عليه‌السلام قال : كل تمرات يوم الفطر ، فان حضرك قوم من المؤمنين فأطعمهم مثل ذلك (٣).

١٧ ـ الخصال : عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن

____________________

(١) مجمع البيان : ج ١٠ ص ٥١٥ في آية العلق : ١٠.

(٢) الهداية : ٥٣.

(٣) الاقبال : ٢٨١.

١٢٤

علي بن مهزيار ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام التكبير في أيام التشريق في دبر الصلوات قال التكبير بمنى في دبر خمس عشرة صلاة وبالامصار في دبر عشر صلوات ، وأول التكبير في دبر صلاة الظهر يوم النحر تقول : « الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا والله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الانعام » وإنما جعل في ساير الامصار في دبر عشر صلوات التكبير ، إنه إذا نفر الناس في النفر الاول أمسك أهل الامصار عن التكبير ، وكبر أهل منى ماداموا بمنى إلى النفر الاخير (١).

١٨ ـ العلل : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد ابن الحسين وعلي بن إسماعيل كلهم ، عن حماد بن عيسى مثله (٢).

بيان : حاصل التعليل أن أصل التكبير إنما هو لاهل منى ، وأهل الامصار تبع لهم ، فاذا سقط وجوب الكون بمنى عن بعضهم سقط عن أهل الامصار لئلا يزيد الفرع على الاصل.

١٩ ـ المقنعة : قال الصادق عليه‌السلام : التكبير لاهل منى في خمس عشرة صلاة أولها الظهر من يوم النحر وآخرها الغداة من يوم الرابع ، وهو لاهل الامصار كلها في عشر صلوات أولها الظهر من يوم النحر وآخرها الغداة من يوم الثالث (٣).

٢٠ ـ الخصال : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن الحسين بن إسحاق التاجر عن علي بن مهزيار ، عن حماد بن عيسى وفضالة ، عن معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن التكبير في أيام التشريق لاهل الامصار فقال : يوم النحر صلاة الظهر إلى انقضاء عشر صلوات ، ولاهل منى في خمس عشرة صلاة ، فان أقام إلى الظهر

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٩٢.

(٢) علل الشرايع ج ٢ ص ١٣٣.

(٣) المقنعة : ٧١.

١٢٥

والعصر كبر (١).

٢١ ـ السرائر نقلا من نوادر البزنطي ، عن العلاء عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يكبر أيام التشريق عند كل صلاة قلت له : كم؟ قال : كم شئت إنه ليس بمفروض (٢).

بيان : « قلت له كم » أي عدد التكبير بعد كل صلاة كم هو؟ فقال عليه‌السلام انه ليس بمفروض أي مقدر محدود ، لما رواه الكليني (٣) عن محمد بن يحيى ، عن محمد ابن الحسين ، عن صفوان ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليه‌السلام قال : سألته عن التكبير بعد كل صلاة فقال كم شئت ، إنه ليس شئ موقت ، يعني في الكلام والمراد بقوله : يعني في الكلام أنه ليس المراد به عدم التوقيت في عدد الصلوات بل في عدد الذكر.

٢٢ ـ الاقبال : روينا باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي ، عن المفيد و الحسين بن عبيدالله وأحمد بن عبدون ، عن محمد بن أحمد بن داود القمى ، عن محمد بن محمد النحوي ، عن علي بن محمد ، عن الحسين بن الحسن بن أبي سنان ، عن أبان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من زار الحسين عليه‌السلام ليلة من ثلاث غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ، قال : قلت : وأي الليالي؟ فذكر ليالي الاضحى (٤).

بيان : لعل المراد بليالي الاضحى ليلة العيد وليلتان بعدها.

٢٣ ـ تفسير الامام عليه‌السلام : قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن لله عزوجل خيارا من كل ما خلقه ، فأما خياره من الليالي فليالي الجمع ، وليلة النصف من شعبان ، وليلة القدر ، وليلتا العيدين ، وأما خياره من الايام فأيام الجمع

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٩٢.

(٢) السرائر : ٤٩٦.

(٣) الكافى ج ٤ ص ٥١٧.

(٤) الاقبال : ٤٢١.

١٢٦

والاعياد (١).

٢٤ ـ مجالس الصدوق : عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، عن ابن عقدة ، عن المنذر بن محمد ، عن إسماعيل بن عبدالله الكوفي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن الفضل قال : قال الصادق عليه‌السلام لبعض أصحابه : إذا كان ليلة الفطر فصل المغرب ثلاثا ثم اسجد وقل في سجودك : يا ذا الطول يا ذا الحول ، يا مصطفي محمد وناصره ، صل على محمد وآل محمد ، واغفرلي كل ذنب أذنبته ، ونسيته وهو عندك في كتاب مبين ثم تقول مائة مرة أتوب إلى الله.

وكبر بعد المغرب والعشاء الاخرة وصلاة الغداة وصلاة العيد كما تكبر أيام التشريق تقول : « الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أبلانا » ولا تقل فيه « ورزقنا من بهيمة الانعام » فان ذلك في أيام التشريق (٢).

الهداية : عنه عليه‌السلام مرسلا مثله إلى آخر الخبر (٣).

٢٥ ـ الخصال : عن أبيه ، عن علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن محمد بن أحمد الايادي ، عن عبدالله بن محمد ، عن عمرو بن شمر ، عن أبان بن محمد ، عن محمد بن على عليهما‌السلام قال : ما من عمل أفضل يوم النحر من دم مسفوك أو مشي في بر الوالدين ، أو ذي رحم قاطع يأخذ عليه بالفضل ويبدأه بالسلام أو رجل أطعم من صالح نسكه ودعا إلى بقيتها جيرانه من اليتامى وأهل المسكنة والمملوك وتعاهد الاسراء (٤).

بيان : « يأخذ عليه » أي يمنعه عن العداوة بسبب الفضل والاحسان من قولهم أخذ على يده أي منعه ، أو يأخذه الحجة ويتمها عليه بفضله ، أو يشرع في الفضل

____________________

(١) تفسير الامام : ٣٠١.

(٢) أمالى الصدوق : ٦٢.

(٣) الهداية : ٥٢.

(٤) الخصال ج ١ ص ٢٩٨ تحقيق الغفارى.

١٢٧

محتجا عليه من قولهم أخذ في كذا أي شرع ، فالباء بمعنى في ، وعلى هذا يحتمل تعلق « عليه » بالفضل « من صالح نسكه » أى ذبيحته الطيبة « وتعاهد الاسراء » أي بنسكه أو مطلقا.

٢٦ ـ قرب الاسناد : عن السندي بن محمد ، عن أبي البختري ، عن الصادق عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن على عليهما‌السلام قال : كان يعجبه أن يفرغ الرجل نفسه أربع ليال من السنة : أول ليلة من رجب ، وليلة النحر ، وليلة الفطر ، وليلة النصف من شعبان (١).

فقه الرضا : عن أبيه ، عن جعفر ، عن أبيه عليهم‌السلام مثله.

المتهجد : عن وهب بن وهب مثله (٢).

٢٧ ـ الخصال ، عن ستة من مشايخه ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا ، عن بكر بن عبدالله ، عن تميم بن بهلول ، عن أبي معاوية ، عن الاعمش ، عن الصادق عليه‌السلام قال : التكبير في العيدين واجب أما في الفطر ففي خمس صلوات يبتدأ به من صلاة المغرب ليلة الفطر إلى صلاة العصر من يوم الفطر ، وهو أن يقال « الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أبلانا » لقوله عزوجل « و لتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهديكم » (٣) وفي الاضحى بالامصار في دبر عشر صلوات يبتدأ به من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة يوم الثالث ، وبمنى دبر خمس عشرة صلاة يبتدأ به من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة يوم الرابع ويزاد في هذا التكبير « والله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الانعام » (٤).

٢٨ ـ العيون : عن عبدالواحد بن عبدوس ، عن علي بن محمد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان فيما كتب الرضا عليه‌السلام للمأمون قال : التكبير في العيدين واجب في

____________________

(١) قرب الاسناد : ٢٦ ط حجر.

(٢) مصباح المتهجد : ٤٥٠.

(٣) البقرة : ١٨٥.

(٤) الخصال ج ٢ ص ١٥٤.

١٢٨

الفطر في دبر خمس صلوات ويبدأ به في دبر صلاة المغرب ليلة الفطر وفي الاضحى في دبر عشرصلوات ، يبدأ به من صلاة الظهر يوم النحر ، وبمنى في دبر خمس عشرة صلاة (١).

بيان : هذان الخبران حجة الصدوق في إضافة الظهرين ، وأضاف العيد إليها للاخبار الاخرى.

٢٩ ـ قرب الاسناد وكتاب المسائل : بسنديهما عن علي بن جعفر ، عن أخيه عليه‌السلام قال : سألته عن التكبير أيام التشريق هل يرفع فيه اليدين أم لا؟ قال : يرفع يده شيئا أو يحركها.

وسألته عن التكبير أيام التشريق أواجب هو؟ قال : يستحب ، فان نسي فليس عليه شئ.

وسألته عن رجل يدخل مع الامام وقد سبقه بركعة فيكبر الامام إذا سلم أيام التشريف كيف يصنع الرجل؟ قال : يقوم فيقضي مافاته من الصلاة ، فاذا فرغ كبر.

وسالته عن الرجل يصلي وحده أيام التشريق هل عليه تكبير؟ قال : نعم ، وإن نسي فلا بأس وسألته عن القول في أيام التشريق ما هو؟ قال تقول : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الانعام.

وسألته عن النساء هل عليهن التكبير أيام التشريق؟ قال : نعم ولا يجهرن به (٢).

٣٠ ـ كتاب المسائل : لعلي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : سألته عن التكبير في أيام التشريق قال : يوم النحر صلاة الاولى إلى آخر أيام التشريق من

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٢٥.

(٢) قرب الاسناد ص ١٠٠ ط حجر.

١٢٩

صلاة العصر يكبر يقول : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدينا ، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الانعام.

وسألته عن نوافل أيام التشريق ، هل فيها تكبير؟ قال : نعم ، وإن نسي فلا بأس. (١)

بيان : التكبير بعد الظهرين في اليوم الثالث لم أر به قائلا منا وذهب إليه جماعة من العامة ، ويمكن حمله على التقية ، ويمكن حمله على من صلى الظهرين بمنى كما يومي إليه بعض الاخبار ، وكذا رفع اليدين الوارد في خبر قرب الاسناد لم أر مصرحا به.

٣١ ـ ثواب الاعمال : عن محمد بن إبراهيم عن هارون بن محمد عن أحمد بن حميد عن أبي عبدالله عن أبي صالح عن سعد بن سعيد عن أبي ظبية عن ثور بن وبرة عن الربيع ابن خثيم عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عن إسرافيل عن ربه تبارك وتعالى أنه قال : من صلى ليلة الفطر عشر ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات ويقول في ركوعه وسجوده سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ثم يتشهد ويسلم بين كل ركعتين فاذا فرغ منها قال ألف مرة « أستغفر الله وأتوب إليه » ثم يسجد ويقول في سجوده « يا حي ياقيوم يا ذا الجلال والاكرام يا رحمان الدنيا والاخرة ورحيمهما يا أرحم الراحمين يا إله الاولين والاخرين ، اغفرلي ذنوبي وتقبل صومي وصلاتي وقيامي » فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق نبيا إنه لا يرفع رأسه من السجود حتى يغفر الله له ويتقبل منه شهر رمضان ، ويتجاوز عن ذنوبه ، وإن كان قد أذنب سبعين ذنبا كل ذنب منه أعظم من ذنوب جميع العباد.

قلت : يا جبرئيل أيتقبل منه خاصة شهر رمضان أو من جميع عباده في بلاده قال : نعم والذي بعثك بالحق نبيا يا محمد إن من كرامته على الله وعظم منزلته يتقبل منه ومنهم ، ويقبل من جميع الموحدين فيما بين المشرق والمغرب صلاتهم

____________________

(١) المسائل المطبوع في البحار ج ١٠ ص ٢٦٥ و ٢٧٣.

١٣٠

وصيامهم ، ويغفر لهم ذنوبهم ، ويستجيب دعاءهم بعد ما يحيونه ، والذي بعثني بالحق إن من صلى هذه الصلوات ، واستغفر هذا الاستغفار ، يتقبل الله صلاته و صيامه وقيامه ويغفر له ويستجيب دعاءه ، لان الله عزوجل قال في كتابه « واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه » (١) وقال : « والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله » (٢) وقال : « واستغفروا الله إن الله غفور رحيم » (٣) وقال : « واستغفره إنه كان توابا » (٤)

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذه هدية لي ولامتي خاصة من الرجال والنساء ولم يعطها أحدا من الانبياء الذين كانوا قبلي ولا غيرهم (٥).

ومنه : عن محمد بن إبراهيم ، عن أحمد بن جعفر ، عن إسماعيل بن الفضل عن سختويه بن شبيب ، عن عاصم ، عن إسماعيل ، عن سليمان التيمى ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي ـ رحمه الله ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من عبد يصلي ليلة العيد ست ركعات إلا شفع في أهل بيته كلهم ، وإن كانوا قد وجبت لهم النار ، قالوا : ولم ذاك يا رسول الله؟ قال : لان المحسن لا يحتاج إلى الشفاعة إنما الشفاعة لكل هالك ، وقال محمد بن [ علي بن ] ظ الحسين تقرأ في كل ركعة خمس مرات قل هو الله أحد (٦).

الاقبال : مثل الخبرين معا مع اختصار وروى الاول من كتاب الكافي غير الكليني أيضا (٧).

____________________

(١) هود : ٩٠.

(٢) آل عمران : ١٣٥.

(٣) المزمل : ٢٠.

(٤) النصر : ٣.

(٥ و ٦) ثواب الاعمال : ١٠٠ و ١٠١ تحقيق الغفارى.

(٧) الاقبال : ٢٧٢.

١٣١

٣٢ ـ ثواب الاعمال : عن محمد بن إبراهيم ، عن إسماعيل بن محمد ، عن محمد ابن سليمان ، عن محمد بن بكر الفارسي ، عن محمد بن مصعب ، عن حماد ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحيى ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب (١).

ومنه : عن محمد بن إبراهيم ، عن محمد بن عبدالله ، عن يحيى بن عثمان ، عن ابن بكير ، عن المفضل بن فضالة ، عن عيسى بن إبراهيم ، عن سلمة بن سليمان ، عن مروان بن سالم ، عن ابن كردوس ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحيى ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب (٢).

٣٣ ـ فقه الرضا عليه‌السلام : قال أكثروا من ذكر الله عزوجل والصلاة على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ليلة الفطر فانه ليلة يوفي فيها الاجير أجره.

وأروى عن العالم عليه‌السلام أنه قال إن الله عزوجل وعلا يعتق في أول ليلة من شهر رمضان ست مائة ألف عتيق من النار فاذا كان العشر الاواخر أعتق كل ليلة منه مثل ما أعتق في العشرين الماضية ، فاذا كان ليلة الفطر أعتق من النار مثل ما أعتق في ساير الشهر.

واجتهدوا في ليلة الفطر في الدعاء والسهر ، وصلوا ركعتين تقرؤن في الركعة الاولى بام الكتاب وقل هو الله أحد ألف مرة وفي الثانية مرة واحدة وقد روى أربع ركعات في كل ركعة مائة مرة قل هو الله أحد.

وقال عليه‌السلام : إذا كان ليلة الفطر صليت المغرب ثلاثا وسجدت وقلت « يا ذا الطول ويا ذا الجود ويا ذا الحول ، يا مصطفي محمد وناصره ، صل يا الله على محمد و على آله ، وسلم ، واغفرلي كل ذنب أذنبته نسيته وهو عندك في كتاب مبين » ثم تقول : مائة مرة : أتوب إلى الله.

وكبر بعد المغرب والعشاء الاخرة والغداة ولصلاة العيد والظهر والعصر كما تكبر أيام التشريق تقول : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر على ما هدانا

____________________

(١ و ٢) ثواب الاعمال : ١٠١ و ١٠٢.

١٣٢

والحمد لله على ما أولانا ، وأبلانا ، والحمد لله بكرة وأصيلا.

والذي يستحب الافطار عليه يوم الفطر الزبيب والتمر وأروى عن العالم عليه‌السلام الافطار على السكر ، وروى أفضل ما يفطر عليه طين قبر الحسين عليه‌السلام.

وروي أن للفطر تشريقا كتشريق الاضحى فيستحب فيه الذبيحة كما يستحب في الاضحى ، وعليكم بالتكبير يوم العيد وأبعدوا إلى مواضع الصلاة والبروز إلى تحت السماء ، والوقوف تحتها إلى وقت الفراغ من الصلاة والدعاء.

بيان : الاضحية في الفطر غريب لم أجده في غير هذا الخبر ، ولم أر قائلا به.

٣٤ ـ العياشى : عن سعيد النقاش قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام فقال : إن في الفطر لتكبيرا ولكنه مستور يكبر في المغرب ليلة الفطر وفي العتمة والفجر وفي صلاة العيد ، وهو قول الله « ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هديكم » (١) و التكبير أن تقول : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد ، قال في رواية أبي عمرو التكبير الاخير أربع مرات (٢).

ومنه : عن سعيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن في الفطر تكبيرا ، قال : قلت : ما تكبير إلا في يوم النحر ، قال : فيه تكبير ، ولكنه مسنون في المغرب والعشاء والفجر والظهر والعصر وركعتي العيد (٣).

أقول : قد مضت الاخبار في غسل العيدين في باب الاغسال ، وفي التكبير في الباب المتقدم وسيأتي في كتاب الحج أيضا.

____________________

(١) البقرة : ١٨٥.

(٢ و ٣) تفسير العياشي ج ١ ص ٨٢.

١٣٣

٥

* ( باب النوادر ) *

١ ـ مجالس الصدوق : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الحسن بن متيل عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن فضال ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن عبدالله بن لطيف ، عن الصادق عليه‌السلام قال : لما ضرب الحسين بن علي عليه‌السلام ثم ابتدر ليقطع رأسه ، نادى مناد من قبل رب العزة تبارك وتعالى من بطنان العرش ، فقال : ألا أيتها الامة المتحيرة الظالمة بعد نبيها ، لا وفقكم الله لاضحى ولا فطر. قال : ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لا جرم والله ما وفقوا ولا يوفقون أبدا حتى يقوم ثائر الحسين عليه‌السلام (١).

٢ ـ العلل : عن علي بن أحمد ، عن الكليني ، عن علي بن محمد عمن ذكره عن محمد بن سليمان ، عن عبدالله بن لطيف ، عن رزين ، عن الصادق عليه‌السلام مثله (٢)

بيان : حمله الاكثر على أن المعنى أنه يشتبه الهلال فلا يوفقون لاعمال الفطر والاضحى في اليوم الواقعي ، فلابد من حمله على الغالب أو على أن الاشتباه يقع أكثر مما سبق ، والذي يخطر بالبال أن المراد أنهم لا يوفقون لادراك الفطر والاضحى مع إمام الحق ، إذ العيد إنما جعل ليفوز الناس بخدمة الامام عليه‌السلام و يتعظوا بمواعظه ، ويسمعوا منه أحكام دينهم ، فبعد ذلك لم يظهر إمام على المخالفين ولم يوفقوا لا يقاع صلاة العيد مع إمام إما لاستيلاء المخالفين أو غيبة إمام المؤمنين ، وهو أظهر ، ولا يحتاج إلى تكلف.

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ١٠١.

(٢) علل الشرايع ج ٢ ص ٧٦.

١٣٤

٣ ـ العلل : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحسن ، عن عمرو بن عثمان ، عن حنان بن سدير ، عن عبدالله بن دينار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال : يا عبدالله ما من عيد للمسلمين أضحى ولا فطر إلا وهو يتجدد فيه لال محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حزن ، قلت : فلم؟ قال : لانهم يرون حقهم في يد غيرهم (١).

بيان : حزنهم عليهم‌السلام ليس لحب الجاه والرئاسة ، بل للشفقة على الامة حيث يرون الناس في الحيرة والضلالة ، ولا يمكنهم هدايتهم ، أو لانه يفوت عنهم بعض الامور الذي امروا به اضطرارا ، وهذا مما يوجب الحزن وإن كان ثوابهم في تلك الحال أكثر ، كما أن ما فاتته صلاة الليل لنوم أو عذر يتحسر لذلك مع أنه يثاب بهذه الحسرة أكثر من ثواب أصل الفعل ، والاول أظهر ، وربما يؤيد ما ذكرنا في الخبر الاول.

٤ ـ العلل : عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد الاشعري عن السياري ، عن محمد بن إسماعيل الرازي ، عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام قال : قلت : جعلت فداك! ما تقول في العامة فانه قد روى أنهم لا يوفقون لصوم فقال لي أما إنهم قد اجيبت دعوة الملك فيهم ، قال : قلت وكيف ذلك جعلت فداك؟ قال : إن الناس لما قتلوا الحسين بن على عليه‌السلام أمر الله عزوجل ملكا ينادي أيتها الامة الظالمة القاتلة عترة نبيها! لا وفقكم الله لصوم ولا فطر!

وفي حديث آخر لفطر ولا أضحى (٢).

بيان : هذا الخبر لا ينافي ما ذكرنا في الخبر الاول ، لان الصوم أيضا مع الامام الظاهر أكمل وأفضل ، ومنه عليه‌السلام يؤخذ أحكامه وآدابه ، وتقام معه الفرائض المكملة له ، والعامة لعدم الولاية لا يصح منهم الصوم ، ويفطرون قبل محله على المشهور ويوقعون مايفسده غالبا ، وهذا أنسب بالعموم المستفاد من النكرة في سياق النفي.

____________________

(١) علل الشرايع ج ٢ ص ٧٦.

(٢) علل الشرايع ج ٢ ص ٧٥.

١٣٥

٥ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في بعض الاعياد : إنما هو عيد لمن قبل الله تعالى صيامه ، وشكر قيامه ، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو يوم عيد (١).

بيان : إنما هو عيد أي يوم سرور أو يوم منفعة وفائدة وعائدة.

____________________

(١) نهج البلاغة تحت الرقم ٤٢٨ من قسم الحكم.

١٣٦

٦

* ( باب ) *

* « ( صلاة الكسوف والخسوف والزلزلة والايات ) » *

الايات : الحج : يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم (١).

الطور : وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم (٢).

____________________

(١) الحج : ١.

(٢) الطور : ٤٤ ، والكسف جمع الكسفة وهى على ما في اللسان : القطعة مما قطعت ، فيكون المراد قطعات من الصخور والجبال التى قطعت من احدى السماوات تمر على الارض فتسقط عليها احيانا ، على ما مر في ص ٣٦ من أن المراد بالسماء هى السيارات التى تسبح حول الشمس وقد جعلت شدادا كالصخور والجبال التى نراها على الارض ، وقد سقط من تلك الاحجار السماوية عدد كثير بين كبير وصغير :

وأشبه ما سقط على الارض بلفظ الاية الكريمة ما حدث في القرن الخامس في مدينة كريما من ايطاليا أن أظلم الجوفى نصف النهار وجاءت سحابة معتمة فغطت السماء وظهر في هذا الظلام شبه طاووس نارى عظيم طائر فوق المدينة ، ثم تحول بسرعة إلى هرم عظيم يقطع الجو بسرعة ، واذ ذاك حدثت بروق ورعود وفي اثنائها سقطت على وجه السهل صخور يبلغ وزن بعضها أكثر من ١٦ رطلا ( دائرة الوجدى ج ٧ ص ٥١١ )

فعلى هذا لا ترتبط الاية الكريمة بصلاة الايات ، فان نزول الاحجار وسقوطها ليس من آيات قرب الساعة ، نعم كان على المصنف العلامة قده أن يذكر أمثال قوله تعالى : « يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا » الطور : ٩ ، وفيها اشارة إلى زلزلة الارض و قوله تعالى : « فاذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر » القيامة ٧ ، وفيها اشارة إلى خسوف القمر ، وقوله تعالى : « اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت » التكوير : ١ وفيها اشارة إلى انكساف الشمس ، وغير ذلك من آيات قرب الساعة.

١٣٧

الزلزال : إذا زلزلت الارض زلزالها (١).

تفسير : « وإن يروا كسفا » أي قطعة من السماء « ساقطا يقولوا سحاب مركوم » المركوم الموضوع بعضه على بعض ، يعنى إن عذبناهم بسقوط بعض من السماء عليهم لم يتنبهوا عن كفرهم وقالوا هو قطعة من السحاب ، فيدل على ذم من لم يتنبه من الايات السماوية ، ولم يتب بعدها ، ولم يقلع عن المعاصي ، ولم يتضرع إلى الله تعالى لكشفها كما روى البرقي (٢) والمفيد (٣) بسنديهما عن عبدالرحمن بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : هل يكره الجماع في وقت من الاوقات وإن كان حلالا؟ قال : نعم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، ومن مغيب الشمس إلى مغيب الشفق ، وفي اليوم الذي تنكسف فيه الشمس ، وفي الليلة التي ينكسف

____________________

(١) الزلزال : ١.

(٢) المحاسن : ٣١١ بتفاوت.

(٣) الاختصاص : ٢١٨ ، وهذا على ما كان يذهب اليه المصنف العلامة قدس سره أن كتاب الاختصاص للشيخ المفيد ، والذى ظهر لى أنه كان بياضا لبعض علمائنا الاقدمين ينظر في كتب الاصحاب يكتب فيه ما وجده طريقا فريدا منها ، تراه تارة ينقل الحديث بلفظه وسنده من كتب الشيخ المفيد ، وتارة من كتب الصدوق رحمهما الله ، كما أنه قد نقل في ص ٢٥٢ ـ ٢٥٣ من كتاب التكليف للشلمغانى المعروف بفقه الرضا عليه‌السلام بابا كاملا في السخاء والسماحة بلفظه. ( راجع ص ٤٩ من كتاب التكليف ).

كما أنه قد ذكر المؤلف العلامة في مقدمة البحار ج ١ ص ٢٧ ، أنه كان مكتوبا على عنوان النسخة العتيقة من هذا الكتاب ( كتاب مستخرج من كتاب الاختصاص تصنيف أبى على أحمد بن الحسين بن أحمد بن عمران رحمه الله ) وهذا يشهد بما ذكرنا ، أيضا وقد مر في ج ٧١ ص ٣٥٤ كلام في ذلك.

وكيف كان ترى هذا الحديث في الكافى ج ٥ ص ٤٥٨ ، طب الائمة : ١٣١ ، و أخرجه المؤلف العلامة في ج ١٠٣ من هذه الطبعة باب آداب الجماع.

١٣٨

فيها القمر ، وفي اليوم والليلة التي تكون فيها الريح السوداء ، والريح الحمراء ، والريح الصفراء ، وفي اليوم والليلة التي تكون فيها الزلزلة.

ولقد بات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند بعض نسائه في ليلة انكسف فيها القمر فلم يكن في تلك الليلة ما يكون منه في غيرها حتى أصبح ، فقالت له : يا رسول الله ألبغض هذا منك في هذه الليلة؟ قال : لا ، ولكن هذه الاية ظهرت في هذه الليلة ، فكرهت أن أتلذذ وألهو فيها ، وقد عير الله تعالى أقواما في كتابه فقال : « وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ـ فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون » ثم قال أبوجعفر عليه‌السلام : وأيم الله لا يجامع أحد فيرزق ولدا فيرى في ولده ذلك ما يحب.

وقد مر تفسير ساير الايات ، والغرض من إيرادها بيان أنها من آيات الساعة (١)

____________________

(١) ومن الايات التى تتعلق بالباب ، بل هى أساس الحكم لصلاة الايات قوله عز من قائل : « اقتربت الساعة وانشق القمر » إلى آخر السورة حيث يجعل انشقاق القمر من دلائل قرب الساعة ويعده آية ، ثم يردفها بآية الطوفان لقوم نوح ، والريح الصرصر لقوم عاد ، والصيحة لقوم ثمود ، وامطار الحصباء لقوم لوط ، واغراق اليم لال فرعون ، ويعد كل واحدة منها آية للعذاب عليحدة.

وانما كان انشقاق القمر من علامات الساعة ، لان الساعة ـ على ما يظهر من تضاعيف آيات الله ـ انما تقوم بطريان هذه الاحداث : ينفجر القمر ويتصدع صخورها وجبالها فيتخلى ما فيها من موادها المذابة ترى وردة كالدهان : تارة أحمر واخرى أصفر وأزرق كما قال عزوجل : « فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان » ، كما أن الارض انما تقوم الساعة عليها كذلك قال الله عزوجل : « اذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت واذا الارض مدت وألقت ما فيها وتخلت وأذنت لربها وحقت » الانشقاق : ١ ـ ٥ ، ولا تحصل ذلك بالارض الا بصيحة قارعة تقرع الاسماع كما قال عزوجل : « القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة : يوم يكون الناس كالفراش المبثوت وتكون الجبال كالعهن المنفوش »

وانما كان انشقاق القمر دليلا على اقتراب الساعة ، لان انفجاره وانفطاره لا يكون

١٣٩

فلذا وجبت الصلاة فيها كما سيأتي.

١ ـ كتاب المسائل وقرب الاسناد : بسنديهما عن علي بن جعفر ، عن أخيه

____________________

الا بتقشف قشره بأن تنحبس الغازات الملتهبة من مواد مذابها وتتكثف إلى أن تغلب على مقاومة القشر فتخرج بانفجار وتصدع وزلزلة ورجة في أرضها وصيحة ودخان وأحيانا اشتعال نار في جوها المحيط بها ، الا أن تلك الحوادث تكون خفيفة عند ما كان تقشف القشر يسيرا وأما اذا مضى برهة من الدهر وصار التقشف والتحجر في سطحها ضخيمة ، تكون تلك الحوادث شديدة بحيث قد يتصدع الكرة فلقتين كما كان من انشقاق القمر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخبربه القرآن الكريم.

فاذا مر على ذلك أيضا برهة من الدهر بحيث تصلب سطح القمر ولم يقدر الغازات الملتهبة أن يصدعه ويخرج من خلاله ، تنحبس الغازات بشدة وتتكثف ثم تتكثف إلى أن يوحى الله عزوجل اليه بالانصداع ، فينصدع ويتخلى بما فيها لشدة الانفجار ، كما قال عزوجل بالنسبة إلى الارض : « يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ».

فاذ قد مضى البرهة الاولى وتصدع القمر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو نبى آخر الزمان فكأنها قدمت رجلا واقتربت إلى أجلها ، فكم عسى أن يكون مدى البرهة الثانية؟ يسئلونك عن الساعة أيان مرساها ، قل انما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها الا هو ، ثقلت في السموات والارض لا تأتيكم الا بغتة ، يسئلونك كانك حفى عنها ، قل انما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وأما فقه الايات :

فقد تكرر في تضاعيف السورة قوله عزوجل : « ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر » أربع مرات وهى الايات ١٧ و ٢٢ و ٣٢ و ٤٠.

ومعنى تيسير القرآن للذكر ، على ما مر في ج ٨٥ ص ٤ ، أن القرآن قد جعل ذا قطعات مختلفة تلتئم كل قطعة في حد نفسه بحيث يتداعى قراءة الاية الاولى منها ذكرى الاية الثانية وهكذا ، فيسهل ذكرها وقراءتها من حفظ ، ومصداق هذه القطعات في هذه السورة عند تمام قوله عزوجل : « ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر » وفي سائر

١٤٠