بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

إني ذوعيال كثير ، وعلي دين قداشتد حالي ، فعلمني دعاء أبو أدعو الله عزوجل يرزقني ما أقضى به ديني ، وأستعين به على عيالي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عبدالله توضأ وأسبغ وضوءك ثم صل ركعتين تتم الركوع والسجود ، ثم قل : « يا ماجد يا واحد يا كريم ، أتوجه بك إلى الله ربي وربك رب كل شئ ، وأسأله أن يصلي على محمد وعلى أهل بيته ، وأسئلك نفحة كيمة من نفحاتك فتحا يسيرا ، ورزقا واسعا ألم به شعثي ، وأقضى به ديني وأستعين به على عيالي » (١).

صلاة اخرى للحاجة : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا مضى ثلث الليل فقم وصل ركعتين بسورة الملك وتنزيل السجدة ، ثم ادعه وقل » يا رب قد نامت العيون وغارت النجوم ، وأنت الحى القيوم ، لا تأخذك سنة ولا نوم لن يواري عنك ليل داج ، ولا سماء ذات أبراج ، ولا أرض ذات مهاد ، ولا بحر لجي ولا ظلمات بعضها فوق بعض يا صريخ الابرار ، وغياث المستغيثين ، برحمتك أستغيث ، فصل على محمد وآله ، واقض لى حاجة وكذا وكذا ، ولا تردنى خائبا ولا محروما يا أرحم الراحمين « فانها في قضاء الحاجات كالاخذ باليد (٢).

بيان : الصريخ المغيث » كالاخذ باليد أي في سرعة الاجابة ، كأن تمد يدك إلى شئ فتأخذه.

٢١ ـ المكارم : صلاة الشدة : قل الكاظم عليه‌السلام تصلي ما بدالك ، فاذا فرغت فألصق خدك بالارض وقل « يا قوة كل ضعيف ، يا مذل كل جبار ، قد وحقك بلغ الخوف مجهودي ففرج عني « ثلاث مرات ، ثم ضع خدك الايمن على الارض وقل » يا مذل كل جبار ، يا معز كل ذليل ، قد وحقك أعيى صبرى ففرج عنى » ثلاث مرات ، ثم تقلب خدك الايسر وتقول مثل ذلك ثلاث مرات ثم تضع جبهتك على الارض وتقول : « أشهد أن كل معبود من دون عرشك إلى قرار أرضك باطل إلا وجهك ، تعلم كربتى ففرج عني » ثلاث مرات ثم اجلس و

____________________

(١ ـ ٢) مكارم الاخلاق ص ٣٨٧.

٣٦١

أنت مترسل وقل « اللهم أنت الحى القيوم ، العلى العظيم ، الخالق البارئ المحيى المميت البدئ البديع ، لك الكرام ولك الحمد ، ولك المن ولك الجود وحدك وحدك لا شريك لك ، يا واحد يا أحد يا صمد ، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، كذلك الله ربى » ـ ثلاث مرات ـ « صل على محمد وآل محمد الصادقين وافعل بي كذا وكذا (١).

بيان : « أعيا صبري » أي عجز ووقف تعبا أوهذا الامر الذي عرض لى أعجز صبري ، وقال الجوهري عييت بأمري إذا لم تهتد لوجهه ، وأعيانى هو وأعيى الرجل في المشى فهو معي ، والترسل الفرق والتؤدة والتأنى.

٢٢ ـ المكارم : صلاة المظلوم : تصلى ركعتين بماشئت من القرآن وتصلي على محمد وآله ما قدرت عليه ، ثم تقول اللهم إن لك يوما تنتقم فيه للمظلوم من الظالم لكن هلعى وجزعى لا يبلغان بى الصبر على أناتك وحلمك ، وقدعلمت أن فلانا ظلمنى واعثدى علي بقوته على ضعفى ، فأسئلك يارب العزة ، وقاصم الجبابرة ، وناصر المظلومين ، أن تريه قدرتك ، أقسمت عليك يا رب العزة الساعة الساعة (٢).

صلاة اخرى : محمد بن الحسن الصفار يرفعه قال : قلت له عليه‌السلام : إن فلانا ظالم لى فقال : أسبغ الوضوء وصل ركعتين ، وأثن على الله تعالى وصل على محمد وآله ، ثم قل » اللهم إن فلانا ظلمنى وبغى علي فأبله بفقر لا تجبره ، وبسوء لا تستره « قال : ففعلت فأصابه الوضح (٣).

وفي خبر آخر قال : عليه‌السلام : ما من مؤمن ظلم فتوضأ وصلى ركعتين ثم قال اللهم إني مظلوم فانتصر ، وسكت إلا عجل الله له النصر (٤).

بيان : قال الجوهري الوضح البياض ، يقال بالفرس وضح إذا كانت له شية ، وقد يكنى به عن البرص.

____________________

(١) مكارم الاخلاق : ٣٨٧.

(٢ ـ ٤) مكارم الاخلاق ص ٣٨٨.

٣٦٢

٢٣ ـ المكارم : صلاة للمهمات : روى أن علي بن الحسين عليهما‌السلام كان إذا حزنه أمر يلبس أنظف ثيابه وأسبغ الوضوء وصعد أعلى سطوحه فصلى أربع ركعات يقرأ في الاولى الحمد وإذا زلزلت ، وفي الثانية الحمد وإذا جاء نصر الله ، وفي الثالثة الحمد وقل يا أيها الكافرون ، وفي الرابعة الحمد وقل هو الله أحد ، ثم يرفع يديه إلى السماء ويقول :

« اللهم إني أسئلك بأسمائك التى إذا دعيت بها على أبواب السماء للفتح انفتحت وإذا دعيت بها على مضائق الارضين للفرج انفرجت ، وأسئلك بأسمائك التى إذا دعيت بها على أبواب العسر لليسر تيسرت ، وأسئلك بأسمائك التى إذا دعيت بها على القبور تنشرت ، صل على محمد وآل محمد ، وأقلبنى بقضاء حاجتي ».

قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : إذا والله لا يزول قدمه حتى تقضى حاجته إنشاء الله تعالى (١).

صلاة اخرى عن الصادق عليه‌السلام قال : تصلى ركعتين كيف شئت ثم تقول : اللهم أثبت رجاءك في قلبى ، واقطع رجاء من سواك عنى ، لا أرجو إلا إياك ولا أثق إلا بك » (٢).

صلاة طلب الولد : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : إذا أردت الولد فتوضأ وضوء سابغا وصل ركعتين وحسنهما ، واسجد بعدهما سجدة ، وقل : أستغفر الله إحدى و سبعين مرة ، ثم تغشى امرأتك وقل : اللهم إن ترزقنى ولدا لاسمينه باسم نبيك عليه‌السلام فان الله يفعل ذلك ، فاني أمرتك بالطهور وقال الله تعالى : « ويحب المطهرين » وأمرتك بالصلاة وسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أقرب ما يكون العبد من ربه إذا رآه ساجدا وراكعا ، وأمرتك بالاستغفار وقال الله تعالى « واستغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين » وقال الله تعالى لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله « إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم » فأمرتك أن تزيد على السبعين (٣).

____________________

(١ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ٢٨٩ وهذه الاحاديث كلها مرسلة ضعيفة لا يحتج بها.

٣٦٣

بيان : قال الجوهري غشي المرءة وتغشاها جامعها » فأمرتك أن تزيد » ظاهره أن السبعين في الاية الكريمة ليس كناية عن مطلق الكثرة بل خصوص العدد مخصوص فيدل بمفهومه على أنه ينفع الاستغفار لهم بأزيد من السبعين ، فاذا كان الدعاء للمنافقين مع عدم قابليتهم للرحمة نافعا بأزيد منه فينفع المؤمن بالطريق الاولى ويحتمل أن يكون المراد أنه لماذكر الله سبحانه السبعين في مقام المبالغة في عدم استحقاقهم للمغفرة ، فيدل على أن هذا العدد نصاب مايرجى به الاجابة ، وأنازدت عليه أيضا فيكون أحرى بكونه سببا للاجابة والاول أظهر لفظا والثاني معنى (١).

____________________

(١) وعندى أن المراد بالسبعين في قوله عز من قائل : « استغفر لهم أولا تستغفرلهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يعدى القوم الفاسقين » ( براءة : ٨٠ ) ، هو الاشارة إلى ما صنعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة أحد في الصلاة على حمزة سيد الشهداء واعزمهم على رسول الله ، حيث كبر عليه خمس تكبيرات أولا ، ثم أتى بالقتلى واحدا واحدا يوضعون إلى حمزة ، فيصلى عليهم وعليه مع كل واحد منهم ، حتى صلى على حمزة سبعين صلاة ، ومعلوم من كرامته صلى‌الله‌عليه‌وآله على الله عزوجل أنه لم يكن ليستغفر لاحد بهذه المثابة من الشفقة ، وهذه المرتبة من التحنن و الرأفة والوجد ، الا ويفغر الله له ما قد سلف ، ويبلغ به الدرجات العلى في اعلى عليين ، كما فعل بسيدنا حمزة أسد الله وأسد رسوله صلوات الله عليه.

ومفاد الاية الكريمة أن الاستغفار بالنسبة إلى المنافقين ـ سواء استغفر لهم الرسول او استغفروا هم لانفسهم ـ لكن يكن ليجديهم نفعا ابدا ، فان حقيقة الاستغفار هو الاعتذار إلى الله عزوجل وطلب المغفرة والرضوان مه ليتوب على العاصى ويعفو عن سوء صنيعه ، وهذا المعنى انما يلحق المؤمنين الذين علموا السوء بجهالة ثم ندموا عن قريب ، فاعتذروا إلى الله عزوجل ليتوب عليهم بالمغفرة. وأما المنافقون الذين كفروا بالله ورسوله باطنا ، وفسقوا عن أمره معاندة ومضادة ، انما يكون اعتذارهم واستغفارهم صوريا كالاستهزاء بالله ورسوله ، فالله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون.

فعلى هذا « استغفر لهم أولا تستغفر لهم « كلاهما سيان » كما صرح بذلك في

٣٦٤

صلاة للخوف من ظالم : قال اغتسل وصل ركعتين واكشف عن ركبتيك ، و

____________________

سورة المنافقون « سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ان الله لا يهدى القوم الفاسقين » ، حتى أنك لو استغفرت لهم سبعين مرة كما صنعت قبل ذلك لحمزة سيد الشهداء ، فأجابك الله وبلغ الدرجات العلى ، لا يجديهم نفعا ، ولم يكن الله ليفغرلهم ، ذلك ، بأنهم كفروا بالله فكيف يتسغفرونه؟ وكفروا بالرسول فكيف يستشفعون منه؟ و فسقوا عن أمر ربهم مصوين على مضادتهم والله لا يهدى القوم الفاسقين.

ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاؤك ـ مؤمنا ـ فاستغفرو الله ـ مخلصا ـ واستغفر لهم الرسول ـ تحننا واشفاقا ـ لوجدوا الله توابا رحيما.

وأما رقم السبعين ، فلادخالة لها في الغفران لا نفيا بالنسبة إلى المنافقين والمشركين ولا اثباتا بالنسبة إلى المؤمنين كحمزة سيد الشهداء ، وانما صلى رسول الله على حمزة و استغفر لهه سبعين مرة ، لان قتلى احد كانوا وهو أحدهم : خصه بواحد منها وأشركه مع السائرين فصارت سبعين ، ولو أنهم كانوا أقل من ذلك أو أكثر لصلى عليه معهم عدد القتلى من دون زيادة ونقيصة ، كما أن وصيه أمير المؤمنين على بن أبيطالب عليه الصلاة و السلام على سهل بن حنيف خمسا كذلك.

وأما ما قد يقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يصل على شهيد ، فهذا انما كان بعد نزول قوله تعالى : « ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ، ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم » براءة : ١١١.

فعلى ما مر في ج ٧٩ ص ٢٠٨ وغير ذلك من الموارد : الشراء والاشتراء هو ما نسميه في عرفنا بالعرضة والتقاضى فالشازى من له متاع قد عرضه للبيع ولم يبعه بعد والمشترى من له حاجة بمتاع ويأتى السوق ليجده ويبتاع ، ولم يجده بعد ، فاذا وجده عند ذاك الشارى وابتاعه منه فقدتم البيع وحينئذ يكون أحدهما البايع والاخر المبتاع وانتفى الشراء والاشتراء.

فمعنى الاية أن الله عزوجل مشتر يتقاضى ويطالب من المؤمنين أنفسهم وأموالهم

٣٦٥

اجعلهما ممايلي المصلى ، وقل مائة مرة « يا حي يا قيوم ، يا حي يا قيوم ، يالا ـ

____________________

ليبيعوها منه بثمن هو الجنة ، وكيفية هذه الصفقة أن ينفقوا أموالهم ويقاتلوا بأنفسهم في سبيله فيقتلون أعداءه اعداء الدين ويقتلون : فمن أوفى بعهده من الله بأن عرض نفسه للبيع من الله عزوجل وقاتل في سبيله مخاطرا بنفسه غير مؤثر للحياة ، يعاهد القتال مرة بعد مرة رغبة منه في أن يتم له الصفقة من الله عزوجل بالشهادة ، فهو الذى يقال له : استبشر ببيعك الذى بايعته وعاهدته وهو الفوز العظيم بالجنة ، سواء تم له الصفقة بالشهاده أو لم يتم :

« من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزى الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين ( الذين يشهدون معركة القتال ويقاتلون على حرف ليفروا ان وجدوا مخاطرة ) إن شاء أو يتوب عليهم ان الله كان غفورا رحيما ».

فلو أن أحد شهد معركة القتال وقاتل في سبيل الله على حرف مؤثرا لنفسه أن يقع في المخاطرة ، لم يكن بائعا لنفسه ولم يكن أو في بما عهد اليه الله في هذه الاية. وانما يصدق المبايعة والموافاة بأن يزاول المخاطر ويعاهد القتال والضراب مرة بعد مرة ، كالمبايع إلى يعاهد المشترى ويعارضه بالبيع وهو ممتنع أن يبتاعه حتى يرغبه في متاعه ويبيعه منه ، ولذلك قال عزوجل : « ببيعكم الذى بايعتم به » ولم يقل « بعتم به ».

فاذا أوفى البائع وعاهد القتال بنفسه ، وتم له الصفقة من الله عزوجل بالشهادة ، فقدختم عليه بالخير ، ولا ريب في أنه فاز بالثمن وهو الجنة لكونه وعدا على الله حقا مسطورا في التوراة والانجيل والقرآن ، ومن كان مشهودا له بالجنة فهو في غنى عن الاستغفار من الله عزوجل ، فان له العتبى وزيادة « ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم ».

نعم قد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل نزول هذه الاية يبايع المؤمنين : يضمن هو لهم الجنة وهم يضمنون له مايأخ ذ عليهم على اختلاف الموارد.

٣٦٦

إله إلا أنت ، برحمتك أستغيث ، فصل على محمدوآل محمد ، وأغثني الساعة الساعة »

____________________

فعن عبادة بن الصامت قال : كنت فيمن حضر العقبة الاولى وكنا اثنى عشر رجلا فبايعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على بيعة السناء ، وذلك قبل أن تفرض الحرب : على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزنى ، ولا نقتل أولادنا ، ولا تأتى ببهتان نفترينه من بين ايدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف ، فان وفيتم فلكم الجنة وان غشيتم من ذلك شيئا فأمركم إلى الله عزوجل ، ان شاء عذب وان شاء غفر.

وعن كعب بن مالك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال في بيعة العقبة الثانية : أبايعكم على أن تمنعونى مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم ، فأخذ البراء بن معرور بيده صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : نعم والذى بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله! واغترضه ابن التيهان فقال : ان بيننا وبين الرجال حبالا وانا قاطعوها ـ يعنى اليهود ـ فهل عسيت ان نحن قلنا ذلك ثم أظهرك الله ، أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقل : بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، انا منكم وأنتم منى : أحارب من خاربتم فبايعوه.

وهكذا كان يضمن لهم الجنة والرضوان من الله عزوجل بتة حين يبايعهم في الحروب على أن لا يفروا وان خاطرهم الموت كما بايعهم في الحديبية ، والى ذلك يشير قوله عز وجل : « ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما » الفتح : ١٠.

ففى كل هذه الموارد ، انما يضمن لهم رسول الله الجنة فيكون الصفقة معه ويد الله فوق أيديهم ، لكن هذه المبالغة مع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لمن تكن كمبايعة الله عزوجل في آية الاشتراء ولذلك قال عزوجل في آية الاشتراء : « ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به ذلك هو الفوز العظيم » يعنى الفوز بالجنة والرضوان ، وقال عز من قائل في

٣٦٧

فاذا فرغت من ذلك فقل : « أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تلطف لي وأن

____________________

آية المبايعة مع الرسول : « ومن أوفى بماعاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ».

ثم انه عجل لهم أجرهم في هذه الدنيا وقال : « لقد رضى الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه ـ الاية ١٨ ـ ٢٠ من سورة الفتح.

ولذلك نفسه كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يستشفع لهم إلى الله عزوجل عند خاصة أمرهم أن يغفرلهم ويعفو عن ذنوبهم وسيئاتهم ليتم لهم الاخذ بالضمانة ، كما قال عزوجل في كتابه : « يا أيها النبى اذا جاءك المؤمنات يبايعتك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن و لا يزنين ولايقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين ايديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم » الممتحنة : ١٢.

فأوجب عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله الاستغفار لهن بالشفاعة ليتم له الوفاء بالضمانة ، وليس الاستغفار والشفاعة الا بعد خاتمة الامر بالموت لئلا يتعاقبه سيئة اخرى لم تغفر.

هذا حال المبايعة مع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث كان يد الله فوق أيديهم وكان يضمن لهم الجنة ويشفعها بالاستغفار بعد الموت ليتم لهم الضمان ، حيث كان وعد الشفاعة في المذنبين ومن امر بالاستغفار لهم ، ولمن يكن الله عزوجل ليعده الشفاعة ولا يقبلها منه ، ولا ليأمره بالاستغفار لهم وهو لايغفر لهم.

وأما أصحاب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد لبسوا وموهوا على المسلمين شأن هذه البيعة ، و خانوا الله ورسوله في تلبيسهم هذا حيث ألزموا الطاعة على أنفسهم بالمبايعة الصورية كما كانوا يلزمون الطاعة على أنفسهم بالمبايعة مع الله والرسول : أرادوا رجلا من عرض الناس ليس على حجة من الله ولا على بينة من نبيه ، ليس له أمر الجنة والنار حتى يضمن لمطيعه الجنة ويهدد عاصيه بالنار ، ولاله حق الشفاعة ونفاذ الاستغفار ، ليشفع لهم ويستغفر ولاهو قسيم النار ليقول يوم القيامة هذا عدوى خذيه لك وهذا وليى ذريه معى يدخل الجنة ولا .. ولا .. وألف ولا.

٣٦٨

تغلب لي وأن تمكر لي وأن تخدع لي وأن كيد لي وأن تكفيني مؤنة فلان بلا مؤنة » فان هذا كان دعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم احد (١).

بيان : في القاموس لطف كنصر لطفا بالضم رفق ودنا ، والله لك : أوصل إليك مرادك بلطف ، والمؤنة الثقل والمشقة.

٢٤ ـ المكارم : صلاة للذكاء وجودة الحفظ : عن سدير يرفعه إلى الصادقين عليهم‌السلام قال : تكتب بزعفران الحمد ، وآية الكرسي ، وإنا أنزلناه ، ويس والواقعة ، وسبح ، وتبارك ، وقل هو اله أحد ، والمعوذتين ، في إناء نظيف ثم تغسل ذلك بماء زمزم أو بما المطر أو بماء نظيف ، ثم تلقي عليه مثقالين لبانا ، وعشرة مثاقيل سكرا ، وعشرة مقاقيل عسلا ، ثم يوضغ تحت السماء وتوضع على رأسه حديدة ثم تصلي آخر الليل ركعتين تقرأ في كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد خمسين مرة

____________________

أعطوه الطاعة في أمر الدين الالهى من دون أن يكون بأعلمهم ، وانقادوا له في أمر البيئة والمجتمع من دون أن يكون معصوما من الخطأ والوقيعة ، وأخذو بأعناق الناس يجرونهم إلى بيعته وليس يجب عليهم طاعته وولايته الابعد البيعة بزعمهم.

نعم بايعوه بيعة مادية كمبايعة أهل السوق فالتزموا طاعته ونصحه وضربوا الرقاب في اعلاء أمره ، من دون أن يأخذوا منه في مقابله شيئا الا الوعد بتنظيم أمورهم في الدنيا الفانية ، ولايتم له الوفاء بهذا الوعد الا بعد اجتماعهم عليه ونصحهم وطاعتهم له ، فأصبحت بيعتهم هذه لا هى بيعة واقعية دينية ولا بيعة سوقية صحيحة يستوفى فيها الثمن والمثمن ، ولا هو استجار وقع على شرائطه حتى نعرج على انفاذه شرعا.

فما الذى يوجب على المؤمنين الموحدين أن يلتزموا بهذه الصفقة الغاشمة ، وهم لا يريدون الا الدين ولا يبغون لانفسهم ثمنا الا الجنة ورضوان من الله أكبر لوكانوا يعقلون.

« من كان يريد حرث الاخرة نزدله في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب » ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.

(١) مكارم الاخلاق : ٣٩١.

٣٦٩

فاذا فرغت من صلاتك شربت الماء على ما وصفته ، فانه جيد مجرب للحفظ إنشاء الله (١).

بيان : في بعض النسخ » وسبح « فقط فالظاهر أن المراد به الاعلى ، وفي بعضها وسبح الحشر فظاهر أن المراد به سورة الحشر.

٢٥ ـ المكارم : صلاة الضالة ودعاؤها : روى جابر الانصاري أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علم عليا عليه‌السلام وفاطمة عليها‌السلام هذا الدعاء ، وقال لهما : إن نزلت بكما مصيبة أو خفتما جور السلطان أو ضلت لكما ضالة فأحسنا الوضوء ، وصيا ركعتين ، وارفعا أيديكما إلى السماء وقولا » يا عالم الغيب والسرائر ، يا مطاع يا عليم ، يا الله يا الله يا الله ، ياهازم الاحزاب لمحمد ، ياكائد فرعون لموسى ، يا منجي عيسى من أيدى الظلمة ، يا مخلص قوم نوح من الغرق ، يا راحم عبده يعقوب يا كاشف ضر أيوب ، يامنجي ذى النون من الظلمات ، يافاعل كل خير ، يا دالا عل يكل خير ، يا آمرا بكل خير ، ياخالق الخير ، ويا أهل الخير ، أنت الله رغبت إليك فيما قدعلمت ، وأنت علام الغيوب ، أسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد » ثم اسألا الحاجة تجابا إنشاء الله تعالى (٢).

صلاة للشفاء من كل علة خصوصا السلعة : تصوم ثلاثة أيام وتغتسل في اليوم الثالث عند الزوال ، وابرز لربك ، وليكن خرقة نظيفة وصل أربع ركعات تقرأ فيهن ما تيسر من القرآن ، واخضع بجهدك ، فاذا فرعت من صلاتك فألق ثيابك وائتزر بالخرقة وألصق خدك الايمن بالارض ثم قل : « يا واحد يا ماجد ، ياكريم يا حنان ، يا قريب يا مجيب ، يا أرحم الراحمين ، صل على محمد وآل محما ، واكشف ما بي من ضر ومعزة وألبسني العافية في الدنيا والاخرة ، وامنن علي بتمام النعمة وأذهب ما بي فانه قدآذاني وغمني ».

وقال الصادق عليه‌السلام : إنه لا ينفعك حتى تتيقن أنه ينفعك فتبرئ

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣٩١.

(٢) مكارم الاخلاق ٣٩٢.

٣٧٠

منها (١).

بيان : قال الجوهري : السلعة زيادة تحدث في الجسد كالغدة تتحرك إذا حركت ، وقد تكون من حمصة إلى بطيخة انتهى ، والمعرة بالفتحات وتشديد الراء الاثم والاذى والمشقة.

٢٦ ـ المكارم : صلاة لجميع الامراض رواها أبوأمامة ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : تكتب في إناء نظيف بزعفران ثم تغسل « أعوذ بكلمات الله التامة ، وأسمائه كلها عامة ، من شر السامة والهامة ، والعين اللامة ، ومن شر حاسد إذا حسد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وسورة الاخلاص والمعوذتين وثلاث آيات من سورة البقرة قوله تعالى : « وإلهكم إله واحد » إلى قوله : « يعقلون » (٢) وآية الكرسي وآمن الرسول إلى آخر السورة ، وعشر آيات من سورة آل عمران من أولها وعشرا من آخرها « إن في خلق السموات والارض » وأول آية من النساء وأول آية من المائدة وأول آية من الانعام وأول آية من الاعراف وقوله تعالى : « إن ربكم الله الذي خلق » إلى قوله « رب العالمين » (٣) « قال : موسى ماجئتم به السحر إن اله سيبطله » (٤) الاية « وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا » إلى قوله : « حيث أتى » (٥) وعشر آيات من أول الصافات ، ثم تغسله ثلاث مرات وتتوضأ وضوء الصلاة وتحسو منه ثلاث حسوات ، وتمسح به وجهك وساير جسدك ، ثم تصلي ركعتين وتستشفي الله تفعل ذلك ثلاثة أيام ، قال حسان : قد جربناه فوجدناه ينفع باذن الله (٦).

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٤٥٣.

(٢) البقرة : ٥٨ ـ ١٥٩.

(٣) الاعراف : ٥٢.

(٤) يونس ، ٨١.

(٥) طه : ٧٢.

(٦) مكارم الاخلاق ص ٤٥٤.

٣٧١

بيان : الظاهر أن الوضوء بغير هذا الماء ، وقال في المصباح المنير : حسوت المرق وغيره أحسوه حسوا ، والحسوة بالضم ملء الفم ممايحسى ، والجمع حسى وحسوات والحسوة بالفتح قيل لغة وقيل مصدر.

٢٧ ـ المكارم : صلاة المريض عن إسماعيل بن محمد ، عن عبدالله بن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : مرضت مرضا شديدا حتى يئسوا مني ، فدخل علي أبوعبدالله عليه‌السلام فرأى جزع امي علي ، فقال لها : توضي وصلي ركعتين وقولي في سجودك « اللهم أنت وهبته لى ولم يك شيئا فهبه لي هبة جديدة » ففعلت فأصبحت وقد صنعت هريسة فأكلت منها مع القوم (١).

صلاة الحمى : محمد بن الحسن الصفار يرفعه قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام و أنا محموم فقال لي مالي أراك منقبضا؟ فقلت جعلت فداك حمى أصابتني فقال : إذا حم أحدكم فليدخل البيت وحده ، ويصلي ركعتين ويضع خده الايمن على الارض ويقول : « يا فاطمة بنت محمد عشر مرات أتشفع بك إلى الله فيما نزل بي » فانه يبرأ إنشاء الله (٢).

صلاة الحمى ركعتين يقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة ثلاث مرات ، وقوله تعالى : « ألاله الخلق والامر تبارك لله رب العالمين ».

الدعاء : بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أتشفع بنبيك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يا محمد أتشفع بك على ربي في قضاء حاجتي وهوشفاء هذا المريض ، يا الله يا الله يا لله ، يا رحمن يارحيم ، يا حي يا قيوم ، يا ذاالجلال والاكرام برحمتك نستغيث ، الان خفف الله عنكم يريد الله أن يخفف عنكم ، ذلك تخفيف من ربكم ورحمة ، يكتب ويغسل ليشرب المحموم (٣).

صلاة للصداع ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة والاخلاص ثلاث مرات وقوله تعالى : رب إني وهو العظيم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٤٥٤.

(٢ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ٤٥٥.

٣٧٢

بدعائك رب شقيا (١).

صلاة لوجع العين : ركعتين يقرأ في كل فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون ثلا مرات ، وقوله تعالى : « وعنده مفاتح الغيب لايعلمها » الاية (٢).

صلاة للاعمى : أبوجعفر الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام ال : مر أعمى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال النبي تشتهى أن يرد الله عليك بصرك؟ قال : نعم ، فقال له عليه‌السلام : توضأ وأسبغ الوضوء ثم صل ركعتين وقل اللهم إني أسئلك وأرغب إليك وأتوجه بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى الله ربي وربك أن يرد على بصري » قال : فما قام صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى رجع الاعمى وقد رد الله عليه بصره (٣)

دعوات الراوندى : عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله.

٢٨ ـ المكارم : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لسلمان : اشكمت درد؟ قم فصل فان في الصلاة شفاء (٤).

صلاة لوجع الرقبة تصلي ركعتين تقرأ في كل ركعة الحمد مرة وإذا نزلت ثلاث مرات (٥).

صلاة لوجع الصدر : أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمدمرة وبعدها في الاولى ألم نشرح مرة وفي الثانية الاخلاص ثلاث مرات وفي الثالثة الضحى مرة وفي الرابعة يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور (٦).

صلاة للقولنج ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمدمرة وقوله تعالى : « ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر « (٧).

صلاة لوجع الرجل ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمدمرة وقوله سبحانه : آمن الرسول تمام البقرة (٨).

صلاة اللقوة : تصلي ركعتين وتضع يدك على وجهك وتستشفع إلى الله تعالى برسوله محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول : « بسم الله احرج عليك يا وجع من عين إنس أوعين جن

____________________

(١ ـ ٢) مكارم الاخلاق ص ٤٥٥ والاية في الانعام : ٥٩.

(٣ ـ ٨) مكارم الاخلاق ص ٤٥٦.

٣٧٣

احرج عليك بالذي اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وخلق عيسى من روح القدس لماهدأت وطفئت كما طفئت نار إبراهيم باذن الله ، وتقول ذلك ثلاث مرات (١).

بيان : اللقوة داء معروفة تصيب الوجه ، والتحريج التضييق.

٢٩ ـ المكارم : صلاة لرد الابق : تصلي ركعتين ويقرأ بعد الحمد من أول سورة الحديد أربع آيات وآخر سورة الحشر : لو أنزلنا هذا القرآن إلى آخرالسورة ويقول : من هو كذا ولا هكذا غيره ، اجعل الدنيا على فلان أضيق من مسك جمل حتى ترده علي (٢).

بيان : المسك بالفتح الجلد.

٣٠ ـ المكارم : صلاة لرد الضالة : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : تصلي ركعتين تقرأ فيهما يس وتقول بعد فراغك منهما رافعا يدك إلى السماء : اللهم راد الضالة والهادي من الضلالة. صل على محمد وآل محمد ، واحفظ على ضالني ، وارددها إلي سالمة يا أرحم الراحمين ، فانها من فضلك وعطائك ، ياعباد الله في الارض ويا سيارة الله في الارض ، ردوا على ضالتي ، فانها من فضل الله وعطائه (٣).

٣١ ـ كشف الغمة : من كتاب معالم العترة للجنابذى قال أبوحمزة الثمالي أخبرنا محمد بن علي الحسين عليهم‌السلام قال : كان أبي يقول لولده يابني إذا أصابتكم مصيبة من الدنيا أو نزلت بكم فاقة فليتوضأ الرجل فيحسن وضوءه ، وليصل أربع ركعات أو ركعتين ، فاذا انصرف من صلاته فليقل » يا موضع كل شكوى يا سامع كل نجوى ياشافي كل بلاء ، وياعالم كل خفية ، ويا كاشف ما يشاء من بلية ، يانجي موسى يا مصطفي محمد ، ياخليل إبراهيم ، أدعوك دعاء من اشتدت فاقته ، وضعفت قوته ، وقلت حيلته ، دعاء الغريب الغريق ، الفقير الذي لا يجد الكشف ما هو فيه إلا أنت

____________________

(١) مكارم الاخلاق : ٤٥٦.

(٢ ـ ٣) مكارم الاخلاق : ٤٥٧.

٣٧٤

يا أرحم الراحمين ، لا إله إلا أنت ، سبحانك إني كنت من الظالمين.

قال على بن الحسين عليهما‌السلام : لا يدعو بها رجل أصابه بلاء إلا فرج الله عنه (١).

الدعوات للراوندى : عن الثمالي مثله إلى قوله : « ويا كاشف ما يشاء من بلية ، ياخليل إبراهيم ، ويا نجي موسى ، ويا صفي آدم ، ويا مصطفى محمد ، أدعوك دعاء من اشتدت فاقته ، وقلت حيلته دعاء الغريب المضطر الذي لا يجد لكشف ماهو فيه إلا إياك يا أرحم الراحمين.

٣٢ ـ الدعوات للراوندى : روي أن زين العابدين عليه‌السلام مر برجل وهو قاعد على باب رجل ، فقال له : ما يقعدك على باب هذا المترف الجبار؟ فقال : البلاء فقال : قم فارشدك إلى باب خير من بابه ، وإلى رب خير لك منه ، فأخذ بيده حتى انتهى إلى المسجد مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : استقبل القبلة فصل ركعتين ثم ارفع يديك إلى الله عزوجل فأثن عليه وصل على رسوله ثم ادع آخر الحشر وست آيات من أول الحديد وبالايتين اللتين في آل عمران ، ثم سل الله فانك لا تسأل شيئا إلا أعطاك.

بيان : قال الرواندي رحمه الله لعل المراد بالايتين آية الملك ، أقول : لانهما آيتان يقال لهما آية على إرادة الجنس (٢) ويحتمل أن يكون المراد هي وآية شهد الله.

٣٣ ـ الدعوات : وروي عن الائمة عليهم‌السلام إذا حزبك أمر فصل ركعتين تقرأ في الركعة الاولى الحمد وآية الكرسي ، وفي الثانية الحمد وإنا أنزلناه ثم خذا المصحف وارفعه فوق رأسك وقل : « اللهم أسئلك بحق ما أرسلته إلى خلقك ويحق كل آية هي لك في القرآن ، وبحق كل مؤمن ومؤمنة مدحتهما

____________________

(١) كشف الغمة ج

(٢) ولعله أراد آية الملك مع ما تتلوها : « تولج الليل في النهار » الخ وهو الاظهر.

٣٧٥

في القرآن ، ولا أحدأعرف بحقك منك » وتقول » يا سيدي يا الله عشرا بحق محمد وآل محمد عشرا بحق علي أمير المؤمنين عليه‌السلام عشرا.

ثم تقول : اللهم إني أسئلك بحق نبيك المصطفى ، وبحق وليك ووصي رسولك المرتضى ، وبحق الزهراء مريم الكبرى ، سيدة نساء العالمين ، وبحق الحسن والحسين سبطي نبي الهدى ورضيعي ثدى التقى ، وبحق زين العابدين وقرة عن الناظرين ، وبحق باقر علم النبيين والخلف من آل يس ، وبحق الراضي من المرضيين ، وبحق الخير من الخيرين ، وبحق الصابر من الصابرين ، وبحق التقي والسجاد الاصغر ، وببكائه ليلة المقام بالسهر ، وبحق الزكية والروح الطيبة سمي نبيك ، والمظهر لدينك ، اللهم إني أسئلك بحقهم وحرمتهم عليك إلا قضيت بهم حوائجي ، وتذكر ما شئت.

وكان زين العابدين عليه‌السلام إذا كربه أمر لبس ثوبين من أغلظ ثيابه وأخشنهما ثم يركع في آخر الليل ركعتين حتى إذا كان في آخر سجدة من الركعتين سبح الله مائة مرة ، وحمد الله مائة مرة ثم يعترف بالذنوب في سجوده يدعو ويفضي بركبتيه إلى الارض في سجوده.

٣٤ ـ البلد الامين : نقلا من كتاب الاغسال لاحمد بن محمدبن عباس ، باسناده عن الصادق عليه‌السلام قال : من كانت له حاجة إلى الله تعالى مهمة يريد قضاءها ، فليغتسل وليلبس أنظف ثيابه ويصعد إلى سطحه ويصلي ركعتين ، ثم يسجد ويثني على الله ويقول : « ياجبرئيل يا محمد ، يا جبرئيل يا محمد ، أنتما كافيان فاكفياني ، وأنتما حافظان فاحفظاني ، وأنتما كالئان فاكلئاني » مائة مرة ثم قال الصادق عليه‌السلام حق على الله تعالى أن لا يقول ذلك أحد إلا قضى الله حاجته (١).

ومنه : نقلا من كتاب الوسائل إلى المسائل تأليف المعين أحمد بن على ابن أحمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن محمد بن القاسم أن الصادق عليه‌السلام قال عليكم بسورة الانعام فان فيها اسم الله تعالى في سبعين موضعا فمن كانت له إلى الله تعالى

____________________

(١) البلد الامين لم نجده وتراه في هامش مصباح الكفعمى ص ٣٩٧.

٣٧٦

حاجة فليصل أربع ركعات بالحمد والانعام وليقل إذا سلم.

يا كريم يا كريم ، يا عظيم يا عظيم ، يا أعظم من كل عظيم ، يا سميع الدعاء يا من لا تغيره الايام والليالي ، صل على محمد وآل محمد ، وارحم ضعفي وفقري و فاقتي ومسكنتي ومسألتي فانك أعلم بحاجتي ، يا من رحم الشيخ الكبير حتى رد عليه يوسف وأقر عينه ، يا من رحم أيوب بعد طول بلائه ، يا من رحم محمدا صلى الله عليه وآله وفي اليتم آواه ونصره على جبابرة قريش وطواغيتها ، وأمكنه منهم ، يا مغيث يا مغيث.

فو الذي نفسي بيده لو دعوت بها بعد ما تصلي هذه الصلاة على جميع حوائجك لقضاها الله تعالى (١).

ومنه : نقلا من كتاب الاغسال أيضا باسناده ، عن الصادق عليه‌السلام قال : من نزل به كرب فليغتسل وليصل ركعتين ثم يضطجع ويضع خده الايمن على يده اليمنى ويقول : يامعز كل ذليل ، ومذل كل عزيز ، وحقك لقد شق علي كذا وكذا ، ويسمى ما نزل به ، يكشف كربه إنشاء الله (٢).

المكارم : عنه عليه‌السلام مرسلا مثله (٣).

٣٥ ـ البلد الامين : عن الصادق عليه‌السلام من كانت له حاجة فليقم جوف الليل وليغتسل وليلبس أطهر ثيابه وليأخذ قلة جديدة ملا من ماء ويقرأ عليها القدر عشرا يم يرش حول مسجده وموضع سجوده ، ثم يصلي ركعتين بالحمد والقدر فيهما جميعا ، ثم يسأل حاجته ، فانه حري أن تقضى إنشاء الله تعالى (٤).

٣٦ ـ طب الائمة : عن محمدبن عامر ، عن محمد بن عليم الثقفى عن عمار بن عيسى الكلابي ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : شكى إليه رجل

____________________

(١) البلد الامين ص ١٥٥.

(٢) لم نجده في البلد وتراه في المصباح : ٣٩٨.

(٣) مكارم الاخلاق : ٣٨١.

(٤) البلد الامين : ١٥٥.

٣٧٧

من الشيعة سلعة ظهرت به ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : صم ثلاثة أيام ثم اغتسل في اليوم الرابع عند زوال الشمس ، وابرز لربك وليكن معك خرقة نظيفة فصل أربع ركعات واقرأ فيها ما تيسر من القرآن واخضع بجهدك ، فاذا فرغت من صلاتك فألق ثيابك واترز بالخرقة ، وألزق خدك الايمن على الارض ثم قل بابتهال وتضرع وخشوع : يا واحد يا أحد ، يا كريم يا جبار ، يا قريب يا مجيب ، يا أرحم الراحمين صل على محمد وآل محمد ، واكشف مابي من مرض ، وألبسني العافية الكافية الشافية في الدنيا والاخرة ، وامنن علي بتمام النعمة ، وأذهب ما بي فقد آذاني وغمني.

فقال له أبوعبدالله عليه‌السلام : واعلم أنه لا ينفعك حتى لا يخالج في قلبك خلافه وتعلم أنه ينفعك ، قال : ففعل الرجل ما أمربه جعفر الصادق عليه‌السلام فعوفي منها (١).

بيان : الظاهر أن الاتزار لكشف المساجد وإيصالها إلى الارض لزيادة التخشع.

٣٧ ـ الذكرى : روى الصدق أن رجلا كان بينه وبين رجل من أهل المدينة خصومة ذات خطر عظيم فدخل على أبي عبدالله عليه‌السلام فذكر له ذلك ، فقال : إذا أردت الغدو فصل بين القبر والمنبر ركعتين أو أربعا ، وإن شئت في بيتك ، و اسأل الله أن يعينك ، وخذ شيئا نفيسا فتصدق به على أول مسكين تلقاه ، قال : ففعلت ما أمرني به فقضي لي ، ورد الله علي أرضي (٢).

____________________

(١) طب الائمة ص ١٠٩.

(٢) راجع الفقيه ج ١ ص ٣٥٢.

٣٧٨

٣

* ( باب ) *

* « ( الصلاة والدعاء لمن أراد أن يرى شيئا في منامه ) » *

١ ـ المكارم : روي أن من عرض له مهم وأراد أن يعرف وجه الحيلة فيه ، فينبغي أن يقرأ يأخذ مضجعه هاتين السورتين كل واحدة سبع مرات : والشمس وضحيها ، والليل إذا يغشى ، فانه يرى شخصا يأتيه ويعلمه وجه الحيلة فيه و النجاة منه (١).

٢ ـ مجموع الدعوات : لمحمد بن هارون قال : مما روي عن أهل البيت عليهم‌السلام إذا أردت أن ترى في منامك ما تحتاج إليه ويفسر لك ذلك ، فاكتب على كفك الايمن الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد وإنا أنزلناه في ليلة القدر و آية الكرسي خمس مرات ، وأنت طاهر ، وتقول آهيا شراهيا أرنى في منامي كذا وكذا ، وتقول : اللهم صل على محمد وآل محمد سادتي وموالي وأرني ذلك بقدرتك إنك على كل شئ قدير.

وإذا نمت على طهر في ثوب طاهر على فراش طاهر ، وقرأت والشمس وضحيها والليل إذا يغشى والتين والزيتون سبعا سبعا ثم قل بعد ذلك اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل لي من أمرى فرجا ومخرجا. فانه يقال لك في منامك ما تعمل عليه ، وتفعل ذلك سبع مرات متواليات ، فانه يأتيك في منامنك آت في أول ليلة أو الثانية أو الخامسة أو السابعة فيقول لك المخرج من هذا كذا وكذا.

بيان : المضبوط في نسخ الدعاء آهيا شراهيا بمد الالف ثم الهاء المكسورة ثم الياء المشددة المنونة ثم الشين المفتوحة ثم الراء المهملة بعده الالف ، ثم الهاء المكسورة ثم الياء المشددة المفتوحة ، وفي القاموس وأهيا شراهيا بفتح الهمزة والشين

____________________

(١) مكارم الاخلاق :

٣٧٩

يونانية أي الازلي الذي لم يزل ، والناس يغلطون ويقولون آهيا شراهيا ، وهو خطاء على ما يزعمه أحبار اليهود انتهى.

٣ ـ مجموع الدعوات : من أراد أن يرى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه فليقم ليلة الجمعة فيصلي المغرب ثم يدوم على الصلاة إلى أن يصلي العتمة ولا يكلم أحدا ثم يصلى ويسلم في ركعتين يقرأفي كل ركعة الحمد مرة واحدة وقل هو الله أحد ثلاث مرات ، فاذا فرغ من صلاته انصرف ثم صلى ركعتين يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب مرة واحدة وقل هو الله أحد سبع مرات ويسجد بعد تسليم ويصلي على النبي وآله وسبع مرات ويقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله سبع مرات ، ثم يرفع رأسه من السجود ، ويستوي جالسا ويرفع يديه و يقول : « يا حي يا قيوم ، يا ذاالجلال والاكرام ، يا إله الاولين والاخرين ، يارحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما ، يا رب يا رب ثم يقوم رافعا يديه ويقول يارب ـ ثلاثا ـ يا عظيم الجلال ـ ثلاثا ـ يا بديع الكمال ياكريم الفعال ، يا كثير النوال ، يا دائم الافضال ، يا كبير يا متعال ، يا أول بلامثال ، يا قيوم بغير زوال يا واحد بلا انتقال ، يا شديد المحال ، يارازق الخلائق على كل حال ، أرني وجه حبيبي وحبيبك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامى يا ذاالجلال والاكرام.

ثم ينام في فراشه وغيره ، وهو مستقبل القبلة على يمينه ، ويلزم الصلاة على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يذهب به النوم فانه يراه صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه إنشاء الله تعالى.

٤ ـ الاختصاص للمفيد : قال : حدث أبوالفرج عن سهل بن زياد ، عن رجل عن عبدالله بن جبلة عن أبي المعزا عن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول من كانت له إلى الله حاجة وأراد أن يرانا وأن يعرف موضعه فليغتسل ثلاثة ليال يناجي بنا فانه يرانا ويفغرله بنا ، ولا يخفى عليه موضعه ، قلت : سيدي فان رجلا رآك في منامه وهو يشرب النبيذ ، قال : ليس النبيذ يفسدعليه دينه ، إنما يفسد عليه تركنا وتخلفه عنا الخبر (١).

____________________

(١) الاختصاص ص ٩٠ في حديث.

٣٨٠