بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب » وفي الثانية الفاتحة وعشر مرات « رب اغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات » فاذا سلم يقول عشر مرات « رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ».

صلاة اخرى ركعتان يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وعشرين مرة « رب ارحمهما كما ربياني صغيرا » فاذا فرغ سجد ويقولها عشرة اخرى (١).

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣٨٤.

٢٢١

أبواب

* « ( الاستخارات وفضلها وكيفياتها ) » *

* « ( وصلواتها ودعواتها ) » *

١

* ( باب ) *

* « ( ما ورد في الحث على الاستخارة والترغيب ) » *

« ( فيها والرضا والتسليم بعدها » *

١ ـ فتح الابواب : للسيد الجليل علي بن طاوس

والمقنعة : عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : يقول الله عزوجل » من شقاء عبدي أن يعمل الاعمال ولا يستخير بي (١).

الفتح : في أصل عتيق من اصول أصحابنا عنه عليه‌السلام مثله (٢). من خط الشهيد ـ رحمه الله ـ عن الكراجكى قال : روي عن العالم عليه‌السلام وذكر مثله.

____________________

(١) المقنعة : ٣٦.

(٢) كتاب الفتح مخطوط.

٢٢٢

٢ ـ المحاسن : عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (١).

ومنه : عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن ابن مسكان ، عن محمد بن مضارب قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من دخل في أمر بغير استخارة ثم ابتلي لم يؤجر (٢).

المحاسن : عن محمد بن عيسى اليقطيني وعثمان بن عيسى عمن ذكره ، عن بعض أصحابه قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : من أكرم الخلق على الله؟ قال : أكثرهم ذكرا لله ، وأعملهم بطاعته ، قلت : فمن أبغض الخلق إلى الله؟ من يتهم الله ، قلت وأحد يتهم الله؟ قال : نعم ، من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره ، فسخط فذلك يتهم الله (٣).

كتاب الغايات : عن القاسم بن الوليد قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : من أكرم الخلق على الله وذكره نحوه.

المكارم : عن عثمان بن عيسى مثله إلى قوله فسخط ذلك فهو المتهم لله (٤).

٣ ـ الفتح : عن شيخه محمد بن نما وأسعد بن عبدالقاهر ، عن علي بن سعيد الراوندي ، عن والده ، عن محمد بن علي الحلبي ، عن شيخ الطائفة قال : أخبرني جماعة عن الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن إبراهيم بن هاشم ويعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن صفوان ، عن ابن مسكان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من دخل في أمر بغير استخارة ثم ابتلي لم يوجر.

ومنه : بهذا الاسناد عن ابن مسكان ، عن محمد بن مضارب عنه عليه‌السلام مثله.

وبالاسناد المتقدم عن شيخ الطائفة ، عن ابن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن عبدالله بن ميمون القداح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما ابالي إذا استخرت الله على أي طرفي وقعت ، وكان أبي يعلمني الاستخارة كما يعلمني السور من القرآن.

____________________

(١ ـ ٣) المحاسن : ٥٩٨.

(٤) مكارم الاخلاق ص ٣٦٨.

٢٢٣

بيان : قوله عليه‌السلام : على أي طرفي : أي طرفي الراحة والبلاء ، أو الحياة و الموت ، أو طرفي الذي أتردد فيه ، أو أقع مريضا على جنبي الايمن أو الايسر أو اقتل فاصرع على الايمن أو الايسر ، وربما يقرأ بالقاف جمع الطريق ، وصحح في بعض النسخ طريقي فهما تصحيفان ، ويؤيد ما ذكرنا ما سيأتي مكانه على أي جنبى.

وقال في النهاية : فيه أنه كان إذا اشتكى أحدهم لم ينزل البرمة حتى يأتي على أحد طرفيه أي حتى يفيق من علته أو يموت ، لانهما منتهى أمر العليل ، فهما طرفاه أي جانباه ، ومنه حديث أسماء بنت أبي بكر قالت لابنها عبدالله : ما بي عجلة إلى الموت حتى آخذ على أحد طرفيك ، إما أن تستخلف فتقر عيني ، وإما أن تقتل فأحتسبك.

٤ ـ الفتح : قال : وجدت في أصل العبد الصالح المتفق عليه محمد بن أبي عمير رضي الله عنه عن ربعي ، عن المفضل قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ما استخار الله عزوجل عبد مؤمن إلا خار له ، وإن وقع ما يكره.

ومنه : نقلا عن الحميدي في كتاب الجمع بين الصحيحين ، عن جابر بن عبدالله قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يعلمنا الاستخارة في الامور كلها كما يعلمنا السور من القرآن.

ومنه : ما رواه باسناده إلى جده أبي جعفر الطوسي فيما رواه إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في كتاب تسمية المشايخ ، عن شهاب بن محمد ابن علي ، عن جعفر بن محمد بن يعلى ، عن إدريس بن محمد بن يحيى بن عبدالله بن الحسن عن أبيه، عن إدريس بن عبدالله بن الحسن، عن جعفر بن محمد، عن جعفربن محمد، عن أبيه عليه‌السلام قال: كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من كتاب الله عزوجل.

ومنه : من الكتاب المذكور لابن عقدة باسناده ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من كتاب الله عزوجل.

ومنه : من الكتاب المذكور لابن عقدة باسناده عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كنا

٢٢٤

نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من القرآن ، ثم قال : ما ابالي إذا استخرت الله على أي جنبي وقعت.

ومنه ، نقلا من كتاب الدعاء لسعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه كان يقول : قال الله : « من لم يرض بقضائي ويشكر نعمائي ويصبر على بلائي فليطلب ربا سوائي غيري ومن رضي بقضائي وشكر نعمائي وصبر على بلائي كتبته في الصديقين عندي » وكان يقول عليه‌السلام : من استخار الله في أمره فعمل أحد الامرين فعرض في قلبه شئ ، فقداتهم الله في قضائه.

ومنه : نقلا من الكتاب المكذور لسعد بن عبدالله ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أنزل الله ، إن من شقاء عبدي أن يعمل الاعمال ولا يستخيرني.

بيان : قال في النهاية : الاستخارة طلب الخيرة في الشئ ، وهي استفعال منه تقول استخر الله يخر لك ، ونحوه قال في القاموس والصحاح ، وقال المحقق ـ رحمه الله ـ صلاة الاستخارة هي أن تصلي ركعتين وتسأل الله أن يجعل ما عزمت عليه خيرة ، وقال ابن إدريس : الاستخارة في كلام العرب الدعاء ، وقال بعد كلام : معنى استخرت الله استدعيت إرشادي ، وكان يونس بن حبيب اللغوي يقول إن معنى قولهم استخرت الله استقبلت الخير أي سألت الله أن يوفقني خير الاشياء التي أقصدها.

٥ ـ مجالس الشيخ : عن المفيد ، عن علي بن خالد المراغي ، عن محمد ابن الفيض العجلي ، عن أبيه ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن محمد بن علي بن موسى عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام : قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن فقال لي وهو يوصيني : يا علي ما حار من استخار ، ولا ندم من استشار الحديث (١).

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٣٥.

٢٢٥

٢

* ( باب ) *

* « ( الاستخارة بالرقاع ) » *

١ ـ مكارم الاخلاق : قال عبدالرحمن بن سيابة خرجت سنة إلى مكة و متاعي بز قد كسد علي قال : فأشار علي أصحابنا أن أبعثه إلى مصر ولا أرده إلى الكوفة أو إلى اليمن ، فاختلف علي آراؤهم فدخلت على العبد الصالح بعد النفر بيوم ، ونحن بمكة ، فأخبرته بما أشار به أصحابنا ، وقلت له : جعلت فداك فما ترى حتى أنتهي إلى ما تأمرني ، فقال لي : ساهم بين مصر واليمن ، ثم فوض في ذلك أمرك إلى الله ، فأي بلد خرج سهمها عن الاسهم فابعث متاعك إليها.

قلت : جعلت فداك كيف اساهم؟ قال : اكتب في رقعة بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة ، أنت العالم وأنا المتعلم فانظرلي في أي الامرين خير لي حتى أتوكل عليك فيه وأعمل به ، ثم اكتب مصرا إنشاء الله ثم اكتب رقعة اخرى مثل ما في الرقعة الاولى شيئا شيئا ثم اكتب اليمن إنشاء الله ثم اكتب رقعة اخرى مثل ما في الرقعتين شيئا شيئا ثم اكتب بحبس المتاع ، ولا يبعث إلى بلد منهما.

ثم اجمع الرقاع وادفعهن إلى بعض أصحابك فليسترها عنك ، ثم أدخل يدك فخذ رقعة من الثلاث رقاع ، فأيها وقعت في يدك فتوكل على الله واعمل بها بما فيها إنشاء الله (١).

٢ ـ الاحتجاج : قال : كتب الحميري إلى القائم عليه‌السلام يسأله عن الرجل تعرض له حاجة مما لا يدري أن يفعلها أم لا ، فيأخذ خاتمين فيكتب في أحدهما نعم افعل ، وفي الاخر لا تفعل ، فيستخير الله مرارا ثم يرى فيهما ، فيخرج أحدهما فيعمل

____________________

(١) مكارم الاخلاق : ٢٩٣.

٢٢٦

بما يخرج ، فهل يجوز ذلك أم لا؟ والعامل به والتارك له هو مثل الاستخارة أم هو سوى ذلك؟ فأجاب عليه‌السلام : الذي سنه العالم عليه‌السلام في هذه الاستخارة بالرقاع والصلاة (١).

٣ ـ الفتح قال : رأيت من طريق الجمهور ما هذا لفظه بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود كان يقول في الاستخارة « اللهم إنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن علمك بما يكون كعلمك بما كان ، اللهم إني قد عزمت على كذا وكذا ، فان كان لي فيه خيرة للدين والدنيا والعاجل والاجل فيسره وسهله ووفقني له ووفقه لي وإن كان غير ذلك فامنعني منه كيف شئت » ثم يسجد ويقول مائة مرة ومرة « اللهم إني أستخيرك برحمتك خيرة في عافية » ويكتب ست رقاع في ثلاث منها « خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان افعل على اسم الله وعونه » وفي ثلاث منها « خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان لا تفعل » والخيرة فيما يقضي الله ، و يكون تحت السجادة ، فاذا فرغت من الصلاة والدعاء ، مددت يدك إلى الرقاع فأخذت واحدة منها ، فما خرج فيه فاعمل على الاكثر إنشاء الله وهو حسبي.

بيان : ظاهر أكثر اللغويين أن الخيرة بهذا المعنى بكسر الخاء وسكون الياء وفي أكثر نسخ الدعاء صححوها بفتح الياء وسكونها معا ، قال في النهاية فيه كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعلمنا الاستخارة في كل شئ الخير ضد الشر ، تقول منه خرت يا رجل وخار الله لك أي أعطاك ما هو خير لك ، والخيرة بسكون الياء الاسم منه ، فأما بالفتح فهي الاسم من قولك اختار الله ، ومحمد خيرة الله من خلقه يقال بالفتح و السكون ، وفي دعاء الاستخارة اللهم خرلي أي اخترلي أصلح الامرين واجعل لي الخيرة فيه.

٤ ـ الفتح : وجدت في كتاب بعض المخالفين اسمه محمود بن أبي سعيد بن طاهر السجزي ، عن الصدر الامام ركن الدين ، عن عبدالاول ابن عيسى بن شعيب

____________________

(١) الاحتجاج : ٢٥٧.

٢٢٧

عن عبدالرحمن بن محمد بن المظفر ، عن عبدالله بن أحمد بن حمزيه ، عن محمدبن محمد بن يوسف ، عن محمد بن إسماعيل البخاري ، عن قتيبة بن سعيد ، عن عبدالرحمن ابن أبي الموالي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعلمنا الاستخارة في الامور كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول إذا هم أحدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : « اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسئلك من فضلك العظيم ، فانك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم فأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال في عاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير ، حيث كان ثم رضني به ».

وقال بعض المشايخ رحمهم الله : إنه لما صلى هذه الصلاة ودعا بهذا الدعاء يقطع بعد ذلك كاغذة ست رقاع يكتب في ثلاثة منها افعل ، وفي ثلاثة منها لا تفعل ، ثم يخلط بعضها ببعض ، ويجعلها في كمه ثم يخرج ثلاثة منها واحدة بعد اخرى ، فان وجد فيها كلها افعل أقدم على ذلك الامر طيب القلب ، وإن وجد في اثنتين منها افعل وفي واحدة لا تفعل فلا بأس بالاقدام على ذلك الامر لكنه دون الاول ، وإن وجد في كلها لا تفعل فليحذر عن الاقدام على ذلك الامر ، وإن وجد في اثنتين منها لا تفعل فالحذر أولى فللاكثر حكم الكل.

قال : ومن الدعوات التى وردت في الاستخارة قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « اللهم خرلي واخترلي » وبلغني عن بعض العلماء في كيفية الاستخارة أنه قال : يكتب ثلاث رقاع في كل رقعة « بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم افعل » وفي ثلاث « بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لا تفعل « وتضع الرقاع تحت السجادة ثم تصلي ركعتين في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة الاخلاص ثلاثا ثم تسلم وتقول : « اللهم إني أستخيرك بعلمك » إلى آخره ثم تسجد وتقول مائة مرة أستخير الله العظيم

٢٢٨

ثم ترفع رأسك وتخرج الرقاع خمسة وتترك واحدة ، فان كان في ثلاثة افعل فاقصده فالصلاح فيه ، وإن كان في ثلاثة لا تفعل فأمسك فان الخيرة فيه إنشاء الله.

ومنه : ذكر شيخنا المفيد في الرسالة العزية ما هذا لفظه » باب صلاة الاستخارة » وإذا عرض للعبد المؤمن أمران فيما يخطر بباله من مصالحه في أمر دنياه كسفره وإقامته ومعيشته في صنوف يعرض له الفكر فيها ، أو عند نكاح وتركه و ابتياع أمة أو عبد ونحو ذلك ، فمن السنة أن لا يهجم على أحد الامرين ، وليتوق حتى يستخير الله عزوجل ، فاذا استخاره عزم على ما خطر بباله على الاقوى في نفسه ، فان ساوت ظنونه فيه توكل على الله تعالى وفعل ما يتفق له منه ، فان الله عزوجل يقضي له بالخير إنشاء الله تعالى.

ولا ينبغي للانسان أن يستخير الله في فعل شئ نهاه عنه ، ولا حاجة به في استخارة لاداء فرض ، وإنما الاستخارة في المباح وترك نفل إلى نفل لا يمكنه الجمع بينهما ، كالجهاد والحج تطوعا ، أو السفر لزيارة مشهد دون مشهد ، أوصلة أخ مؤمن وصلة غيره بمثل ما يريد صلة الاخر به ، ونحو ذلك.

وللاستخارة صلاة موظفة مسنونة ، وهي ركعتان يقرأ الانسان في إحداهما فاتحة الكتاب وسورة معها ، ويقرأ في الثانية الفاتحة وسورة معها ويقنت في الثانية قبل الركوع ، فاذا تشهد وسلم حمد الله وأثنى عليه ، وصلى على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال :

« اللهم إني أستخيرك بعلمك وقدرتك ، وأستخيرك بعزتك ، وأسئلك من فضلك ، فانك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كان هذا الامر الذي عرض لي خيرا في ديني ودنياي وآخرتي فيسره لي ، وبارك لي فيه ، وأعني عليه ، وإن كان شرا لي فاصرفه عني ، واقض لي الخير حيث كان ورضني به حتى لا احب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت ».

وإن شاء قال : « اللهم خرلي في ما عرض لي من أمر كذا وكذا ، واقض لي بالخيرة فيما وفقتني له منه برحمتك يا أرحم الراحمين ».

٢٢٩

بيان : كان هذا بالابواب المتعلقة بالاستخارات المطلقة أنسب ، وإنما أوردته هنا تبعا للسيد ره.

٥ ـ الفتح : عن محمد بن نما وأسعد بن عبدالقاهر ، عن علي بن سعيد الراوندي عن والده ، عن محمد بن علي بن محسن الحلبي ، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن الكليني ، عن غير واحد ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد ابن محمد البصري ، عن القاسم بن عبدالرحمن الهاشمى ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا أردت أمرا فخذ ست رقاع فاكتب في ثلاث منها « بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة افعل » وفي ثلاث منها « بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة لا تفعل « ثم ضعها تحت مصلاك ثم صل ركعتين ، فاذا فرغت فاسجد سجدة وقل مائة مرة « أستخير الله برحمته خيرة في عافية » ثم استو جالسا وقل « اللهم خرلي واخترلي في جميع اموري في يسر منك وعافية » ثم اضرب بيدك إلى الرقاع فشوشها وأخرج واحدة واحدة ، فان خرج ثلاث متواليات افعل ، فافعل الامر الذي تريده وإن خرج ثلاث متواليات لا تفعل فلا تفعله ، وإن خرجت واحدة افعل والاخرى لا تفعل ، فأخرج من الرقاع إلى خمس فانظر أكثرها ، فاعمل به ، ودع السادسة لا يحتاج إليها.

ومنه : باسناده عن محمد بن أحمد بن حمدون الواسطي ، عن أحمد بن أحمد بن على بن سعيد الكوفي ، عن الكليني مثله ، إلا أن فيه في الموضعين « لعبده فلان بن فلان ».

المتهجد : عن هارون بن خارجة مثله (١).

الكافى : عن غير واحد ، عن سهل مثله (٢).

____________________

(١) مصباح المتهجد ص ٣٧٢.

(٢) الكافى ج ٣ ص ٤٧٠.

٢٣٠

التهذيب : باسناده عن الكليني مثله إلا أنه ليس فيه اخترلي (١).

بيان : هذا أشهر طرق هذه الاستخارة وأوثقها (٢) وعليه عمل أصحابنا وليس فيه ذكر الغسل ، وذكره بعض الاصحاب لوروده في ساير أنواع الاستخارة ، ولا بأس به ، وأيضا ليس فيه تعيين سورة في الصلاة ، وذكر بعضهم سورتى الحشر والرحمن لورودهما في الاستخارة المطلقة ، فلو قرأهما أو الاخلاص في كل ركعة كما مر أو ما سيأتى في رواية الكراجكى ره لم أستبعد حسنه.

ثم اعلم أن إخراج الخمس قد لا يحتاج إليه كما إذا خرج أولا لا تفعل ، ثم ثلاثا افعل وبالعكس ، فان قلت : هذا داخل في القسمين المذكورين ، قلت : إن سلمنا ذلك وإن كان بعيدا فيمكن أن يخرج افعل ثم لا تفعل ثم مرتين افعل. و بالعكس. ولا يحتاج إلى إخراج الخامسة ، فالظاهر أن المذكور في الخبر أقصى الاحتمالات ، مع أنه يحتمل لزوم إخراج الخامسة تعبدا ، وإن كان بعيدا.

ثم إنه لا يظهر مع كثرة إحداهما تفاوت في مراتب الحسن وضده ، وبعض الاصحاب جعلوا لهما مراتب بسرعة خروج افعل أو لاتفعل ، أو توالي أحدهما بأن يكون الخروج في الاربع أولى في الفعل والترك من الخروج في الخمس ، أو يكون خروج مرتين افعل ثم لا تفعل ثم افعل أحسن من الابتداء بلا تفعل ثم افعل ثلاثا ، وكذا العكس إلى غير ذلك من الاعتبارات التى تظهر بالمقياسة بما ذكر وليس ببعيد.

٦ ـ الفتح قال : وجدت رواية اخرى بالرقاع ذكر من نقلتها من كتابه أنها منقولة عن الكراجكى وهذا لفظ ما وقفت عليه منها : هارون بن حماد ، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام قال : إذا أردت أمرا فخذ ست رقاع فاكتب في ثلاث منها » بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم

____________________

(١) التهذيب ج ١ ص ٣٠٦.

(٢) رواها المفيد في المقنعة ص ٣٦ وقال : هذه الرواية شاذة أوردناها للرخصه دون تحقق العمل بها.

٢٣١

ـ ويروى العلي الكريم ـ لفلان بن فلان افعل كذا إنشاء الله » واذكر اسمك وما نريد فعله ، وفي ثلاث منهن « بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان لا تفعل كذا إنشاء الله » وتصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة خمسين مرة قل هو الله أحد ، وثلاث مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وتدع الرقاع تحت سجادتك وتقول :

« بقدرتك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علام الغيوب ، اللهم بك فلا شئ أعلم منك صل على آدم صفوتك ، ومحمد خيرتك ، وأهل بيته الطاهرين ، ومن بينهم من نبي وصديق وشهيد وعبد صالح وولى مخلص ، وملائكتك أجمعين إن كان ما عزمت عليه من الدخول في سفري إلى بلد كذا وكذا خيرة لي في البدو والعاقبة ، ورزق تيسر لى منه فسهله ولا تعسره ، وخر لي فيه ، وإن كان غيره فاصرفه عني وبدلني منه بما هو خير منه برحمتك يا أرحم الراحمين ».

ثم تقول سبعين مرة « خيرة من الله العلي الكريم » فاذا فرغت من ذلك عفرت خدك ودعوت الله وسألته ما تريد.

قال : وفي رواية اخرى ، ثم ذكر في أخذ الرقاع نحو ما تقدم في الروايتين الاوليين.

قال السيد ره : أما هارون بن خارجة لعله الصيرفي الكوفي ووثقه النجاشي وأما هارون بن حماد فما وجدته في رجال الصادق عليه‌السلام ، ولعله هارون بن زياد ، وقد يقع الاشتباه في الكتابة بين لفظ زياد وحماد.

٧ ـ الفتح : قال : ومما وجدت من طرايف الاستخارات أننى طلبنى بعض أبناء الدنيا وأنا بالجانب الغربي من بغداد ، فبقيت اثنين وعشرين يوما أستخير الله جل جلاله كل يوم في أن ألقاه في ذلك اليوم فتأتى الاستخارة لا تفعل في أربع رقاع أو في ثلاث متواليات ما اختلفت في المنع مدة اثنين وعشرين يوما ، و ظهر لي حقيقة سعادتي بتلك الاستخارات ، فهل هذا من غير عالم الخفيات.

ومما وجدت من عجائب الاستخارات أننى أذكر أننى وصلت الحلة في بعض

٢٣٢

الاوقات التي كنت مقيما بدار السلام ، فأشار بعض الاقوام بلقاء بعض أبناء الدنيا من ولاة البلاد الحلية ، فأقمت بالحلة لشغل كان لي شهرا فكنت كل يوم أستصلحه للقائه أستخير الله جل جلاله أول النهار وآخره في لقائه في ذلك الوقت فتأتي الاستخارة لا تفعل ، فتكملت نحو خمسين استخارة في مدة إقامتي كلها لا تفعل ، فهل يبقى مع هذا عندي ريب لو كنت لا أعلم حال الاستخارة أن هذا صادر عن الله جل جلاله العالم بمصلحتي ، هذا مع ما ظهر بذلك من سعادتى ، وهل يقبل العقل أن يستخير الانسان خمسين استخارة تطلع كلها اتفاقا لا تفعل.

ومما وجدت من عجايب الاستخارات أننى قد بلغت من العمر نحو ثلاث و خمسين سنة ولم أزل أستخير مذ عرفت حقيقة الاستخارات وما وقع أبدا فيها خلل ، ولا ما أكره ، ولا ما يخالف السعادات والعنايات ، فأنا فيها كما قال بعضهم :

قلت للعاذل لما جاءنى

من طريق النصح يبدي ويعيد

أيها الناصح لي في زعمه

لا ترد نصحا لمن ليس يريد

فالذي أنت له مستقبح

ما على استحسانه عندي مزيد

وإذا نحن تباينا كذا

فاستماع العذل شئ لا يفيد

 ومنه : قال أخبرنى شيخى الفقيه محمد بن نما والشيخ أسعد بن عبدالقاهر الاصفهانى باسنادهما ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن عبدالرحمن ابن سيابة قال : خرجت إلى مكة ومعي متاع كثير فكسد علينا ، فقال بعض أصحابنا : ابعث به إلى اليمن [ وبعض أصحابنا : ابعث به إلى مصر ] ظ فذكرت ذلك لابي عبدالله عليه‌السلام فقال : لى ساهم بين مصر واليمن ، ثم فوض أمرك إلى الله ، فأي البلدين خرج اسمه في السهم فابعث إليه متاعك ، فقلت : كيف اساهم؟ قال : اكتب في رقعة » بسم الله الرحمن الرحمى إنه لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة أنت العالم و أنا المتعلم فانظر في أي الامرين خير لى حتى أتوكل عليك فيه ، فأعمل به » ثم اكتب مصرا إنشاء الله ثم اكتب في رقعة اخرى مثل ذلك ثم اكتب اليمن إن شاء الله ثم اكتب في رقعة اخرى مثل ذلك ، ثم اكتب يحبس إنشاء الله ولا يبعث به إلى بلدة منهما

٢٣٣

ثم اجمع الرقاع فادفعها إلى من يسترها عنك ، ثم أدخل يدك فخذ رقعة من الثلاث رقاع فأيها وقعت في يدك فتوكل على الله فاعمل بما فيها إنشاء الله تعالى (١)

بيان : هذا عمل معتبر وسنده لا يقصر عن العمل المشهور في الرقاع ، فان ابن سيابة عندي من الممدوحين الذين اعتمد الاصحاب على أخبارهم ، ويمكن تأييده بأخبار القرعة ، فانه ورد أنها لكل أمر مشكل ، ورد أنه ما من قوم فوضوا أمرهم إلى الله إلا خرج لهم الحق ، لا سيما إذا اختلفت الاراء في الامر الذي يقرعون فيه.

٨ ـ الفتح : قال وجدت رواية عن عمرو بن أبى المقدام عن أحدهما عليه‌السلام في المساهمة تكتب : « بسم الله الرحمن الرحيم اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، أسئلك بحق محمد وآل محمد أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تخرج لى خيرة في دينى ودنياي وعاقبة أمري وآجله إنك على كل شئ قدير ، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله صلى الله على محمد وآله «

ثم تكتب ما تريد في رقعتين ويكون الثالث غفلا ثم تجيل السهام فأيهما خرج عملت عليه ولا تخالف ، فمن خالف لم يصنع له ، وإن خرج الغفل رميت به.

بيان : قال في القاموس الغفل بالضم من لا يرجى خيره ولا يخشى شره ، ومالا علامة فيه من القداح والطرق وغيرهما ، وما لاسمة عليه من الدواب ومن لا نصيب له ولا عزم عليه من القداح انتهى « لم يصنع له » أي لم يقدر له ما هو خير له.

ثم اعلم أن الكتابة على رقعتين لعلها فيما إذا كان الامر مرددا بين شقين أو بين الفعل والترك ، وإذا كان بين أكثر من شقين فيزيد الرقاع بعدد الزيادة ، و مع خروج غفل يرميها ويخرج اخرى.

____________________

(١) الفتح مخطوط وتراه في أمان الاخطار ص ٨٥ أيضا.

٢٣٤

٣

( باب )

* « ( الاستخارة بالبنادق ) » *

١ ـ مجموع الدعوات ، والفتح : روى أحمد بن محمد بن يحيى قال : أراد بعض أوليائنا الخروج للتجارة فقال : لا أخرج حتى آتي جعفر بن محمد عليهما‌السلام فاسلم عليه ، فأستشيره في أمري هذا ، وأسئله الدعاء لي ، قال : فأتاه فقال : يا ابن رسول الله إني عزمت على الخروج للتجارة وإني آليت على نفسي أن لا أخرج حتى ألقاك وأستشيرك وأسئلك الدعاء لي ، قال فدعا له وقال عليه الصلاة والسلام : عليك بصدق اللسان في حديثك ولا تكتم عيبا يكون في تجارتك ، ولا تغبن المسترسل فان غبنه ربا ، ولا ترض للناس إلا ما ترضاه لنفسك ، وأعط الحق وخذه ، ولا تخف ولا تحزن فان التاجر الصدوق مع السفرة الكرام البررة يوم القيامة ، واجتنب الحلف فان اليمين الفاجر تورث صاحبها النار ، والتاجر فاجر إلا من أعطى الحق وأخذه.

وإذا عزمت على السفر أو حاجة مهمة فأكثر الدعاء والاستخارة فان أبي حدثني ، عن أبيه ، عن جده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يعلم أصحابه الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن ، وإنا لنعمل ذلك متى هممنا بأمر ، ونتخذ رقاعا للاستخارة ، فما خرج لنا عملنا عليه أحببنا ذلك أم كرهنا.

فقال الرجل : يا مولاي فعلمني كيف أعمل؟ فقال إذا أردت ذلك فأسبغ الوضوء وصل ركعتين ، تقرأ في كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد مائة مرة فاذا سلمت فارفع يديك بالدعاء وقل في دعائك :

» يا كاشف الكرب ومفرج الهم ومذهب الغم ومبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا من يفزع الخلق إليه في حوائجهم ومهماتهم وامورهم ، ويتكلون عليه ، أمرت بالدعاء وضمنت الاجابة ، اللهم فصل على محمد وآل محمد ، وابدأ بهم في كل أمري وأفرج همي ونفس كربي وأذهب غمى واكشف لي عن الامر الذي قد التبس

٢٣٥

على ، وخرلي في جميع اموري خيرة في عافية ، فاني أستخيرك اللهم بعلمك ، و أستقدرك بقدرتك ، وأسئلك من فضلك ، وألجأ إليك في كل اموري وأبرء من الحول والقوة إلا بك ، وأتوكل عليك وأنت حسبي ونعم الوكيل.

اللهم فافتح لي أبواب رزقك ، وسهلها لي ، ويسرلى جميع اموري ، فانك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الامر ـ وتسمي ما عزمت عليه وأردته ـ هو خير لى في ديني ودنياى ومعاشي ومعادي وعاقبة اموري ، فقدره لي وعجله علي وسهله ويسره وبارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أنه غير نافع لي في العاجل والاجل ، بل هو شر علي فاصرفه عنى واصرفني عنه ، كيف شئت وأنت شئت ، وقدر لي الخير حيث كان وأين كان ، ورضني يا رب بقضائك ، وبارك لي في قدرك حتى لا احب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت ، إنك على كل شئ قدير ، وهو عليك يسير.

ثم أكثر الصلاة على محمد النبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين ، ويكون معك ثلاث رقاع قد اتخذتها في قدر واحد وهيئة واحدة ، واكتب في رقعيتن منها « اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اللهم إنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر ، وتمضى ولا أمضى ، وأنت علام الغيوب ، صل على محمد وآل محمد ، وأخرج لي أحب السهمين إليك ، وأخيرهما لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري إنك على كل شئ قدير وهو عليك سهل يسير » وتكتب في ظهر إحدى الرقعتين : افعل ، وعلى ظهر الاخرى : لا تفعل ، وتكتب على الرقعه الثالثة « لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، استعنت بالله ، وتوكلت عليه ، وهو حسبي ونعم الوكيل ، توكلت في جميع اموري على الله الحي الذي لا يموت ، واعتصمت بذي العزة والجبروت ، وتحصنت بذي الحول والطول والملكوت وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين » ثم تترك ظهر هذه الرقعة أبيض ولا تكتب عليه شيئا.

٢٣٦

وتطوي الثلاث رقاع طيا شديدا على صورة واحدة ، وتجعل في ثلاث بنادق شمع أو طين على هيئة واحدة بوزن واحد ، وادفعها إلى من تثق به ، وتأمره أن يذكر الله ويصلي على محمد وآله ، ويطرحها إلى كمه ويدخل يده اليمنى فيجيلها في كمه ويأخذ منها واحدة من غير أن ينظر إلى شئ من البنادق ، ولا يتعمد واحدة بعينها ، ولكن أي واحدة وقعت عليها يده من الثلاث أخرجها ، فاذا أخرجها أخذتها منه وأنت تذكر الله عزوجل ، ولله الخيرة فيما خرج لك ، ثم فضها واقرأها واعمل بما يخرج على ظهرها ، وإن لم يحضرك من تثق به طرحتها أنت إلى كمك وأجلتها بيدك وفعلت كما وصفت لك ، فان كان على ظهرها افعل ، فافعل ، وامض لما أردت ، فانه يكون لك فيه إذا فعلته الخيرة إنشاء الله تعالى ، وإن كان على ظهرها لا تفعل ، فاياك أن تفعله أو تخالف ، فانك إن خالفت لقيت عنتا وإن تم لم تكن لك فيه الخيرة وإن خرجت الرقعة التي لم يكتب على ظهرها شئ فتوقف إلى أن تحضر صلاة مفروضة ثم قم فصل ركعتين كما وصفت لك ، ثم صل الصلاة المفروضة أو صلهما بعدالفرض ما لم تكن الفجر والعصر ، فأما الفجر فعليك بعدها بالدعاء إلى أن تبسط الشمس ثم صلهما وأما العصر فصلهما قبلها ثم ادع الله عزوجل بالخيرة كما ذكرت لك وأعد الرقاع واعمل بحسب ما يخرج لك وكلما خرجت الرقعة التي ليس فيها شئ مكتوب على ظهرها فتوقف إلى صلاة مكتوبة كما أمرتك إلى أن يخرج لك ما تعمل عليه إنشاء الله تعالى.

٢ ـ الفتح : عن محمد بن نما وأسعد بن عبدالقاهر باسنادهما إلى محمد بن يعقوب الكليني ، عن علي بن محمد رفعه عنهم عليهم‌السلام قال : لبعض أصحابه وقد سأله عن الامر يكون يمضي فيه ولا يجد أحدا يشاوره ، فكيف يصنع؟ قال : شاور ربك ، قال : فقال له كيف؟ قال : انو الحاجة في نفسك واكتب رقعتين في واحدة لا ، وفي واحدة نعم ، واجعلهما في بندقتين من طين ، ثم صل ركعتين واجعلهما تحت ذيلك ، وقل : « يا الله إني اشاورك في أمري هذا وأنت خير مستشار ومشير ، فأشر علي بما فيه صلاح وحسن عاقبة » ثم أدخل يدك فان كان فيها نعم فافعل ، وإن كان فيها لا لا تفعل

٢٣٧

هكذا تشاور ربك.

المكارم والمتهجد : عن الكليني مثله (١).

٣ ـ الفتح : قال : وجدت في كتاب عتيق فيه دعوات وروايات من طريق أصحابنا تغمدهم الله جل جلاله بالرحمات ، ما هذا لفظه : تكتب في رقعتين في كل واحدة « بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لعبده فلان بن فلان » وتذكر حاجتك وتقول في آخرها « أفعل يا مولاي » وفي الاخرى « أتوقف يا مولاي » و اجعل كل واحدة من الرقاع في بندقة من طين ، وتقرأ عليها الحمد سبع مرات وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات وسورة الاضحى سبع مرات ، وتطرح النبدقتين في إناء فيه ما بين يديك فأيهما انبعث [ ابثقت ] قبل الاخرى فخذها واعمل بها إنشاء الله تعالى.

٤ ـ الفتح قال : وجدت بخط الشيخ علي بن يحيى الحناط ولنا منه إجازة بكل ما يرويه ما هذا لفظه :

استخارة مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام وهي أن تضمر ما شئت وتكتب هذه الاستخارة وتجعلها في رقعتين ، وتجعلهما في مثل البندق ويكون بالميزان وتضعهما في إناء فيه ماء ويكون على ظهر إحداهما افعل ، والاخرى لا تفعل ، وهذه كتابتها » ماشاء الله كان ، اللهم إني أستخيرك خيار من فوض إليك أمره ، وأسلم إليك نفسه واستسلم إليك في أمره ، وخلا لك وجهه ، وتوكل عليك فيما نزل به ، اللهم خرلي ولا تخر علي وكن لي ولا تكن علي ، وانصرني ولا تنصر علي ، وأعني ولاتعن علي ، وأمكني ولا تمكن مني واهدني إلى الخير ، ولا تضلني ، وارضني بقضائك و بارك لي في قدرك ، إنك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد ، وأنت على كل شئ قدير اللهم إن كانت الخيرة في أمرى هذا في ديني ودنياي وعاقبة أمري فسهله لي وإن كان غير ذلك فاصرفه عنى يا أرحم الراحمين ، إنك على كل شئ قدير »

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣٧٢ ، مصباح المتهجد ص ٣٧٢ ، ورواه في التهذيب ج ١ س ٣٠٦ ، وتراه في الكافى ج ٣ ص ٤٧٣.

٢٣٨

فأيهما طلع على وجه الماء فافعل به ، ولا تخالفه إنشاء الله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

بيان : ويكون بالميزان أي اجعلهما متساويتين بأن تزنهما بالميزان « وخلا لك وجهه « أي لم يتوجه بوجه إلى غيرك في حاجة قال الكفعمي (١) أي أقبل عليك بقلبه وجميع جوارحه وليس في نفسه شئ سواك في خلوته ، وفي الحديث أسلمت وجهي لله وتخليت أي تبرأت من الشرك وانقطعت عنه ، والعرب تذكر الوجه و تريد صاحبه ، فيقولون : أكرم الله وجهك أي أكرمك الله ، وقال سبحانه : « كل شئ هالك إلا وجهه » (٢) أي إلا إياه.

٥ ـ الفتح : قال : رأيت بخطي على المصباح وما أذكر الان من رواه لي ولا من أين نقلته ، ما هذا لفظه : الاستخارة المصرية عن مولانا الحجة صاحب الزمان عليه الصلاة والسلام يكتب في رقعتين « خيرة من الله ورسوله لفلان بن فلانة » و يكتب في إحداهما افعل ، وفي الاخري لا تفعل ، ويترك في بندقتين من طين ويرمى في قدح فيه ماء ثم يتطهر ويصلي ركعتين ويدعو عقيبهما.

اللهم إني أستخيرك خيار من فوض إليك أمره وأسلم إليك نفسه ، و توكل عليك في أمره ، واستسلم بك فيما نزل به أمره ، اللهم خرلي ولا تخر علي وأعنى ولا تعن على ومكني ولا تمكن منى ، واهدني للخير ولا تضلني ، وارضنى بقضائك ، وبارك لي في قدرك ، إنك تفعل ما تشاء وتعطي ما تريد ، اللهم إن كانت الخيرة لي في أمري هذا وهو كذا وكذا فمكني منه ، وأقدرني عليه ، وأمرني بفعله وأوضح لي طريق الهداية إليه ، وإن كان اللهم غير ذلك فاصرفه عني إلى الذي هو خير لي منه ، فانك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيب يا أرحم الراحمين ».

ثم تسجد سجدة وتقول فيها » أستخير الله خيرة في عافية » مائة مرة ، ثم

____________________

(١) مصباح الكفعمى ص ٣٩٦ في الهامش.

(٢) القصص : ٨٨.

٢٣٩

ترفع رأسك وتتوقع البنادق ، فاذا خرجت الرقعة من الماء فاعمل بمقتضاها إنشاء الله تعالى.

٦ ـ الفتح : قال : وجدت عن الراجكي رحمه الله قال : وقد جاءت رواية أن تجعل رقاع الاستخارة اثنتين في إحداهما افعل ، وفي الاخرى لا تفعل ، وتسترهما عن عينك ، وتصلي صلواتك وتسأل الله الخيرة في أمرك ، ثم تأخذ منهما واحدة فتعمل بما فيها.

٢٤٠