بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يباشر بجميع مساجده الارض بغير حاجز يحجز بينه وبينها ، ويدعو ويسأل حاجته وما شاء من الدعاء ، ويقول وهو ساجد « يا من ليس غيره رب يدعى ، يا من ليس فوقه إله يخشى ، يا من ليس دونه ملك يتقى ، يا من ليس له وزير يؤتى ، يا من ليس له حاجب يرشى ، يا من ليس له بواب يغشى ، يا من لا يزداد على كثرة السؤال إلا كرما وجودا ، وعلى كثرة الذنوب إلا عفوا وصفحا ، صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي كذا وكذا (١).

٨ ـ جمال الاسبوع : باسناده عن محمد بن هارون ، عن محمد بن بشير ، عن علي بن حبشي ، عن العباس بن محمد ، عن أبيه محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: كانت لامي فاطمة عليها‌السلام ركعتان تصليهما علمها جبرئيل عليه‌السلام فاذا سلمت سبحت التسبيح وهو سبحان الله ذي العز الشامخ ـ إلى قوله ـ لا هكذا غيره ثم قال السيد : وقد روي أنه يقول تسبيحها المنقول بعقب كل فريضة ، ثم صلى على النبي وآله صلى‌الله‌عليه‌وآله مائة مرة (٣).

بيان : قال الجوهري ناف الشئ ينوف أي طال وارتفع ذكره ، وأناف على الشئ أي أشرف ، وقال البذخ الكبر ، وقد بذخ بالكسر ، وتبذخ أي تكبر وعلا ، وشرف باذخ أي عال انتهى ، والفاخر والفخر أي الصفات الكمالية التي يفتخر بها.

« يا من ليس دونه ملك يتقى » أي من عرف عظمته وجلاله لا يخاف ولا يتقي الملوك الذين دونه ، لانهم مقهورون لحكمه ، وإذا اتقاهم فانما يتقيهم إطاعة لامره ، قوله « يغشى » أي يؤتى.

أقول : روى السيد علي بن الحسين بن باقي ره في مصباحه بعد ذكر فاطمة عليها‌السلام : وجدت في بعض كتب أصحابنا رحمهم الله ما هذا صورته باسناد متصل عن عبدالله بن الحسن

____________________

(١) مصباح المتهجد : ٢١٠.

(٢) جمال الاسبوع ص.

١٨١

عن أبيه ، عن جده الحسين بن علي ، عن امة فاطمة عليها‌السلام قالت : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة ألا اعلمك دعاء لا يدعو به أحد إلا استجيب له ولا يعمل في صاحبه سحر ولا شئ ، ولا يعرض له شيطان ، ولا ترد له دعوة ، وتقضى حوائجه كلها ، التي يرغب إلى الله فيها عاجلها وآجلها؟ قلت : أجل يا أبت لهذا والله أحب إلى من الدنيا وما فيها ، ذكره بعد صلاة الزهراء عليها‌السلام مصنف الكتاب الذي وجدته فيه قال تقولين :

يا الله يا أعز مذكور وأقدمه قدما في العز والجبروت ، يا الله يا رحيم كل مترحم ومفزع كل ملهوف ، يا الله يا راحم كل حزين يشكوبثه وحزنه إليه ، يا الله يا خير من طلب المعروف منه وأسرعه إعطاء يا الله يا من تخاف الملائكة المتوقدة بالنور منه ، أسئلك بالاسماء التي يدعوك بها حملة عرشك ، ويسبحون لها شفقة من خوف عذابك ، و بالاسماء التي يدعوك بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل إلا أجبتني ، وكشفت كربتي يا إلهي ، وستر ذنوبي.

يا من يأمر بالصيحة في خلقه فاذاهم بالساهرة ، أسئلك بذلك الاسم الذي تحيي به العظام وهي رميم أن تحيى قلبي ، وتشرح صدرى ، وتصلح شأني ، يا من خص نفسه بالبقاء ، وخلق لبريته الموت والحياة ، يا من فعله قول وقوله أمر وأمره ماض على ما يشاء.

وأسئلك باسمك الذي دعاك بها خليلك حين القي في النار فاستجبت له وقلت يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، وبالاسم الذي دعا به موسى من جانب الطور الايمن فاستجبت له دعاءه ، وبالاسم الذي كشفت به عن أيوب الضر وتبت على داود وسخرت لسليمان الريح تجري بأمره ، والشياطين وعلمته منطق الطير ، وبالاسم الذي وهبت لزكريا يحيى وخلقت به عيسى من روح القدس من غير أب ، وبالاسم الذي خلقت به العرش والكرسي وبالاسم خلقت به الروحانيين وبالاسم الذي خلقت به الجن والانس وبالاسم الذي خلقت به جميع الخلق ، وجميع ما أردت من

١٨٢

شئ ، وبالاسم الذي قدرت به على كل شئ أسئلك بهذه الاسماء لما أعطيتني وقضيت بها حوائجي.

فانه يقال لك : يا فاطمة نعم نعم.

٩ ـ المتهجد وغيره : صلاة اخرى لها صلوات الله عليها تصلى للامر المخوف : روى إبراهيم بن عمر الصنعاني عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : للامر المخوف العظيم تصلي ركعتين ، وهي التي كانت الزهراء عليها‌السلام تصليها تقرأ في الاولة الحمد و قل هو الله أحد خمسين مرة ، وفي الثانية مثل ذلك ، فاذا سلمت صليت على النبي صلى الله عليه وآله ثم ترفع يديك وتقول :

اللهم إني أتوجه إليك بهم وأتوسل إليك بحقهم الذي لا يعلم كنهه سواك وبحق من حقه عندك عظيم ، وبأسمائك الحسنى ، وكلماتك التامات التي أمرتني أن أدعوك بها ، وأسئلك باسمك العظيم الذي أمرت إبراهيم عليه‌السلام أن يدعو به الطير فأجابته ، وباسمك العظيم الذي قلت للنار كوني بردا وسلاما على إبراهيم فكانت ، و بأحب أسمائك إليك ، وأشرفها عندك ، وأعظمها لديك ، وأسرعها إجابة وأنجحها طلبة ، وبما أنت أهله ومستحقه ومستوجبه ، وأتوسل إليك وأرغب إليك وأتصدق منك وأستغفرك وأستمنحك وأتضرع إليك ، وأخضع بين يديك ، وأخشع لك ، و اقر لك بسوء صنيعتي ، وأتملق والح عليك.

وأسئلك بكتبك التي أنزلتها على أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم أجمعين من التوراة والانجيل والقرآن العظيم من أولها إلى آخرها ، فان فيها اسمك الاعظم وبما فيها من أسمائك العظمى أتقرب إليك.

وأسألك أن تصلي على محمد وآله وأن تفرج عن محمد وآله ، وتجعل فرجي مقرونا بفرجهم ، وتقدمهم في كل خير وتبدأ بهم فيه ، وتفتح أبواب السماء لدعائي في هذا اليوم ، وتأذن في هذا اليوم وهذه الليلة بفرجي وإعطائي سؤلي في الدنيا و الاخرة ، فقد مسنى الفقر ونالني الضر وسلمتني الخصاصة ولجأتني الحاجة ، و توسمت بالذلة ، وغلبتني المسكنة ، وحقت علي الكلمة ، وأحطات بي الخطيئة.

١٨٣

وهذا الوقت الذي وعدت أولياءك فيه الاجابة ، فصل على محمد وآله ، وامسح ما بي بيمينك الشافية ، وانظر إلى بعينك الراحمة ، وأدخلني في رحمتك الواسعة وأقبل إلى بوجهك الذي إذا أقبلت به على أسير فككته ، وعلى ضال هديته ، وعلى حائر أديته وعلى مقتر أغنيته ، وعلى ضعيف قويته ، وعلى خائف أمنته ، ولا تخلني لقاء عدوك وعدوي يا ذا الجلال والاكرام.

يا من لا يعلم كيف هو وحيث هو وقدرته إلا هو يا من سد الهواء بالسماء ، وكبس الارض على الماء واختار لنفسه أحسن الاسماء ، يا من سمى نفسه بالاسم الذي به يقضي حاجة كل طالب يدعوه به ، وأسئلك بذلك الاسم فلا شفيع أقوى لي منه و بحق محمد وآل محمد أسئلك أن تصلي على محمد وأن تقضي لي حوائجي وتسمع محمدا و عليا وفاطمة والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة صلواتك عليهم وبركاتك ورحمتك صوتي فيشفعوا لي إليك ، و تشفعهم في ولا تردني خائبا بحق لا إله إلا أنت وبحق محمد وآل محمد ، وافعل بي كذا وكذا يا كريم (١).

١٠ ـ جمال الاسبوع : باسناده عن محمد بن وهبان ، عن عمر بن المفضل عن إسحاق بن محمد بن مروان الغزال ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم ابن عمر الصنعاني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله إلى قوله : « فاذا سلمت صليت على النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله مائة مرة ، ثم قال السيد ره :

صلاة اخرى لها صلوات الله عليها حدث علي بن محمد العلوي الرازي أبوالفرج محمد بن موسى القزوينى وأحمد بن محمد بن عبيدالله جميعا عن محمد بن أحمد بن سنان الزاهري ، عن أبيه ، عن جده محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام قال كان لامي فاطمة عليها‌السلام صلاة تصليها علمها جبرئيل عليه‌السلام ركعتان تقرأ في الاولى الحمد مرة وإنا أنزلناه في ليلة القدر مائة مرة ، وفي الثانية الحمد مرة ومائة مرة قل هو الله ، فاذا سلمت سبحت تسبيح الطاهرة عليها‌السلام ، وهو التسبيح

____________________

(١) مصباح المتهجد : ٢١١.

١٨٤

الذي تقدم ، وتكشف عن ركبتيك وذراعيك على المصلى ، وتدعو بهذا الدعاء ، و تسأل حاجتك تعطها إن شاء الله.

الدعاء : ترفع يديك بعد الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول : « اللهم إني أتوجه إليك بهم ، وأسئلك بحقك العظيم الذي لا يعلم كنهه سواك إلى آخر الدعاء (١)

بيان : « وأستمنحك » أى أطلب منحتك وعطاءك وأسترفدك ، وفي بعض النسخ « أستميحك » بالياء يقال : استمحت الرجل أي سألته العطاء والمايح الذي ييزل البئر فيملا الدلو « وحقت » أى لزمت ووجبت « علي الكلمة » اي كلمة العذاب والوعيد به أي استحققت عقابك بما فعلت من الذنوب بمقتضى وعيدك « الذي وعدت » أي في قولك « أمن يجيب المضطر إذا دعاه ».

« وعلى حائر أديته » في أكثر النسخ بالحاء المهملة ، وفي بعض النسخ بالجيم والجور الميل عن قصد الطريق وهو قريب من المهملة أي على متحير عن الطريق أو خارج عنه أديته إلى ، وفي جمال الاسبوع « وعلى غائب » وهو أظهر.

وقال الجوهري اللقا بالفتح الشئ الملقى لهوانه ، وفي النهاية في حديث أبي ذر مالي أراك لقا بقا ، هكذا جاءا مخففين في رواية بوزن عصا ، واللقا الملقى على الارض ، والبقا إتباع ، ومنه حديث ابن حزام وأخذت ثيابها فجعلت لقا أى مرماة وقيل أصل اللقاء أنهم كانوا إذا طافوا خلعوا ثيابهم وقالوا لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها ، فيلقونها عنهم ، ويسمون ذلك الثوب لقا ، فاذا قضوا نسكهم لم يأخذوها وتركوها بحلالها ملقاة.

١١ ـ جمال الاسبوع : ذكر صلاة مولانا الحسن بن مولانا علي بن أبي طالب عليه‌السلام في يوم الجمعة وهي أربع ركعات مثل صلاة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

صلاة اخرى للحسن عليه‌السلام يوم الجمعة وهي أربع ركعات كل ركعة بالحمد مرة والاخلاص خمس وعشرون مرة.

دعاء الحسن عليه‌السلام : اللهم إني أتقرب إليك بجودك وكرمك وأتقرب إليك بمحمد

____________________

(١) جمال الاسبوع.

١٨٥

عبدك ورسولك ، وأتقرب إليك بملائكتك المقربين وأنبيائك ورسلك أن تصلي على محمد عبدك ورسولك ، وعلى آل محمد ، وأن تقيلني عثرتي وتستر علي ذنوبي ، وتغفرها لي وتقضى لي حوائجي ، ولا تعذبني بقبيح كان مني ، فان عفوك وجودك يسعني ، إنك على كل شئ قدير.

صلاة الحسين بن علي صلوات الله عليهما اربع ركعات يقرأ في كل ركعة الفاتحة خمسين مرة ، والاخلاص خمسين مرة ، وإذا ركعت في كل ركعة تقرأ الفاتحة عشرا والاخلاص عشرا وكذلك إذا رفعت رأسك من الركوع وكذلك في كل سجدة وبين كل سجدتين ، فاذا سلمت فادع بهذا الدعاء

اللهم أنت الذي استجبت لادم وحوا إذ قالا « ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين » وناداك نوح فاستجبت له ونجيته وأهله من الكرب العظيم ، وأطفأت نار نمرود عن خليلك إبراهيم فجعلتها بردا وسلاما ، وأنت الذي استجبت لايوب إذ ناى رب مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، فكشفت ما به من ضر وآتيته أهله ومثلهم معهم رحمة من عندك وذكرى لاولى الالباب.

وأنت الذي استجبت لذي النون حين ناداك في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فنجيته من الغم ، وأنت الذي استجبت لموسى و هارون دعوتهما حين قلت : « قد اجيبت دعوتكما فاستقيما » وغرقت فرعون وقومه ، وغفرت لداود ذنبه وتبت عليه رحمة منك وذكرى ، وفديت إسماعيل بذبح عظيم بعد ما أسلم وتله للجبين ، فناديته بالفرج والروح.

وأنت الذي ناداك زكريا نداء خفيا ، فقال رب إني وهن العظم مني واشتغل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا ، وقلت : يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ، وأنت الذي استجبت للذين آمنوا وعملوا الصالحات لتزيدهم من فضلك ، فلا تجعلني من أهون الداعين لك ، والراغبين إليك ، واستجب لي كما استجبت لهم بحقهم عليك ، فطهرني بتطهيرك ، وتقبل صلاتي ودعائى بقبول حسن ، وطيب بقية حياتي وطيب وفاتي ، واخلفني فيمن أخلف ، واحفظنى يا رب بدعائي ، و

١٨٦

اجعل ذريتي ذرية طيبة تحوطها بحياطتك بكل ما حطت به ذرية أحد من أوليائك وأهل طاعتك برحمتك يا أرحم الراحمين.

يا من هو على كل شئ رقيب ، ولكل داع من خلقك مجيب ، ومن كل سائل قريب ، أسئلك يا لا إله إلا أنت الحى القيوم الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، وبكل اسم رفعت به سماءك وفرشت به أرضك وأرسيت به الجبال وأجريت به الماء وسخرت به السحاب والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار ، وخلقت الخلائق كلها.

أسئلك بعظمة وجهك العظيم الذى أشرقت له السموات والارض فأضاءت به الظلمات إلا صليت على محمد وآل محمد ، وكفيتني أمر معاشي ومعادي ، وأصلحت لي شأني كله ، ولم تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلحت أمري وأمر عيالي ، وكفيتني همهم وأغنيتني وإياهم من كنزك وخزائنك وسعة فضلك الذي لا ينفد أبدا وأثبت في قلبي ينابيع الحكمة التي تنفعني بها وتنفع بها من ارتضيت من عبادك ، واجعل لي من المتقين في آخر الزمان إماما كما جعلت إبراهيم الخليل إماما ، فان بتوفيقك يفوز الفائزون ، ويتوب التائبون ، ويعبدك العابدون ، وبتسديدك يصلح الصالحون المحسنون المخبتون العابدون لك الخائفون منك ، وبارشادك نجا الناجون من نارك وأشفق منها المشفقون من خلقك ، وبخذلانك خسر المبطلون ، وهلك الظالمون و غفل الغافلون.

اللهم آت نفسي تقواها ، فأنت وليها ومولاها ، وأنت خير من زكيها ، اللهم بين لها هداها ، وألهمها تقويها وبشرها برحمتك حين تتوفيها ، ونزلها من الجنان علياها ، وطيب وفاتها ومحياها ، وأكرم منقلبها ومثواها ، ومستقرها ومأواها فأنت وليها ومولاها.

صلاة الامام زين العابدين عليه‌السلام أربع ركعات كل ركعة بالفاتحة مرة والاخلاص مائة مرة.

دعاء سيدنا زين العابدين عليه‌السلام : يا من أظهر الجميل وستر القبيح ، يامن لم

١٨٧

يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر ، يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كل نجوى ، يا منتهى كل شكوى ، يا كريم الصفح ، يا عظيم الرجاء ، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها ، يا ربنا وسيدنا ومولانا يا غاية رغبتنا ، أسئلك اللهم أن تصلي على محمد وآل محمد.

صلاة الباقر عليه‌السلام ركعتان كل ركعة بالحمد مرة وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر مائة مرة.

دعاء الباقر عليه‌السلام : اللهم إني أسئلك يا حليم ذو أناة غفور ودود أن تتجاوز عن سيئاتي ، وما عندي بحسن ما عندك ، وأن تعطيني من عطائك ما يسعني ، وتلهمني فيمنا أعطيتنى العمل فيه بطاعتك وطاعة رسولك ، وأن تعطينى عن عفوك ما أستوجب به كرامتك ، اللهم أعطني ما أنت أهله ، ولا تفعل بي ما أنا أهله ، فانما أنا بك ولم اصب خيرا قط إلا منك ، يا أبصر الابصرين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أحكم الحاكمين ويا جار المستجيرين ، ويا مجيب دعوة المضطرين ، صل على محمد و آل محمد.

صلاة الصادق عليه‌السلام ركعتين كل ركعة بالفاتحة مرة وشهد الله مائة مرة.

دعاء الصادق عليه‌السلام : يا صانع كل مصنوع ويا جابر كل كسير ، ويا حاضر كل ملاء ، ويا شاهد كل نجوى ، ويا عالم كل خفية ، ويا شاهد غير غائب ، وغالب غير مغلوب ، ويا قريب غير بعيد ، ويا مونس كل وحيد ، ويا حي محيي الموتي ومميت الاحياء القائم على كل نفس بما كسبت ، ويا حي حين لا حي لا إله إلا أنت صل على محمد وآل محمد.

صلاة الكاظم عليه‌السلام ركعتين كل ركعة بالفاتحة مرة والاخلاص اثنى عشر مرة.

دعاء موسى بن جعفر عليهما‌السلام : إلهي خشعت الاصوات لك ، وضلت الاحلام فيك ، ووجل كل شئ منك ، وهرب كل شئ إليك ، وضاقت الاشياء دونك ، وملا

١٨٨

كل شئ نورك ، فأنت الرفيع في جلالك ، وأنت البهي في جمالك ، وأنت العظيم في قدرتك ، وأنت الذي لا يؤديك شئ ، يا منزل نعمتي يا مفرج كربتي ، ويا قاضى حاجتي ، أعطني مسئلتي بلا إله إلا أنت آمنتك بك مخلصا لك ديني أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بالنعمة ، وأستغفرك من الذنوب التى لا يغفرها غيرك ، يا من هو في علوه دان ، وفي دنوه عال ، وفي إشراقه منير وفي سلطانه قوي ، صل على محمد وآل محمد.

صلاة الرضا عليه‌السلام ست ركعات كل ركعة بالفاتحة مرة وهل أتى على الانسان عشر مرات.

دعاء علي بن موسى عليه‌السلام : يا صاحبى في شدتي ، ويا وليي في نعمتي ، ويا إلهى وإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، يا رب كهيعص ويس والقرآن الحكيم ، أسئلك يا أحسن من سئل ويا خير من دعى ويا أجود من أعطى ويا خير مرتجا ، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد.

صلاه الجواد عليه‌السلام ركعتين كل ركعة بالفاتحة مرة والاخلاص سبعين مرة.

دعاء محمد بن علي عليه‌السلام : اللهم رب الارواح الفانية ، والاجساد البالية ، أسألك بطاعة الارواح الراجعة إلى أحبائها ، وبطاعة الاجساد الملتئمة بعروقها وبكلمتك النافذة بينهم وأخذك الحق منهم ، والخلائق بين يديك ينتظرون فصل قضائك ، و يرجون رحمتك ، ويخافون عقابك ، صل على محمد وآل محمد ، واجعل النور في بصري ، واليقين في قلبى ، وذكرك بالليل والنهار على لساني ، وعملا صالحا فارزقنى.

صلاة علي بن محمد عليهما‌السلام ركعتين تقرأ في الاولى الفاتحة ويس وفي الثانية الحمد والرحمن.

دعاء علي بن محمد الهادي عليهما‌السلام : يا بار يا وصول يا شاهد كل غائب ، ويا قريب غير بعيد ، ويا غالب غير مغلوب ، ويا من لا يعلم كيف هو إلا هو ، يا من لا تبلغ قدرته

١٨٩

أسئلك اللهم باسمك المكنون المخزون المكتوم عمن شئت ، الطاهر المطهر المقدس النور التام الحي القيوم العظيم ، نور السموات ونور الارضين ، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال العظيم ، صل على محمد وآل محمد.

صلاة الحسن بن علي عليهما‌السلام أربع ركعات الركعتين الاوليين بالحمد مرة وإذا زلزلت الارض خمس عشر مرة وفي الاخيرتين كل ركعة بالحمد مرة والاخلاص خمس عشر مرة.

دعاء الحسن بن علي عليه‌السلام : اللهم إني أسئلك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت البدئ قبل كل شئ ، وأنت الحي القيوم ، ولا إله إلا أنت الذي لا يذلك شئ وأنت كل يوم في شأن ، لا إله إلا أنت خالق ما يرى وما لا يرى ، العالم بكل شئ بغير تعليم ، أسألك بآلائك ونعمائك ، بأنك الله الرب الواحد ، لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم ، وأسألك بأنك أنت لا إله إلا أنت الوتر الفرد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

وأسئلك بأنك الله لا إله إلا أنت اللطيف الخبير القائم على كل نفس بما كسبت الرقيب الحفيظ وأسألك بأنك الله الاول قبل كل شئ ، والاخر بعد كل شئ ، والباطن دون كل شئ ، الضار النافع الحكيم العليم ، وأسئلك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الحى القيوم الباعث الوارث الحنان المنان ، بديع السموات والارض ذو الجلال والاكرام ، وذو الطول وذو العزة وذو السلطان ، لا إله إلا أنت أحطت بكل شئ علما ، وأحصيت كل شئ عددا ، صل على محمد وآل محمد.

صلاة الحجة القائم عليه‌السلام ركعتين تقرأ في كل ركعة إلى إياك نعبد وإياك نستعين ، ثم تقول مائة مرة « إياك نعبد وإياك نستعين » ثم تتم قراءة الفاتحة و تقرأ بعدها الاخلاص مرة واحدة ، وتدعو عقيبها فتقول » اللهم عظم البلاء ، وبرح الخفاء ، وانكشف الغطاء ، وضاقت الارض بما وسعت السماء ، وإليك يا رب المشتكى ، وعليك المعول في الشدة والرخاء اللهم صل على محمد وآل محمد الذين

١٩٠

أمرتنا بطاعتهم ، وعجل اللهم فرجهم بقائمهم ، وأظهر إعزازه ، يا محمد يا علي يا علي يا محمد اكفياني فانكما كافياي ، يا محمد يا علي يا علي يا محمد انصراني فانكما ناصراى ، يا محمد يا علي يا علي يا محمد احفظاني فانكما حافظاى ، يا مولاى يا صاحب الزمان ثلاث مرات الغوث الغوث الغوث ، أدركني أدركني أدركني ، الامان الامان الامان (١)

بيان : أقول : في صلاة الحسين عليه‌السلام ظاهره عدم القراءة بعد السجدتين ، وصرح بذلك في مختصر المصباح ، وقال : يصلى أربع ركعات بثمانمائة مرة الحمد وقل هو الله أحد ، ثم ذكر تفصيله ، لكن روى السيد هذه الصلاة في كتاب الاقبال في أعمال ليلة النصف من شبعان ، قال :

نقلت من خط الشيخ أبي الحسن محمد بن هارون ، ما ذكر أنه حذف إسناده ، قال : ومن صلاة ليلة النصف من شعبان عند قبر سيدنا أبي عبدالله الحسين عليه‌السلام أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب خمسين مرة ، وقل هو الله أحد خمسين مرة ، ويقرؤهما في الركوع عشر مرات ، وإذا استويت من الركوع مثل ذلك ، و في السجدتين وبينهما مثل ذلك ، كما تفعل في صلاة التسبيح ، ثم ذكر التسبيح ، ثم ذكر الدعاء (٢) وظاهر التشبيه وجود القراءة بعد السجدتين أيضا.

« وتله للجبين » أي صرعه كما يقال كبه لوجهه ، وقال الجوهري برح الخفاء أي وضح الامر كأنه ذهب الستر وزال.

١٢ ـ دعوات الراوندى : ذكر صلاة النبي والائمة صلوات الله عليهم كما مر إلا أنه قال : صلاة الحسن والحسين عليهما‌السلام ركعتان يقرأ في كل ركعة الفاتحة مرة والاخلاص خمسا وعشرين مرة وقال صلاة زين العابدين عليه‌السلام ركعتان يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وآية الكرسي مائة مرة ونسب صلاة الصادق إلى الباقر عليه‌السلام وقال صلاة الصادق أربع ركعات في كل ركعة الحمد مرة ومائة مرة التسبيحات الاربع وقال صلاة النقي عليه‌السلام أربع ركعات في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد أربع

____________________

(١) جمال الاسبوع :

(٢) الاقبال ص ٧١٥.

١٩١

مرات ونسب صلاة الجواد إلى الهادي عليه‌السلام وقال : صلاة العسكرى ركعتان في كل منهما الحمد مرة والاخلاص مائة مرة وقال : صلاة المهدي عليه‌السلام ركعتان في كل ركعة الحمد مرة ومائة مرة إياك نعبد وإياك نستعين ثم قال : ويصلي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مائة مرة بعد كل صلاة من هذه الصلوات ثم يسأل الله حاجته.

١٩٢

٢

* ( باب ) *

* « ( فضل صلاة جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام ) » *

* « ( وصفتها وأحكامها ) » *

١ ـ جمال الاسبوع : روينا باسنادنا عن عدة طرق إلى أبي المفضل محمد ابن عبدالله ، عن عبدالله بن الحسين بن إبراهيم ، عن علي بن محمد بن حمزة العلوي ، عن أبيه وأبي هاشم الجعفري قال : حدثنا الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى ابن جعفر عليه‌السلام أن رجلا سأل أباه جعفر بن محمد عليه‌السلام عن صلاة التسبيح فقال : تلك الحبوة حدثنى أبي ، عن جدي علي بن الحسين عليه‌السلام قال : لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة ، تلقاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على غلوة من معرسه بخيبر ، فلما رآه جعفر أسرع إليه هرولة فاعتنقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحادثه شيئا ثم ركب العضباء وأردفه ، فلما انبعثت بهما الراحلة أقبل عليه فقال : يا جعفر يا أخ ألا أحبوك؟ ألا اعطيك؟ ألا أصطفيك؟ قال : فظن الناس أنه يعطي جعفرا عظيما من المال ، قال : وذلك لما فتح الله على نبيه خيبر ، وغنمه أرضها وأموالها وأهلها ، فقال جعفر : بلى فداك أبي وامى ، فعلمه صلاة التسبيح.

قال أبوعبدالله الصادق عليه‌السلام : وصفتها أنها أربع ركعات بتشهدين وتسليمتين فاذا أرادذ امرؤ أن يصليها فليتوجه فليقرأ في الركعة الاولى سورة الحمد وإذا زلزلت وفي الركعة الثانية سورة الحمد والعاديات ، ويقرأ في الركعة الثالثة الحمد وإذا جاء نصر الله والفتح ، وفي الرابعة الحمد وقل هو الله أحد ، فاذا فرغ من القراءة في كل ركعة فليقل قبل الركوع خمس عشر مرة « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » ، ويقل ذلك في ركوعه عشرا ، وإذا استوى من الركوع قائما قالها عشرا ، فاذا سجد قالها عشرا ، فاذا جلس بين السجدتين قالها عشرا ، فاذا سجد الثانية

١٩٣

قالها عشرا ، فاذا جلس ليقوم قالها قبل أن يقوم عشرا ، يفعل ذلك في الاربع ركعات يكون ثلاثمائة دفعة تكون ألفا ومأتي تسبيحة (١).

بيان : الغلوه الغاية مقدار رمية « من مغرسه » أي من محل قراره مجازا (٢).

٢ ـ الجمال : القول في آخرسجدة منها : حدث أبومحمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه ، عن علي بن الحسين بن بابويه ، عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد الاهوازي ، عن مالك بن اشيم ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يقول في آخر ركعة من صلاة جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام :

سبحان الله الواحد الاحد ، سبحان الله الاحد الصمد ، سبحان الله الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، سبحان الله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، سبحان من لبس العز والوقار ، سبحان من تعظم بالمجد وتكرم به ، سبحان من أحصى كل شئ علمه ، سبحان ذي الفضل والطول ، سبحان ذي المن والنعم ، سبحان ذي القدرة والامر ، سبحان ذي الملك والملكوت ، سبحان ذي العز والجبروت ، سبحان الحى الذي لا يموت ، سبحان من سبحت له السماء بأكنافها سبحان من سبحت له الارضون ومن عليها ، سبحان من سبحت له الطير في أوكارها ، سبحان من سبحت له السباع في آجامها ، سبحان من سبحت له حيتان البحر وهوامه ، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له ، سبحان من أحصى كل شئ علمه ، يا ذا النعمة والطول ، يا ذا المن والفضل ، يا ذا القوة والكرم أسئلك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، وباسمك الاعظم الاعلى وكلماتك التامات كلها ، أن تصلي على محمد

____________________

(١) جمال الاسبوع ص

(٢) ولعل الصحيح المعرس كما أثبتناه وهو المنزل ينزله القوم في السفر من آخر الليل يقعون فيه وقعة للاستراحة ثم يرتحلون ، وقد يقال تعرسوا في النزول : اذا نزلوا أي وقت كان من ليل أو نهار ، اذا كان ذلك للاستراحة ، وقد يكون المراد الموضع الذى عرس بصفية بنت حيى بن أخطب فانه (ص) بنابها في طريق قفوله من خيبر إلى المدينة.

١٩٤

وآل محمد ، وأن تفعل بى كذا وكذا (١).

المتهجد (٢) والاختيار ومنهاج الصلاح : مرسلا مثله.

٣ ـ الجمال : الدعاء بعد صلاة جعفر عليه‌السلام ويعرف بصلاة التسبيح : حدث أبوالمفضل ، عن حمزة بن القاسم العلوي ، عن الحسن بن محمد بن جمهور ، عن أبيه ، عن الحسن بن القاسم العباسي قال : دخلت على أبي الحسن موسى ابن جعفر عليه‌السلام عند ارتفاع النهار يوم الجمعة ، فلم اصل خلفه حتى فرغ ، ثم رفع يديه إلى السماء ثم قال :

يا من لا يخفى عليه اللغات ، ولا تتشابه عليه الاصوات ، ويا من هو كل يوم في شأن ، يا من لا يشغله شأن عن شأن ، يا مدبر الامور ، يا باعث من في القبور يا محيي العظام وهي رميم ، يا بطاش يا ذا البطش الشديد ، يا فعالا لما يريد ، يا رازق من يشاء بغير حساب ، يا رازق الجنين والطفل الصغير ، ويا راحم الشيخ الكبير ويا جابر العظم الكسير ، يا مدرك الهاربين ، ويا غاية الطالبين ، يا من يعلم ما في الضمير ، وما تكن الصدور.

يا رب الا رباب ، وسيد السادات ، وإله الالهة ، وجبار الجبابرة ، وملك الدنيا والاخرة ، ويا مجري الماء في البنات ، ويا مكون طعم الثمار ، أسئلك باسمك الذي اشتققته من عظمتك ، وأسئلك بعظمتك التي اشتققتها من كبريائك ، و أسئلك بكريائك التي اشتققتها من كينونيتك ، وأسئلك بكينونيتك التي اشتققتها من جودك ، وأسئلك بجودك الذي اشتققته من عزك ، وأسئلك بعزك الذي اشتققته من كرمك ، وأسئلك بكرمك الذي اشتققته من رحمتك ، وأسئلك برحمتك التي اشتققتها من رأفتك ، وأسئلك برأفتك التي اشتققتها من حلمك ، وأسألك بحلمك الذي اشتققته من لطفك ، وأسئلك بلطفك الذي اشتققته من قدرتك ، وأسألك بأسمائك كلها ، وأسألك باسمك المهيمن العزيز القدير على ما تشاء من أمرك.

____________________

(١) جمال الاسبوع :

(٢) مصباح المتهجد : ٢١٢.

١٩٥

يا من سمك السماء بغير عمد ، وأقام الارض بغير سند ، وخلق الخلق من غير حاجة به إليهم إلا إفاضة لاحسانه ونعمه ، وإبانة لحكمته ، وإظهارا لقدرته أشهد يا سيدي أنك لم تأنس بابتداعهم لاجل وحشة بتفردك ، ولم تستعن بغيرك على شئ من أمرك ، أسئلك بغناك عن خلقك ، وبحاجتهم إليك ، وبفقرهم وفاقتهم إليك ، أن تصلي على محمد خيرتك من خلقك ، وأهل بيته الطيبين الائمة الراشدين وأن تجعل لعبدك الذليل بين يديك من أمره فرجا ومخرجا.

يا سيدي صل على محمد وآله ، وارزقني الخوف منك ، والخشية لك أيام حياتي.

سيدي ارحم عبدك الاسير بين يديك ، سيدي ارحم عبدك المرتهن بعمله يا سيدي أنقذ عبدك الغريق في بحر الخطايا ، يا سيدي ارحم عبدك المقر بذنبه وجرأته عليك ، يا سيدي الويل قد حل بي إن لم ترحمني يا سيدي ، هذا مقام المستجير بعفوك من عقوبتك ، هذا مقام المسكين المستكين هذا مقام الفقير البائس الحقير المحتاج إلى ملك كريم رحيم ، يا ويلتى ما أغفلني عما يراد مني.

يا سيدي هذا مقام المذنب المستجير بعفوك من عقوبتك ، هذا مقام من انقطعت حيلته وخاب رجاؤه إلا منك ، هذا مقام العاني الاسير ، هذا مقام الطريد الشريد ، يا سيدي أقلنى عثراتى ، يا مقيل العثرات ، يا سيدي أعطني سؤلي ، سيدي ارحم بدني الضعيف ، وجلدي الرقيق الذي لا قوة له على حر النار ، يا سيدي ارحمني فاني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، بين يديك وفي قبضتك ، لا طاقة لي بالخروج من سلطانك ، سيدي وكيف لي بالنجاة ولا تصاب إلا لديك ، وكيف لي بالرحمة ولا تصاب إلا من عندك.

يا إله الانبياء وولي الاتقياء وبديع من بدء الكرامة ، إليك قصدت وبك أنزلت حاجتى ، وإليك شكوت إسرافي على نفسي ، وبك أستغيث فأغثنى ، و أنقذني برحمتك مما اجترأت عليك ، يا سيدي يا ويلتى أين أهرب ممن الخلايق كلهم

١٩٦

في قبضته ، والنواصي كلها بيده ، يا سيدي منك هربت إليك ووقفت بين يديك متضرعا إليك راجيا لما لديك.

يا إلهى وسيدي حاجتى [ حاجتي ] التي إن أعطيتنيها لم يضرنى ما منعتنى ، وإن منعتنيها لم ينفعنى ما أعطيتنى ، أسئلك فكاك رقبتى من النار ، سيدي قد علمت وأيقنت بأنك إله الخلق الذي لاسمى له ولا شريك له ، يا سيدي وأنا عبدك مقر لك بوحدانيتك وبوجود ربوبيتك ، أنت الله الذي خلقت خلقك بلا مثال ولا تعب و لا نصب انت المعبود وباطل كل معبود غيرك أسئلك باسمك الذي تحشر به الموتى إلى المحشر ، يا من لا يقدر على ذلك أحد غيره ، أسئلك باسمك الذي تحيى به العظام و هى رميم ، أن تغفر لى وترحمنى وتعافينى وتعطينى وتكفينى ما أهمنى أشهد أنه لا يقدر على ذلك أحد غيرك.

أيا من أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون أيا من أحاط بكل شئ علما ، وأحصى كل شئ عددا ، أسئلك أن تصلى على محمد عبدك ورسولك ونبيك وخاصتك وخالصتك وصفيك ، وخيرتك من خلقك ، وأمينك على وحيك ، وموضع سرك ، ورسولك الذي أرسلته إلى عبادك ، وجعلته رحمة للعالمين ، ونورا استضاء به المؤمنون ، فبشر بالجزيل من ثوابك ، وانذر بالاليم من عقابك ، اللهم فصل عليه بكل فضيلة من فضائله ولكل منقبة من مناقبه وبكل حال من حالاته وبكل موقف من مواقفه ، صلاة تكرم بها وجهه ، وأعطه الدرجة والوسيلة والرفعة والفضيلة.

اللهم      شرف في القيامة مقامه ، وعظم بنيانه وأعل درجته وتقبل شفاعته في امته ، وأعطه سؤله وارفعه في الفضيلة إلى غايتها.

اللهم صل على أهل بيته أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وامنائك في خلقك وأصفيائك من عبادك ، وحججك في أرضك ، ومنارك في بلادك ، الصابرين على بلاتك الطالبين رضاك ، الموفين بوعدك ، غير شاكين فيك ، ولا جاحدين عبادتك وأولياءك وسلائل أوليائك ، وخزان علمك الذين جعلتهم مفاتيح الهدى ، ونور مصابيح الدجى

١٩٧

صلواتك عليهم ورحمتك ورضوانك.

اللهم صل على محمد وآل محمد وعلى منارك في عبادك الداعى إليك باذنك القائم بأمرك المؤدي عن رسولك ، عليه وآله السلام ، اللهم إذا أظهرته فأنجز له ماوعدته وسق إليه أصحابه ، وانصره وقو ناصريه ، وبلغه أفضل أمله ، وأعطه سؤله وجدد به عن محمد وأهل بيته بعد الذل الذى قد نزل بهم بعد نبيك فصاروا مقتولين مطرودين مشردين خائفين غير آمنين ، لقوا في جنبك ابتغاء مرضاتك وطاعتك الاذى والتكذيب فصبروا على ما أصابهم فيك راضين بذلك مسلمين لك في جميع ما ورد عليهم وما يرد إليهم.

اللهم عجل فرج قائمهم بأمرك ، وانصره وانصر به دينك الذي غير وبدل وجدد به ما امتحى منه وبدل بعد نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللهم صل على جميع النبيين والمرسلين الذين بلغوا عنك الهدى ، واعتقدوا لك المواثيق بالطاعة ، اللهم صل عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى ملائكتك المقربين واولى العزم من أنبيائك المرسلين ، و عبادك الصالحين أجمعين ، وأعطنى سؤلى في دنياي وآخرتى يا أرحم الراحمين.

اللهم كلما دعوتك لنفسى لعاجل الدنيا وآجل الاخرة ، فأعطه جميع أهلى وإخوانى فيك وجميع شيعة آل محمد ، المستضعفين في أرضك بين عبادك ، الخائفين منك الذين صبروا على الاذى والتكذيب فيك ، وفي رسولك وأهل بيته ، عليهم‌السلام أفضل ما يأملون ، واكفهم ما أهمهم يا أرحم الراحمين ، اللهم اجزهم عنا جنات النعيم ، واجمع بيننا وبينهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

دعاء آخر في هذا الدعاء

اللهم إنى أسئلك توفيق أهل الهدى ، وأعمال أهل التقوى ، ومناصحة أهل التوبة ، وعزم أهل الصبر ، وحذر أهل الخشية ، وطلب أهل الرغبة ، وعرفان أهل العلم ، وفقه أهل الورع ، حتى أخافك اللهم مخافة تحجزنى عن معاصيك ، و حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به كريم كرامتك ، وحتى اناصحك في التوبة خوفا

١٩٨

لك ، وحتى اخلص لك في النصيحة حبا لك ، وحتى أتوكل عليك في الامور كلها بحسن ظنى بك سبحان خالق النور سبحان الله وبحمده.

اللهم صل على محمد وآله ، وتفضل على في اموري كلها بما لا يملكه غيرك ولا يقف عليه سواك ، واسمع ندائى وأجب دعائي ، واجعله من شأنك فانه عليك يسير وهو عندي عظيم يا أرحم الراحمين (١).

المتهجد : فاذا فرغت من الصلاة عقبت بعدها فسبحت تسبيح الزهراء عليها‌السلام ثم تدعو بهذا الدعاء : يا من لا تخفى إلى آخر الدعاءين (٢).

بيان « بعظمتك » أى عظمة صفاتك « التى اشتققتها من كبريائك » أي عظمة ذاتك فانها راجعة إليها وعينها ، والكبرياء الذاتية مشتقة من كينونته ووجوده الذي هو عين ذاته ، إذ وجوب الوجود مستتبع لجميع الكمالات ، ولما كان وجوب الوجود مستتبعا لوجود الممكنات ، فكأنه مشتق من جوده وكونه فياضا على الاطلاق.

ويحتمل أن يكون المراد بالاشتقاق الاظهار والابراز بمعنى أظهرت عظمة صفاتك من كبرياء ذاتك من وجوب وجودك ووجوب وجودك من جودك الفائض على الممنات وكذا سائر الفقرات ، والاظهر أن هذه من مكنونات الاسرار ولا تصل عقولنا إليها.

والعانى الاسير والمحبوس ، والطرد الابعاد ، والتشريد التفريق « حاجتى » أي أسأل حاجتي أو أطلبها ، وجملة « أسئلك فكاك رقبتى » بيان لهذه الجملة ، ويحتمل أن يكون حاجتي مفعول أسئلك قدم للتخصيص ، فيكون « فكاك » بيانا لحاجتي ، او معمولا لمقدر ، و « ومناصحة أهل التوبة » أي لله ولرسوله وحججه عليهم‌السلام و أنفسهم وساير المؤمنين.

قال في النهاية فيه إن الدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين

____________________

(١) جمال الاسبوع :

(٢) مصباح المتهجد ص ٢١٣ ـ ٢١٧.

١٩٩

وعامتهم ، النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هى إرادة الخير للمنصوح له ، وليس يمكن أن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها ، وأصل النصح في اللغة الخلوص يقال : نصحته ونصحت له ومعنى نصيحة الله نصيحة الاعتقاد في وحدانيته ، وإخلاص النية في عبادته ، والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل بما فيه ، ونصيحة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله التصديق بنبوته ورسالته والانقياد لما أمر به ونهى عنه ، ونصيحة الائمة أن يطيعهم ، ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم انتهى.

« أهل الرغبة » أي إلى ثواب الاخرة والدرجات العالية.

٤ ـ المتهجد (١) والجمال والبلد والجنة : روى المفضل بن عمر قال : رأيت أبا عبدالله عليه‌السلام يصلي صلاة جعفر ورفع يديه ودعا بهذا الدعاء : يا رب يا رب حتى انقطع النفس ، يا رباه يا رباه حتى انقطع النفس ، رب رب حتى انقطع النفس ، يا الله يا الله حتى انقطع النفس ، يا رحيم يا رحيم حتى انقطع النفس ، يا رحمن يا رحمن سبع مرات يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين سبع مرات.

ثم قال : اللهم إني أفتتح القول بحمدك ، وأنطق بالثناء عليك وامجدك ولا غاية لمدحك ، واثنى عليك ومن يبلغ غاية ثنائك ، وأمد مجدك ، وأنى لخليقتك كنه معرفة مجدك ، وأي زمن لم تكن ممدوحا بفضلك موصوفا بمجدك عوادا على المذنبين المؤمنين بحلمك ، تخلف سكان أرضك عن طاعتك ، فكنت عليهم عطوفا بجودك ، جوادا بفضلك ، عوادا بكرمك ، يا لا إله إلا أنت المنان ذوالجلال والاكرام.

وقال لى : يا مفضل إذا كانت لك حاجة مهمة فصل هذه الصلاة وادع بهذا الدعاء ، وسل حوائجك يقض الله حاجتك إنشاء الله وبه الثقة (٢)

____________________

(١) مصباح المتهجد ص ٢١٧.

(٢) جمال الاسبوع ص البلد الامين ص ١٥٠.

٢٠٠