بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

قوله عليه‌السلام : « ولا تصليها في وقت الفريضة » جملة القول فيه أنه إذا حصل الكسوف في وقت فريضة حاضرة ، فان تضيق وقت إحداهما تعينت للاداء ونقلوا عليه الاجماع ، ثم يصلي بعدها ما اتسع وقتها ، وإن تضيقتا قدمت الحاضرة بلا خلاف أيضا كما حكي في الذكرى ، وإن اتسع الوقتان فالمشهور التخيير بينهما.

وقال الصدوق : لا يجوز أن يصليها في وقت فريضة حتى يصلي الفريضة كما هو ظاهر هذا الخبر ، وهو قول الشيخ في النهاية والاول أقرب ، وإن كان اتباعهما أحوط.

ولو دخل في الكسوف قبل تضيق الحاضرة ثم خشي فوات الحاضرة على تقدير الاتمام قطعها بلا خلاف وصلى الحاضرة ، ثم المشهور البناء على ما أتى به من صلاة الكسوف وإتمامها ، ذهب إليه الشيخان والمرتضى والصدوق ومن تبعهم ، وذهب الشيخ في المبسوط إلى أنه يجب عليه استينافها من رأس ، واختاره الشهيد في الذكرى ، والاول أقوى للاخبار الكثيرة الدالة عليه مع صحة أكثرها ، وعدم المعارض.

وقال الصدوق في الفقيه : وإذا كان في صلاة الكسوف فدخل عليه وقت الفريضة فليقطعها وليصل الفريضة ، ثم يبني على ما مضى من صلاة الكسوف ، وهكذا ذكره في المقنع.

وكأنه أخذه من الفقه ، ومقتضاه رجحان القطع إذا دخل وقت الفريضة إما وجوبا أو استحبابا مع أنه روي في الصحيح عن محمد بن مسلم وبريد بن معاوية (١) عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام قال إذا وقع الكسوف أو بعض هذه الايات صليتها ما لم تتخوف أن يذهب وقت الفريضة ، فان : تخوفت فابدأ بالفريضة واقطع ما كنت فيه من صلاة الكسوف ، فاذا فرغت من الفريضة فارجع إلى حيث كنت قطعت ، و احتسب بما مضى.

وهذا الخبر أقوى ، ويدل على رجحان الاتيان بصلاة الكسوف ما لم يتضيق وقت الفريضة ، فكيف يترجح قطعها بدخول وقت الفريضة ، ويمكن حمل عبارة

____________________

(١) الفقيه ج ١ ص ٣٤٦.

١٦١

الفقه على هذا الخبر بأن يكون المراد بالوقت المضيق.

قال العلامة في النهاية : لو اتسع وقت الحاضرة وشرع القرص في الكسوف أو حدث الرياح المظلمة ، فالوجه تقديم الكسوف والايات ، لاحتمال قصور الزمان فتفوت لو اشتغل بالحاضرة ولا يخلو من وجه ويؤيده الخبر ، ولو ضاق وقت الحاضرة و اشتغل بها فانجلى الكسوف ، فان لم يكن فرط فيها ولا في تأخير الحاضرة فلا قضاء وإن فرط فيها إلى أن ضاق وقت الحاضرة وجب قضاء صلاة الكسوف ، إما مع استيعاب الاحتراق أو مطلقا على الخلاف ، وإن فرط في فعل الحاضرة أول الوقت ، فقيل يجب قضاء الكسوف وقيل لا وهو ظاهر المحقق في المعتبر ، ولعله أقوى ، وإن كان الاول أحوط.

وأما تقديم صلاة الكسوف على صلاة الليل وغيرها من النوافل فقال في المنتهى هو قول علمائنا أجمع.

ويدل الخبر على استحباب الغسل لاداء الكسوفين مع احتراق القرص كما ذكره جماعة ، ويدل عليه صحيحة محمد بن مسلم (١) وقد مر القول فيه وفي ساير أجزاء الخبر.

١٤ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلى صلاة الكسوف بالناس فقرأ سورة الحج ثم ركع قدر القراءة ، ثم رفع صلبه فقرأ قدر الركوع ثم ركع مرة اخرى ثم رفع رأسه ثم سجد قدر الركوع ثم رفع رأسه فدعا بين السجدتين على قدر السجود ، ثم سجد الاخرى ، ثم قام فقرأ سورة الروم ثم ركع قدر القراءة ، ثم رفع صلبه فقرأ قدر الركوع ، ثم ركع قدر القراءة ، ثم رفع رأسه ثم سجد سجدتين ، فكان فراغه حيث تجلت الشمس فمضت السنة أن صلاة الكسوف ركعتان ، فيهما أربع ركعات وأربع سجدات (٢).

____________________

(١) التهذيب ج ١ ص ٢٩٩.

(٢) نوادر الراوندى : ٢٨.

١٦٢

بيان : روى الشيخ مثله عن أبي البختري ، عن الصادق عليه‌السلام (١) وحمله على التقية ، لاشتهاره بين العامة ، ومعارضة الاخبار الكثيرة الصحيحة.

١٥ ـ مسكن الفؤاد : عن محمد بن لبيد قال : انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله (ص) فقال الناس انكسفت لموت إبراهيم ابن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين سمع ذلك فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال أما بعد أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لاينكسفان لموت أحد ، ولا لحياته ، فاذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى المساجد الخبر.

١٦ ـ الهداية : إذا انكسف القمر أو الشمس أو زلزلت الارض أو هبت ريح صفراء ، أو سوداء أو حمراء ، فصلوا عشر ركعات وأربع سجدات بتسليمة واحدة واقرؤا في كل ركعة فان بعضتم السورة في ركعة فلا تقرؤا في ثانيها الحمد ، واقرؤا السورة من الموضع الذي بلغتم ، ومتى أتممتم سورة في ركعة فاقرؤا في الركعة الاخرى الحمد ، ومن فاتته فعليه أن يقضيها لانها من صغار الفرايض ، ولا يقال فيها سمع الله لمن حمده إلا في الركعة الخامسة والعاشرة ، ولا تسجد إلا في الخامسة والعاشرة والقنوت في كل ركعتين بعد القراءة وقبل الركوع ، وروى أن القنوت فيها في الخامسة والعاشرة (٢).

بيان : ذكر جميع ذلك في المقنع (٣) إلا الرواية الاخيرة ، فانه لم يوردها فيه ، وإنما أوردها في الفقيه (٤) مرسلا أيضا ، حيث أورد صحيحة ابن اذينة في القنوت على وفق المشهور ثم قال : وإن لم يقنت إلا في الخامسة والعاشرة فهو جائز لورود الخبر به ، وقال الشهيد في البيان : ويجزي على الخامس والعاشر و المشهر أقوى وأصح لورود الاخبار [ الصحيحة به ، وهذه الرواية رواه الصدوق مرسلا وهى لا تقاوم تلك الاخبار ].

____________________

(١) التهذيب ج ١ ص ٣٣٥.

(٢) الهداية : ٣٥.

(٣) المقنع : ٤٤.

(٤) الفقيه ج ١ ص ٣٤٧.

١٦٣

١٧ ـ المقنعة : روي عن الصادقين عليهما‌السلام أن الله إذا أراد تخويف عباده وتجديد الزجر لخلقه ، كسف الشمس وخسف القمر ، فاذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الله تعالى بالصلاة.

قال : وروى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : صلاة الكسوف فريضة.

وقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياة أحد ، ولكنهما آيتان من آيات الله ، فاذا رأيتم ذلك فبادروا إلى مساجدكم للصلاة (١).

١٨ ـ قرب الاسناد : بالاسناد ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : سألته عن النساء هل على من عرف منهن صلاة النافلة وصلاة الليل والزوال والكسوف ما على الرجال؟ قال : نعم (٢).

ومنه عن علي بن الفضل الواسطي قال : كتبت إلى الرضا عليه‌السلام : كسفت الشمس أو القمر وأنا راكب لا أقدر على النزول. قال : فكتب إلي صل على مركبك الذى أنت عليه (٣).

بيان : لا خلاف في وجوب صلاة الايات على النساء كما على الرجال ، والمشهور بيان الاصحاب أنه لا يجوز أن يصلي صلاة الكسوف ماشيا وعلى الراحلة اختيارا ، وذهب ابن الجنيد إلى الجواز كما هو مذهب العامة ، ولا خلاف في جوازه في حال الضرروة كما يدل عليه هذا الخبر.

١٩ ـ القممنعة : روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه صلى بالكوفة صلاة الكسوف فقرأ فيها بالكهف والانبياء ، ورددها خمس مرات ، وأطال في ركوعها حتى سال العرق على أقدام من كان معه وغشي على كثير منهم (٤).

____________________

(١) المقنعة : ٣٥.

(٢) قرب الاسناد ص ١٠٠ ط حجر.

(٣) قرب الاسناد ص ٢٧٤.

(٤) المقنعة : ٣٥.

١٦٤

بيان : « ورددها » أي الصلاة استحبابا أو كلا من السورتين في الركعتين ، و بيان : « ورددها » أي الصلاة استحبابا أو كلا من السورتين في الركعيتن ، و المشهور استحباب إطالة الركوع والسجود بقدر القراءة ، كما ورد في الاخبار ، و يحتمل الاخبار أن يكون المراد بها إطالتهما بنسبة القراءة لا بقدرها ، لكنه بعيد ومقتضى حسنة زرارة ومحمد بن مسلم أن قراءة السور الطوال إنما يستحب إذا لم يكن إمام يشق على من خلفه ، حيث قال فيها : « وكان يستحب أن يقرأ فيها بالكهف و الحجر إلا أن يكون إماما يشق على من خلفه » (١) ويعارضه هذا الخبر ، وحمله على أنه لم يكن يشق عليهم بعيد ، لانه غشي على كثير منهم ، ويمكن تخصيص ذلك بامام الاصل ، أو خصوص تلك الواقعة لعلمه عليه‌السلام بشدة السخط.

٢٠ ـ العيون : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ومحمد بن يحيى جميعا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحجال ، عن سليمان الجعفري قال : قال الرضا عليه‌السلام : جاءت ريح وأنا ساجد ، فجعل كل إنسان يطلب موضعا وأنا ساجد ملح في الدعاء لربي عزوجل حتى سكنت (٢).

بيان : يدل على استحباب التضرع والدعاء عند الرياح الشديدة ، ويحتمل أن يكون السجود بعد صلاة الايات أو لم تصل حدا توجب الصلاه.

٢١ ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عن علي عليه‌السلام أنه قال : انكسف القمر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعنده جبرئيل ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل ما هذا؟ فقال جبرئيل أما إنه أطوع لله منكم إنه لم يعص ربه قط مذ خلقه ، وهذه آية وعبرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فماذا ينبغي عندها وما أفضل ما يكون من العمل إذا كانت؟ قال : الصلاة وقراءة القرآن (٣).

____________________

(١) الكافى ج ٣ ص ٤٦٤.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٧.

(٣) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٠٠.

١٦٥

قال أبوعبدالله جعفر بن محمد عليه‌السلام : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا انكسفت الشمس أو أو القمر قال للناس اسعوا إلى مسجدكم (١).

وعنه عليه‌السلام أنه قال : صلاة الكسوف في الشمس والقمر وعند الايات واحدة وهي عشر ركعات وأربع سجدات ، يفتتح الصلاة بتكبيرة ويقرأ بفاتحة الكتاب وسورة طويلة ، ويجهر فيها بالقراءة ، ثم يركع فيلبث راكعا مثل ما قرأ ، ثم يرفع رأسه و يقول عند رفعه الله أكبر ثم يقرأ كذلك بفاتحة الكتاب وسورة طويلة ، فاذا فرغ منها قنت ثم كبر وركع [ الثانية فأقام راكعا بقدر ما قرأ ثم رفع رأسه وقال : الله أكبر ثم قرأ بفاتحة الكتاب وسورة طويلة ثم كبر وركع ] الثالثة فأقام راكعا مثل ما قرأ ثم رفع رأسه وقال الله أكبر ثم قرأ فاتحة الكتاب وسورة طويلة ، فاذا فرغ منها قنت وركع الرابعة فأقام راكعا بقدر ما قرأ ثم رفع رأسه وقال الله أكبر ثم قرأ بفاتحة الكتاب وسورة طويلة فاذا فرغ منها كبر وركع الخامسة فأقام مثل ما قرأ فاذا رفع رأسه منها قال : « سمع الله لمن حمده » ثم يكبر ويسجد فيقيم ساجدا مثل ما ركع ، ثم يرفع رأسه ويكبر فيجلس شيئا بين السجدتين يدعو ثم يكبر ويسجد سجدة ثانية يقيم فيها ساجدا مثل ما أقام في الاولى.

ثم ينهض قائما ويكبر ويصلي اخرى على نحو الاولى ، يركع فيها خمس ركعات ويسجد سجدتين ، ويتشهد تشهدا طويلا ، ويسلم.

والقنوت بعد كل ركعتين كما ذكرنا في الثانية والرابعة والسادسة والثامنة والعاشرة ولا يقول « سمع الله لمن حمده » إلا في الركعتين اللتين يسجد منهما ، وما سوى ذلك يكبر كما ذكرنا ، فهذا معنى قول أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه‌السلام في صلوات الكسوف في روايات شتى عنه عليه‌السلام حذفنا ذكرها اختصارا وإن قرء في صلاة الكسوف بطوال المفصل ورتل القراءة فذلك أحسن ، وإن قرأ بغير ذلك فليس فيه توقيت لا يجزي غيره (٢).

وقد روينا عن علي عليه‌السلام أنه قرء في الكسوف بسورة [ من ] المثاني وسورة الكهف

____________________

(١) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٠٠.

(٢) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٠١.

١٦٦

وسورة الروم وسورة يس وسورة والشمس وضحيها (١).

وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه رخص في تبعيض السورة في صلاة الكسوف ، و ذلك أن يقرأ ببعض السورة ثم يركع ثم يرجع إلى الموضع الذي وقف عليه فيقرأ منه وقال عليه‌السلام : إن بعض السورة لم يقرأ بفاتحة الكتاب إلا في أولها ، ولان يقرأ بسورة في كل ركعة أفضل (٢).

وروينا عن علي عليه‌السلام أنه صلى صلاة الكسوف فانصرف قبل أن ينجلي فجلس في مصلاه يدعو ، ويذكر الله وجلس الناس كذلك يدعون ويذكرون حتى انجلت (٣).

وعن جفعر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال فيمن وقف في صلاة الكسوف حتى دخل عليه وقت صلاة ، قال : يؤخرها ويمضي في صلاة الكسوف حتى تصير إلى آخر الوقت ، فان خاف فوات الوقت قطعها وصلى الفريضة ، وكذلك إذا انكسفت الشمس أو انكسف القمر في وقت صلاة فريضة بدأ بصلاة الفريضة الكسوف (٤).

وعنه عليه‌السلام أنه سئل عن الكسوف يحدث بعد العصر أو في وقت يكره فيه الصلاة ، قال : يصلي في أي وقت كان الكسوف (٥).

وعنه عليه‌السلام أنه سئل عن كسوف أصاب قوما وهم في سفر فلم يصلوا له ، قال : كان ينبغي لهم أن يصلوا (٦).

وعنه عليه‌السلام أنه قال : يصلي في الرجفة والزلزلة والريح العظيمة والاية تحدث وما كان مثل ذلك كما يصلي في صلاة كسوف الشمس والقمر سواء (٧).

[ وعنه عليه‌السلام أنه قال : الصلاة في كسوف الشمس والقمر واحدة ، إلا أن الصلاة في كسوف الشمس أطول ].

وعنه عليه‌السلام أنه سئل عن الكسوف والرجل نائم أو لم يدر به أو اشتغل عن الصلاة في وقته هل عليه أن يقضيها؟ قال : لا قضاء في ذلك وإنما الصلاة في وقته ، فاذا انجلى لم تكن صلاة (٨).

____________________

(١ ـ ٤) الدعائم ج ١ ص ٢٠١.

(٥ ـ ٨) الدعائم ج ١ ص ٢٠٢.

١٦٧

وعنه عليه‌السلام أنه سئل عن صلاة الكسوف أين تكون؟ قال : ما أحب إلا أن تصلى في البراز يطيل المصلي الصلاة على قدر طول الكسوف والسنة أن يصلي في المسجد إذا صلوا في جماعة (١).

بيان : التكبير بعد القيام إلى الثانية غير مذكور في ساير الاخبار وكلام الاصحاب ، وفي القاموس رجف حرك وتحرك واضطرب شديدا ، والارض زلزلت والرعد ترددت انتهى.

أقول : يمكن أن يكون المراد بالرجفة هنا الزلزلة ، فيكون ذكرها بعدها عطف تفسير لها أو المراد بالرجفة نوعا منها فيكون ذكرها بعدها تعميما بعد تخصيص أو المراد بها الصاعقة أو كل ما ترجف وتضطرب منه النفوس ، وقال في النهاية البراز بالفتح الفضاء الواسع.

____________________

(١) الدعائم ج ١ ص ٢٠٢.

١٦٨

أبواب

* « ( ساير الصلوات المسنونات والمندوبات ) » *

* « ( سوى ما مر في تضاعيف الابواب ) » *

* « ( وهى أيضا تشتمل على أنواع ) » *

* « ( من الابواب ) » *

( أبواب )

* « ( الصلوات المنسوبة إلى المكرمين ) » *

* « ( وما يهدى اليهم والى ساير المؤمنين ) » *

١

* ( باب ) *

* « ( صلاة النبى والائمة عليهم‌السلام ) » *

صلاة النبى صلى الله عليه وآله

١ ـ جمال الاسبوع : باسناده ، عن محمد بن هارون ، عن أبيه هارون بن موسى ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن يونس ، عن هشام ، عن الرضا عليه‌السلام قال : سألته عن صلاة جعفر عليه‌السلام فقال أين أنت عن صلاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فعسى رسول الله (ص)لم يصل صلاة جعفر ، ولعل جعفرا لم يصل صلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قط ، فقلت : علمنيها ، قال : تصلي ركعتين تقرأ في كل ركعة

١٦٩

فاتحة الكتاب وإنا أنزلناه في ليلة القدر خمس عشر مرة ، ثم تركع فتقرأها فاتحة الكتاب وإنا أنزلناه في ليلة القدر خمس عشر مرة ، ثم تركع فتقرأها خمس عشر مرة وخمس عشر مرة إذا استويت قائما وخمس عشر مرة إذا سجدت وخمس عشر مرة إذا رفعت رأسك من السجود ، وخمس عشر مرة في السجدة الثانية ، وخمس عشر مرة قبل أن تنهض إلى الركعة الاخرى ، ثم تقوم إلى الثانية فتفعل كما فعلت في الركعة الاولى ثم تنصرف وليس بينك وبين الله تعالى ذنب إلا وقد غفر لك ، وتعطى جميع ما سألت.

والدعاء بعدها : لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الاولين ، لا إله إلا الله إلها واحدا ونحن له مسلمون ، لا إله إلا الله لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين و لو كره الكافرون ، لا إله إلا الله وحده وحده وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الاحزاب وحده ، فله الملك وله الحمد ، وهو على كل شئ قدير ، اللهم أنت نور السموات والارض ومن فيهن فلك الحمد وأنت قيام السموات و الارض ومن فيهن ، فلك الحمد وأنت الحق ووعدك الحق ، وإنجازك حق و الجنة حق والنار حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وبك خاصمت وإليك حاكمت ، يا رب يا رب يا رب ، اغفرلي ماقدمت وما أخرت ، وما أسررت وأعلنت أنت إلى لا إله إلا أنت صل على محمد وآل محمد ، واغفرلي وارحمني وتب علي انك أنت التواب الرحيم (١).

المتهجد والبلد والاختيار والجنة (٢) مرسلا مثله.

بيان : هذه الصلاة من المشهورات ، وأوردها الاصحاب في كتبهم ، لكن العلامة والشهيد وجماعة خصوها بيوم الجمعة ، ولعله لان الشيخ ذكرها في سياق أعماله ، ولا حجة فيه لانه ره أكثر ما أورده في أعمال الجمعة لا اختصاص لهم باليوم ، وإنما أوردها فيه لكونه أشرف الاوقات ، لايقاع الطاعات ، ولا يظهر من الرواية المتقدمة اختصاص فالاقوى استحباب الاتيان بها في ساير الاوقات.

____________________

(١) جمال الاسبوع :

(٢) مصباح المتهجد : ٢٠١ ، البلد الامين : ١٤٩ ، جنة الامان : ٤٠٩.

١٧٠

صلاة أمير المؤمنين (ع)

٢ ـ مجالس الصدوق : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من صلى أربع ركعات بمأتي مرة قل هو الله أحد في كل ركعة خمسين مرة ، لم ينفتل وبينه وبين الله عزوجل ذنب إلا غفر له (١).

٣ ـ ثواب الاعمال : عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن سعدان بن مسلم ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : من صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بقل هو الله أحد خمسين مرة لم ينفتل وبينه وبين الله عزوجل ذنب إلا غفرله (٢).

٤ ـ العياشى : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من صلى أربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة قل هو الله أحد كانت صلاة فاطمة عليهما‌السلام وهي صلاة الاوابين (٣).

بيان : لا خلاف بيننا ظاهرا في اسحباب هذه الصلاة ، ونسبها الشيخ وجماعة إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام والعلامة وجماعة إلى فاطمة عليها‌السلام ، ويظهر كلاهما من الاخبار ، ولا تنافي بينهما ، ويظهر كونها صلاة أمير المؤمنين عليه‌السلام من رواية المفضل بن عمر في كيفية نافلة شهر رمضان ، وكونها صلاة فاطمة عليها‌السلام من هذه الرواية.

وقال الصدوق رحمه الله في الفقيه : باب ثواب الصلاة التي يسميها الناس صلاة فاطمة ، ويسمونها أيضا صلاة الاوابين ، ثم أورد رواية ابن سنان بسند صحيح (٤) ثم أورد رواية العياشي من كتابه مسندا عن هشام ثم قال : كان شيخنا

____________________

(١) أمالى الصدوق : ٦٠.

(٢) ثواب الاعمال ص ٦٢ تحقيق الغفارى.

(٣) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٨٦.

(٤) الفقه ج ١ ص ٣٥٦.

١٧١

محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه يروي هذه الصلاة وثوابها إلا أنه كان يقول إنى لا اعرفها بصلاة فاطمة عليها‌السلام ، وأما أهل الكوفة فانهم يعرفونها بصلاة فاطمة عليها‌السلام انتهى ، ولا ثمرة لهذا الكلام بعد شرعية الصلاة ، والصلاة المنسوبة إلى كل منهم منسوبة إلى جميعهم.

٥ ـ المتهجد (١) والجمال : روي عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : من صلى منكم أربع ركعات صلاة أمير المؤمنين عليه‌السلام خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه وقضيت حوائجه يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وخمسين مرة قل هو الله أحد ، فاذا فرغ منها دعا بهذا الدعاء وهو تسبيحه عليه‌السلام :

» سبحان من لا تبيد معالمه ، سبحان من لا تنقص خزائنه ، سبحان من لا اضمحلال لفخره ، سبحان من لا ينفد ما عنده ، سبحان من لا انقطاع لمدته ، سبحان من لا يشارك أحدا في أمره ، سبحان من لا إله غيره.

ويدعو بعد ذلك فيقول : يا من عفى عن السيئات ولم يجازبها ، ارحم عبدك يا الله يا الله نفسي نفسي أنا عبدك يا سيداه ، أنا عبدك بين يديك ، يا رباه بك ، يا إلهي بكينونتك يا أملاه يا رحماناه يا غياثاه يا غايتاه ، عبدك عبدك لا حيلة له ، يا منتهى رغبتاه ، يا مجري الدم في عروقي ، عبدك يا سيداه يا مالكاه أيا هو أيا هو أيا هو ، يا رباه عبدك لا حيلة لي ولا غنى بي عن نفسي ، ولا أستطيع لها ضرا ولا نفعا ولا أجد من اصانعه ، تقطعت أسباب الخدائع عنى واضمحل كل مظنون عني أفردني الدهر إليك ، فقمت بين يديك هذا المقام.

يا إهلى بعلمك هذا كان كله فكيف أنت صانع بي؟ وليت شعري كيف تقول لدعائي؟ أتقول نعم أم تقول لا ، فان قلت لا فياويلي يا ويلي يا ويلي ، يا عولي يا عولي يا عولي ، يا شقوتي يا شقوتي يا شقوتي ، يا ذلي يا ذلي يا ذلي ، إلى من وممن أو عند من أو كيف أو ماذا أو إلى أي شئ ألجأ ، ومن أرجو ومن يجود على بفضله حين ترفضني

____________________

(١) مصباح الشيخ : ٢٠٢.

١٧٢

يا واسع المغفرة ، وإن قلت نعم كما هو الظن بك والرجاء لك ، فطوبى لي أنا السعيد وأنا المسعود ، فطوبى لي وأنا المرحوم يا مترحم يا مترئف يا متعطف يا متجبر يا متملك يا مقسط لا عمل لي مع نجاح حاجتي ، أسئلك باسمك الذي جعلته في مكنون غيبك ، واستقر عندك ، ولا يخرج منك إلى شئ سواك ، أسئلك به وبك وبه فانه أجل وأشرف أسمائك لا شئ لي غير هذا ولا أحد أعود على منك.

يا كينون يا مكون ، يا من عرفنى نفسه ، يا من أمرني بطاعته ، يا من نهاني عن معصيته ، ويا مدعو ويا مسؤل ، يا مطلوبا إليه ، رفضت وصيتك التي أوصيتني بها ، ولم اطعك فيما أمرتني لكفيتني ما قمت إليك فيه ، وأنا مع معصيتي لك راج فلا تحل بيني وبين ما رجوت ، يا مترحم لي أعذني من بين يدي ومن خلفي ومن فوقي ومن تحتي ومن كل جهات الاحاطة بي.

اللهم بمحمد سيدي وبعلي وليي (١) وبالائمة الراشدين عليهم‌السلام ، اجعل علينا صلواتك ورأفتك ورحمتك وأوسع علينا من رزقك ، واقض عنا الدين ، وجميع حوائجنا ، يا الله يا الله يا الله ، إنك على كل شئ قدير.

ثم قال عليه‌السلام : من صلى هذه الصلاة ودعا بهذا الدعاء انفتل ولم يبق بينه وبين بين الله تعالى ذنب إلا غفر له.

دعاء آخر عقيبها : الحمد لله خالق الخلق بغير منصبة ، الموصوف بغير غاية ، المعروف بغر تحديد ، الحمد لله الحي بغير شبيه ، ولا ضد له ولا ندله ، الحمد لله الذي لا تقضى خزائنه ، ولا تبيد معالمه ، الحمد لله الذي لا إله معه ، ذلك الله الذي لبس البهجة والجمال ، وتردى بالنور والوقار ، ذلك الله الذي يرى أثر النملة في الصفا ، ويسمع وقع الطير في الهوا ، ذلك الله الذي هو هكذا ولا هكذا غيره ، سبحانه سبحان من هو قيوم لا ينام ، وملك لا يضام ، وعزيز لا يرام ، وبصير لا

____________________

(١) وهذا مما يوهن الرواية متنا كما كان سندا ، وقد مر مثل ذلك في ص ٩ من هذا المجلد وص ٧٠ من ج ٩٠.

١٧٣

يرتاب ، وسميع لا يتكلف ، ومحتجب لا يرى ، وصمد لا يطعم ، وحي لا يموت.

اللهم إني أسئلك باسمك الذي أطفأت به كل نور وهو حي خلقته ، وأسئلك باسمك الذي خلقت به عرشك الذي لا يعلم ما هو إلا أنت وأسئلك بنور وجهك العظيم وأسئلك بنور اسمك الذي خلقت به نور حجابك النور ، وأسئلك يا الله باسمك الذي تضعضع به سكان سمواتك وأرضك ، واستقر به عرشك ، وتطوى به سماؤك ، و تبدل به أرضك ، وتقيم به القيامة ، يا الله ، وأسئلك باسمك الذي تقضي به ما تشاء ذلك الاسم ، وأسئلك باسمك الذي هو نور من نور ، ونور مع نور ، ونور فوق كل نور ونور يضئ به كل ظلمة ، ونور على كل نور ، ونور في نور يا الله يذهب به الظلم.

وباسمك المكتوب على جبهة إسرافيل وبقوة ذلك الاسم الذي ينفخ إسرافيل في الصور ، وأسئلك باسمك المكتوب على راحة رضوان خازن الجنان ، وأسئلك باسمك الزكي الطاهر المكتوب في كنه حجبك المخزون في علم الغيب عندك على سدرة المنتهى.

أسئلك به يا الله وأسئلك يا الله بك ، وأسئلك باسمك المكتوب على سرادق السرائر وأدعوك بهذه الاسماء بأن لك الحمد لا إله إلا أنت سبحانك سبحانك ، أنت النور التام البار الرحيم ، والمعيد الكبير المتعال ، بديع السموات والارض ونورهن وقوامهن ، يا ذا الجلال والاكرام يا حنان يا منان ، نور النور دائم قدوس الله القدوس القيوم حي لا يموت مدبر الامور فرد وتر حق قديم.

وأسئلك بنور وجهك الذي تجليت به لموسى على الجبل فجعلته دكا وخر موسى صعقا ، فمننت به عليه وأحييته بعد الموت بذلك الاسم ، وأسئلك يا الله باسمك الذي كتبته على عرشك واستقر بذلك الاسم ، وأسئلك يا الله يا قدوس يا قدوس ياقدوس ، وأسئلك بأنك قدوس يا الله يا الله يا الله ، أسئلك باسمك الذي يمشى به على طلل الماء كما يمشى به على جدد الارض يا الله ، وأسئلك به وباسمك

١٧٤

الذي أجريت به الفلك فجعلته معالم شمسك وقمرك ، وكتبت اسمك عليه وبأنك لا إله إلا أنت تسأل فتجيب ، فأنا أسئلك به يا الله ، وباسمك الذي هو نور.

وأسئلك باسمك الذي أقمت به عرشك وكرسيك في الهواء ، وباسمك الذي به سبقت رحمتك غضبك ، وباسمك الذي خلقت به الفردوس ، وأسئلك باسمك وبأنك السلام ومنك السلام وباسمك المكتوب في دار السلام ، وباسمك يا الله الطاهر المطهر المقدس النور المصطفى الذي اصطفيته لنفسك ، به أسئلك يا الله ، وبنور وجهك المنير ، وأسئلك يا الله باسمك الذي يمشى به في الظلم ويمشى به في أبراج السماء واسئلك يا الله الذي ليس كمثله شئ ، باسك الذي كتبته على حجاب عرشك ، و أسئلك باسمك المكتوب الاعز الاجل الاكبر الاعظم الذي تحبه وترضى عمن دعاك به وتجيب دعوته ولاتحرم سائلك به بذلك الاسم.

وأسئلك بكل اسم هو لك طيب مبارك في التوراة والانجيل والزبور والفرقان وبكل اسم هو لك في اللوح المحفوظ ، وأسئلك باسمك الذي أصغر حرف منه أعظم من السموات والارضين والجبال ومن كل شئ خلقته ، وأسئلك بكل اسم اصطفيته من علمك لنفسك واستأثرت به في علم الغيب عندك ، وأسئلك باسمك الذي كان دعاك به الذي عنده علم من الكتاب فأجبته بذلك الاسم أدعوك وأسئلك به ، وأسئلك باسمك الذي دعاك به حملة عرشك فاستقرت أقدامهم وحملتهم عرشك بذلك الاسم ، يا الله الذي لا يعلمه ملك مقرب ولا حامل عرشك ولا كرسيك إلا من علمته ذلك.

وأسئلك باسمك الذي دعاك به محمد صلواتك عليه وآله الطاهرين الطيبين الاخيار وبحق محمد وآل محمد صلواتك عليهم أجمعين ، واقض حاجتي وامنن علي بالمغفرة و الرحمة والرزق الحلال الطيب الواسع والصحة والعافية والسلامة في نفسي و ديني وأهلي ومالي وولدي وإخواني وعشيرتي إنك على كل شئ قدير.

الحمد لله على حلمه بعد علمه ، الحمد لله على عفوه بعد قدرته ، الحمد لله القادر بقدرته على كل قدرة ، ولا يقدر أحد قدرته ، الحمد لله باسط اليدين بالرحمة ،

١٧٥

الحمد لله عالم الغيب والشهادة وهو عليم بذات الصدور ، والحمد لله خالق الخلق ، وقاسم الرزق ، الحمد لله الخالق لما يرى الحمد لله علام الغيوب ، الحمد لله بجميع محامده كلها الحمد لله على جميع نعمائه ، الحمد لله على جميع بلائه على خلقه بقدرته لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير.

الاول كان قبل كل شئ ، وعلم كل شئ بعلمه ، وأنفذ كل شئ بصيرا وعلم كل شئ بغير تعليم ، الحمد لله الاله القدوس يسبح له ما في السموات والارض طائعين غير مكرهين ، وكل شئ يسبح بحمده ولكن لا يفقهون تسبيحهم.

إلهى علمت كل شئ وقدرت كل شئ وهديت كل شئ ودعوت كل شئ إلى جلالك وجلال وجهك وعظيم ملكك وتعظيم سلطانك وقديم أزليتك و ربوبيتك ، لك الثناء بجميع ما ينبغي لك أن يثنى به عليك من المحامد والثناء و التقديس والتهليل ، سبحان من هو دائم لا يلهو ، سبحانك من هو قائم لايسهو ، نور كل نور وهادى كل شئ ، سبحان أهل الكبرياء وأهل التعظيم والثناء الحسن ، تباركت إلهى فاستويت على كرسي العز وقد علمت ما تحت الثرى ومافوقه وما عليه و ما يخرج منه ، ومايخرج شئ من علمك ، سبحانك ما أحسن بلاءك ، ولك الحمد ما أظهر نعماءك ، ولك الشكر ما أكبر عظمتك.

إلهى اغفر للمذنبين من المؤمنين والمؤمنات وتجاوز عن الخاطئين ، فانهم قصروا ولم يعلموا ، وضمنوا لك على أنفسهم ولم يفوا ، واتكللوا على أنك أكرم الاكرمين فتاح الخيرات ، إله من في الارضين والسموات ، وأنك ديان يوم الدين ، واغفرلى ولوالدي وأهلي وإخواني ، وارزقني رزقا واسعا طيبا هنيئا مريئا سريعا حلالا إنك خير الرازقين (١).

بيان : « من لا تبيد » أي لا تهلك ولا تفنى « معالمه » أي ما يعلم به وجوده وسائر كمالاته أي مع وجود المخلوقين والمستدلين مع أن بعد فناء الخلق كفى ذاته لذلك ، أو المراد بالمعالم ما يعلم به الامور وهو ذاته تعالى « عبدك » بالرفع أي أنا

____________________

(١) جمال الاسبوع.

١٧٦

عبدك أو بالنصب أي ارحمه ، والمصانعة الرشوة.

وقال الجوهري : شعرت بالشئ بالفتح أشعر أي فطنت له ، ومنه قولهم ليت شعري أي ليتني علمت ، وقال : العول والعولة رفع الصوت بالبكاء ، وقال : القسط العدل ، تقول منه أقسط الرجل فهو مقسط.

« لا عمل لي مع نجاح حاجتي « أي لا أستطيع عملا يصير سببا لنجاح حاجتي أوبعد نجاحها لا عمل لي يكون شكرا له ، والكينونة مصدر بمعنى الكون ، و الكينون لعله بمالغة في الكائن « بغير غاية » أي لوصفه أو لوجوده وكمالاته » بغير تحديد » لكنهه أو بالحدود الجسمانية ، واللبس والتردى بمعنى الارتداء ، كنايتان عن اللزوم والاختصاص ، والبهجة الحسن كالجمال ، والصفا الحجر الصلب ، ووقع الطير سقوطه على شئ ، والمعنى يعلم وقوع الطير في الهواء قبل وقوعه أين يقع أو يعلم وقوع الطير الذي يكون في الهواء ، أو المراد وقوعه على الاشجار فانها في الهواء أو المراد بالوقوع الحصول مجازا أى يعلم موضعه فيه.

« وسميع لا يتكلف « أي عالم بالمسموعات من غير تكلف استماع وإعمال جارحة ، أو لا يتكلف علم الاشياء بأن يدعيه ولم يكن عالما « ومحتجب لا يرى » أي ليس محتجبا بحجاب يمكن رؤيته بعد رفعه.

قوله عليه‌السلام « وهو حي » يمكن أن يكون المراد بالاسم هنا روح الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله « وتطوى به سماؤك » أي في القيامة وفي القاموس مشى على طلل الماء على ظهره ، وفي النسخ بالظاء المعجمة المضمومة جمع ظلة وهي الغاشية وأول سحابة تظل وما أظلك من شجر وغيره وكأنه هنا على التشبيه والاستعارة والاول أظهر ، والجدد بالتحريك وجه الارض « في أبراج السماء » أي بروجها وطرقها البينة لاهلها فان البرج بالتحريك المضئ البين المعلوم ، ولا يبعد أن يكون في الاصل بالحاء المهملة جمع براح ، وهو المكان المتسع لا زرع بها ولا شجر « بذلك الاسم » تأكيد لما سبق.

ثم اعلم أن ما ورد في هذا الدعاء من نسبة الخلق وساير الامور إلى الاسماء

١٧٧

مما يدل على أن لها تأثيرات في العالم ، وقد كتب أهل علم الحروف في ذلك كتبا يصعب فهمها على أكثر العقول ، ويمكن أن يراد بالاسماء مدلولاتها من صفاته تعالى أو أنوار النبي والائمة عليهم‌السلام كما ورد أنهم أسماء الله الحسنى والله يعلم غوامض الاسرار وحججه عليهم‌السلام.

٦ ـ المتهجد (١) والجمال : صلاة اخرى لعلي عليه‌السلام تصلى يوم الجمعة فأول ما تبدأ به أن تقول عند وضوئك : بسم الله بسم الله بسم الله خير الاسماء وأكرم الاسماء وأشرف الاسماء ، بسم الله القاهر لمن في الارض والسماء ، الحمد لله الذي جعل من الماء كل شئ حي ، الحمد لله الذي أحيى قلبي بالايمان ورزقني الاسلام اللهم تب علي وطهرنى ، واقض لي بالحسنى في عافية ، وفي عاقبة أمري وجميعه وأرنى كل الذي احب في العاجلة ، والاجلة ، وافتح لي أبواب الخيرات من عندك يا سميع الدعاء.

ثم امض إلى المسجد وقل حين تدخله قبل أن تستفتح الصلاة : « يسأله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن ، اللهم اجعل من شأنك شأن حاجتي ، و اقض في شأنك لي حاجتي ، وحاجتي إليك اللهم العتق من النار ، وأن تقبل علي بوجهك الكريم ».

ثم اجعل راحتيك مما يلي السماء وقل « الله أكبر الله أكبر الله أكبر مقدسا معظما موقرا ، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ، الله أكبر أهل الكبرياء والحمد ، والثناء والتقديس والمجد ، ولا إله إلا الله والله أكبر لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد الله أكبر لا شريك له في تكبيرى بل مخلصا أقول ، وبالله العلي العظيم أعوذ من الشيطان الرجيم.

وأمكن قدميك من الارض وألصق إحداهما بالاخرى ، وإياك والالتفات وحديث النفس ، واقرأ في الركعة الاولى الحمد لله رب العالمين وقل هو الله أحد

____________________

(١) مصباح المتهجد : ٢٠٧.

١٧٨

والم تنزيل السجدة ، وإن أحببت بغير ذلك من القرآن مما تيسر واقرأ في الثانية سورة يس وفي الثالثة حم دخان ، وفي الرابعة تبارك الذي بيده الملك وإن أحببت بغير ذلك من القرآن فما تيسر منه.

فاذا قضيت القراءة في الركعة الاولى فقل قبل أن تركع وأنت قائم خمس عشر مرة « لا إله إلا الله والله أكبر ، والحمد لله ، وسبحان الله وبحمده ، وتبارك الله وتعالى الله ، ماشاء الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، ولا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه ، سبحان الله والله أكبر ، ولا إله إلا الله عدد الشفع والوتر ، والرمل والقطر وعدد كلمات ربي الطيبات التامات المباركات ».

ثم ارفع يديك حيال منكبيك ثم كبر واركع وقل وأنت راكع عشرا ثم ارفع رأسك من ركوعك فقله وأنت قائم عشرا ، ثم كبر واسجد وقل هذا الكلام و أنت ساجد عشرا ، ثم ارفع رأسك من سجودك فقله وأنت جالس عشرا ، ثم اسجد الثانة فقل في سجودك عشرا ، ثم انهض إلى الثانية فقل قبل أن تقرأ عشرا ثم تفعل كما صنعت في الاولة تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر مثل الكلام الاول.

وليكن تشهدك في الركعتين الاوليين والاخريين وتقول : « بسم الله اللهم إني وجهت إليك بصلاتي مخلصا لك لا شريك لك ، سبحانك وبحمدك ، كذب العادلون بك ، التحيات والصلاة لله ، اللهم اجعلها صلاة طاهرة من الرياء ، واجعلها زاكية لي عندك ، وتقبلها مني يا ولي المؤمنين ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وعلى جميع أنبيائك ، واخصصص محمدا وآل محمد من صلواتك بأفضلها وسلم على ملائكتك المقربين ، واخصص جبرئيل وميكائيل وإسرافيل من سلامك بأنماه ، ثم صل على عبادك الصالحين ، واخصص أولياءك المخلصين من سلامك بأدومه ، وبارك عليهم و على وعلى والدي معهم وعلى المؤمنين ».

ثم سلم وقل بعد التسليم : « اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا ، وأشهد أنك أنت الله ربي وأن رسولك محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله نبيي ، وأن الدين الذي شرعت له ديني وأن

١٧٩

الكتاب الذي أنزلت عليه إمامي ، وأشهد أن قولك حق وأن قضاءك حق وأن عطاءك عدل وأن جنتك حق ، وأن نارك حق وأنك تميت الاحياء وتحيى الموتى وأنك تبعث من في القبور ، وأنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ، لا تغادر منهم أحدا وأنك لا تخلف المعياد.

اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا ، فاشهد لي يا رب فانك أنت المنعم على لا غيرك ، وأنت مولاى ، اللهم بأنعمك تتم الصالحات ، اللهم اغفرلي مغفرة عزما لا تغادر لي ذنبا ولا أرتكب بعونك لي بعدها محرما ، وعافني معافاة لا بلوى بعدها أبدا.

اللهم واهدني هدى لا أضل بعده أبدا ، وانفعني بما علمتني ، واجعله حجة لي ، ولا تجعله حجة علي ، وارزقني حلالا مبلغا ، ورضني به وتب علي يا الله يا الله يا الله ، يا رحمن يا رحيم ، اهدني وارحمنى من النار ، واهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك إنك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم ، واعصمني من الشيطان الرجيم ، وأبلغ محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله عني تحية كثيرة طيبة مباركة وسلاما آمين آمين رب العامين (١).

صلاة فاطمة عليها‌السلام

٧ ـ المتهجد : صلاة الطاهرة فاطمة عليها‌السلام : هما ركعتان تقرأ في الاولى الحمد ومائة مرة إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وفي الثانية الحمد ومائة مرة قل هو الله أحد فاذا سلمت سبحت تسبيح الزهراء عليها‌السلام ، ثم تقول « سبحان ذي العز الشامخ المنيف سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم ، سبحان ذي الملك الفاخر القديم ، سبحان من لبس البهجة والجمال ، سبحان من تردى بالنور والوقار ، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا ، سبحان من يرى وقع الطير في الهواء ، سبحان من هو هكذا لا هكذا غيره.

وينبغي لمن صلى هذه الصلاة وفرغ من التسبيح أن يكشف ركبتيه وذراعيه و

____________________

(١) جمال الاسبوع.

١٨٠