على ساحل البحر إلى المشرق فيما بين اليمامة والبحرين يخيفون السبيلويأتون المنكر ، فأرسل عليهم طيراً جاءتهم من قِبَل البحر رؤوسهاكأمثال رؤوس السباع ، وأبصارها كأبصار السباع ، مع كلّ طير ثلاثة أحجار ، حجران في مخالبه (١) ، وحجر في منقاره ، فجعلت ترميهم بها حتّى جدرت أجسادهم ، فقتلهم الله عزوجل بها ، وما كانوا قبل ذلك رأوا شيئاً من ذلك الطير ولا شيئاً من الجدري ، ومَنْ أفلت منهم انطلقوا حتّى بلغوا حضرموت وادي باليمن أرسل الله عزوجل عليهم سيلاً فغرقهم ، ولا رأوافي ذلك الوادي ماءً قبل ذلك ، فلذلك سُمّي حضرموت حين ماتوا فيه» (٢) .
ـ ٥٦١ ـ
باب العلّة التي من أجلها يؤخّر الله عزوجل
العقوبة عن العباد
[ ١١٨٥ / ١ ] أبي (٣) رحمهالله ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن العمركي ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن عليٍّ عليهمالسلام ، قال : «إنّ الله عزوجلإذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب ، قال : لولا الذين يتحابّون بجلالي ، ويعمّرون (٤) مساجدي ، ويستغفرون
__________________
(١) في «ن ، ج ، ل ، ح ، ش» : مخاليبه.
(٢) أورده الكليني في الكافي (الروضة) ٨ : ٨٤ / ٤٤ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٥ : ١٤٢ / ٧٣.
(٣) في «س ، ن» : حدّثنا أبي.
(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : بالتعمير الطاهر ، أو بالعبادة ، أو الأعمّ (م ق ر رحمهالله).