وفيه ليّن ، وفيه أصهب (١) ؛ فلذلك صار الناس فيهم ليّن ، وفيهم خشن ، وفيهم أبيض ، وفيهم أصفر وأحمر ، وأصهب وأسود على ألوان التراب».
قال : فأخبرني عن آدم خُلق من حوّاء أو خُلقت حوّاء من آدم؟
قال : «بل حوّاء خُلقت من آدم ، ولو كان آدم خُلق من حوّاء لكان الطلاق بيد النساء ، ولم يكن بيد الرجال» ، قال : فمن كلّه خُلقت أم من بعضه؟قال : «بل من بعضه ، ولو خُلقت من كلّه لجاز القصاص في النساء كمايجوز في الرجال» ، قال : فمن ظاهره أو باطنه؟ قال : «بل من باطنه ، ولوخُلقت من ظاهره لانكشفن النساء كما ينكشف الرجال ؛ فلذلك صارت النساءمستترات» ، قال : فمن يمينه أو من شماله ، قال : «بل من شماله ، ولوخُلقت من يمينه لكان للاُنثى كحظّ الذكر من الميراث ؛ فلذلك صار للاُنثى سهموللذكر سهمان ، وشهادة امرأتين مثل شهادة رجل واحد» ، قال : فمن أين خُلقت؟ قال : «من الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر».
قال : صدقتَ يامحمّد ، فأخبرني عن الوادي المقدّس لِمَ سُمّي المقدّس؟
قال : «لأنّه قدّست فيه الأرواح ، واصطفيت فيه الملائكة ، وكلّم الله عزوجل موسى تكليماً».
قال : فلِمَ سُمّيت الجنّة جنّةً؟
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : الصَّهَب محرّكةً : حُمْرةٌ أو شُقْرة في الشعر ، والأصهب : بعير ليس بشديد البياض. القاموس المحيط ١ : ١٢٥ / الصهب.
وأيضاً ورد في حاشيتهما : الصهبة الشقرة في شعر الرأس ، وهي الصهوبة ، والرجل أصهب . الصحاح ١ : ٢٥٠ / صهب.