المنكرات ، وتحمّل البلايا والمصيبات » (١) .
عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في حديث : « ثمّ ينادي مناد : أين أهل الصّبر ؟ فيقوم ناس يسيرون سراعا إلى الجنّة فتلقّاهم الملائكة فيقولون : إنّا نراكم سراعا إلى الجنّة ، فمن أنتم ؟ فيقولون : نحن أهل الصّبر. فيقولون : ما كان صبركم ؟ قالوا : كنّا نصبر على طاعة الله ، ونصبر عن معاصي الله. فيقال لهم : أدخلوا الجنّة » (٢) .
وعن الصادق عليهالسلام (٣) في رواية : « عند البلاء من الله الصّبر فريضة » (٤) .
وقيل : إنّ المراد بالصّبر هنا ، الصّبر على الصّوم (٥) .
ثمّ لمّا كان التوجّه إلى الله وحضور القلب عنده في الصّلاة أكمل وأتمّ ، أمر بالأستعانة بها بقوله : ﴿وَالصَّلاةِ﴾ التي روي أنّها معراج المؤمن (٦) ، وقربان كلّ تقيّ (٧) ، وأنّها الناهية عن الفحشاء والمنكر (٨) .
وعنه صلىاللهعليهوآله : كان إذا حزبه (٩) أمر فزع إلى الصّلاة ، وتلا هذه الآية (١٠) .
ثمّ لمّا كان الصّبر على الطّاعة متضمّنا للاهتمام بالصّلاة والقيام بسائر العبادات أكّد الأمر بالاستعانه به بقوله : ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ بالتّوفيق واجابة الدّعوة والنّضرة على الأعداء.
وقيل : إنّ المراد بالصّبر في الآية الصّبر على الجهاد بشهادة إردافه بقوله : ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ وجهاد أعدائه ونصرة دينه وإعلاء كلمته ، أنّهم ﴿أَمْواتٌ﴾ منقطعو الأثر في الدّنيا ، فإنّ الميّت من لا يبقى منه أثر ﴿بَلْ﴾ هم ﴿أَحْياءٌ﴾ حيث إنّهم أحيوا دين الاسلام وسنّة الجهاد ، فما دام الاسلام باقيا في الدّنيا ، آثارهم باقية وثواب عملهم غير منقطع عنهم ، لأنّ من سنّ سنّة حسنة ، كان له أجر من عمل بها.
﴿وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ﴾ بالحواسّ الظاهرة هذا النّحو من الحياة ، حيث إنّها أمر معنويّ لا يدرك إلّا بالعقل السّليم أو بالوحي من الله وإخبار أنبيائه.
في عدد قتلى بدر وأسمائهم
روي عن ابن عبّاس أنّها نزلت في قتلى بدر من المسلمين ، وهم يومئذ أربعة عشر رجلا ستّة من المهاجرين وثمانية من الأنصار ، فمن المهاجرين : عبيدة بن الحارث
__________________
(١) تفسير روح البيان ١ : ٢٥٧.
(٢) تفسير روح البيان ١ : ٢٥٨.
(٣) في الخصال وتفسير الصافي : الباقر عليهالسلام.
(٤) الخصال : ٨٦ / ١٧ ، تفسير الصافي ١ : ١٨٥.
(٥) تفسير الرازي ٤ : ١٤٤. (٦) بحار الأنوار ٨٢ : ٣٠٣.
(٧) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٧ / ١٦.
(٨) كما ورد في سورة العنكبوت : ٢٩ / ٤٥.
(٩) حزبه الأمر : نابه واشتدّ عليه.
(١٠) تفسير الرازي ٤ : ١٤٥.