الكثيرين :
[١.] إن كان من قبل الجاعل فيكون المجعول بالحقيقة هو الوجود ؛ إذ كون تخصيص الماهيّة الكلّية بهذا الوجود الخاصّ من الجاعل لا يتصوّر إلّا بأن يفيض هذا (١) الوجود الخاصّ الذي تنتزع عنه هذه الماهيّة الكلّية ؛ إذ مجرّد إفاضة نفسها لا يوجب كونها هذا الموجود الشخصي (٢).
[٢.] وإن كان من قبل الماهيّة نفسها فمع لزوم الترجيح من غير مرجّح ـ لتساوى نسبتها إلى أشخاصها المفروضة ـ يلزم أن تكون قبل الوجود والتشخّص موجودة متشخّصة ؛ فيلزم تقدّم الشيء على نفسه ؛ وهو ممتنع ؛ ومع ذلك إذا نقلنا الكلام إلى كيفية وجودها وتشخّصها لزم الدور.
[السابع :] لو كانت الجاعلية والمجعولية بين الماهيّات وكان الوجود من الاعتبارات العقلية ولا ريب في أنّ المعلول من لوازم العلّة ؛ فيلزم أن يكون المجعول من لوازم ماهيّة الجاعل ولوازم الماهيّة اعتبارية ؛ فيلزم أن يكون العالم بجواهرها وأعراضها (٣) اعتباريا إلّا المجعول الأوّل عند من اعترف بأنّ الواجب عين / A ٣٥ / الوجود ؛ ومن اعترف بحقيقية الوجود وكونه عين الواجب وكون فعله هو الوجود لزمه الاعتراف بأنّ كلّ موجود يجب أن يكون فعله مثل طبيعته وإن كان ناقصا عنه قاصرا درجته عن درجته ؛ ففعل الله تعالى ليس إلّا إفاضة وجود مشوب بمهيّة ظلمانية وفعل فعله ليس إلّا إفاضة وجود مشوب بمهيّة أظلم من ماهيّته.
[الثامن :] لو تحقّقت الجاعلية والمجعولية بين الماهيّات لزم وقوع التشكيك والتفاوت بالأقدمية في نفس الماهيّة والمعنى الذاتي ؛ لأنّ بعض أفراد الجوهر علّة لبعض آخر ؛ فإنّ الجواهر المفارقة بعضها علّة للبعض وهي علّة للأجسام ، والمادّة
__________________
(١). س : هذ.
(٢). س : التشخصى.
(٣). س : اعراضه.