الوجودات للماهيّات الممكنة وكونها معروضة لها ليس ضروريا بالنظر إلى ذواتها ؛ وكذا إفاضة الواجب الحقّ تلك الوجودات الممازجة بظلمات الأعدام والمقيّدة بقيود الماهيّات ليس بضروري في حدّ ذاتها ؛ وكذا انتزاع الموجودية عنها من حيث كونها مجعولة ومستتبعة للماهيّات ومن الماهيّات العارضة لها ليس بضروري لإمكان أن لا يكون شيء منها.
فعلى القول بمجعولية الوجود تكون الماهيّات وذوات الوجودات / B ٣٤ / التي هي حقائق الممكنات ممكنة بهذه الاعتبارات جميعا ، كما أنّه على القول بمجعولية الماهيّة وكون الوجود عارضا لها تكون الماهيّات ممكنة ، لعدم كون انتزاع الموجودية عنها من حيث هي ضروريا.
[الخامس :] أنّ لكلّ ماهيّة نوعية مثلا حصولات متعدّدة وتشخّصات ووجودات متكثّرة موجبة لتعدّد الجعل ؛ وهذا التكثّر ليس تكثّرا في نفس الماهيّة ؛ لأنّها بنفسها لا يتكثّر ولا يتميّز ؛ ولا في لازمها ، لما مرّ من أنّ الماهيّة بنفسها لا يقتضي الوجود والتشخّص الراجع إليه ؛ فلا يكونان من لوازمها ؛ فلو كان المجعول نفس الماهيّة لم يحصل من الجعل إلّا واحد ؛ لأنّ صرف الشيء لا يتعدّد ولا يتميّز ؛ فكيف يتكرّر نفس الماهيّة ويتعدّد جعلها من حيث هي هي مع أنّ تعدّد الجعل وتكثّر المجعول ممّا لا ريب فيه؟!
فلا بدّ أن يكون المجعول بالذات والصادر أوّلا على نعت الكثرة هي أنحاء المحصولات ـ أعني الوجودات المتشخّصة بذواتها ـ وتتكثّر الماهيّة الواحدة بتبعية تكثّرها.
[السادس :] أنّ الماهيّة الموجودة إن انحصر نوعها في شخص كالشمس مثلا ، فكونها هذا (١) الموجود الشخصي مع احتمالها بنفسها التعدّد والاشتراك بين
__________________
(١). س : هذ.