وبالجملة : الارتباط أمر اعتباري متفرّع على تحقّق المرتبطين ؛ فلا يمكن أن يكون سببا له ؛ وتوهّم إمكان جعلها وإظهارها في الخارج متحقّقة مباينة عن العلّة من دون ثبوت ربط لها وإحداث أمر فيها بيّن الفساد ؛ لأنّ الجعل والإظهار والإخراج وما يرادفها مفهومات اعتبارية لا يوجب اعتبارها مع اعتباري آخر لا يمكن أن يتحقّق بنفسه ـ أعني الماهيّة ـ تحقّقه وقيامه بنفسه ؛ فتحقّق الماهيّة وتحصّلها فيه منفردة ومع اعتبار الاعتباريات معها من الوجود العامّ والجعل والصدور وغيرها من الأوصاف الاعتبارية غير ممكن ؛ إذ ضمّ الاعتباري إلى مثله لا يخرجه عن الاعتبارية.
وبذلك يظهر أنّها مع قطع النظر عن الوجود لا يمكن صدورها وظهورها في الخارج ، لعدم امكان قيامها وتحقّقها بنفسه بدونه وإن اعتبر معها الأوصاف الاعتبارية من المجعولية [و] الوجود العامّ وأمثالها.
وبالجملة : لا يمكن تحقّقها في الخارج إلّا بتبعية الوجود الخاصّ الذي يمكن أن يصدر متحقّقا مرتبطا بجاعله ؛ فإنّه حقيقة من شأنها التحقّق بنفسها والارتباط بجاعلها بعد الصدور بخلاف الماهيّة. فالوجودات الخاصّة المشوبة الإمكانية يمكن أن يصدر عن صرف الوجود الحقّ متحقّقة متحصّلة وصدورها ليس إلّا ارتباطها به ارتباطا لا يعلم حقيقته وتابعيتها له تبعية الظلّ لذي الظلّ والشبح لذي الشبح ؛ لأنّ حقيقة العلّية هي الاستتباع.
والتوضيح : أنّ الصدور والتأثير من الفواعل المادّية إنّما هو بانفصال شيء عنها ووقوعه في الخارج مبائنا منها ؛ ولوجوب المناسبة بين العلّة والمعلول / A ٢٨ / يجب أن يكون هذا المنفصل مناسبا لفاعله ومثالا له ؛ فإنّ كلّ منفعل عن فاعل فإنّما ينفعل بتوسّط مثال واقع من الفاعل فيه وكلّ فاعل إنّما يفعل في المنفعل بتوسّط مثال يقع منه فيه ؛ وذلك بيّن بالاستقراء ؛ فإنّ الحرارة النارية يفعل