بل كلّها كيفية واحدة فيها كلّ كيفية ، يوجد فيها كلّ طعم ؛ ونقول إنّك تجد في تلك الكيفية الواحدة طعم الحلاوة والشراب وساير الأشياء ذوات الطعوم ؛ وقواها وساير الأشياء الطيّبة الروائح وجميع الروائح وجميع الألوان الواقعة تحت البصر وجميع الأشياء الواقعة تحت اللمس وجميع الأشياء الواقعة تحت السمع ـ أي اللحون كلّها وأصناف الإيقاع ـ وجميع الأشياء الواقعة تحت الحسّ (١) وهذه كلّها موجوده في كيفية واحدة مبسوطة على ما وصفناه ؛ لأنّ تلك الكيفية حيوانية عقلية تسمع جميع الكيفيات التي وصفناه ولا تضيق عن شيء منها من غير أن يختلط بعضها ببعض وبنفس (٢) وينفد بعضها ببعض ، بل كلّها فيها محفوظة كأنّ كلّا منها قائم على حدة.» (٣)
وقوله في الميمر العاشر : «إنّ كلّ صورة طبيعية في هذا العالم فهي في ذلك العالم إلّا أنّها هناك بنوع أفضل (٤) وأعلى ؛ وذلك لأنّها هنا متعلّقة بالهيولى وهي هنالك بلا هيولى ؛ وكلّ صورة طبيعية هاهنا فهي صنم للصورة التي هناك الشبيهة بها ؛ فهناك سماء وأرض وحيوان وهواء وماء ونار ؛ فإن كان هناك هذه الصورة / B ١٨٧ / فلا محالة أنّ هناك نباتا أيضا.» (٥)
ولا يخفى : أنّ ما ذكره هذا البعض من كون ربّ كلّ نوع فردا من هذا (٦) النوع كاملا قائما بذاته يرد على ظاهره أنّ اختلاف أفراد نوع واحد بالعلّية والمعلولية والتجرّد والمادّية والقيام بالذات والقيام بالغير غير معقول ؛ فكيف (٧) يجوز لحقيقة واحدة أن يقوم بعضها بنفسه وبعضها بغيره؟! إذ الحقيقة لو اقتضت القيام بالذات لكان جميع أفرادها قائمة بذواتها وإن اقتضت الحلول لاستحال قيام بعضها بذاته.
__________________
(١). س : الحسى.
(٢). أثولوجيا : ـ وبنفس.
(٣). أثولوجيا (الميمر الثامن) ، صص ٩٤ ـ ٩٣.
(٤). س : نوع وفصل.
(٥). أثولوجيا (الميمر العاشر) ، ص ١٥٢.
(٦). س : هذه.
(٧). س : وكيف.