/ B ١٥٢ / والفرح ؛ فإنّ ابتهاجه بهذا المعنى بجمال ذاته وكمالاته وأفعاله من حيث إنّها بصفاته ورشحات جوده ولوازم وجوده بحيث لا يدخل تحت وصف.
ثمّ المعروف من تعريف الابتهاج أو اللذّة أو مثلهما من الألفاظ أنّه إدراك الملائم ومقابله ـ أعني الألم ـ هو إدراك المنافر.
وقال (١) الشيخ : «اللذّة هي إدراك ونيل لوصول ما هو عند المدرك كمال وخير من حيث هو كذلك ؛ والألم هو إدراك ونيل لوصول ما هو عند المدرك آفة وشرّ.» (٢)
وقال المحقّق الطوسي في شرح هذا الكلام : «وكأنّه لم يقتصر على الإدراك واعتبر معه النيل ـ أعني الإصابة والوجدان ـ أيضا ؛ لأنّ إدراك الشيء قد يكون بحصول صورة تساويه ، ونيله لا يكون إلّا بحصول ذاته ؛ واللذّة لا تتمّ بحصول ما يساوي اللذيذ ، بل إنّما تتمّ بحصول ذاته ؛ وإنّما لم يقتصر على النيل لأنّه لا يدلّ على الإدراك إلّا بالمجاز ؛ وإنّما قال : «لوصول ما هو عند المدرك» ولم يقل : «لما هو عند المدرك» لأنّ اللذّة ليست هي إدراك اللذيذ فقط ، بل هي إدراك حصول اللذيذ للملتذّ ووصوله إليه ؛ وإنّما قال : «ما هو عند المدرك كمال وخير» لأنّ الشيء قد يكون كمالا وخيرا بالقياس إلى الشيء وهو لا يعتقد كماليته وخيريته ؛ فلا يلتذّ به ؛ وقد لا يكون كذلك وهو يعتقده ؛ فيلتذّ به ؛ فالمعتبر كماليته وخيريته عند المدرك لا في نفس الأمر.» (٣)
وكأنّ ما ذكره الشيخ لا يخلو عن مناقشات وتكلّفات. فما هو المشهور في تعريفهما من إدراك الملائم أو الكمال أو الخير والمؤثر من حيث هو كذلك وإدراك المنافر أو النقص أو الشرّ أقرب إلى التحصيل.
__________________
(١). س : قا.
(٢). الإشارات والتنبيهات ، ج ٣ ، ص ٣٣٧.
(٣). المصدر السابق ، ص ٣٣٨.