بالزمان الحالي (١) وما فيه من الحوادث ولم يكن الزمان بكلّيته من الأزل إلى الأبد وما فيه من الحوادث الغير المتناهية حاضرة عنده موجودة لديه منكشفة له ، لكان نسبته (٢) تعالى إلى بعض الأزمنة كزماننا هذا مع ما فيه من الحوادث أقرب بالقرب الزماني من نسبته (٣) إلى بعض آخر بما فيه كالزمان إلّا في بعد ألف سنة مع ما فيه من الحوادث ؛ وأيضا كان نسبة بعض الأزمنة كزمن آدم بما فيه إليه تعالى بالمضيّ ونسبة بعضها إليه كزماننا بالحالية ونسبة بعضها كالزمان الآتي بعد سنة في الأكثر بالاستقبال ؛ وهذا ـ كما عرفت ـ مستحيل ، لكونه من خواصّ المادّيات ؛ فاللازم إمّا عدم وجود شيء من الأزمنة والحوادث عنده وعدم علمه بالحضور الإشراقي والانكشافي بشيء منها وهو بيّن البطلان أو حضور الكلّ ووجوده عنده وعلمه به وهو المطلوب.
وما ذكر من أنّ ما لم يوجد لنفسه ولا بالنسبة إلى غيره من الحوادث والمادّيات كيف يكون موجودا للواجب سبحانه؟! مغالطة ناشية من قياس الغائبة على الشاهد والمجرّد / A ١٢٧ / المتعالي عن الزمان على المادّي الواقع فيه ؛ فإنّ الزمان بما فيه من الحوادث لكونه تدريجي الوجود ممتنع الحصول بكلّيته دفعة لا يمكن أن يجتمع أجزائه في الوجود ولا أن يكون كلّ جزء منه أو حادث واقع فيه موجودا حاضرا عند حادث آخر لضيق عالمه ووقوعه في سجن الزمان ولا يكون شيء منه موجودا لنفسه مع ملاحظة النسبة بينه وبين مثله ؛ وأمّا الواجب لتعاليه عن الزمان لا يكون للزمان بالنسبة إليه امتداد يقع الواجب فيه ويحيط الزمان به ؛ فالأجزاء بأسرها والحوادث برمّتها عنده في الأوّل والأبد على نسبة واحدة ؛ فكلّ جزء منه وحادث بالنسبة إليه تعالى موجود لنفسه وله تعالى وحاضر بالشهود الإشراقي العيني لديه وبالنسبة إلى مثله معدوم وغائب وكلّ جزء
__________________
(١). س : الخالى.
(٢). س : نسبة.
(٣). س : نسبة.