والمعلولية ومطابق الواقع ونفس الأمر والمثبتون للحصولي كالشيخ وأتباعه يثبتونه ليفهم الحضوري رأسا وحصرهم علمه تعالى في الحصولي الكلّي الذي يخرج عنه الجزئيات ؛ فأورد عليهم ما أورد من مفاسد الحصولي وأثبت الحضوري بهذا (١) الوجه لكونه من لوازم العلّية والمعلولية وعدم تأخّره عن مرتبة / B ١٢٥ / الحصولي ؛ إذ كلّ واحد منهما فعل الواجب تعالى ومتأخّر عنه ذاتا ؛ فإنّ علّيته لتمثيل الصور في ذاته وانكشافها عند القائل بالحصولي في مرتبة علّيته لإيجاد أوّل المعلولات بما فيه وانكشافه عند القائل بالحضوري ؛ ولا يخفى أنّ هذا التوجيه من قبله لا يلائم كلامه في شرح رسالة العلم.
[ثانيهما :] أنّه قد تقرّر ويثبت أنّ علمه تعالى كذاته تعالى ليس زمانيا ؛ فليس له نسبة إلى الزمان بأن يكون بعض الأزمنة بالنسبة إليه حالا وبعضها ماضيا وبعضها مستقبلا ، بل نسبة كافّة الزمانيات إليه نسبة واحدة ، كما أنّ نسبة قاطبة المكانيات إليه كذلك ؛ وليس له تعالى بالنسبة إلى شيء من الزمانيات قبلية أو بعدية أو مقارنة زمانية لعدم اختصاصه بشيء من الأزمنة ، بل وجوده محيط بكلّية الزمان ، كما أنّه ليس له تعالى بالنسبة إلى شيء من الأمكنة فوقية أو تحتية أو مقارنة مكانية لعدم اختصاص وجوده بواحد من الأمكنة ، بل هو محيط بكلّية المكان. فالامتداد الزماني بطوله بالنسبة إليه تعالى كان واحد ، كما أنّ الامتداد المكاني بفسحته بالنسبة إليه تعالى كنقطة واحدة ؛ وعلى هذا فزمان وجودنا في الحضور والشهود الخارجي عنده كزمان وجود آدم مثلا وكذا وجودنا في الوجود والحضور العينى كوجوده عليهالسلام ؛ فتكون الحوادث بأسرها كالمبدعات حاضرة عنده موجودة لديه في الشهود العيني أزلا وأبدا ؛ فيكون الجميع منكشفة عنده معلومة له بالعلم الحضوري.
__________________
(١). س : هذ.