أحدهما : أمر انتزاعي زائد على ذاته تعالى زيادة ذهنية.
والآخر : أمر أصيل قائم بذاته ومناط الموجودية وهو عينه تعالى عينية حقيقة ، كذلك لوجوب الوجود الذي هو تأكّد الوجود ولزومه معنيان :
أحدهما : أمر انتزاعي هو كيفية نسبة الوجود إلى الذات أو الماهيّة مطلقا.
وثانيهما : أمر أصيل قائم بذاته هو مناط الأوّل ومنشأ لزومه واستحالة انفكاكه ؛ وهذا عين ذاته حقيقة ، كما أنّ الأوّل زائد عليه ذهنا.
وكما أنّ الوجود المطلق حقيقة واحدة وحدة ذاتية ليست كلّية ولا جزئية وهو مع ذلك متعيّن بذاته متشخّص بنفسه ، كذلك وجوب الوجود حقيقة واحدة مطلقة متعيّنة بذاتها متشخّصة بنفسها وليست معني / A ١٠٣ / جنسيا ولا نوعيا حتّى يتعدّد بانضمام الفصول والمشخّصات ولا معنى عرضيا حتّى أمكن على القول بعدم استلزام ما به الاشتراك العرضي لما به الاشتراك الذاتي أن يكون له فردان بسيطان متميّزان بذاتهما مشتركان في هذا المعنى العرضي على ما هو معنى الشبهة الكمونيّة ، بل ـ كما عرفت ـ أنّها حقيقة واحدة متشخّصة بنفس ذاتها متعيّنة في حاقّ هويّتها غير مشتركة أصلا وتعيّنها مقتضى ذاتها ؛ فلا يقتضي إلّا تعيّنا واحدا وتشخّصا خاصّا ؛ فلو فرض الواجب متعدّدا لزم أن لا يكون ما فرض متعدّدا متعدّدا ؛ وعلى هذا ففرض التعدّد محال فضلا عن المفروض ، فلو بلغ فارض في الاستقصاء في فرض التعدّد وكان ما فرضه واحدا ؛ لأنّ الواحد من حيث هو واحد لا يكون متعدّدا والمتعدّد من حيث هو متعدّد لا يكون واحدا غاية الأمر أن يفرض ثالث وبملاحظته يفرض التعدّد في ذلك الواحد ؛ إذ بدون ذلك فرض التعدّد محال ؛ إذ لو فرض ذلك الواحد فردين فلا ريب في أنّهما متساويان من كلّ الوجوه لتساويهما في الذات وفي الصفات وفي الأفعال وفي وجوب الوجود بالذات وفي الوحدة الذاتية وفي عينية الوجود وفي البساطة ونفي التركيب و