وفي الواجب أنّه منسوب إلى الوجود الذي هو عين ذاته ؛ فعلى هذا إذا لم يصدق هذا المعنى الذي في الممكن على الواجب لم يلزم أن يصدق عليه أنّه معدوم ، بل يصدق عليه أنّه ليس متعلّق جعل الجاعل ؛ لأنّه واجب الوجود والوجود عين ذاته ؛ وهذا هو المطلوب.
[الثالث :] أنّه مقول على أفراده الخارجية بالتشكيك ؛ وأنحائه ثلاثة : الأولوية والأقدمية والأشدّية ومقابلاتها ؛ وجميعها يقع في الوجود ؛ فإنّ الوجود في العلّة والجوهر أولى وأقدم منه في المعلول والعرض ، وفي الوجود القارّ أشدّ منه في غيره كالزمان ؛ فإنّ وجوده أضعف من وجود الجسم ؛ إذ الأثر المترتّب عليه أقلّ من الأثر المترتّب على وجود الجسم ؛ فيكون أشدّ ؛ إذ المراد بالشدّة والضعف هنا كثرة الآثار وقلّتها لا حركة الماهيّة في الوجود على نحو الحركة في الكيفيات ؛ فإنّها منفية في الوجود ، كما صرّحوا به ؛ وفي الواجب أولى وأقدم وأشدّ منه في الممكن ؛ لأنّه في الواجب مقتضى ذاته وفي الممكن من الواجب ؛ فيتّصف وجوده تعالى بالأنحاء الثلاثة الكمالية ووجود الممكن بمقابلاتها.
ثمّ المراد من كون الوجود المطلق مقولا بالتشكيك أنّ إطلاقه على بعض الأفراد وصدقه عليه أولى وأقدم و (١) أشدّ من إطلاقه على بعض آخر وصدقه عليه ؛ فالتشكيك إنّما يقع في نفس هذا المفهوم (٢) العامّ العرضي بالنسبة إلى الوجودات الخاصّة ؛ فاختلافها بالتشكيك (٣) إنّما هو بالنظر إلى أمر عرضي لها دون ذاتي لها ؛ إذ الوجود المطلق ـ كما عرفت ـ عرضي بالنسبة إليها وإنّما هو ذاتي بالنسبة إلى حصصه ؛ فهى مختلفة بالتشكيك (٤) / B ٨٣ / في الذاتي وما به الاختلاف فيها عين ما به الاتّفاق ؛ فالوجودات الخاصّة اختلافها إنّما هو بأنفسها وأنحاء
__________________
(١). س : او.
(٢). س : هذ المقهوم.
(٣). س : با التشكيك.
(٤). س : با التشكيك.