مستتبعا للماهيّة الإنسانية ؛ فجعله موجودا متّصفا بصفاته إلّا أنّ وجوده وصفاته عين ذاته ، ووجود الإنسان وصفاته غير ذاته ؛ فهما في أصل الصفات مشتركان وإنّما التفاوت بالعلّية والزيادة (١) والوجوب والإمكان والتمامية والنقصان وساير الأحكام التي تحصل للصفات بانتسابها إلى الموصوف من القدم والحدوث والكمال والقصور والتعلّق بغيره من المادّة أو الماهيّة والتجرّد عنه بالكلّية ؛ فالعقل إذا يجرّد الصفات عن الأحكام التي بها التفاوت يجد كلّها موجودة في الإنسان. فهو مأمور بأن يثبت للواجب ما يجده في العالم وفي نفسه من صفات الكمال ، كما أنّه مأمور بالإيمان بوجود موجود يكون على أشرف أنحاء الوجود والصفات ؛ ومقدّس عن كلّ نقص يجده في العالم وفي نفسه.
وعند هذا يظهر (٢) سرّ قوله : «من عرف نفسه فقد عرف ربّه» (٣) ولا لغيرك ما ذكرناه حتّى تعقل عن جلالة الربّ وتجري على الأقدام في وادى إثبات الصفات.
فيقع في مبدأ الهلاكة فيضلّ ؛ فإنّ / A ٦٠ / ما ذكرناه تنبيه وتلويح لا إيقان وتحقيق بالأسر ؛ إذن الناسوت مزيل سرادقات جمال اللاهوت. «فكلّ ما ميّزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم» (٤) يا للتراب وربّ الأرباب.
هرچه آن بر هم نهاده دست عقل وحسّ ووهم |
|
كبريايش سنگ بطلان اندر آن انداخته |
__________________
(١). س : الزيادت.
(٢). س : الظهر.
(٣). بحار الأنوار ، ج ٢ ، ص ٣٢ ؛ ج ٦ ، ص ٢٥١ ؛ ج ٥٧ ، ص ٣٢٤ ؛ ج ٥٨ ، ص ٩١ و ٩٩ ؛ ج ٦٦ ، ص ٢٩٣ ؛ التفسير الصافي ، ج ٤ ، ص ١٥٤ ؛ الجواهر السنّية ، ص ١١٦ ؛ شرح اصول الكافي (للمولى صالح المازندراني) ، ج ٣ ، ص ٢٣ ؛ ج ٤ ، ص ١١٨ ؛ ج ٦ ، ص ٧٠ ؛ شرح مائة كلمة ، ص ٥٧ ؛ عوالي اللئالي ، ج ١ ، ص ٥٤ ؛ ج ٤ ، ص ١٠٢ ؛ عيون الحكم والمواعظ ، ص ٤٣٠ ؛ مطلوب كلّ طالب ، ص ٥ ونور البراهين ، ج ١ ، ص ٩٣ و ٢٢٤ ؛ ج ٢ ، ص ٢١٤ و ٤٠٢.
(٤). انظر : الرواشح السماوية ، ص ١٩ و ١٣٣ ؛ الفصول المهمّة ، ج ١ ، ص ٢٦٣ ومشرق الشمسين ، ص ٣٩٨.