الله تعالى لا يهمله ولا يذره ، فسلك فخره متسقة درره ، ووجه ملكه شادخة غرره ، السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله رفيعا علاؤه! هامية لديه منن الله تعالى وآلاؤه (١)! مزدانة بكواكب السعد سماؤه! محروسة بعز النصر أرجاؤه! مكملا من فضل الله تعالى في نصر الإسلام ، وكبت عبدة الأصنام ، أمله ورجاؤه! معظم قدره الذي يحق له التعظيم ، وموقر سلطانه الذي له الحسب الأصيل والمجد الصّميم ، الداعي إلى الله تعالى باتّصال سعادته حتى ينتصف من عدوّ الإسلام الغريم (٢) ، ويتاح على يد (٣) سلطانه الفتح الجسيم ، فلان.
سلام كريم ، طيب عميم ، ورحمة الله وبركاته.
أما بعد حمد الله الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا ، ولا يخيب لمن أخلص الرغبة إليه أملا ، وموفي من ترك له حقه أجره المكتوب متمما مكملا ، وجاعل الجنة لمن اتقاه حق تقاته نزلا ، ملك الملوك الذي جل وعلا ، وجبار الجبابرة الذي لا يجدون عن قدره محيصا ولا من دونه موئلا (٤) ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الذي أنزل الله تعالى عليه (٥) الكتاب مفصّلا ، وأوضح طريق الرشد وكان مغفلا ، وفتح باب السعادة ولولاه كان مقفلا ، والرضا عن آله وأصحابه ، وعترته وأحزابه ، الذين ساهموه فيما مرّ وما حلا ، وخلفوه من بعد بالسّير التي راقت مجتلى ، ورفعوا عماد دينه فاستقام لا يعرف ميلا ، وكانوا في الحلم والعفو مثلا ، والدعاء لمقامكم الأسمى بالنصر الذي يلفى نصه صريحا لا متأوّلا ، والصنع الذي يبهر حالا ومستقبلا ، والعز الذي يرسو جبلا ، والسعد الذي لا يبلغ أمدا ولا أجلا ، فإنا كتبناه إليكم أصحب الله تعالى ركابكم حلف التوفيق (٦) حلّا ومرتحلا ، وعرفكم عوارف اليمن الذي يثير جذلا (٧) ، ويدعو وافد ـ الفتح المبين فيرد (٨) مستعجلا ، من حمراء غرناطة حرسها الله تعالى ولا زائد بفضل الله سبحانه ثم بما عندنا من التشيع لمقامكم حرس الله تعالى سلطانه ، ومهّد أوطانه ، إلا الخير الذي نسأل بعده تحسين العقبى (٩) ، وتوالي عادة الرحمى ، والحمد لله على التي هي أزكى ، وسدل جناح الستر الأضفى (١٠) ، وصلة اللطائف التي هي أكفل وأكفى ، وأبر وأوفى ، ومقامكم عندنا العدّة التي بها نصول ونرهب ، والعمدة التي نطيل في ذكرها ونسهب ، وقد
__________________
(١) هامية : هاطلة ، والآلاء : النعم.
(٢) الغريم : الخصم.
(٣) في ه «على يدي سلطانه».
(٤) محيصا : محيدا ، وموئلا : ملجأ.
(٥) في ه «الذي أنزل عليه الكتاب مفصلا».
(٦) في ب «حليف التوفيق».
(٧) الجذل : الفرح.
(٨) في أصل ه «ويرد».
(٩) العقبى : العاقبة ، النهاية.
(١٠) الأضفى : الأكثر زيادة وسعة.