وما بال عيني لا تغمّض ساعة |
|
كأني في رعي الدراري منجّم (١) |
وكان الوزير أبو جعفر الوقشي تيّاها معجبا بنفسه ، ومن شعره في غرضه الفاسد : [الطويل]
إذا لم أعظّم قدر نفسي وإنني |
|
عليم بما حازته من عظم القدر |
فغيري معذور إذا لم يبرّني |
|
ولا يكبر الإنسان شيء سوى الكبر |
وله : [الطويل]
يرومون بي غير المكان الذي له |
|
خلقت ، وبعضي منكر ذاك من بعضي |
فقولوا لبدر الأفق يترك سماءه |
|
ويحتلّ من أجل التواضع في الأرض |
وقال : [الطويل]
تكبّر وإن كنت الصغير تظاهرا |
|
وباعد أخا صدق متى ما اشتهى قربا (٢) |
وكن تابعا للهرّ في حفظ أمره |
|
ألست تراه عندما يبصر الكلبا |
وقال له بعض ندماء ملكه يوما صاحب جيان ، ابن همشك : يا أبا جعفر ، أنت جملة محاسن ، وفيك الأدوات العلية التي هي أهل لكلّ فضيلة ، غير أنك قد قدحت في ذلك كلّه بكثرة عجبك ، وإذا مشيت على الأرض تشمئزّ منها ، فقال له : كيف لا أشمئزّ من شيء أشترك معك في الوطء عليه؟ فضحك جميع من حضر من جوابه. وله ، جوابا (٣) لمن اعتذر عن غيبته عنه : [الطويل]
لك الفضل في أن لا تلوح لناظري |
|
وتبعد عني ما بقيت مدى الدهر |
فوجهك في لحظي كما صوّر الردى |
|
ولفظك في سمعي حديث عن الفقر |
ومن حاز ما قد حزته من ركاكة |
|
وغاب فلا يحتج إلى كلفة العذر |
وله أيضا : [الخفيف]
لك يومان لم تلح لعياني |
|
ولك الفضل في زيادة شهر |
ولك الفضل في زيادة عام |
|
ولك الفضل في زيادة دهر |
__________________
(١) الدراري : الكواكب العظام التي لا تعرف أسماؤها.
(٢) في ب : «ما اشتهى القربا».
(٣) في ب ، ه : «وله جواب لمن اعتذر عن غيبته عنه».