آراؤه (١) ، واستحكم بالشتات (٢) داؤه ، وارتجّت بزلزال الفتن أرجاؤه ، وتيسرت آمال الإسلام بفضل الله تعالى ورجاؤه ، وما هو إلا السعد يذلل لكم صعب العدو ويروضه ، والله سبحانه يهيئ لكم فضل الجهاد حتى تقضى بكم فروضه ، وأما الذي لكم عندنا من الخلوص الصافية شرائعه ، والثناء الذي هو الروض تأرّج ذائعه ، فأوضح من فلق الصبح إذا أشرقت طلائعه ، جعله الله تعالى في ذاته ، ووسيلة إلى مرضاته! ورسولاكم يشرحان لكم الحال بجزئياته ، ويقرران ما عندنا من الود الذي سطع نور آياته ، وهو سبحانه وتعالى يصل لكم سعدا سامي المراتب والمراقي ، ويجمع لكم بعد بعد المدى وتمهيد دين الهدى بين نعيم الدنيا والنعيم الباقي ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. انتهى.
وأبين من هذا في القضية كتاب آخر من إنشاء لسان الدين رحمه الله تعالى صورته :
من أمير المسلمين عبد الله يوسف ابن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن نصر ، إلى محل أخينا الذي نثني على مجادته أكرم الثناء ، ونجدد له ما سلف بين الأسلاف الكرام من الولاء ، ونتحفه من سعادة الإسلام وأهله بالأخبار السارة والأنباء ، السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ، أبقاه الله تعالى رفيع المقدار ، كريم المآثر والآثار ، وعرّفه من عوارف فضله كلّ مشرق الأنوار ، كفيل بالحسنى وعقبى الدار (٣).
سلام كريم ، برّ عميم ، يخص جلالكم الأرفع ، ورحمة الله وبركاته.
أما بعد حمد الله على عميم آلائه ، وجزيل نعمائه ، ميسّر الصعب بعد إبائه ، والكفيل بتقريب الفرج وإدنائه ، له الحمد والشكر ملء أرضه وسمائه ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد خاتم رسله الكرام وأنبيائه ، الهادي إلى سبيل الرشد وسوائه (٤) ، مطلع نور الحق يجلو ظلم الشك بضيائه ، والرضا عن آله وأصحابه وأنصاره وأحزابه وخلفائه ، السائرين في الدنيا والآخرة تحت لوائه ، الباذلين نفوسهم في إظهار دينه القويم وإعلائه ، والدعاء لمقامكم بتيسير أمله من فضل الله سبحانه ورجائه ، واختصاصه بأوفر الحظوظ من اعتنائه ، فإنا كتبناه إليكم كتبكم الله تعالى فيمن ارتضى قوله وعمله من أوليائه ، وعرفكم عوارف السعادة المعادة
__________________
(١) فالت : ضعفت ، وركت.
(٢) الشتات ، بفتح الشين : التفرّق.
(٣) العقبى : العاقبة والخاتمة ، وتختص بالثواب. وفي التنزيل الحكيم (أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ).
(٤) يقال : استوى الشيء : بمعنى اعتدل واستقام ، ويقال : صراط سوي ؛ أي معتدل مستقيم. وسواء الرشد : استقامته أو وسطه.