قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

نفح الطّيب [ ج ٥ ]

229/444
*

واستدعى جماعة من إخوان ابن عمار منه شرابا في موضع هو فيه مفقود ، فبعث لهم به وبرمانتين وتفاحتين ، وكتب لهم مع ذلك : [الوافر]

خذاها مثل ما استدعيتماها

عروسا لا تزفّ إلى اللّئام

ودونكما بها ثديي فتاة

أضفت إليهما خدّي غلام

وشرب ذو الوزارتين القائد أبو عيسى بن لبّون مع الوزراء والكتاب ببطحاء لورقة عند أخيه ، وابن اليسع غائب ، فكتب إليه : [البسيط]

لو كنت تشهد يا هذا عشيّتنا

والمزن يسكن أحيانا وينحدر (١)

والأرض مصفرّة بالمزن طافية

أبصرت درّا عليه التبر ينتثر (٢)

وقال الحجاري من القصيدة المشهورة : [الوافر]

عليك أحالني الذكر الجميل

في وصف زيه البدوي المستثقل وما في طيه : [الطويل]

ومثّلني بدنّ فيه خمر

يخفّ به ومنظره ثقيل (٣)

ولما انصرف عن ابن سعيد إلى ابن هود عذله ابن سعيد على تحوله عنه ، فقال : النفس تواقة ، وما لي بغير التغرب طاقة ، ثم قال : [الطويل]

يقولون لي ما ذا الملال تقيم في

محلّ فعند الأنس تذهب راحلا

فقلت لهم مثل الحمام إذا شدا

على غصن أمسى بآخر نازلا

وقد رأيت أن أكفر ما تقدّم ذكره من الهزل الذي أتينا به على سبيل الإحماض بما لا بدّ منه من الحكم والمواعظ وما يناسبها. فنقول :

قال أبو العباس بن الخليل (٤) : [الكامل]

فهموا إشارات الحبيب فهاموا

وأقام أمرهم الرّشاد فقاموا

__________________

(١) في أصل ه «والمزن يكسب أحيانا وينحدر» والمزن جمع مزنة ، وهي السحابة الممطرة.

(٢) في أصل ه «والأرض مصفرة بالمزن كاسية».

(٣) الدن : وعاء كبير للخمر وغيرها.

(٤) في ب ، ه «بن خليل».