وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت |
|
كأنما هي ياقوت ومرجان (١) |
يقودها العلج للمكروه مكرهة |
|
والعين باكية والقلب حيران |
لمثل هذا يذوب القلب من كمد |
|
إن كان في القلب إسلام وإيمان |
انتهت القصيدة الفريدة ، ويوجد بأيدي [بعض](٢) الناس زيادات فيها ذكر غرناطة وبسطة وغيرهما مما أخذ من البلاد بعد موت صالح بن شريف ، وما اعتمدته منها نقلته من خط من يوثق به على ما كتبته ، ومن له أدنى ذوق علم أن ما يزيدون فيها من الأبيات ليست تقاربها في البلاغة ، وغالب ظني أن تلك الزيادة لما أخذت غرناطة وجميع بلاد الأندلس إذ كان أهلها يستنهضون همم الملوك بالمشرق والمغرب فكأن بعضهم لما أعجبته قصيدة صالح بن شريف زاد فيها تلك الزيادات ، وقد بينت ذلك في «أزهار الرياض» فليراجع.
وصالح بن شريف الرندي صاحب القصيدة من أشهر أدباء الأندلس ، ومن بديع نظمه قوله : [السريع]
سلّم على الحي بذات العرار |
|
وحيّ من أجل الحبيب الدّيار (٣) |
وخلّ من لام على حبهم |
|
فما على العشاق في الذّلّ عار |
ولا تقصّر في اغتنام المنى |
|
فما ليالي الأنس إلّا قصار |
وإنما العيش لمن رامه |
|
نفس تداري وكؤوس تدار |
وروحه الراح وريحانه |
|
في طيبه بالوصل أو بالعقار(٤) |
لا صبر للشيء على ضده |
|
والخمر والهم كماء ونار |
مدامة مدنية للمنى |
|
في رقة الدمع ولون النّضار (٥) |
مما أبو ريق أباريقها |
|
تنافست فيها النفوس الكبار |
معلّلتي والبرء من علتي |
|
ما أطيب الخمرة لولا الخمار (٦) |
__________________
(١) الطفلة : الفتاة الناعمة.
(٢) كلمة «بعض» ساقطة من ب. وموجودة في أ.
(٣) العرار : نبت طيب الرائحة. وذات العرار في الأصل واد بنجد.
(٤) العقار : الخمر ، سميت بذلك لأنها تعقر عقل شاربها.
(٥) النضار : الذهب. ومدنية للمنى : مقربة للأماني.
(٦) الخمار ، بضم الخاء : الصداع الذي يصيب شارب الخمر.