طرأت عليّ مع النجوم بأنجم |
|
من فتية بيض الوجوه كرام |
إن حوربوا فزعوا إلى بيض الظّبا |
|
أو خوطبوا فزعوا إلى الأقلام |
فترى البلاغة إن نظرت إليهم |
|
والبأس بين يراعة وحسام (١) |
وقال : [الخفيف]
ومجدّين في السرى قد تعاطوا |
|
غفوات الهوى بغير كؤوس |
جنحوا وانحنوا على العيس حتى |
|
خلتهم يعتبون أيدي العيس |
نبذوا الغمض وهو حلو إلى أن |
|
وجدوه سلافة في الرءوس |
وقال : [الطويل]
وحبّب يوم السبت عندي أنّني |
|
ينادمني فيه الّذي أنا أحببت |
ومن أعجب الأشياء أنّي مسلم |
|
حنيف ولكن خير أيامي السّبت |
ولنقتصر من نساء الأندلس على هذا المقدار ، ونعد إلى ما كنا فيه من جلب كلام بلغاء الأندلس ذوي الأقدار ، فنقول :
قال الخفاجي رحمه الله تعالى (٢) : [الطويل]
وهاتفة في البان تملي غرامها |
|
علينا وتتلو من صبابتها صحفا |
عجبت لها تشكو الفراق جهالة |
|
وقد جاوبت من كلّ ناحية إلفا |
ويشجي قلوب العاشقين أنينها |
|
وما فهموا مما تغنّت به حرفا |
ولو صدّقت فيما تقول من الأسى |
|
لما لبست طوقا ولا خضبت كفّا |
وقال الأستاذ أبو محمد بن صارة [الطويل] :
متى تلتقي عيناي بدر مكارم |
|
تودّ الثريّا أنّها من مواطئه |
ولمّا أهلّ المدلجون بذكره |
|
وفاح تراب البيد مسكا لواطئه |
عرفنا بحسن الذّكر حسن صنيعه |
|
كما عرف الوادي بخضرة شاطئه |
وقال يتغزل [الكامل] :
__________________
(١) في ه «والناس بين يراعة». واليراعة : القلم. والحسام : السيف.
(٢) انظر ديوان ابن خفاجة ٣٧٠.