لا الدهر يبقى ولا الدنيا ولا الفلك الأعل |
|
ى ولا النّيّران الشمس والقمر |
ليرحلنّ عن الدنيا وإن كرها |
|
فراقها الثاويان البدو والحضر (١) |
وقال رحمه الله تعالى في ابنة ماتت له : [الوافر]
ألا يا موت كنت بنا رؤوفا |
|
فجدّدت الحياة لنا بزوره |
حماد لفعلك المشكور لمّا |
|
كفيت مؤنة وسترت عوره (٢) |
فأنكحنا الضّريح بلا صداق |
|
وجهزنا الفتاة بغير شوره (٣) |
وأنشد أبو عبد الله بن الحاج البكري الغرناطي في بعض مجالسه قوله : [الرجز]
يا غاديا في غفلة ورائحا |
|
إلى متى تستحسن القبائحا |
وكم إلى كم لا تخاف موقفا |
|
يستنطق الله به الجوارحا |
يا عجبا منك وكنت مبصرا |
|
كيف تجنبت الطريق الواضحا |
كيف تكون حين تقرا في غد |
|
صحيفة قد ملئت فضائحا |
أم كيف ترضى أن تكون خاسرا |
|
يوم يفوز من يكون رابحا |
وممن روي عنه هذه الأبيات الكاتب الرئيس أبو الحسن بن الجياب ، وتوفي ابن الحاج المذكور سنة ٧١٥ رحمه الله تعالى :
وقال حافظ الأندلس ومحدثها أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم الكلاعي رحمه الله تعالى : [الطويل]
إلهي مضت للعمر سبعون حجّة |
|
ولي حركات بعدها وسكون (٤) |
فيا ليت شعري أين أو كيف أو متى |
|
يكون الذي لابدّ أن سيكون |
والصواب أنهما لغيره كما ذكرته في غير هذا الموضع ، وبالجملة فهما من كلام الأندلسيين ، وإن لم يحقق ناظمهما بالتعيين (٥).
__________________
(١) الألف في «كرها» علامة التثنية مع أن الفعل مسند للاسم الظاهر ، ووقع في ه «كرهت».
(٢) في نسخة عند ه «حمدنا فعلك المشكور». وقد لحظ في هذه الأبيات قوله عليه الصلاة والسلام «نعم الصهر القبر».
(٣) الضريح : القبر ، والصداق : المهر. والشورة : الخجل.
(٤) الحجه ـ بكسر الحاء : السنة.
(٥) نسب البيتان في التكملة (ص ٤٩٦) إلى أبي بكر بن منخل الشلبي.