الاعتبار ويثير ، وخصوصا في الباب السابع من هذا التأليف الذي هو عند المنصف أثير (١) ، وفي المعتمد وأبيه المعتضد يقول بعض الشعراء (٢) [الخفيف] :
من بني منذر وذاك انتساب |
|
زاد في فخرهم بنو عبّاد |
فتية لم تلد سواها المعالي |
|
والمعالي قليلة الأولاد |
وقال ابن القطاع في كتابه «لمح الملح» في حق المعتمد : إنه أندى ملوك الأندلس راحة (٣) ، وأرحبهم ساحة ، وأعظمهم ثمادا ، وأرفعهم عمادا ، ولذلك كانت حضرته ملقى الرحال (٤) ، وموسم الشعراء ، وقبلة الآمال ، ومألف الفضلاء ، حتى أنه لم يجتمع بباب أحد من الملوك من أعيان الشعراء ، وأفاضل الأدباء ، ما كان يجتمع ببابه ، وتشتمل عليه حاشيتا جنابه.
وقال ابن بسام في «الذخيرة» : للمعتمد شعر ، كما انشق الكمام عن الزّهر ، لو صار مثله ممن جعل الشعر صناعة ، واتخذه بضاعة ، لكان رائقا معجبا ، ونادرا مستغربا ، فمنه قوله(٥): [الكامل]
أكثرت هجرك غير أنّك ربّما |
|
عطفتك أحيانا عليّ أمور |
فكأنّما زمن التّهاجر بيننا |
|
ليل ، وساعات الوصال بدور |
قال : وهذا المعنى ينظر إلى قول بعضهم من أبيات : [السريع]
أسفر ضوء الصبح عن وجهه |
|
فقام ذاك الخال فيه بلال |
كأنّما الخال على خدّه |
|
ساعات هجر في زمان الوصال |
وعزم على إرسال حظاياه من قرطبة إلى إشبيلية فخرج معهن يشيعهن فساير هنّ من أول الليل إلى الصبح ، فودعهن ورجع ، وأنشد أبياتا منها : [الكامل]
سايرتهم والليل عقّد ثوبه |
|
حتّى تبدّى للنّواظر معلما |
فوقفت ثمّ مودّعا وتسلّمت |
|
منّي يد الإصباح تلك الأنجما (٦) |
وهذا المعنى في نهاية الحسن ، ثم ذكر من كلامه جملة.
عود وانعطاف ـ ولما جاء أمير المسلمين يوسف بن تاشفين إلى ناحية غرناطة ، ـ بعد ما
__________________
(١) أثير : مفضل.
(٢) انظر وفيات الأعيان ٤ / ١١٢.
(٣) أنداهم راحة : أي أكرمهم.
(٤) في أصل ه «ملقى الرجال».
(٥) في ب «فمن ذلك قوله».
(٦) ثمّ ، بفتح الثاء : هناك.