وقد واصلتنا السّحب من بعده |
|
ولذّ في أجفاننا الغمض |
لو لم يكن من نجس شخصه |
|
ما طهّرت من بعده الأرض |
وقال القاضي أبو البركات بن الحاج البلفيقي (١) ، رحمه الله تعالى : [الكامل]
وعشيّة حكمت على من تاب من |
|
أهل الخلاعة أن يعود لما مضى |
جمعت لنا شمل السرور بفتية |
|
جمعوا اللذّات شملا مرتضى |
ما عاقني عن أن أسير بسيرهم |
|
إلّا الرياء مع الخطابة والقضا |
وقال أبو الحجّاج يوسف الفهري من أهل دانية : [الطويل]
أبى الله إلّا أن أفارق منزلا |
|
يطالعني وجه المنى فيه سافرا |
كأنّ على الأيام أن لا أحلّه |
|
رويدا فما أغشاه إلّا مسافرا |
وقال بعضهم في الرثاء : [الخفيف]
عبرات تفيض حزنا وثكلا |
|
وشجون تعمّ بعضا وكلّا |
ليس إلّا صبابة أضرمتها |
|
حسرة تبعث الأسى ليس إلّا (٢) |
ولأبي جعفر البغيل أحد شعراء المريّة وكتاّبها : [الطويل]
عزاء على هذا المصاب الذي دهى |
|
وشتّت شمل الأنس من بعد ما انتهى |
بفرع علاء في منابت سؤدد |
|
تسامى رقيّا في المعالي إلى السّها(٣) |
أصبت به من بعد ما تمّ مجده |
|
وقد شمخت منه الشماريح وازدهى |
فأيّة شمس فيه للمجد كوّرت |
|
وأيّ بناء للمكارم قد وهى |
فصبرا عليه لا رزئت بمثله |
|
فمثلك من يعزى إلى الحلم والنّهى (٤) |
وقال الكاتب الماهر أبو جعفر أحمد بن أيوب اللمائي المالقي (٥) : [الكامل]
__________________
(١) في أ: «البلغيقي».
(٢) الصّبابة : البقية.
(٣) في ه : «لفرع علاء». والسها : كوكب خفي الضوء صغير.
(٤) لا رزئت : لا أصبت بالرزء والمصيبة.
ويعزى : ينسب.
(٥) انظر الإحاطة ج ١ ص ١١٠. وفي أ«اللماي».