بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

( باب ١٣ )

* ( وجوب طاعته وحبه والتفويض اليه صلى‌الله‌عليه‌وآله ) *

الايات : آل عمران « ٣ » : قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ٣٢.

وقال تعالى : وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ١٣٢.

وقال تعالى : ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ١٢٨.

النساء « ٤ » : ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها ولهم (١) عذاب مهين ١٣ و ١٤.

وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ٥٩.

وقال تعالى : ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا «٦٩».

المائدة « ٥ » : وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ٩٢.

__________________

(١) هكذا في النسخة ، والصحيح كما في غيرها وفى المصحف الشريف : له.

١

الانفال « ٨ » : وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ١.

وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون ٢٠.

التوبة « ٩ » : ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ٧١.

النور « ٢٤ » : ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فاولئك هم الفائزون ٥٢.

إلى قوله تعالى : قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإنما عليه (١) ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ٥٤.

إلى قوله تعالى : وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ٥٦.

الاحزاب « ٣٣ » : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ٣٦.

وقال تعالى : ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ٧١ ـ إلى قوله تعالى (٢) ـ : إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا * خالدين فيها لا يجدون وليا ولا نصيرا * يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا ٦٤ ـ ٦٦.

الزخرف (٣) : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ٣٣.

الفتح « ٤٨ » : ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الانهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما ١٧.

الحجرات « ٤٩ » : وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا ١٤.

المجادلة«٥٨» : وأطيعوا الله ورسوله ١٣ ـ إلى قوله تعالى ـ : إن الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الاذلين * كتب الله لاغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ٢١.

الحشر « ٥٩ » : ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ٤.

__________________

(١) الصحيح : فان تولوا فانما عليه.

(٢) فيه وهم لان الايات الاتية متقدمة ترتيبا على قوله : ومن يطع الله.

(٣) فيه وهم ، والصحيح : محمد ٤٧ ، لان الايات مذكورة في هذه السورة.

٢

وقال تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ٧.

التغابن « ٦٤ » : وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين ١٢.

تفسير : أقول : أوردنا تفسير « ليس لك من الامر شئ » في باب العصمة ، وسيأتي أن المراد باولي الامر الائمة المعصومون عليهم‌السلام.

«وأحسن تأويلا» أي عاقبة ، أو تأويلا من تأويلكم بلا رد «فإنما عليه» أي على النبي (ص) « ما حمل » من التبليغ « وعليكم ما حملتم » من الامتثال « إذا فضى الله و رسوله أمرا » أي قضى رسول الله ، وذكر الله للتعظيم والاشعار بأن قضائه قضاء الله ، قيل : نزل في زينب بنت جحش بنت بنت عمته اميمة بنت عبدالمطلب ، خطبها رسول الله (ص) لزيد بن حارثة فأبت هي وأخوها عبدالله ، وقيل : في ام كلثوم بنت عقبة ، وهبت نفسها للنبي (ص) فزوجها من زيد « أن يكون لهم الخيرة من أمرهم » أي أن يختاروا من أمرهم شيئا ، بل يجب عليهم أن يجعلوا اختيارهم تبعا لاختيار الله ورسوله « يوم تقلب وجوههم في النار » أي تصرف من جهة إلى اخرى كاللحم يشوى بالنار ، أو من حال إلى حال « لا يلتكم من أعمالكم » أي لا ينقصكم من اجورها شيئا ، من لات ليتا : إذا نقص والمحادة : المخالفة والمضادة ، والمشاقة : الخلاف والعداوة.

١ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عن علي بن إسماعيل ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي إسحاق النحوي (١) قال : دخلت على أبي عبدالله (ع) فسمعته يقول : إن الله عزوجل أدب نبيه على محبته فقال : « وإنك لعلي خلق عظيم » (٢) ثم فوض إليه ، فقال عزوجل : « وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (٣) ».

___________________

(١) أبوإسحاق النحوى هو ثعلبة الاتي ، والرجل هو ثعلبة بن ميمون الاسدى الكوفي ، كان وجها من أصحابنا ، قاريا فقيها نحويا لغويا راويا ، وكان حسن العمل ، كثير العبادة والزهد ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام.

(٢) القلم : ٤.

(٣) الحشر : ٧.

٣

وقال عزوجل : « من يطع الرسول فقد أطاع الله (١) » ثم قال : وإن نبي الله فوض إلى علي عليه‌السلام : وأتمنه فسلمتم وجحد الناس ، فوالله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا ، وتصمتوا إذا صمتنا ، ونحن فيما بينكم وبين الله عزوجل ، ما جعل الله لاحد خيرا في خلاف أمرنا (٢).

العدة ، عن أحمد ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم مثله (٣).

٢ ـ كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن ثعلبة ، عن زرارة قال : سمعت أباجعفر وأباعبدالله عليهما‌السلام يقولان : إن الله عزوجل فوض إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر خلقه ، لينظر كيف طاعتهم ، ثم تلا هذه الآية (٤) : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » (٥).

أبوعلي الاشعري ، عن ابن عبدالجبار ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة مثله (٦).

ير : ابن عبدالجبار مثله (٧).

٣ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن فضيل بن يسار قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول لبعض أصحاب قيس الماصر : إن الله عزوجل أدب نبيه فأحسن أدبه ، فلما أكمل له الادب قال : « وإنك لعلي خلق عظيم (٨) » ثم فوض إليه أمر الدين والامة ليسوس (٩) عباده ، فقال عزوجل : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » (١٠) وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان مسددا موفقا مؤيدا

___________________

(١) النساء : ٨٠.

(٢ و ٣) اصول الكافى ١ : ٢٦٥.

(٤) الحشر : ٧.

(٥) اصول الكافى ١ : ٢٦٦.

(٦) اصول الكافى ١ : ٢٦٧.

(٧) بصائر الدرجات : ١١١.

(٨) القلم : ٤.

(٩) أى ليدبرهم ويتولى أمرهم.

(١٠) الحشر : ٧.

٤

بروح القدس لا يزل ولا يخطئ في شئ مما يسوس به الخلق ، فتأدب بآداب الله ، ثم إن الله عزوجل فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات ، فأضاف رسول الله (ص) إلى الركعتين ركعتين ، وإلي المغرب ركعة ، فصارت عديلة الفريضة ، لا يجوز تركهن إلا في سفر ، وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر ، فأجاز الله له ذلك كله ، فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة ، ثم سن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله النوافل أربعا وثلاثين ركعة مثلي الفريضة ، فأجاز الله عزوجل له ذلك ، والفريضة والنافلة إحدي وخمسون ركعة ، منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعد بركعة مكان الوتر ، وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان ، وسن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صوم شعبان وثلاثة أيام في كل شهر مثلي الفريضة ، فأجاز الله عزوجل له ذلك ، وحرم الله عزوجل الخمر بعينها ، وحرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المسكر من كل شراب ، فأجاز الله له ذلك ، وعاف (١) رسول الله (ص) أشياء و كرهها لم ينه عنها نهي حرام ، إنما نهي عنها نهي عافة (٢) وكراهة ، ثم رخص فيها فصار الاخذ برخصه واجبا على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه ، ولم يرخص لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما نهاهم عنه نهي حرام ، ولا فيما أمر به أمر فرض لازم ، فكثير المسكر من الاشربة نهاهم عنه نهي حرام لم يرخص فيه لاحد ، ولم يرخص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لاحد تقصير الركعتين اللتين ضمهما إلى ما فرض الله عزوجل ، بل ألزمهم ذلك إلزاما واجبا لم يرخص لاحد في شئ من ذلك إلا للمسافر ، وليس لاحد أن يرخص ما لم يرخصه (٣) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوافق أمر رسول الله (ص) أمرالله عزوجل ، ونهيه نهي الله عزوجل ، ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك وتعالى (٤).

٤ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أدب نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) فلما انتهي به إلي

___________________

(١) عاف الشي كرهه فتركه.

(٢) في المصدر : نهي إعافة.

(٣) في المصدر : أن يرخص شيئا ما لم يرخصه.

(٤) اصول الكافي ١ ٢٦٦ و ٢٦٧.

(٥) في البصائر : أدب نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله على أدبه.

٥

ما أراد قال : (١) « وإنك لعلى خلق عظيم (٢) » ففوض إليه دينه فقال : « وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (٣) » وإن الله عزوجل فرض الفرائض (٤) ولم يقسم للجد شيئا ، وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أطعمه السدس ، فأجاز الله جل ذكره له ذلك (٥) وذلك قول الله عزوجل : « هذا (٦) عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب » (٧).

ير : الحجال ، عن اللؤلؤي ، عن محمد بن سنان مثله (٨).

٥ ـ كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن حماد ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : وضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دية العين ، ودية النفس ، وحرم النبيذ وكل مسكر ، فقال له رجل : وضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من غير أن يكون جآء فيه شئ؟ قال : نعم ليعلم من يطيع الرسول ممن يعصيه (٩).

٦ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين (١٠) قال : وجدت في نوادر محمد بن سنان ، عن عبدالله بن سنان ، قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لا والله ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإلى الائمة عليهم‌السلام ، قال عزوجل : « إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله » وهي جارية في الاوصياء عليهم‌السلام (١١).

٧ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن زياد ،

___________________

(١) في المصدر : قال له.

(٢) القلم : ٤.

(٣) الحشر : ٧.

(٤) في البصائر : فرض في القرآن.

(٥) زاد في البصائر بعد ذلك : وإن الله حرم الخمر بعينها ، وحرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كل مسكر فأجاز الله له.

(٦) ص : ٣٩.

(٧) اصول الكافى ١ : ٢٦٧.

(٨) بصائر الدرجات : ١١١.

(٩) اصول الكافى ١ : ٢٦٧.

(١٠) محمد بن الحسن خ ل ، وهو الموجود في المصدر.

(١١) اصول الكافى ١ : ٢٦٨.

٦

عن محمد بن الحسن الميثمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن الله عزوجل أدب رسوله (ص) حتى قومه على ما أراد ، ثم فوض إليه ، فقال عز ذكره : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (١) » فما فوض الله إلى رسوله فقد فوضه إلينا (٢).

٨ ـ كا : علي بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن الحسين بن عبدالرحمن ، عن صندل الخياط ، عن زيد الشحام قال : سألت أباعبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : « هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب (٣) » قال : أعطى سليمان ملكا عظيما ، ثم جرت هذه الآية في رسول الله (ص) ، فكان له أن يعطي ما شاء من شاء ، وأعطاه الله أفضل مما أعطى سليمان لقوله تعالى : « ما أتاكم (٤) الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » (٥).

٩ ـ ن : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن ياسر الخادم قال : قلت للرضا (ع) : ما تقول في التفويض؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر دينه ، فقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » فأما الخلق والرزق فلا ، ثم قال (ع) : إن الله عزوجل خالق كل شئ ، وهو يقول عزوجل : « الذي (٦) خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شئ سبحانه وتعالى عما يشركون » (٧).

١٠ ـ ير : محمد بن عبدالجبار ، عن البرقي ، عن فضالة ، عن ربعي ، عن القاسم بن محمد قال : إن الله أدب نبيه (ص) فأحسن تأديبه ، فقال : « خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (٨) » فلما كان ذلك أنزل الله : « إنك لعلي خلق عظيم (٩) » وفوض إليه

___________________

(١) الحشر : ٧.

(٢) اصول الكافى ١ : ٢٦٨.

(٣) ص ٣٩.

(٤) الحشر : ٧.

(٥) اصول الكافى : ٢٦٨.

(٦) في المصدر : كما في المصحف : الله الذى.

(٧) عيون الاخبار : ٣٢٦. والاية في سورة الروم : ٤٠.

(٨) الاعراف : ١٩٩.

(٩) القلم : ٤.

٧

أمر دينه فقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (١) » فحرم الله الخمر بعينها ، وحرم رسول الله (ص) كل مسكر فأجاز الله ذلك ، وكان يضمن على الله الجنة فيجيز الله ذلك له ، وذكر الفرائض فلم يذكر الجد فأطعمه رسول الله (ص) سهما فأجاز الله ذلك ، ولم يفوض إلى أحد من الانبياء غيره (٢).

١١ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن أبي عبدالله المؤمن ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله أدب نبيه (ص) حتى إذا أقامه على ما أراد ، قال له : « وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (٣) » فلما فعل ذلك له رسول الله (ص) زكاه الله فقال : « إنك لعلي خلق عظيم (٤) » فلما زكاه فوض إليه دينه فقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (٥) » فحرم الله الخمر ، وحرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كل مسكر ، فأجاز الله ذلك كله ، وإن الله أنزل الصلاة ، وإن رسول الله (ص) وقت أوقاتها ، فأجاز الله له ذلك (٦).

١٢ ـ ختص ، ير : ابن يزيد ومحمد بن عيسى ، عن زياد القندي ، عن محمد بن عمارة ، عن فضيل بن يسار قال : سألته كيف كان يصنع أمير المؤمنين عليه‌السلام بشارب الخمر؟ قال : كان يحده ، قلت : فإن عاد؟ قال : كان يحده : قلت : فإن عاد؟ قال : كان يحده ثلاث مرات ، فأن عاد كان يقتله ، قلت : كيف كان يصنع بشارب المسكر؟ قال مثل ذلك ، قلت : فمن شرب شربة مسكر كمن شرب شربة خمر؟ قال : سواء فاستعظمت ذلك ، فقال لي : يافضيل لا تستعظم ذلك ، فإن الله إنما بعث محمدا (ص)رحمة للعالمين والله ادب نبيه فأحسن تأديبه ، فلما ائتدب فوض إليه ، فحرم الله الخمر ، وحرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كل مسكر ، فأجاز الله ذلك له ، وحرم الله مكة ، وحرم رسول الله (ص)

___________________

(١) قد مر ذكر موضعه مرارا.

(٢) بصائر الدرجات : ١١١.

(٣) الاعراف : ١٩٩.

(٤) القلم : ٤.

(٥) تقدم ذكر موضعه قبلا.

(٦) بصائر الدرجات : ١١١.

٨

المدينة ، فأجاز الله كله له ، وفرض الله الفرائض من الصلب ، فأطعم رسول الله (ص) الجد ، فأجاز ذلك كله له ، ثم قال له : يافضيل حرف وما حرف : من يطع الرسول فقد أطاع الله (١).

١٣ ـ ير : ابن يزيد ، عن زياد القندي ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله مثله (٢).

١٤ ـ ير : محمد بن الحسن ، عن جعفر بن بشير ، عن ابن بكير ، عن زرارة قال : سألت أبا جعفر (ع) عن أشياء من الصلاة والديات والفرائض ، وأشياء من أشباه هذا ، فقال : إن الله فوض إليه نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

١٥ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن حمران عنه عليه‌السلام مثله (٤).

١٦ ـ ير : بعض أصحابنا (٥) ، عن محمد بن الحسن ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن إسماعيل بن عبدالعزيز قال : قال لي جعفر بن محمد (ع) : إن رسول الله (ص) كان يفوض إليه ، إن الله تبارك وتعالى فوض إلى سليمان(ع) ملكه ، فقال : « هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب » (٦) وإن الله فوض إلى محمد (ص) نبيه فقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » فقال رجل : إنما كان رسول الله (ص) مفوضا إليه في الزرع والضرع ، فلوى جعفر عليه‌السلام عن عنقه مغضبا ، فقال : في كل شئ ، والله في كل شئ (٧).

١٧ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن النضر ، عن عبدالله بن سليمان ، أو عمن رواه ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله أدب محمدا (ص) تأديبا ففوض

___________________

(١) الاختصاص : مخطوط. بصائر الدرجات : ١١٢.

(٢) بصائر الدرجات : ١١٢.

(٣) بصائر الدرجات : ١١١.

(٤) بصائر الدرجات : ١١١.

(٥) في المصدر : بعض أصحابه.

(٦) ص : ٣٩.

(٧) بصائر الدرجات : ١١١ و ١١٢.

٩

إليه الامر ، وقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (١) » وكان مما أمره الله في كتابه فرائض الصلب وفرض رسول الله (ص) للجد ، فأجاز الله ذلك له ، وحرم الله في كتابه الخمر بعينها ، وحرم رسول الله (ص) كل مسكر فأجاز الله ذلك له (٢).

١٨ ـ ير : عبدالله بن عامر ، عن البرقي ، عن الحسن بن عثمان ، عن محمد بن الفضيل ، عن الثمالي قال : قرأت هذه الآية على أبي جعفر (ع) : « ليس لك من الامر شئ (٣) » فول الله لنبيه (ص) ، وأنا اريد أن أسأله عنها ، فقال أبوجعفر عليه‌السلام : بلى ، وشئ وشئ مرتين ، وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله إليه دينه فقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » فما أحل رسول الله (ص) فهو حلال ، وما حرم فهو حرام (٤).

١٩ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن عذافر ، عن عبدالله بن سنان ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر (ع) قال : إن الله تبارك وتعالى أدب محمدا (ص) فلما تأدب فوض إليه ، فقال تبارك وتعالى : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (٥) » وقال : « من يطع الرسول فقد أطاع الله (٦) » فكان فيما فرض في القرآن فرائض الصلب ، وفرض رسول الله (ص) فرائض الجد ، فأجاز الله ذلك (٧) له في أشياء كثيرة ، فما حرم رسول الله صلى الله عليه آله فهو بمنزلة ما حرم الله (٨).

ير : إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن محمد بن عذافر ، عن رجل من

___________________

(١) الحشر : ٧.

(٢) بصائر الدرجات : ١١٢.

(٣) آل عمران : ١٢٨.

(٤) بصائر الدرجات : ١١٢.

(٥) الحشر : ٥.

(٦) النساء : ٨٠.

(٧) في المصدر : فأجاز الله ذلك ، وأنزل في القرآن تحريم الخمر بعينها ، فحرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تحريم المسكر فأجاز الله له ذلك في أشياء كثيرة.

(٨) بصائر الدرجات : ١١٢.

١٠

أخواننا ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (١).

٢٠ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان عن ابن خنيس ، عن أبي عبدالله (ع) قال : ما أعطي الله نبيا شيئا إلا وقد أعطاه محمدا (ص) قال لسليمان بن داود عليه‌السلام : « فامنن أو أمسك بغير حساب (٢) » وقال لمحمد (ص) : «ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » (٣).

٢١ ـ ير : ابن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام (٤) قال : إن الله خلق محمدا طاهرا ، ثم أدبه حتى قومه على ما أراد ، ثم فوض إليه الامر فقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » فحرم الله الخمر بعينها ، وحرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المسكر من كل شراب ، وفرض الله فرائض الصلب ، وأعطي رسول الله (ص) الجد ، فأجاز الله له ذلك ، وأشياء ذكرها من هذا الباب (٥).

٢٢ ـ شي : عن جابر الجعفي قال : قرأت عند أبي جعفر عليه‌السلام قول الله عزوجل : « ليس لك من الامر شئ (٦) » قال : بلى ، والله إن له من الامر شيئا وشيئا وشيئا ، و ليس حيث ذهبت ، ولكني أخبرك أن الله تبارك وتعالى لما أمر نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يظهر ولاية علي عليه‌السلام فكر في عداوة قومه له ، ومعرفته بهم ، وذلك للذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله : كان أول من آمن برسول الله (ص) وبمن أرسله ، وكان أنصر الناس لله ولرسوله ، وأقتلهم لعدوهما ، وأشدهم بغضا لمن خالفهما ، وفضل علمه الذي لم يساوه

___________________

(١) بصائر الدرجات : ١١٢. والزيادة التى ذكرنا في الهامش المتقدم موجودة في هذا الطريق أيضا ، وفيه إيضا : وأشياء كثيرة وكل ما حرم.

(٢) ص ٣٩.

(٣) بصائر الدرجات : ١١٢. والاية قد أشرنا إلى موضعها آنفا.

(٤) في المصدر : سألت أباعبدالله عليه‌السلام عن قوله : إن الله فوض الامر إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » قال : إن الله اه.

(٥) بصائر الدرجات ١١٢ و ١١٣.

(٦) آل عمران : ١٢٨.

١١

أحد ، ومناقبه التي لا تحصى شرفا ، فلما فكر النبي (ص) في عداوة قومه له في هذه الخصال وحسدهم له عليها ضاق عن ذلك (١) ، فأخبر الله أنه ليس له من هذا الامر شئ ، إنما الامر فيه إلى الله أن يصير عليا عليه‌السلام وصيه وولي الامر بعده ، فهذا عني الله ، وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله إليه أن جعل ما أحل فهو حلال ، وما حرم فهو حرام ، قال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » (٢).

٢٣ ـ شي : عن جابر قال : قلت لابي جعفر (ع) قوله لنبيه (ص) : « ليس لك من الامر شئ (٣) » فسره لي ، قال : فقال أبوجعفر (ع) : لشئ قاله الله. ولشئ أراده الله ، ياجابر إن رسول الله (ص) كان حريصا على (٤) أن يكون علي (ع) من بعده على الناس ، و كان عند الله خلاف ما أراد رسول الله (ص) ، قال : قلت : فما معنى ذلك؟ قال : نعم عنى بذلك قول الله لرسوله : « ليس لك من الامر شئ » يامحمد الامر في علي أو في غيره ، ألم أتل عليك يامحمد فيما أنزلت من كتابي إليك « آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون (٥) » إلى قوله : « فليعلمن » قال : فوض (٦) رسول الله الامر إليه (٧).

___________________

(١) في البرهان : فعاق عن ذلك صدره. أقول : الظاهر أن عاق مصحف ضاق.

(٢) تفسير العياشى : مخطوط ، وقد أخرجه البحرانى في تفسير البرهان ١ : ٣١٤.

(٣) آل عمران : ١٢٨.

(٤) أى كان النبى(ص) حريصا على أن تقع خلافته خارجا كما أمره الله تشريعا ، وكان عند الله خلاف ذلك بأنه علم أنها ستغصب منه وأن الامة تفتنون بذلك.

(٥) العنكبوت : ٢.

(٦) فوض على بناء المجهول ، ورسول الله مرفوع به ، وقوله : الامر إليه بدل اشتمال ، فالضمير المجرور راجع إلى رسول الله (ص) ، ويمكن أن يقرأ على بناء المعلوم بأن يكون الضمير راجعا إلى على(ع) والاول أظهر ، منه رحمه‌الله. أقول : ويمكن أن يكون الضمير راجعا إلى الله على الثاني ، فيكون المعنى فوض رسول الله الامر إلى الله تعالى ، وفى تفسير البرهان الحديث هكذا : قال رسول الله : الامر إليه.

(٧) تفسير العياشى : مخطوط ، وأخرجه البحرانى أيضا في تفسير البرهان ١ : ٣١٤.

١٢

٢٤ ـ شى : عن الجرمي (١) ، عن أبي جعفر (ع) أنه قرأ : ليس لك من الامر شئ أن تتوب عليهم أو تعذبهم (٢) فإنهم ظالمون (٣).

٢٥ ـ كشف : من مناقب الخوارزمي ، عن جابر قال : قال رسول الله (ص) : إن الله لما خلق السماوات والارض دعاهن فأجبنه ، فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقبلتاهما ، ثم خلق الخلق وفوض إلينا أمر الدين ، فالسعيد من سعد بنا ، والشقي من شقي بنا ، نحن المحلون لحلاله ، والمحرمون لحرامه (٤).

أقول : سيأتي سائر أخبار التفويض والكلام عليها في كتاب الامامة إنشاء الله تعالى.

٢٦ ـ ع : الطالقاني ، عن أبي صالح الحذاء (٥) ، عن محمد بن إدريس الحنظلي ، عن محمد بن عبدالله (٦) ، عن حميد الطويل ، عن أنس قال : جاء رجل من أهل البادية ـ وكان عجبنا أن يأتي الرجل من أهل البادية يسأل النبي (ص) ـ فقال يارسول الله : متى قيام الساعة؟ فحضرت الصلاة ، فلما قضى (٧) صلاته قال : أين السائل عن الساعة؟ قال : أنا يارسول الله ، قال : فما أعددت لها؟ قال : والله ما أعددت لها من كثير عمل : صلاة ولا صوم ، إلا أني احب الله ورسوله ، فقال له النبي (ص) : المرء مع من أحب ، قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الاسلام بشئ أشد من فرحهم بهذا (٨).

٢٧ ـ ع : بإسناده (٩) عن الحكم بن أبي ليلي قال : قال رسول الله (ص) : لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه ، ويكون عترتي أحب إليه من عترته ، ويكون

___________________

(١) لم نظفر في أصحاب الامام الباقر (ع) على من يكون لقبه الجرمى والرجل مجهول ، ومتن الحديث يخالف ما عليه المسلمون ، وهو قراءة شاذة لم تثبت عن الباقر عليه‌السلام.

(٢) في البرهان : أن يتوب عليهم أو يعذبهم.

(٣) تفسير العياشى : مخطوط ، وأخرجه البحرانى في تفسير البرهان ١ : ٣١٤.

(٤) كشف الغمة : ٨٥.

(٥) في المصدر : حدثنا أبوأحمد القاسم بن بندار المعروف بأبي صالح الحذاء.

(٦) في المصدر : محمد بن عبدالله بن المثني بن عبدالله بن أنس بن مالك الانصارى.

(٧) أى أداها.

(٨) علل الشرائع : ٥٨.

(٩) الحديث مسند في المصدر ، لم يذكر إسناده المصنف اختصارا.

١٣

أهلي أحب إليه من أهله ، ويكون ذاتي أحب إليه من ذاته (١).

٢٨ ـ ع : ابن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبدالله بن الفضل ، عن شيخ من أهل الكوفة ، عن جده من قبل أمه واسمه سليمان بن عبدالله الهاشمي قال : سمعت محمد بن علي (ع) يقول : قال رسول الله (ص) للناس وهم مجتمعون عنده : أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة ، وأحبوني لله عزوجل ، وأحبوا قرابتي لي (٢).

أقول : سيأتي الاخبار الكثيرة في باب ثواب حب آل محمد عليهم‌السلام.

٢٩ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي ، عن موسى بن عبدالله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه عبدالله بن الحسن ، عن أبيه وخاله علي ابن الحسين ، عن الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب ، عن أبيهما علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : جاء رجل من الانصار إلى النبي (ص) فقال : يارسول ما أستطيع فراقك ، وإني لادخل منزلي فأذكرك فأترك ضيعتي ، وأقبل حتى أنظر إليك حبا لك ، فذكرت إذا كان يوم القيامة وادخلت الجنة ، فرفعت في أعلي عليين ، فكيف لي بك يانبي الله؟ فنزل : « ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا (٣) » فدعا النبي (ص) الرجل فقرأها عليه وبشره بذلك (٤).

___________________

(١) علل الشرائع : ٥٨.

(٢) علل الشرائع : ٢٠٠.

(٣) النساء : ٦٩.

(٤) مجالس الشيخ : ٣٩ و ٤٠.

١٤

( باب ١٤ )

* ( آداب العشرة معه صلى‌الله‌عليه‌وآله وتفخيمه وتوقيره في حياته ) *

* ( وبعد وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله ) *

الايات : النور « ٢٤ » : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك اولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم * لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو اذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم. ٦٢ و ٦٣.

الاحزاب « ٣٣ » : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما ٥٣ ـ إلى قوله تعالى ـ : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما * إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ٥٧ ـ إلى قوله تعالى ـ : يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عندالله وجيها ٦٩.

الفتح « ٤٨ » : إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا ٨ و ٩.

الحجرات « ٤٩ » : يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا

١٥

له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون * إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم * إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون * ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم ١ ـ ٥.

المجادلة « ٥٨ » : ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عظيم * ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوي ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير * يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون * إنما النجوي من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون * يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشروا فانشروا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير * يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم * ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون ٧ ـ ١٢.

تفسير : قال البيضاوي : « إنما المؤمنون » أي الكاملون في الايمان « الذين آمنوا بالله ورسوله » من صميم قلوبهم « وإذا كانوا معه على أمر جامع » كالجمعة والاعياد والحروب والمشاورة في الامور « لم يذهبوا حتى يستأذنوه » يستأذنوا رسول الله (ص) فيأذن لهم ، و اعتباره في كمال الايمان ، لانه كالمصداق لصحته ، والمميز للمخلص فيه والمنافق (١) ،

___________________

(١) في المصدر : والمميز للمخلص فيه عن المنافق.

١٦

فإن ديدنه التسلل (١) والفرار ، ولتعظيم الجرم في الذهاب عن مجلسه بغير إذنه ، ولذلك أعاده مؤكدا على اسلوب أبلغ فقال : « إن الذين يستأذنونك اولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله » فإنه يفيد أن المستأذن مؤمن لا محالة ، وإن الذاهب بغير إذن ليس كذلك « فإذا استأذنوك لبعض شأنهم » ما يعرض لهم من المهام ، وفيه أيضا مبالغة وتضييق للامر « فأذن لمن شئت منهم » تفويض للامر إلى رأي الرسول (ص) ، واستدل به على أن بعض الاحكام مفوضة إلى رأيه ، ومن منع ذلك قيد المشية بأن تكون تابعة لعلمه بصدقه ، وكأن المعنى فأذن لمن علمت أن له عذرا « واستغفر لهم الله » بعد الاذن ، فإن الاستيذان ولو لعذر قصور ، لانه تقديم لامر الدنيا على أمر الدين « إن الله غفور » لفرطات العباد « رحيم » بالتيسير عليهم «لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا » لا تقيسوا دعائه إياكم على دعاء بعضكم بعضا في جواز الاعراض والمساهلة في الاجابة ، والرجوع بغير إذن ، فإن المبادرة إلى إجابته واجبة ، والمراجعة بغير إذنه محرمة ، وقيل : لا تجعلوا انداءه وتسميته كنداء بعضكم بعضا باسمه ، ورفع الصوت (٢) والنداء وراء الحجرات ، ولكن بلقبه المعظم مثل يانبي الله ويارسول الله ، مع التوقير والتواضع ، وخفض الصوت ، أولا تجعلوا دعاءه عليكم كدعاء بعضكم على بعض فلا تبالوا بسخطه ، فإنه مستجاب (٣) ، أو لا تجعلوا دعائه لله كدعاء صغيركم كبيركم يجيبه مرة ويرده اخرى ، فإن دعاءه موجب (٤) « قد يعلم الله الذين يتسللون منكم » يتسللون قليلا قليلا من الجماعة ، ونظير تسلل : تدرج (٥) « لواذا » ملاوذة بأن يستتر بعضهم ببعض حتى يخرج ، أو يلوذ بمن يؤذن له فينطلق معه ، كأنه تابعه ، وانتصابه على الحال « فليحذر الذين يخالفون عن أمره » بترك مقتضاه ، ويذهبون سمتا على خلاف سمته ، و (عن) لتضمنه معنى الاعراض ، أو يصدون عن أمره دون المؤمنين من خالفه عن الامر إذا صد عنه دونه ، وحذف المفعول لان المقصود بيان المخالف عنه ، والضمير لله فإن الامر

___________________

(١) التسلل : الخروج خفية واحدا بعد واحد.

(٢) ورفع الصوت به.

(٣) في المصدر : فلا تنالوا بسخطه فان دعاءه موجب.

(٤) فان دعاءه مستجاب.

(٥) في المصدر : تدرج وتدخل.

١٧

له حقيقة ، أو للرسول فإنه المقصود بالذكر « أن تصيبهم فتنة » محنة في الدنيا « أو يصيبهم عذاب أليم » في الآخرة (١).

وقال في قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم » أي إلا وقت أن يؤذن لكم ، أو إلا مأذونا لكم « إلى طعام » متعلق بيؤذن ، لانه متضمن معنى يدعى ، للاشعار بأنه لا يحسن الدخول على الطعام من غير دعوة وإن أذن كما أشعر به قوله : « غير ناظرين إناه » غير منتظرين وقته ، أوإدراكه حال (٢) من فاعل (لا تدخلوا) أو المجرور في (لكم) وقرء بالجر صفة لطعام « ولكن إذا دعيتم فادخلوا وإذا طمعمتم فانتشروا » تفرقوا ولا تمكثوا ، والآية خطاب لقوم كانوا يتحينون طعام رسول الله (ص) فيدخلون ويقعدون منتظرين لادراكه مخصوصة بهم وبأمثالهم ، وإلا لما جاز لاحد أن يدخل بيوته بالاذن لغير الطعام ، ولا اللبث بعد الطعام لمهم « ولا مستأنسين لحديث » بعضكم (٣) بعضا ، أو لحديث أهل البيت بالتسمع له « إن ذلكم » اللبث « كان يؤذي النبي » لتضييق المنزل عليه وعلى أهله ، واشتغاله في ما لا يعنيه « فيستحيي منكم » من إخراجكم بقوله : « والله لا يستحيي من الحق » يعني إن إخراجكم حق فينبغي أن لا بترك حياء ، كما لم يتركه الله ترك الحيي فأمركم بالخروج « وإذا سألتموهن متاعا » شيئا ينتفع به « فاسألوهن » المتاع « من وراء حجاب » ستر « ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن » من الخواطر الشيطانية « وما كان لكم » وما صح لكم أن « تؤذوا رسول الله » أن تفعلوا ما يكرهه « ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا » من بعد وفاته أو فراقه « إن ذلكم » يعني إيذاؤه ونكاح نسائه « كان عند الله عظيما » ذنبا عظيما (٤) « إن تبدوا شيئا » لنكاحهن على ألسنتكم « أو تخفوه » في صدوركم « فإن الله كان بكل شئ عليما » فيعلم ذلك فيجازيكم به « لا جناح عليهن في آبائهن

___________________

(١) أنوار التنزيل ٢ : ١٥٣ و ١٥٤.

(٢) في المصدر : وهو حال.

(٣) في المصدر : لحديث بعضكم بعضا.

(٤) في المصدر : بعد قوله عظيما : وفيه تعظيم من الله لرسوله وإيجاب لحرمته حيا وميتا ، ولذلك بالغ في الوعيد عليه : فقال « إن تبدوا شيئا » كنكاحهن على السنتكم.

١٨

ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبنآء أخواتهن » استيناف لمن لا يجب الاحتجاب عنهم ، روي أنه لما نزلت آية الحجاب قال الآباء والابناء والاقارب : يارسول الله أو نكلمهن أيضا من وراء حجاب؟ فنزلت ، وإنما لم يذكر العم والخال لانهما بمنزلة الوالدين ، ولذلك سمي العم أبا (١) ، أو لانه كره ترك الاحتجاب منهما مخافة أن يصفا لابنائهما « ولا نسائهن » ولا نساء المؤمنات (٢) « ولا ما ملكت أيمانهن » من العبيد و الاماء ، وقيل : من الاماء ، خاصة « واتقين الله » فيما امرتن به « إن الله كان على كل شئ شهيدا » لا تخفى عليه خافية (٣).

« إن الله وملائكته يصلون على النبي » قال الطبرسي رحمه‌الله : معناه إن الله يصلي على النبي ويثني عليه بالثناء الجميل ويبجله بأعظم التبجيل ، وملائكته يصلون عليه و يثنون عليه بأحسن الثناء ، ويدعون له بأزكى الدعاء « يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما » قال أبوحمزة الثمالي : حدثني السدي وحميد بن سعد الانصاري وبريد ابن أبي زياد ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة قال : لما نزلت هذه الآية قلنا : يارسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه ، كيف الصلاة عليك (٤)؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، و بارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

وعن أبي بصير قال : سألت أباعبدالله (ع) عن هذه الآية فقلت : كيف صلاة الله على رسوله ، فقال : يا أبا محمد تزكيته له في السماوات العلى فقلت : قد عرفت صلاتنا عليه فكيف التسليم؟ فقال : هو التسليم له في الامور.

فعلى هذا يكون معنى قوله : « وسلموا تسليما » انقادوا لامره ، وابذلوا الجهد في

___________________

(١) في المصدر : ولذلك سمى العم أبا في قوله تعالى : « وإله آبائك ابراهيم واسماعيل و إسحاق ».

(٢) في المصدر : يعنى نساء المؤمنات.

(٣) أنوار التنزيل ٢ : ٢٧٨ و ٢٧٩.

(٤) في المصدر : فكيف الصلاة عليك.

١٩

طاعته وجميع ما يأمركم به ، وقيل : معناه سلموا عليه بالدعاء ، أي قولوا : السلام عليك يارسول الله.

« إن الذين يؤذون الله ورسوله » قيل : هم المنافقون والكافرون ، والذين وصفوا الله بما لا يليق به ، وكذبوا رسله ، وكذبوا عليه (١) ، وإن الله عزوجل لا يلحقه أذى ، ولكن لما كانت مخالفة الامر فيما بيننا تسمى إيذاء خوطبنا بما نتعارفه (٢) ، وقيل : معناه يؤذون رسول الله ، فقدم ذكر الله على وجه التعظيم إذ جعل أذى له تشريفا له وتكريما ، « لعنهم الله في الدنيا والآخرة » أي يبعدهم الله من رحمته ، ويحل بهم وبال نقمته بحرمان زيادات الهدى في الدنيا ، والخلود في النار في الآخرة « وأعد لهم » في الآخرة « عذابا مهينا » أي مذلا « ولا تكونوا كالذين آذوا موسى » أي لا تؤذوا محمدا كما آذى بنو إسرائيل موسى عليه‌السلام (٣).

أقول : قد مضى إيذائهم موسى عليه‌السلام في كتاب النبوة.

وقال رحمه‌الله في قوله تعالى : « وتعزروه » أي تنصروه بالسيف واللسان ، والهاء تعود إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « وتوقروه » أي تعظموه وتبجلوه « وتسبحوه بكرة وأصيلا » أي تصلوا لله بالغدوة والعشي (٤) ، وكثير من القراء اختاروا الوقف على « وتوقروه » لاختلاف الضمير فيه وفيما بعده ، وقيل : « وتعزروه » أي وتنصروا الله « وتوقروه » أي وتعظموه وتطيعوه ، فتكون الكنايات متفقة (٥).

وقال رحمه‌الله في قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا » نزلت في وفد تميم وهم عطارد بن حاجب بن زرارة في أشراف من بني تميم ، منهم الاقرع بن حابس ، والزبرقان ابن بدر ، وعمرو بن الاهتم ، وقيس بن عاصم في وفد عظيم : فلما دخلوا المسجد نادوا

__________________

(١) في المصدر بعد قوله : كذبوا عليه : فعلى هذا يكون معنى يؤذون الله يخالفون أمره و يصفونه بما هو منزه عنه ويشبهونه بغيره ، فإن الله عز اسمه لا يلحقه أذى.

(٢) زاد في المصدر هنا ، وقيل يؤذون الله يلحدون في اسمائه وصفاته.

(٣) مجمع البيان ٨ : ٣٦٩ ـ ٣٧٢.

(٤) زاد هنا في المصدر : وقيل معناه وتنزهوه عما لا يليق به.

(٥) مجمع ٩ : ١١٢.

٢٠