بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٢ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى : « وإن كان كبر عليك اعراضهم » قال : كان رسول الله (ص) يحب إسلام الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف ، دعاه رسول الله (ص) وجهد به أن يسلم فغلب عليه الشقاء فشق ذلك على رسول الله (ص) ، فأنزل الله « وإن كان كبر عليك إعراضهم » إلى قوله : « نفقا في الارض » يقول : سربا ، وقال علي بن إبراهيم في قوله : « نفقا في الارض أو سلما في السماء » قال : إن قدرت أن تحفر الارض أو تصعد السماء أي لا تقدر على ذلك ، ثم قال : « ولو شاء الله لجمعهم على الهدى » أي جعلهم كلهم مؤمنين وقوله : « فلا تكونن من الجاهلين (١) » مخاطبة للنبى (ص) والمعنى للناس (٢).

٣ ـ فس : قوله : « ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي » الآية ، فإنه كان سبب نزولها أنه كان بالمدينة قوم فقراء مؤمنون يسمون أصحاب الصفة ، وكان رسول الله (ص) أمرهم أن يكونوا في صفة يأوون إليها ، وكان رسول الله (ص) يتعاهدهم بنفسه ، وربما حمل إليهم ما يأكلون ، وكانوا يختلفون إلى رسول الله (ص) فيقربهم ويقعد معهم ويؤنسهم ، وكان إذا جاء الاغنياء والمترفون من أصحابه ينكروا عليه (٣) ذلك ، و يقولوا له : اطردهم عنك ، فجاء يوما رجل من الانصار إلى رسول الله (ص) وعنده رجل من

___________________

ما قلته حقا فبئس ما صنع ، فاغتم قتادة من ذلك ورجع إلى عمه وقال : ياليتنى مت ولم أكن كلمت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في هذا ، فأنزل الله تعالى : « إنا أنزلنا ».

ثم ذكر الايات إلى قوله : « وكان فضل الله عليك عظيما » والظاهر أن قوله : يلاقونه مصحف يلائمونه ، وقوله : أشتر بن عروة وقول القمى : أسيد بن عروة مصحفان عن أسير بن عروة ، قال ابن الاثير في اسد الغابة ١ : ٩٥ : أسير بن عروة ـ وقيل : ابن عمرو ـ بن سواد بن الهيثم بن ظفر بن سواد الانصارى الظفرى الاوسى ، روى الواقدى باسناده عن محمود بن لبيد قال كان أسير بن عروة رجلا منطيقا ، ثم ذكر ملخص الخبر ثم قال : أخرجه أبوعمر وأبوموسى الا أن أباموسى جعل الترجمة أسير بن عمرو ، وقيل : ابن عروة ، وجعلها أبوعمر أسير بن عروة حسب وهما واحد.

(١) الانعام : ٣٥.

(٢) تفسير القمى : ١٨٥.

(٣) أنكروا عليه خ ل وهو الموجود في المصدر.

٨١

أصحاب الصفة (١) قد لزق برسول الله (ص) ، ورسول الله يحدثه ، فقعد الانصاري بالبعد منهما ، فقال له رسول الله (ص) : تقدم فلم يفعل فقال له رسول الله (ص) : لعلك خفت أن يلزق فقره بك؟ فقال الانصاري : اطرد هؤلاء عنك ، فأنزل الله : « ولا تطرد الذين يدعون ربهم » الآية ، ثم قال : « وكذلك فتنا بعضهم ببعض » أي اختبرنا الاغنياء بالغنى لننظر كيف مواساتهم للفقراء ، وكيف يخرجون ما فرض الله عليهم في أموالهم ، واختبرنا الفقراء لننظر كيف صبرهم على الفقر وعما في أيدي الاغنياء « ليقولوا » أي الفقراء « أهؤلاء » الاغنياء « من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين » ثم فرض الله على رسوله أن يسلم على التوابين الذين عملوا السيئات ثم تابوا ، فقال : « وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة » يعني أوجب الرحمة لمن تاب ، والدليل على ذلك قوله : « أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم » (٢).

٤ ـ فس : « وإما ينزغنك من الشيطان نزغ (٣) » قال : إن عرض في قلبك منه شئ ووسوسة (٤).

٥ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر (ع) في قوله : « عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين (٥) » يقول : تعرف أهل العذر والذين جلسوا بغير عذر (٦).

٦ ـ فس : أبي ، عن عمرو بن سعيد الراشدي (٧) ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما اسري برسول الله (ص) إلى السماء وأوحى (٨) الله إليه في علي (ع)

___________________

(١) رجل من أصحابه من أصحاب الصفة خ ل.

(٢) تفسير القمى : ١٨٩ و ١٩٠ والايات في سورة الانعام : ٥٢ ـ ٥٤.

(٣) الاعراف : ٢٠٠.

(٤) تفسير القمى : ٢٣٤.

(٥) التوبة : ٤٣.

(٦) تفسير القمى : ٢٦٩.

(٧) في المصدر : عمران بن سعيد الراشدى ولم اتحقق أيهما صحيح.

(٨) فأوحى الله خ ل وهو الموجود في المصدر.

٨٢

ما أوحى من شرفه وعظمه عند الله ورد إلى البيت المعمور ، وجمع له النبيين ، وصلوا (١) خلفه عرض في نفسه (٢) من عظم ما أوحى إليه في علي (ع) ، فأنزل الله « فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك » يعني الانبياء فقد أنزلنا عليهم في كتبهم من فضله ما أنزلنا في كتابك « لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من من الممترين * ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين (٣) » فقال الصادق عليه‌السلام : فوالله ما شك ولا سأل (٤).

٧ ـ فس : « ولا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا (٥) » أي في النار ، وهو مخاطبة للنبي (ص) ، والمعنى للناس ، وهو قول الصادق (ع) : إن الله بعث نبيه بإياك أعني واسمعي ياجارة (٦).

٨ ـ فس : « فتلقى في جهنم ملوما مدحورا (٧) » فالمخاطبة للنبي (ص) ، و المعنى للناس ، قوله : « وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره » قال : يعني أمير المؤمنين (ع) « وإذا لاتخذوك خليلا » أي صديقا لو أقمت غيره ، ثم قال : « ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * وإذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات (٨) » من يوم الموت إلى أن تقوم الساعة (٩).

٩ ـ فس : « ولقد اوحي إليك » إلى قوله : « من الخاسرين (١٠) » فهذه مخاطبة للنبي (ص) ، والمعنى لامته ، والدليل على ذلك قوله : « بل الله فاعبد وكن من

___________________

(١) في المصدر : فصلوا.

(٢) في نفس رسول الله خ ل وهو الموجود في المصدر.

(٣) يونس : ٩٤ و ٩٥.

(٤) تفسير القمى : ٢٩٢ و ٢٩٣.

(٥) الاسراء : ٢٢.

(٦) تفسير القمى : ٣٨٠.

(٧) الاسراء : ٣٩.

(٨) الاسراء : ٧٢ ـ ٧٥.

(٩) تفسير القمى : ٣٨٢ و ٣٨٦.

(١٠) الزمر : ٦٥.

٨٣

الشاكرين (١) » وقد علم أن نبيه (ص) يعبده ويشكره ، ولكن استعبد نبيه (ص) بالدعاء إليه تأديبا لامته.

حدثنا جعفر بن أحمد ، عن عبدالكريم بن عبدالرحيم ، عن محمد بن علي ، عن محمد ابن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين (٢) » قال : تفسيرها لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي عليه‌السلام من بعدك ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين (٣).

١٠ ـ فس : أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن الثمالي ، عن أبي الربيع قال : سأل نافع أباجعفر عليه‌السلام فقال : أخبرني عن قول الله : « واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون (٤) » من الذي (٥) سأل محمد (ص) (٦) وكان بينه وبين عيسى (ع) خمسمائة سنة؟ قال : فتلا أبوجعفر (ع) هذه الآية : « سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا (٧) » فكان من الآيات التي أراها الله محمدا (ص) حين اسري به إلى بيت المقدس أن حشر الله الاولين والآخرين من النبيين والمرسلين ، ثم أمر جبرئيل فأذن شفعا وأقام شفعا ، ثم قال في إقامته حي على خير العمل ، ثم تقدم محمد (ص) فصلى بالقوم ، فأنزل الله عليه : « واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون » فقال لهم رسول الله (ص) : علام تشهدون؟ وما كنتم تعبدون؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك رسول الله أخذت على ذلك مواثيقنا وعهودنا ، قال نافع : صدقت يا أباجعفر (٨).

___________________

(١) الزمر : ٦٦.

(٢) الزمر : ٦٥.

(٣) تفسير القمى : ٥٧٩ و ٥٨٠.

(٤) الزخرف : ٤٥.

(٥) من ذا الذى خ ل.

(٦) رسول الله خ ل في المواضع.

(٧) الاسراء : ١.

(٨) تفسير القمى : ٦١٠ و ٦١١ وفيه : صدقت يامحمد ياباجعفر.

٨٤

١١ ـ فس : « قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين (١) » يعني أول الآنفين له أن يكون له ولد (٢).

١٢ ـ فس : قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى : « ثم جعلناك على شريعة من الامر » إلى قوله : « لن يغنوا عنك من الله شيئا » (٣) بهذا تأديب لرسول الله (ص) و المعنى لامته (٤).

١٣ ـ فس : « عبس وتولى * أن جاءه الاعمى » قال : نزلت في عثمان وابن ام مكتوم ، وكان ابن ام مكتوم مؤذن رسول الله (ص) ، وكان أعمى وجاء (٥) إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أصحابه وعثمان عنده ، فقدمه رسول الله (ص) على عثمان ، فعبس عثمان وجهه وتولى عنه ، فأنزل الله : « عبس وتولى » يعني عثمان « أن جاءه الاعمى * وما يدريك لعله يزكى » أي يكون طاهرا أزكى « أو يذكر » قال : يذكره رسول الله (ص) « فتنفعه الذكرى » ثم خاطب عثمان فقال : « أما من استغنى فأنت له تصدى » قال : أنت إذا جاءك غني تتصدى له وترفعه « وما عليك ألا يزكى » أي لا تبالي زكيا كان أو غير زكي إذا كان غنيا « وأما من جاءك يسعى » يعني ابن ام مكتوم « وهو يخشى * فأنت عنه تلهى (٦) » أي تلهو ولا تلتفت إليه (٧).

١٤ ـ فس : « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي » إلى قوله : « والله عليم حكيم (٨) » فإن العامة رووا أن رسول الله (ص) كان في الصلاة فقرأ سورة النجم في المسجد الحرام وقريش يستمعون لقراءته ، فلما انتهى إلى هذه الآية : « أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى » أجرى إبليس على لسانه فإنها الغرانيق العلى (٩) * وإن شفاعتهن لترتجى ، ففرحت قريش وسجدوا ، وكان في القوم الوليد بن المغيرة المخزومي و هو شيخ كبير فأخذ كفا من حصى فسجد عليه وهو قاعد ، وقالت قريش : قد أقر محمد بشفاعة

___________________

(١) الزخرف : ٨١. (٢) تفسير القمى : ٦١٤.

(٣) الجاثية : ١٨ و ١٩. (٤) تفسير القمى : ٦١٨ و ٦١٩.

(٥) فجاء خ ل وهو الموجود في المصدر. (٦) عبس : ١ ـ ١٠ ،

(٧) تفسير القمى : ٧١١ و ٧١٢. (٨) الحج : ٥٢.

(٩) الاولى خ ل.

٨٥

اللات والعزى ، قال : فنزل جبرئيل (ع) فقال له : قرأت ما لم انزل عليك (١) ، وأنزل عليه « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان (٢) ».

وأما الخاصة (٣) فإنه روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن رسول الله (ص) أصابه خصاصة (٤) فجاء إلى رجل من الانصار فقال له : هل عندك من طعام؟ فقال : نعم يارسول الله ، وذبح له عناقا وشواه ، فلما أدناه منه (٥) تمنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يكون معه علي وفاطمة والحسن والحسين (ع) ، فجاء أبوبكر وعمر ، ثم جاء علي (ع) بعدهما ، فأنزل الله في ذلك : « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي » ولا محدث (٦) « إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته » يعني أبابكر وعمر « فينسخ الله ما يلقي الشيطان » يعني لما جاء علي عليه‌السلام بعدهما ، « ثم يحكم الله آياته للناس » يعني ينصر الله أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ثم قال : « ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة » يعني فلانا وفلانا « للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم » يعني إلى الامام المستقيم ، ثم قال : « ولا يزال الذين كفروا في مرية منه » أي في شك من أمير المؤمنين حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم قال : العقيم : الذي لا مثل له في الايام ، ثم قال : « الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا » قال : ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والائمة عليهم‌السلام « فاولئك لهم عذاب مهين » (٧).

بيان : قال في النهاية : الغرانيق ههنا : الاصنام ، وهي في الاصل المذكور من طير الماء ، واحدها غرنوق وغرنيق سمي به لبياضه ، وقيل : هو الكركي (٨) ، والغرنوق أيضا :

___________________

(١) ما لم أنزل به عليك خ ل. (٢) الحج : ٥٢.

(٣) الخاص خ ل. (٤) الخصاصة : الفقر.

(٥) في المصدر : فلما دنا منه.

(٦) قد يحتمل أن يكون قوله : ولا محدث من زيادات الراوى؟ والا يدل على التحريف وهو خلاف ما اجمع عليه الشيعة الامامية بل المسلمون ، والحديث كما ترى مرسل ولو كان مسندا لما كان يوجب علما ولا عملا.

(٧) تفسير القمى : ٤٤١ و ٤٤٢.

(٨) الكركى بالضم : طائر كبير أغبر اللون طويل العنق والرجلين ، أبتر الذنب ، قليل اللحم يأوى إلى الماء أحيانا.

٨٦

الشاب الناعم الابيض ، وكانوا يزعمون أن الاصنام تقربهم من الله تعالى وتشفع لهم ، فشبهت بالطيور التي تعلو في السماء وترتفع ، قوله : يعني إلى الامام المستقيم ، كذا فيما عندنا من النسخ (١) ، ولعل فيه سقطا والظاهر أنه تفسير لقوله : « وإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم » بأن المراد بالصراط المستقيم الامام المستقيم على الحق ، و يحتمل أن يكون تفسيرا « للقاسية قلوبهم » أي قسا قلوبهم عن الميل إلى الامام المستقيم وقبول ولايته.

١٥ ـ قب : قال علم الهدى والناصر للحق : في رواياتهم أن النبي (ص) لما بلغ إلى قوله : « أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الاخرى » ألقى الشيطان في تلاوته : تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى ، فسر بذلك المشركون ، فلما انتهى إلى السجدة سجد المسلمون والمشركون معا ، إن صح هذا الخبر فمحمول على أنه كان يتلو القرآن فلما بلغ إلى هذا الموضع قال بعض المشركين : ذلك ، فألقى في تلاوته ، فأضافه الله إلى الشيطان ، لانه إنما حصل بإغرائه ووسوسته وهو الصحيح لان المفسرين رووا في قوله : « وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء (٢) » كان النبي (ص) في المسجد الحرام فقام رجلان من عبدالدار عن يمينه يصفران ، ورجلان عن يساره يصفقان بأيديهما فيخلطان (٣) عليه صلاته ، فقتلهم الله جميعا ببدر قوله : « فذوقوا العذاب (٤) » وروي في قوله : « وقال الذين كفروا » أي قال رؤساؤهم من قريش لاتباعهم لما عجزوا عن معارضة القرآن : « لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه » أي عارضوه باللغو والباطل والمكاء ورفع الصوت بالشعر « لعلكم تغلبون (٥) » باللغو (٦).

١٦ ـ ع : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ،

___________________

(١) وكذا فيما عندنا من النسخ المخطوطة والمطبوعة.

(٢) الانفال : ٣٥.

(٣) في المصدر : فيختلطان عليه.

(٤) الانفال ٣٥.

(٥) فصلت : ١٦.

(٦) مناقب آل أبى طالب ١ : ٤٦.

٨٧

عن إبراهيم بن عمير (١) رفعه إلى أحدهما (ع) في قول الله عزوجل لنبيه (ص) : « فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فأسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك (٢) » قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لاشك ولا أشك (٣).

١٧ ـ ع : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن ابيه ، عن علي بن عبدالله ، عن بكر بن صالح ، عن أبي الخير ، عن محمد بن حسان ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل الداري ، عن محمد بن سعيد الاذخري ، وكان ممن يصحب موسى بن محمد بن الرضا (ع) أن موسى أخبره أن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل ، فيها : وأخبرني عن قول الله عزوجل « فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك (٤) » من المخاطب بالآية فان كان المخاطب به النبي (٥) (ص) أليس قد شك فيما أنزل الله (٦) عزوجل إليه ، وإن كان المخاطب به غيره فعلى غيره (٧) إذا انزل الكتاب؟ قال موسى : فسألت أخي علي بن محمد (ع) عن ذلك ، قال أما قوله « فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك » فإن المخاطب بذلك رسول الله (ص) ، ولم يكن في شك مما أنزل الله عزوجل ، ولكن قالت الجهلة : كيف لا يبعث إلينا نبيا من الملائكة؟ إنه لم يفرق بينه وبين غيره في الاستغناء عن المأكل والمشرب (٨) والمشي في الاسواق ، فأوحى الله عزوجل إلى نبيه (ص) « فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك » بمحضر من الجهلة ، هل بعث الله رسولا قبلك إلا وهو يأكل الطعام ويمشي في الاسواق؟ ولك بهم اسوة ، وإنما

___________________

(١) استظهر المصنف في الهامش أنه ابراهيم بن عمر ، ولعله كما استظهر ، فيكون هو ابراهيم بن عمر اليمانى والصنعانى لرواية حماد عنه.

(٢) يونس : ٩٤.

(٣) استظهر المصنف أن الصحيح : لا أشك ولا أسأل ، قلت : والموجود في المصدر يطابق المتن راجع علل الشرائع : ٥٤.

(٤) أشرنا إلى موضعه آنفا.

(٥) هو النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله خ ل وفى التحف : وان كان المخاطب النبى فقد شك.

(٦) قد أنزل خ ل.

(٧) في التحف : فعلى من اذا انزل الكتاب؟

(٨) في التحف : اذ لم يفرق بينه وبيننا في الاستغناء عن المآكل والمشارب.

٨٨

قال : « فإن كنت في شك » ولم يكن (١) ، ولكن لينصفهم (٢) كما قال له (ص) : « فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونسائنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين (٣) » ولو قال تعالوا : نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيبون للمباهلة ، وقد عرف أن نبيه (ص) مؤد عنه رسالته وما هو من الكاذبين ، وكذلك عرف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه صادق فيما يقول : ولكن أحب أن ينصف من نفسه (٤).

ف : مرسلا مثله.

شى : عن محمد بن سعيد مثله.

١٨ ـ شى : عن عبدالصمد بن بشير ، عن أبي عبدالله (ع) في قول الله « فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك » قال : لما اسري بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ففرغ من مناجات ربه رد إلى البيت المعمور وهو بيت في السماء الرابعة بحذاء الكعبة ، فجمع الله النبيين والرسل والملائكة ، وأمر جبرئيل فأذن وأقام وتقدم بهم فصلى ، فلما فرغ التفت إليه فقال : « فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك » إلى قوله : « من المهتدين (٥) ».

١٩ ـ فس : محمد بن جعفر ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن النعمان عن علي بن أيوب ، عن عمر بن يزيد بياع السابري قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام قول الله في كتابه : « ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر » قال : ما كان له ذنب ولا هم بذنب ، ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له (٦).

٢٠ ـ ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن حمدان بن سليمان ، عن علي بن محمد بن الجهم قال : سأل المأمون الرضا (ع) عن قول الله عزوجل : « ليغفر لك الله ما تقدم من

___________________

(١) في التحف : ولم يكن شك.

(٢) ولكن للنصفة خ ل وهو الموجود في التحف.

(٣) آل عمران : ٦١.

(٤) علل الشرائع : ٥٤.

(٥) تفسير العياشى : مخطوط ، والاية ذكرنا موضعها في الايات.

(٦) تفسير القمى : ٦٣٥.

٨٩

ذنبك وما تأخر (١) » قال الرضا (ع) : لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله (ص) ، لانهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنما ، فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم ، وقالوا : « أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب * وانطلق الملا منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا الشئ يراد * ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق (٢) » فلما فتح الله عزوجل على نبيه محمد (ص) مكة قال له يامحمد : « إنا فتحنا لك » مكة (٣) « فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر » عند مشركي أهل مكة بدعاءك إلى توحيد الله عز وجل فيما تقدم وما تأخر ، لان مشركي مكة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة ، ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه ، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم (٤) ، فقال المأمون : لله درك يا أبا الحسن ، فأخبرني عن قول الله عزوجل : « عفا الله عنك لم أذنت لهم » قال الرضا عليه‌السلام : هذا مما نزل بإياك أعني و اسمعي ياجارة ، خاطب الله عزوجل بذلك نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأراد به امته ، وكذلك قوله عزوجل : « لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين » وقوله عزوجل : « ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا » قال : صدقت يا ابن رسول الله الخبر (٥).

٢١ ـ فر : جعفر بن محمد بن بشرويه القطان ، عن محمد بن إبراهيم الرازي ، عن ابن مسكان ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله ، عن أمير المؤمنين علي (ع) (٦) قال : لما نزلت على رسول الله (ص) « ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر » قال : ياجبرئيل ما الذنب الماضي؟ وما الذنب الباقي؟ قال جبرئيل : ليس لك ذنب يغفرها لك (٧).

___________________

(١) أشرنا إلى موضع الاية قبلا.

(٢) ص : ٥ ـ ٧.

(٣) المصدر خال عن قوله : مكة.

(٤) لا ينافى هذا المعنى ما تقدم في الخبر السابق لان ارادة الجميع ممكن.

(٥) عيون أخبار الرضا : ١٠٨ ـ ١١٢. والايات قد أشرنا إلى موضعها في صدر الباب.

(٦) في المصدر : عن أبى عبدالله ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام عن أمير المؤمنين على عليه‌السلام.

(٧) تفسير فرات : ١٥٩.

٩٠

بيان : لعل المعنى أنه ليس المراد ذنبك إذ ليس لك ذنب ، بل ذنوب امتك ، أو نسبتهم إليك بالذنب ، أو غير ذلك مما مر.

أقول : قد مضت دلائل عصمته (ص) في كتاب أحوال الانبياء (ع) وسيأتي في كتاب الامامة ، وسائر أبواب هذا المجلد مشحون بالاخبار والآيات الدالة عليها ، و الامر أوضح من أن يحتاج إلى البيان ، فلذا اكتفينا في هذا الباب بتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك والله المستعان.

تذنيب : قال السيد المرتضى قدس الله روحه في التنزيه فإن قيل : ما معنى قوله تعالى : « ووجدك ضالا فهدى » قلنا : في معنى هذه الآية أجوبة :

أولها : أنه أراد وجدك ضالا عن النبوة فهداك إليها ، أو عن شريعة الاسلام التي نزلت عليه وامر بتبليغها إلى الخلق ، وبإرشاده (ص) إلى ما ذكرناه أعظم النعمة عليه ، فالكلام في الآية خارج مخرج الامتنان والتذكير بالنعم (١).

وثانيها : أن يكون أراد الضلال عن المعيشة ، وطريق التكسب ، يقال للرجل الذي لا يهتدي طريق معيشته ووجه مكسبه : هو ضال لا يدري ما يصنع ، ولا أين يذهب فامتن الله عليه بأن رزقه وأغناه وكفاه.

وثالثها : وجدك ضالا بين مكة والمدينة عند الهجرة فهداك وسلمك من أعدائك ، وهذا الوجه قريب (٢) لولا أن السورة مكية ، إلا أن يحمل على أن المراد سيجدك (٣) على مذهب القرب في حمل الماضي على المستقبل.

ورابعها : وجدك مضلولا عنك في قوم لا يعرفون حقك فهداهم إلى معرفتك ، يقال : فلان ضال في قومه وبين أهله إذاكان مضلولا عنه.

___________________

(١) زاد في المصدر : وليس لاحد أن يقول : ان الظاهر بخلاف ذلك لانه لابد في الظاهر من تقدير محذوف يتعلق به الضلال ، لان الضلال هو الذهاب والانصراف ، فلابد من أمر يكون منصرفا عنه ، فمن ذهب إلى أنه أراد الذهاب عن الدين فلا بد له من أن يقدر هذه اللفظة ثم يحذفها ليتعلق بها لفظ الضلال ، وليس هو في ذلك أولى منا فيما قدرناه وحذفناه.

(٢) أو وجدك ضالا حين حملتك حليمة إلى مكة كما تقدم قصتها سابقا.

(٣) في المصدر : لولا أن السورة مكية وهى مقدمة للهجرة إلى المدينة ، اللهم الا أن يحمل قوله تعالى : « وجدك » على أنه سيجدك.

٩١

وخامسها : أنه روي في قراءة هذه الآية الرفع : « ألم يجدك يتيم فآوى * ووجدك ضال فهدى » على أن اليتيم وجده ، وكذا الضال ، وهذا الوجه ضعيف لان القراءة غير معروفة ، لان الكلام يفسد أكثر معانيه (١).

فإن قيل : ما معنى « ووضعنا عنك وزرك » قلنا : أما الوزر في اصل اللغة فهو الثقل ، وإنما سميت الذنوب بأنها أوزار لانها يثقل كاسبها وحاملها ، وإذا كان أصل الوزر ما ذكرناه فكل شئ أثقل الانسان وغمه وكده وجهده جاز أن يسمى وزرا ، تشبيها بالوزر الذي هو الثقل الحقيقي ، وليس يمتنع أن يكون الوزر في الآية إنما أراد به غمه وهمه (ص) بما كان عليه قومه من الشرك بأنه كان (٢) هو وأصحابه بينهم مستضعفا مقهورا مغمورا ، فكل ذلك مما يتعب الفكر ويكد النفس ، فلما أن أعلى الله كلمته و نشر دعوته وبسط يده خاطبه بهذا الخطاب تذكيرا له بموقع النعمة عليه ليقابله بالشكر والثناء والحمد ، ويقوي هذا التأويل قوله تعالى : « ورفعنا لك ذكرك » وقوله عزوجل « فإن مع العسر يسرا » والعسر بالشدائد والغموم أشبه ، وكذلك اليسر بتفريج الكرب وإزالة الهموم والغموم أشبه.

فإن قيل : هذا التأويل يبطله أن هذه السورة مكية نزلت على النبي (ص) وهو في الحال الذي (٣) ذكرتم أنها كانت تغمه من ضعف الكلمة وشدة الخوف من الاعداء (٤).

قلنا عن هذا السؤال : جوابين (٥) : أحدهما : أنه تعالى لما بشره بأنه يعلي دينه على الدين كله ويظهره عليه ويشفي من أعدائه غيظه وغيظ المؤمنين به كان بذلك واضعا عنه ثقل غمه بما كان يلحقه من قومه ، ومطيبا لنفسه ، ومبدلا عسره يسرا ، لانه يثق

___________________

(١) تنزيه الانبياء ١٠٥ و ١٠٦.

(٢) في المصدر : وانه كان.

(٣) في المصدر : وهو في الحال التى ذكرتم.

(٤) زاد في المصدر هنا : وقبل أن يعلى الله كلمة المسلمين على المشركين ، فلا وجه لما ذكرتموه

(٥) في المصدر : جوابان.

٩٢

بأن وعد الله تعالى حق لا يخلف ، فامتن الله عليه بنعمة سبقت الامتنان وتقدمته.

والوجه الآخر (١) : أن يكون اللفظ وإن كان ظاهره للماضي (٢) فالمراد به الاستقبال ، ولهذا نظائر كثيرة في القرآن والاستعمال ، قال الله تعالى : « ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة (٣) » وقال تعالى : « ونادوا يامالك ليقض علينا ربك (٤) » إلى غير ذلك مما شهرته تغني عن ذكره (٥).

تذييل : قال المحقق الطوسي قدس الله روحه في التجريد : « ولا تنافي العصمة القدرة ».

وقال العلامة نور الله ضريحه في شرحه : اختلف القائلون بالعصمة في أن المعصوم هل يتمكن من فعل المعصية أم لا ، فذهب قوم منهم إلى عدم تمكنه من ذلك ، وذهب آخرون إلى تمكنه منها ، أما الاولون فمنهم من قال : إن المعصوم مختص في بدنه أو نفسه بخاصية تقتضي امتناع إقدامه على المعصية ، ومنهم من قال : إن العصمة هي القدرة على الطاعة ، وعدم القدرة على المعصية ، وهو قول أبي الحسين البصري ، وأما الآخرون الذين لم يسلبوا القدرة فمنهم من فسرها بأنه الامر الذي يفعله الله تعالى بالعبد من الالطاف المقربة إلى الطاعات التي يعلم معها أنه لا يقدم على المعصية بشرط أن لا ينتهي ذلك الامر إلى الالجاء ، ومنهم من فسرها بأنها ملكة نفسانية لا يصدر عن صاحبها معها المعاصي ، وآخرون قالوا : العصمة لطف يفعله الله لصاحبها ، لا يكون له معه داع إلى ترك الطاعات ، وارتكاب المعصية ، وأسباب هذا اللطف امور أربعة :

أحدها : أن يكون لنفسه أو لبدنه خاصية تقتضي ملكة مانعة من الفجور ، وهذه الملكة مغائرة للفعل.

الثاني : أن يحصل له علم بمثالب المعاصي ومناقب الطاعات.

___________________

(١) في المصدر : والجواب الاخر.

(٢) في المصدر : الماضى.

(٣) الاعراف : ٥٠.

(٤) الزخرف : ٧٧.

(٥) تنزيه الانبياء : ١١٤ و ١١٥.

٩٣

الثالث : تأكيد هذه العلوم بتتابع الوحي أو الالهام من الله تعالى.

الرابع ، مؤاخذته على ترك الاولى بحيث يعلم أنه لا يترك مهملا ، بل يضيق عليه الامر في غير الواجب من الامور الحسنة ، فإذا اجتمعت هذه الامور كان الانسان معصوما ، والمصنف رحمه‌الله اختار المذهب الثاني ، وهو أن العصمة لا تنافي القدرة ، بل المعصوم قادر على فعل المعصية ، وإلا لما استحق المدح على ترك المعصية ولا الثواب ، ولبطل الثواب والعقاب في حقه ، فكان خارجا عن التكليف ، وذلك باطل بالاجماع وبالنقل في قوله تعالى : « قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي » انتهى (١).

وقال السيد المرتضى رحمه‌الله في كتاب الغرر والدرر : ما حقيقة العصمة التي يعتقد وجوبها للانبياء والائمة عليهم‌السلام؟ وهل هي معنى يضطر إلى الطاعة ، ويمتنع من المعصية (٢) ، أو معنى يضام الاختيار؟ فإن كان معنى يضطر إلى الطاعة ويمتنع من المعصية فكيف يجوز الحمد والذم لفاعلهما؟ وإن كان معنى يضام الاختيار فاذكروه ودلوا على صحة مطابقته له ووجوب اختصاص المذكورين به دون من سواهم ، فقد قال بعض المعتزلة : إن الله تعالى عصم أنبياءه بالشهادة لهم بالاستعصام ، كما ضلل قوما بنفس الشهادة (٣) ، فإن يكن ذلك هو المعتمد أنعم بذكره ودل على صحته وبطلان ما عساه فعله من الطعن عليه ، وإن يكن باطلا دل على بطلانه وصحة الوجه المعتمد فيه دون ما سواه.

الجواب : اعلم أن العصمة هي اللطف الذي يفعله الله تعالى ، فيختار العبد عنده الامتناع من فعل القبيح ، فيقال على هذا : إن الله عصمه بأن فعل له ما اختار عنده العدول عن القبيح ، ويقال : إن العبد معصوم ، لانه اختار عند هذا الداعي الذي فعل له ، الامتناع من القبيح ، وأصل العصمة في موضوع اللغة : المنع ، يقال : عصمت فلانا من السوء : إذا منعت من حلوله به ، غير أن المتكلمين أجروا هذه اللفظة على من امتنع باختياره عند اللطف الذي يفعله الله تعالى به ، لانه إذا فعل به ما يعلم أنه يمتنع عنده من فعل القبيح

___________________

(١) شرح التجريد : ٢٠٤ و ٢٠٥.

(٢) في المصدر : ويمنع من المعصية. وكذا فيما بعده.

(٣) في المصدر : بنفس الشهادة عليهم بالضلال.

٩٤

فقد منعه من القبيح ، فأجروا عليه لفظة المانع قهرا وقسرا ، وأهل اللغة يتعارفون ذلك أيضا ويستعملونه ، لانهم يقولون فيمن أشار على غيره برأي فقبله منه مختارا واحتمى بذلك من ضرر يلحقه وسوء يناله : إنه حماه من ذلك الضرر ومنعه وعصمه منه ، وإن كان ذلك على سبيل الاختيار.

فان قيل : أفتقولون فيمن لطف له بما اختار عنده الامتناع من فعل واحد قبيح : إنه معصوم؟ قلنا : نقول ذلك مضافا ولا نطلقه ، فنقول : إنه معصوم من كذا ، ولا نطلق فيوهم أنه معصوم من جميع القبائح ، ونطلق في الانبياء والائمة عليهم‌السلام العصمة بلا تقييد ، لانهم (١) لا يفعلون شيئا من القبائح بخلاف ما تقوله المعتزلة من نفي الكبائر عنهم دون الصغائر فإن قيل : فإذا كان تفسير العصمة ما ذكرتم فألاعصم الله جميع المكلفين وفعل بهم ما يختارون عنده الامتناع من القبائح؟

قلنا : كل من علم الله أن له لطفا يختار عنده الامتناع من القبائح فإنه لابد أن يفعل به وإن لم يكن نبيا ولا إماما ، لان التكليف يقتضي فعل اللطف على ما دل عليه في مواضع كثيرة ، غير أنه يكون في المكلفين (٢) من ليس في المعلوم أن شيئا متى فعل اختار عنده الامتناع من القبيح ، فيكون هذا المكلف لا عصمة له في المعلوم ولا لطف ، وتكليف من لا لطف له يحسن ولا يقبح ، وإنما القبيح منع اللطف فيمن له لطف مع ثبوت التكليف ، فأما قول بعضهم : إن العصمة هي الشهادة من الله تعالى بالاستعصام فباطل ، لان الشهادة لا تجعل الشئ على ما هو به ، وإنما تتعلق به على ما هو على ، لان الشهادة هي الخبر ، والخبر عن كون الشئ على صفة لا يؤثر في كونه عليها ، فتحتاج أولا إلى أن يتقدم لنا العلم بأن زيدا معصوم أو معتصم ونوضح عن معنى ذلك ، ثم تكون الشهادة من بعد مطابقة لهذا العلم ، وهذا بمنزلة من سأل عن حد المتحرك فقال : هو الشهادة بأنه متحرك ، أو المعلوم أنه على هذه الصفة ، وفي هذا البيان كفاية لمن تأمله. انتهى (٣).

__________________

(١) في المصدر : لانهم عندنا لا يفعلون.

(٢) في المصدر : غير أنه لا يمتنع أن يكون في المكلفين.

(٣) الغرر والدرر : ٣٩٣ و ٣٩٤ ط إيران وطبعت تلك المسألة مستقلة بعنوان مسألة في العصمة ضمن عدة من الكتب المسماة بكلمات المحققين راجع ص ٢٠٣ من تلك المجموعة.

٩٥

وقال الصدوق رحمه‌الله في رسالة العقائد : اعتقادنا في الانبياء والرسل والملائكة و الائمة صلوات الله عليهم أجمعين أنهم معصومون مطهرون من كل دنس ، وأنهم لا يذنبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا ، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، ومن نفى العصمة عنهم في شئ من أحوالهم فقد جهلهم ، واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والعلم من أوائل امورهم إلى أواخرها ، لا يوصفون في شئ من أحوالهم بنقص ولا جهل. (١)

وقال الشيخ المفيد رفع الله درجته في شرح هذا الكلام : العصمة من الله لحججه هي التوفيق واللطف ، والاعتصام من الحجج بهما عن الذنوب والغلط في دين الله ، والعصمة تفضل من الله تعالى على من علم أنه يتمسك بعصمته ، والاعتصام فعل المعتصم ، وليست العصمة مانعة من القدرة على القبيح ، ولا مضطرة للمعصوم إلى الحسن ، ولا ملجئة له إليه ، بل هي الشئ الذى يعلم الله تعالى أنه إذا فعله بعبد من عبيده لم يؤثر معه معصية له ، وليس كل الخلق يعلم هذا من حاله ، بل المعلوم منهم ذلك هم الصفوة والاخيار ، قال الله تعالى : « إن الذين سبقت لهم منا الحسنى (٢) » الآية ، وقال : « ولقد اخترناهم على علم على العالمين (٣) » وقال : « وإنهم عندنا لمن المصطفين الاخيار (٤) » والانبياء والائمة صلوات الله عليهم من بعدهم معصومون في حال نبوتهم وإمامتهم من الكبائر والصغائر كلها ، والعقل يجوز عليهم ترك مندوب إليه على غير التعمد للتقصير والعصيان ، ولا يجوز عليهم ترك مفترض ، إلا أن نبينا (ص) والائمة صلوات الله عليهم من بعده كانوا سالمين من ترك المندوب والمفترض قبل حال إمامتهم عليهم‌السلام وبعدها ، وأما الوصف لهم بالكمال في كل أحوالهم فإن المقطوع به كما لهم في جميع أحوالهم التي كانوا فيها حججا لله تعالى على خلقه ، وقد جاء الخبر بأن رسول الله (ص) والائمة من ذريته (ع)كانوا حججا لله تعالى منذ أكمل عقولهم إلى أن قبضهم ، ولم يكن لهم قبل أحوال التكليف أحوال نقص وجهل

___________________

(١) اعتقادات الصدوق : ١٠٨ و ١٠٩. فيه بعد قوله فقد جهلهم : ومن جهلهم فهو كافر.

(٢) الانبياء : ١٠١.

(٣) الدخان : ٣٢.

(٤) ص : ٤٧.

٩٦

وأنهم يجرون مجرى عيسى ويحيى عليهما‌السلام في حصول الكمال لهم مع صغر السن وقبل بلوغ الحلم ، وهذا أمر تجوزه العقول ولا تنكره ، وليس إلى تكذيب الاخبار سبيل ، و الوجه أن نقطع على كمالهم (ع) في العلم والعصمة في أحوال النبوة والامامة ، ونتوقف في ما قبل ذلك وهل كانت أحوال نبوة وإمامة أم لا ، ونقطع على أن العصمة لازمة لهم منذ أكمل الله عقولهم إلى أن قبضهم عليهم‌السلام انتهى. (١)

وسيأتي مزيد توضيح لتلك المقاصد في كتاب الامامة إن شاء الله تعالى.

( باب ١٦ )

* ( سهوه ونومه صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الصلاة ) *

الايات : الانعام « ٦ » : وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ٦٨.

الكهف « ١٨ » : واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى ربي أن يهدين (٢) لاقرب من هذا رشدا ٢٤.

الاعلى « ٨٧ » : سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله ٦ و ٧.

تفسير : قال الطبرسي رحمه‌الله : « وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا » قيل : الخطاب له والمراد غيره ، ومعنى « يخوضون » يكذبون بآياتنا وديننا ، والخوض : التخليط في المفاوضة على سبيل العبث واللعب ، وترك التفهم والتبين « فأعرض عنهم » أي فاتركهم ولا تجالسهم « حتى يخوضوا في حديث غيره » أي يدخلوا في حديث غير الاستهزاء بالقرآن « وإما ينسينك الشيطان » أي وإن أنساك الشيطان نهينا إياك عن الجلوس معهم « فلا تقعد بعد الذكرى » أي بعد ذكرك نهينا وما يجب عليك من الاعراض « مع القوم الظالمين »

__________________

(١) تصحيح الاعتقادات : ٦٠ و ٦١.

(٢) هكذا في النسخ الصحيح كما في المصحف الشريف : عسى أن يهدين ربى.

٩٧

يعني في مجالس الكفار والفساق الذين يظهرون التكذيب بالقرآن والآيات والاستهزاء بذلك ، قال الجبائي : وفي هذه الآية دلالة على بطلان قول الامامية في جواز التقية على الانبياء والائمة ، وأن النسيان لا يجوز على الانبياء ، وهذا القول غير صحيح ولا مستقيم ، لان الامامية إنما تجوز التقية على الامام فيما يكون عليه دلالة قاطعة توصل إلى العلم ويكون المكلف مزاح العلة في تكليفه ذلك ، فأما ما لا يعرف إلا بقول الامام من الاحكام ولا يكون على ذلك دليل إلا من جهته فلا يجوز عليه التقية فيه ، وهذا كما إذا تقدم من النبي (ص) بيان في شئ من أحكام الشريعة ، فإنه يجوز منه أن لا يبين في حال اخرى لامته ذلك الشئ إذا اقتضته المصلحة ، وأما النسيان والسهو فلم يجوز وهما عليهم فيما يؤدونه عن الله تعالى ، فأما ما سواه فقد جوزوا عليهم أن ينسوه أو يسهو عنه ما لم يؤد ذلك إلى إخلال بالعقل ، وكيف لا يكون كذلك وقد جوزوا عليهم النوم و الاغماء وهما من قبيل السهو ، فهذا ظن منه فاسد ، وبعض الظن إثم انتهى كلامه رحمه‌الله (١).

وفيه من الغرابة ما لا يخفى ، فإنا لم نر من أصحابنا من جوز عليهم السهو مطلقا في غير التبليغ ، وإنما جوز الصدوق وشيخه الاسهاء من الله لنوع من المصلحة ، ولم أر من صرح بتجويز السهو الناشي من الشيطان عليهم ، مع أن ظاهر كلامه يوهم عدم القول بنفي السهو مطلقا بين الامامية ، إلا أن يقال : مراده عدم اتفاقهم على ذلك ، وأما النوم فستعرف ما فيه ، فالاصوب حمل الآية على أن الخطاب للنبي (ص) ظاهرا ، والمراد غيره ، أو هو من قبيل الخطاب العام (٢) كما عرفت في الآيات السابقة في الباب المقدم ، و العجب أن الرازي تعرض لتأويل الآية مع أنه لا يأبى عن ظاهره مذهبه : وهو رحمه‌الله أعرض عنه.

قال الرازي في تفسيره : إنه خطاب للنبي (ص) والمراد غيره ، وقيل : الخطاب لغيره ، أي إذا رأيت أيها السامع « الذين يخوضون في آياتنا » ونقل الواحدي أن

___________________

(١) مجمع البيان ٤ : ٣١٦ و ٣١٧.

(٢) ولا يشمله عمومه ، والا فيعود المحذور.

٩٨

المشركين كانوا إذا جالسوا المؤمنين وقعوا في رسول الله (ص) والقرآن ، فشتموا واستهزؤا فأمرهم أن لا يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انتهى (١).

وأما النسيان في الآية الثانية فيحتمل (٢) أن يكون المراد به الترك ، كما ورد كثيرا في الآيات ، وهو مصرح به في كتب اللغة ، والآية الثالثة إخبار بعدم النسيان ، وأما الاستثناء بالمشية فقال البيضاوي : « إلا ما شاء الله » نسيانه بأن ينسخ تلاوته ، و قيل : المراد به القلة والندرة ، لما روي أنه (ص) أسقط آية في قراءته في الصلاة ، فحسب ابي أنها نسخت فسأله فقال : نسيتها ، أو نفي النسيان رأسا فإن القلة تستعمل للنفي انتهى (٣).

وقال الرازي في تفسيره : قال الواحدي : « سنقرئك » أي سنجعلك قاريا بأن نلهمك القراءة « فلا تنسى » ما تقرؤه وكان جبرئيل لا يفرغ من آخر الوحي حتى يتكلم هو بأوله مخافة النسيان ، فقال الله : « سنقرئك فلا تنسى » أي سنعلمك هذا القرآن حتى تحفظه ، ثم ذكروا في كيفية ذلك وجوها :

أحدها : أن جبرئيل سيقرأ عليك القرآن مرات حتى تحفظه حفظا لا تنساه.

وثانيها : أنا نشرح صدرك ونقوي خاطرك حتى تحفظه بالمرة الواحدة حفظا لا تنساه (٤) ، وقيل : قوله : « فلا تنسى » معناه النهي ، والالف مزيدة للفاصلة ، يعني فلا تغفل عن قراءته وتكريره (٥) أما قوله : « إلا ما شاء الله » ففيه احتمالان :

أحدهما : أن يقال : هذه الاستثناء غير حاصل في الحقيقة ، وأنه لم ينس بعد نزول

___________________

(١) مفاتيح الغيب ٤ : ٩٢.

(٢) احتمال بعيد لا يوافق سياق الآية ومعناها.

(٣) أنوار التنزيل ٢ : ٥٩٨.

(٤) في المصدر : وثالثها : انه تعالى لما أمره في أول السورة بالتسبيح فكأنه تعالى قال : واظب على ذلك ودم عليه ، فانا سنقرؤك القرآن الجامع لعلوم الاولين والاخرين ، ويكون فيه ذكرك وذكر قومك ، ونجمعه في قلبك ، ونيسرك لليسرى وهو العمل به.

(٥) في المصدر : والقول المشهور أن هذا خبر ، والمعنى سنقرؤك إلى أن تصير بحيث لا تنسى وتأمن النسيان.

٩٩

هذه الآية شيئا ، فذكره إما للتبرك ، أو لبيان أنه لو أراد أن يصيره ناسيا لذلك لقدر عليه ، حتى يعلم أن عدم النسيان من فضل الله تعالى ، أو لان يبالغ في التثبت والتيقظ والتحفظ في جميع المواضع ، أو يكون الغرض منع النسيان ، كما يقول الرجل لصاحبه : أنت سهيمى فيما أملك إلا فيما شاء الله ، ولا يقصد استثناء.

وثانيهما : أن يكون استثناء في الحقيقة بأن يكون المراد إلا ما شاء الله أن تنسى ثم تذكر بعد ذلك ، كما روي أنه (ص) نسي في الصلاة آية ، أو يكون المراد بالانساء النسخ ، أو يكون المراد القلة والندرة ، ويشترط أن لا يكون ذلك القليل من واجبات الشرع ، بل من الآداب والسنن انتهى (١).

١ ـ يب : الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل قال : سألت أباعبدالله (ع) عن رجل صلى ركعتين ثم قام فذهب في حاجته ، قال : يستقبل الصلاة (٢) ، قلت : فيما يروي الناس ، فذكر له حديث ذي الشمالين ، فقال : إن رسول الله (ص) لم يبرح من مكانه ، ولو برح استقبل (٣).

٢ ـ يب : الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن الحسين بن عثمان ، عن سماعة ، عن أبي بصير قال : سألت أباعبدالله (ع) عن رجل صلى ركعتين ، ثم قام فذهب في حاجته ، قال : يستقبل الصلاة ، قلت ، فما بال رسول الله (ص) لخم يستقبل حين صلى ركعتين ، فقال إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم ينفتل من موضعه (٤).

٣ ـ يب : سعد عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن الحارث بن المغيرة قال : قلت لابي عبدالله (ع) : إنا صلينا المغرب فسها الامام فسلم في الركعتين فأعدنا الصلاة ، فقال : لم أعدتم؟ أليس قد انصرف رسول الله (ص) في الركعتين فأتم بركعتين ، ألا أتممتم (٥).

__________________

(١) مفاتيح الغيب ٨ : ٤١٠ ، وذكر المصنف معنى كلامه.

(٢) في المصدر والوسائل : ثم قام قال : يستقبل.

(٣) تهذيب الاحكام ١ : ٢٣٤ ، وفيه : لاستقبل خ ل.

(٤) تهذيب الاحكام : ١ : ٢٣٤ ، وفيه : لم ينتقل ( لم ينفتل خ ل ).

(٥) تهذيب الاحكام ١ : ١٨٦ و ١٨٧ وفيه : في ركعتين.

١٠٠