بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ثم رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد مد يده إلى شئ وقد شرب وسقى عليا حتى قدرت أنهما قد شربا ريهما ، ثم رأيت الغمامة وقد ارتفعت ، ونزلا فركبا وسارا وسرت معهما والتفت النبي (ص) فرأى في وجهي تغيرا ، فقال : ما لي أرى وجهك متغيرا؟! فقلت : ذهلت (١) مما رأيت ، فقال : فرأيت ما كان؟ فقلت : نعم فداك أبي وامي يارسول الله ، قال : يا أنس والذي خلق ما يشاء لقد أكل من تلك الغمامة ثلاث مأة وثلاثة عشر نبيا وثلاث مأة وثلاثة عشر وصيا ، ما فيهم نبي أكرم على الله مني ، ولا فيهم وصي أكرم على الله من علي (٢).

بيان : الدارة : ما أحاط بالشئ ، قوله : ذهلت ، أي غفلت عن كل شئ لدهشة ما رأيت ، وفي بعض النسخ : وهلت ، أي فزعت وهو أظهر.

١٨ ـ ما : ابن حشيش ، عن علي بن القاسم بن يعقوب ، عن محمد بن الحسين بن مطاع ، عن أحمد بن حسن القواس (٣) ، عن محمد بن سلمة الواسطي ، عن يزيد بن هارون ، عن حماد ابن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : ركب رسول الله (ص) ذات يوم بغلته فانطلق إلى جبل آل فلان ، وقال : يا أنس خذ البغلة ، وانطلق إلى موضع كذى وكذى تجد عليا جالسا يسبح بالحصا فأقرئه مني السلام واحمله على البغلة وأت به إلي ، قال أنس : فذهبت فوجدت عليا عليه‌السلام كما قال رسول الله (ص) فحملته على البغلة فأتيت به إليه ، فلما أن بصر برسول الله (ص) قال : السلام عليك يارسول الله ، قال : وعليك السلام يا أبا الحسن اجلس فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا مرسلا ، ما جلس فيه من الانبياء أحد إلا وأنا خير منه ، وقد جلس في موضع كل نبي أخ له ما جلس من الاخوة أحد إلا وأنت خير منه ، قال أنس : فنظرت إلى سحابة قد أظلتهما ودنت من رؤوسهما ، فمد النبي (ص) يده إلى السحابة فتناول عنقود عنب فجعله بينه وبين علي ، وقال : كل يا أخي ، فهذه هدية من الله تعالى إلي ثم إليك ، قال أنس : فقلت : يارسول الله علي

___________________

(١) وهلت خ ل.

(٢) أمالى ابن الشيخ : ١٧٧ و ١٧٨.

(٣) في المصدر : : أبى العباس أحمد بن حبر القواس خال ابن كردى. وفيه ابن خشيش بالخاء المعجمة.

٣٦١

أخوك؟ قال : نعم علي أخي ، قلت : يارسول الله صف لي كيف علي أخوك؟ قال : إن الله عزوجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام ، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم ، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلوءة فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله ، ثم نقله في صلب شيث (١) ، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتى صار في عبدالمطلب (٢) ، ثم شقه الله عزوجل نصفين فصار نصفه في أبي : عبدالله بن عبدالمطلب ، ونصف في أبي طالب ، فأنا من نصف الماء ، وعلي من النصف الآخر ، فعلي أخي في الدنيا والآخرة ، ثم قرأ رسول الله (ص) : « وهو الذي (٣) خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا » (٤).

١٩ ـ كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى بن محمد ، عن بسطام بن مرة الفارسي قال : حدثنا عبدالرحمن بن يزيد الفارسي (٥) ، عن محمد بن معروف ، عن صالح بن رزين ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : عليكم بالهريسة فإنها تنشط للعبادة أربعين يوما ، وهي من المائدة التي انزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٦).

أقول : سيأتي في باب فضائل أصحاب الكساء وأبواب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأبواب فضائل فاطمة عليها‌السلام نزول المائدة بطرق عديدة ، وإيرادها هنا موجب للتكرار.

___________________

(١) في المصدر : ثم نقله إلى صلب شيث.

(٢) في المصدر : حتى صار في صلب عبدالمطلب.

(٣) الفرقان : ٥٤.

(٤) أمالى ابن الشيخ : ١٩٧ و ١٩٨.

(٥) في المصدر : عبدالرحمن بن عمر بن يزيد الفارسى ، وعده الاردبيلى كذلك في جامع الرواة فيمن يروى عن محمد بن معروف.

(٦) فروع الكافى ٢ : ١٧٠.

٣٦٢

( باب ٤ )

* ( معجزاته صلى‌الله‌عليه‌وآله في اطاعة الارضيات من الجمادات ) *

* ( والنباتات له وتكلمها معه ) *

١ ـ يج : روي عن فاطمة بنت أسد أنه لما ظهرت أمارة وفاة عبدالمطلب قال لاولاده : من يكفل محمدا؟ قالوا : هو أكيس منا فقل له يختار لنفسه ، فقال عبدالمطلب يامحمد جدك على جناح السفر إلى القيامة ، أي عمومتك وعماتك تريد أن يكفلك؟ فنظر في وجوههم ثم زحف إلى عند أبي طالب (١) ، فقال له عبدالمطلب : يا أبا طالب إني قد عرفت ديانتك وأمانتك فكن له كما كنت له ، قالت : فلما توفي أخذه أبوطالب وكنت أخدمه وكان يدعوني الام ، قالت (٢) : وكان في بستان دارنا نخلات ، وكان أول إدراك الرطب وكان أربعون صبيا من أتراب (٣) محمد ، يدخلون علينا كل يوم في البستان ، ويلتقطون ما يسقط فما رأيت قط محمدا يأخذ رطبة من يد صبي سبق إليها ، والآخرون يختلس بعضهم من بعض ، وكنت كل يوم ألتقط لمحمد حفنة (٤) فما فوقها ، وكذلك جاريتي ، فاتفق يوما أن نسيت أن ألتقط له شيئا ونسيت جاريتي ، وكان محمد نائما ، ودخل الصبيان و أخذوا كل ما سقط من الرطب وانصرفوا ، فنمت فوضعت الكم على وجهي حياء من محمد إذا انتبه ، قالت : فانتبه محمد ودخل البستان فلم ير رطبة على وجه الارض ، فانصرف فقالت له الجارية : إنا نسينا أن نلتقط شيئا ، والصبيان دخلوا وأكلوا جميع ما كان قد سقط ، قالت : فانصرف محمد إلى البستان وأشار إلى نخلة وقال : أيتها الشجرة أنا جائع ، قالت :

___________________

(١) في المصدر : ثم قال إلى أبى طالب.

(٢) وقالت خ ل.

(٣) الاتراب جمع التربة : من ولد معك أو تربى معك.

(٤) الحفنة : ملء الكفين ، وفى المصدر : الجفنة بالجيم.

٣٦٣

فرأيت الشجرة (١) قد وضعت أغصانها التي عليها الرطب حتى أكل منها محمد ما أراد ، ثم ارتفعت إلى موضعها ، قالت فاطمة : فتعجبت ، وكان أبوطالب قد خرج من الدار ، وكل يوم إذا رجع وقرع الباب كنت أقول للجارية حتى تفتح الباب ، فقرع أبوطالب (٢) فعدوت حافية إليه وفتحت الباب وحكيت له ما رأيت ، فقال : هو إنما يكون نبيا ، وأنت تلدين له وزيرا بعد ثلاثين (٣) فولدت عليا كما قال (٤).

٢ ـ يج : روي عن جابر قال : كنت إذا مشيت في شعاب مكة مع محمد (ص) لم يكن يمر بحجر ولا شجر إلا قال : السلام عليك يارسول الله.

٣ ـ يج : روي عن عمار بن ياسر أنه كان مع رسول الله (ص) في بعض أسفاره قال : فنزلنا يوما في بعض الصحارى القليلة الشجر ، فنظر إلى شجرتين صغيرتين فقال لي : يا عمار صر إلى الشجرتين فقل لهما : يأمركما رسول الله أن تلتقيا حتى يقعد تحتكما ، فأقبلت كل واحدة إلى الاخرى حتى التقتا فصارتا كالشجرة الواحدة ، ومضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خلفهما فقضى حاجته ، فلما أراد الخروج قال : لترجع كل واحدة إلى مكانها ، فرجعتا كذلك.

٤ ـ قب ، يج : عن يعلى بن سيابة مثله (٥).

٥ ـ يج : من معجزاته (ص) لما غزا بتبوك كان معه من المسلمين خمسة وعشرون ألفا سوى خدمهم ، فمر صلى‌الله‌عليه‌وآله في مسيره بجبل يرشح الماء من أعلاه إلى أسفله من غير سيلان ، فقالوا : ما أعجب رشح هذا الجبل؟ فقال : إنه يبكي قالوا : والجبل يبكى؟ قال : أتحبون أن تعلموا ذلك؟ قالوا : نعم ، قال : أيها الجبل مم بكاؤك فأجابه الجبل وقد سمعه الجماعة بلسان فصيح : يارسول الله مر بي عيسى بن مريم وهو يتلو « نارا وقودها

___________________

(١) في المصدر : فرأيت النخلة.

(٢) في المصدر : فقرع أبوطالب الباب.

(٣) بعد يأس خ ل.

(٤) الخرائج : ١٨٦ وفيه : وتلدين وزيره ، فولدت عليا وزيره كما قال.

(٥) مناقب آل أبى طالب ١ : ١١٧ طبعة النجف.

٣٦٤

الناس والحجارة (١) » فأنا أبكي منذ ذلك اليوم خوفا من أن أكون من تلك الحجارة ، فقال : اسكن مكانك فلست منها ، إنما تلك حجارة (٢) الكبريت ، فجف ذلك الرشح من الجبل في الوقت حتى لم ير شئ من ذلك الرشح ومن تلك الرطوبة التي كانت (٣).

٦ ـ يج : روي أن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما بنى مسجده كان فيه جذع نخل إلى جانب المحراب يابس عتيق ، إذا خطب يستند عليه ، فلما اتخذ له المنبر وصعد حن ذلك الجذع كحنين الناقة إلى فصيلها ، فنزل رسول الله (ص) فاحتضنه فسكن من الحنين ، ثم رجع رسول الله (ص) ويسمى الحنانة ، إلى أن هدم بنوامية المسجد وجددوا بناءه فقلعوا (٤) الجذع.

٧ ـ يج : روي أنه كان ليهودي حق على مسلم ، وقد عقد على أن يغرس المسلم له عدة خط من النخيل ويربيها إلى أن ترطب ألوانا كثيرة ، فإنه عليه‌السلام أمر عليا أن يأخذ النوى على عدد تلك الاشجار التي ضمنها المسلم لليهودي ، فصار يضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله النوى في فيه ثم يعطيه عليا فيدفنه في الارض ، فإذا اشتغل بالثاني نبت الاول حتى تمت أشجار النخل على الالوان المختلفة من الصفرة والحمرة والبياض والسواد وغيرها ، وكان النبي (ص) يمشي يوما بين نخلات ومعه علي عليه‌السلام فنادت نخلة إلى نخلة : هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا وصية ، فسميت الصيحانية.

٨ ـ قب : أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : لما غزونا خيبر ومعنا من يهود فدك جماعة فلما أشرفنا على القاع إذا نحن بالوادي. والماء يقلع الشجر ويدهده الجبال ، قال : فقد رنا الماء فإذا هو أربع عشرة قامة ، فقال بعض الناس : يارسول الله العدو من ورائنا والوادي قدامنا : فنزل النبي (ص) فسجد ودعا ثم قال : سيروا على اسم الله ، قال : فعبرت الخيل والابل والرجال (٥).

__________________

(١) التحريم : ٦.

(٢) الحجارة خ ل.

(٣) الخرائج : ١٨٩.

(٤) فقطعوا خ ل.

(٥) مناقب آل أبى طالب ١ : ١١٤.

٣٦٥

٩ ـ جابر : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المسلمين وقال : جدوا في الحفر ، فجدوا و اجتهدوا ولم يزالوا يحفرون حتى فرغ من الحفر والتراب حول الخندق تل عال ، فأخبرته بذلك ، فقال : لا تفزع ياجابر فسوف ترى عجبا من التراب ، قال : وأقبل الليل ووجدت عند التراب جلبة وضجة عظيمة ، وقائل يقول :

انتسفوا التراب والصعيدا

واستودعوه بلدا بعيدا

وعاونوا محمد الرشيدا

قد جعل الله له عميدا

أخاه وابن عمه الصنديدا

فلما أصبحت لم أجد من التراب كفا واحدا (١).

بيان : الصنديد : السيد الشجاع.

١٠ ـ قب : استند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على شجرة يابسة فأورقت وأثمرت (٢).

١١ ـ ونزل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالجحفة تحت شجرة قليلة الظل ، ونزل أصحابه حوله فتداخله شئ من ذلك ، فأذن الله تعالى لتلك الشجرة الصغيرة حتى ارتفعت وظللت الجميع ، فأنزل الله تعالى ذكره : « ألم تر إلى » (٣) « ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا (٤) ».

١٢ ـ شى : عن إسماعيل رفعه إلى سعيد بن جيبر قال : كان على الكعبة ثلاث مأة وستون صنما ، لكل حي من أحياء العرب الواحد والاثنان ، فلما نزلت هذه الآية « شهد الله أنه لا إله إلا هو » إلى قوله : « العزيز الحكيم (٥) » خرت في الكعبة سجدا (٦).

١٣ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد وعلي بن الحكم جميعا ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن من الناس من يؤمن بالكلام ومنهم من لا يؤمن إلا بالنظر ، إن رجلا أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : أرني آية ، فقال

___________________

(١) منافب آل أبى طالب ١ : ١١٥.

(٢) مناقب آل أبي طالب ١ : ١١٧.

(٣) الفرقان : ٤٥

(٤) مناقب آل أبى طالب ١ : ١١٧.

(٥) آل عمران : ١٨.

(٦) تفسير العياشى : مخطوط.

٣٦٦

رسول الله (ص) لشجرتين : اجتمعا ، فاجتمعتا ، ثم قال : تفرقا ، فافترقتا ، ورجع كل واحدة منهما إلى مكانهما ، قال : فآمن الرجل (١).

ير : إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن حماد ، عن خالد بن عبدالله ، عنه عليه‌السلام مثله (٢).

ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن البزنطي ، عن حماد مثله (٣).

١٤ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابه ، عن قاسم بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق ، عن هارون ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لابي بكر : أهل أجمع بينك وبين رسول الله؟ ـ والحديث طويل ـ فأخبر أبوبكر عمر فقال له : أما تذكر يوما كنا مع النبي (ص) فقال للشجرتين : التقيا ، فالتقتا ، فقضى حاجته خلفهما ، ثم أمرهما فتفرقتا (٤).

١٥ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن جعفر بن محمد بن يونس ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن النبي (ص) في مكان ومعه رجل من أصحابه وأراد قضاء حاجة فقال : ائت الاشاتين ، يعني النخلتين ، فقل لهما : اجتمعا ، فاستتر (٥) بهما النبي (ص) فقضى حاجته ، ثم قام فجاء الرجل فلم ير شيئا (٦).

بيان : قال الفيروزآبادي : أشى النخل : صغاره أو عامته ، الواحدة أشاة (٧).

١٦ ـ ص : الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن جعفر بن محمد الكوفي ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : لما انتهى رسول الله (ص) إلى الركن الغربي فجازه فقال له الركن : يارسول الله ألست قعيدا من قواعد بيت ربك فما بالي

___________________

(١ ـ ٣) بصائر الدرجات : ٧١.

(٤) بصائر الدرجات : ٧٠.

(٥) في المصدر : فقل لهما : اجتمعا بأمر رسول الله فقال لهما : اجتمعا بامر رسول الله صلى الله عليه وآله فاجتمعا فاستتر. اه.

(٦) بصائر الدرجات : ٧١.

(٧) هكذا في الكتاب وفى القاموس : أشاء النخل : صغاره أو عامته ، الواحدة أشاءة. وذكر الجوهرى نحوه في الصحاح.

٣٦٧

لا استلم؟ فدنا منه رسول الله (ص) فقال : اسكن عليك السلام (١) غير مهجور ، ودخل حائطا فنادته العراجين من كل جانب السلام عليك يارسول الله ، وكل واحد منها يقول : خذ مني ، فأكل ، ودنا من العجوة فسجدت فقال : « اللهم بارك عليها وانفع بها » فمن ثم روي أن العجوة من الجنة ، وقال (ص) : إني لاعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن ابعث إني لاعرفه الآن ، ولم يكن صلى‌الله‌عليه‌وآله يمر في طريق يتبعه أحد إلا عرف أنه سلكه من طيب عرفه ، ولم يكن يمر بحجر ولا شجر إلا سجد له (٢).

ير : محمد بن عبدالجبار إلى قوله : غير مهجور (٣).

١٧ ـ ص : الصدوق ، عن عبدالله بن حامد ، عن حامد بن محمد ، عن علي بن عبدالعزيز ، عن محمد بن سعيد الاصفهاني ، عن شريك ، عن سماك ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : بم أعرف أنك رسول الله؟ قال : أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة فأتاني أتشهد أني رسول الله؟ قال : نعم ، قال : فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخل حتى سقط على الارض ، فجعل يبقر حتى أتى النبي (ص) ، ثم قال : ارجع فرجع حتى عاد إلى مكانه ، فقال : اشهد أنك لرسول الله ، وآمن ، فخرج العامري يقول : يا آل عامر بن صعصعة والله لا اكذبه بشئ أبدا.

وكان رجل من بني هاشم يقال له : ركانة وكان كافرا من أفتك الناس ، يرعى غنما له بواد يقال له : وادي إضم (٤) ، فخرج النبي (ص) إلى ذلك الوادي فلقيه ركانة ، فقال : لولا رحم بيني وبينك ما كلمتك حتى قتلتك ، أنت الذي تشتم آلهتنا؟ ادع إلهك ينجيك مني ، ثم قال : صار عني فإن أنت صرعتني فلك عشرة من غنمي ، فأخذه النبي (ص) وصرعه وجلس على صدره ، فقال ركانة : فلست بي فعلت هذا ، إنما فعله إلهك

___________________

(١) السلام على فعال بمعنى التسليم لا السلام بالكسر بمعنى الاستلام إذ لم يرد في اللغة بمعناه ، ويأبى عنه التعدية بعلى أيضا منه قدس‌سره.

(٢) قصص الانبياء : مخطوط.

(٣) بصائر الدرجات : ١٤٨.

(٤) ذكره ياقوت بالكسر ثم الفتح وأنه اسم لمواضع منها ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة. ومنها واد يشق الحجاز حتى يفرغ في البحر.

٣٦٨

ثم قال ركانة : عد ، فإن أنت صرعتني فلك عشرة اخرى تختارها ، فصرعه النبي (ص) الثانية ، فقال : إنما فعله إلهك ، عد فإن أنت صرعتني فلك عشرة اخرى ، فصرعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الثالثة : فقال ركانة : خذلت اللات والعزى ، فدونك ثلاثين شاة فاخترها ، فقال له النبي (ص) : ما اريد ذلك ، ولكني أدعوك إلى الاسلام ياركانة ، وانفس ركانة يصير إلى النار ، إنك إن تسلم تسلم ، فقال ركانة : لا إلا أن تريني آية ، فقال نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الله شهيد عليك الآن ، إن دعوت ربي فأريتك آية لتجيبني إلى ما أدعوك؟ قال : نعم ، وقربت منه شجرة ثمرة (١) قال : اقبلي بإذن الله ، فانشقت باثنين ، وأقبلت على نصفها بساقها حتى كانت بين يدي نبي الله ، فقال ركانة : أريتني شيئا عظيما ، فمرها فلترجع ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الله شهيد إن أنا دعوت ربي يأمرها فرجعت لتجيبني إلى ما أدعوك إليه؟ قال : نعم ، فأمرها فرجعت حتى التأمت بشقها ، فقال له النبي (ص) : تسلم؟ فقال ركانة : أكره أن تتحدث نساء مدينة أني إنما أجبتك لرعب دخل في قلبي منك ، ولكن فاختر غنمك ، فقال (ص) : ليس لي حاجة إلى غنمك إذا أبيت أن تسلم (٢).

بيان : بقره كمنعه : شقه ، وبيقر (٣) : مشى كالمتكبر ، وانفس ركانة : « وا » كلمة نداء للندبة ، ونفس مضاف إلى ركانة ، ويمكن أن يقرأ أنفس على صيغة المتكلم على الحذف والايصال ، من قولهم : نفس به كفرح ، أي ضن.

يج : مرسلا مثله إلى قوله : أشهد أنك لرسول الله.

١٨ ـ قب : عن ابن عباس مثله قال : وفي رواية فدعا العذق فلم يزل يأتي و يسجد حتى انتهى إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يتكلم (٤).

١٩ ـ ص : الصدوق ، عن عبدالله بن حامد ، عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن منصور ،

___________________

(١) سمرة خ ل ظ.

(٢) قصص الانبياء : مخطوط. وذكر مختصره الشيخ الحر العاملى في اثبات الهداة ٢ : ١٣٠ وكذا ما تقدم قبل ذلك عن القصص.

(٣) أقول هذا بيان ما في بعض النسخ وهو : يبيقر بدل يبقر وقد فاتنا الايعاز اليه.

(٤) مناقب آل ابى طالب ١ : ١١٢.

٣٦٩

عن عمرو بن يونس ، عن عكرمة بن عمار ، عن إسحاق بن عبدالله ، عن أنس قال : كان رسول الله (ص) يقوم فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد يوم الجمعة فيخطب بالناس فجاءه رومي فقال : يارسول الله أصنع لك شيئا تقعد عليه؟ فصنع له منبرا له درجتان ويقعد على الثالثة ، فلما صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خار الجذع كخوار الثور ، فنزل إليه رسول الله (ص) فسكت (١) ، فقال : والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لما زال كذا إلى يوم القيامة ثم أمر بها فاقتلعت (٢) فدفنت تحت منبره (٣).

٢٠ ـ قب : لما سار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى قتال المقفع بن الهميسع البنهاني (٤) كان في طريق المسلمين جبل عظيم هائل تتعب فيه المطايا ، وتقف فيه الخيل ، فلما وصل المسلمون شكوا أمره إلى رسول الله (ص) ، وما يلقون فيه من التعب والنصب ، فدعا النبي (ص) بدعوات فساخ الجبل في الارض وتقطع قطعا (٥).

٢١ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الاعمش ، عن عباية بن ربعى ، عن عبدالله بن عباس ، عن أبيه قال : قال أبوطالب لرسول الله (ص) يا ابن أخ ، الله أرسلك؟ قال : نعم ، قال ، فأرني آية : قال : ادع لي تلك الشجرة ، فدعاها فأقبلت حتى سجدت بين يديه ، ثم انصرفت ، فقال أبوطالب أشهد أنك صادق ، ياعلي صل جناح ابن عمك (٦).

٢٢ ـ ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال :

___________________

(١) في اثبات الهداة : فلما صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حن الجذع اليه فالتزمه فسكت اه أقول : لعلهما لا يخلوان عن سقط ، ولعل الصحيح : فنزل إليه رسول الله (ص) فالتزمه فسكت. وفى اثبات الهداة : لو لم ألتزمه ما زال يحن إلى يوم القيامة.

(٢) ذلك ينافى ما تقدم من أنه كان باقيا إلى أن هدم بنو امية المسجد فقطعوه.

(٣) قصص الانبياء : مخطوط ، والحديث موجود في اثبات الهداة ٢ : ١٣١.

(٤) هكذا في الكتاب ومصدره ، ولعله مصحف النبهانى بتقديم النون على الباء. نسبة إلى نبهان واسمه سودان بن عمرو بن الغوث من طيئ او مصحف البنهائى نسبة إلى بنها بلدة على ستة فراسخ من فسطاط مصر.

(٥) مناقب آل أبى طالب ١ : ٦٩.

(٦) الامالى : ٣٦٥ ( م ٨٩ ).

٣٧٠

إن النبي (ص) أتاه ثقفي كان أطب العرب ، فقال له : إن كان بك جنون داويتك ، فقال له محمد (ص) : أتحب أن أراك آية تعلم بها غناي عن طبك وحاجتك إلى طبي؟ فقال : نعم ، قال : أي آية تريد؟ قال : تدعو ذلك العذق ، وأشار إلى نخلة سحوق (١) ، فدعاها فانقلع اصولها (٢) من الارض وهي تخد الارض خدا حتى وقفت بين يديه ، فقال له : أكفاك؟ قال : لا ، قال : فتريد ماذا؟ قال : تأمرها أن ترجع إلى حيث جاءت منه ، ولتستقر (٣) في مقرها الذي انقلعت منه ، فأمرها فرجعت واستقرت في مقرها (٤).

بيان : سحقت النخلة ككرم : طالت ، وفي بعض النسخ سموق بمعناه.

٢٣ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن علي بن حماد البغدادي ، عن بشر بن غياث المريسي ، عن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم ، عن أبي حنيفة ، عن عبدالرحمن السلماني ، عن جيش (٥) بن المعتمر ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : دعاني رسول الله (ص) فوجهني إلى اليمن لاصلح بينهم ، فقلت : يارسول الله إنهم قوم كثير ولهم سن وأنا شاب حدث ، فقال : ياعلي إذا صرت بأعلى عقبة أفيق فناد بأعلى صوتك : ياشجر يامدر ياثرى ، محمد رسول الله يقرئكم السلام ، قال : فذهبت فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي ، مشرعون رماحهم ، مسورون أسنتهم ، متنكبون قسيهم شاهرون سلاحهم ، فناديت بأعلى صوتي : ياشجر يامدر (٦) ياثرى ، محمد رسول الله يقرئكم السلام قال : فلم يبق (٧) شجرة ولا مدرة ولا ثرى إلا ارتج بصوت واحد : وعلى

___________________

(١) سموق خ ل.

(٢) في المصدر : فانقلع أصلها من الارض.

(٣) في المصدر : وتستقر في مقرها.

(٤) الاحتجاج : ١٢٣.

(٥) هكذا في الكتاب ، وفى المصدر : حنش بالحاء المهملة بعدها النون وهو الصحيح. راجع تقريب ابن حجر : ١٣٠ وتنقيح المقال ١ : ٣٨١.

(٦) ويامدر خ ل. وهو الموجود في المصدر.

(٧) في المصدر : فلم تبق.

٣٧١

محمد رسول الله وعليك السلام ، فاضطربت قوائم القوم ، وارتعدت ركبهم (١) ، ووقع السلاح من أيديهم ، وأقبلوا إلي مسرعين ، فأصلحت بينهم وانصرفت (٢).

٢٤ ـ ير : أحمد بن موسى ، عن محمد بن أحمد مولى حريز بن زيات ، عن محمد بن عمير الجرجاني ، عن رجل من أصحاب بشير (٣) المريسي ، عن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، عن عبدالرحمن ، عن عيسى (٤) ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله (٥).

ير : أحمد بن موسى ، عن أحمد بن محمد المعروف بغزال ، عن محمد بن عمر الجرجاني يرفعه إلى عبدالرحمن بن أحمد السلماني عنه صلوات الله عليه مثله (٦).

يج : مرسلا مثله.

بيان : انتكب قوسه وتنكب : ألقاه على منكبه.

٢٥ ـ فس : لما أتى رسول الله (ص) حصن بني قريظة كان حول الحصن نخل كثير فأشار إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فتباعد عنه وتفرق في المفازة (٧).

٢٦ ـ ما ، ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن علي بن محمد بن علي الحسيني ، عن جعفر بن محمد بن عيسى ، عن عبيدالله بن علي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي (ص) قال : إني لاعرف حجرا كان يسلم علي بمكة قبل أن ابعث ، إني لاعرفه الآن (٨).

يج : مرسلا مثله.

٢٧ ـ ما : الفحام ، عن عمه عمر بن يحيى ، عن محمد بن سليمان بن عاصم ، عن أحمد بن

___________________

(١) في نسخة من المصدر : فارتعدت فرائصهم وركبهم.

(٢) الامالى : ١٣٤ و ١٣٥.

(٣) هكذا في الكتاب ومصدره ، وتقدم في الحديث السابق بشر وهو الصحيح والرجل هو أبوعبدالرحمن بشر بن غياث المريسى الفقيه الحنفى المتكلم ، المتوفى سنة ٢١٨ ، أخذ الفقه من أبى يوسف ، واشتغل بالكلام وكان مرجئيا ، وحكى عنه أقوال شنيعة ، تنسب اليه الفرقة المريسية. (٤) في المصدر : عبدالرحمن عن امير المؤمنين عليه‌السلام.

(٥) بصائر الدرجات : ١٤٨.

(٦) بصائر الدرجات : ١٤٧.

(٧) تفسير القمى : ٥٢٨.

(٨) أمالى ابن الشيخ : ٢١٧ و ٢١٨.

٣٧٢

محمد العبدي ، عن علي بن الحسن الاموي ، عن جعفر الاموي ، عن عباس بن عبدالله ، عن سعد بن ظريف (١) عن الاصبغ بن نباتة ، عن أبي مريم ، عن سلمان قال : كنا جلوسا عند النبي عليه‌السلام إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فناوله (٢) حصاة فما استقرت الحصاة في كف علي عليه‌السلام حتى نطقت ، وهي تقول : « لا إله إلا الله ، محمد رسول الله (ص) ، رضيت بالله ربا ، وبمحمد نبيا ، وبعلي بن أبي طالب وليا » ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أصبح منكم راضيا بالله (٣) وبولاية علي بن أبي طالب فقد أمن خوف الله وعقابه (٤).

٢٨ ـ يد : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، وابن هاشم ، عن الحسن بن علي ، عن داود بن علي اليعقوبي (٥) ، عن بعض أصحابنا ، عن عبدالاعلى مولى آل سام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أتى رسول الله يهودي يقال له : سجت (٦) ، فقال له يامحمد جئت أسألك عن ربك فإن أجبتني عما أسألك عنه (٧) وإلا رجعت ، فقال له : سل عما شئت ، فقال : أين ربك؟ فقال : هو في كل مكان ، وليس هو في شئ من المكان محدود (٨) ، قال : فكيف هو؟ فقال : وكيف أصف ربي بالكيف ، والكيف مخلوق ، والله لا يوصف بخلقه ، قال : فمن يعلم أنك نبي (٩)؟ قال : فما بقي حوله حجر ولا مدر ولا غير ذلك إلا تكلم بلسان عربي مبين : ياشيخ (١٠) إنه رسول الله ، فقال : سجت (١١) بالله ما رأيت كاليوم أبين ، ثم قال : أشهد أن

___________________

(١) هكذا في الكتاب ، وفى المصدر : طريف بالطاء المهملة وهو الصحيح

(٢) في المصدر : فناوله النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٣) وبنبيه ظ.

(٤) أمالى ابن الشيخ : ١٧٨.

(٥) ذكرنا ضبطه في كتاب التوحيد : باب نفى الزمان والمكان : ج ٣ و ٣٣٢.

(٦) شخت خ ل. أقول : ذكرنا ما قيل في ضبطه وما وجد من اختلاف النسخ في باب نفى الزمان و المكان : ج ٣ : ٣٣٢.

(٧) في المصدر : فان أجبتنى عما أسألك عنه اتبعتك.

(٨) المحدود خ ل. هكذا في نسخة المصنف ، والموجود في التوحيد : وليس هو في شئ من المكان بمحدود ، وأخرجه المصنف هكذا في كتاب التوحيد.

(٩) في نسخة من التوحيد : فمن أين يعلم أنك نبى؟

(١٠) ياشيخ خ ل ، أقول : في التوحيد : ياسبخ ، وفى البصائر : ياسجت.

(١١) شخت خ ل.

٣٧٣

لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله (١).

ير : ابن هاشم ، عن الحسن بن علي مثله (٢).

٢٩ ـ ص : الصدوق ، عن الطالقاني ، عن أحمد بن محمد بن رميح ، عن أحمد بن جعفر عن أحمد بن علي ، عن محمد بن علي الخزاعي ، عن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن الصادق عن آبائه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم مثله مع زيادة ، وقد أوردناه في باب النص على علي عليه‌السلام (٣).

٣٠ ـ ير : أحمد بن الحسين ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عبدالله بن أحمد بن كليب ، عن محمد بن مسمع ، عن صالح بن حسان ، عن إبراهيم بن عبدالاكرم الانصارى ثم النجاري إن رسول الله دخل هو وسهل بن حنيف وخالد بن أيوب الانصاري حائطا من حيطان بني النجار ، فلما دخل ناداه حجر على رأس بئر لهم عليها السواني (٤) يصحيح : « عليك السلام يامحمد ، اشفع إلى ربك أن لا يجعلني من حجارة جهنم التي يعذب بها الكفرة » فقال النبي (ص) ورفع يديه : « اللهم لا تجعل هذا الحجر من أحجار جهنم » ثم ناداه الرمل : « السلام عليك يامحمد ورحمة الله وبركاته ، ادع الله ربك أن لا يجعلني من كبريت جهنم » فرفع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يديه وقال : « اللهم لا تجعل هذا الرمل من كبريت جهنم » قال : فلما دنا رسول الله إلى النخل تدلت العراجين فأخذ منها رسول الله (ص) فأكل وأطعم ، ثم دنا من العجوة فلما أحسته سجدت فبارك عليها رسول الله (ص) ، قال : « اللهم بارك عليها وانفع بها » فمن ثم روت العامة أن الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين ، والعجوة من الجنة (٥)

٣١ ـ يج : روي أنه (ص) مر بسمرة غليظة الشوك ، متقنة الفروع ، ثابتة الاصل

___________________

(١) التوحيد : ٣٢٦ ، أقول : رواه الكلينى أيضا في كتابه الكافى.

(٢) بصائر الدرجات : ١٤٧. أقول : أورد المصنف الحديث ايضا في ج ٣ : ٣٣٢ و ٣٣٣.

(٣) قصص الانبياء : مخطوط.

(٤) السوانى جمع السانية : ما يعرف بالساقية أو الناعورة.

(٥) بصائر الدرجات : ١٤٨.

٣٧٤

فدعاها فأقبلت تخد الارض إليه طوعا ، ثم أذن لها فرجعت إلى مكانها ، فأية آية أبين وأوضح من موات يقبل مطيعا لامره مقبلا ومدبرا.

٣٢ ـ قب يج : روي أنه (ص) في غزوة الطائف مر في كثير من طلح (١) فمشى وهو وسن (٢) فاعترضته سدرة فانفرجت السدرة له نصفين فمر بين نصفيها ، وبقيت السدرة منفردة على ساقين إلى زماننا هذا ، وهي معروفة بذلك البلد ، مشهورة يعظمها أهله وغيرهم ممن عرف شأنها لاجله ، وتسمى سدرة النبي (ص) (٣) ، وإذا انتجع الاعراب الغيث عضدوا (٤) منه ما أمكنهم ، وعلقوه على إبلهم وأغنامهم ، ويقلعون شجر هذا الوادي ولا ينالون هذه السدرة بقطع ولا شئ من المكروه معرفة بحالها ، وتعظيما لشأنها ، فصارت له آية بينة وحجة باقية هناك (٥).

عم : أورده الشيخ أبوسعيد الواعظ في كتاب شرف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٦).

٣٣ ـ يج : روي أنه (ص) كان في مسجده جذع كان إذا خطب فتعب أسند إليه ظهره ، فلما اتخذ له منبر حن الجذغ ، فدعاه فأقبل يخد الارض والناس حوله ينظرون إليه ، فالتزمه وكلمه فسكن ، ثم قال له : عد إلى مكانك وهم يسمعون ، فمر حتى صار في مكانه ، فازداد المؤمنون يقينا.

٣٤ ـ يج : روي أنه (ص) انتهى إلى نخلتين بينهما فجوة من الارض فقال : انضما وأصحابه حضور ، فأقبلتا تخدان الارض حتى انضمتا.

__________________

(١) في المناقب : من طلح وسدر. وفى اعلام الورى : كان في غزاة الطائف ومسيره ليلا على راحلته بواد بقرب الطائف يقال له : نجيب ، ذوشجر كثير من سدر وطلح.

(٢) في المناقب : وهو وسن من النوم. وفى اعلام الورى : وهو في وسن النوم. أقول : الوسن : فتور يتقدم النوم.

(٣) في المناقب : وبقيت منفرجة على ساقين إلى زماننا هذا يتبرك بها كل مار ، ويسمونها سدرة النبى. أقول : ونحوه في اعلام الورى. ولم يذكر ازيد من هذا فيهما.

(٤) عضد الشجرة : نثر ورقها لابله وانتجع الغيث : أى ذهب في طلب الكلاء الذى ينبت بماء الغيث. (٥) مناقب آل أبى طالب ١ : ١١٧ طبعة النجف.

(٦) اعلام الورى : ٢٠ و ٤٠ من طبعه الجديد.

٣٧٥

٣٥ ـ يج : روي أن قوما من العرب اجتمعوا عند صنم لهم ففاجأهم صوت من جوفه يناديهم بكلام فصيح : « أتاكم محمد يدعوكم إلى الحق » فانجفلوا فزعين (١) ، وذلك حين بعث صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأسلم أكثر من حضر.

بيان : انجفل القوم ، أي انقلعوا كلهم ومضوا.

٣٦ ـ يج : روي أنه كان على جبل حراء فتحرك الجبل ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « اسكن فما عليك إلا نبي أو وصي » وكان معه علي عليه‌السلام فسكن.

٣٧ ـ يج : روي أنه انصرف ليلة من العشاء فأضاءت له برقة فنظر إلى قتادة بن النعمان فعرفه ، وكانت ليلة مطيرة فقال : يانبي الله أحببت أن اصلي معك ، فأعطاه عرجونا وقال : خذ هذا فإنه سيضئ لك أمامك عشرا ، فإذا أتيت بيتك فإن الشيطان قد خلفك فانظر إلى الزاوية على يسارك حين تدخل فاعله بسيفك ، فدخلت فنظرت حيث قال رسول الله (ص) فإذا أنا بسواد فعلوته بسيفي ، فقال أهلي : ماذا تمنع (٢)؟ وفيه معجزتان : إحداهما إضاءة العرجون بلا نار جعلت في رأسه ، والثانية خبره عن الجني على ما كان.

٣٨ ـ يج : روي أن جبرئيل أتاه فرآه حزينا ، فقال : مالك؟ قال : فعل بي الكفار كذا وكذا ، قال جبرئيل : فتحب أن اريك آية؟ قال : نعم ، فنظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى شجرة من وراء الوادي ، قال : ادع تلك الشجرة. فدعاها النبي (ص) فجاءت حتى قامت بين يديه ، قال : مرها فلترجع ، فأمرها فرجعت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : حسبي.

٣٩ ـ يج : روي أنه (ص) كان في سفر فأقبل إليه أعرابي فقال : (ص) هل أدلك إلى خير؟ فقال : ما هو؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فقال الاعرابي : هل من شاهد؟ قال : هذه الشجرة ، فدعاها النبي (ص) فأقبلت تخد الارض ، فقامت بين يديه فاستشهدها فشهدت كما قال : وأمرها فرجعت إلى منبتها ، ورجع الاعرابي إلى قومه وقد أسلم ، فقال : إن يتبعوني أتيتك بهم ، وإلا رجعت إليك وكنت معك.

__________________

(١) مسرعين خ ل.

(٢) تصنع خ ل صح.

٣٧٦

٤٠ ـ يج : روي أن أعرابيا جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : هل من آية فيما تدعو إليه؟ فقال : نعم ، ائت تلك الشجرة فقل لها : يدعوك رسول الله ، فمالت عن يمينها وشمالها وبين يديها فقطعت عروقها ، ثم جاءت تخد الارض حتى وقفت بين يدي رسول الله (ص) ، قال فمرها فلترجع إلى منزلها فأمرها فرجعت إلى منبتها ، فقال الاعرابي : ائذن لي أسجد لك ، فقال : لو أمرت أحدا أن يسجد لاحد لامرت المرأة أن تسجد لزوجها ، قال : فائذن لي أن اقبل يديك (١) ، فأذن له.

٤١ ـ يج : روي عن جابر قال : لم يمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرفه ، ولم يمر بحجر ولا شجر إلا سجد.

٤٢ ـ يج : روي عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ كفا من الحصى فسبحن في يده (ص) ، ثم صبهن في يد علي عليه‌السلام فسبحن في يده حتى سمعنا التسبيح في أيديهما ثم صبهن في أيدينا فما سبحت.

٤٣ ـ يج : روى أبواسيد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال للعباس : يا أبا الفضل الزم منزلك غدا أنت وبنوك فإن لي فيكم حاجة ، فصبحهم وقال : تقاربوا ، فزحف بعضهم إلى بعض حتى إذا أمكنوا اشتمل عليهم بملاءة (٢) وقال : يارب هذا عمي صنو (٣) أبي : وهؤلاء بنو عمي فاسترهم من النار كستري إياهم ، فأمنت اسكفة (٤) الباب وحوائط البيت : آمين آمين.

٤٤ ـ يج : ، روي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : من الناس من لا يؤمن إلا بالمعاينة ومنهم من يؤمن بغيرها ، إن رجلا أتى النبي (ص) فقال : أرني آية ، فقال بيده إلى النخل فذهبت يمنة ، ثم قال : هكذا ، فذهبت يسرة فآمن الرجل.

٤٥ ـ يج : روي أن رجلا مات وإذا الحفارون لم يحفروا شيئا ، فشكوا إلى

___________________

(١) بين يديك خ ل.

(٢) الملاءة : ثوب يشبه الملحفة.

(٣) الصنو : الاخ الشقيق.

(٤) الاسكفة : خشبة الباب التى يوطأ عليها.

٣٧٧

رسول الله (ص) وقالوا : حديدنا لا يعمل في الارض كما نضرب في الصفا ، قال : ولم إن كان صاحبكم لحسن الخلق ، ائتوني بقدح من ماء فأدخل يده فيه ، ثم رشه على الارض رشا ، فحفر الحفارون فكأنما رمل يتهايل عليهم (١).

٤٦ ـ يج : روي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن رسول الله (ص) خرج في غزاة فلما انصرف راجعا نزل في بعض الطريق فبينما رسول الله (ص) يطعم والناس معه إذ أتاه جبرئيل فقال : يامحمد قم فاركب ، فقام النبي (ص) فركب ، وجبرئيل معه ، فطويت له الارض كطي الثوب حتى انتهى إلى فدك ، فلما سمع أهل فدك وقع الخيل ظنوا أن عدوهم قد جاءهم ، فغلقوا أبواب المدينة ، ودفعوا المفاتيح إلى عجوز لهم في بيت لهم خارج من المدينة ولحقوا برؤوس الجبال ، فأتى جبرئيل العجوز حتى أخذ المفاتيح (٢) ، ثم فتح أبواب المدينة ، ودار النبي في بيوتها وقراها ، فقال جبرئيل : يامحمد هذا ما خصك الله به (٣) و أعطاكه دون الناس ، وهو قوله : « ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول و لذي القربى (٤) » وذلك قوله : « فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء (٥) » ولم يعرف المسلمون ولم يطؤوها ولكن الله أفاءها على رسوله و طوف به جبرئيل في دورها وحيطانها ، وغلق الباب ودفع المفاتيح إليه ، فجعلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في غلاف سيفه وهو معلق بالرحل ، ثم ركب وطويت له الارض كطي الثوب ، ثم أتاهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهم على مجالسهم ولم يتفرقوا ولم يبرحوا ، فقال رسول الله (ص) : قد انتهيت إلى فدك ، وإني قد أفاءها الله علي ، فغمز المنافقون بعضهم بعضا ، فقال رسول الله (ص) : هذه مفاتيح فدك ، ثم أخرجها من غلاف سيفه ، ثم ركب رسول الله (ص) وركب معه الناس ، فلما دخل المدينة دخل على فاطمة فقال : يابنية إن الله قد أفاء على أبيك بفدك ، واختصه بها فهي له خاصة دون المسلمين ، أفعل بها ما أشاء ، وإنه قد كان لامك خديجة على أبيك مهر ، وإن أباك قد جعلها لك بذلك وأنحلتكها (٦)

___________________

(١) أى ينصب عليهم. ولم نجد الحديث وما قبله في المصدر.

(٢) في المصدر : وأخذ المفاتيح.

(٣) في المصدر : انظر إلى ما خصك الله به.

(٤ و ٥) الحشر : ٧ و ٨.

(٦) في المصدر : وانحلك اياها.

٣٧٨

تكون لك ولولدك بعدك ، قال : فدعا بأديم (١) ودعا علي بن أبي طالب فقال : اكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول الله ، فشهد على ذلك علي بن أبي طالب ، ومولى لرسول الله وام أيمن ، فقال رسول الله إن ام أيمن امرأة من أهل الجنة ، وجاء أهل فدك إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقاطعهم على أربعة وعشرين ألف دينار في كل سنة (٢).

٤٧ ـ يج : روي عن الصادق عليه‌السلام أن رسول الله (ص) أقبل إلى الجعرانة فقسم فيها الاموال ، وجعل الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجؤوه إلى شجرة فأخذت برده و خدشت ظهره حتى جلوه عنها وهم يسألونه ، فقال : أيها الناس ردوا علي بردي ، والله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم ، ثم ما ألفيتموني جبانا ولا بخيلا ، ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة ، قال : فما رأيت تلك الشجرة إلا خضراء كأنما يرش عليه الماء وفي رواية اخرى : حتى انتزعت الشجرة رداه وخدشت ظهره (٣).

٤٨ ـ يج : من معجزاته صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه أخذ الحصى في كفه فقالت كل واحدة : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

٤٩ ـ قب : علقمة وابن مسعود كنا نجلس مع النبي (ص) ونسمع الطعام يسبح ورسول الله يأكل.

وأتاه مكرز العامري وسأله آية فدعا بتسع حصيات فسبحن في يده.

وفي حديث أبي ذر فوضعهن على الارض فلم يسبحن وسكتن ، ثم عاد وأخذهن فسبحن (٤).

ابن عباس قال : قدم ملوك حضرموت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : كيف نعلم أنك رسول الله؟ فأخذ كفا من حصى فقال : هذا يشهد أني رسول الله ، فسبح الحصى في يده وشهد أنه رسول الله.

__________________

(١) في المصدر : بأديم عكاظى.

(٢) الخرائج : ١٨٥.

(٣) وخدشت الشجرة ظهره خ ل.

(٤) مناقب آل أبى طالب ١ : ٨٠.

٣٧٩

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إني لاعرف حجرا بمكة ما مررت عليه إلا سلم علي أبوهريرة وجابر الانصاري وابن عباس وابي بن كعب وزين العابدين عليه‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يخطب بالمدينة إلى بعض الاجذاع ، فلما كثر الناس واتخذوا له منبرا وتحول إليه حن كما تحن الناقة ، فلما جاء إليه والتزمه كان يئن أنين الصبي الذي يسكت.

وفي رواية : فاحتضنه رسول الله (ص) ، فقال : لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة.

وفي رواية : فدعاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأقبل يخد الارض والتزمه ، وقال : عد إلى مكانك فمر كأحد الخيل وفي مسند الانصار عن أحمد قال : ابي بن كعب : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اسكن اسكن ، إن تشأ غرستك في الجنة فيأكل منك الصالحون ، وإن تشأ اعيدك كما كنت رطبا ، فاختار الآخرة على الدنيا.

وفي سنن ابن ماجه : إنه لما هدم المسجد أخذ ابي بن كعب الجذع الحنانة وكان عنده في بيته حتى بلي فأكلته الارضة وعاد رفاتا (١).

٥٠ ـ قب : تكملة اللطائف : إنه كان النبي (ص) يبني مسجدا في المدينة ، فدعا شجرة من مكة فخدت الارض حتى وقفت بين يديه ، ونطقت بالشهادة على نبوته (٢). أبوهريرة قال : انصرف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة من العشاء فأضاءت له برقة فنظر إلى قتادة بن النعمان فعرفه فقال : يانبي الله كانت ليلة مطيرة فأحببت أن اصلي معك ، فأعطاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عرجونا وقال : خذ هذا تستضئ به ليلتك. الخبر.

وأعطى (ص) عبدالله (٣) بن الطفيل الازدي نورا في جبينه ليدعو به قومه ، فقال :

___________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ٨٠ و ٨١ طبعة النجف.

(٢) مناقب آل أبي طالب ١ : ٨٣.

(٣) هكذا في الكتاب ومصدره : ولم نجد من كان مسمى بذاك في الصحابة ، والظاهر أنه مصحف الطفيل بن عمرو ، حيث ذكر ابن هشام في السيرة وابن أثير في اسد الغابة والمقريزى في امتاع الاسماع تلك القصة في ترجمته وسبب اسلامه ، والرجل هو الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم الدوسى الازدى يلقب ذا النور.

٣٨٠