قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ١ ]

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ١ ]

تحمیل

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ١ ]

127/600
*

السِّلْمِ) بفتح السين وكسرها الإسلام (كَافَّةً) حال من السلم أي في جميع شرائعه (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ) طرق (الشَّيْطانِ) أي تزيينه بالتفريق (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (٢٠٨) بين العداوة (فَإِنْ زَلَلْتُمْ) ملتم عن الدخول في جميعه (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ) الحجج الظاهرة على أنه حق (فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ) لا يعجزه شيء عن انتقامه منكم (حَكِيمٌ) (٢٠٩) في صنعه (هَلْ) ما (يَنْظُرُونَ) ينتظر التاركون الدخول فيه (إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ) أي أمره كقوله أو يأتي أمر ربك أي عذابه (فِي ظُلَلٍ) جمع ظلة (مِنَ الْغَمامِ) السحاب (وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ) تم أمر هلاكهم (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (٢١٠) بالبناء للمفعول والفاعل في الآخرة فيجازي (سَلْ) يا محمد

____________________________________

(وكرهوا الإبل) أي حيث حرموا أكل لحومها وشرب ألبانها. قوله : (بعد الإسلام) أي بعد أن دخلوا في الإسلام لم يتمسكوا بجميع شرائعه ، فوبخهم الله على ذلك. قوله : (بفتح السين وكسرها) قراءتان سبعيتان هنا وفي الأنفال والقتال لكن الأكثر هنا الكسر وما هناك العكس ، وقوله الإسلام إشارة لمعناه هنا على القراءتين ، وأما في الأنفال والقتال فمعناه الصلح. قوله : (حال من السلم) أي وهو يذكر ويؤنث فلذا أتى بالتاء في كافة ، وقال تعالى أيضا : (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها). قوله : (أي تزيينه) أي تحسينه أمورا لكم ، والمعنى لا تتبعوا طرق الشيطان التي يزينها لكم بوسوسته. قوله : (بالتفريق) أي بأن تتبعوا محمدا في أمور وموسى في أمور أخر.

قوله : (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ) تعليل لما قبله ، والعدو هو الذي يسره ما يضرك ويضره ما يسرك. قوله : (بين العداوة) من أبان اللازم ، والمعنى أن عداوته بينة وظاهرة لمن نور الله بصيرته وأراد به خيرا ، قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا). قوله : (عن الدخول في جميعه) أي جميع أحكامه. قوله : (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ) إن قلت أن الزلل لا يكون إلا بعد مجيئها أجيب بأن المراد بمجيئها ظهورها ظهورا بينا. قوله : (لا يعجزه شيء) أي فلا تفلتون منه. قوله : (حَكِيمٌ) (في صنعه) أي يضع الأشياء في محلها ومنها عذاب المفرق.

قوله : ب (هَلْ يَنْظُرُونَ) الإستفهام هنا إنكاري توبيخي. قوله : (الدخول فيه) أي في جميع أحكامه. قوله : (إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ) استثناء مفرغ ، والمعنى لا ينتظرون شيئا إلا اتيان الله في ظلل. قوله : (أي أمره) دفع بذلك ما يقال إن الإتيان بمعنى الإنتقال من صفات الحوادث وهي مستحيلة على الله تعالى. قوله : (فِي ظُلَلٍ) ظرف للإتيان المذكور ، والمعنى أن الله يرسل عليهم العذاب في صورة الرحمة ، وذلك لأن شأن السحاب الرقيق أن تأتي بالأمطار التي يكون فيها منافع لهم ، وذلك مكر عظيم من الله بهم.

قوله : (وَالْمَلائِكَةُ) عطف على لفظ الجلالة ، والمعنى أن إتيان الملائكة مصاحب لعذاب الله المظروف في السحاب الرقيق ، وقرىء شاذا بجر الملائكة واختلفوا في عطفه ، فقيل معطوف على ظلل وقيل على الغمام. قوله : (وَقُضِيَ الْأَمْرُ) عبر بالماضي لتحقق وقوعه ، فالمقام للمضارع لمناسبة يأتيهم وينظرون وهذا وعيد عظيم لكل من لم يستجمع أحكام الإسلام ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. قوله : (فيجازي كلا بعمله) أي فيحاسبكم على النقير والقطمير ويؤول أمركم إما إلى جنة أو إلى نار.