عَذابٌ أَلِيمٌ) (١٧٨) مؤلم في الآخرة بالنار أو في الدنيا بالقتل (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) أي بقاء عظيم (يا أُولِي الْأَلْبابِ) ذوي العقول لأن القاتل إذا علم أنه يقتل ارتدع فأحيا نفسه ومن أراد قتله فشرع (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (١٧٩) القتل مخافة القود (كُتِبَ) فرض (عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) أي أسبابه (إِنْ تَرَكَ خَيْراً) مالا (الْوَصِيَّةُ) مرفوع بكتب ، ومتعلق إذا إن كانت ظرفية ودال على جوابها إن كانت شرطية وجواب إن أي فليوص (لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ) بالعدل بأن لا يزيد على الثلث ولا يفضل الغنى (حَقًّا) مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله (عَلَى الْمُتَّقِينَ) (١٨٠) الله وهذا منسوخ بآية الميراث وبحديث «لا وصية لوارث» رواه الترمذي (فَمَنْ بَدَّلَهُ) أي الإيصاء من شاهد ووصي (بَعْدَ ما سَمِعَهُ) علمه (فَإِنَّما إِثْمُهُ) أي الإيصاء المبدل (عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) فيه إقامة الظاهر مقام المضمر (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لقول الموصي (عَلِيمٌ) (١٨١)
____________________________________
قوله : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ) هذا هو حكمة القصاص. قوله : (بقاء عظيم) أي للقاتل والمقتول. قوله : (يا أُولِي الْأَلْبابِ) جمع لب وهو العقل الكامل. قوله : (فشرع) تفريع على بيان الحكمة وأخره لتعلق لعلكم تتقون به. قوله : (مخافة القود) أي مخافة أن يقتص منكم. قوله : (أي أسبابه) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، والمراد بأسبابه علاماته كالأمراض الشديدة والجراحات التي يظن منها الموت عادة. قوله : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً) شرط في الشرط الذي هو إذا. قوله : (مالا) سماه خيرا إشارة إلى أنه ينبغي أن يكون حلالا طيبا. قوله : (مرفوع بكتب) أي على أنه نائب الفاعل ولو لم توجد في الفعل علامة التأنيث لوجود الفاعل سيما مع كونه مجازي التأنيث كقولهم طلع في النهار الشمس. قوله : (إن كانت ظرفية) أي محضة لم يكن فيها معنى الشرط بل المراد منها الوقت والزمن. إن قلت الوصية إما مصدر أو اسم مصدر والمصدر أو اسمه لا يتقدم معموله عليه. أجيب بأنه يتوسع في الظرف ما لا يتوسع في غيرها. قوله : (وجواب إن) بالجر معطوف على جوابها أي ودالة على جواب إن وقوله أي فليوص هذا هو جواب إذا وإن.
قوله : (لِلْوالِدَيْنِ) متعلق بالوصية ، وقوله : (وَالْأَقْرَبِينَ) عطف عام على خاص. قوله : (مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله) أي حيث صدر بقوله كتب على حد : زيد أبوك عطوفا ، واستشكل بأن المصدر المؤكد لا يعمل مع أنه عامل في قوله على المتقين ، فالأحسن أن يجعل مصدرا مبينا للنوع إلا أن يقال يتوسع في الظرف والمجرورات ما لا يتوسع في غيرها لأنه يكتفي فيها بأي عامل ولو ضعيفا قوله : (وهذا منسوخ) أي الحكم لا التلاوة فحكمها حكم القرآن. قوله : (بآية الميراث) أي قوله تعالى : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) الآيات. قوله : (لا وصية لوارث) صدره إن الله أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية إلخ. قوله : (أي الإيصاء) أي أو المعروف أو الوصية. قوله : (من شاهد ووصي) بيان لمن. قوله : (علمه) أي ولو لم يسمعه من الموصي. قوله : (أي الإيصال المبدل) أو المعروف. قوله : (فيه إقامة الظاهر إلخ) أي مع مراعاة معنى من ، ولو راعى لفظها لقال على الذي بدله ، ولو أضمر لقال عليه.