والحوامي (وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا) عند ذبحها بل يذكرون اسم أصنامهم ونسبوا ذلك إلى الله (افْتِراءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ) (١٣٨) عليه (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ) المحرمة وهي السوائب والبحائر (خالِصَةٌ) حلال (لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا) النساء (وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً) بالرفع والنصب مع تأنيث الفعل وتذكيره (فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ) الله (وَصْفَهُمْ) ذلك بالتحليل والتحريم أي جزاءه (إِنَّهُ حَكِيمٌ) في صنعه (عَلِيمٌ) (١٣٩) بخلقه (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا) بالتخفيف والتشديد (أَوْلادَهُمْ) بالوأد (سَفَهاً) جهلا (بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ) مما ذكر (افْتِراءً عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) (١٤٠) (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ) خلق (جَنَّاتٍ) بساتين (مَعْرُوشاتٍ) مبسوطات على الأرض كالبطيخ (وَغَيْرَ
____________________________________
(كالسوائب والحوامي) أي والبحائر. قوله : (ونسبوا ذلك) أي التقسيم إلى الأقسام الثلاثة ، بأن قالوا : قسم حجر أي ممنوع منه بالكلية ، وقسم لا يركب وإن كان يجوز أخذ لبه وأولاده ، وقسم لا يذكر اسم الله عليه عند الذبح ، وإنما يذكر اسم الصنم ، وقوله : (افْتِراءً) معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله ونسبوا ذلك. قوله : (بِما كانُوا يَفْتَرُونَ) أي بسبب افترائهم.
قوله : (وَقالُوا) هذا إشارة لنوع آخر من أنواع قبائحهم. قوله : (ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ) أي نتاج الأنعام والسوائب والبحائر ، فما ولد منها حيا فهو حلال للذكور خاصة ، وما ولد منها ميتا فهو حلال للذكور والإناث. قوله : (خالِصَةٌ) خبر عن ما باعتبار معناها ، وقوله : (وَمُحَرَّمٌ) خبر عنها باعتبار لفظها. قوله : (مع تأنيث الفعل) أي باعتبار معنى ما وهو الأجنة ، وهذا على النصب ، وأما على الرفع فباعتبار تأنيث الميتة ، وقوله : (وتذكيره) أي باعتبار لفظ ما على قراءة النصب ، وباعتبار أن تأنيث الميتة مجازي على قراءة الرفع ، فالقراءات أربع وكلها سبعية ، وكان ناقصة في النصب ، واسمها ضمير يعود على ما ، وتامة في الرفع فاعلها ميتة. قوله : (فَهُمْ فِيهِ) أي ذكورهم وإناثهم يأكلون منه جميعا. قوله : (وَصْفَهُمْ) أي جزاء وصفهم ، والمراد بوصفهم التحليل والتحريم الذي اخترعوه ، فالباء في قوله : (بالتحليل والتحريم) لتصوير الوصف. قوله : (إِنَّهُ حَكِيمٌ) تعليل لمجازاته إياهم ، أي فمن أجل حكمته وعلمه لا يترك جزاءهم.
قوله : (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا) أي في الدنيا باعتبار السعي في نقص عددهم وإزالة ما أنعم الله به عليهم ، وفي الآخرة باستحقاق العذاب الأليم. قوله : (بالتخفيف والتشديد) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله : (جهلا) روى البخاري عن ابن عباس قال : إذا سرك أن تعلم جهل العرب ، فاقرأ ما فوق الثلاثين والمائة من الأنعام : (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ) إلى قوله (وَما كانُوا مُهْتَدِينَ). قوله : (وَحَرَّمُوا) معطوف على قتلوا ، فهو صلة ثانيه. قوله : (افْتِراءً) معمول لحرموا. قوله : (قَدْ ضَلُّوا) أي عن الطريق المستقيم ، وقوله : (ما كانُوا مُهْتَدِينَ) فيه إعلام بأن هؤلاء الذين فعلوا هذا الفعل ، يموتون على الضلال ، كأن الله يقول لنبيه : لا تعلق آمالك بهداهم.
قوله : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ) هذا امتنان من الله على عباده وبيان أن كل نعمة منه. قوله : (جَنَّاتٍ) المراد بها جميع ما ينبت أعم من أن يكون بساتين ، أو لا بدليل ما بعده من باب تسمية الكل