الظاء وفي قراءة بالتخفيف على حذفها تتعاونون (عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ) بالمعصية (وَالْعُدْوانِ) الظلم (وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى) وفي قراءة أسرى (تُفادُوهُمْ) وفي قراءة تفادوهم تنقدوهم من الأسر بالمال أو غيره وهو مما عهد إليهم (وَهُوَ) أي الشأن (مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ) متصل بقوله وتخرجون والجملة بينهما اعتراض أي كما حرم ترك الفداء وكانت قريظة حالفوا الأوس والنضير الخزرج فكان كل فريق يقاتل مع حلفائه ويخرب ديارهم ويخرجهم فإذا أسروا فدوهم وكانوا إذا سئلوا لم تقاتلونهم وتفدونهم قالوا أمرنا بالفداء فيقال فلم تقاتلونهم فيقولون حياء أن تستذل حلفاؤنا ، قال تعالى : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ) وهو الفداء (وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) وهو ترك القتل والإخراج والمظاهرة (فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ) هوان وذل (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) وقد خزوا بقتل قريظة ونفي النضير إلى الشام وضرب الجزية (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (٨٥) بالياء والتاء (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ
____________________________________
قوله : (في الأصل) أي بعد قلبها ظاء ، قوله : (بالتخفيف) أي بحذف التاء الثانية التي ليست للمضارعة ، ولم تحذف التي للمضارعة لأنه أتى بها المعنى. قوله : (بِالْإِثْمِ) يجمع على آثام قوله : (وفي قراءة اسرى) أي بالإمالة وهي لحمزة وكل منهما جمع لأسير ، قوله : (وفي قراءة تفادوهم) الحاصل أن القراءات خمس أسرى بالإمالة مع تفدوهم فقط أسارى بالإمالة وعدمها مع تفدوهم وتفادوهم. وقوله : (أي الشأن) ويقال ضمير القصة يفسره ما بعده ، قال ابن هشام ويختص بخمسة اشياء كونه مفردا ولو كان مرجعه مثنى أو مجموعا ، وتأخير مرجعه وكونه جملة ولا يعمل فيه إلا الابتداء أو الناسخ ولا يتبع.
قوله : (مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ) مبتدأ وخبر والجملة خبر ضمير الشأن ولم تحتج لرابط لأنها عين المبتدأ في المعنى. قوله : (والنضير) معطوف على قريظة والعامل فيه كانت ، وقوله الخزرج معطوف على الأوس والعامل فيه حالفوا ففيه العطف على معمولي عاملين مختلفين قصدا للإختصار ، ويحتمل أن الخزرج معمول لمحذوف التقدير حالفوا والحاصل أن الأوس والخزرج فرقتان في المدينة وهم الأنصار وكان بينهما عداوة ولم يرسل لهم نبي غير رسول الله ، وأما قريظة وبنو النضير فكانوا مكلفين بشريعة موسى وكانوا اذلاء ، فاستعز قريظة بالأوس وبنو النضير بالخزرج ، فكان إذا اقتتل الأوس مع الخزرج قاتل مع كل حلفاؤه ، فإذا أسر حلفاء قريظة أسيرا من بني النضير افتداه قريظة وبالعكس فإذا سئلوا عن القتال أجابوا بأنهم قاتلوا خشية أن يستذل من استعزوا به ، وعن الفداء أجابوا بأننا أمرنا به. قوله : (أَفَتُؤْمِنُونَ) أي تصدقون بالعمل به قوله : (وقد خزوا) أصله خزيوا استثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان الياء والواو حذفت الياء لالتقاء الساكنين وقلبت كسرة الزاي ضمة لمناسبة الواو. قوله : (بقتل قريظة) أي حين دخل النبي المدينة وأسلم الأوس والخزرج ، فعزاهم النبي وأصحابه إلى أن نزلوا على حكم سعد بن معاذ فحكم فيهم بقتل شجعانهم وسبي ذراريهم ونسائهم فقتل منهم سبعمائة ، وكان ذلك في السنة الرابعة من الهجرة. قوله : (ونفي النضير إلى الشام) أي مع كل واحد حمل بعير من طعام لا غير. قوله : (وضرب الجزية) أي على من بقي من قريظة وسكن خيبر ، وعلى بني النضير بعد ذهابهم إلى الشام. قوله : (يُرَدُّونَ) وقرىء شاذ بالتاء. قوله : (بالياء والتاء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله : (بأن