لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ) نترك (ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا) به من العذاب (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٧٠) في قولك (قالَ قَدْ وَقَعَ) وجب (عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ) عذاب (وَغَضَبٌ أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها) أي سميتم بها (أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ) أصناما تعبدونها (ما نَزَّلَ اللهُ بِها) أي بعبادتها (مِنْ سُلْطانٍ) حجة وبرهان (فَانْتَظِرُوا) العذاب (إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (٧١) ذلكم بتكذيبكم لي فأرسلت عليهم الريح العقيم (فَأَنْجَيْناهُ) أي هودا (وَالَّذِينَ مَعَهُ) من المؤمنين (بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنا دابِرَ) القوم (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) أي استأصلناهم (وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ) (٧٢) عطف على كذبوا (وَ) أرسلنا (إِلى ثَمُودَ) بترك الصرف مرادا به القبيلة (أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ) معجزة (مِنْ
____________________________________
برضا الله وزيادة النعم ، لأن شكر النعم مما يديمها ويزيدها.
قوله : (قالُوا أَجِئْتَنا) أي جوابا بالنصحة لهم. قوله : (وجب) أي حق وثبت ، والتعبير بالماضي إشارة إلى أنه واقع لا محالة. قوله : (وَغَضَبٌ) عطف سبب على مسبب. قوله : (فِي أَسْماءٍ) أي مسميات. قوله : (أصناما) قدره إشارة إلى مفعول سميتموها الثاني. قوله : (فأرسلت عليهم الريح العقيم) وكانت باردة ذات صوت شديد لا مطر فيها ، وكانت وقت مجيئها في عجز الشتاء وابتدأتهم صبيحة الأربعاء لثمان بقين من شوال ، وسخرت عليهم سبع ليال وثمانية أيام ، فأهلكت رجالهم ونساءهم وأولادهم وأموالهم ، بأن رفعت ذلك في الجو فمزقته ، وفي رواية بعث الله عزوجل الريح العقيم ، فلما دنت منهم نظروا إلى الإبل والرجال تطير بهم الريح بين السماء والأرض ، فلما رأوها بادروا إلى البيوت فدخلوها وأغلقوا الأبواب ، فجاءت الريح فقلعت أبوابهم ودخلت عليهم فأهلكتهم فيها ، ثم أخرجتهم من البيوت ، فلما أهلكتهم أرسل الله عليهم طيرا أسود فنقلتهم إلى البحر فألقتهم فيه ، وقيل إن الله تعالى أمر الريح فأمالت عليهم الرمال ، فكانوا تحت الرمال سبع ليال وثمانية أيام يسمع لهم أنين تحت الرمل. ثم أمر الريح فكشفت عنهم الرمل ثم احتملتهم فرمت بهم في البحر. قوله : (وَالَّذِينَ مَعَهُ) أي وكانوا شرذمة قليلة يكتمون إيمانهم ، وسبب نجاتهم أنهم دخلوا في حظيرة فصار يدخل عليهم من الريح ما يلتذون به ، ثم بعد ذلك أتوا مكة مع هود ، فعبدوا الله فيها حتى ماتوا. قوله : (أي استأصلناهم) أي لم نبق منهم أحدا. قوله : (عطف على كذبوا) أي وفائدته وإن علم منه الإشارة إلى أن الله علم عدم إيمانهم ، وأنهم لو بقوا ما آمنوا ، أي فلا تحزن عليهم أيها السامع.
قوله : (وَإِلى ثَمُودَ) تقدم أنه معطوف على قوله : (لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً) عطف قصة على قصة ، وثمود قبيلة سموا باسم جدهم ثمود بن عابر بن سام بن نوح. قوله : (بترك الصرف) أي للعلمية والتأنيث. ولو أريد به الحي لصرف.
قوله : (أَخاهُمْ) أي في النسب لأنه ابن عبيد بن آسف بن ماسح بن عبيد بن حاذر بن ثمود المتقدم ، وكان بين صالح وهود مائة سنة ، وعاش صالح مائتين وثمانين سنة. قوله : (صالِحاً) بدل من أخاهم أو عطف بيان عليه. (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) علة لقوله : (اعْبُدُوا اللهَ). وقوله : (قَدْ جاءَتْكُمْ