الوجود إمّا صفة للموجود أو متّحد معه نحوا من الاتّحاد ؛ فلو انتزع من الجاعل لم يكن وصفا للمجعول ولا متّحدا معه وإلّا لزم اتّحاد الجاعل والمجعول على أنّ ثبوت الارتباط حينئذ لا يعقل كما لا يخفى وجهه. نعم ذات الفاعل مفيد للوجود وليس الكلام فيه.
ولا يمكن أيضا أن يكون المنشأ نحو الجعل والعلّية ؛ إذ (١) المراد به إمّا الجاعلية بالفعل أو بالإمكان ؛ فهي صفة للجاعل وليست صفة للمجعول ولا متّحدة معه أو المجعولية والمعلولية كذلك ؛ فهي وإن كانت صفة للمجعول لكن تحقّقها بعد وجود المجعول وتحقّقه / B ٢٩ / فكيف يكون منشأ لوجوده؟!
وأيضا : الإضافة فرع تحقّق المضافين ومتأخّرة عنهما بالوجود ؛ فلا تكون متقدّمة عليهما أو على أحدهما ولا منشأ لوجود أحدهما ولا أمرا آخر وراء ما ذكر نحو شأن من شئون الوجود الحقيقي ووجه من وجوهه وتجلّياته الفائضة من مبدئها مجهولة الكنه والماهيّة ظاهرة الوجود والإنّية متخالفة بالحقيقة وبتبعية عوارضها ولواحقها التي هي الماهيّات وتوابعها ؛ لأنّ هذا (٢) الشأن أو الوجه إن كان أمرا اعتباريا لم يمكن أن يكون منشأ لانتزاع (٣) الوجود وإن كان أصيلا (٤) عينيا.
[١.] فإمّا أن يكون عين الماهيّة الممكنة ، فيلزم كونها واجبة الوجود وخلاف الفرض أيضا ؛ إذ المفروض زيادة الوجود.
[٢.] أو جزؤها ، فيلزم تركّبها من الوجود وغيرها.
[٣.] أو عارضها ، فيكون معروضها ـ وهو الماهيّة ـ متقدّما عليه بالوجود.
واللوازم بأسرها باطلة. فلم يبق من الاحتمال إلّا كون هذا النحو من الوجود وهذا الشأن من الشئون ـ وهو المعبّر عنه بالوجود الخاصّ ـ أمرا عينيا متحقّقا
__________________
(١). س : ان.
(٢). س : هذ.
(٣). س : الانتزاع.
(٤). س : اصليا.